أحداث السبت 22 نيسان 2017
«الإجلاء المتبادل» ينتهي بإطلاق مئات السجناء … والقطريين
لندن، بغداد، الدوحة، نيويورك – «الحياة»، رويترز، ا ب
بدا ما يُعرف بـ «اتفاق البلدات الأربع» (الإجلاء المتبادل) في سورية على وشك ختام مرحلته الأولى مساء أمس، بعد استئناف تحريك القوافل التي تقل المدنيين والمسلحين المعارضين الذين يتم إجلاؤهم من ريف دمشق الغربي (الزبداني) وتلك التي تقل المدنيين والمسلحين الموالين من ريف إدلب (الفوعة وكفريا) نحو وجهتها النهائية بعد توقفها على أطراف حلب مدى يومين. وبدا ذلك مرتبطاً بحل عقدة أسماء محتجزين لدى الحكومة السورية ويُفترض أن يتم الإفراج عنهم، إذ أعلن معارضون أن دمشق أفرجت عن 500 شخص، بعدما كان الرقم الأول يتحدث عن 750. لكن المؤشر الأقوى إلى النهاية السعيدة لاتفاق الإجلاء المتبادل بين البلدات السورية والذي يصفه منتقدون بـ «اتفاق التغيير الديموغرافي»، تمثّل في الإفراج عن 26 شخصاً من فريق صيد قطري يضم أفراداً من الأسرة الحاكمة كانوا محتجزين منذ العام 2015 لدى جماعة شيعية في العراق وكان إطلاقهم أحد البنود السرية في الاتفاق السوري .
وقال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع وكالة «ريا نوفوستي» الروسية أمس، إنه لا يدرس الطلب من روسيا إرسال قوات لمساعدة حكومته في محاربة تنظيم «داعش»، علماً أن موسكو تدعمه منذ العام 2015 بغطاء جوي وبمستشارين عسكريين وأيضاً ببعض الجنود. وعندما سُئل الأسد في المقابلة أمس عن احتمال توسيع الدور الروسي في سورية رد قائلاً: «ما تم فعله حتى الآن جيّد وكاف». لكنه زاد أن القوات الروسية «قد تكون هناك حاجة لها» في المستقبل «إذا جاء مزيد من الإرهابيين من حول العالم» إلى سورية.
وأوردت وسائل إعلام سورية رسمية و «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، أن إجلاء مدنيين ومسلحين من أربع بلدات محاصرة في سورية استؤنف بعد تعليقه لمدة 48 ساعة. وبثّت قناة الإخبارية السورية أن خمس حافلات تحمل مسلحين معارضين وأقاربهم من بلدتين قرب العاصمة (الزبداني وبقين) غادرت نقطة عبور خارج مدينة حلب حيث كانت تنتظر للتحرك إلى أراض تسيطر عليها المعارضة. وأضافت أن في الوقت ذاته وصلت عشر حافلات محملة بالركاب من بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين اللتين تحاصرهما الفصائل في إدلب إلى مدينة حلب التي تسيطر عليها الحكومة.
وقال «المرصد السوري» إن تعليق الإجلاء لمدة 48 ساعة يرجع إلى مطالبة المعارضة الحكومة بالإفراج عن 750 سجيناً في إطار الاتفاق. لكن «رويترز» نقلت عن مسؤول في المعارضة السورية المسلحة أنها توصلت إلى اتفاق مع الحكومة السورية تطلق بمقتضاه سراح 500 سجين كان من المقرر أن يعبروا إلى مناطق المعارضة بحلول مساء أمس.
وفي بغداد، أعلنت وزارة الداخلية العراقية أنها تسلّمت الصيادين المخطوفين وعددهم 26 شخصاً، من دون ذكر الجهة التي كانت تختطفهم. وأكد المستشار الإعلامي لوزير الداخلية وهاب الطائي في بيان، أن الوزارة «تسلمت الصيادين القطريين الـ26 وهي تقوم الآن بعمليات التدقيق والتحقق من المستمسكات (وثائقهم) الرسمية وجوازات سفرهم وكذلك التصوير وأخذ البصمة لكل صياد» قبل تسليمهم إلى المسؤولين القطريين ومغادرتهم إلى الدوحة. وقال مسؤول عراقي رفيع لـ «الحياة» إن «عملية تبادل» تمت أمس، و «تمثلت في إطلاق 13 عراقياً كانوا محتجزين لدى فصائل سورية معارضة وتُعتبر قريبة من الدوحة، بالإضافة إلى تأمين وصول العوائل الشيعية من كفريا والفوعة إلى مناطق أخرى، في مقابل الإفراج عن 26 قطرياً كانوا قد خُطفوا جنوب العراق نهاية عام 2015». وأكدت قناة «الجزيرة» الإخبارية القطرية أن مسلحين مجهولين في العراق أفرجوا عن 26 رهينة من قطر بينهم أفراد من الأسرة الحاكمة بعد احتجازهم لمدة 16 شهراً.
ميدانياً، سعت القوات النظامية السورية، مدعومة بغطاء جوي كثيف، إلى تحقيق مزيد من التقدم في قلب مناطق سيطرة فصائل المعارضة في ريف حماة الشمالي، وشنّت هجوماً عنيفاً على حلفايا بعد يوم من سيطرتها على طيبة الإمام القريبة، ما يؤشر إلى أنها ربما تضع نُصب عينيها الوصول إلى مدينة مورك على الحدود الفاصلة مع ريف إدلب الجنوبي. ودفعت الفصائل بتعزيزات كبيرة إلى المنطقة لصد الهجوم الذي يعتمد على سياسة «الأرض المحروقة» وعلى غطاء جوي واسع توفره على الأرجح طائرات روسية، فقد أظهرت مشاهد مصوّرة بثها ناشطون على شبكة الإنترنت واستعرضتها «الحياة»، قصفاً بصواريخ ضخمة أسقطتها طائرات عبر مظلات على الخطوط الخلفية للمعارضين، بالإضافة إلى قصف عنيف براجمات الصواريخ، في تمهيد ناري واضح لتقدم القوات النظامية والميليشيات الموالية.
وفي نيويورك أعلنت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي في بيان أمس أنها «بحثت مع نظيرها السعودي عبدالله المعلمي الالتزام المشترك» بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية «وقف تدخل إيران في المنطقة، بما فيها سورية».
وأشار البيان الى أن هايلي والمعلمي «بحثا أيضاً في النزاع اليمني، والجهود لإعادة الأطراف الى طاولة المفاوضات».
اكتمال اتفاق «البلدات الأربع» في سورية… وإطلاق الرهائن القطريين في العراق
لندن، بغداد، بيروت، الدوحة – «الحياة»، رويترز
قالت وسائل إعلام سورية رسمية و «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن إجلاء مدنيين ومقاتلين من أربع بلدات محاصرة في سورية استؤنف أمس الجمعة بعد تعليقه لمدة 48 ساعة. وترافق استئناف الإجلاء مع إعلان المعارضة السورية أن حكومة دمشق ستفرج فوراً عن 500 من المعتقلين لديها، فيما أعلنت بغداد إطلاق 26 شخصاً من فريق صيد قطري كانوا محتجزين على الأرجح لدى جماعة شيعية في العراق منذ العام 2015 وكانوا جزءاً من «اتفاق البلدات الأربع» بين فصائل سورية مسلحة من جهة وبين إيران و «حزب الله» اللبناني من جهة ثانية.
وبثّت قناة الإخبارية السورية أن خمس حافلات تحمل مقاتلين معارضين وأقاربهم من بلدتين قرب العاصمة غادرت نقطة عبور، خارج مدينة حلب حيث كانت تنتظر للتحرك إلى أراض تسيطر عليها المعارضة. وأضافت القناة أن في الوقت نفسه وصلت عشر حافلات محملة بالركاب من بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين اللتين تحاصرهما المعارضة في إدلب إلى مدينة حلب التي تسيطر عليها الحكومة.
وتقطعت السبل بآلاف ممن تم إجلاؤهم من البلدتين الشيعيتين في نقطة تجمع أخرى قريبة لمدة يومين، حيث وقع تفجير استهدف قافلة حافلات الأسبوع الماضي وأسفر عن مقتل العشرات.
وقال «المرصد السوري» إن تعليق الإجلاء لمدة 48 ساعة يرجع إلى مطالبة المعارضة الحكومة بالإفراج عن 750 سجيناً في إطار الاتفاق. لكن «رويترز» نقلت عن مسؤول في المعارضة السورية المسلحة إنها توصلت إلى اتفاق مع الحكومة السورية تطلق بمقتضاه سراح 500 سجين سيعبرون إلى مناطق المعارضة خلال ساعات (أمس الجمعة) في إطار اتفاق مبادلة بين الطرفين. وقال محمد أبو زيد الناطق باسم جماعة «أحرار الشام» إن المفاوضات اكتملت وإن السجناء سيصلون إلى منطقة تسيطر عليها المعارضة خارج مدينة حلب في غضون ساعات، وهو ما يُفترض أن يكون تم بحلول مساء أمس.
وفي بغداد، أعلنت وزارة الداخلية العراقية أنها تسلّمت الصيادين المخطوفين وعددهم 26 شخصاً، من دون ذكر الجهة التي كانت تختطفهم. وأكد وهاب الطائي المستشار الإعلامي لوزير الداخلية، في بيان، أن الوزارة «تسلمت الصيادين القطريين الـ26 وهي تقوم الآن بعمليات التدقيق والتحقق من المستمسكات (وثائقهم) الرسمية وجوازات سفرهم وكذلك التصوير وأخذ البصمة لكل صياد» قبل تسليمهم إلى المسؤولين القطريين.
وقال مسؤول عراقي رفيع لـ «الحياة» إن «عملية تبادل تمت اليوم (امس) تمثلت في إطلاق 13 عراقياً كانوا محتجزين لدى فصائل سورية معارضة للنظام وتُعتبر قريبة من الدوحة، بالإضافة إلى تأمين وصول العوائل الشيعية من كفريا والفوعة الى مناطق أخرى في مقابل الإفراج عن 26 قطرياً كانوا قد خُطفوا جنوب العراق نهاية عام 2015». وأضاف أن «العملية تمت بجهود من الحكومة العراقية وقوى سياسية محلية» إضافة إلى إيران ودولة غربية.
وذكرت قناة «الميادين» القريبة من «حزب الله» اللبناني ان «المختطفين القطريين في العراق تم اطلاق سراحهم بمفاوضات توسط فيها تشكيل عراقي مسلح». ونقلت عن مصدر انه «تم إطلاق سراح القطريين المختطفين بالعراق بالتزامن مع دخول أهالي كفريا والفوعة إلى حلب». وأشارت إلى أن «كتائب حزب الله العراق» كانت هي الوسيط بين الجهة المحتجزة للصيادين القطريين وبين المفاوضين القطريين.
وفي الدوحة، أكدت قناة «الجزيرة» الإخبارية أن مسلحين مجهولين في العراق أفرجوا أمس عن 26 رهينة بينهم أفراد من الأسرة الحاكمة القطرية بعد احتجازهم لمدة 16 شهراً. وقالت «الجزيرة»، التي تتخذ من الدوحة مقراً، إن وزارة الداخلية العراقية تسلمت الرجال. ولم تفصح عن مزيد من التفاصيل عن الإفراج عن الصيادين الذين احتجزوا في كانون الأول (ديسمبر) عام 2015 خلال رحلة صيد قرب الحدود مع السعودية.
واحتجز حوالى 100 مسلح مجموعة الصيادين القطريين الذين يضمّون أفراداً من الأسرة الحاكمة القطرية وأشخاصاً من جنسيات أخرى من مخيم في صحراء جنوب العراق لصيد الصقور. وأطلق لاحقاً سراح أحد أفراد الأسرة الحاكمة وآخر يحمل الجنسية الباكستانية.
وذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية أن قطر ساهمت في الوساطة في إبرام صفقة إجلاء مدنيين ومقاتلين من أربع بلدات محاصرة في سورية قبل أيام، في مقابل إطلاق سراح بقية الصيادين.
