أحداث السبت 22 أذار 2014
المعارضة «تقتحم» معقل النظام للحصول على «واجهة بحرية»
لندن، واشنطن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –
سيطر مقاتلو المعارضة السورية أمس على عدد من المواقع في ريف اللاذقية غرب البلاد معقل النظام السوري بينها معبر كسب الحدودي مع تركيا في غرب سورية، وسط معلومات عن سعي المعارضة للسيطرة على بلدة سلمى ما يوفر لها «واجهة» على البحر المتوسط.
وقالت مصادر المعارضة ان النظام ارسل تعزيزات الى مناطق المواجهات وإن شبكة الاتصالات لطائراته تعرضت لتشويش لمنعها من الاقتراب من حدود تركيا. ولجأت القوات النظامية في محاولتها صد الهجوم إلى الطيران الحربي «الذي نفذ غارات جوية على الحدود السورية – التركية»، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وشمل تقدم مقاتلي المعارضة في الغرب السيطرة على مخفر حدودي وبعض المباني على أطراف مدينة كسب الحدودية بعد ايام من إعلان «جبهة النصرة» و»حركة شام الإسلام» و»كتائب أنصار الشام»، إطلاق «معركة الأنفال» في المحافظة الساحلية التي تُعد معقلاً مهماً للنظام. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن: «دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة وحركة شام الإسلام وكتائب أنصار الشام في محيط مدينة كسب».
وأوضحت مصادر المعارضة لـ «الحياة» ان العملية بدأت من محورين: الأول قرب بلدة يلداغي التركية الحدودية مع معبر كسب، والمحور الثاني من بلدة ربيعة الواقعة تحت سيطرة «الجيش الحر»، مشيرة الى ان مقاتلي المعارضة سيطروا في البداية على معبر كسب وجبل النسر المقابل للمعبر، ثم جرت السيطرة على مخافر حدود في جبل الأقرع، مع تردد معلومات عن السيطرة على «مرصد 45» في جبل التركمان. واستهدف مقاتلو المعارضة امدادات قوات النظام على طريق اللاذقية – كرسانا – كسب، حيث قتل عدد من عناصر النظام، وفق مصادر المعارضة التي افادت بأن مقاتليها وصلوا إلى مشارف قرية السمرا القريبة من كسب عبر محاولات تسلل عدة، ما يعني وصول المعارضة الى «واجهة بحرية» في حال السيطرة عليها.
وكانت «جبهة النصرة» و»حركة شام الإسلام» و»كتائب أنصار الشام» أعلنت الثلثاء عن بدء «معركة الأنفال» وذلك «لضرب العدو بخطة محكمة في عقر داره»، وذلك في شريط مصور بث على موقع «يوتيوب» الإلكتروني، ووزعه «المرصد» الذي افاد لاحقاً بأن «الاشتباكات استمرت بين مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة وجبهة النصرة من طرف والقوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من طرف آخر في منطقة الصخرة ومحيط بلدة كسب ومناطق أخرى، وسط استقدام القوات النظامية تعزيزات عسكرية إلى المنطقة».
وأوقفت أول قافلة تابعة للأمم المتحدة تحمل مساعدات من تركيا إلى سورية بعد أقل من 24 ساعة على بدء المهمة الإنسانية التي طال انتظارها، وألقى مسؤول مساعدات باللائمة على «عراقيل إدارية» وضعتها الحكومة السورية.
تزامن هذا مع تصريحات للسفير الأميركي السابق إلى سورية روبرت فورد رسم فيها صورة متشائمة حول الوضع في سورية، محذراً من التفكك في حال عدم الوصول إلى حل سياسي. ولفت إلى أن نظام الرئيس بشار الأسد يستخدم سلاح التجويع والاعتماد على «حزب الله» وميلشيات شيعية للتعويض عن النقص في عدد مقاتليه.
ونصح فورد في محاضرة أمام معهد وودرو ويلسون الأميركي ليل الخميس – الجمعة المعارضة السورية بالتواصل مع العلويين، وانتقد ترددها وتأخرها في نبذ مجموعات على صلة بتنظيم «القاعدة» مثل «جبهة النصرة» و «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، لافتاً إلى أن الطموح الشخصي والمنافسة بين شخصيات المعارضة منذ بداية الأزمة السورية قبل ثلاث سنوات تسببا في انقسام المعارضة.
وفي دمشق، قال «المرصد» ان ستة مواطنين بينهم طفلان وثلاث سيدات قتلوا «جراء قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة قدسيا» غرب دمشق ظهر أمس. وأفاد «الجيش الحر» في بيان بأن مقاتليه سيطروا على «حاجز قصاد والصوامع (في درعا بين دمشق وحدود الأردن) بعد حصار دام شهرين. ويعد المربع الأمني المكون من السجن المركزي وحاجز قصاد والصوامع محرراً بالكامل».
عبد الله الثاني لـ«الحياة»: تقسيم سورية كارثة للمنطقة
عمان – غسان شربل
حذر الملك عبد الله الثاني من أن «أي تقسيم لسورية سيخلق مشاكل خطرة للشعب السوري والمنطقة برمتها»، مشدداً على أن «كل سيناريوات التقسيم كارثية النتائج». واعتبر أن التقسيم والتفكك «سيُنتجان كيانات هشة تشكل عبئاً أمنياً وبشرياً على جيران سورية وقد يغذي ذلك توجهات انفصالية خطرة في المنطقة».
وشدد الملك عبد الله الثاني على ضرورة ضمان وحدة سورية و «إنجاز حل سياسي وعملية انتقالية وسلمية شاملة بما ينقذ سورية ويجنبها والمنطقة مزيداً من العنف والفتنة والخراب»، لافتاً إلى تصاعد المخاطر الإرهابية مع استمرار النزاع ومشيراً إلى أن «أكثر من ستين جنسية تقاتل في سورية».
سألت «الحياة» العاهل الأردني عن انطباعاته بعد لقائه الأخير مع الرئيس باراك أوباما الذي استغرق ساعتين ونصف الساعة. قال: «كان الرئيس أوباما واضحاً في تأكيده على العلاقة التاريخية والاستراتيجية بين الولايات المتحدة وأصدقائها من الدول العربية وحرصه على أمن المنطقة واستقرارها». وأشار إلى أن «الإدارة الأميركية واضحة في ربط موضوع الحوار مع إيران بسقف زمني محدد وبحسب النتائج».
وشدد على «أن تعزيز العلاقات وتقارب وجهات النظر بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة هو مدخل مهم لاستقرار المنطقة». وأضاف: «آمل أن توفر زيارة الرئيس أوباما المقبلة (إلى السعودية) نافذة لإحراز تقدم إيجابي في مسائل ترتبط بعملية السلام والوضع في سورية. ومن الضروري والمفيد استماع الإدارة الأميركية إلى آراء ووجهات نظر الأشقاء في المملكة العربية السعودية فهي الدولة العربية الأكثر تأثيراً».
وشدد على أهمية الدور المحوري لمصر في استقرار المنطقة، لافتاً إلى أن الوضع فيها يتطلب «قيادة قوية تتمتع بثقة غالبية المصريين وحكيمة وقادرة…»، داعياً إلى تطبيق «خريطة الطريق» ومعتبراً «أن الشعب المصري سيُقرر، والتاريخ سيُبين من عمل لمصر ومن عمل ضدها».
وتطرق إلى الوضع في لبنان متحدثاً عن مؤشرات مقلقة. وقال: «قلبنا على لبنان ومعه لأنه الأكثر تأثراً من الأزمة السورية في ظل تركيبته الديموغرافية».
ولاحظ «أن تركيبة لبنان لا تحتمل من أي طرف لبناني أن يتدخل في الأزمة السورية فيُقحم كل لبنان في تبعات هذه الأزمة».
وبعدما شدد على أن حل الدولتين هو الحل الوحيد، وقال إن الأردن سيقبل بما يتفق عليه الفلسطينيون والإسرائيليون تحت رعاية أميركية «وبما لا يمس سيادة الأردن بالتأكيد وبما يضمن السيادة الفلسطينية الكاملة».
وعن وجود سرب من الطائرات الأميركية في الأردن وبطارية صواريخ «باتريوت»، قال: «علينا مسؤولية حماية الأردنيين… فالحيطة الآن أفضل من الأسف لاحقاً لا قدر الله»، مضيفاً: «كيف يمكن أن نطمئن والإقليم من حولنا ملتهب».
وعن احتمال انعكاس الأزمة في أوكرانيا على الوضع السوري، حذر العاهل الأردني من «أن أي إهمال للأزمة السورية أو تباطؤ في معالجتها سيزيد من تعقيداتها وستصبح أكثر صعوبة وخطورة وسيدفع المجتمع الدولي بأسره الثمن».
مصدر بالجيش السوري: سيطرنا على النصف الغربي من حمص
حمص ـ رويترز
أعلن ضابط بالجيش السوري الجمعة وهو يقف عند أبواب قلعة الحصن التاريخية التي استعادوها من قبضة مقاتلي المعارضة قبل أقل من 24 ساعة، أن القوات الموالية للرئيس بشار الأسد تسيطر حالياً على النصف الغربي لمحافظة حمص.
وقال الضابط السوري لـ”رويترز” من دون أن يذكر اسمه ان الضواحي الغربية لحمص تم “تطهيرها” الآن من الجماعات “الإرهابية” واضاف ان المنطقة تعتبر آمنة بنسبة مئة في المئة. وجاب جنوده القلعة التي يعود تاريخها الى نحو 900 عام.
ويأتي تأمين المنطقة بعد مكاسب تحققها القوات الحكومية على مدى ثلاثة أشهر في مواجهة جماعات المعارضة ويحقق هدفين رئيسيين يتمثل الأول في قطع طرق إمدادات القوات المعارضة من لبنان الذي يتاخم حمص، والآخر في تأمين الطريق السريع الذي يربط العاصمة بالمناطق الساحلية.
وتمثل السيطرة على الطريق أهمية خاصة للأسد، لأنه يستخدم لنقل شحنات الأسلحة الكيماوية لنقلها إلى خارج البلاد وتدميرها بموجب اتفاق دولي.
وتعزو السلطات السورية التي تواجه تمرداً منذ ثلاث سنوات التأخر لأشهر عن الجدول المقرر إلى مشاكل أمنية وتشير إلى محاولات هجوم وقعت الشهر الماضي على القوافل التي تحمل المواد الكيماوية.
وتنتشر العديد من نقاط التفتيش التابعة للجيش على الطريق الذي يمتد مسافة 160 كيلومترا بين دمشق وقلعة الحصن المدرجة على قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمي لكن لا توجد إشارة على أي تواجد لقوات المعارضة.
ومرت قافلة للجيش ولصحافيين على عدة بلدات في نطاق جبل القلمون والتي سيطر الجيش عليها مؤخرا أيضا.
ورفع جنود سوريون العلم الوطني على أسوار قلعة الحصن بعد ثلاثة أشهر من محاصرتها. وجاء سقوطها بعد سيطرة الجيش يوم الأحد الماضي على يبرود وهي واحدة من أواخر البلدات التي تخضع لسيطرة المعارضين على الطريق السريع بين دمشق وحمص.
وقتل أكثر من 140 ألف شخص جراء الصراع في سورية.
المعارضة تقتحم معقل النظام في اللاذقية… وتواصل التقدم في درعا
لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –
سيطر مقاتلو المعارضة السورية أمس على عدد من المواقع التابعة للنظام والميلشيات الموالية بينها معبر كسب الحدود مع تركيا في غرب سورية، في وقت واصل مقاتلو «الجيش الحر» السيطرة على مراكز إضافية في درعا بين دمشق وحدود الأردن. وسجل امس سقوط قتلى بينهم أطفال بغارات على قدسيا غرب دمشق.
وشمل تقدم مقاتلي المعارضة في غرب البلاد السيطرة على مخفر حدودي وبعض المباني على أطراف مدينة كسب الحدودية، بعد ايام من إعلان «جبهة النصرة» و»حركة شام الإسلام» و»كتائب أنصار الشام»، إطلاق «معركة الأنفال» في المحافظة الساحلية التي تعد معقلاً مهماً لنظام الرئيس بشار الأسد.
وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن: «دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة وحركة شام الإسلام وكتائب أنصار الشام في محيط مدينة كسب» الحدودية مع تركيا في محافظة اللاذقية غرب سورية». وأشار إلى ان المقاتلين «سيطروا على نقاط مراقبة حدودية، الا انهم لم يتمكنوا بعد من السيطرة على المعبر»، موضحاً ان المقاتلين قفصوا بقذائف الهاون والصواريخ «مناطق في كسب، وسط اغلاق القوات النظامية طريق رأس البسيط – كسب بالتزامن مع استهداف الكتائب الإسلامية المقاتلة تمركزات القوات النظامية في المنطقة بالرشاشات الثقيلة».
ولجأت القوات النظامية في صد الهجوم إلى الطيران الحربي «الذي نفذ غارات جوية على الحدود السورية التركية»، وفق «المرصد».
وقال الإعلام الرسمي السوري إن المقاتلين يشنون هجماتهم «من الأراضي التركية». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن «وحدات من جيشنا الباسل تتصدى لمحاولات تسلل مجموعات إرهابية من الأراضي التركية والاعتداء على بعض المعابر الحدودية في ريف اللاذقية الشمالي». وتحدثت الوكالة عن مقتل 17 مقاتلاً من هذه المجموعات «بينهم ما يسمى «أمير جبهة النصرة» في الريف الشمالي في اللاذقية».
وكانت «جبهة النصرة» و»حركة شام الإسلام» و»كتائب أنصار الشام» أعلنت الثلثاء عن بدء «معركة الأنفال» وذلك «لضرب العدو بخطة محكمة في عقر داره»، وذلك في شريط مصور بث على موقع «يوتيوب» الإلكتروني، ووزعه «المرصد السوري». وجاء في البيان «أننا في الساحل السوري قد سحبنا السيوف من أغمادها، ولن تعود حتى يأمن أهلنا على ارض سوريا من ظلمكم، ويفك الحصار عن كل المدن، ويخرج الأسرى من غيابات سجونكم».
وتعد محافظة اللاذقية الساحلية، احد ابرز معاقل النظام السوري، وتضم مسقط رأسه القرداحة. وبقيت المحافظة هادئة نسبياً منذ اندلاع النزاع السوري منتصف آذار (مارس) 2011، الا ان المسلحين المناهضين للنظام يتحصنون في بعض أريافها الجبلية، لا سيما في اقصى الشمال قرب الحدود التركية.
وفي وسط البلاد، أفاد «المرصد» بحصول «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وكتائب إسلامية عدة مقاتلة من جهة اخرى على الجهة الجنوبية لبلدة مورك في حماة، ما أدى الى إعطاب دبابة ثالثة للقوات النظامية واستشهد مقاتل من الكتائب المقاتلة خلال اشتباكات مورك، ترافق مع قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة اللطامنة» في ريف حماة. كما شن الطيران على ريف ادلب المجاور في شمال غربي البلاد، وسقط قتلى بغارة على مدينة كفرنبل في جبل الزاوية.
