أحداث السبت 23 أيار 2015
«أصدقاء» المعارضة السورية قلقون من انتصاراتها ونكسات النظام
ابراهيم حميدي
انتصارات المعارضة في شمال غربي سورية، لم تكن مقلقة لـ «حلفاء النظام» في طهران وبيروت وموسكو وحسب، بل كانت أيضاً مقلقة لـ «أصدقاء الشعب» السوري في لندن وباريس وواشنطن وبعض العواصم العربية. القلق مردّه «سقوط النظام قبل الأوان». والقلق آت أيضاً من طبيعة المنتصرين. هم ليسوا من مقاتلي «الفصائل المعتدلة»، بل من فصائل إسلامية بعضها مدرج في قوائم الأمم المتحدة كـ «تنظيمات إرهابية».
وانتكاسات النظام، لم تدفع فقط «حلفاءه» الى التحرك دفاعاً عنه وفي المناطق ذات الأولوية والمنفعة الاستراتيجية، بل دفعت أيضاً «أعداءه» الى التحرك لإنقاذه أو ما تبقّى منه، أو على الأقل منع سقوطه في ما تبقى من الجغرافيا السورية.
نعم، التحرك من «أعداء» النظام لمنع انهيار النظام. ربما بعض «الأعداء» قلق من السقوط أكثر من «الأصدقاء»، ذلك، ان القناعة موجودة لدى مسؤولين كبار في دول كبرى، بأن «النظام على وشك السقوط» وأن بداية النهاية انطلقت. وبصرف النظر عن مدى دقة هذا الاعتقاد فهذه القناعة سائدة، ليس بين محللين وصحافيين و «خبراء»، بل، بالفعل، بات مسؤولون وفي بعض الأحيان، قادة دول عظمى، يعتقدون أن «أيام النظام معدودة». هذه المرة، القناعة ليست من باب التمنيات وأدوات الضغط وفي اطار بيانات الضرورة للاستجابة الى العواطف والتحريض لإبقاء دينامية التمرد لدى المعارضة، كما كانت الحال قبل أربع سنوات، بل من جنس القناعة «المبنية» على معلومات استخباراتية في غرف العمليات التي يفترض انها تعرض وتتابع كل بقعة وحارة وشارع وعشيرة وحزب وفصيل وتنظيم في المسرح السوري.
شغلت هذه المخاوف المشتركة محرك الديبلوماسية بين واشنطن وموسكو. ما يفرقهما هو «اليوم التالي» لسقوط النظام، لكن ما يجمعهما هو الخوف المشترك المضاعف: القلق من سقوط النظام والقلق من البديل. القلق في البيت الابيض من التنظيمات الاسلامية المتطرفة والإرهابيين ليس بأقل من القلق في الكرملين من منعكسات زيادة نفوذ الإسلاميين في الشرق الاوسط وامتداده في الدول الاسلامية في روسيا الفيدرالية.
الأمل معقود في أن يكون هذا القلق بمستوى الهلع وعاملاً جامعاً بين «حلفاء» النظام و «أصدقاء» الشعب. تحرُّك وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى منتجع سوتشي الروسي للقاء الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف، للاستثمار في هذا والدفع نحو الحل السياسي والاتفاق على «اليوم التالي». انه التحرك الجدي الاول منذ انهيار مفاوضات «جنيف-٢» في بداية العام الماضي والمحاولة الجادة منذ اندلاع الأزمة بين البلدين بعد الأزمة الأوكرانية.
عنوان التحرك، إجراء محاولة معمقة للبحث عن حل سياسي قبل فوات الأوان، وعدم اضاعة فرصة جديدة قبل خروح الشظايا السورية من اصابع اللاعبين.
وينطلق هذا التحرك أيضاً من معطيات جديدة لم تكن موجودة قبل سنتين:
أولها، نكسات النظام وتراجع المناطق التي يسيطر عليها الى أقل من ثلث الجغرافيا السورية وارتفاع حدة الازمة الاقتصادية في مناطق النظام ومعاناته من نقص الموارد البشرية الراغبة في القتال وبعض التوتر والخوف في البيئة الحاضنة للنظام، اضافة الى بدء طرح أسئلة في شوارع دمشق.
ثانياً، ارتفاع حدة مخاطر «داعش» على جميع الاطراف في سورية والاقليم والعالم وسيطرته على مناطق واسعة في العراق وسورية ومحوه الحدود، اضافة الى تذبذب التوقعات في القدرة على محاربة هذا التنظيم ونجاح الاستراتيجية المعلنة بـ «العراق اولاً» و «داعش اولاً» ثم في سورية «المعقدة» التي لا يريد احد ان يتورط فيها، بحسب ما يمكن فهمه من كلام الرئيس الاميركي باراك اوباما الاخير. لكن الوقت سيحين عندما يأتي الاستحقاق: ماذا عن سورية؟ كيف يحارب التحالف الدولي – العربي «داعش»؟ وللإجابة عن هذا السؤال، هناك قناعة بضرورة وجود أمرين: حل سياسي أو بداية عملية لحل لسياسي، وقوات حليفة للغرب على الأرض. اذ تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) يسيطر على نصف مساحة سورية.
ثالثاً، الصفقة الأولية بين ايران والغرب ازاء الملف النووي، واقتراب عقد صفقة نهائية نهاية الشهر المقبل، بالتزامن مع معاناة ايران من انخفاض اسعار النفط وتأثير ذلك على دعمها للنظام، اضافة الى الاستنزاف المالي والبشري لميليشياتها في سورية. هنا، لا بد ايضاً من الأخذ في الاعتبار ان قرب التوصل الى الصفقة النهائية للنووي، يعني الاستعداد لإمكان البدء بالبحث في الملفات الاقليمية التي لم تبحث رسمياً، وسورية على رأسها. ألم يقل الرئيس الايراني حسن روحاني ان الاتفاق الاولي «خطوة» وان توقيع اتفاق نهائي يمكن ان يفتح المجال لبحث ملفات اقليمية.
رابعاً، «عاصفة الحزم» في اليمن بشرعيتين اقليمية – اسلامية وبقرار من مجلس الامن الدولي، التي اظهرت حدود الدور الايراني في المنطقة وضرورة وقف تمدده وأهمية العقدة السورية في هذا الأمر، خصوصاً مع الحديث عن انهيار نظام إقليمي انتهت صلاحيته والبحث عن نظام اقليمي جديد.
خامساً، توتر ضمني بين موسكو والنظام السوري. نعم هناك توتر غير معلن. ليس فقط بسبب قناعة الحكومة الروسية ان النظام لم يتعاط بإيجابية مع جلستي «منتدى موسكو» وحسب، بل لأن رسالة الرئيس فلاديمير بوتين الى دمشق عبر نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف تضمّنت مقترحات بـ «إجراءات بناء الثقة» مثل إطلاق معتقلين وإدخال مساعدات إنسانية والبدء بحوار سياسي لتشكيل حكومة وحدة وطنية. هنا، نقل عن مسؤول سوري رفيع انه سأل بوغدانوف في دمشق عن «استراتيجية روسيا وتكتيكها» إزاء الازمة السورية، فكان الجواب الروسي بأن «الأزمة هي سورية، وأن الاستراتيجية والتكتيك يجب ان يكونا لدى القيادة السورية». ونصح بعدم الرهان على الدعم المالي الروسي والإيراني لـ «إعادة إعمار» سورية بعد الخراب خصوصاً ان التقديرات الروسية بأن كلفة اعادة الاعمار ستتجاوز ٣٥٠ بليون دولار أميركي، اي بزيادة قدرها مئة بليون عن تقديرات الأمم المتحدة.