وقال ديبلوماسي عربي في الدوحة إن أشهراً من المفاوضات دارت في شأن الخطف بين إيران وقطر وجماعة «حزب الله» الشيعية اللبنانية. وأضاف الديبلوماسي أن المفاوضات في شأن إجلاء المدنيين والمقاتلين في سورية، والتي شارك فيها مسؤولون إيرانيون ومن جماعة «أحرار الشام» السورية المعارضة، أجريت في قطر أثناء زيارة وزير الخارجية الإيراني في الثامن من آذار (مارس).
وأشار إلى أن المفاوضات ربطت إتمام الصفقة في سورية بإطلاق الرهائن القطريين. ولم يرد مسؤولون قطريون على الفور على طلبات للتعليق.
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن عملية خطف الصيادين التي أجريت في منطقة نائية تسيطر عليها فصائل مسلحة تعمل عن قرب مع إيران المجاورة واتهمت الدوحة بالتدخل في الشؤون العراقية.
وتسود مشاعر عداء في العراق، خصوصاً في الجنوب حيث الغالبية الشيعية، حيال قطر لموقفها في الحرب في سورية ويعتقدون أنها تآمرت لصعود نجم المتشددين الإسلاميين. وتنفي الدوحة دعم جماعات إسلامية متطرفة. والدوحة مشاركة في تحالف تقوده الولايات المتحدة يحارب المتشددين في العراق وسورية.
ودعت قطر العراق إلى العمل على إطلاق سراح الرهائن نظراً إلى أن بغداد منحتهم إذناً بالصيد هناك.
لكن وزارة الداخلية العراقية قالت إن الصيادين لم يلتزموا بتعليمات الحكومة بالبقاء ضمن مناطق آمنة من الصحراء.
وغالباً ما يقوم الصيادون من دول الخليج برحلات إلى الصحراء العراقية خلال الشتاء، لشراء الصقور وصيد طيور الحبارى النادرة.
الأردن: تصريحات بشار الأسد وادعاءاته مرفوضة
عمّان – بترا
عبّر وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني عن رفضه تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد التي أدلى بها لوكالة «سبوتنيك» الروسية وهاجم فيها الأردن.
وقال المومني في تصريحات لـ «وكالة الأنباء الأردنية» (بترا) في رده على ما نسب للأسد من تصريحات إنها «مرفوضة وادعاءات منسلخة عن الواقع ومؤسف أن يتحدث الرئيس السوري عن موقف الأردن وهو لا يسيطر على غالبية أراضي بلاده».
وأوضح الوزير إن «حديث الأسد منسلخ تماماً عن الواقع ويدلل على حجم التقدير الخطر الخاطئ لواقع الأزمة السورية بأبسط حقائقها»، واستغرب «أن يتم الاعتقاد أن أول دولة دعت إلى الحل السياسي للأزمة السورية وأقنعت العالم بهذا الحل ستدفع الآن باتجاه الحل العسكري».
وأضاف المومني أن «الرئيس السوري يعلم أن الأردن في مقدم من يوازن الأجندة الإقليمية والعالمية لغالبية أزمات المنطقة بسبب الاحترام الكبير الذي يحظى به، وبما يخدم قضية الشعب السوري والشعوب العربية ويحقن دماء الشعب السوري الشقيق».
وبيّن الوزير أن «الموقف الأردني القومي والتاريخي من الأزمة السورية لا يزال ثابتاً حيث يؤكد أهمية وحدة ترابها ويدعم الحل السياسي فيها ويقف لمحاربة التنظيمات الإرهابية التي اجتاحت أراضيها».
وشدد المومني على أن هذا الموقف الذي كان ولا يزال ثاتباً، مبيناً: «نعلم تماماً أن الشعب السوري الشقيق والعقلاء في سورية يقدرونه حق تقدير لأنهم يعلمون أننا من يعمل على مساعدة سورية وإنقاذ الشعب السوري من الأزمة التي يعيشها وحقن دمائه وتلبية حقه في العيش في بلد آمن. ويعلمون أيضاً العبء الكبير الذي تحمله الأردن عسكرياً وأمنياً واقتصادياً على مدى سنوات الأزمة السورية».
وحول بعض ما نسب على لسان الأسد مما وصفها بـ «المعلومات»، أوضح المومني أن «ما جاء في حديثه محض ادعاءات لا أساس لها من الصحة أثبتت السنين عدم واقعيتها وحصافتها على رغم ترديدها منه في مناسبات مختلفة خلال الأعوام الماضية».
وختم المومني حديثه بالتأكيد على أهمية أن يعطي الأسد الأمل لشعبه وجلب الاستقرار لبلاده بدلاً من كيل الاتهامات.
قوات أميركية تقتل مساعداً للبغدادي بعملية برية في سورية
واشنطن – رويترز
كشفت الولايات المتحدة اليوم (الجمعة) عن عملية عسكرية برية سرية لقتل عنصر في تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) يعتبر مساعداً مقرباً لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي وارتبط اسمه بهجوم على ملهى ليلي في تركيا قتل 39 شخصاً.
وقال الناطق باسم القيادة العسكرية المركزية الأميركية الكولونيل جون توماس، إن عبد الرحمن الأوزبكي الذي يعتقد أنه من أوزبكستان قتل في هجوم بري قرب مدينة الميادين في سورية في السادس من نيسان (أبريل) الجاري.
وقال توماس: «كانت عملية برية. أعتقد أن هذا كل ما نريد أن نقوله عن هذا الأمر» ورفض الإدلاء بالمزيد من التعليقات. وأكد أن الأوزبكي لم يقتل في غارة جوية.
توقّع اتفاق على صفقة الصواريخ الروسية لتركيا
موسكو – رائد جبر
اتجهت موسكو وأنقرة إلى تطويق خلافات متصاعدة بينهما في شأن الملف السوري، إذ أعلن الكرملين عن زيارة لم تكن مقررة مسبقاً، للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى روسيا في 3 و4 أيار (مايو) المقبل. تزامن ذلك مع كشف أنقرة اتفاقاً وشيكاً لتزويدها أنظمة صاروخية روسية متطوّرة من طراز «أس-400».
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيجري محادثات مع أردوغان، تركّز على الوضع في سورية، خلال لقائهما في منتجع سوتشي على البحر الأسود.
والزيارة لم تكن مُدرجة مسبقاً على جدول أعمال بوتين، ما دفع معلّقين إلى ترجيح أن يكون ترتيبها هدف إلى تقليص تباينات ظهرت أخيراً بين الجانبين، خصوصاً بعد ترحيب تركيا بالضربات الصاروخية الأميركية على قاعدة «الشعيرات» السورية.
وكان بوتين وأردوغان أجريا محادثات شاملة في موسكو الشهر الماضي، أثمرت اتفاقاً على إطلاق «تطبيع كامل» بين البلدين اللذين يسعيان إلى «شراكة حقيقية»، كما قال الرئيس الروسي.
لكن خلافات برزت سريعاً، بعد تمركز قوات روسية في بلدة عفرين السورية، فيما استدعت أنقرة القائم بالأعمال الروسي، احتجاجاً على مقتل جندي تركي على الحدود مع سورية، في خطوة أزعجت موسكو واعتبرتها «استعراضية». واتهمت أوساط روسية أنقرة بتعمّد إفشال جولة المفاوضات الأخيرة في آستانة، عبر تجاهل نداءات للتأثير في فصائل المعارضة السورية التي قاطعت الجولة.
وطاولت الخلافات الملف التجاري، إذ ردّت أنقرة على مماطلة موسكو في رفع قيود مفروضة على استيراد أغذية تركية، بحظر استيراد القمح الروسي، ووقف خدمة نقل العبّارات إلى شبه جزيرة القرم، وبفرض حظر على السفن الآتية من مدن الإقليم إلى الموانئ التركية.
في غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع التركي فكري إيشيق، أن موسكو وأنقرة بلغتا «المرحلة النهائية» من مفاوضات في شأن تزويد الجيش التركي منظومات «أس-400». وأضاف: «بات الطرفان قريبَين من اتفاق نهائي، لكن ذلك لا يعني أن العقد سيُبرم غداً. تركيا في حاجة ماسة إلى نظام دفاعٍ جوّي متطور، ولم يقدّم الحلف الأطلسي بديلاً فاعلاً ومناسباً من الناحية المالية، كما أن دوله لا تريد أن تشاطرنا التقنيات الصاروخية».
وكان سيرغي تشيميزوف، رئيس شركة «روستيخ» الروسية المسؤولة عن الصناعات العسكرية، أعلن الشهر الماضي أن أنقرة أبدت رغبة في نيل قرض روسي لتمويل الصفقة. ولم تستبعد أوساط قريبة من وزارة المال الروسية، الاتفاق قريباً على حجم القرض.
لكن الإعلان الشهر الماضي عن احتمال تزويد أنقرة منظومة «أس – 400» الدفاعية المتطورة، أثار جدلاً لدى عسكريين روس، إذ أفادت وكالة «نوفوستي» الرسمية بـ «انقسام في الرأي بين مؤيّدين لتشجيع تركيا على الاقتراب أكثر من روسيا، ومعارضين اعتبروا أن بيع النظام (الصاروخي) الأكثر تطوراً لبلد عضو في حلف معادٍ، خطوة غير محسوبة العواقب». وأشار معلّقون عسكريون إلى أن «القرار النهائي سياسي، وهو عند بوتين»، علماً أن أنقرة كانت أعلنت أنها لن تدمج النظام الدفاعي الروسي مع المنظومة الأطلسية التي تستخدمها. وكانت تركيا ألغت عام 2015 مناقصة قيمتها 3.4 بليون دولار على نظام دفاع صاروخي بعيد المدى، مُنِحت موقتاً للصين، وأعلنت آنذاك أنها ستدرس تطوير نظام صاروخي محلياً، لكنها غيّرت موقفها لاحقاً.
وزير الدفاع الأمريكي: دمشق نقلت طائراتها الحربية واحتفظت بأسلحة كيميائية
مقاتلات إسرائيلية تقصف موقعا للجيش السوري في الجولان
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: أكد وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس خلال زيارة يقوم بها إلى إسرائيل أمس الجمعة أن النظام السوري احتفظ ببعض أسلحته الكيميائية «من دون شك»، محذرا الرئيس بشار الأسد من استخدامها.
وتأتي تصريحات ماتيس في بداية زيارة تستمر يوما واحدا يلتقي خلالها مسؤولين إسرائيليين بعد الضربة الأمريكية الأخيرة على قاعدة جوية في سوريا المجاورة ردا على هجوم كيميائي تتهم الولايات المتحدة قوات الأسد بشنه على بلدة تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة.
وقال ماتيس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان «الأهم هو أن المجتمع الدولي يعتقد دون أي شك بأن سوريا احتفظت بأسلحة كيميائية في انتهاك لاتفاقها وإعلانها بأنها سلمتها كلها».
وأضاف أن ذلك يعد «انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي وسيتوجب التعامل معه دبلوماسيا وسيكونون مخطئين إذا حاولوا استخدامها ثانية. لقد وضحنا ذلك بشكل جلي من خلال الضربة التي وجهناها».
وأشار إلى أن قوات النظام السوري «أعادت نشر طائراتها خلال الأيام القليلة الماضية» تجنبا لضربها مجددا في حال تجمعها في مكان واحد.
وأكد مسؤول عسكري أن اسرائيل تقدر أن نظام الأسد لا يزال يملك «أطنانا عدة» من الأسلحة الكيميائية.
وتفيد تقارير إعلامية إسرائيلية أن كميتها تتراوح بين طن وثلاثة. ورفض ليبرمان كذلك خلال المؤتمر التعليق على هذه التقديرات.
هاجمت مقاتلات إسرائيلية، مساء أمس الجمعة، موقعا لقوات النظام السوري في منطقة القنيطرة، في هضبة الجولان جنوبي سوريا، بعد سقوط قذائف هاون في الجانب الذي تحتله إسرائيل من الهضبة.
وعلى موقعها الإلكتروني، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن مصادر لم تذكرها، قولها إن الطائرات هاجمت ثكنة عسكرية على الأقل بصاروخين في منطقة القنيطرة. ولم يشر الموقع فيما إذا كانت هناك خسائر بشرية أو مادية.