وفي دمشق، قال «المرصد» ان ستة مواطنين بينهم طفلان وثلاث سيدات قتلوا «جراء قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة قدسيا» غرب دمشق ظهر أمس، فيما «قتل طفل ورجل برصاص قناص من القوات النظامية أثناء خروجهما من مخيم الوافدين قرب مدينة دوما وفق نشطاء من المنطقة». ونفّذ الطيران الحربي «غارتين جويتين على محيط إدارة الدفاع الجوي المحاصرة من قبل مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة قرب بلدة المليحة، وسط اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية في المنطقة. وقتل أربعة مواطنين بينهم مواطنتان ورجل من عائلة واحدة من مدينة دوما جراء قصف القوات النظامية». وأشار «المرصد» إلى حصول مواجهات بين قوات «الجبهة الشعبية – القيادة العامة» بزعامة أحمد جبريل الموالية للنظام ومقاتلي المعارضة في مخيم اليرموك جنوب دمشق، بالتزامن مع توزيع مساعدات للأهالي المحاصرين من قوات النظام.
وبين دمشق ودرعا، أفاد «الجيش الحر» في بيان بأن مقاتليه وفي «مناسبة الذكرى الثالثة للثورة السورية التي انطلقت من درعا الصمود في الـ 18 من الشهر الجاري في 2011، تم تحرير حاجز قصاد والصوامع بعد حصار دام شهرين بسواعد الجيش الحر الذين استبسلوا استبسالاً كبيراً». وأضاف: «يعد المربع الأمني المكون من السجن المركزي وحاجز قصاد والصوامع محرراً بالكامل. وتم استحواذ دبابتين وعربتين وعدد من الأسلحة الفردية وقتل عدد كبير من عصابات النظام التي حاولت الانسحاب والسيطرة على القمح الموجود في الصوامع».
مقاتلون إسلاميون يُحرزون تقدّماً في هجوم على معبر كسب مع تركيا
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
بعد التقدم الذي احرزته القوات النظامية السورية في الايام الاخيرة في منطقة القلمون بريف دمشق الشمالي وفي قلعة الحصن بريف حمص الغربي، شن مقاتلون اسلاميون هجوماً على ما يبدو انطلاقاً من الاراضي التركية على معبر كسب الحدودي في محافظة اللاذقية حيث احرزوا بعض التقدم باستيلائهم على قمة الصخرة الاستراتيجية المشرفة على بلدة كسب.
وسجل تقدم المعارضة بعد ايام من اطلاق “جبهة النصرة” الموالية لتنظيم “القاعدة” و”حركة شام الاسلام” و”كتائب انصار الشام”، “معركة الانفال” في المحافظة الساحلية التي تعد معقلا “بارزا” للنظام السوري.
واتهم نظام الرئيس السوري بشار الاسد تركيا بتسهيل دخول المقاتلين، وطالب مجلس الامن “بادانة هذا الاعتداء الارهابي”، كما جاء في رسالة من المندوب السوري الدائم لدى الامم المتحدة السفير بشار الجعفري الى الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون ورئيس مجلس الامن.
وقصف المقاتلون بقذائف الهاون والصواريخ مناطق في كسب وقرية كرسانا ذات الغالبية العلوية المجاورة لها، مع اقفال القوات النظامية طريق رأس البسيط – كسب بالتزامن مع استهداف الكتائب المقاتلة مراكز للقوات النظامية “بالرشاشات الثقيلة”.
وأعلنت “جبهة النصرة” مقتل أميرهِا في منطقة اللاذقية سنافي النصر خلال “معركة الأنفال”. وأشارت إلى أنه “من الذين أرسلهم (تنظيم) القاعدة في خراسان إلى الشام “.
وكانت “جبهة النصرة “أعلنت في وقت سابق مقتل القيادي البارز أبو عمر التركماني في اللاذقية.
في غضون ذلك، تواصلت اعمال العنف في مناطق عدة. ففي قدسيا، احدى ضواحي دمشق، افيد عن مقتل “ستة مواطنين بينهم طفلان وثلاث سيدات، من جراء قصف الطيران الحربي”.
وفي حلب، تحدثت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عن “استشهاد ستة مواطنين واصابة 20 آخرين بجروح من جراء سقوط قذائف هاون أطلقها إرهابيون على حيي التلل وشارع النيل” اللذين يسيطر عليهما النظام.
كما استهدف المعارضون المسلحون منشآت حكومية في محافظة درعا وشنوا هجوما صاروخيا على ما يعتقد انه نقطة تفتيش الصوامع وثكن لقوات النظام.
وفي منطقة داريا بدمشق أظهرت مشاهد صورها هواة وحملت على الانترنت، اللحظة التي أسقطت فيها قوات النظام على ما يبدو قنبلة على أحد الأحياء. وتصاعدت سحابة كثيفة من الدخان بعد الانفجار.
معركة كسب: هجوم متعثر للمعارضة
موسكو: القدرة الكيميائية لسوريا تبلغ الصفر
سعت فصائل من المعارضة السورية المسلحة أمس، الى محاولة الرد على النكسات العسكرية التي أصيبت بها في الأيام الأخيرة في منطقة القلمون، وتحديداً في يبرود ومحيطها، وفي ريف حمص كما جرى في قلعة الحصن، من خلال الإعلان عن فتح معركة جديدة في جبهة الساحل السوري، والسعي الى احتلال بلدة كسب الحدودية مع تركيا ومحاولة تهديد مدينة اللاذقية وريفها.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس، أن دمشق خفّضت قدراتها الكيميائية العسكرية إلى مستوى الصفر تقريباً.
وأفادت دائرة الإعلام والصحافة في الوزارة أنه تمّت في سوريا إزالة قدرات إنتاج الأسلحة الكيميائية والمعدّات الضرورية لإعدادها، وكل وسائل نقلها. كما أشارت إلى أن المادة السامة الوحيدة الجاهزة للاستخدام التي كانت تملكها دمشق وهي غاز الخردل، وقد نقلت إلى خارج البلاد.
وكان الهجوم الكبير للمسلحين بما أطلقوا عليه اسم «معركة الأنفال»، خطوة متوقعة في إطار محاولة الثأر على تهاوي دفاعاتهم ومواقعهم في الأيام الماضية. كما أن هذا التطور الميداني، قابلته تصريحات لافتة للسفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد، الذي قال إن الطموح الشخصي والمنافسة بين شخصيات المعارضة منذ بداية الأزمة السورية قبل ثلاث سنوات، تسببا في انقسامها، مؤكداً عدم اتفاقها على قرار سوري محض بشأن مستقبل البلاد، بل اتباعها مواقف داعميها من دول المنطقة كقطر وتركيا «التي تدعم العناصر الأكثر تشدداً».
وإلى جانب محاولة التعويض ورفع معنويات الفصائل المسلحة، يضاف الى أسباب هجوم الساحل، الانسحاب المفاجئ لعناصر «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) من مقارهم في الساحل السوري، بعد تذرع الفصائل الأخرى بأنها لا تجرؤ على فتح معركة الساحل بسبب خوفها من غدر التنظيم وطعنه لها في الظهر كما حدث في أماكن أخرى.
وكان انسحاب «داعش» خلال الأسبوع الماضي من كل مقاره في جبل الأكراد وريف اللاذقية الشمالي، بمثابة إشارة واضحة إلى أن الساعة الصفر في الساحل قد حانت. وفي هذا السياق تؤكد معلومات لـ«السفير» أن المعركة كانت مقررة منذ أشهر، إلا أن المواجهات بين «داعش» و«لواء الهجرة إلى الله» تسببت بتأجيلها آنذاك.
وقال بيان مصوّر صادر عن الفصائل المشاركة في المعركة، إنه تم إنشاء غرفة عمليات موحدة بقيادة «أنصار الشام» و«جبهة النصرة» و«شام الإسلام»، مذكراً بأن هذه العملية تأتي بعد إعداد «دام أكثر من سبعة أشهر تم فيه تجميع العدة والعتاد والرجال».
وانطلقت شرارة المعركة من محيط معبر كسب الحدودي الذي شهد هجوماً بأعداد كبيرة من عدة محاور: محور الصخرة ومحور نبع المر ومحور السمرا، مع معلومات عن دخول قسم من المهاجمين من داخل الأراضي التركية.
وشاركت في الهجوم على معبر كسب بنحو خاص «كتائب أنصار الشام» (الجبهة الإسلامية)، بينما كانت قذائف الهاون والقذائف الصاروخية تنطلق باتجاه القرى والمناطق الخاضعة لسلطة الحكومة السورية. وقد ذكر مصدر ميداني من الفصائل المهاجمة أن غاية إطلاق الصواريخ على هذه المناطق قطع خطوط الإمداد ومنع الجيش السوري من إرسال تعزيزات إلى جبهة كسب.
وبالرغم من ذلك، فإن الجيش السوري كان يحشد تعزيزاته في المنطقة مستدعياً المزيد من وحداته ومن قوات الدفاع الوطني واللجان الشعبية، كما ذكر مصدر ميداني لـ«السفير».
ولفت المصدر إلى نقطة مهمة، تتمثل بنوعية الأسلحة والتكتيكات والاتصالات التي استخدمها المسلحون في الهجوم، لا سيما الصواريخ المطوّرة التي وصلت إلى مناطق بعيدة، والتي تشير إلى أن الهجوم تم بالتنسيق مع أجهزة استخبارات دولية.
وأشار مصدر ميداني لـ«السفير» إلى أنه بعد وصول التعزيزات لقوات الجيش والدفاع الوطني، واللجان الشعبية التي تدافع عن كسب والبدء بعملية هجوم مضادة، سيتم استرجاع كل المناطق التي سيطر عليها المسلحون مع نهاية اليوم، على حد تعبيره، فيما أشارت معلومات الى مقتل عدد من كبار قيادات المسلحين في الهجوم. (تفاصيل صفحة 12)
في المقلب الآخر، أعلنت أمس، كتائب «الجيش الحر» سيطرتها على منطقة غرز ذات الأهمية الإستراتيجية في شرق مدينة درعا، حيث بثت قنوات وتنسيقيات المعارضة مقاطع مصورة تظهر تقدم المسلحين إلى منطقتي صوامع الحبوب وقصاد والمحطة. كما تظهر استيلاءها على أسلحة وصواريخ وعربات مدرعة.
وفي أول تصريح علني له منذ تركه منصبه بداية الشهر الحالي، قال فورد في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، إن المعارضة فشلت في طمأنة «الدعامات» التي يعتمد عليها الرئيس السوري بشار الأسد كالعلويين والدروز والمسيحيين والنخبة السنيّة العاملة في قطاع المال والأعمال.
وتحدّث عن أسباب صمود الأسد خلال السنوات الثلاث من الأزمة، مشيراً إلى أنه استفاد من فشل المعارضة في إقناع الأقليات والسنّة المعتدلين، لأنهم «يشعرون بأنهم يتعرضون للهجوم». كما انتقد عدم إدانة المعارضة حتى الساعة التنظيمات المتشددة، وخصوصا «جبهة النصرة»، «لقد انتقدونا بشدة حينما قمنا بذلك».
وتوقع السفير الأميركي السابق في سوريا، بقاء الأسد على المدى الطويل، قائلاً إن «هناك نوعاً من الاتحاد داخل قلب النظام غير موجود داخل المعارضة».
ورأى أن «الأسد خلال المدى القريب أو المتوسط لن يفقد السيطرة على المنطقة الواقعة بين جنوب حلب وحتى دمشق مروراً بمنطقة الساحل، حيث تقع كبرى المدن السورية».
واستبعد فورد أن يحقق الهجوم من درعا انتصاراً للمعارضة، مضيفاً أن «الجبهة ضيقة ولن تحسم مصير النظام. انقسام سوريا أمر واقع اليوم بالنظر إلى خريطة تحرك القوى على الأرض».
(«السفير»، «نيويورك تايمز»)
توسع رقعة المعارك بين النظام السوري ومقاتلين معارضين في ريف اللاذقية
بيروت- (أ ف ب): توسعت رقعة المعارك في ريف محافظة اللاذقية في شمال غرب سوريا السبت بين القوات النظامية ومجموعات من المقاتلين المعارضين بينها جبهة النصرة، مع استمرار المعارك في محيط معبر كسب الحدودي مع تركيا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وأدت المعارك التي كانت احتدمت الجمعة مع تقدم مقاتلين معارضين من كتائب اسلامية والنصرة في اتجاه المعبر وسيطرتهم على ثلاث نقاط حدودية، الى مقتل 34 شخصا بينهم خمسة مدنيين، بحسب حصيلة اوردها المرصد اليوم.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “توسعت رقعة الاشتباكات بين القوات النظامية مدعمة بعناصر الدفاع الوطني من جهة، وجبهة النصرة وكتائب مقاتلة من طرف آخر”، وباتت “تشمل محيط قرى خربة سولاس وبيت حلبية والملك” الواقعة تحت سيطرة النظام.
واشار إلى دخول كتائب جديدة غير اسلامية على خط المعارك.
في المقابل، قصفت القوات النظامية قرى يسيطر عليها المعارضون، بينها الكبير والشحرورة وخان الجوز.
وافادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان القوات النظامية “دمرت مستودعا للصواريخ والذخيرة وعددا من السيارات المحملة بالاسلحة (…) في الكبير وبيت الشروق ومحمية الفرنلق والشحرورة وخان الجوز″.
وكان المقاتلون المعارضون تقدموا امس في اتجاه معبر كسب وسيطروا على ثلاث نقاط حدودية ومبان على اطراف المدينة وتلة مشرفة عليها، بحسب المرصد.
واشار عبد الرحمن اليوم الى “استمرار المعارك العنيفة” في محيط المعبر، وحصول “عمليات كر وفر” بين النظام ومقاتلي المعارضة.
وقالت “الهيئة العامة للثورة السورية” في بريد الكتروني ان “الجيش الحر والكتائب الاسلامية تمكنوا من تحرير عدة ابنية لقوات النظام بالاشتباكات في مدينة كسب”.
الا ان مصدرا امنيا سوريا اكد لفرانس برس ان القوات النظامية “استعادت السيطرة على مخفرين حدوديين كان المسلحون دخلوا اليهما” امس.
واوضح المرصد ان المعارك ادت الى مقتل 16 عنصرا على الاقل من القوات النظامية والدفاع الوطني، و13 مقاتلا معارضا، وخمسة مدنيين قضوا جراء قصف مقاتلي المعارضة قرية كرسانا ذات الغالبية العلوية.
واتهمت دمشق في رسالة بعثت بها الى الامين العام للامم المتحدة ورئيس مجلس الامن، انقرة بتوفير “تغطية” للهجوم على كسب، مطالبة مجلس الامن “بادانة هذا الاعتداء الارهابي على الاراضي السورية”.
وأتى تقدم المقاتلين في ريف اللاذقية بعد ايام من اعلان “جبهة النصرة” و”حركة شام الاسلام” و”كتائب انصار الشام” بدء “معركة الانفال” في الساحل السوري” ل”ضرب العدو في عقر داره”.
وتعد محافظة اللاذقية الساحلية، احد ابرز معاقل النظام، وتضم القرداحة، مسقط رأس الرئيس بشار الاسد. وبقيت المحافظة هادئة نسبيا منذ اندلاع النزاع منتصف آذار/ مارس 2011، الا ان المسلحين المناهضين للنظام يتحصنون في بعض اريافها الجبلية، لا سيما في اقصى الشمال قرب الحدود التركية.
توقيف أربعة لبنانيين بتهمة تهريب أسلحة إلى مجموعات سورية مسلحة
بيروت- (يو بي اي): أوقف الامن الدولة السبت أربعة لبنانيين كانوا يحاولون تهريب أسلحة الى مجموعات سورية مسلحة.