سادساً، البدء جدياً بالتخوف من إمكان حصول تطور مفاجئ يغيّر كل «قواعد اللعبة». ماذا لو دخل «داعش» الى دمشق؟ ماذا لو انهارت قطعة عسكرية كبيرة؟ ماذا لو حصل انقلاب؟ ماذا لو استولى الارهابيون على اسلحة غير تقليدية؟ ماذا لو غاب مسؤولون محوريون من المشهد السوري لأي سبب كان؟
هذه العناصر، قد تدفع الى الاعتقاد بتوافر شروط الحل، لكن واقع الحال انها توفر فقط اجراء محاولة جدية للبحث عن حل في المستنقع السوري. لكن هناك عوامل اخرى تجعل منه امراً ليس سهلاً ان لم يكن متعذراً حالياً وفي المستقبل القريب، ما لم تحصل مفاجأة أو يتم وضع الملف السوري على الطاولة الدولية – الاقليمية الحارة بتداخل مع ملفات اقليمية اخرى.
بات واضحاً في الاشهر الاخيرة وربما سيتعزز هذا الانطباع مع مرور الايام، تراجع قدرة واشنطن على التأثير في الاحداث في الشرق الاوسط او تراجع الدور القيادي لادارة اوباما. كان واضحاً هذا في العراق وفي اليمن وايضاً في قمة كامب ديفيد، ولن يختلف الامر كثيراً في سورية. هناك تراجع للنفوذ الاميركي وشراهة في الدور الاقليمي في سورية. وسيزيد هذا مع بدء العد التنازلي لادارة اوباما في الخريف المقبل. تزيد القناعة المقلقة يوماً بعد يوم، بأن ادارة اوباما تتعامل مع ايران «العدوّة» على انها «حليفة» في حل ملفات المنطقة، وتتعامل مع «اصدقائها» في الشرق الأوسط على انهم ليسوا «حلفاء»… ما يشجع بعض اللاعبين الاقليميين على الإفلات من وطأة «الصداقة» ولتخفيف كلفتها الاستراتيجية في شرق أوسط متغير.
ايضاً، لا يزال الخلاف الجوهري بين اللاعبين في المسرح السوري، هو على النظام السوري الجديد او سورية الجديدة وتموضعها الاقليمي. وتقنياً، الخلاف قائم والفجوة عميقة ازاء تفسير «بيان جنيف» خصوصاً ما يتعلق بالحكومة الانتقالية ذات الصلاحيات التنفيذية الكاملة. وهنا، لا بد من الاشارة الى ان الاحداث اثبتت ان النظام السوري يأخذ كل شيء من الكرملين، عدا النصيحة. انها علاقة تبادلية ومتبادلة واعتماد باتجاهين.
والمسؤولون السوريون، يفاوضون حلفاءهم في موسكو ويثبتون أهمية استمراريتهم، كما يفاوضون اعداءهم في واشنطن ويلوحون بمخاطر الغياب والفراغ… والبديل المتمثل في «داعش» واخواته. أي ان بقاء مؤسسات النظام ضرورة للمصلحة الاستراتيجية الروسية وانهيارها كابوس استراتيجي لادارة اوباما من ان تتهم بأن عدم تدخلها في سورية قاد الى النتيجة التي وصل اليها تدخل الرئيس جورج بوش في العراق: انهيار المؤسسات. من هنا، تبرر موسكو استمرار تسليح «مؤسسة الجيش».
اما بالنسبة الى «داعش»، فان بعض الدول يرى فيه عدواً لا بد من استئصاله، لكن دولاً أخرى ترى في هذا التنظيم منصة لتحقيق المصالح الاستراتيجية ووضع الارضية لتغيرات كبرى في الخريطة السياسية لكل دولة وإمكان اعادة رسم الحدود. كما ان دولاً اخرى قد ترى فيه بلدوزراً لتمهيد طريق اعادة الحدود الخارجية للدول والحدود الداخلية للانظمة. علاقة المركز بالاطراف وعلاقة الدول بالجوار. وتكفي الإشارة الى سلاسة سيطرة «داعش» على تدمر التي تربط سورية والعراق وذات البعد الرمزي.
إدارة أوباما قررت البحث عن منصة لجمع هذه العناصر في خلطة تحتاج الى الكثير من الديبلوماسية والتركيز والوقت والصبر. ان تستثمر في القلق المشترك. والبحث عن تقاطعات الأجندات الدولية والإقليمية. كلّف أوباما مساعديه باختيار فكرة تأسيس «مجموعة اتصال» تضم الدولتين الكبريين (أميركا وروسيا) والدول الإقليمية الفاعلة في الملف السوري. والأمل، في ان تكون هذه المحاولة جدية قبل فوات الأوان. الأمل، في ان تضع عناصر القلق المشتركة للاعبين الدوليين والإقليميين سورية على سكة الحل الطويل وقبول انصاف الحلول… الا نكون نشهد بداية الطلاق بين الاجندتين الدولية والاقليمية في أرض الشام.
سقوط مستشفى جسر الشغور في أيدي «جبهة النصرة» وحلفائها
بيروت – أ ف ب
سيطرت “جبهة النصرة” وحلفاؤها في شكل كامل اليوم (الجمعة) على مستشفى جسر الشغور في مدينة إدلب في شمال غربي سورية، حيث كان يتحصن أكثر من 150 جندياً ومسلحاً موالياً للنظام مع مدنيين من أفراد عائلاتهم.
وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان” رامي عبدالرحمن، “سيطرت جبهة النصرة وفصائل إسلامية على المستشفى الوطني عند الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة جسر الشغور في شكل كامل بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لهم الذين كانوا في الداخل”.
وأضاف أن “العشرات من المحاصرين تمكنوا من الفرار، بينما قتل عدد من عناصر قوات النظام داخل المستشفى وخارجه، وتم أسر غيرهم، ولم يعرف مصير الآخرين”.
إلا أن الإعلام الرسمي السوري تحدث عن نجاح في “فك الطوق” عن المستشفى.
ونقل التلفزيون السوري عن مصدر عسكري قوله إنه “بعد أن سطروا أروع ملاحم البطولات والصمود… أبطال مستشفى جسر الشغور خارج المستشفى”.
وسقطت مدينة جسر الشغور القريبة من الحدود التركية في أيدي مقاتلي المعارضة وعلى رأسهم “جبهة النصرة” في الـ 25 من نيسان (أبريل) الماضي. وتحصن حوالى 150 جندياً في مستشفى المدينة. وكان يتواجد في المستشفى كذلك عشرات المدنيين من عوائل الجنود والمسلحين.
ووعد بشار الأسد في السادس من أيار (مايو) الجاري بأن “الجيش سوف يصل قريباً إلى أولئك الأبطال المحاصرين في مستشفى جسر الشغور من أجل متابعة المعركة ودحر الإرهاب”.
وذكر عبد الرحمن أن قوات النظام نفذت غارات جوية مكثفة على محيط المستشفى منذ صباح اليوم بلغ عددها 60 غارة، وترافق مع سقوط أكثر من 250 قذيفة مدفعية في المنطقة، مشيراً إلى أن “الهدف من حملة القصف المكثفة كانت تأمين تغطية للمنسحبين”.
وباتت محافظة إدلب بغالبيتها في أيدي “جبهة النصرة” وحلفائها بعد سلسلة خسائر تكبدها النظام فيها.
لبنان والبحر آخر حدود النظام السوري مع العالم
لندن، بيروت، دمشق – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
خسر النظام السوري السيطرة على كامل الحدود السورية مع العالم الخارجي باستثناء الحدود مع لبنان والموانىء على البحر المتوسط، وكان معبر التنف الذي يصل سورية بالعراق عند حدوده الشرقية آخر المعابر التي فقد النظام سيطرته عيلها ليل اول من امس (الخميس). في هذا الوقت شنت القوات النظامية حوالى 300 غارة على مستشفى جسر الشغور في شمال غربي البلاد بعد سيطرة مقاتلي المعارضة عليه عقب اسبوعين من تعهد الرئيس بشار الاسد باستعادة المستشفى وتحرير حوالى 150 مسؤولاً كانوا محاصرين فيه. (للمزيد).