بدورها قالت وكالة الأنباء السورية (سانا)، نقلا عن مصدر عسكري لم تسمه، أن الطيران الإسرائيلي، «أطلق صاروخين من داخل الأراضي المحتلة على أحد المواقع العسكرية في محيط بلدة خان أرنبة (بالقنيطرة) ما أدى إلى وقوع خسائر مادية»، دون توضيح حجم تلك الخسائر.
وفي وقت سابق من مساء أمس، ذكرت مصادر عبرية، من بينها موقعا صحيفتي «يديعوت أحرونوت» و»معاريف» أن 3 قذائف هاون أطلقت من الأراضي السورية سقطت في مناطق مفتوحة من الجولان المحتل، شمالي إسرائيل، دون أن يسفر ذلك عن خسائر مادية أو بشرية.
ورجحت مصادر عسكرية إسرائيلية أن يكون إطلاق القذائف ناجم عن تسرب إطلاق النار جراء الاشتباكات التي تشهدها مناطق حدودية بين قوات النظام والمعارضة المسلحة.
إلى ذلك قال مسؤول في المعارضة السورية المسلحة إن المعارضة توصلت إلى اتفاق مع الحكومة السورية تطلق بمقتضاه سراح 500 سجين سيعبرون إلى مناطق المعارضة أمس الجمعة في إطار اتفاق مبادلة بين الطرفين.
وقال محمد أبو زيد المتحدث باسم جماعة «أحرار الشام» إن المفاوضات اكتملت وإن السجناء سيصلون إلى منطقة تسيطر عليها المعارضة خارج مدينة حلب في غضون ساعات.
تصعيد كلامي بين الأردن والأسد على خلفية مناورات حربية
الرئيس السوري: «ليس دولة» وعمّان تردّ: «لا يسيطر على بلاده»
عمان ـ «القدس العربي»: رد الأردن أمس على الرئيس السوري بشار الأسد ردا على تصريحات للأخير شككت في أن الأردن «دولة مستقلة» وزعمت أن القوات العسكرية الأردنية تستعد بقرار أمريكي لدخول الأراضي السورية .
ولجأ الأردن إلى أسلوب غير مسبوق في تاريخ الأزمة السورية عندما عبر الناطق الرسمي وزير الدولة لشؤون الاتصال د. محمد مومني عن استغرابه من الطريقة التي يتحدث فيها الأسد عن الأردن فيما لا يستطيع السيطرة على غالبية أراضي بلاده .
وكان وزير الخارجية أيمن الصفدي قد أبلغ «القدس العربي» في وقت سابق بعد ظهر الجمعة بأن الرد على تصريحات الأسد مهمة لا تخص وزارة الخارجية مطالبا بانتظار رد الدولة الأردنية ممثلا بوزير الدولة لشؤون الاتصال.
وتقصد الوزير المومني بوضوح الرد على ما وصفه بـ»تصريحات منقولة عن الأسد» عبر وكالة أنباء روسية بهدف ضبط ودقة التعبير عن الموقف الأردني.
واعتبر المومني أن ما نقل عن الأسد مرفوض ويدلل على حالة «انسلاخ» عن الواقع ويدلل أيضا على حجم التقدير الخاطئ لأبسط حقائق الأزمة السورية وشدد قائلا: «مؤسف أن يتحدث عن الأردن من لا يسيطر على جزء كبير من أراضي بلاده».
واستغرب المومني أن يتم الاعتقاد بأن أول دولة دعت للحل السياسي للأزمة السورية وأقنعت العالم بهذا الحل ستدفع الآن باتجاه الحل العسكري وتلك إشارة مباشرة لاستبعاد سيناريو التدخل العسكري الأردني.
وأضاف المومني: «الرئيس السوري يعلم أن الأردن في مقدمة من يوازن الأجندة الإقليمية والعالمية لغالبية أزمات المنطقة بسبب الاحترام الكبير الذي يحظى به، وبما يخدم قضية الشعب السوري والشعوب العربية ويحقن دماء الشعب السوري الشقيق».
وبين الوزير أن الموقف الاردني القومي والتاريخي من الأزمة السورية لا يزال ثابتاً حيث يؤكد على أهمية وحدة ترابها ويدعم الحل السياسي فيها ويقف لمحاربة التنظيمات الإرهابية التي اجتاحت أراضيها.
وشدد المومني على أن هذا الموقف، الذي كان ولا يزال ثابتا، مبيناً «ونعلم تماماً أن الشعب السوري الشقيق والعقلاء في سوريا يقدرونه حق تقدير لأنهم يعلمون أننا من يعمل على مساعدة سوريا وإنقاذ الشعب السوري من الأزمة التي يعيشها وحقن دمائه وتلبية حقه في العيش في بلد آمن. ويعلمون أيضا العبء الكبير الذي تحمله الأردن عسكريا وأمنيا واقتصاديا على مدى سنوات الأزمة السورية».
وحول بعض ما نسب على لسان الأسد مما وصفها بـ «المعلومات»، أوضح المومني «ما جاء في حديثه محض ادعاءات لا أساس لها من الصحة أثبتت السنين غير واقعيتها وحصافتها برغم ترديدها من قبله في مناسبات مختلفة خلال الأعوام الماضية».
وختم المومني حديثه بالتأكيد على أهمية أن يعطي الأسد الأمل لشعبه وجلب الاستقرار لبلاده بدلاً من كيل الاتهامات.
وكان مضمون خطاب الأسد المفاجئ المنقول عن وكالة أنباء روسية حاول بوضوح التشكيك بالأردن والإساءة إليه في رد متأخر، فيما يبدو، على كلام عمان عن صعوبة عودة الرئيس بشار الأسد لحكم بلاده بعد جرائم القتل ضد الشعب، وفقا لما نقل عن وزير الخارجية أيمن الصفدي في وقت سابق.
حديث الأسد، وخلافا للعادة، كان قاسيا هذه المرة على جاره الأردني فقد شكك باستقلالية القرار الأردني وقال بأن ما يريده الأمريكيون من الأردن سيحصل.
لا توجد عمليا ترتيبات أردنية عسكرية خارجة عن المألوف على الحدود مع سوريا بصورة تبرر التصريح المفاجئ للرئيس الأسد لكن يعتقد على نطاق سياسي واضح بأن الرئيس السوري وجه رسالته بعد «انقطاع تام» في الاتصالات الفنية والعسكرية بين نظامه والجانب الأردني بعد المباحثات الأخيرة بين الملك عبد الله الثاني والرئيس دونالد ترامب في واشنطن.
يلاحظ أيضا بأن الأسد يتحرش بالأردن في الوقت الذي بدأت فيه تحضيرات تمرينات مناورة «الأسد المتأهب» الدولية التي تقرر هذه المرة أن تجري في إحدى المناطق شمالي الأردن بمحاذاة صحراء الركبان حسب مصادر دبلوماسية غربية.
وقال الأسد لوكالة «سبوتنك» الروسية إن لديه معلومات عن قوات أردنية سترسل لسوريا بالتنسيق مع واشنطن مؤكدا بأن المعلومات ليس مصدرها الإعلام، ومذكرا أن لدى سوريا العائلات والعشائر نفسها الموجودة في الأردن، وهو إيحاء يرغب الأسد من خلاله بإضفاء مصداقية على خطابه رغم أن جيشه النظامي لا يتواجد في جنوب سوريا فيما يحرس الجيش الأردني البلدين وفي الاتجاهين.
ووصف الأسد الأردن بانه ليس بلدا مستقلا في كل حال وسبق أن أدخل الإرهابيين إلى سوريا، مشيرا لتغييرات لوجستية مرصودة على الأرض.
وقال: «لا نناقش الأردن كدولة بل كأرض. وإذا أراد الأمريكيون استخدام شمال الأردن ضد سوريا فسيحصل ذلك».
بعد تفجير حافلات الوفود الشيعية: محافظة دمشق تصدر قراراً بإزالة جميع المحال القريبة من الجامع الأموي
هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي»: أصدر مجلس محافظة دمشق قراراً يقضي بإزالة جميع المحلات والإشغالات الواقعة عند الجامع الأموي الكبير وسط العاصمة السورية دمشق، وبين الأعمدة الأثرية التابعة له، بحجة مكافحة ظاهرة التعدي على الآثار والمتاحف الأثرية الموجودة منذ فترة طويلة.
عضو المكتب التنفيذي لقطاع التخطيط والمالية في المحافظة، فيصل سرور، أكد في تصريحات صحافية أن المحافظة أبلغت أصحاب الإشغالات والمحال بهذا القرار وسيتم البدء بإزالة المخالفات، ولفت إلى أن القرار يتضمن إلغاء جميع الرخص للذين حصلوا عليها في وقت سابق.
وقال الناشط الميداني في العاصمة دمشق ربيع الشهابي لـ «القدس العربي»: «يتخذ النظام السوري بين كل فترة وأخرى عشرات الإجراءات الأمنية لحماية الزوار الشيعة، ممن يتم تنظيم رحلات دورية لهم، لتعريفهم على أهمية المراقد الشيعية في دمشق وضواحيها، ومن ثم يجند معظمهم هؤلاء ضمن الميليشيات التي باتت توازي القوات النظامية، وخاصة بعد سلسلة الهجمات التي ضربت حافلات وتجمعات للميليشيات العراقية والإيرانية وآخرها التفجير الذي تبنته هيئة تحرير الشام قرب حي الشاغور الدمشقي، قبل نحو شهر، وقتل على أثره حوالي 75 شخصاً».
وبيّن المتحدث من قلب العاصمة لـ«القدس العربي» أن» أحد أهم الإجراءات الاحترازية التي يحرص النظام السوري على تنفيذها هي إزالة التجمعات التي يصعب تفتيشها، والتي باتت ترعب مسيرات الشيعة، بالقرب من مزاراتهم، ومع توالي السنين يجد الدمشقيون أنفسهم قد خسروا مساحات كبيرة ومواقع هامة سواء «دينية أو تجارية»، وكلها تتم إزالتها بذريعة «المخالفات القانونية» علماً ان غالبية هذه المحال التجارية لديها تصريحات رسمية من حكومة الأسد، والمحال تعود ملكيتها لهم».
وزاد الناشط الإعلامي: حتى الأسواق الحيوية والتاريخية التي تلتصق بتاريخية الشام ينتشر فيها العشرات من عناصر الميليشيات الشيعية، ولديهم صلاحيات مطلقة بإيقاف أي سوري وتفتيشه وحتى اعتقاله، وهم يعملون بسلطات منفردة لا يتدخل النظام السوري بهم، ولهم دوريات جوالة تجوب المناطق الشيعية أو الأسواق التجارية.
وذهب المحلل السياسي المعارض محمد خير العطار من دمشق في تصريح لـ«القدس العربي» إلى ان «حكومة طهران هي من تتحمل مسؤولية كل قرارات الإخلاء في العاصمة دمشق، قائلا بأن إيران لم تكتف بالحرائق التي افتعلتها في سوق الحريقة الدمشقي وسوق العصرونية والمناطق القريبة من السوق العتيق، لتشتيت سكان دمشق القديمة، وهي لم تتوقف عند هذا الحد، بافتعال احداث أخرى مشابهة، ودفع النظام على اتخاذ قرارات تؤدي نفس الغرض وان كان بأسلوب مختلف ضاربين عرض الحائط، مصالح التجار الدمشقيين الذين يعتبرون سبباً رئيسياً في ثبات نظام بشار الأسد اقتصاديا إلى اليوم».
المتحدث رأى أن هذه الحركة «إزالة بسطات الفقراء» تهدف إلى «تشتيت الدمشقيين وجعل المتبقين منهم غير مستقلين، فيعرفون ان اخلاءهم لمحالهم وبيتوهم أمر غير مستبعد بشكل مستمر، فهم أصبحوا هدف إيران المتحكمة بالنظام ومؤسساته، توسيع الساحة الواقعة أمام المسجد الاموي الكبير لتفسح المجال أمام عراضات لطمياتهم وبكائياتهم».