وقالت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية إن المديرية الاقليمية لامن الدولة في مدينة النبطية جنوب لبنان أحبطت عملية اتجار وتهريب أسلحة للمجموعات المسلحة في سوريا.
وتابعت أن أمن الدولة في النبطية أوقف شبكة متخصصة بالاتجار بالاسلحة وتهريبها للمجموعات المسلحة في سوريا، مؤلفة من أربعة اشخاص لبنانيين.
وأضافت أنه تم ضبط كمية كبيرة من الاسلحة مع الموقوفين الاربعة، عبارة عن “أسلحة رشاشة خفيفة ومتوسطة، ومسدسات وكواتم للصوت وذخائر وقنابل متنوعة”.
كواليس خلافات المندوبين الدائمين في الجامعة العربية حول تسليم مقعد سوريا للمعارضة
الكويت- الأناضول: شهد اجتماع المندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية خلافات حادة حول تسليم مقعد سوريا للائتلاف المعارض خلال اجتماعات القمة العربية التي ستعقد في الكويت يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين.
وقال مصدر دبلوماسي عربي إن اجتماع المندوبين الدائمين الذين عقد، الجمعة، في الكويت، برئاسة وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد سليمان الجار الله، شهد خلافات حادة حول شغل الائتلاف المعارض لمقعد سوريا الشاغر في الجامعة منذ أكثر من عامين.
وأضاف المصدر أن السعودية جددت موقفها الذي أعلنته في مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية الذي عقد في القاهرة مؤخراً، الداعي إلى شغل الائتلاف لمقعد سوريا الشاغر بالجامعة، وهو ما أثار اعتراض دول أخرى رفضت “اختزال الأزمة السورية بقضية شغل المقعد”.
وبين أن كل من العراق والجزائر ولبنان رفضت تسليم المقعد للائتلاف، فيما أيدت كل من السعودية وقطر والسودان والكويت تسليمه، ولم يذكر المصدر مواقف باقي الدول حول الموضوع.
وأشار إلى أن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي حسم الخلاف في وجهات نظر مندوبي تلك الدول خلال الاجتماع، بالقول إن وزراء الخارجية العرب قرروا في الدوحة مارس/ آذار 2013، تسليم المقعد للائتلاف، لكن هذا القرار ربط بتشكيله للحكومة واستكمال تشكيل باقي المؤسسات، وإن هناك آلية لتسليم المقعد “لن تخل الجامعة بها”.
واقترح العربي رفع الموضوع إلى الملوك والرؤساء لحسم الموضوع خلال القمة، وأيد ذلك كل من مصر والسعودية والسودان والعراق، وهو ما تم التوافق عليه.
في سياق متصل، أكد قيس العزاوي، مندوب العراق في الجامعة العربية، في تصريحات صحفية عقب انتهاء اجتماعات المندوبين، على موقف بلاده الرافض لجلوس الائتلاف على مقعد سوريا في القمة العربية، معتبراً أن ذلك “مخالف لأحكام الجامعة العربية”.
وأعلن أحمد بن حلي، نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أمس الجمعة، أن مقعد سوريا “سيبقى شاغرا” في القمة العربية المقبلة التي تستضيفها دولة الكويت.
وأضاف بن حلي في تصريح صحفي عقب ختام اجتماعات المندوبين الدائمين في الجامعة العربية، الجمعة، أن الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، سيواصل اتصالاته بعد القمة مع “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” حول هذا الموضوع وفقا لأحكام الميثاق وقرارات مجلس جامعة الدول العربية واللوائح الداخلية للمجلس.
وأقرّ وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم في شهر مارس/ آذار من العام الماضي، في قمة عقدت بالدوحة، بمنح مقعد سوريا للائتلاف الوطني السوري، حال تشكيله لهيئة تنفيذية، وذلك بالرغم من تحفّظ كل من الجزائر والعراق وإعلان لبنان النأي بنفسه عندما طرحت المسألة للنقاش، وهو ما قال الائتلاف إنه حققه بتشكيل الحكومة المؤقتة.
وكان الائتلاف أرسل في وقت سابق خطابًا للجامعة العربية يفيد بترشيح هيثم المالح عضو الائتلاف ورئيس اللجنة القانونية به، كمندوب لسوريا في الجامعة العربية، ليشغل مقعد سوريا الشاغر منذ أكثر من عامين.
كما التقى أحمد الجربا، العربي في 11 مارس/ أذار الجاري في القاهرة وذلك لمطالبته بتسليم الائتلاف مقعد سوريا الشاغر في قمة الكويت القادمة في 25 و26 مارس/ آذار الجاري.
لكن العربي قال عقب اللقاء “هناك اشكاليات ومؤسسات لم تكتمل لدي الائتلاف من أجل تنفيذ قرار وزراء الخارجية العرب في عام 2013 بتسلم الائتلاف السوري مقعد سوريا رسميا”.
واتخذ وزراء الخارجية العرب قرارًا في نوفمبر/ تشرين ثاني من عام 2011 بتجميد عضوية سوريا، وذلك بسبب ما أسموه “ممارسات النظام السوري بحق شعبه”.
المعارضة السورية المسلحة تبدأ هجوما على قرى اللاذقية وتسيطر على معبر كسب الحدودي مع تركيا و5 مخافر
استولت على 40 دبابة في منطقة القلمون… وتسعى لشريط ساحلي بطول 10 كم
جبل التركمان ـ اللاذقية ‘القدس العربي’ من سليم العمر: سيطرت قوات المعارضة على 4 مبان من معبر كسب داخل الجانب الحدودي السوري خلال معركة بدأتها في قرى الساحل ذات الأغلبية العلوية أطلقت عليها إسم ‘الأنفال’، كما سيطرت على تلة النسر أقرب التلال إلى مدينة كسب وصولا إلى مشارف قرية السمرة التي تبعد 2 كم عن مدينة كسب.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية، الجمعة، إن قوات المعارضة تمكنت خلال الساعات الماضية’من السيطرة على 8′مواقع شمالي محافظة اللاذقية،’غربي البلاد، بينها معبر حدودي مع تركيا.
وذكرت الهيئة، وهي تنسيقية إعلامية تابعة للمعارضة، أن قوات المعارضة تمكنت من السيطرة منذ صباح الجمعة على 8 مواقع شمالي اللاذقية بينها معبر ‘كسب’ الحدودي مع تركيا و5 مخافر حدودية حوله وجبل يدعى ‘النسر’ القريب منها.
وشاهد مراسل ‘القدس العربي’ عمليات قنص يقوم بها مقاتلو المعارضة المتمركزون في تلة النسر استهدفت مباني يتمركز فيها عناصر الشبيحة داخل مدينة كسب .
وقال قائد ميداني من كتيبة نصرة المظلوم لـ’القدس العربي’ فضل عدم ذكر اسمه، إن عمليات الفصائل المعارضة التي بدأت صباح الجمعة ‘مستمرة ولا عودة فيها حتى تحرير مدينة كسب بأكملها’.
وسيطرت المعارضة على مخفر نبع المر دون مقاومة ومخفر الصخرة بالتزامن مع اشتباكات على مرصد 45 وقسطل معاف وهما يشرفان بشكل مباشر على كسب المدينة والطريق الواصل إليها، وفي حال سيطرت المعارضة على مدينة كسب تكون امتلكت شريطا ساحليا بطول 10 كم.
وفي حال أحكمت المعارضة سيطرتها على معبر كسب ستصبح كل المعابر الحدودية بين سوريا وتركيا خارج سيطرة دمشق .والكتائب التي شاركت في معركة ‘الأنفال’، هي كتائب أنصار الشام من الجبهة الإسلامية وحركة شام الإسلام وجبهة النصرة وقوات الجيش الحر ‘أحرار جبلة، نصرة المظلوم’ وكتائب أخرى.
وتتعرض قوات المعارضة منذ الصباح إلى غارات جوية من النظام، الذي أرسل رتلا من قوات جيش الدفاع الوطني إلى الجبهة، كما قامت المعارضة بدورها بالتزامن مع المعركة بقصف المربع الأمني في اللاذقية بـ3 صواريخ غراد مداها 40 كم صباح الجمعة.
ويقول شاهد عيان من مدينة اللاذقية لـ’القدس العربي’، إن المناطق السنية في مدينة اللاذقية تشهد حالة من الهلع خوفا من انتقام الشبيحة منهم كرد فعل على هذه المعركة.
كما بين شاهد عيان آخر من المدينة أن 20 آلية للنظام تحركت من أمام مبنى قيادة الشرطة في شارع 8 آذار لمؤازرة النظام في كسب، مشيرا إلى أن المدينة ممتلئة بأصوات سيارات الإسعاف التي تصل إلى المشفى الوطني ومستشفى الجامعة والمشفى العسكري.
وكانت المعارضة المسلحة قد شنت هجوما قبل أشهر على قرى الساحل العلوية وشاركت فيه آنذاك مجموعات من ‘داعش’، حيث سيطرت على 14 قرية علوية قبل أن يتمكن النظام السوري من استرجاعها، ووقعت عدة انتهاكات وعمليات قتل للمدنيين في تلك القرى العلوية على يد تنظيم ‘داعش’ الذي خطف أيضا نحو مئة امرأة علوية ما زالن محتجزات حتى الآن.
وأعلن تنظيم ‘جبهة النصرة’ الجمعة عن مقتل القيادي البارز أبو عمر التركماني في محافظة اللاذقية الساحلية شمال غرب سوريا.
وقال التنظيم على صفحته في شبكة التواصل الاجتماعي ‘تويتر’ إن ‘مسؤول العلاقات العامة في الجبهة أبو عمر التركماني ارتقى خلال معركة الأنفال’.
وسيطر مقاتلو المعارضة السورية على ‘نحو 40 دبابة، من مستودعات لقوات النظام السوري في منطقة القلمون.
‘وأفاد ناشطون أن فصائل من الجيش الحر تمكنت من’السيطرة في وقت سابق على مستودعات الدبابات 559 التابعة للنظام في منطقة القلمون بريف دمشق، فضلا عن اغتنام’مركبات عسكرية ثقيلة وذخائر.
وفي نفس السياق، ذكرت مواقع تنسيقيات محلية أن قوات المعارضة اغتنمت، أمس، من المستودعات القريبة من مطار السين الحربي نحو 40 دبابة من أصل 100 كانت موجودة بداخله.
في عيد الأم: سورية تروي معاناتها من فراق ابنها وزوجّها في المعتقل قبل أن يخرج ابنها ‘مريضا نفسيا’
نوران النائب
الغوطة الشرقية ـ دمشق ـ ‘القدس العربي’ ما زالت أم خالد تنتظر عودة ابنها البكر من المدرسة البالغ من العمر أربعة عشر ربيعاً بينما تبدأ قوات الأمن بشن حملة دهم واعتقال على بيوت بلدة الشيفونية إحدى ضواحي دوما.
يعود خالد من مدرسته وتجلس الأسرة على مائدة الطعام المؤلفة من ستة أشخاص دون معرفتهم لما يحدث خارج حدود منزلهم، الساعة التاسعة ليلاً، تكتشف قوات نظام بشار الأسد البساتين التي تستقر بها عناصر لكتيبة تدعى ‘ابو عبيدة بن الجراح’ أول تشكيل عسكري في ريف دمشق، وتبدأ آلة النظام العسكرية باعتقال عشوائي لكل من يصادف طريقها. منذ ذلك الحين تخيم غيمة رمادية على حياة خالد وأسرته وتأخذهم إلى مصير مجهول.
سقطتْ منهارة
أم خالد القابعة الآن تحت الحصار في غوطة دمشق الشرقية تسترجع ذكريات الحادثة وهي تطهو الأرز على نار موقدها تقول إنها سمعت صوت ابنها يصرخ عالياً ‘والله ما منعرف شي لا أنا ولا أبي’، ترفع أم خالد رأسها وهي تسرد الحكاية محاولة تمثيل الموقف تقول ‘وفتحت النافذة أتبع مصدر الصوت فوجدت زوجي وابني وآخرين معهم مكبلي الأيدي وقد ساقتهم قوات الأمن إلى حافلة مليئة بالمعتقلين، صرخت بشدة حينما رأيت الشبيحة يدهسون المعتقلين ويقومون بضربهم ضرباً مبرحاً’، لكن محاولات أم خالد بالصراخ والشتم باءت كلها بالفشل أمام بنادق النظام التي استهدفت شباكها محاولة إسكات صراخها فسقطت منهارة. تضـيف أم خالد مخفية دمعة ‘لما ناديت ولدي بكل أعصابي كان لصوتي حرقة كما وصفها جيراني تقشعرّ منها الأبدان، مع ذلك استطاعوا برصاصهم إخراس صراخي لكنني متأكدة إلى الآن أن صراخي يلاحق كل مجرم منهم’.
حر طليق
أشهر ثلاثة تمضي على اعتقال خالد وأبيه بينما تغرق الأم بمرض عصبي على أثر الحادثة، وتتوالى أخبار المعتقلين من حين لآخر فوق رأسها فتزيدها مرضاً.
تحدثني أم خالد عن آخر خبر جاءها من صديق لخالد أطلق سراحه مؤخراً هو أن ابنها يتعرض مع أبيه لتعذيب شديد وأن قوات الأمن تجبره على ضرب أبيه وصبّ الماء الساخن فوق رأسه. كان هذا الخبر هو الحد الفاصل الذي جعل أم خالد تسترد عافيتها من جديد باحثة عن حلول جدية تنقذ ولدها، ثم ما لبثت أن تعرفت على ‘أم سليمان كما تصفها امرأة تناهز الأربعين عاماً، منخرطة جداً في الثورة، أحد مهماتها توثيـق أسماء المعتقلين وإيصال أسمائهم إلى لجان حقوقية.
مع ذلك فإن مبادرة أم سليمان لم تكن لتزرع الأمل في نفس أم خالد. هو الأمر الذي تؤكده أم خالد بالقول ‘لم يحدث أن نجحت المرأة بإخراج معتقل كما أخبرتني، بل تحاول طرق جميع الأبواب مهما خابت محاولاتها’، ولما يدخل اليأس إلى قلب أم خالد بعد، فخرجت بصحبة تلك المرأة وقدمت استمارة باعتقال ولدها دون أن تشعر بالخوف تقول ‘كنت مفعمة بالأمل وقتها فلم أخش شيئا’، تثير قصة خالد جدلاً لدى أفرع الأمن بعد قضائه الأشهر الست تحت رحمة السجانين، وبعد مناشدة جهات عدة أخيراً يطلق النظام سراحه.
كان للسجن آثاره السلبية على حياة خالد، توجز أمه أحد المواقف قائلة ‘ما أن تدق الساعة الثانية عشر ليلاُ، يخلع خالد ثيابه ويبدأ بتعذيب نفسه كما كان يفعل به السجان، ثم يصرخ حتى يسمع أهل الحي صراخه، ثلاثة أشهر عشنا بها على أعصابنا حتى تحسنت حالته بعد أيام متواصلة قضيناها في علاجه’.
حلم برغيف خبز
تعيش أم خالد مع أولادها دون ربّ يدير أسرتهم مع آلاف المحاصرين في الغوطة الشرقية فيما يضطرها الحصار والغلاء للعمل كممرضة في مركز طبي، و يبدأ خالد العمل كحارس ليلي في أحد سجون الجيش الحر، بينما لا يزال أبو خالد معتقلاً إلى أجل غير مسمى.