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال إن عناصر «داعش» سيطروا على معبر الوليد الحدودي المعروف بـ «معبر التنف» على حدود العراق في البادية السورية، عقب انسحاب قوات النظام منه، ما يعني أن النظام خسر آخر معابره مع العراق، حيث يسيطر «داعش» على معبر البوكمال في ريف دير الزور الذي يصل مدينتي البوكمال السورية والقائم العراقية، فيما تسيطر «وحدات حماية الشعب» الكردي على معبر اليعربية (تل كوجر) في الحسكة الذي يربط بلدة اليعربية السورية بربيعة العراقية.
وبين المعابر الحدودية الرسمية الرئيسية الـ 19 بين سورية والدول المجاورة اي لبنان والاردن والعراق وتركيا، لا يسيطر النظام سوى على سبعة منها بينها خمسة مع لبنان واثنان مع تركيا، غير ان هذين المعبرين مقفلان من الجهة التركية، اضافة الى موانئ على البحر المتوسط غرب البلاد. وفيما يتحكم المقاتلون الاكراد بأربعة معابر اخرى، يسيطر «داعش» على اربعة، وكذلك الحال بالنسبة الى الفصائل الاسلامية المتحالفة معه.
وكان «داعش» سيطر اول من امس على كامل مدينة تدمر ومواقع عسكرية واقتصادية في وسط البلاد، واعلنت عائلة الشاب يونس عبد القادر مدني من مدينة الطيبة قرب تل ابيب امس ان ابنها الذي حارب ضد النظام السوري قتل في معارك مدينة تدمر.
في شمال غربي سورية، قال «المرصد» ان القوات النظامية شنت 310 غارات على محيط مدينة جسر الشغور ومنطقة المستشفى الوطني على الاطراف الجنوبية الغربية للمدينة. واوضح مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن ان فصائل المعارضة سيطرت بشكل كامل على المستشفى الوطني بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لهم الذين كانوا محاصرين في الداخل منذ حوالى الشهر. وأضاف أن عشرات من المحاصرين تمكّنوا من الفرار، بينما قتل عدد من عناصر قوات النظام داخل المستشفى وخارجه، وتمّ أسر غيرهم، ولم يعرف مصير الآخرين. وبث معارضون شريط فيديو يظهر فيه اطلاق النار على الجنود والضباط خلال فرارهم، اضافة الى صورة لبعض الاسرى.
وسقطت مدينة جسر الشغور القريبة من الحدود التركية في أيدي مقاتلي المعارضة في 25 نيسان (أبريل) الماضي. وتحصّن حوالى 150 جندياً في مسشفى المدينة، ووعد الأسد في السادس من هذا الشهر بأن «الجيش (النظامي) سيصل قريباً إلى أولئك الأبطال المحاصرين في مستشفى جسر الشغور من أجل متابعة المعركة ودحر الإرهاب».
22% من الأرض في يد النظام وهولاند يدعو إلى تحريك جنيف
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)
عزز تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) قبضته على مساحة واسعة من الاراضي الممتدة على جانبي الحدود العراقية والسورية بعد سيطرته على نقطة التنف في البادية، آخر معبر حدودي بين البلدين، غداة الاستيلاء على مدينة تدمر التاريخية الاثرية في وسط سوريا.
وبعد نحو شهر من سيطرتهم على مدينة جسر الشغور في محافظة ادلب، سيطر مقاتلو “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” وكتائب اسلامية على المشفى الوطني حيث كان يتحصن 150 جنديا ومسلحا مواليا للنظام.
وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له ان “سيطرة داعش على نصف مساحة سوريا تعني ان النظام لا يمسك إلا بـ22 في المئة من المساحة المتبقية”، فيما تخضع المناطق الاخرى لسيطرة فصائل المعارضة أو “جبهة النصرة” والكتائب الاسلامية المتحالفة معها.
وأعلنت الجمعية الكاثوليكية الفرنسية لمساعدة مسيحيي الشرق ان ثلاثة مسلحين مقنعين خطفوا الخميس الاب جاك مراد، وهو رئيس دير في بلدة القريتين قرب تدمر، واحد معاونيه. وقالت انه خطف “فيما كان ينظم الاستعدادات لاستقبال نازحين من تدمر”.
تحريك الديبلوماسية
ويبدو ان التطورات الامنية المتسارعة حركت مجدداً المبادرات الديبلوماسية. فدعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على هامش قمة للاتحاد الاوروبي في لاتفيا “الى الاعداد لقمة جديدة في جنيف” من أجل محاولة ايجاد حل للنزاع السوري.
وأعربت وزارة الخارجية الروسية قلقها البالغ مما حققه “داعش” من مكاسب عسكرية في العراق وسوريا، معتبرة إقدام التنظيم على تدمير مدينة تدمر الأثرية السورية عملاً إجرامياً لا يغتفر.
ونقلت قناة “روسيا اليوم” عن الناطق باسم الوزارة ألكسندر لوكاشيفيتش أن عمليات قوات الائتلاف الدولي المناهض لـ”داعش” في العراق وسوريا الذي تقوده الولايات المتحدة، لم تؤثر حتى الآن على قدرات التنظيم على الأرض.
جنيف
وفي جنيف، صرّحت جيسي شاهين الناطقة باسم المبعوث الأممي للأزمة السورية ستيفان دو ميستورا، بأن الأخير واصل مشاوراته، فالتقى الداعية الإسلامي محمد حبش للبحث في طرق وأساليب التوصل إلى حل سلمي للنزاع على أساس وجهات النظر والتقاليد الدينية. وقالت في بيان رسمي إن دو ميستورا التقى أيضا، هند كباوات وأسماء كفتارو من منظّمة “تستقيل” التابعة للمجتمع المدني، وناقشوا معاناة الشعب السوري غير المقبولة، والحاجة الملحة الى إنهاء العنف والتوصل إلى حل سياسي.
كما استقبل دو مستورا وفداً من المجلس الوطني الكردي الذي شاطره وجهات النظر في سبل إنهاء الصراع القائم، مع وجوب احترام التنوع السوري والحفاظ على سيادة الأراضي السوريّة ووحدتها.
وناقش المبعوث الأممي مع ممثلة لبنان الدائمة لدى المقر الاوروبي للأمم المتحدة نجلاء رياشي عساكر سبل دعم سوريا في إطلاق العملية السياسية، فضلاً عن الحاجة الملحة الى التخفيف من المعاناة الإنسانية، وتأثيرها على الدول المجاورة.
وأفاد دو ميستورا – في بيانه بعد نهاية اللقاءات – أنه لا أجوبة بسيطة لهذا الصراع الذي لا يرحم في سوريا، وأن أفضل حل إنساني لإنهاء هذه المعاناة هو التوصل إلى حل سياسي لإنهاء الحرب، وأن غياب اتفاق سياسي سيساهم في إنماء التأثير الإقليمي لهذه الكارثة الإنسانية.
النظام يخسر آخر معابره مع العراق بسيطرة “داعش” على الوليد مشفى جسر الشغور في قبضة “النصرة” وحلفائها وفرار المحاصرين
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)
عزز تنظيم “الدولة الاسلامية” قبضته على مساحة واسعة من الاراضي الممتدة على جانبي الحدود العراقية والسورية بعد سيطرته على آخر معبر حدودي بين البلدين غداة الاستيلاء على مدينة تدمر التاريخية الاثرية في وسط سوريا، فيما سيطرت “جبهة النصرة” وحلفاؤها تماماً على مشفى جسر الشغور في مدينة ادلب بشمال غرب سوريا.