فيما لقي قرار إزالة المحلات التي يعتاش منها الفقراء سيلاً من الانتقادات التي وجهتها الحاضنة الشعبية للنظام، للمسؤولين والوزراء، حيث قال شادي سلمون «أي صح قرار صائب منقيم بسطات المتعيشين ومنفتح مولات ومحلات لرامي مخلوف، كم عيلة عم تتعيش من البسطات ياأندال أو تنازلتو عن المدينة القديمة لصالح الملالي المسردب الله يخلصنا منكون».
وعلق خالد الحسيني «لا حدا يفهمني صح، بس هذا القرار مو مشان الجامع ولا البسطات… هذا مشان المزارات المحيطة بالجامع والمزارات يلي بقلب اﻷسواق، برجع بكرر لا حدا يفهمني صح، الله يخليلنا فيصل سرور شو عم تخدم هل الشعب، لان منظر البسطات غير لائق ومقرف، ولكن يا سيادة الوزير المحافظ منظر الناس الجوعى غير لائق أكثر، بس معك حق اخي السياح عم يتلبكو بالفوتة ع الجامع الاموي، لك مين شايفنا ومين شايلكم من ارضكم أصلا، والسياح معروفين من وين جايين».
بعد الاستفتاء الدستوري: اعتداءات بالجملة تطال اللاجئين السوريين في تركيا
حسان كنجو
غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: أدى نجاح «حزب العدالة والتنمية» التركي الحاكم حالياً في تركيا، بالاستفتاء الدستوري الذي نص على إجراء تعديلات على الدستور الحالي، تتضمن تعديل صلاحيات الرئيس ومدة ترشحه للانتخابات الرئاسية وفترة ولايته وغيرها والذي بدأ بتاريخ السادس عشر من شهر نيسان/ أبريل الجاري، لتأجيج الوضع الداخلي بين أطياف الشعب التركي، على مستوى الأحزاب السياسية وفي بعض الأحيان تطور ليشمل الطوائف والعرق.
نار الصراع السياسي بين الأحزاب التركية المعارضة الرافضة للتعديلات، والتي حاولت الطعن بها، وبين حزب العدالة والتنمية لم يقتصر لظاها على الأتراك فحسب، بل امتدت لتشكل كل من هو موجود على الأراضي التركية من الأتراك وغيرهم، لتوقع اللاجئين السوريين الذين يشكلون النسبة الأكبر من الأجانب داخل تركيا في أتون حرب جديدة لا علاقة لهم بها لا من قريب ولا من بعيد، وحولتهم إلى ورقة جديدة يحاول أن يستغلها لتحقيق بعض المصالح على الصعيد الداخلي وحتى الدولي.
على بعد 60 كيلومتراً من الحدود السورية الشمالية الغربية، حيث مدينة «أنطاكيا» التركية أو كما تعرف عند الأتراك باسم «هاتاي»، والتي تحوي نسبة كبيرة من أبناء «الطائفة العلوية» المعروف معظمهم بموالاته لنظام بشار الأسد في سوريا، الذي يعد الغريم الأكبر لمعظم اللاجئين السوريين في تركيا، بدأت مظاهر الاحتقان والاعتداءات تظهر من جديد بين العلويين واللاجئين السوريين الذين يبلغ عددهم في هذه المدينة نحو مليون ونصف المليون تقريباً.
أحمد مصطفى الاسماعيل، لاجئ سوري في مدينة انطاكيا، يعمل في مجال التجارة وتسويق المواد الغذائية، يروي لـ«القدس العربي»، ما حدث معه قبل يومين في حي «العرموطلية» الذي يقطن غالبيته علويون، قائلاً «عدت إلى منزلي في حي العرموطلية في تمام الساعة التاسعة مساءً وركنت سيارتي بجوار البناء الذي أقطنه، لأستيقظ في صباح اليوم التالي وأجد سيارتي قد تحولت لكومة من الخردة، زجاج ومصابيح مكسورة، وطلاء تم قشطه بآلة حادة، الإطارات تم تمزيقها، وعلى الصندوق كُتبت عبارة يا علي ومعها رسم لسيف ذو الفقار المنسوب لسيدنا علي بين أبي طالب».
ويضيف: «لأول مرة شعرت بأنني أقطن أخطر منطقة في المدينة، فمنذ عامين وحتى الآن لم أتعرض لأية مضايقات سواء على ممتلكاتي أو حتى اعتداءات جسدية قولية أو فعلية، ما حدث ذكرني بعناصر النظام السوري وأجهزة مخابراته وطائفته ومسقط رأسه في القرداحة».
أما بالنسبة لزياد ابراهيم الزين، وهو لاجئ في ذات المدينة ويعمل كعامل بناء، فقد كان الامر مختلفاً وطريقة الاعتداء كانت أشد وطأة من الاسماعيل، حيث نجم عنها شجٌ في الرأس وكسرفي اليد مع بعض الجروح الأخرى المتفرقة في كامل أنحاء الجسم.
يقول لـ«القدس العربي «، «ذهبت لزيارة أحد أقاربي في منطقة الشيرينجة، وهي حي شعبي يقع في جبل أنطاكيا الذي يشكل القسم القديم من المدينة، ويقطنه خليط من السنّة والعلويين والأتراك الأصليين إلا أن غالبيته علويون، قضيت عند قريبي مدة ساعتين وخرجت في تمام العاشرة مساءً، وبينما أنا أسير اعترضتني مجموعة من الشبان الاتراك، كانوا يتحدثون العربية (الساحلية) بطلاقة وعرفت فوراً أنهم علويون، بدأت بالمناورة، فقد كان علّي أن أخرج من بينهم سالماً، إلا أن أحدهم قام بضربي على رأسي بقبضة يده قبل ان ينهال الباقون علي وعددهم أربعة شبان بالضرب المبرح بالأيدي والأرجل وبالأحزمة الجلدية التي يرتدونها ثم تركوني أذهب والدماء تسيل مني، وقد قدمت بلاغاً إلى الشرطة ووعدوني بمعرفة الفاعلين».
ويضيف: «هم يظنون أن الضغط علينا سيؤثر على الحكومة التركية ولكن هذا أمر خاطئ، كما يظنون بأننا ساعدنا العدالة والتنمية وقدمنا له أصواتنا للنجاح في الاستفتاء، وعملياً نحن لا يحق لنا أن ننتخب أو نصوّت لأحد حتى ولو كان رئيس البلدية».
وعلى الجانب الآخر، ذكر التركي المتحدر من الطائفة العلوية مارت آكار لـ«القدس العربي»، أن ما يقوم به بعض أبناء طائفته غير مقبول على الإطلاق، فمن وجهة نظره فإن السوريين ضيوف بغض النظر عن طائفتهم أو انتمائهم السياسي، فهو يعتبر أن الجميع في النهاية «خلقهم الله وسمّاهم إنسان».
في حين، يرى أوكتاي أوموت وهو علوي من أنطاكيا أيضاً، أن السوريين هم أساس المشكلة وأنهم زادوا من وتيرة الصراع بين الطوائف داخل تركيا، لافتاً إلى أن الاتراك السنّة اتخذوا موقفاً معادياً لـلعلويين بسبب الحرب في بلادهم ولمجرد أن «بشار الأسد» الذي يعد خصم السوريين يتحدر من الطائفة العلوية.
المعارضة تصد محاولات تقدم للنظام في حلب وحماة ودمشق
عدنان علي
تصدّت فصائل المعارضة السورية، اليوم السبت، لمحاولات قوات النظام ومليشياته التقدم على محاور عدّة في دمشق وحماة وحلب، في حين شنت طائرات روسية غارات على مدينة دارة عزة، في ريف حلب الغربي، مخلفة ثلاثة قتلى.
وذكر الدفاع المدني في حلب على مواقع التواصل الاجتماعي، أن طائرات حربية استهدفت بإحدى عشرة غارة مدينة دارة عزة بالصواريخ الفراغية، ما أدى إلى مقتل طفلتين وامرأة.
كما استهدفت الغارات، فجر اليوم، مدينة الأتارب بثلاثة صواريخ ارتجاجية، أخرجت خزان المياه الرئيسي عن الخدمة، وألحقت أضراراً بالخط الأرضي للمياه المغذي للمنطقة الشمالية، فضلاً عن إصابة المركز الثقافي بالمدينة.
وطاول القصف الجوي أيضاً بلدة أورم الكبرى، المنصورة، وعينجارة، وكفرناها، وخان العسل وقرية حور في الريف الغربي، فيما استهدفت مدفعية قوات النظام حي الراشدين وجبل شويحنة غربي مدينة حلب، من مواقعها في حي الزهراء.
في السياق، أفادت غرفة عمليات جمعية الزهراء بأن فصائل المعارضة تصدت لمحاولة تقدم قوات النظام ومليشياته على عدة محاور شمال غرب حلب، رغم القصف الجوي العنيف، الذي تشنه الطائرات الحربية الروسية.
وأكّدت الغرفة مقتل 25 عنصراً من قوات النظام خلال صد محاولة تقدم لها باتجاه منطقة شويحنة إضافة إلى تدمير دبابة من طراز (t72). كما أكدت صد محاولة تقدم أخرى لقوات النظام في منطقة جبل عندان وقتل 18 من عناصرها وجرح عشرات آخرين، فيما دارت اشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام على جبهة الطامورة.
وتحاول قوات النظام والمليشيات التقدم من جهتي جبل عندان وجبل شويحنة بهدف فرض طوق عسكري على عدة مدن بريف حلب الشمالي مثل عندان، حيان، بيانون، معارة الأرتيق، وكفر حمرة، وفصلها عن ريف حلب الغربي، ومدينة إدلب.
وفي محافظة حماة (جنوباً)، أعلنت فصائل من الجيش السوري الحر، اليوم، مقتل عدد من عناصر قوات النظام وتدمير آليات له، أثناء تصديها لمحاولة تقدم إلى مدن وبلدات شمال مدينة حماة.
وأكد “جيش العزة” مقتل عناصر للنظام إثر تدمير دبابة في “رحبة خطاب للدبابات” قرب بلدة خطاب بعد استهدافها بصاروخ “تاو”، كما ذكر “جيش إدلب الحر” على حسابه الرسمي في موقع “تويتر”، أنه دمر بصاروخي “تاو” راجمة صواريخ ودبابة “T90” عند حاجز المداجن قرب مدينة طيبة الإمام، التي استولت عليها قوات النظام، يوم أمس الأول.
ونقلت صفحات موالية للنظام عن مصادر عسكرية قولها “إن اشتباكات عنيفة تخوضها وحدات الجيش السوري على تخوم مدينة حلفايا في محاولة للتقدم، وسط إطلاق المسلحين نداءات للمؤازرة من بقية الفصائل”. وزعمت أن قوات النظام استعادت السيطرة على تل المنطار وحاجز المداجن بريف حماة الشمالي.
ولفت الناشط أبو يزن المشهدي، لـ”العربي الجديد”، إلى أن الاشتباكات تتركز عند الأطراف الجنوبية لمدينة حلفايا وقريتي سنسحر وبطيش، إضافة إلى قرية البويضة ومعركبة شمال غرب مدينة طيبة الإمام، ومحيط مدينة صوران وتل بزام، حيث تتصدى قوات المعارضة لقوات النظام التي تحاول التقدم إلى حلفايا، وسط مساندة جوية من الطائرات الروسية، التي قصفت صباح اليوم مدينة اللطامنة.
كذلك، تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وفصائل المعارضة في حيي القابون وتشرين بدمشق بالتزامن مع قصف مدفعي وجوي من جانب النظام والطائرات الروسية على المنطقة.
وقال ناشطون، إن قوات النظام تحاول التقدم من جهة البساتين تحت غطاء من القصف العنيف والذي اشتمل أيضاً على استهداف المنطقة بصواريخ أرض- أرض، وخراطيم متفجرة، فيما شنت الطائرات الحربية أكثر من 15 غارة على حي القابون، وبلدتي النشابية، وحوش الصالحية في منطقة المرج، ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين.