من جهة أخرى يؤثر الحصار على صحة خالد التي تدهورت كثيراً بعد انقطاع دخول الأدوية المراد عليه تناولها. لكن مرض خالد لم يعد وحده مصدر قلق أمه، فأطفالها الذين ينامون كل يوم حالمين برغيف خبز أمر يضاعف قلقها، أم خالد التي ألقى نظام الأسد فوق رأسها هموما تكبرها، إختزلت أحلامها بمائدة طعام تجمع عائلتها سوياً، كتلك التي جمعتهم آخر مرة قبيل أن يعتقل خالد وأبوه.
شراكة سعودية ـ أمريكية ـ أردنية بدعم بريطاني فرنسي كويتي إماراتي مطلوبة لتحقيق نتائج على الأرض في سوريا
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ يرى السفير الأمريكي السابق لدى سوريا روبرت فورد أن الرئيس السوري بشار الأسد باق في السلطة في المدى القريب والمتوسط، متوقعا أن تتحول البلاد إلى مجموعة من ‘الكانتونات’ التي تسيطر عليها جماعات مسلحة تتنافس فيما بينهما. ونقلت صحيفة ‘نيويورك تايمز′ أقوال فورد الذي استقال من منصبه الشهر الماضي والتي جاء فيها ‘من الصعب تخيل فقدان الأسد السيطرة على المناطق بين دمشق وحلب وتلك الواقعة على الساحل في المدى القصير بل والمتوسط’.
وأضاف أن الأسد ‘سيسيطر على تلك المنطقة التي تشكل ربما ربع البلد’، وأضاف فورد أن هذه المنطقة تضم كل المدن السورية، أما بالنسبة لبقية البلاد فستكون تحت سيطرة ‘جماعات مسلحة مختلفة تتنافس فيما بينها’.
وكان فورد الذي عمل كنقطة اتصال مع المعارضة السورية وممثل الخارجية الأمريكية لديها، يتحدث يوم الخميس في مركز وودرو ويلسون للباحثين.
وتعلق الصحيفة على تقييمات فورد بأنها تختلف عن تقييمات الإدارة الأمريكية للرئيس باراك أوباما التي أكدت قبل عام أن الرئيس الأسد في طريقه للخروج من السلطة، وأنه يفقد السلطة على البلاد في حرب استنزاف تقودها جماعات المعارضة المعتدلة.
ثلاثة أسباب
وأشار فورد إلى أسباب ثلاثة جعلت الأسد قادرا على البقاء في السلطة، الأول هو فشل المعارضة السورية في تقديم تطمينات للعلويين بعدم تعرضهم للتهديد حالة الإطاحة بالأسد ‘أولا وأخيرا’، لم تكن المعارضة ‘ناجحة في تقديم برامج تطمئن فيها المجتمعات التي تعتبر حجر أساس للنظام، وخاصة العلويين’.
أما العامل الثاني الذي ساعد الأسد على التمسك بالسلطة فهو استمرار الدعم الروسي والإيراني له. كما أدى تشجيع إيران لحزب الله اللبناني والجماعات الشيعية الأخرى على القتال إلى جانب الأسد إلى تقديم الدعم البشري للحكومة السورية التي كانت بحاجة ماسة إليه. ويتعلق العامل الثالث بتماسك نظام الأسد ووحدته وهو ما تفتقد إليه المعارضة.
وبدا من حديث فورد أنه لا يعول الكثير على الدبلوماسية وإمكانية التوصل إلى حل للأزمة بشكل قريب عبر الطريق السياسي.
وقال إن الحكومة السورية ليست مهتمة كثيرا بالتفاوض حول هيئة انتقالية تكون جاهزة لإدارة البلد حالة تخلى الأسد عن السلطة. كما أضاف أن الولايات المتحدة جادة بعقد محادثات حول سوريا مع إيران.
ومع أنه عبر فيه عن حذره حول الخيارات العسكرية الهادفة إلى وضع ضغوط على الأسد إلا أنه أكد أن الرئيس أوباما لم يسحب هذا الخيار عن الطاولة.
وعن تصوره لسوريا بعد من الآن قال إنها ستتحول إلى كانتونات ومجموعة من المناطق التي تسيطر عليها جماعات متنافسة.
وتمنى لو كان هناك حل، مؤكدا أن الداعمين الإقليميين لكل من النظام والمعارضة ليس لديهما استعداد لوقف الحرب.
وتعلق الصحيفة بأن فورد ليس المسؤول الحالي أو السابق اعترف بتعزز قوة الأسد، ففي شباط/فبراير قدم مسؤول أمني كبير شهادته للكونغرس وأكد فيها أن سلطة الأسد تعززت بعد موافقته على تسليم أسلحته الكيميائية وتدميرها وهو ما دعا إدارة أوباما إلى التخلي عن ضرب سوريا عقابا للنظام على استخدام السلاح الكيميائي.
وبدا هذا الموقف في حديث وزير الخارجية جون كيري أمام طلاب جامعيين حيث علق يوم الثلاثاء ‘سواء انتصروا أم لم ينتصروا فلن يستطيعوا استعادة الشرعية، وأكد كيري أن الأسد سيظل يواجه معارضة مسلحة طالما تمسك بالسلطة.
وتتفق مراكز البحث والمحللون مع هذه الرؤية ففي ورقة قدمها الباحث أنتوني كوردسمان في معهد العلاقات الخارجية حول ‘واقعية جديدة’ في العلاقات الأمريكية- السعودية ودعا فيها ضمن ما دعا إدارة أوباما والحكومة السعودية للتعاون في الملف السوري.
السعودية وأمريكا
ويرى كوردسمان أن الوضع في سوريا قاتم، حيث ينتصر الأسد، وهناك فرصة في أن يبقى الأسد في السلطة لسنوات.
والنتيجة المحتملة للحرب كما يقول كوردسمان هي أن يسيطر الأسد على غرب ومدن البلاد، فيما ستظل المعارضة المسلحة في المناطق الفقيرة والأقل كثافة سكانية. مما يعني بقاء سوريا مشكلة كبيرة في الواقع الإستراتيجي والإنساني وللعقد المقبل على الأقل. ويعتقد أنه ربما استحق الأمر الموافقة على قيام السعودية باتخاذ القيادة وتمويل وتسليح المعارضة بشكل كامل رغم مخاطر عملية كهذه.
ويرى أن وزارة الداخلية السعودية لديها مستوى من الإتصالات مع المعارضة ليس متاحا للولايات المتحدة. وأظهرت قدرة على نقل الأموال والأسلحة للمقاتلين الذين لا يدعمون الإرهاب ولا قضايا المتطرفين.
وأظهر قانون مكافحة الإرهاب أن السعودية لا تتسامح مع العنف أو التطرف الإسلامي على حدودها. وأظهرت السعودية أنها قادرة على التعامل وبطريقة سرية مع فصائل المقاتلين بطريقة مباشرة ومستوى العارف بهم.
وعليه فشراكة سعودية- أمريكية- أردنية وبدعم من بريطانيا وفرنسا والإمارات والكويت قد يؤدي لنتائج. ويشكك الكاتب بحدوث نجاح كبير ولكن البديل هو بقاء الأسد في السلطة أو تقسيم يشل البلاد. ويجب أن تكون الولايات المتحدة صادقة حول حقيقة أنها لن تتحرك بحسم في المستقبل مثلما لم تتحرك في الماضي، وليس لديها أي معالم للنفوذ، وترك سوريا للأسد أو أي جماعة سنية متطرفة ليس خيارا.
وتحتاج السعودية في الوقت نفسه كي تبدأ في التخطيط لانتصار الأسد أو سوريا مقسمة. وتحتاج الولايات المتحدة والسعودية للعمل معا وبأكبر عدد من الحلفاء ممكن، والعمل على برنامج للإغاثة لتخفيف أعباء اللاجئين الذين تدفقوا نحو تركيا ولبنان وإلى حد ما العراق. وهم بحاجة للتفكير في تقديم طرود من المساعدات الإغاثية لخدمة الناس ودفع الأسد كي يقبل بها وممارسة الضغط عليه إن رفض الإلتزام بها.
وهما بحاجة للتعاون في دعم الأمم المتحدة وسعيها لعقد مفاوضات وممارسة الضغوط على كل الأطراف في سوريا والإمتناع عن استخدام العنف في التعامل مع الشعب السوري.
الجيش يحاول كسب العقول والقلوب
وفي سياق نفسه الحديث عن ثقة النظام بنفسه وتقدمه وصف الكاتب الصحافي روبرت فيسك محاولات الجيش السوري كسب عقول وقلوب المواطنين في الأحياء القريبة من دمشق والتي كان بعضها معقلا للمقاتلين السوريين المعارضين للأسد.
وفي مقابلة في بلدة داريا القريبة من دمشق مع جنرال من الفرقة الرابعة في الجيش السوري، تحدث الجنرال عن المقاتلين الذين يسلمون أسلحتهم وأن الجيش ‘سيعطيهم سجلا نظيفا’ أما بالنسبة للمقاتلين الأجانب فعليهم مغادرة سوريا وإلا ‘كانت قبورهم في سوريا’. ويعلق فيسك أن الجنرال يوسف سويدان وهو ضابط بثلاثة نجوم يقاتل بكلماته وبالسلاح. ويضيف فيسك أن سويدان كان يقدم لأهل داريا ‘نسخة الجيش من معركة كسب العقول والقلوب’ وكان يقف خلف كشك الفاكهة محاطا بعدد من البائعين على أطراف بلدة داريا وكأنه يريد القول للسكان ‘انظروا كيف يعاملكم الجيش، انظروا لأكاذيب الإرهابيين، لقد سمعت هذا من قبل’ يقول فيسك.
ولاحظ فيسك كيف تجمع الناس في المكان وهتفوا تحية للجيش بل وقام صاحب سيارة بتوزيع العلم السوري على الأطفال، وفي هذه الأجواء سمع من على بعد صوت إنفجارا رهيبا. ويقول فيسك إن الضابط كان صريحا حول ما يجري قائلا ‘ من يدري، ربما لم يغادر الإرهابيون ‘، مضيفا ‘قد يكونوا جواسيس، وإذا واصلنا بهذه الطريقة فقد تتعرض للإختطاف، وتعتمد حياتك على مكالمة واحدة، من يعرف ماذا في قلوب الناس′. وكانت داريا ميدانا لمعارك متواصلة في العامين الماضيين وشهدت مذبحة قبل 18 شهرا ولكن الضابط سويدان يقوم بصفته قائدا ميدانيا مثل بقية الضباط حول دمشق بأخذ جنوده للتحدث مع السكان ولقاء ما تطلق عليها الحكومة ‘لجان المصالحة’ المكونة من الأطباء وأصحاب المحلات والمشايخ. وهي استراتيجية من الصعب بيعها للسكان أو من تبقى منهم لكنها نجحت في بعض الأماكن حيث غادر المقاتلون وفتحت المحال وعادت الحياة إلى طبيعتها بشكل نسبي.
ويقول سويدان الذي جاء من مدينة اللاذقية أن لا اتفاق وقف إطلاق نار مع ‘الإرهابيين’ ومع ذلك فالجيش حسب فيسك ربما كان يحاول استخدام الكلمات والرصاص من أجل استعادة المناطق التي خسرها النظام حول العاصمة دمشق.
ويشير هنا إلى المشهد الغريب ‘في الوقت الذي كان فيه الضابط يتحدث عن السلام وهو جالس على كرسي في روضة للأطفال مهجورة قامت مدفعية بإطلاق عدد من القذائف التي طارت فوق رؤوس الناس من أجل أن تحمي حاجزا للجيش في جنوب دمشق تعرض للهجوم. ويضيف فيسك أن سويدان رجل عسكري وسياسي في نفس الوقت حيث اتهم قطر والسعودية وإسرائيل وأمريكا بالتعاون على إضعاف سوريا ‘لقد أخطأوا جميعا عندما فكروا أنهم قادرون على تمزيق وحدة الشعب السوري’.
ويتساءل فيسك عن الأسلحة وأجهزة الإتصال وبنادق القناصة الجديدة التي تتدفق عبر الحدود من تركيا والأردن إلى المقاتلين كيف يتم هذا؟ ويجيب الضابط ‘لا يمكن لأي دولة في العالم السيطرة على حدودها عندما تتآمر كل الدول عليها، فكيف تستطيع سوريا في ظل هذه الظروف؟’.
مؤامرة إسرائيلية- خليجية
ويسرد الكاتب وقائع محادثة مع الضابط وآخرين قالوا إن إسرائيل كانت تنتظر هذه اللحظة لضرب سوريا، وكيف أن الجيش جاهز للرد عليها.
وزعم الضابط أن الجيش وهو الكلام نفسه الذي قاله للناس حول أكشاك الفاكهة، ليس عاجزا عن استعادة المناطق التي وقعت في يد المقاتلين، بل باستطاعته فعل هذا في 7 أيام. ما الذي يمنعه؟ يقول الضابط لأن الجيش لا يريد قتل المواطنين ‘يستخدم الإرهابيون السكان كدرع بشري’، ويتساءل فيسك ‘هل سمعت هذا من قبل، فهذا بالضبط ما تقوله إسرائيل عندما تضرب لبنان’.
ويؤكد الضابط ‘لا اتفاق وقف إطلاق نار مع الإرهابيين فأنا لا أثق بهم، فسيستخدمون الهدنة للحصول على إمدادات جديدة’، وهي أسلحة كما يقول مصنوعة في إسرائيل وأوكرانيا وبلجيكا.
ويؤكد الضابط ‘لا جيش في العالم قادر على هزيمة المؤامرة حتى يقف الشعب إلى جانب الجنود’.
ويضيف ‘عندما ندخل القرى التي كانت بيد الإرهابيين، نجد أحيانا صور بشار الأسد مخبأة في الخزائن، ونحصل على معظم معلوماتنا من المدنيين الذين يعيشون في مناطق الإرهابيين’.
ويلتقي فيسك مع مجندين في الفرقة الرابعة حيث يقدمون أنفسهم وأسماءهم الكاملة ويؤكد الضابط سويدان أن ما بين 60-65′ من أفراد الفرقة الرابعة هم من السنة ‘ لا طائفية في هذا الجيش ولا في فرقتنا، ولو تنقلت في حواجز الجيش حول المدينة لوجدت أن معظم الجنود هم من السنة’.
وعموما يقول فيسك إنه مر على نقاط تفتيش وسأل الجنود عليها وكانت الإجابة أنهم كلهم سنة. وفي النهاية وللدلالة على تفوق الرابطة الإنسانية فوق الطائفية والعرقية يستشهد الضابط سويدان بحديث للنبي عندما مرت جنازة فوقف وطلب من أصحابه الوقوف وعندما قيل له إنها جنازة يهودي ذكرهم بحرمة الموت والرابطة الإنسانية.
درعا: الانتصارات لا تتوقف
مؤنس حامد
تقدم سريع يحققه الجيش الحر على الجبهة الجنوبية، بعد انقضاء أقل من يومين على تحرير السجن المركزي (سجن عرز) ومفرزة المخابرات الجوية، المتاخمين للطريق الدولي القادم من معبر نصيب الحدودي مع الأردن شمالاً باتجاه دمشق .
ثمار معنوية هي التي تدفع إلى التقدم السريع كما يقول الناشط عمر الحريري لـ”المدن”، يبدو أنها كانت ثماراً ناضجة لسقوط سجن غرز والحواجز المحيطة به عند محطة قطار غرز.