خسرت قوات النظام آخر المعابر مع العراق بعد سيطرة تنظيم “الدولة الاسلامية” مساء الخميس على معبر الوليد الحدودي المعروف بمعبر التنف في البادية السورية.
وأوضح “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان هذه السيطرة تمت “عقب انسحاب قوات النظام منه”.
وبذلك، باتت كل المعابر الحدودية مع العراق خارج سلطة النظام، اذ يخضع معبر البوكمال في ريف دير الزور بشرق سوريا والذي يربط مدينتي البوكمال السورية والقائم العراقية لسيطرة التنظيم ايضا، فيما يخضع معبر اليعربية في تل كوجر بمحافظة الحسكة في شمال شرق البلاد والذي يربط بلدتي اليعربية السورية وربيعة العراقية لسيطرة “وحدات حماية الشعب” الكردية.
وكان النظام خسر مطلع نيسان معبر نصيب الحدودي مع الاردن في محافظة درعا الجنوبية بعد سيطرة مقاتلي “جبهة النصرة” وكتائب اسلامية على المنطقة.
وفتحت سيطرة التنظيم الجهادي الخميس على مدينة تدمر الاثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي والواقعة في محافظة حمص بوسط البلاد، الطريق نحو البادية وصولا الى الحدود العراقية حيث معبر تنف. وقد تمكن من الاستيلاء على عدد من النقاط والمواقع العسكرية في المنطقة.
وقال المرصد في بريد الكتروني إن “تنظيم الدولة الإسلامية سيطر على محطة “ت 3″ الواقعة في ريف تدمر، عقب انسحاب قوات النظام والمسلحين الموالين لها منها”.
ويستخدم فوج من حرس الحدود هذه المحطة المخصصة أساساً لضخ النفط على خط كركوك – بانياس كمقر عسكري.
وتشهد منطقة تدمر اشتباكات بين قوات النظام والجهاديين منذ 13 أيار. وسيطر تنظيم “الدولة الاسلامية” قبل وصوله الى تدمر على بلدة السخنة وعلى حقلي الهيل والأرك للغاز وقرية العامرية.
وأكد المرصد سيطرة التنظيم أيضاً على حقل جزل للغاز قرب حقل شاعر في ريف حمص الشرقي، وذلك بعد اشتباكات استمرت ثلاثة ايام وتسببت بمقتل 48 رجلاً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
ويشكل حقل جزل امتداداً لحقل شاعر الذي لا يزال خاضعاً لسيطرة قوات النظام، استناداً إلى المرصد.
وبات التنظيم يسيطر على الغالبية الساحقة من حقول النفط والغاز في سوريا، فيما تسيطر “وحدات حماية الشعب” الكردية على حقول رميلان في ريف الحسكة.
كذلك يسيطر على أكثر من 95 ألف كيلومتر مربع من المساحة الجغرافية لسوريا، اي ما يوازي نصف مساحة البلاد، وان تكن هذه المساحة لا تضم الغالبية السكانية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن “سيطرة التنظيم على نصف مساحة سوريا تعني ان النظام لا يمسك الا بـ22 في المئة فقط من المساحة المتبقية”، فيما تخضع المناطق الاخرى لسيطرة فصائل المعارضة او “جبهة النصرة” والكتائب الاسلامية المتحالفة معها، موضحاً أنه “بالنسبة الى التنظيم، حتى لو استولى على مناطق قليلة الكثافة السكانية، لكن ذلك يعني انه بات يسيطر اليوم على مساحة جغرافية مهمة تمكنه من تهديد عمق سوريا كحمص ودمشق” اللتين تعدان من ابرز معاقل النظام.
وفي رأي مدير مركز “آي اتش اس جاينز” للبحوث حول الارهاب وحركات التمرد ماثيو هنمان أنه يمكن تنظيم “الدولة الاسلامية” ان يستخدم مدينة تدمر “لشن هجمات على حمص ودمشق”.
مشفى جسر الشغور
في شمال غرب سوريا، سيطرت “جبهة النصرة” وفصائل إسلامية تماماً على المشفى الوطني عند الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة جسر الشغور، بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها الذين كانوا محاصرين في الداخل منذ سقوط المدينة قبل شهر.
وأفاد عبد الرحمن ان “العشرات من المحاصرين تمكنوا من الفرار، بينما قتل عدد من عناصر قوات النظام داخل المشفى وخارجه، وأسر غيرهم، ولم يعرف مصير الآخرين”.
ونقل التلفزيون السوري من جهته عن مصدر عسكري قوله إن جنوده تمكنوا من “فك الطوق” عن المشفى، “بعدما سطروا أروع ملاحم البطولات والصمود”، مشيراً الى ان “ابطال مشفى جسر الشغور” تمكنوا من “الوصول بامان الى اماكن تمركز قواتنا”.
وأورد حساب رسمي لـ”جبهة النصرة” في موقع “تويتر” صورة للمشفى، وقد بدا مدمرا ومهجورا، بينما مسلحون يدخلونه. وجاء في التعليق: “فرار جنود الجيش النصيري من مشفى جسر الشغور، والمجاهدون الآن يطاردونهم وينصبون لهم الكمائن”.
وفي روما، كشفت الجمعية الكاثوليكية الفرنسية لمساعدة مسيحيي الشرق “لوفر دوريان” ان مسلحين خطفوا الأب جاك مراد، وهو رئيس دير في بلدة القريتين في حمص، وأحد معاونيه. وقالت إن “الكاهن خطفه ثلاثة أشخاص مقنعين بعيد الظهر من ديره مار اليان في القريتين، فيما كان ينظم الاستعدادات لاستقبال وفود نازحين من تدمر”.
وخطف كذلك راهب آخر يتحدر من حلب هو بطرس حنا وكان يرافقه لمساعدته، فيما تقترب قوات تنظيم “الدولة الاسلامية” من المنطقة.
وأكد المرصد السوري خطف مسلحين رجلين احدهما على الاقل راهب قرب القريتين في محافظة حمص.
“لا بديل من الاسد”
وفي موسكو، صرح مبعوث الرئيس الروسي لشؤون الشرق الاوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف أن الولايات المتحدة أدركت أن لا بديل من الرئيس السوري بشار الأسد وحكومته.
ونقلت عنه وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء: “أدرك زملاؤنا الأميركيون أن لا بديل الآن من بشار الأسد وحكومته السورية”، و”إذا حصل معهم شيء ما، فإن السلطة والأراضي السورية كاملة سيأخذها المتطرفون والإرهابيون من داعش، وستكون صومال ثانية وليبيا ثانية”، محذرا من “سيناريو خطير للغاية”. وقال إن الحكومة السورية غير مهتمة بالمشاركة في المشاورات السورية – السورية في أستانا عاصمة قازاقستان، و”الانطباع أن المشاورات في قازاقستان ستقتصر على لقاء مجموعة صغيرة نسبياً من المعارضة السورية ستأتي غالباً من أوروبا”.
اوباما مصرّ على استراتيجيته رغم تقدم “داعش“
فشلت استراتيجية الرئيس الاميركي باراك اوباما في منع سيطرة تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام”-“داعش” على مدينة الرمادي، ورغم ذلك يبدو متردّداً في تغيير مسار سياسته وإن كان “الجهاديون” يتقدّمون في أرض المعركة.
ويرى خبراء أن سقوط مدينة الرمادي بيد “داعش” فضح الحدود التي ترسم سياسة اوباما، ما كشف الانقسامات الطائفية داخل المجتمع العراقي التي يستغلها التنظيم المتطرف، على إصرار الرئيس الاميركي على تفادي احتلال عسكري آخر.