وفي شرق البلاد، أكّد ناشطون مقتل 16 عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وقوات النظام جراء اشتباكات بينهما في منطقة المقابر جنوبي مدينة دير الزور. وأشار الناشطون إلى أن تنظيم “داعش” سيطر على “لواء التأمين” في منطقة المقابر جنوبي المدينة، ما أسفر أيضاً عن مقتل 12 عنصراً للنظام.
ومن جهتها، شنت طائرات النظام غارات على اللواء المذكور ما أجبر التنظيم على الانسحاب، بعد مقتل عدد من عناصره.
وفي محافظة إدلب (شمالاً)، قُتل أربعة مدنيين، اليوم، بانفجار صاروخ من مخلفات قصف النظام وروسيا على بلدة احسم التابعة لمدينة أريحا. وقال ناشطون إن الصاروخ انفجر أثناء تفكيكه من قبل أربعة مدنيين، يعملون على جمع مخلفات القصف في البلدة وتفكيكها.
مُسرَّح من “الحرس الجمهوري”: جوبر عش النمل
وائل العبدالله
سُرّح محمد من خدمة “التجنيد الإلزامي”، مؤخراً، بعدما التحق أخوه الوحيد بالخدمة، فسمحت “قوانين” النظام العسكرية بتسريح الأقدم منهما في “خدمة العلم”. ومحمد من قرى الشمال الشرقي السوري، طويل البنية، رشيق، وجهه الأسمر يضج بالطيبة والحيوية والصبر، وابتسامته لا تفارق وجهه. يبادر محمد بالتحدث عن أهوال الخدمة العسكرية، يدفعه إلى ذلك وصوله حديثاً إلى تركيا، وتلهف الناس للاستماع إلى قصصه التي لا تنتهي عن خدمته في “الحرس الجمهوري” في دمشق.
يقول محمد: “خدمت في كل قرى الغوطة؛ في داريا ودوما والشيفونية والقابون ودير العصافير، ولكن جوبر هي الأصعب، ومهما حكيت عنها ما رح أخلص”. يقولها بحزن ممزوج بسعادة النجاة وحسن الحظ: “الحمد لله ما آذيت مدني بحياتي، وأمشي ووجهي مكشوف وما أخاف من حدا. أنا كنت عسكري على جبهة، بقاتل يلي يقاتلني، وبنفذ تعليمات”. بنبرة عالية، يؤكد محمد على براءته من دم المدنيين.
خدمة محمد، في قوات النظام كانت “أنفاق”، أي مراقبة الأنفاق واقتحامها، وحفرها. وبالنسبة له: “جوبر لا تنتهي، شيء يستحيل التقدم فيه. أكثر مرة تقدمنا فيها كانت لمسافة 50 متراً ورجعنا بعدها وانسحبنا لـ100 متر. 50 متراً بقينا فيها أسبوعاً، وخسرناها في يومين”.
يتابع محمد: “جوبر مثل مغارة علي بابا، لن تعرف ماذا يختفي داخلها؛ عفاريت أو جان، كل شيء فيها تحت الأرض”. وتحت جوبر مدينة كاملة، مثل الغوطة، حفرتها المعارضة كشبكة أنفاق معقدة تحت الأرض. النظام بدوره حفر أنفاقاً انطلاقاً من أحياء دمشق الشرقية المحاذية لجوبر، وكلما تجاورت مناطق المعارضة والنظام يصبح ما تحتها مثل “عش النمل”. يقول: “عندما تنفتح أنفاقنا وأنفاقهم على بعضها بالصدفة… وتولع الدنيا تحت الأرض”.
مرّة فجرت المعارضة بناءً من طابقين، كان محمد، ومعه ملازم أول ورقيب وخمسة عناصر، يتحصنون فيه. يقول: “ما طلع غيري عايش، وبُترت قدما صديقي، والبقية دفنوا تحت الأنقاض”. يتذكر محمد، كيف “طارت” الأرض من تحتنا، وبعدها كيف سُحبوا من تحت سقف وقع على درج. إصابة محمد ألزمته المشفى لشهرين، قبل أن يُعاد إلى الجبهة. يقول: “ما ضلّ حدا. النظام بده حدا من الغيم، راح بلاوي”. يهدأ محمد ويشرد بنظره: “راح كثير، هل تعرف العميد (فلان) الذي قتلوه وعناصره قبل أيام؟ هؤلاء رفاقي من (اللواء 105/حرس جمهوري)”. من كل الذين خدموا مع محمد، بقي مقاتلان على قيد الحياة، يؤكد: “خلال السنوات الأربع الأخيرة، دفن البشر تحت الانفاق، لم يقل أحد شيئاً لأهلهم”، وإذا ما ألح الأهل لمعرفة مصير أبنائهم، قالوا لهم: “فرار، لقد فرّوا من الجيش، لا نعرف عنهم شيئاً”.
يتابع: “مرة كنت أمشي في نفق خلف مجموعة اقتحام، ففجرت المعارضة النفق بهم، وقتل على الفور خمسة عناصر، ونقيب”، يتابع بغصة: “ما طلع منهم حدا، تركوهم مدفونين بالنفق لليوم. يا عمي، راح شباب وزلم بجوبر، كان ممكن تحرر الجولان وفلسطين، ومعظمهم حرس جمهوري”.
لمحمد نظرياته المُجربة في الميدان، فهو يصنف المعارضة وقوات النظام، كالتالي: “الفرقة الرابعة” جبناء ومجرمون مع المدنيين، وعناصرها تظل مع “المخابرات الجوية” جنباً إلى جنب، “يوم داريا ذبحوا الناس. نحن خفنا منهم، وكنا مؤازرة خلفهم. لا يخافون الله. طائفيون”. في “الحرس الجمهوري يقصون لسان من يتكلم بالطائفية. في حين أن الرابعة والجوية يسبون السنّة علناً”. يتابع في تصنيفه: “حزب الله والإيرانيون لا يقتربون من جبهاتنا، وكذلك الدفاع الوطني والعراقيون، هم مجرمون يريدون الوصول إلى المدنيين لتشليحهم وقتلهم، وإذا ما اندلعت اشتباكات عنيفة يهربون كالأرانب”. بالنسبة لمحمد، أشرس مقاتلي المعارضة هم “جيش الإسلام”، يقول: “الفيلق والنصرة علّاكين، الطحن يجيك من جيش الإسلام”.
ولكن “الحرس الجمهوري” ليسوا ملائكة، يعترف محمد: “كانوا يجلبون المعتقلين لأعمال الحفر، ومعهم عناصر مخابرات تمنعنا من الحديث معهم”. أيضاً، “جيش الإسلام” لديه 3000 معتقل من “سجن التوبة” يحفرون الانفاق، وذات مرة “حررنا منهم 5 بالخطأ”.
محمد يعتقد أنه ليس بمستطاع قوات النظام اقتحام الغوطة الشرقية، إلا إذا استخدمت “صواريخ باليستية” أو الكيماوي، وأضاف ضاحكاً: “عسكرياً غير الله ما يسقطها”. كلام محمد ليس مبالغة، فهو كان قد خدم في قاعدة الشيفونية العسكرية في الغوطة الشرقية، قبل أن تنسحب منها قوات النظام، مهزومة على يد المعارضة، تاركة خلفها السلاح الموجود في مستودعات “الحرس الجمهوري”. يتابع: “مستودعات الشيفونية لحالها تخليهن يحاربوا 10 سنين، ولديهم ذخيرة، صواريخ الدبابات والشيلكا وBMB… لديهم مستودعات سلاح خاصة بأربع فِرق عسكرية مدرعة، أنا كنت هناك”.
يتابع محمد: “كنا نصل إلى مرحلة من الاقتتال مع الجيش الحر، بين المطبخ والحمام، من البيت الواحد، ونبقى على ذلك الوضع لأيام”. في الليل، أحياناً كنّا نمّلُ القتال، ونوقفه، ونبدأ بالحكي مع بعضنا.. أحدهم قال لنا: “ليش ما تنشقون؟ بشار بدو يقتلكم.. انشقوا وعليكم الأمان… ونحن كنا نقول لهم الحديث ذاته: “أنتم مغرر بكم.. وتعالوا نجري لكم مصالحة”. وحدث مراراً أن تبادل المقاتلون في الخرائب المدمرة علب التبغ وعبوات الماء، قبل أن تندلع الاشتباكات مجدداً بينهم: “تولع بيناتنا بدون ما نعرف ليش.. خيو شغلات ما بتتصدق”..
ولكن فعلاً لماذا لم تنشق يا محمد؟ يجيب: “وين بدي انشق؟ وين بدي روح؟ خيو مرة هربوا عناصر منا وراحوا لجوا.. تاني يوم رمولنا رؤوسهم النصرة”. يضيف: “أنا كنت أريد ان أهرب إلى تركيا.. لا أن أنشق.. أريد أن أعيش.. لا أن أظل مقاتلاً كل عمري”. يضيف: “من أراد فعلاً الانشقاق، فعلَ ذلك في العام 2012، ومن بعدها ما ظلّ أحد يثق بالآخر”.
هل تتوقف قوات النظام عند طيبة الإمام؟
زياد الحموي
شهدت مدينة طيبة الإمام في ريف حماه الشمالي، معارك ضارية بين قوات المعارضة ومليشيات النظام، الجمعة، تمكنت فيها قوات النظام من إحكام سيطرتها على المدينة. في حين تستمر المعارك على أشدها في محيط مدينة حلفايا غربي طيبة الإمام، في محاولة من مليشيات النظام لاقتحامها.
وكانت قوات المعارضة قد تمكنت قبل انسحابها من طيبة الإمام، من تدمير ثلاث دبابات “T-72” ومدفع 23 ملم، واغتنام دبابة وقاعدة صواريخ كورنيت ومدفع 23 ملم، وأسر 17 عنصراً من المليشيات الموالية، وقتل آخرين بينهم ضابط برتبة ملازم.
وتأتي هذه المعارك ضمن خطة النظام لإعادة سيطرته على مناطق من ريف حماة الشمالي كان قد خسرها في أواخر صيف العام 2016، والتي شكلت منطلقاً لقوات المعارضة في معاركها الأخيرة التي أطلقتها في 21 آذار/مارس 2017، بغرض السيطرة على مدينة حماة ذات الأهمية الاستراتيجية في وسط سوريا. وكان لسيطرة المعارضة على مدينة حماة، فيما لو نجحت، أن تقطع طريق دمشق-حلب الدولي، وتصبح المعارضة بذلك قريبة من فك الحصار عن ريف حمص الشمالي.
واستقدمت قوات النظام في معاركها الأخيرة تعزيزات من “الفرقة الرابعة” و”درع القلمون” و”الفيلق الخامس” و”الفرقة 11″ و”اللواء 87″ و”اللواء 47″، و”مجموعة النمر” التي يقودها العميد سهيل الحسن، بالإضافة إلى مليشيات “حزب الله” اللبناني و”حركة النجباء” العراقية و”لواء فاطميون” الأفغاني، بإشراف ضباط إيرانيين وروس على غرفة عمليات ريف حماة الشمالي.
وكانت قوات النظام في وقت سابق قد اتخذت من مدينتي محردة شمال غربي حماة وقمحانة شمالها، قاعدتي انطلاق لعملياتها العسكرية، لاسترجاع ما خسرته في ريف حماة. وتعد بلدة قمحانة العقبة التي تواجه المعارضة في كل هجوم يستهدف الوصول إلى مدينة حماة، وذلك لموقعها عند سفح جبل زين العابدين، والذي تتمركز في قمته قاعدة عسكرية لقوات النظام تضم راجمات صواريخ يطال قصفها معظم ريف حماة الشمالي وأطراف من ريف إدلب الجنوبي.
وقد أخطأت “هيئة تحرير الشام” بتوجهها إلى بلدة قمحانة مباشرة من دون السيطرة على جبل زين العابدين ومحيطه. وكان تنظيم “جند الأقصى” في أواخر الصيف الماضي قد حاول السيطرة على الجبل قبل التوجه إلى قمحانة.