معنويات جنود النظام بدأت بالانهيار منذ أول البارحة، وهو ما يظهر في الفرار السريع لعناصر “حاجز سكة غرز” و”حاجز قصاد”، اللذين يُعدان مع الثكنة التي تتخذ من صوامع درعا الرئيسية مقراً لها، جبهة تحصين مدينة درعا من الجهة الشرقية، وبسقوطهما معاً تكون هذه الخاصرة للنظام قد انكشفت نهائياً أمام فصائل الجيش الحر، وتم تحرير كامل القطاع الشرقي من محافظة درعا.
بدأت التحضيرات للهجوم منذ نهاية ليلة الخميس-الجمعة، بعملية تسلل من ثلاثة محاور، حيث أحاطت القوات المتسللة بالحاجزين وبثكنة الصوامع، ثم انطلقت العمليات تمام السادسة من صباح الجمعة.
خلال نصف الساعة الأولى، سقط حاجز سكة غرز وحاجز قصاد أمام الهجوم العنيف المحضر في وقت سابق لعملية تحرير السجن المركزي ومفرزة الجوية، ومحطة غرز، وسرية حفظ النظام، وخلال ساعة واحدة كانت الصوامع وهي الثكنة الأعتى في الكتف الشرقي لمدينة درعا قد سقطت.
الناشط عمر الحريري قال لـ”المدن”، تعقيباً على نتائج المعركة، إن “تحرير منطقة الصوامع ستكون له آثار كبيرة، فقد سقطت الحماية لمدينة درعا بالكامل من الجهة الشرقية، وإلى الجنوب من هذه المنطقة هناك ايضاً مخيم درعا المحرر سابقاً، سيكون الدخول إلى المدينة أكثر سهولة بعد هذه المعركة”.
وأضاف “بعد هذه العملية سيتجه الجهد لحصار معبر نصيب الحدودي الدولي مع الأردن، مع إمكانية قطع الأوتستراد الدولي”، مشيراً إلى أن حسم هذه المعركة سيغير مجرى الأمور على الأرض في النصف الجنوبي من محافظة درعا، لافتاً إلى أنها “ستكون فاتحة لمعارك جديدة وكبيرة أيضاً، إما باتجاه احياء درعا الداخلية (المحطة والكاشف) أو باتجاه الأوتستراد الدولي، ونتوقع أن تكون بالاتجاهين معاً”.
وتأتي عملية تحرير الصوامع، التي تبعد حوالي كيلو متر، إلى الشرق من مركز انطلاق البولمان في مدينة درعا، والواقعة إلى الجنوب من طريق درعا النعيمة، استكمالاً لعمليات واسعة تقوم بها الفصائل المقاتلة في الريف الشرقي لمحافظة درعا، تهدف للسيطرة على قطعات وحواجز النظام من جهة، وتمهد لعملية حصار لمدخل المدينة الشرقي مع فتح إمكانية التعامل الناري الدقيق بنيران المدفعية والأسلحة المتوسطة مع المربع الأمني، الذي لا يبعد أكثر من 3 كيلو مترات عن نقطة التمركز الجديدة للجيش الحر، من ناحية ثانية.
وعلى إثر العملية، سارعت قوات النظام بشن هجمات كثيفة بالمدفعية وراجمات الصواريخ والقذائف العنقودية على منطقة الإشتباك من أجل إفشال المعركة، لكن دون جدوى.
كان من نتائج هذه العملية، الحصول على أسلحة متوسطة وثقيلة من ثكنة الصوامع، أبرزها صواريخ “كونكورس” إلى جانب “ملالة” وعربتي “بي أم بي”، والتخلص من العائق الذي كان يفصل مدينة درعا عن قرية النعيمة، المتمثل بحاجز “قصاد”، إضافة إلى التخلص من خطر رشاشات “الدوشكا” والقناصين، الذين كانوا يتمركزون على أسطح مبنى الصوامع حيث كان ذلك يشكل للنظام درعاً واقياً، يكشف المنطقة كاملة وصولاً إلى الأوتستراد الدولي، الامر الذي من المتوقع أن يترتب عليه انفتاح أكبر ثغرة استراتيجية مطلة على المدينة، تتيح إمكانية استعمال الأسلحة المتوسطة مع منطقة المربع الأمني الذي يتركز فيه مبنى الأمن السياسي ومبنى الأمن العسكري ومبنى المحافظة.
وكان الجيش الحر، منذ شهرين، يفرض حصاراً خانقاً على كامل منطقة السجن والصوامع، حاول النظام خلالها فك الحصار مرات عديدة عبرالقصف وإرسال أرتال مؤللة، لكن توحد فصائل الحر في المنطقة الشرقية من محافظة درعا، وتشكيل غرفة عمليات موحدة، حال دون نجاح النظام في ذلك، إذ بلغت خسائر الجيش الحر البشرية نحو 50 مقاتلاً.
حمص: النظام يفصل الشمال عن الجنوب
صادق عبد الرحمن
سيطرت قوات النظام السوري أمس على بلدة الحصن رافعةً علمها على القلعة الأثرية، لتسقط بذلك آخر معاقل الثورة في ريف حمص الغربي، الذي يخترقه الطريق الدولي الواصل بين الساحل السوري وحمص ثم دمشق، كما أنه أحد طرق الإمداد لقوات المعارضة في المنطقة الوسطى.
بإخراج منطقة تلكلخ من المعركة يكون النظام السوري قد استكمل سيطرته على جميع المناطق المحاذية للحدود اللبنانية، من سهل عكار وحتى يبرود في القلمون، وبذلك يكون قد حرم قوات المعارضة من عمق حيوي مهم بالنسبة لها، ويكون أيضاً قد خطا خطوة أخرى على طريق عزل المنطقتين الوسطى والشمالية عن الجنوب السوري.
يمكن القول إن منطقة تلكلخ خرجت بالكامل من نطاق اعتبارها معقلاً يهدد أمن النظام السوري في الساحل، ومعبراً للعتاد والذخيرة إلى المقاتلين في حمص منذ تم إبرام اتفاق الهدنة في مدينة تلكلخ أواسط العام الماضي، حيث تحولت قرية الزارة بعد الهدنة إلى معقل المعارضة المسلحة الرئيسي في المنطقة، واستمرت أعمال القصف والاشتباكات في الزارة والحصن وقريتي الحصرجية وشواهد الصغيرتين هناك.
جرى تفكيك منطقة تلكلخ بدقة، إذ أنه بعد الهدنة، أضحت الحصن والزارة بلا أي قيمة استراتيجية في ذاتهما، إذ أنهما من دون تلكلخ تبدوان معزولتين ومطوقتين بالكامل من قبل النظام السوري وأنصاره، حيث يقع إلى الجنوب منهما طريق طرطوس حمص الدولي، وفي الشرق والشمال، والشمال الشرقي تقع قرى وادي النصارى، وفي الغرب، القرى ذات الأغلبية العلوية في ريف طرطوس.
استثمار النظام السوري لحالة التنوع الطائفي المتوفرة في محيط المنطقة لم يتوقف، حيث كانت وسائل إعلامه تصوّر ما يحصل على أنه سعي من مسلحين جهاديين إلى التربص بالقرى المسيحية في وادي النصارى لتحويل حياة الأهالي إلى جحيم.
لم يكن النظام السوري مضطراً لإنجاز حسمٍ سريعٍ هناك بعد هدنة تلكلخ، التي أفقدت المنطقة كثيراً من أهميتها الاستراتيجية، ولو بشكل مؤقت، وخاصة أنه كان قادراً على استغلال ما يدور هناك من اشتباكات وأحداثٍ أمنيةٍ في إنتاج مزيد من التوتر الطائفي، وإلى جانب أنه كان قادراً على اختيار توقيت مناسب لخوض معركة بسط سيطرته الكاملة على المنطقة.
يبدو أن النظام السوري اختار مرحلة مفاوضات “جنيف 2” للبدء في معركة “الدفاع عن المسيحيين” في ريف حمص الغربي، وللبدء في “نزهة” السيطرة على الزارة ثم الحصن، إلا أنه لم يكن ثمة نزهة هناك، بل كانت معارك دامية وقاسية وطويلة استمرت ما يقارب الشهرين.
استخدمت قوات النظام، مدعومة بميليشيا “الدفاع الوطني”، في تلك المعارك الدبابات والطائرات والصواريخ، وقضى عشرات العناصر من قوات “الدفاع الوطني” والميليشيا التي صارت تقاتل باسم “الحزب السوري القومي الاجتماعي”، وكانت النسبة الساحقة منهم من ريف طرطوس، حيث شيعت القرى الممتدة من أطراف تلكلخ مروراً بريف صافيتا وحتى مدينة طرطوس ما يزيد على مائة شاب قضوا في تلك المعارك.
وأسفرت هذه المعارك عن مصرع مئات المقاتلين والمدنيين من أبناء تلكلخ والزارة والحصن فضلاً عن عدد من المسلحين اللبنانيين من طرابلس ووادي خالد، كما أفضت إلى تدمير وإحراق ونهب أغلب المنازل في الزارة والحصرجية وشواهد والحصن على يد قوات “الدفاع الوطني”.
باستثناء بضع قذائف هاون أطلقت على قرية مرمريتا واستهدفت قصر قائد ميليشيا “الدفاع الوطني” في وادي النصارى، والذي يتهم بارتكاب عدد كبير من الجرائم بحق أهالي الحصن والزارة، وباستثناء بضعة مدنيين قتلوا في اشتباك على حاجز قوات “الدفاع الوطني” على الطريق الواصل بين الناصرة والحصن العام الماضي، لم يسجّل أي انتهاك قامت به الكتائب المعارضة بحق المسيحيين. لكن، على الرغم من ذلك، عمت قرى الوادي مساء الخميس، مسيرات تحتفل بانتصارات النظام هناك.
فورد: الأسد باقٍ… على المدى المــتوسط
توقفت واشنطن منذ زمن عن تحديد مواعيد لسقوط النظام السوري. اعترفت بأن القوات العسكرية الحكومة تحقق تقدماً على الأرض، لكنها حتى اليوم لم تعلن رسمياً توقعاتها بشأن «العمر المفترض للنظام». مبعوث أميركا السابق لدى المعارضة السورية، روبرت فورد، قرر أمس كشف التقديرات الأميركية الجدية بشأن مستقبل سوريا. فبعد أيام على تقاعده، رجّح فورد ـــ السفير الأميركي السابق في سوريا ـــ أن يبقى الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة على «المدى المتوسط».
وفي حديث في مركز «وودرو ويلسون الدولي للباحثين»، قال فورد إنّ «من الصعب التصوّر أن يفقد الأسد على المدى القصير، وحتى على المدى المتوسط، السيطرة على المنطقة الواقعة بين جنوب حلب إلى دمشق، مروراً بمنطقة الساحل، حيث تقع كبريات المدن السورية». وأضاف: «لكن في المقابل، ثلاثة أرباع المناطق الباقية ستكون تحت سيطرة الجماعات المسلحة، أو المتنازع عليها بينهم».
وتحدث فورد عن أسباب قوة الرئيس الأسد، مشيراً إلى أنه استفاد من فشل المعارضة في إقناع العلويين الذين يعتمد عليهم في جيشه بترك القتال معه «لأنهم يشعرون بأنهم يتعرضون للهجوم من قبل عناصر تنظيم القاعدة، ويعتقدون أنهم سيتعرضون للإبادة. وهم ليسوا على خطأ في هذه القناعة، ولهذا يواصلون القتال إلى جانب الأسد».
ورأى أيضاً أنّ «هناك نوعا من الاتحاد داخل النظام غير متوافر في المعارضة، برغم أن النظام بحد ذاته يتآكل». وأضاف فورد، أن «هناك دور أكبر لحزب الله والميليشيات الشيعية العراقية، ما يعوض النقص في رجال الطائفة العلوية، الذين قتلوا إبان الأزمة. فضلا عن الدعم الإيراني والروسي».
واستبعد فورد أن يحقق الهجوم من درعا انتصاراً للمعارضة، مضيفاً «الجبهة ضيقة ولن تحسم مصير النظام»، مؤكداً أنّ «انقسام سوريا أمر واقع اليوم».
قمة الكويت: مقعد سوريا شاغر
في سياق آخر، أعلن نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد بن حلي، أن مقعد سوريا «سيبقى شاغراً» في القمة العربية التي تستضيفها دولة الكويت يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين. وأضاف، عقب انتهاء اجتماعات المندوبين الدائمين في الجامعة العربية، أنّ الأمين العام للجامعة، نبيل العربي، سيواصل اتصالاته بعد القمة مع «الائتلاف السوري» المعارض «حول هذا الموضوع وفقاً لأحكام الميثاق وقرارات مجلس جامعة الدول العربية واللوائح الداخلية للمجلس».
وأفاد أنّ «رئيس الائتلاف الوطني أحمد الجربا دُعي لإلقاء كلمة خلال أعمال القمة المقبلة باعتباره ممثلاً شرعياً ومحاوراً أساسياً مع جامعة الدول العربية، كما أقر ذلك مجلس الجامعة على مستوى القمة وعلى المستوى الوزاري».
تصريحات بن حلي، أمس، جاءت بعد يوم من إعلان نبيل العربي أنّ مقعد سوريا في القمة العربية «لا يزال خالياً حتى الآن». إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنّ دمشق خفضت قدراتها الكيميائية العسكرية إلى المستوى الصفر تقريباً. وأفادت دائرة الإعلام والصحافة في الوزارة، أمس، بأنه جرت في سوريا إزالة قدرات إنتاج الأسلحة الكيميائية والمعدات الضرورية لإعدادها وكل وسائل نقلها. وأضافت أنه ما من أسس للتشكيك في المواعيد النهائية لتدمير الترسانة الكيميائية السورية، مشيرة إلى أن موسكو لا تميل إلى المبالغة في تقويم عواقب فشل سحب الأسلحة الكيميائية من سوريا في المواعيد التي حددها المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أي قبل 5 شباط الماضي، «لأن أسباب ذلك موضوعية وتعود إلى الوضع الأمني حول مستودعات الأسلحة، وفي طريق مرور القوافل وكذلك القضايا اللوجستية».
(الأخبار، أ ف ب)
المعارضة تحكم قبضتها على كامل الحدود مع تركيا بسيطرتها على معبر كسب
الاشتباكات تصل إلى ساحل اللاذقية.. وداعش تعلن منطقة كردية بالرقة «عسكرية»
بيروت: نذير رضا
أكد ناشطون سوريون أمس سيطرة مقاتلي المعارضة على آخر المعابر الحدودية مع تركيا في محافظة اللاذقية في شمال غربي سوريا، وهو معبر رأس البسيط في كسب، بموازاة اندلاع اشتباكات مع القوات النظامية التي وصلت إلى آخر نقطة حدودية ساحلية مع تركيا في قرية السمرة.