وبعد سقوط الرمادي بيد “داعش”، حاول اوباما الدفاع عن مقاربته مصراً على أن كل ما حصل ليس سوى “تراجعاً تكتيكياً”.
وفي مقابلة مع مجلة “ذي اتلانتيك”، قال اوباما: “لا أعتقد أننا نخسر”.
وبالنسبة للرئيس الأميركي فان السؤال لا يدور حول إمكانية إرسال قوات أميركية برية بل “كيف نجد حلفاء فاعلين” قادرين على هزم المتطرّفين في سوريا والعراق.
ولكن حتى داخل ادارته، ينظر إلى ما حصل في الرمادي على أنه يُضرّ القوات العراقية من جهة والتحالف العسكري الجوي الذي تقوده الولايات المتحدة منذ نهاية العام الماضي.
والأمر لا يقتصر على العراق. فبعد أيام على سقوط الرمادي، سيطر مقاتلو “داعش” على مدينة تدمر التاريخية في سوريا فضلاً عن معبر الوليد الاستراتيجي على الحدود العراقية والمعروف بمعبر التنف الاستراتيجي.
ويناقض هذا التقدّم الميداني ما تتحدّث عنه وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) منذ أسابيع حول أن تنظيم “الدولة الاسلامية أصبح في موقع دفاعي”.
ويبدو أن ذلك أجبر واشنطن على مراجعة سياستها.
وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى للصحافيين إنه مع استمرار تقدّم “داعش” على الرغم من أكثر من أربعة آلاف غارة جوية للتحالف العسكري خلال تسعة أشهر في سوريا والعراق، فان الإدارة الأميركية تُعيد النظر في استراتيجيتها.
وغداة السيطرة على الرمادي، أعلن مسؤولون أميركيون أن ألفي صاروخ مضادّ للمدرّعات من طراز “أي تي 4” في طريقها إلى العراق لمساعدة قواته على مواجهة السيارات المفخّخة.
وتأتي تلك الخطوة في إطار جهود لتعزيز تسليح القوات العراقية والعشائر السنية.
ورغم خطوات بهذا الشكل لدعم القتال ضد “داعش” لا يزال يُنظر إلى استراتيجية اوباما، داخل الولايات المتحدة وخارجها على أنها حذرة جداً.
ويواجه اوباما دعوات متصاعدة لإجراء تعديلات جذرية على الحملة العسكرية التي تعتمد أساساً على غارات أميركية لدعم القوات المحلية المجهّزة أميركياً أيضاً.
وحثّ بعض المشرّعين على زيادة كبيرة في عديد القوات الأميركية، على الأقل آلاف او أكثر، في حين دعا مسؤولون سابقون رفيعو المستوى إلى استراتيجية ديبلوماسية أكثر جرأة.
وعلى سبيل المثال، دعا السيناتور الجمهوري جون ماكين وغيره من الأصوات على يمين اوباما إلى نشر عدد أكبر من القوات الخاصّة أكثر وشنّ غارات شبيهة بعملية الأسبوع الماضي التي قتلت فيها قوات أميركية أحد قياديي تنظيم “داعش” في شرق سوريا.
وبحسب ماكين، فانه من الممكن نشر نخبة من القوات الخاصة في كافة أنحاء ساحات المعركة للمساعدة على تحديد أهداف الغارات الجوية ودعم القوات العراقية وملاحقة قادة الجهاديين.
وقال ماكين: “ما نحتاج إليه بشدّة هو استراتيجية شاملة، والتطبيق الصارم لزيادة محدودة للقوة العسكرية الأميركية فضلاً عن جهود مشتركة مع الحكومة العراقية لتجنيد وتدريب وتجهيز القوات”.
وتحثّ الانتقادات واشنطن على اتباع استراتيجية ديبلوماسية أكثر صرامة لمنع “الجهاديين” من استغلال الانقسامات داخل التحالف العسكري.
ويقول خبراء إنه لا يُمكن للولايات المتحدة بعد اليوم تجاهل الحرب الأهلية في سوريا بل عليها أن تتّخذ خطوات جريئة بدعم المقاتلين “المعتدلين”، ما من شأنه اقناع الحكومات بالتدخّل أكثر في المعركة ضد تنظيم “داعش”.
وفي هذا الصدد، قال الديبلوماسي السابق ريتشارد هاس إن “الفكرة الأساسية تكمن في أن تلك الاستراتيجية لا تعمل ولا يُمكنها أن تعمل”.
وبحسب مدير معهد “مجلس العلاقات الدولية” هاس، فان التعامل مع العراق كدولة واحدة أمر “غير واقعي على اعتبار أنه مقسّم بين سنة وشيعة وأكراد”. وبالنتيجة، وفق قوله، فانه على واشنطن فتح قناة عسكرية مباشرة مع القوى المحلية من دون المرور بالحكومة المركزية غير الفعالة في بغداد.
وقال هاس لمحطة “بلومبرغ” إن الوقت حان للاعتراف بانه لا يمكن توحيد العراق بعد الآن، “العراق القديم المتنوّع طائفياً قد انتهى”.
اما انطوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية فاعتبر أنه حان الوقت لتسمح واشنطن لمستشاريها في العراق الذين لا يزالون بعيدين عن الجبهة، بالاقتراب من القوات المقاتلة.
ويجدر على هؤلاء المستشارين المساعدة في التمييز بين القادة العراقيين الجيدين والآخرين السيئين، فضلاً عن تسهيل نقل المعلومات الاستخبارية والمساعدة على كسر الحواجز الطائفية التي تُضعف القيادة العسكرية العراقية.
وبحسب قوله، فان “هذا قد يعني أن ولاية ادارة اوباما ستنتهي والحرب ستبقى مستمرة. ولكن حان الوقت أن يفهم الطاقم الرئاسي ان خسارة الحروب عبر الإهمال والجمود لا يُعتبر سجلاً تاريخياً جيداً”.
( ا ف ب)
وقفات تندد بإعدام الرئيس مرسي في داريا في ريف دمشق ومحاصرو حمص يعلنون تضامنهم برسوماتهم
يمنى الدمشقي
ريف دمشق ـ «القدس العربي» «الثورة لا تعدم» عبارة كتبت على أحد جدران حمص المدمرة، ورسمت بجانبها إشارة رابعة بعد حملة قام بها الناشطون هناك عن طريق نشر رسومات الغرافيتي على حيطان المدينة المدمرة، واشارت هذه العبارة إلى تضامن الناس هناك مع ثورة مصر، ورفضهم لأحكام الإعدام الجائرة التي تمت بحق الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي، وأشاروا بهذه العبارة إلى أن الثورة المصرية لا تموت بإعدام أحد رموزها ظلماً بل هي مستمرة رغم كل ما يتعرضون له من خذلان.
كما خرجت مظاهرة في مدينة داريا في الغوطة الغربية بريف دمشق تندد بإعدام الرئيس محمد مرسي، وحملت لافتات متنوعة ضد القرارات الصادرة بحق الرئيس مرسي، كما رفعت لافتات تؤيد الثورة الإيرانية في مهاباد والتي تتصاعد يوماً بعد يوم وتنتشر في كبريات المدن الإيرانية، وشارك المتظاهرون أيضاً بالتعبير عن فرحهم بتحرير بلدة المسطومة والتقدم باتجاه أريحا وتحرير معظم الحواجز المحيطة بها. ويشير أبو مالك الشامي أحد الناشطين في المدينة الى أنها ليست المرة الأولى التي يتفاعل فيها الأهالي مع أحداث سياسية وعالمية تجري على الساحة، فقد شاركوا من قبل بمظاهرة منددة بالإساءة إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بعد العملية التي استهدفت صحيفة شارلي إيبدو.