وأحاطت قوات النظام قمحانة وجبل زين العابدين بالحواجز العسكرية، وتمركزت في أكثر من قرية وبلدة كالإسكندرية ومعردس وصوران شمالي الجبل، لتكون خطوطاً دفاعية أولى عن القاعدة في الجبل، وتمتص الصدمة الأولى من هجوم المعارضة قبل أن تصل إلى قمحانة وجبل زين العابدين. وهذا ما حدث في هجوم المعارضة الأخير، إذ استنزفت قواتها على أطراف قمحانة، ما أتاح لقوات النظام فرصة شن هجوم معاكس على القرى والبلدات التي سيطرت عليها المعارضة؛ صوران ومعردس وقمحانة، تحت غطاء ناري كثيف من جبل زين العابدين مدعوماً بالقصف الجوي. سيناريو عسكري ما زال يُطبّقه النظام منذ العام 2013 وحتى اليوم.
ولا يبدو الحديث عن محاولة النظام التقدم في ريف حماة الشمالي والوصول إلى بلدة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي بالأمر الممكن حالياً؛ فذلك يستلزم سيطرة النظام على حلفايا واللطامنة وكفرزيتا ومورك وكفرنبودة في ريف حماة الشمالي، وقرية الهبيط في ريف إدلب الجنوبي. وبالنظر إلى طبيعة الأرض وتمركز قوات المعارضة في تلك المناطق، يبدو ما قيل إنه خطة روسية للاستيلاء على خان شيخون وإخفاء آثار القصف بالسارين، صعبة التحقيق حالياً. ولا يخفى طبعاً أن التقدم في هذه المنطقة هو هدف بعيد للنظام وروسيا وإيران، باعتبار إدلب وريفها هدفاً مقبلاً لعملياتهم العسكرية.
إلا أن تلك الخطوة قد لا تكون بالرحلة السهلة للقوات البرية، بالنظر إلى محاولة سابقة ترافقت مع بداية التدخل العسكري الروسي في العام 2015، وخسرت فيها مليشيات النظام في يوم واحد ما يقارب 25 دبابة وآلية حاولت التقدم باتجاه كفرزيتا واللطامنة وكفرنبودة في 7 تشرين الأول/أوكتوبر 2015. ولم تكتف وقتها قوات المعارضة بالدفاع بل بادرت بالهجوم واسترجعت بلدة مورك مستفيدة من انتشارها في المنطقة وتحصيناتها وسهولة تحركها وتأمين طرق إمدادها.
إلا أن السؤال يبقى، فيما إذا كانت فصائل المعارضة، ستتمكن من تجاوز انقساماتها الأخيرة، وتشكيل غرفة عمليات واحدة، تضم جميع الفصائل العاملة في الشمال السوري، لسد الثغرات المحتمل استغلالها من قبل النظام، خاصة في المنطقة الواقعة شرقي طريق حماة- حلب، والمنطقة الغربية المحاذية لمدينة كرناز جنوبي كفرنبودة. وكشفت المعارك الأخيرة حدة التنافس بين “حركة أحرار الشام الإسلامية” و”هيئة تحرير الشام” بعد إقصاء الأخيرة للحركة عن غرفة عمليات “وقل إعملوا” ورفضها مشاركتها في معركة حماة. الأمر الذي دفع “أحرار الشام” إلى تشكيل غرفة عمليات “صدى الشام” مع “جيش النصر”، وحاولت من خلالها التقدم باتجاه مدينة كرناز شرقي مدينة السقيلبية، من دون أن تحقق أي نجاح يُذكر.
“هيئة تحرير الشام” استغلت إخفاق “أحرار الشام” وشنّت عليها حملة تحريض وتخوين بهدف دفع عناصرها للانشقاق عنها والالتحاق بـ”الهيئة” التي تشكل “جبهة فتح الشام” سابقاً عمادها الأساسي.
في المقابل، فإن المطلعين على خبايا العلاقة بين “هيئة تحرير الشام” و”حركة أحرار الشام”، يرون ألا مصلحة للحركة في تخفيف العبء عن الهيئة عبر فتح معارك غربي حماة، ما يُسهّلُ دخول الهيئة إلى مدينة حماة والسيطرة عليها. اختيار “أحرار الشام” لمحور مدينة كرناز، عبثي بحد ذاته، إذ حتى لو سيطرت الحركة على المدينة فستتوقف بعدها عند أطراف مدينة السقيلبية غرباً، ذات الأغلبية المسيحية. في حين أن محور “هيئة تحرير الشام” مفتوح إلى حماة، وما بعدها، مع كل ما تمثله مدينة حماة من نفوذ كبير في الشمال والوسط السوري لمن يسيطر عليها.
إلا أن ثمة مؤشراً ربما سيساهم في الإجابة على السؤال السابق حول إمكانية التنسيق بين الفصائل كافة، لصدّ هجوم قوات النظام على ريف حماة الشمالي، وهو إرسال “حركة أحرار الشام” و”فيلق الشام”، مؤخراً لبعض المجموعات الصغيرة لمؤازرة الهيئة على أطراف طيبة الإمام، ولمؤازرة “جيش العزة” و”جيش النصر” في مدينة حلفايا، وذلك تحت ضغط السخط الشعبي من موقفها كمتفرج خلال الأحداث الماضية. كما قد يكون إحساس الحركة بالخطر من عدم توقف مليشيات النظام عند طيبة الإمام وتقدمه حتى خان شيخون، أحد دوافعها للمؤازرة.
ومهما يكن من أمر السيناريوهات المحتملة، فإن النتيجة النهائية لمعارك ريف حماة الشمالي مرهونة بقدرة صمود المعارضة في المناطق التي تسيطر عليها في كل من قرية المصاصنة والبويضة واللحايا شمالي طيبة الإمام، وبالتالي الإبقاء على طريق الإمداد لقواتها في مدينة حلفايا، والمحافظة على بلدة مورك الاستراتيجية على طريق حماة- حلب كخط الدفاع الأول عن محافظة إدلب، والصمود غرباً في بلدة كفرنبودة التي يطلق عليها محلياً اسم “داريا الشمال”. هذا القوس الذي كلّف روسيا والنظام السوري خسائر كبيرة على مدار عامين، من دون إحداث أي اختراق استراتيجي يمكّنه من تحقيق حلمه بإخراج المعارضة من محافظة حماة وحصرها في محافظة إدلب.
إثارة ملف الكيميائي مقدمة لتصعيد بسوريا أم تحسين لشروط التفاوض
لا ينفك المسؤولون الأميركيون يرددون في الأيام الأخيرة احتفاظ النظام السوري بمخزون كيميائي، الأمر الذي اعتبره حلفاء الأسد مغالطة الهدف منها إحياء فكرة تغيير النظام في سوريا، فيما يراه آخرون يندرج في سياق الرغبة في تحسين شروط التفاوض مع موسكو أساسا.
دمشق – يتواصل ملف الكيميائي السوري في التفاعل رغم مرور أكثر من أسبوعين على الهجوم الدموي في خان شيخون في ريف إدلب (شمال غرب سوريا) والذي توجهت أصابع الاتهام فيه إلى نظام الرئيس بشار الأسد.
وتتقدم الولايات المتحدة الأميركية الدول التي تتهم النظام السوري بالإبقاء على مخزون من المواد الكميائية، رغم الاتفاق الذي تم في العام 2013 وقضى بتدمير ذلك المخزون.
وترى روسيا أن عودة هذا الموضوع إلى الواجهة وبهذا الشكل يحمل بين طياته أهدافا سياسية وحتى عسكرية تتصل بوجود توجه لإحياء فكرة إسقاط النظام، بعد أن خف الحديث عنها طيلة الأشهر الماضية.
وأكد وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس خلال زيارة قام بها إلى إسرائيل الجمعة أن النظام السوري احتفظ ببعض أسلحته الكيميائية “دون شك”، محذرا الرئيس بشار الأسد من استخدامها.
وتأتي تصريحات ماتيس في بداية زيارة استمرت يوما واحدا التقى خلالها مسؤولين إسرائيليين أيدوا بشدة الضربة الأميركية الأخيرة على قاعدة الشعيرات الجوية في سوريا ردا على الهجوم الكيميائي على خان شيخون التي راح ضحيتها العشرات من المدنيين.
وقال ماتيس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإسرائيلي إفيغدور ليبرمان “الأهم هو أن المجتمع الدولي يعتقد دون أي شك بأن سوريا احتفظت بأسلحة كيميائية في انتهاك لاتفاقها وإعلانها أنها سلمتها كلها”.
وأضاف أن ذلك يعد “انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي وسيتوجب التعامل معه دبلوماسيا وسيكونون مخطئين إذا حاولوا استخدامها ثانية. لقد وضحنا ذلك بشكل جلي من خلال الضربة التي وجهناها”. وأشار إلى أن الجيش السوري “أعاد نشر طائراته خلال الأيام القليلة الماضية” تجنبا لضربها مجددا في حال تجمعها في مكان واحد.
ووفق مسؤول عسكري، تقدر إسرائيل أن نظام الأسد لا يزال يملك “عدة أطنان” من الأسلحة الكيميائية.
وتفيد تقارير إعلامية إسرائيلية أن كميتها تتراوح بين طن وثلاثة أطنان. ورفض ليبرمان كذلك خلال المؤتمر التعليق على هذه التقديرات.
وجدد الأسد الجمعة نفيه للاتهامات بأن قواته استخدمت أسلحة كيميائية ضد خان شيخون في الرابع من أبريل، متهما تركيا بالوقوف خلف الأمر.
ولفت إلى أن “الطريق الوحيد كي يُحضر الإرهابيون الأموال، والأسلحة، وكل أشكال الدعم اللوجستي، والمجندين، وهذا النوع من المواد هو من خلال تركيا. ليس لديهم أي طريق آخر يستخدمونه للقدوم من الشمال. وبالتالي، فإن المصدر هو تركيا مئة بالمئة”.
ويصر الأسد على أن نظامه سلم كل مخزونه من الأسلحة الكيميائية عام 2013 بناء على اتفاق رعته روسيا لتجنب ضربة عسكرية ضد دمشق هددت بها واشنطن حينها، على خلفية هجوم مماثل لخان شيخون في الغوطة الشرقية.
وفي تصريحات لـ“العرب” اعتبر كبير المفاوضين في وفد المعارضة السورية إلى جنيف محمد صبرا أن إثارة موضوع الأسلحة الكيميائية ليست جديدة وتعود إلى العام 2016 بيد أن التركيز عليه جاء نتيجة الهجوم الوحشي على خان شيخون.
واستبعد أن تتجه الأمور إلى تصعيد عسكري بين واشنطن والنظام السوري، مضيفا “لا أظن أن ذلك ضمن خيارات الإدارة الأميركية في هذا الوقت”.
بدوره قال الرائد أبوأسامة حسن إبراهيم رئيس المكتب السياسي لجبهة ثوار سوريا لـ“العرب”، “لا أعتقد أن واشنطن تخطط لتغيير النظام، فأولوياتها هي محاربة تنظيم داعش، وإخراج إيران من سوريا وإنشاء مناطق آمنة، وهذا سيعطي نتيجة حتمية وهي سقوط الأسد في نهاية المطاف”.
وتنظر دمشق وحلفاؤها إلى عملية التصعيد السياسي الغربي والتركيز على الملف الكيميائي من منطلق “نظرية المؤامرة”، حيث تعتبر أن هذا الأمر هو تمهيد لعمل تصعيدي خطير في سوريا، ولا تستبعد أن يكون عسكريا.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحافي جمعه مع نظيره الصيني وانج يي أن ما تقوم به الولايات المتحدة وحلفاؤها في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يهدف إلى تغيير النظام في سوريا.
ونقلت شبكة “روسيا اليوم” الإخبارية عن لافروف قوله إن رفض إرسال بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى إدلب هو محاولة لإجهاض تنفيذ قرار مجلس الأمن بشأن سوريا، مضيفا أن هذه الأعمال تثير القلق.
وتابع لافروف “أعتقد بأن هذا وضع خطير للغاية، لأنه من الواضح اليوم أن المعلومات الكاذبة حول استخدام الحكومة السورية للسلاح الكيميائي تستخدم للتراجع عن قرار 2254، الذي ينص على تسوية سياسية بمشاركة كافة الأطراف السورية، والعودة إلى الفكرة بشأن تغيير النظام، وأنا على قناعة بأنه يجب ألا نسمح بحدوث ذلك”.