ويتيح هذا التقدم لمقاتلي المعارضة، وجلهم من الإسلاميين، السيطرة على كامل المعابر الحدودية الشمالية مع تركيا، بعد سيطرتها في العام الماضي على المعابر الحدودية مع تركيا في إدلب وحلب والحسكة. ويعد هذا التقدم الأول من نوعه للمعارضة في المنطقة الحدودية الساحلية في محافظة ريف اللاذقية، وتأتي غداة استعادة القوات الحكومية السيطرة على كامل المنطقة الحدودية مع شمال لبنان. ويأتي التقدم الذي شمل السيطرة على مخفر حدودي وبعض المباني على أطراف مدينة كسب الحدودية، بعد أيام من إعلان «جبهة النصرة» و«حركة شام الإسلام» و«كتائب أنصار الشام»، إطلاق «معركة الأنفال» في المحافظة الساحلية التي تعد معقلا مهما لنظام الرئيس بشار الأسد.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، أفاد صباح أمس، بتقدم كتائب إسلامية بينها «جبهة النصرة»، في اتجاه معبر حدودي وتخوض اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، مشيرا إلى أن المقاتلين «سيطروا على نقاط مراقبة حدودية، إلا أنهم لم يتمكنوا بعد من السيطرة على المعبر»، موضحا أن المقاتلين قصفوا بقذائف الهاون والصواريخ «مناطق في كسب، وسط إغلاق القوات النظامية طريق رأس البسيط – كسب بالتزامن مع استهداف الكتائب الإسلامية المقاتلة تمركزات القوات النظامية في المنطقة بالرشاشات الثقيلة». وقال المرصد إن «القوات النظامية لجأت في صد الهجوم إلى الطيران الحربي الذي نفذ غارات جوية على الحدود السورية التركية».
وفي موازاة تواصل الاشتباكات، أكد الناشط الميداني في ريف اللاذقية عمر الجبلاوي لـ«الشرق الأوسط»: «السيطرة الكاملة على معبر كسب، المعروف باسم معبر رأس البسيط»، مشيرا إلى أن مقاتلين تابعين للكتاب الإسلامية مثل «جبهة النصرة» و«حركة شام الإسلام» و«كتائب أنصار الشام»، أحكمت سيطرتها على المعبر بعد اشتباكات تواصلت منذ ليل أول من أمس. وقال الجبلاوي إن «الاشتباكات متواصلة في قرية السمرة، هي آخر نقطة ساحلية حدودية مع تركيا».
وقال الجبلاوي إن «أغلب المقاتلين المعارضين تسللوا من مناطق تواجدهم في جبل التركمان إلى معبر كسب، فيما دفعت القوات النظامية بتعزيزات إلى المنطقة التي تتواصل فيها الاشتباكات، ويشارك فيها الطيران الحربي النظامي».
ولا يعد معبر كسب ناشطا في الآونة الأخيرة، بحكم إغلاقه من الجانب التركي، كما يقول ناشطون، وهو المنفذ السوري إلى ساحل لواء الإسكندرون بتركيا.
من جهته، قال الإعلام السوري بأن المقاتلين يشنون هجماتهم «من الأراضي التركية». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله: إن «وحدات من جيشنا الباسل تتصدى لمحاولات تسلل مجموعات إرهابية من الأراضي التركية والاعتداء على بعض المعابر الحدودية في ريف اللاذقية الشمالي»، مشيرة إلى مقتل 17 مقاتلا من هذه المجموعات بينهم «أمير جبهة النصرة» في الريف الشمالي في اللاذقية.
وكانت «جبهة النصرة» و«حركة شام الإسلام» و«كتائب أنصار الشام» أعلنت الثلاثاء بدء «معركة الأنفال» وذلك «لضرب العدو بخطة محكمة في عقر داره»، في شريط مصور بث على موقع «يوتيوب» الإلكتروني، ووزعه المرصد السوري. وجاء في البيان: «إننا في الساحل السوري قد سحبنا السيوف من أغمادها، ولن تعود حتى يأمن أهلنا على أرض سوريا من ظلمكم، ويفك الحصار عن كل المدن، ويخرج الأسرى من غيابات سجونكم».
وتعد محافظة اللاذقية الساحلية، أحد أبرز معاقل النظام السوري، وتضم مسقط رأسه القرداحة. وبقيت المحافظة هادئة نسبيا منذ اندلاع النزاع السوري منتصف مارس (آذار) 2011. إلا أن المسلحين المناهضين للنظام يتحصنون في بعض أريافها الجبلية، لا سيما في أقصى الشمال قرب الحدود التركية في جبلي الأكراد والتركمان.
وقال المقدم المنشق من الجيش النظامي عبد السلام عبد الرزاق لـ«الشرق الأوسط» إن التطور الأخير «يؤكد أن المعارضة قررت إطلاق معركة الساحل»، مشيرا إلى أن قوات المعارضة «تنفذ ضربات سريعة، هي أشبه بمعارك كر وفر، للسيطرة على سائر المناطق الحدودية في ريف اللاذقية». وقال: إن «الضربات التي يوجهها مقاتلو الجيش السوري الحر للنظام موجعة»، مشيرا إلى أن القوات الحكومية «تردّ بقصف جوي كثيف يستهدف معاقل المعارضة في بلدة سلمى والمناطق الجبلية المحيطة فيها». وقال المرصد السوري إن «القوات الحكومية قصفت قمة الصخرة الاستراتيجية، التي سيطرت عليها الكتائب الإسلامية المعارضة».
وكان تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ«داعش»، سحب كامل مقاتليه من الساحل وإدلب، الأسبوع الماضي، وسيطر مقاتلو «جبهة النصرة» على المقار التي كان يشغلها مقاتلو «داعش».
وفي الرقة، قال ناشطون سوريون إن عناصر «داعش»، دخلوا إلى قرية تل أخضر القريبة من مدينة تل أبيض في ريف الرقة، لتحويلها إلى منطقة عسكرية. وذكر «مكتب أخبار سوريا» أن مقاتلي «داعش» طلبوا من السكان مغادرة القرية: «وعندما رفضوا ذلك أرسل التنظيم إلى القرية رتلا عسكريا مكوّنا من عشر سيارات مزودة بالرشاشات الثقيلة وعشرات العناصر وأرغموا السكان على الخروج من القرية، حيث نزح معظمهم إلى الأراضي التركية فيما نزح قسم آخر إلى القرى المجاورة».
وفي ريف دمشق، أفاد المرصد السوري بمقتل 6 أشخاص بينهم طفلان و3 نساء من جراء قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة قدسيا، فيما نفّذ الطيران الحربي غارتين جويتين على محيط إدارة الدفاع الجوي المحاصرة من قبل مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة، بالقرب من بلدة المليحة، وسط اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية في المنطقة.
وأفاد بتعرض مناطق في بلدة فليطة لقصف جوي، وأنباء عن سقوط عدد من الجرحى. وفي منطقة داريا بدمشق تظهر لقطات حملت على الإنترنت اللحظة التي تسقط فيها قوات النظام فيما يبدو قنبلة على أحد الأحياء. وتصاعدت سحابة كثيفة من الدخان بعد الانفجار.
ما استهدف المعارضون المسلحون منشآت حكومية في محافظة درعا ويشنون هجوما صاروخيا على ما يعتقد أنها نقطة تفتيش الصوامع وثكنات لقوات النظام.
مقتل 20 جنديا نظاميا وتقدم للمعارضة بدرعا وحلب
قتل 20 من قوات النظام في قصف لمقاتلي الجيش الحر على مدينة مورك بريف حماة. في الأثناء تمكنت المعارضة المسلحة من السيطرة على حاجز صوامع الغلال في درعا وكذلك السيطرة على القصر العدلي في حلب القديمة.
وقال مركز حماة الإعلامي إن مقاتلي المعارضة تمكنوا كذلك من تدمير أربع دبابات وإعطاب عدد آخر بعد اشتباكات عنيفة جرت مع قوات النظام في جنوب مدينة مورك بريف حماة.
وفي مدينة خان شيخون في ريف إدلب، قصفت كتائب الجيش الحر بقذائف الهاون تجمعات الأمن والشبيحة، مما أوقع قتلى وجرحى. وقصف مقاتلو المعارضة حاجزا عسكريا في المدينة نفسها. كما شهدت مناطق عدة في ريف إدلب اشتباكات بين كتائب الجيش الحر وقوات النظام.
في الأثناء سيطرت المعارضة السورية المسلحة على حاجز صوامع الغلال, وحاجز قصاد شرقي مدينة درعا, بعد سيطرتها قبل يومين على سجن درعا المركزي. ويعد هذا المربع من أكبر معاقل قوات النظام وآخرها في هذه المنطقة التي تقع إلى الشرق من مدينة درعا.
كما تمكّن مقاتلو المعارضة السورية المسلحة من السيطرة على القصر العدلي في حلب القديمة بعد معارك عنيفة خاضوها مع جيش النظام الذي كان يتحصن في المبنى. وبسيطرة المعارضة المسلحة على القصر العدلي يكون مقاتلوها قد اقتربوا من إطباق الحصار على قلعة حلب التي يتحصّن فيها جيش النظام.
قتلى واشتباكات
وكان عشرة قتلى سقطوا في قصف الطيران الحربي السوري على مدينة قدسيا بريف دمشق، كما سقط عدد آخر في قصف بالبراميل المتفجرة في حلب.
وأفادت شبكة شام بأن الطيران الحربي النظامي نفذ الجمعة ثلاث غارات جوية على بلدة قدسيا بريف دمشق، مما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص وإصابة عدد آخر بجروح، وأكدت الشبكة أن أغلب القتلى من النساء والأطفال.
صورة بثها ناشطون لاستهداف الجيش الحر مركز قوات النظام ببلدة كسب بريف اللاذقية
وأشار الناشطون إلى أن هذه الهجمات من أكبر الخروقات التي ينفذها النظام بحق المدينة التي وقعت هدنة معه منذ أشهر.
وفي تطور آخر في منطقة اللاذقية، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية وكتائب من المعارضة في محيط مدينة كسب الحدودية مع تركيا.
وبعد ظهر الجمعة، قال المرصد إن المقاتلين “سيطروا على قمة الصخرة الإستراتيجية” التي تشرف على مدينة كسب ذات الأغلبية الأرمنية.
وتسعى المعارضة في تلك المنطقة إلى السيطرة على آخر معبر بري مع تركيا يسيطر عليه النظام، حيث كثفت من قصفها بقذائف الهاون والصواريخ مناطق في كسب وقرية كرسانا، مما أدى إلى مقتل سبعة من عناصر القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، وفق المرصد.
وفي ريف حلب، قال ناشطون سوريون إن عشرة أشخاص قتلوا بكفر حمرة جراء إلقاء مروحيات النظام براميل متفجرة على البلدة.
وأفادت شبكة سوريا مباشر بأن قتلى سقطوا في حي بعيدين في مدينة حلب، وأصيب عدد من الأشخاص بحي مساكن هنانو جراء إلقاء البراميل المتفجرة، كما شنت الطائرات غارة على مدينة دار عزة في ريف حلب.
الائتلاف السوري يطلب تحقيقا في مصير المعتقلين
طالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في مصير عشرات الآلاف من المعتقلين في سجون النظام السوري.
وقال ممثل الائتلاف في الولايات المتحدة نجيب الغضبان -في حلقة نقاش نظمت بالأمم المتحدة- إن أي حل سياسي للأزمة السورية ينبغي أن يشمل محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان.
من جانبها أكدت رئيسة لجنة المعتقلين في الائتلاف ريما فليحان وجود أكثر من مائتي ألف معتقل في سجون النظام.
وتقول منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان إن المعتقلين في سجون الحكومة السورية يلقون سوء المعاملة بما فيه التعذيب.
نظام الأسد يعرقل وصول الأدوية والطعام إلى المحاصرين
دبي – العربية
بعد يوم واحد على استئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا، عطل النظام السوري وصولها، فقد أوقف النظام قافلة تابعة للأمم المتحدة تحمل مساعدات من تركيا إلى سوريا. واتهم مسؤول أممي، النظام بوضع عراقيل إدارية أمام سير المهمة الإنسانية الأممية. وتعللت السلطات الجمركية السورية بعطلة نهاية الأسبوع في تأخير تخليص المعاملات الجمركية لشاحنات المساعدات الإنسانية.
في حين قالت الأمم المتحدة إن ثماني شاحنات فقط من أصل 79 شاحنة تحمل الأدوية والمواد الغذائية والمفروشات، تمكنت من عبور الحدود التركية إلى القامشلي.
يأتي هذا في وقت ينص قرار مجلس الأمن الدولي على السماح للمساعدات بالدخول بحرية ومن دون عوائق، وهو ما لم يلتزم به النظام السوري، حسب تصريح مسؤول في المساعدات الدولية.
اشتباكات عنيفة بين “الحر” وقوات الأسد قرب حدود تركيا
دبي – قناة العربية
أكدت شبكة “شام” الإخبارية، وقوع اشتباكات عنيفة في برج حليبية بجبل التركمان بريف اللاذقية بين الجيش السوري الحر وقوات نظام بشار الأسد، تزامنا مع قصف عنيف استهدف المنطقة من قبل قوات النظام، بحسب قناة “العربية”، اليوم السبت.
وتشتد الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام على الحدود السورية التركية، إذ سيطر الجيش الحر على معابر باب الهوى في إدلب، وباب السلامة في اعزاز بريف حلب، وتل أبيض في الرقة.
ومن جهة العراق، استطاع الثوار إحكام سيطرتهم على معبر البركمال في دير الزور، فيما سيطر مقاتلو حزب العمال الكردستاني على معبر اليعربية في الحسكة.
ويقول مقاتلون في صفوف المعارضة السورية، إنهم سيطروا على معبر كسب في اللاذقية، آخر نقطة حدودية للنظام مع تركيا في الشمال.
وعوض النظام خسارته على الحدود مع تركيا بالتشبث بمعابره على حدوده مع لبنان، لاسيما معبر العريضة على الطريق الساحلي السوري اللبناني من جهة حمص، كما يحكم سيطرته على معبري الدبوسية وجوسية الهامين، لكونهما ممرين أساسيين يصلان البقاع الشمالي اللبناني وريف حمص الغربي.
وحُسمت حرب المعابر على طول الحدود الجنوبية بين سوريا والأردن التي يبلغ طولها أربع مئة كيلومتر تقريباً، بسيطرة الثوار على معبر الرمثا القديم، لكن إغلاقه من قبل الأردن قلل من أهميته.
في حين بقي معبر نصيب تحت سيطرة النظام، ويرجح الناشطون صعوبة التقدم لاشتداد المعارك في درعا وريفها.
وتبدو حرب المعابر الأشد خطورة، لاسيما بالنسبة لدول الجوار، فعلى الرغم مساعي الكتائب المنضوية تحت جناح الجيش الحر إلى طمأنة تلك الدول من أن حرب المعابر هي جزء من الصراع مع النظام على الأراضي السورية، فإن بعض التداعيات التي أفضت إلى سيطرة المقاتلين المنتمين لتنظيم القاعدة على بعض المعابر الشمالية تؤجج مخاوف الدول المجاورة من تصدير الأزمة إلى داخل أراضيها.
غارات على ريف اللاذقية بعد تقدم المعارضة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
شن الطيران الحربي السوري، السبت، غارات جوية عدة استهدفت قرى جبل الأكراد وجبل التركمان في ريف اللاذقية بعد التقدم الذي حققه مسلحو المعارضة في تلك المنطقة.
وقالت “الهيئة العامة للثورة السورية” إن الجيش الحر وكتائب إسلامية سيطرت على عدة مقرات للقوات الحكومية عقب اشتباكات في مدينة كسب بريف اللاذقية.
من جهتها أعلنت وكالة الأنباء السورية “سانا” أن الجيش السوري “دمر مستودعا للصواريخ والذخيرة بريف اللاذقية”.