ومن بين اللافتات التي رفعت في داريا «القضاة ثلاثة، اثنان في مصر، وواحد في الجنة» بالإضافة إلى «يوم العدل على الظالم أشد من يوم الظلم على المظلوم فويل لقاضي الأرض من قاضي السماء» ورفع مع هذه العبارات العلم المصري، وأعلن الثوار في داريا أنهم مع ثورة الشعب المصري وضد الظلم الذي يتعرض له المصريون هناك.
تقول إيمان نبيل وهي صحافية مصرية لـ «القدس العربي» إنها لطالما شعرت بعظمة الثورة السورية وأولئك الأبطال الذين استطاعوا أن ينصروا كل تلك القضايا رغم الجراح التي أثخنتهم، وأن يتضامنوا مع الجرح النازف في مصر، وكيف استطاعوا أن يتابعوا الحراك في مصر خطوة بخطوة رغم انشغالهم بتضميد جراحهم في سوريا، وتضيف أن الثورة المصرية كانت ملهمة للثورات اللاحقة فلا شك أن تكون الثورة السورية ملهمة للكفاح والصمود، وهي حتماً ستنتصر بنصرها لقضايا أمتها.
لطالما ردد السوريون في مظاهراتهم عبارات تندد بالخذلان الذي تعرضوا له من دول عربية أو أجنبية، إلا أنهم حتى اللحظة وفي ظل هذه الحرب الممتدة تمكنوا أن يسايروا الأحداث العالمية ويتفاعلوا معها، منطلقين من مبادئ الثورة السورية التي تدعو إلى الحرية والكرامة والعدل، بعد أن أيقنوا أن ثمة شيئا يوحدهم هو الوجع العربي، فمن مظاهرات مصر إلى التنديد بمجزرة رابعة قبل عام إلى مظاهرة مؤيدة للثورة العراقية التي انطلقت قبل عامين في الأنبار والتي اعتبرها البعض امتداداً للثورة السورية وصدى لها، ثم شاركوا الشعب اليمني فرحته بسقوط علي عبد الله صالح ونفيه من اليمن، بعد تهنئتهم لليبيين بسقوط القذافي ومقتله على يد الثوار، حتى تفاعلوا مع الانتخابات التي جرت في تركيا وتونس، ونددوا بمقتل عائلة ضياء بركات وزوجته وشقيتها في أمريكا على يد متطرف أمريكي، وصولاً إلى شارلي إيبدو والتنديد بالرسومات المسيئة، وحتى اللحظة يجد السوريون أن ما يفعلونه منطلق من مبدأ واجب في التعبير عن القضايا التي تخص أمتهم مبصرين النصر في التضامن مع هذه القضايا».
نصرالله: نخوض معركة وجودية.. وقد نعلن التعبئة العامة لكل الناس
بيروت – الأناضول – قال حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، إن “المقاومة تخوض معركة وجودية بكل معنى الكلمة”، لافتا إلى أنه في المرحلة المقبلة “قد يقاتل في كل الأماكن” بخلاف سوريا، “وقد يعلن التعبئة العامة على كل الناس″.
ومخاطبا حشدا من الكوادر المقاتلة التابعة للحزب، وبينهم عشرات الجرحى، بمناسبة “يوم الجريح المقاوم”، مساء الجمعة، أوضح نصر الله أنه “منذ العام 2011 تم تشخيص المصلحة، وكان القرار بالمواجهة مع التكفيريين”، حسب ما نقلت عنه، السبت، صحيفتا “الاخبار” و”السفير” اللبنانيتين المقربتين من الحزب.
وأضاف متحدثا عبر دائرة تليفزيونية مغلقة: “لو لم نقاتل في (المدن السورية) حلب (شمال) وحمص (وسط) ودمشق (جنوب)، لكنا سنقاتل في بعلبك والهرمل والغازية وصيدا وصور والنبطية وغيرها من القرى والبلدات والمدن اللبنانية”.
ومضى قائلا: “نقول لهؤلاء المتوهمين إما ان نقاتل أو نذبح، ونحن سنقاتل شاء من شاء وأبى من أبى، ووضعنا اليوم أفضل بكثير من السابق”.
واعتبر نصر الله أن هذه الحرب “لو استشهد فيها نصفنا وبقي النصف الآخر ليعيش بكرامة وعزة وشرف سيكون هذا الخيار هو الأفضل”.
وقال مؤكدا: “سنقاتل في كل مكان، بلا وجل ولا مستحى من أحد، سنقاتل بعيون مفتوحة، ومن لا يعجبه خيارنا فليفعل ما يراه مناسباً له”، مضيفاً: “لا نهتم لتوهين الإنجازات التي تحققها معاركنا ويقوم البعض بإنكارها. ولو سقطت كل المدن، فلن يحبط هذا الأمر عزيمتنا، ويجب أن تكون معنوياتنا مرتفعة وحالتنا النفسية قوية”.
وتابع: “الآن وقت التعبئة والكل يستطيع أن يشارك، ولو بلسانه وكل من له مصداقية عند الناس عليه أن يساهم بهذه التعبئة، يجب على العلماء التكلم، ومن له ولد شهيد عليه أن يتكلم، حتى أنتم أيها الإخوة الجرحى لسانكم جيد فتكلموا، وأنت أيها الأسير تكلم أيضا”.
وكشف أنه في المرحلة المقبلة قد “نعلن التعبئة العامة على كل الناس″، مضيفا: “في السابق قلت: سنكون في سوريا حيث يجب أن نكون، ولن نسمح لهذا المشروع أن يتمدد، ومع الأسف جوبهنا بالتخوين والتشكيك والتحريض. اليوم أقول: إننا قد نقاتل في كل الأماكن، لن نسكت لأحد بعد الآن، ونحن نمتلك أوراق قوة لم نستخدمها في المواجهة بعد”.
وهاجم نصرالله من أسماهم “شيعة السفارة الأمريكية”، ووصفهم بأنهم “خونة وعملاء وأغبياء”.
وقال: “لن يستطيع أحد تغيير قناعاتنا، ولن نسكت بعد اليوم ولن نداري أحدا، هي معركة وجود بل معركة عرض ودين، ولا دين لنا مع هولاء التكفيريين”.
ويطلق حزب الله تعبير “شيعة السفارة الأمريكية” على الصحفيين والإعلاميين العاملين في وسائل إعلامية معارضة لسياسة الحزب وإيران والنظام السوري.
المعارضة السورية تقتحم المشفى الوطني بجسر الشغور وتأسر ضباطا كبارا وأجانب
عواصم ـ وكالات: أعلنت قوات المعارضة السورية، امس الجمعة، عن تمكنها من قتل عشرات الجنود التابعين لقوات النظام وأسر آخرين بعد فرارهم من المستشفى الوطني في جسر الشغور بريف إدلب، في وقت تحدث التلفزيون السوري عن فك الحصار عن المستشفى ومغادرة الجنود المحاصرين.
يأتي ذلك بعد طول الحصار والإنهاك التي تعرضت له قوات النظام، وقد نصبت المعارضة عدة كمائن لهم في الأراضي الزراعية المجاورة للمستشفى.
وقالت مصادر إن جيش الفتح تمكّن من قتل أكثر من خمسين جنديا من جيش النظام الموجودين داخل المستشفى، وكذلك أسر آخرين، وما زالت قوات المعارضة تطارد الجنود الآخرين الفارين عبر نصب كمائن لهم بين الأراضي الزراعية، حيث يهدف جنود النظام للوصول إلى أقرب منطقة تابعة لهم.