وفي مقابل القناعة المتزايدة لدى الأطراف المتحالفة مع الأسد بشأن دوافع إثارة الملف الكيميائي، يرى محللون أنه لا يمكن تجاهل فرضية أن يكون الأمر مرتبطا بتحسين شروط التفاوض مع موسكو خاصة.
ولفت المحللون إلى تأجيل الولايات المتحدة لاجتماع دعت إليه موسكو في جنيف مؤخرا، وهذا يندرج في سياق حرب الأعصاب بين القوتين.
ويعتبر هؤلاء أن واشنطن تعمل على تصعيد الموقف مع روسيا في سوريا في سياق الرغبة في تحسين شروط التفاوض معها، حيث أن إدارة ترامب ترفض أي حل سوري يتم على حساب مصالحها وحلفائها الإسرائيليين على وجه الخصوص.
وتطالب الولايات المتحدة أساسا بضرورة إنهاء الوجود الإيراني في سوريا، وإقامة مناطق آمنة في شرق سوريا وجنوبها، وقد كان هذا الموضوع محورا رئيسيا في مباحثات وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس مع المسؤولين الإسرائيليين.
قوات النخبة السورية تخوض المرحلة الرابعة من “غضب الفرات“
معارك ضارية على خطوط التماس
بهية مارديني
أكد محمد خالد الشاكر المتحدث الرسمي باسم قوات النخبة السورية أنّهم يخوضون الآن معارك ضارية في خطوط التماس المباشرة مع داعش على حدود الرقة، وذلك مع بداية المرحلة الرابعة من عملية غضب الفرات الرامية إلى دخول عاصمة التنظيم المتطرف.
إيلاف: أوضح الشاكر، في تصريح تلقت “إيلاف” نسخة عنه، أنّ قيادة عمليات النخبة السورية أعلنت قبل أمس أن عناصرهم أحكموا السيطرة على قريتي حتاش وحزيمة، اللتين تبعدان أقل من 15 كلم شمال مدينة الرقة.
دحض للشائعات
وحول أهمية هذه المرحلة قال الشاكر لـ “إيلاف”: تأتي أهمية هذه المرحلة، “ضمن السياق الذي تحدث عنه المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف الدولي، الذي عوّل على قوات النخبة في دخول مدينتي الرقة ودير الزور، لكون عناصر القوات هم من أبناء القبائل العربية، الذين تم تهجير ذويهم، بعد ارتكاب أبشع المجازر بحق من لم يبايع منهم التنظيم المتطرف”.
واعتبر ناشطون أن هذا التصريح يؤكد عدم مصداقية الشائعات التي تم ترويجها أخيرًا، وكل ما أشيع حول انسحاب قوات النخبة السورية وعدم مشاركتها في المرحلة الرابعة من عملية غضب الفرات الهادفة إلى دخول مدينة الرقة، وذلك إثر مزاعم خلافات مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) تم نفيها من قبل الطرفين في الشهر الجاري.
وكانت قوات النخبة السورية، أعلنت في بيان لها أنها أنهت بنجاح مهامها في المراحل الثلاث من عملية غضب الفرات، التي يقودها التحالف الدولي.
قالت أيضًا في بيان لها قبل بدء المرحلة الرابعة إنّ “عناصرها يضعون نصب أعينهم دحر التنظيم المتطرف، الذي احتل أراضيهم وهجّر أهلهم، قاطعين العهد بأن يحرروا مناطقهم في دير الزور والرقة، ويطهروها من رجس الإرهاب، كغاية وطنية، ومهمة أخلاقية وإنسانية”.
ثقة دولية
الجدير بالذكر أنّ قوات النخبة السورية هي أحد الفصائل المستقلة، التي تعمل تحت قيادة التحالف الدولي، والتي تعوّل عليها واشنطن في دخول مدينتي الرقة ودير الزور، لكونها تتألف من أبناء القبائل العربية في دير الزور والرقة.
وكان الناطق الرسمي باسم قوات التحالف الدولي جون دوريان عوّل أيضًا منذ ديسمير الماضي على قوات النخبة السورية في دخول مدينتي الرقة ودير الزور.
وكانت القيادة العامة لغرفة عمليات غصب الفرات قد أعلنت أيضًا بدء المرحلة الرابعة لتطهير ما تبقى من الريف الشمالي ووادي جلاب من إرهابيي داعش وإزالة آخر العقبات للتمهيد لعملية تحرير مدينة الرقة وإتمام الطرق والحصار وتطويق الخناق على الإرهابيين.
وأكدت أن هذه العملية تتم بمشاركة مختلف الفصائل وبدعم مباشر من قوات التحالف الدولي. ويتم التقدم على محورين محور شرقي ومحور غربي، وتنشر غرفة العمليات وأعلام قوات سوريا الديمقراطية أيضًا بعض الفيديوهات الموضحة لهذا التقدم.
مقتل مساعد البغدادي
إلى ذلك أعلن الجيش الأميركي مقتل مساعد لأبي بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش في عملية برية نفذتها القوات الأميركية في سوريا.
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية جون توماس في تصريح نقلته وكالات أنباء: “بوسعنا تأكيد مقتل عبد الرحمن الأوزبكي، على يد قوات الولايات المتحدة، في 6 إبريل.. وكان له دور في الهجوم الكبير الذي استهدف ناديًا ليليًا في إسطنبول عشية عيد رأس السنة الميلادية”.
وأكد أن “الأوزبكي” كان مسؤولًا عن تجنيد ونقل مسلحين إلى صفوف تنظيم “داعش” وتمويل أنشطة الإرهابيين، علاوة على قيامه بدور “محوري” في شن هجمات إرهابية خارج أراضي العراق وسوريا.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أعلنت في ديسمبر الماضي عن مقتل ثلاثة قياديين من تنظيم داعش، اثنان منهم على صلة بهجمات باريس، التي وقعت في 13 نوفمبر عام 2015، وتسببت بسقوط عشرات الضحايا، نتيجة غارة على مدينة الرقة في شمال شرق سوريا.
وكان مسؤول عسكري أميركي كبير أيضًا كشف في وقت سابق أن حوالى 50 ألف من عناصر داعش قتلوا منذ بدء غارات للتحالف الدولي على مواقع التنظيم في سوريا والعراق قبل عامين، فيما تعوّل واشنطن على القوى الكردية والعربية في المنطقة في دحر داعش كذلك.
قتلى وجرحى بغارات روسية في ريف حلب
سقط عدد من القتلى والجرحى في 11 غارة جوية شنتها الطائرات الروسية على مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي، كما استهدفت الغارات عددا من المدن والبلدات التي تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة في ريفي حلب الشمالي والغربي.
وقال مراسل الجزيرة ميلاد فضل إن الغارات شكلت غطاء جويا لهجوم بري لقوات النظام والمليشيات الموالية لها في محيط مدينة حلب من الجهة الشمالية، لكن قوات المعارضة قالت إنها صدته، وقتلت عددا من جنود النظام خلال المعارك.
وأضاف المراسل أن الغارات امتدت إلى جميع مناطق الاشتباكات، وشملت دارة عزة وأورم الكبرى وجبل الأتارب والتوامة والحور وقبتان الجبل وحريتان ومحيط الفوج.
وأوضح أن الطائرات استخدمت الصواريخ الفراغية والقنابل الارتجاجية، وتم الإبلاغ عن سقوط ثلاثة قتلى مدنيين في ريف حلب الغربي.
وكانت مقاتلات روسية وأخرى تابعة لقوات النظام قصفت أمس الجمعة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة في عدد من المدن والبلدات، وشمل القصف أرياف العاصمة دمشق وحماة وإدلب وحلب (شمال البلاد).
وتزامنت الغارات في ريف دمشق مع تجدد هجوم وصف بالعنيف لقوات النظام شرق دمشق بهدف التقدم في الأحياء المحاصرة الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وأبرزها حيّا القابون وبرزة.
وقصفت الطائرات الروسية والسورية ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي المتصلين جغرافيا، وشهدت مدينة حلفايا غارة استخدمت فيها القنابل المظلية، كما طال القصف مدينتي جسر الشغور واللطامنة وغيرهما.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
داعش سوريا ينتقل إلى “عاصمة جديدة“
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أفادت مصادر عسكرية أميركية أن تنظيم داعش قام بنقل “عاصمته” من مدينة الرقة إلى محافظة دير الزور القريبة من الحدود العراقية، وذلك تحت وقع الضربات الجوية للتحالف الدولي والقوات المدعومة أميركيا.
ونقلت شبكة فوكس نيوز الأميركية، الجمعة، عن مسؤولين عسكريين قولهم إن التنظيم أصبح متمركزا في دير الزور الواقعة على بعد 90 كيلومترا جنوب الرقة.
ولاحظت طائرات الدرون الأميركية مئات من القادة في داعش يغادرون الرقة خلال الشهرين الأخيرين.
وكان القيادة المركزية الأميركية قد أعلنت مقتل المسئول الحركي في التنظيم عبد الرحمن الأوزبكي، وهو من القيادات المتوسطة، في عملية نفذتها في مدينة الميادين في ريف دير الزور.
ويأتي ذلك بينما تقترب معركة حاسمة لاستعادة الرقة “عاصمة التنظيم في سوريا”، لكن بحسب المسؤولين العسكريين، فإنه لا يوجد أي من قادة داعش هناك.
وكانت تقارير قد تحدثت عن نقل التنظيم لعلائلات قياداته من الرقة والطبقة باتجاه مدينة البوكمال ودير الزور والمناطق القريبة من الحدود العراقية نتيجة الضربات الجوية المكثفة لطائرات التحالف الدولي وانهيارات التنظيم المتتالية في عدة مناطق من بينها ريف الرقة.
جيش لبنان: مقتل قيادي في الدولة الإسلامية واعتقال 10 قرب حدود سوريا
بيروت (رويترز) – قال الجيش اللبناني إن قياديا محليا لتنظيم الدولة الإسلامية قتل يوم السبت خلال غارة شنها الجيش في الفجر وألقى خلالها القبض على عشرة يشتبه بأنهم أعضاء في جماعات متشددة بعد أن عبروا الحدود الشمالية الشرقية قادمين من سوريا.
ولم ترد أنباء عن إصابة أو مقتل أي من أفراد الجيش في العملية ببلدة عرسال التي اجتاحها المتشددون لفترة وجيزة في 2014 قبل أن يفروا إلى تلال محيطة بالحدود. وشكلت تلك المعركة التي قتل فيها العشرات أحد أخطر تبعات الصراع السوري الدائر منذ ست سنوات على لبنان.
وجاء في بيان الجيش “نفذت قوة من الجيش فجر اليوم عملية دهم سريعة وخاطفة في بلدة عرسال أسفرت عن توقيف 10 إرهابيين خطيرين كانوا تسللوا إليها في أوقات سابقة”.
ويقول الجيش إنه ينفذ عمليات دورية ضد الدولة الإسلامية ومتشددين سابقين على صلة بتنظيم القاعدة في المنطقة الجبلية.
وقال البيان إن القيادي المحلي الذي قتل في مداهمة السبت ضالع في مهاجمة مواقع عسكرية وخطف جنود خلال قتال دار في عرسال قبل ثلاثة أعوام.
وذكر مصدر عسكري أن القيادي المحلي بالدولة الإسلامية أمر بقتل جنديين لبنانيين وأن المشتبه بهم اعتقلوا لاتهامات بتهريب الأسلحة.
وانتهت المعركة في 2014 بعد انسحاب المتشددين الذين كان بينهم مقاتلون في الدولة الإسلامية إلى التلال المحيطة بالحدود واختطفوا 19 جنديا لبنانيا معهم.
وأفرج المتشددون فيما بعد عن عدد ممن احتجزهم في اتفاقات تبادل لكن التنظيم المتشدد ما يزال يحتجز تسعة جنود.