وكانت المعارضة أعلنت، الجمعة، سيطرتها على معبر كسب الحدودي مع الحدود التركية، إضافة إلى عدد من المخافر الحدودية.
وفي ريف دمشق، قصف القوات الحكومية بالمدفعية الثقيلة أطراف بلدة المليحة وفقا لما ذكر “اتحاد تنسيقيات الثورة السورية”.
وأعلن ناشطون سوريون معارضون أن 4 من جنود الجيش السوري، قتلوا في اشتباكات دارت مع الجيش الحر على الجبهات الشرقية والشمالية لبلدة داريا.
وفي شمال شرقي البلاد، جددت قوات الجيش السوري المتمركزة في مطار دير الزور العسكري، قصفها محيط المطار بالمدافع والرشاشات الثقيلة.
وقال ناشطون إن الطيران الحربي السوري شن 4 غارات جوية على مخيم درعا للنازحين في مدينة درعا جنوبي البلاد.
وأعلن الجيش السوري عبر التلفزيون الرسمي سيطرته الكاملة على النصف الغربي من محافظة حمص المحاذي للحدود اللبنانية.
تقرير: مقعد سوريا خلال القمة العربية بالكويت سيبقى “شاغرا“
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — أوضح نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد بن حلي، الجمعة، إن مقعد سوريا “سيبقى شاغرا” خلال القمة العربية القادمة التي تستضيفها الكويت الثلاثاء المقبل.
وطبقا وكالة الأنباء الكويتية “كونا، صرح بن حلي، إن: “الأمين العام للجامعة نبيل العربي سيواصل اتصالاته بعد القمة مع “الائتلاف الوطني” حول هذا الموضوع، وفقا لأحكام الميثاق وقرارات مجلس جامعة الدول العربية واللوائح الداخلية للمجلس.”
وتستضيف الكويت، يومي 25 و26 مارس/آذار الجاري، القمة العربية المقبلة، وستتركز أجندتها على قضايا مهمة أبرزها الأزمة السورية وعملية السلام.
وكان رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” أحمد الجربا، قد بحث في وقت سابق من الشهر الحالي، مع أمين عام الجامعة العربية، مشاركة الائتلاف بقمة الكويت، ومتطلبات شغله لمقعد سوريا بالجامعة العربية.
وأضاف بن حلي أن: “الجربا تمت دعوته لإلقاء كلمة خلال أعمال القمة العربية المقبلة باعتباره ممثلا شرعيا ومحاورا أساسيا مع جامعة الدول العربية، كما أقر ذلك مجلس الجامعة على مستوى القمة وعلى المستوى الوزاري”، على ما أورد المصدر.
ويشار إلى أن الجامعة العربية كانت قد منحت أثناء قمة الدوحة العام الماضي, مقعد سوريا للائتلاف باعتباره ممثلا شرعيا للشعب السوري, في خطوة رفضها النظام السوري ووصفها بأنها “انتهاك لميثاق الجامعة وقواعد العمل العربي المشترك.”
توسع رقعة المعارك بين النظام السوري ومقاتلين معارضين في ريف اللاذقية
توسعت رقعة المعارك في ريف محافظة اللاذقية في شمال غرب سوريا السبت بين القوات النظامية ومجموعات من المقاتلين المعارضين بينها جبهة النصرة، مع استمرار المعارك في محيط معبر كسب الحدودي مع تركيا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وأدت المعارك التي كانت احتدمت امس مع تقدم مقاتلين معارضين من كتائب اسلامية والنصرة في اتجاه المعبر وسيطرتهم على ثلاث نقاط حدودية، الى مقتل 34 شخصا بينهم خمسة مدنيين، بحسب حصيلة اوردها المرصد اليوم.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “توسعت رقعة الاشتباكات بين القوات النظامية مدعمة بعناصر الدفاع الوطني من جهة، وجبهة النصرة وكتائب مقاتلة من طرف آخر”، وباتت “تشمل محيط قرى خربة سولاس وبيت حلبية والملك” الواقعة تحت سيطرة النظام.
واشار الى دخول كتائب جديدة غير اسلامية على خط المعارك.
في المقابل، قصفت القوات النظامية قرى يسيطر عليها المعارضون، بينها الكبير والشحرورة وخان الجوز.
وافادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان القوات النظامية “دمرت مستودعا للصواريخ والذخيرة وعددا من السيارات المحملة بالاسلحة (…) في الكبير وبيت الشروق ومحمية الفرنلق والشحرورة وخان الجوز”.
وكان المقاتلون المعارضون تقدموا امس في اتجاه معبر كسب وسيطروا على ثلاث نقاط حدودية ومبان على اطراف المدينة وتلة مشرفة عليها، بحسب المرصد.
واشار عبد الرحمن اليوم الى “استمرار المعارك العنيفة” في محيط المعبر، وحصول “عمليات كر وفر” بين النظام ومقاتلي المعارضة.
وقالت “الهيئة العامة للثورة السورية” في بريد الكتروني ان “الجيش الحر والكتائب الاسلامية تمكنوا من تحرير عدة ابنية لقوات النظام بالاشتباكات في مدينة كسب”.
الا ان مصدرا امنيا سوريا اكد لفرانس برس ان القوات النظامية “استعادت السيطرة على مخفرين حدوديين كان المسلحون دخلوا اليهما” امس.
واوضح المرصد ان المعارك ادت الى مقتل 16 عنصرا على الاقل من القوات النظامية والدفاع الوطني، و13 مقاتلا معارضا، وخمسة مدنيين قضوا جراء قصف مقاتلي المعارضة قرية كرسانا ذات الغالبية العلوية.
واتهمت دمشق في رسالة بعثت بها الى الامين العام للامم المتحدة ورئيس مجلس الامن، انقرة بتوفير “تغطية” للهجوم على كسب، مطالبة مجلس الامن “بادانة هذا الاعتداء الارهابي على الاراضي السورية”.
وأتى تقدم المقاتلين في ريف اللاذقية بعد ايام من اعلان “جبهة النصرة” و”حركة شام الاسلام” و”كتائب انصار الشام” بدء “معركة الانفال” في الساحل السوري” ل”ضرب العدو في عقر داره”.
وتعد محافظة اللاذقية الساحلية، احد ابرز معاقل النظام، وتضم القرداحة، مسقط رأس الرئيس بشار الاسد. وبقيت المحافظة هادئة نسبيا منذ اندلاع النزاع منتصف آذار/مارس 2011، الا ان المسلحين المناهضين للنظام يتحصنون في بعض اريافها الجبلية، لا سيما في اقصى الشمال قرب الحدود التركية.
فورد: سورية ستتحوّل إلى «كانتونات» متحاربة والأسد لن يسيطر إلا على ربعها
اتهم سفير اميركا السابق في سورية روبرت فورد نظام الرئيس السوري بشار الاسد بالتراجع عن تعهداته التي قطعها للمجتمع الدولي بتدمير ترسانته الكيماوية مع نهاية يونيو، ونقل عن «منظمة حظر انتشار الاسلحة الكيماوية» قولها ان الاسد سلم حتى الآن نصف مخزونه الكيماوي، الا انه سلّم عشرين في المئة فقط من المادة المصنفة الاكثر فتكا. وتابع فورد ان السوريين اقترحوا «اغلاق» معاملهم لانتاج الكيماوي، لكن الاغلاق لا يكفي اذ ان قرار مجلس الامن ينص صراحة على «التدمير الكامل».
وقال فورد انه ربما حان الوقت لبلاده ان تتحدث الى موسكو في هذا الشأن، وان الرئيس باراك أوباما لم يقل ابدا انه رفع اي خيارات في شأن الكيماوي السوري عن الطاولة، ومنها الخيار العسكري.
كلام فورد، الذي خرج الى التقاعد منذ اسابيع، جاء اثناء ندوة حوارية نظمها مركز ابحاث «وودرو ويلسون»، وحاوره فيها الباحث دايفيد ميلر، وتوقع الديبلوماسي السابق اثناءها ان تتحول سورية الى فسيفساء من الكانتونات الطائفية المتحاربة، وان يحافظ الاسد على ربع سورية، فيما تستولي الفصائل المتناحرة على الارباع الثلاثة الاخرى.
وعزا فورد صمود الاسد، بعد ثلاث سنوات من الصراع المسلح، الى ثلاثة اسباب، اولها فشل المعارضة في تقديم برنامج يمكن ان تستميل بموجبه الاقليات التي تساند الاسد، وخصوصا من العلويين، وثانيها الدعم الكبير الذي يتمتع به الاسد من روسيا وايران ومقاتلي العراق من الشيعة، وثالثها تماسك النظام داخليا بشكل يمنع اي انقلاب.
كما توقع فورد ان يستمر الاسد في تقدمه على المعارضة في المديين القصير والمتوسط، وعزا ذلك الى الفشل الذريع للمعارضة في تحقيق اي نوع من الوحدة، وتقديم برنامج يستميل الفئات السورية من غير المسلمين السنة، وقال ان المعارضة لم تقدم يوما على ادانة «جبهة النصرة»، بل عملت على ادانة واشنطن لوضعها «النصرة» على لائحتها التنظيمات الارهابية.
واوضح فورد ان «النصرة» اقدمت قبل أيام على خطف 95 علويا، متسائلا: «هل سمعتم اي ادانة من المعارضة لعملية الخطف؟ هذه هي المشكلة، يعتقد العلويون انهم مستهدفون ولا يجدون شركاء عند المعارضة، التي يتوجب عليها ان تقدم اجندة وطنية لا طائفية تتسع للجميع وتجذبهم بعيدا عن الاسد».
واعتبر فورد ان اسباب انقسام المعارضة السورية تعود الى الصراع بين عرابيها الاقليميين، وقال ان «السعودية تحب البعض اكثر من البعض الآخر، والقطريون اقرب الى الفصائل الاسلامية»، مضيفا ان المعارضة السورية لا رأي لها بسبب تبعيتها وانقسامها، وان الانقسام يذكره بلبنان اثناء الحرب الاهلية في الثمانينات، عندما كنت ديبلوماسيا شابا».
السبب الثاني خلف صمود الاسد يكمن بالدعم الكبير الذي يتلقاه من روسيا، التي لا تتعلق بشخص الاسد وانما تخشى البديل الذي تعتقده اسلاميا متطرفا، وايران التي تتعلق اكثر بالاسد لاسباب شخصية ولانه يناسب روايتها عن محور الممانعة والمقاومة. اما ابرز وسائل الدعم فتأتي من المقاتلين الشيعة العراقيين، «مثل عصائب اهل الحق الذين خاضوا ضدنا (الاميركيين) معارك في العراق».
ويعتقد فورد ان قوات الاسد خسرت 50 الف مقاتل، وان نصفهم من العلويين، الذين يبلغ تعدادهم في سورية قرابة المليونين. واضاف: «انا اسكن في (مدينة) بلتيمور التي يقطنها 2.2 مليون. لو قتل 25 الفا منهم لاعتبروها مصيبة المت بهم، ومؤكد ان العلويين يشعرون بفداحة الخسارة».
وقال فورد انه لولا المقاتلون الشيعة من «حزب الله» اللبناني ومن العراقيين لما تمكن الاسد من استعادة اي من المناطق التي خسرها بسبب الانهاك الذي حل على الوحدات المقاتلة الموالية له، والتي فقدت الكثير من عديدها.
اما السبب الثالث فيعود الى التماسك الكبير الذي اظهرته النواة الصغيرة المحيطة بالنظام.
ويعتقد فورد ان مرور الايام غيّر في طبيعة الازمة السورية التي بدأت كثورة مطالبة بانهاء حكم الاسد، قابلتها قوات الاسد بعنف هائل، فتشكل «الجيش السوري الحر» بهدف الدفاع عن المتظاهرين، اولا، ثم عن المدنيين ثانيا. وتابع ان الاسد يرسل اليوم رسالة الى السوريين مفادها ان الجيش الحر لا يحميهم، بل يتسبب بمقتلهم بسبب البراميل المتفجرة التي يرميها الاسد على رؤوس المدنيين.
ولكن رغم تفوق الاسد في القوة النارية، الا ان ليس لديه العدد الكافي لاجتياح المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وهو ما دفعه لمحاصرتها لتجويع السكان، وهو تكتيك وصفه فورد بالدموي الذي يعود للعصور الوسطى.
وبسبب تغيير الاسد تكتيكاته، يعتقد فورد ان على مقاتلي المعارضة التكيف، اذ يعتبر انه سيكون من الآن وصاعدا صعبا عليهم الدفاع عن مساحات محددة، وان الافضل لهم استهداف خطوط امداد الاسد وقواته على طريقة اضرب واهرب.
تطور الاحداث غيّر من المصالح الاميركية في سورية كذلك، حسب الديبلوماسي السابق. وكان ميلر سأل فورد ان كان يعتقد ان للولايات المتحدة «مصالح استراتيجية حيوية» في سورية، وبحيوية «اعني انها تتطلب ان نخصص لها اهتماما ووقتا واموالا، وان نبدي استعدادنا لوضع جنودنا في طريق الخطر للدفاع عن هذه المصالح». في اجابته، تعمد فورد عدم استخدام كلمة «حيوية»، وقال بدلا من ذلك ان للولايات المتحدة «مصالح كبيرة»، وضرب مثالا على ذلك مكافحة الارهاب.
عن ايران، قال فورد انه على حد علمه، «ليس هناك اي حديث اميركي – ايراني بشكل جدي حول سورية» (هناك مفاوضات اميركية – ايرانية حول سورية معروفة بالمسار باء يخوضها خبراء ومسؤولون وتحدثت عنها «الراي» سابقا). وتابع فورد ان اميركا لا تعرف ما هي الحلقة الاساسية من المصالح الايرانية في سورية، وماهي الحلقة الثانية والثالثة. ولم يشأ فورد الاجابة حول تأثير اي اتفاق نووي ممكن مع ايران على الوضع في سورية، واعتبر ان الاسرائيليين يخافون من نشاطات «حزب الله» في سورية ولبنان، وهم في الوقت نفسه يخشون وصول المجموعات الاسلامية المتطرفة الى حدودهم في هضبة الجولان، لكنهم لا يعتقدون ان بقاء الاسد في مصلحتهم.
وكرر فورد اعتقاده انه لا يمكن لاي ضربة عسكرية اميركية ان تؤدي الى حل في سورية، وقال انه يمكن للقوة العسكرية الاميركية ان تدمر مطارا لقوات الاسد او تنسف منشأة او تجمعا، لكن الحل في النهاية بين السوريين، معتبرا ان الحل في العراق لم يأت بسبب 170 الف جندي اميركي كانوا هناك، بل بسبب الاتفاق الذي توصلت اليه نسبة كبيرة من السنة مع الشيعة والكرد.
الفايننشال تايمز: يبرود لم تكن لتسقط لولا التنازع بين السعودية وقطر
نشرت صحيفة الفايننشال تايمز تقريراً عن دحر المعارضة السورية المسلحة على الحدود مع لبنان، وخروجها من يبرود.
وتقول إيريكا سولومون في الصحيفة إن صراع القوى السياسية في منطقة الخليج كان له تأثير على معارضي الرئيس السوري بشار الأسد.
وتواصل بالقول إن سقوط يبرود ليس سقوط آخر معقل للمعارضة المسلحة على الحدود اللبنانية فحسب، وإنما هو مثال على كيفية تأثير الصراعات السياسية في المنطقة على الوضع الميداني في سوريا.