وأفاد أبو مصعب الشامي، القيادي في جند الأقصى لمراسل «وكالة الأناضول»، أن «اقتحام المشفى بدأ صباح امس بدخول مئة انغماسي إلى داخل المبنى، واشتبكوا مع قوات النظام فيها، وتلا دخول الانغماسيين هجوم واسع من جيش الفتح، تمكنت من خلاله من السيطرة على المشفى، وأسر وقتل العشرات من قوات النظام فيه»، مشيراً إلى أن عشرات الآخرين لاذوا بالفرار من المشفى».
وأوضح أبو مصعب أن «ضباطاً رفيعي المستوى، وأجانب يقاتلون إلى جانب النظام، هم من بين الأسرى»، مؤكداً على أن عمليات المطاردة ما تزال جارية للعناصر الفارة.
وأوضحت مصادر من جيش الفتح أنهم «سربوا خبراً أمس عن قيامهم بحفر نفق باتجاه المشفى، ما تسبب بدب الرعب في قلوب عناصر النظام، ولاذوا على إثرها بالفرار»، لافتاً إلى أن «طائرات النظام شنت عشرات الغارات على المشفى ومحيطه منذ السيطرة عليه».
وكان جيش الفتح قد تصدى لرتلين من قوات النظام، أحدهما قبل نحو اسبوعين والثاني فجر امس، حاولا التقدم إلى المشفى وفك الحصار عنه، وأوقع في الرتلين خسائر في الأرواح والعتاد.
وكان مسلحو المعارضة المنضوون تحت لواء «جيش الفتح»، الذي يضم فصائل سورية معارضة معظمها إسلامية (أبرزها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام)، يحاصرون العشرات من قيادات وعناصر قوات النظام، الذين تحصنوا داخل مستشفى جسر الشغور، بعد هروبهم من مدينة جسر الشغور، التي سقطت بيد جيش الفتح في 25 نيسان/ابريل الماضي، قبل الإعلان عن سيطرة جيش الفتح على المشفى صباح أمس.
«الخلافة» ترد بقوة وتكشف ضعف بغداد ودمشق… والعراق تفكك فعليا وما ينتظره هو خريطة جديدة
تنظيم «الدولة» أصبح جزءا دائما من المنطقة… نجح في إدارة أراضيه ويتوسع تكتيكيا
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: يحمل سقوط مدينتين استراتيجيتين في كل من العراق وسوريا بيد تنظيم الدولة الإسلامية العديد من الدلالات المهمة عن قوة وتصميم التنظيم الذي يتعرض لغارات جوية مستمرة من التحالف الأمريكي، فهو يشير بالضرورة لضعف الحكومتين العراقية والسورية، ففي بغداد كما في دمشق جيوش منهكة من الفساد والحروب التي استنزفت الطاقات ودول باتت تعتمد على المليشيات أكثر من اعتمادها على الجيوش النظامية.
وتشير صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن حالة الإنفصام بين الحكومات والمواطنين تزيد من تفكك الدولة.
ففي تدمر التي تعيش فيها قبيلة سنية أدى قمع الدولة لانتفاضة فيها بداية الإنتفاضة لعلاقة معقدة بين السكان والقوى الأمنية. واعترف جندي علوي كان يخدم في المدينة أنه لا يشعر بعلاقة تربطة بالمدينة وبات يخاف على نفسه من الموت.
ونفس السياق يصدق على الرمادي التي تعيش قبائلها ولاءات متعددة. وقد بدا هذا واضحا في تدمر يوم الأربعاء الذي هزمت فيه القوات الحكومية، على خلاف الإعلام الحكومي الذي تحدث عن انسحاب الجيش بعد تأمين السكان.
تقول روايات من المدنيين والمعارضة والموالين للرئيس بشار الأسد وغيرهم إن الجيش هرب تاركا وراءه المجندين والسكان لمواجهة قدرهم.
وقال صاحب محل إنه شاهد المليشيات المؤيدة للحكومة وهي تهرب في حالة هرج ومرج إلى المروج القريبة ولم تكن تعرف أين ستذهب واصفا المشهد بـ «الخيانة».
ويقول المواطنون إنهم شاهدوا الطيران الحكومي وهو يقصف القلعة القديمة وتساءلوا عن سبب تأخر الحكومة في قصف المتشددين.
ويتفق الجميع على أنهم فقدوا الأمل في قدرة الحكومة على توفير الأمن حتى للموالين لها. ففي يوم الخميس عندما بدأ الجهاديون بقتل من اعتبروهم موالين للنظام اختبأ الناس في بيوتهم حيث شعروا بالخوف من الجهاديين الذين يذرعون شوارع مدينتهم ومن القصف الجوي لطيران الحكومة.
وعبر الكثير من السكان عن دهشتهم من إعلان إعلام الحكومة عن إجلاء كل السكان وربما كان هذا مبررا لمواصلة القصف الجوي.
ويقول خالد الحمصي أحد أعضاء اللجنة التي نظمت التظاهرات المعادية للحكومة في تدمر عام 2011 إن القصف الجوي كان مكثفا خاصة بعد الخسائر الكبيرة بين الجنود. وقال إن سكان المدينة خائفون وأصبح المخبز الوحيد فيها تحت سيطرة تنظيم الدولة. وهو وإن عبر عن فرحته بتحرير المدينة من النظام لكنه يشعر بالحزن لوقوعها تحت سيطرة داعش.
زيف الحقائق
وفي تعليق على سقوط تدمر والرمادي كتب إيان بلاك في صحيفة «الغارديان» ان الحدثين يعتبران ضربة قوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويكشف عن قصور في الإستراتيجية.
وقال إن انتصارات تنظيم الدولة تكشف أيضا عن زيف ما تم تسويقه في لندن وواشنطن وبقية العواصم العربية من أن تنظيم الدولة في حالة هروب.
والحقيقة أن إدارة الرئيس باراك أوباما هي من اعترفت بأخطاء وقصور وبحسب مسؤول أمريكي «فهي تقوم بالنظر وبشكل دقيق» لمدخلها «وستكون واهما لو لم تتعامل مع أمر كهذا وتسأل نفسك أين حدث الخطأ وكيف ستصلحه وكيف نصحح المسار؟».
وعبر وزير الدفاع الأمريكي السابق بعبارات أكثر صراحة حيث قال «في الحقيقة ليست لدينا استراتيجية وما نقوم به هو التعامل مع الواقع على قاعدة ما يجري كل يوم».
ويرى مارتن شولوف في «الغارديان» أن هزيمة الجيش السوري في تدمر والعراقي في الرمادي جعلت اللاعبين الإقليميين والدول المحيطة بالعراق وسوريا يعيدون النظر في القوة الجديدة في المنطقة. فمن بيروت إلى بغداد وحتى الرياض بات المسؤولون فيها يتعاملون مع تنظيم قادر على الإنتصار في معارك ومداهمة الخطوط الدفاعية العراقية والسورية.
ويعتقد شولوف أن الإنتصارين الأخيرين لتنظيم الدولة يعبران عن ضعف الدولتين العراقية والسورية.
ويمثل دخول التنظيم الرمادي تهديدا للمصادر الطبيعية ففي العراق تحاول القوات العراقية حماية مصفاة بيجي وفي تدمر انسحبت القوات السورية إلى منشأة الغاز التي توفر الطاقة الكهربائية لمعظم مناطق النظام.
وينقل الكاتب عن بعض الضباط العراقيين الذين فروا من الرمادي قولهم إن التنظيم انتصر ليس لقوته ولكن بسبب ضعف الجيش العراقي.