وتعرض لبنان لهجمات في السنوات القليلة الماضية لها علاقة بالحرب في سوريا حيث تقاتل جماعة حزب الله الشيعية دعما للرئيس السوري بشار الأسد.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية – تحرير أحمد صبحي خليفة)
روسيا تأسف لاستبعادها من تحقيق في هجوم كيماوي في سوريا
موسكو (رويترز) – قالت وزارة الخارجية الروسية يوم الجمعة إن موسكو عبرت للولايات المتحدة عن أسفها بسبب معارضة واشنطن السماح لمفتشين روس بالمشاركة في تحقيق في هجوم بالأسلحة الكيماوية وقع الشهر الجاري في سوريا.
وقالت الوزارة إن وزير الخارجية سيرجي لافروف تحدث هاتفيا مع نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون وإن الجانبين اتفقا على النظر مرة أخرى في فتح “تحقيق موضوعي في الحادث” تحت رعاية منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن تيلرسون أكد للافروف دعمه لآلية منظمة حظر الأسلحة الكيميائية القائمة للتحقيق في الهجوم الكيماوي.
وأضاف بيان وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزيرين ناقشا أيضا سلسلة من القضايا تشمل الأمور التي ناقشها تيلرسون خلال زيارته لموسكو في 11 و12 أبريل نيسان.
واتهمت الولايات المتحدة الجيش السوري بتنفيذ الهجوم الذي وقع في الرابع من أبريل نيسان وتوفي فيه عشرات الأشخاص بغاز سام وردت بإطلاق صواريخ كروز على قاعدة جوية سورية.
ودافعت روسيا عن حليفتها سوريا وألقت بالمسؤولية في الحادث على معارضين مسلحين يقاتلون حكومة الرئيس بشار الأسد.
وأضيفت الواقعة إلى قائمة طويلة من الخلافات بين البلدين وبددت آمال روسيا في إمكانية تحسن العلاقات مع الولايات المتحدة بعدما تولى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه في يناير كانون الثاني.
وفي الأسبوع الماضي قال ترامب إن العلاقات مع موسكو “ربما تكون عند أدنى مستوياتها على الإطلاق”.
وفي إشارة إلى مصدر آخر للتوتر في العلاقة بين البلدين قالت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف دعا تيلرسون إلى إعادة “مقتنيات عقارية دبلوماسية روسية في الولايات المتحدة صادرتها إدارة (الرئيس السابق) باراك أوباما”.
وفي ديسمبر كانون الأول الماضي طرد أوباما 35 دبلوماسيا روسيا للاشتباه بقيامهم بالتجسس وأمر الروس بالرحيل من منزلين ريفيين لقضاء العطلات خارج واشنطن ونيويورك قال إنهما لهما صلة بعمليات للتجسس.
وقالت الوزارة إن الجانبين اتفقا على تشكيل مجموعة عمل قريبا “للبحث عن سبل للتخلص من التوترات التي تسود العلاقات الثنائية”.
(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية)
هافينغتون بوست : لن تُشيَّد سوريا مستقرة بالقنابل وحدها
كلنا شركاء: كريس تمبل- هافينغتون بوست
بعد 6 أعوام من البراميل المتفجرة والتعذيب الجماعي في سوريا، لم يكن الهجوم الكيميائي الأخير مفاجئاً، إلا أنه بالرغم من ذلك، فقد أصابني بإحباط متزايد.
مساء الجمعة، فتحت حاسوبي ونظرت إلى صور الأسابيع الأربعة التي قضيتها في مخيم الزعتري للاجئين، توقفت حين ظهرت لي لقطة لأطفال جيراننا، وهم يضحكون لبعضهم البعض، على الرغم من ظروفهم، وعبارة بسيطة مرسومة على قميص أحد الأطفال “عقول لا قنابل”، حَوَت هذه الكلمات كل ما شعرت به، وما زلت أشعر به، تجاه هذه الكارثة.
علينا أن نتذكر أن السوريين فقط هم من بوسعهم إعادة بناء بلادهم، وليس بمقدور أي عمل عسكري النجاح في ذلك.
إن كان العالم غاضباً تجاه معاناة النازحين السوريين، فعلينا أن نستثمر فيهم عن طريق توفير المأوى والتعليم لهم في بلادنا، بالإضافة إلى العمل على زيادة ميزانية المساعدات الإنسانية التي تعاني من نقص حاد في التمويل.
على مدار الأعوام القليلة الماضية، عملتُ على معالجة العديد من القضايا التي تواجه اللاجئين السوريين، بينما كانت الكارثة تتكشف.
قبل أن تصنع رأياً حول مستقبل سوريا، فإليك 4 حقائق أساسية عليك تذكرها:
من المؤسف أن نهاية الحرب السورية لا تزال بعيدة.
لا يجب الخلط بين هذا العمل العسكري الموجه، وبين الإطاحة بالأسد، فهذه ليست لحظة الاحتفال بتحقيق العدالة، كما أنها لن تعيد مئات آلاف القتلى من الموت، أو ملايين النازحين إلى أوطانهم. إنها استعراض رمزي للقوة في خضم نزاع معقد، لم تتمكن الولايات المتحدة من تصعيده أو المضي قدماً به خلال سبع سنوات من الحرب السورية.
الخيارات العسكرية محدودة، لذا من الأرجح أن يجري التفاوض على السلام.
من المشكوك أن يسعى ترامب، صاحب التوجه الانعزالي القوي السابق، لتصعيد التحرك العسكري في سوريا؛ إذ إن هذا سيحمل خطر الاشتباك مع روسيا التي تعهدت بدعم بقاء الأسد في السلطة، وبالنظر إلى كثرة الأطراف المتنافسة في سوريا، فلا يبدو أن هناك مساراً واضحاً للدعم الذي قد يقدمه تصعيد العمل العسكري وحده على المدى الطويل.
وعلى الرغم من محدودية الخيارات العسكرية وحدها، فإن تجدد استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية قد يوفر فرصة للتفاوض بشأن وقف إطلاق النار.
بينما ينعكس الهجوم بشكل سلبي على روسيا؛ إذ يجعل من تبرير أفعالها في سوريا أكثر صعوبة.
نأمل أن يعمل المجتمع الدولي على استخدام هذه اللحظة لحماية المدنيين السوريين والتفاوض على منع الهجمات الكيميائية المستقبلية، بالإضافة إلى البراميل المتفجرة وغيرها من جرائم الحرب التي يرتكبها نظام الأسد.
الاستثمار في المساعدات الإنسانية الآن سيحفظ المال والأرواح على المدى الطويل.
تقع 80% من البلاد في الوقت الراهن تحت طائلة الفقر، كما دُمرت نصف المستشفيات السورية، ونزح 12 مليوناً عن مساكنهم.
أما المجتمع المدني الضعيف بالفعل فقد تحطم.
في عام 2015، بلغت نسبة تمويل المجتمع الدولي 54% من ميزانية الأمم المتحدة الإنسانية المخصصة للتعامل مع هذه الكارثة، وبينما أسهمت الولايات المتحدة بالنصيب الأكبر في المعونات الإنسانية، منذ بدء الحرب، إلا أن القرار التنفيذي المقترح من قبل إدارة ترامب يهدد الدعم الأميركي لوكالات الإغاثة الإنسانية، هذا خطأ فادح، إذ إن زيادة الاستثمار في المساعدات الإنسانية في الوقت الراهن ستحافظ على المال والوقت والأرواح على المدى الطويل.
مثلما أرتنا العراق، فإن ما يُقدر بـ2.1 تريليون دولار من الإنفاق العسكري والأرواح في وقت لاحق، فالقنابل وحدها ليست قادرة على بناء أمم مستقرة.
يحتاج النازحون السوريون إلى الأمن والتعليم والحق في العمل وفرصة إعادة البناء.
الترحيب باللاجئين السوريين سيبني حلفاء رئيسيين ويبقينا أكثر أماناً.
احتفل العديد -من كلا الجانبين- بالهجوم الذي أمر ترامب بشنه على سوريا، بل تحدث ترامب علناً متعاطفاً ومؤكداً على أنه “لا يجب على أي طفل مواجهة هذه الأهوال”. يمتلك ترامب الآن فرصة لاتخاذ خطوة أخرى، والسماح بإعادة توطين اللاجئين السوريين بشكل خاضع للرقابة، وهو ما لن يؤكد فقط شرعيتنا الأخلاقية في عيون العالم، بل سيوفر أفضل الدفاعات ضد الدعاية التي تستخدمها الجماعات المتطرفة لتجنيد أفرادها، والتي نحاول مجابهتها.
العالم يُنصت، واللاجئون كذلك، لم يعد العالم أمماً منعزلة.
اللاجئون السوريون ليسوا أفراداً عابرين قليلي الحيلة، إنهم مهندسون وأطباء ومعلمون، تضم قائمة اللاجئين المميزين عبر التاريخ ألبرت أينشتاين ومادلين أولبرايت.
وعلى الرغم من أن تحركات ترامب قد أعادت سوريا إلى الخطاب العام، فإنها مجرد خطوة في مسار سوري ممتد. وبالنسبة لأولئك الراغبين في القيام بالمزيد في الوقت الراهن، فإن مساعدة اللاجئين السوريين هي أحد الأمور التي يمكن لأي منا القيام بها على الفور.
ناشونال إنترست: الأزمة السورية تطورت إلى صراع قوى دولية
كلنا شركاء: ناشونال إنترست- ترجمة الجزيرة
علقت مجلة ناشونال إنترست الأميركية على سلسلة التصريحات التي أدلى بها مسؤولون بإدارة الرئيس دونالد ترمب في أعقاب الضربات الصاروخية الأخيرة على قاعدة الشعيرات الجوية السورية؛ بأنها تسببت في ارتباك حول طبيعة ونطاق السياسة الأميركية تجاه سوريا، كما أنها خلقت أيضا بيئة متوترة تهيئ لصراعات إقليمية ودولية.
وأشارت المجلة في ذلك إلى تصريحات وزير الخارجية ريكس تيلرسون، وهو في طريقه إلى موسكو، وسفيرة الولايات المتحدة بمجلس الأمن نكي هيلي، والسكرتير الصحفي للبيت الأبيض شون سبايسر.
وطرحت المجلة عدة تساؤلات حول هذا التحول في الموقف المبدئي بشأن سوريا، حيث كان التركيز في الأساس على دحر تنظيم الدولة الإسلامية، ومنها: هل الهدف الآن هو هزيمة النظام السوري كتمهيد لدحر تنظيم الدولة؟ أم أن الهدف هو حصر نظام الأسد في زاوية للضغط من أجل التوصل إلى حل سياسي؟ أم أن الهدف ردع نظام الأسد عن استخدام أسلحة غير تقليدية؟
وأشارت إلى أنه مهما كان الأمر فإن إدارة ترمب وضعت نفسها على مسار زلق مما تترتب عنه عواقب وخيمة، بما في ذلك مواجهة عسكرية مع روسيا و/أو وكلائها، ما لم تسع واشنطن بذكاء للتوصل إلى حل وسط معها بشأن الأزمة السورية.
وألمحت المجلة إلى أن الروس، ومعهم حلفاؤهم في سوريا، خلصوا إلى أن الضربات الأميركية جاءت جزءا من خطة لتقويض النظام السوري، وبالتبعية النفوذ الروسي والإيراني في المنطقة عموما، وسوريا خاصة.
وبالنسبة لروسيا وحلفائها، فقد أطلقت إدارة ترمب -عندما أمرت بالضربات- الرصاصة الافتتاحية في ما يعدونه صراعا إستراتيجيا ووجوديا، وجاءت الضربات في أعقاب سلسلة من الإجراءات التي لم تدع أي شك بالنسبة لروسيا بأن الولايات المتحدة وحلفاءها يمهدون الطريق لتقويض أي نفوذ عززته موسكو في بلاد الشام ومنطقة البحر الأسود وآسيا الوسطى.
ورأت المجلة أنه إذا قررت الولايات المتحدة متابعة ضرباتها كجزء من إستراتيجية لتقويض النظام السوري، أو لمجرد مساعدة السوريين الأبرياء ضد هذا العنف العشوائي من قبل النظام في غرب سوريا، فإنها ستواجه خطر مواجهة روسيا و/أو حلفائها، ناهيك عن مساعدة تنظيم الدولة.