وكيف أن اختراق صفوف المعارضة المسلحة جعلها غير قادرة على القتال.
وتنقل الصحيفة عن عناصر من المعارضة المسلحة قولهم إن يبرود لم تكن لتسقط لولا التنازع بين السعودية وقطر، وهما الراعيان الأساسيان للانتفاضة في سوريا، حسب صاحبة المقال.
وتنقل الصحيفة عن الطبيب “أبو مراد” الذي يرافق عناصر المعارضة المسلحة قوله إن من أسباب سقوط يبرود “اختراق عناصر بشار الأسد لصفوف المعارضة المسلحة، ويعتقد أبو مراد أن نصف المقاتلين في بعض الوحدات عملاء زرعوا لبث الوهن في صفوف المعارضة المسلحة”.
مخاوف من «خطف» أربعة ملايين طفل خارج التعليم … من الجهاديين
إبراهيم حميدي: الحياة
في بلدة تقع ضمن المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري في شمال البلاد، جاء عدد من مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) واتخذوا من المدرسة الرئيسية في هذه البلدة مقراً لـ «أمير الحرب» في التنظيم، وحوّل مقاتلوه مدرسة أخرى سجناً، أما المدرسة الثالثة، فجاء إليها «دعاة غير سوريين» لتعليم الأطفال «أصول الشرع». بعد أيام، طلب مسؤول «داعش» من المعلمات عدم تدريس الذكور ومن المعلمين عدم تعليم الإناث. ثم أرسل «الأمير» زوجته وزوجات مساعديه للتدخل في مناهج التدريس… مع تركيز الهيئة الشرعية على دروس الدين.
في مدينة ما في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، تحولت مدارس إلى مراكز اعتقال، في حين باتت أخرى مقراً وملجأً للنازحين الآتين من مناطق المواجهات بين قوات النظام والمعارضة، والمناطق التي تتعرض للقصف، كما حصل في مدارس الرقة في الشمال الشرقي.
لكن معدل الدوام يختلف بين هناك وهناك: مئة في المئة في مدينة طرطوس الساحلية الخاضعة لسيطرة النظام و6 في المئة في حلب شمالاً، وفق إحصاءات دولية.
مع ذلك، فإن المدارس الباقية محظوظة، لأن مصيرها لم يكن مشابهاً لمصير 3465 مدرسة تعرضت للدمار، وفق وزير التربية السوري هزوان الوز، الذي قال إن ألف مدرسة تحولت مراكز موقتة لإقامة نازحين، في بلد بلغ عدد النازحين نحو خمسة ملايين شخص وأربعة ملايين لاجئ (بينهم 2.5 مليون مسجلون لدى الأمم المتحدة) من أصل 23 مليوناً.
وعليه، فإن عبدالرحمن الحاج مستشار التعليم في الحكومة الموقتة المعارضة، يرى أن المدارس والطلاب كانوا «بين الأكثر تأثراً في السنوات الثلاث الماضية، ألم تبدأ الثورة كلها في بداية 2011 من مدرسة في درعا جنوب البلاد؟ ألم يعلن طلاب توقفهم عن الدراسة والتدريس الى حين سقوط النظام؟ ألم تخرج تظاهرات من جامعات؟». لكنه حذر الآن من أن «كارثة» ستحل بجيل كامل من السوريين إذا استمر الوضع على ماهو عليه الآن، حيث «سينشأ جيل كامل من الأطفال غير قادر على العودة إلى المدارس ويغوص في الجهل مع تعرضه لمشاهد عنف رهيبة أو مورس عليه العنف». وقال الحاج: «من كان طفلاً في بداية الثورة أصبح الآن فتى لم يخضع للتعليم خلال ثلاث سنوات».
ووفق إحصاءات المعارضة، فان «المناطق المحررة» تضم نحو سبعة آلاف مدرسة تعرضت منها 4500 مدرسة لـ «تدمير جزئي أو كلي». وقال الحاج إن عدد الطلاب في هذه المناطق بين 6 و15 سنة يبلغ بين 4.5 وخمسة ملايين، بينهم 3.5 مليون «خارج التعليم في شكل كلي». وبين هؤلاء بين 600 و800 ألف طفل لاجئ خارج التعليم. مثلاً، تم تسجيل 40 ألف طفل سوري في مدارس لبنان التي لا تستوعب سوى 30 في المئة من التلاميذ. وأفاد تقرير دولي: «سيرتفع عدد الطلاب السوريين بين 140 و170 ألفاً في نهاية العام، علماً بأن الرقم الأخير يشكل 57 في المئة من طلاب المدارس العامة».
عملياً، يعني ذلك «وجود بين 4 و 4.2 مليون خارج التعليم في داخل سورية وخارجها». وكان وزير التعليم في الحكومة السورية، قال إن عدد الطلاب في سورية بلغ 5.53 مليون، داوم منهم في العام الدراسي الحالي نحو أربعة ملايين.
أما بالنسبة إلى الأساتذة، قدر الحاج عددهم في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام بنحو 160 ألفاً من أصل 370 ألف أستاذ في سورية، في حين يبلغ عدد الأساتذة الذين تحتاجهم المدارس نحو مئة ألف ليس موجوداً منهم سوى 40 ألفاً، لأن «كثيراً من الأساتذة إما أصبح ناشطاً في الثورة أو مقاتلاً في صفوف المعارضة أو أنه هاجر».
أمام هذا الواقع، سعت المعارضة إلى وضع خطة لمعالجة واقع التعليم. وأوضح الحاج: «أول خطوة كانت توفير الكتب المدرسية حيث يبلغ عدد الكتب المطلوبة أكثر من 30 مليوناً، باعتبار أن كل طالب يحتاج إلى عشرة كتب، ما يعني وجوب توفير موازنة قدرها 15 مليون دولار أميركي. وبالفعل تمت طباعة مليوني كتاب على أن يطبع أربعة ملايين أخرى قريباً». وزاد: «حافظنا على مناهج التعليم الموجودة لدى النظام، باستثناء إلغاء مادتي «التربية الوطنية» و «التربية القومية» اللتين تتحدثان عن أيديولوجية حزب البعث الحاكم فقط»، مع خطة لاستبدالهما بـ «التربية المدنية» بهدف «ترسيخ مفاهيم الدولة المدنية والقانون العام».
غير أن الحاج يشير إلى «عقبة عملية»، ذلك أن مؤسسات الأمم المتحدة لا تزال تعترف بالحكومة السورية ولا تتعامل مع المؤسسات المنبثقة من «الائتلاف الوطني السوري» المعارض والحكومة الموقتة. لذلك، فإن المعارضة تلجأ إلى التعامل مع منظمات غير حكومية في العالم، سواء لجهة التمويل أو المساعدة الفنية.
كما سعت المعارضة إلى الحصول على «اعتراف» بالوثائق التعليمية الصادرة من المعارضة، حيث اعترفت الحكومة التركية بشهادة البكالوريا وأبلغت باريس المعارضة «اعترافها بالشهادات» الصادرة من مؤسسات تعليمية للمعارضة، الأمر الذي يتوقع أن تفعله ألمانيا وبريطانيا قريباً. وتوقع الحاج «اعتراف جميع الدول العربية، عدا العراق والجزائر ولبنان، بالوثائق الصادرة من عندنا».
في موازاة ذلك، أنشأت المعارضة مديريات للتربية ومجامع للتربية في عشر محافظات سورية، سيعين فيها نحو 350 موظفاً إدارياً، في وقت جرى إعداد مسودة مشروع تأسيس «الجامعة الوطنية السورية»، التي من المتوقع أن تضم خمسة معاهد على الأقل «لها علاقة بإعادة الإعمار» وكليتين للعلوم السياسية واللغات «في مناطق غير مركزية في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام».
وينضم الحاج إلى آخرين دقوا جرس الإنذار إزاء ما يحصل في سورية: «لا بد من التحرك بسرعة في مجال التعليم لفك رموز الوصفة الموجودة للتطرف بين ملايين الشباب وخلق جيل من الجهاديين، ما يهدد سورية والمنطقة والعالم».
عاملان يغذّيان إنتصارات الأسد: دعم حزب الله وتفكّك المعارضة
أ. ف. ب.
الإنتصارات الأخيرة التي حقّقها جيش بشار الأسد في يبرود والحصن والزارة، تعود في جانب منها إلى دعم ميليشيا حزب الله واستعمال سلاح التطويق والحصار والتجويع، علاوة على تشرذم المعارضة وتقاتلها في ما بينها.
بيروت: تعود سلسلة الانتصارات العسكرية التي حققها النظام السوري اخيرا بصورة كبيرة الى انخراط حزب الله بكل ثقله في المعركة، لا سيما في المناطق الحدودية مع لبنان، مقابل تفكك شامل عسكريًا وسياسيًا داخل المعارضة.
ومنذ اشهر عديدة، بدأ النظام السوري تنفيذ استراتيجية جديدة على الارض تقوم بشكل اساسي على تطويق المناطق التي يريد السيطرة عليها واستخدام سلاح التجويع والحصار الى حين الوصول الى اتفاق مع المقاتلين للانسحاب.
في المقابل، تتالت مؤشرات الانهاك في صفوف مقاتلي المعارضة المتشرذمين الذين يفتقدون قيادة موحدة والسلاح والدعم المادي.
حزب الله غيّر المعادلة
يقول استاذ الدراسات الاسلامية والشرق اوسطية في جامعة ادنبره توما بييريه لوكالة فرانس برس “حقق النظام نجاحات في منطقة القلمون (شمال دمشق) بسبب انخراط حزب الله القوي فيها لأسباب تتعلق بقربها من لبنان. في ريف حمص الغربي (الزارة وبلدة الحصن)، المعركة خاسرة منذ وقت طويل بالنسبة الى المعارضة المسلحة”.
إنقسام المعارضة
وكان مصدر عسكري سوري اكد لفرانس برس ان النظام يعتمد منذ اشهر استراتيجية جديدة تقوم على “تطويق المنطقة التي يراد الدخول اليها والسماح للمقاتلين داخلها بالخروج شرط تسليم سلاحهم…”. واشار الى ان هذا “يخلق انقسامات بين المقاتلين، ثم يحصل الهجوم”، بعد ان يخلي العدد الاكبر منهم المنطقة، كما حصل في يبرود وغيرها من قرى القلمون قبلها، وفي الزارة والحصن.
ويؤكد ناشط سوري على اتصال وثيق بالمجموعات المقاتلة على الارض ان خسارة مقاتلي المعارضة مدينة يبرود، آخر اكبر معقل لهم في القلمون، والحصن التي يقاتلون فيها منذ اكثر من سنتين في ريف حمص الغربي، تعود الى عوامل عدة ابرزها التفوق التقني والبشري مقابل مجموعات استنزفها عامل الوقت.
الحصار والتجويع
ويوضح ان بلدة الحصن التي تضم القلعة الاثرية كانت “محاصرة منذ اكثر من سنتين. من اجل الحصول على الطعام، كان المقاتلون داخلها يرشون العناصر الموجودين على حواجز النظام من اجل ادخال بعض المواد الغذائية. بعد ان قرر النظام شن هجوم جديد في المنطقة وسيطر على الزارة، صار الوضع اكثر صعوبة. فحصل اتفاق بينهم وبين النظام على ان يفتح النظام طريقا للمقاتلين الى لبنان ويسمح لهم بالانسحاب وهذا ما حصل”.
ويضيف “سنتان من الحصار، وهم يقاومون البراميل والجوع والمدافع بقدرات ضئيلة. لقد تعبوا. كانت تمر عليهم اوقات يكتفون خلالها بأكل الاعشاب”.
بالنسبة الى يبرود، يقول الناشط “لعب التفوق التقني والعسكري دورا بارزا، وخصوصا الدم الجديد المتمثل بوضع حزب الله كل ثقله في المعركة، وانضمام ميليشيات عراقية بكثافة الى القوات النظامية”.
المعارضة أنهِكت
ويضيف “كان الثوار يقومون بعمليات نوعية نهارا. ليلا حزب الله الذي يملك المناظير الليلية والقدرات التقنية يعود فيأخذ كل شيء. المقاتلون العراقيون من جهتهم متعافون لم يشاركوا في معارك سابقة، على عكس مقاتلي المعارضة المنهكين”.
وينقسم مقاتلو المعارضة الى مئات المجموعات المسلحة التي لا تجمعها قيادة واحدة، ويفتقدون الاسلحة النوعية والدعم العسكري الفعال، في ظل استمرار التردد الغربي في تقديم السلاح وتراجع الدعم الخليجي.
بالاضافة الى ذلك، هناك صراعات على السلطة داخلها وينخرها الفساد وتبديد الاموال. بينما تستنزف الجبهة المستجدة منذ بداية العام في الشمال خصوصا مع تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” قوتها وقدراتها.
خسارة يبرود
على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت، تتجلى بوضوح انقسامات مجموعات المعارضة المسلحة.
وغرد المتحدث باسم جبهة النصرة في القلمون في هذا الاطار على حسابه على موقع “تويتر” قائلا “يبرود لم تسقط.. يبرود تم تسليمها” الى النظام وحزب الله.
ثم تساءل “هل تم بيع يبرود؟ (…) هل تم تسليمها بالمجان؟”، متهمًا مجموعات بـ”الهروب” من المدينة و”اشاعة خبر سقوطها لتبرير” انفسهم.
القاعدة الشعبية تتقلّص
من جهة ثانية، يؤكد ناشطون ان السكان المتعاطفين مع المعارضة باتوا يظهرون مؤشرات ملل من حرب هجّرت الملايين وتسبّبت بمقتل حوالى 150 الف شخص.
ويقول الخبير الفرنسي في الشؤون السورية فابريس بالانش “لا يمكن لمعارضة منقسمة في مواجهة نظام موحد ان تنتصر”.
ويضيف “بعد ثلاث سنوات من النزاع، السوريون يتوقون الى استعادة الامن”، مشيرا الى ان المناطق التي يسيطر عليها النظام تبدو “آمنة” اكثر من المناطق الاخرى، مشيرا الى غياب “البديل السياسي” لدى المعارضة.
ويشير الى ان هدف النظام، في اطار استراتيجيته التي بدأها منذ معركة القصير في ريف حمص مدعوما من حزب الله ايضا في حزيران/يونيو 2013، “استعادة كل الجيوب المعارضة الموجودة في مناطق سيطرته، بقعة وراء بقعة، بالقوة (القلمون)، او بالتفاوض (ببيلا والزبداني في ريف دمشق)”.
ويرى ان النظام سينتقل على الارجح في المرحلة المقبلة “الى وسط حمص والرستن، واليرموك (في دمشق) وغيرها من الاهداف الصغيرة، قبل ان يقرر ما اذا كان سيخوض معركة الجنوب او الشمال”.
إنتصارات محدودة
الا ان بييريه يحذر من المبالغة في تقييم هذه النجاحات العسكرية الاخيرة للنظام.
ويقول “التطورات العسكرية محددة جغرافيا. (…) النظام يتقدم في بعض المناطق، ويتراجع في اخرى”، في اشارة الى سيطرة مقاتلي المعارضة اخيرا على سجن درعا المركزي وتقدمهم في حي جوبر في شرق دمشق واستيلائهم على حواجز عديدة في محافظتي ادلب (شمال غرب) وحماة (وسط)، ومنع النظام من التقدم في حلب (شمال).