ثغرة في استراتيجية أوباما
وفي تقرير لصحيفة «فايننشال تايمز» جاء أن تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام فتح ثغرة في استراتيجية الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وقالت الصحيفة إنه منذ أن بدأ المتشددون الإسلاميون من تنظيم الدولة تقدمهم في شمال العراق وفي سوريا العام الماضي كان رد إدارة أوباما واضحا، فالنزاع السوري قد يكون معقدا وغير واضح النتائج إلا أن أمريكا لديها خطة واضحة المعالم في العراق. لكن سقوط مدينة الرمادي الدرامي في الأيام الأخيرة فتح ثغرة في الإستراتيجية وأثار شكوكا حول طبيعة الرد الأمريكي.
وتقول الصحيفة «يؤكد المسؤولون الأمريكيون أن الرمادي لم تكن مهمة خاصة أن أجزاء منها كانت بيد تنظيم الدولة لأكثر من 18 شهرا. ولكن انهيار الجيش العراقي في محافظة الأنبار جعلت الكثيرين يتساءلون عن نجاعة وقدرة الحملة الأمريكية- العراقية ضد تنظيم الدولة. وبالنسبة للإدارة التي تحاول التعامل مع مشكلة تنظيم الدولة فسقوط الرمادي ذكر بسقوط مدينة الموصل، وزاد من المخاوف بعد سيطرة التنظيم على أهم مدينة تاريخية في العالم وهي «تدمر». ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في الخارجية الأمريكية قوله «لا نزال نجمع خطوط ما حدث بالضبط ولكن ما حدث ليس انهيارا كما في الموصل وتفككا في الوحدات».
وكان مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان الأمريكية أقل تأدبا عندما قال «لم تطرد القوات العراقية من الرمادي بل خرجت بنفسها». وأدت أحداث الرمادي كما تدمر لتوجيه النقد للإستراتيجية الأمريكية في العراق.
وتم التركيز على قوة وكفاءة القوات العراقية. فبعد سقوط الموصل أرسلت الإدارة مدربين ومستشارين لكن سقوط الرمادي كشف عن حجم التحديات. وتنقل عن كيرك ستويل المقيم في عمان وناشر تقرير «في داخل العراق» إن 8 فرق من الجيش العراقي في شرق الأنبار هي «فرق فارغة وكشفت عن قدرات الحكومة العراقية وقوات أمنها». وأضاف «لديك 300 من المدربين الأمريكيين العاملين مع القوات العراقية، فماذا سيفعل 300 مدرب؟».
وحال الجيش العراقي في الأنبار ليس استثنائيا بل في كل المناطق. ففي زيارة للخطوط الأمامية شهر شباط/فبراير تحدث المتطوعون الشيعة الذين جندوا من المناطق الجنوبية بنوع من الإحتقار عن القوات العراقية المتمركزة قريبا منهم.
ونقلت عن حامد الياسري أحد قادة المتطوعين «الجيش مليء بالفساد والنميمة» مضيفا أنه يحمي رجاله أكثر من حماية الجيش لجنوده.
تسليح السنة
ويقول التقرير إن الإدارة الأمريكية قامت بدعم خطة الحكومة العراقية من أجل زيادة التجنيد للجيش في الأنبار من أجل إعادة قوات الأمن. وعززت الحكومة الأمريكية من عمليات نقل السلاح لأبناء العشائر الذي يقاتلون تنظيم الدولة.
وقد كشف ضعف الجيش العراقي عن مشكلة أخرى وهي اعتماد الحكومة وبشكل متزايد على مقاتلي الحشد الشعبي الذين ترتبط جماعات منهم بإيران.
ودخلت الولايات المتحدة منافسة مع المليشيات وبالضرورة إيران حيث شنت غارات جوية على تكريت لإظهار عجز الحشد الشعبي عن دخولها لكن بغداد الآن استدعت المقاتلين نفسهم الذين حاولت تحييدهم. وسيخلق دخول المقاتلين مناطق السنة مشاكل طائفية.
وترى الصحيفة أن سقوط الرمادي قاد الحكومتين الأمريكية والعراقية للتفكير في طبيعة الحملة ضد تنظيم الدولة وإن كان يجب أن تظل مركزة. ففي الربيع تحدث الأمريكيون والعراقيون عن حملة لاستعادة الموصل، أما بعد سقوط الرمادي فقد أصبحت الأولوية هي إخراج تنظيم الدولة من الأنبار.
وهناك موضوع آخر يتعلق بالإدارة نفسها وإن كانت مستعدة لتوسيع الدعم العسكري المباشر في الحملة ضد الجهاديين رغم استبعاد الرئيس الأمريكي إرسال «قوات برية» رغم مطالبة العسكريين الأمريكيين المتكررة بالحاجة لقوات على الأرض ترشد الطائرات نحو الأهداف الصحيحة ومنح القوات الأمريكية الخاصة مرونة في التحرك.
ويقول المسؤولون العسكريون إن طلبا رسميا لم تقدمه البنتاغون لتغيير الإستراتيجية. ولكن على أوباما الآن الإجابة على سؤال صعب حول التدخل الأمريكي في العراق وما هي طبيعته وإلى أي مدى مستعد للتورط فيه.
الخلافة تضرب من جديد
وما تظهره الإنتصارات الأخيرة لتنظيم الدولة الإسلامية في كل من الرمادي وتدمر أنه لا يزال ناشطا ولم تتأثر قوته حسبما ترى مجلة «إيكونوميست» وتقول إن الأحداث الأخيرة تكذب مزاعم الحكومة العراقية بزعامة حيدر العبادي الذي أعلن انتصاره في «معركة معنوية» بعد إخراج قوات تنظيم الدولة الإسلامية من تكريت.
وهو ما أعطى فكرة أن التنظيم في حالة تراجع وضعف. وتقول المجلة إن سكان بغداد رقصوا فرحا بسقوط مسقط رأس صدام حسين واستمعوا للتسجيلات في سياراتهم وعبر الإذاعة للأغاني التي سخرت من داعش.
ولكن سقوط الرمادي في 15 أيار/مايو أفسد الحفلة وعكر المزاج وأصبحت شوارع بغداد مليئة بالترقب مرة أخرى. فلم يعد تنظيم الدولة يبعد سوى أميال عنها ويهدد مصفاة النفط في بيجي ومحطة الطاقة الكهربائية التي تعتمد العاصمة عليها. فقد كانت الرمادي التي تبعد 70 ميلا عن بغداد المدينة الوحيدة التي تسيطر عليها الحكومة.
ورغم سيطرة التنظيم على بعض أجزائها منذ أشهر، لكن وجود الحكومة في بعض المقرات هناك عنى أنه يمكن التخطيط للسيطرة على المدينة بالكامل واستعادة الأنبار. وترى أن الجيش العراقي لم يكن في وضع أحسن منه مما كان عليه عندما سقطت الموصل ثاني كبرى المدن العراقية في حزيران/يونيو 2014.
مضيفة أن التنظيم استطاع اختراق دفاعات القوات الحكومية عبر موجة من العمليات الإنتحارية التي دفعت بالمدافعين عنها للهرب. وتعلق على قدرة التنظيم بالقول «بعد عام تقريبا على بداية الحملة الجوية الأمريكية والعمليات التي تقوم بها المليشيات المدعومة من إيران يظهر أن تنظيم الدولة لم يستسلم بعد.
فرغم خسارته أراض في مناطق الأكراد وكذلك في المناطق المحيطة ببغداد وقتل عدد من قادتها بمن فيهم نائب أبو بكر البغدادي، ودمرت الغارات الجوية المنشآت النفطية التي يسيطر عليها التنظيم مما خفض من الإيرادات التي يحصل عليها إلا أنه استمر بجذب المقاتلين الأجانب والمحليين على حد سواء.
ونشره لقوافل الإنتحاريين الذين يقودون الشاحنات المحملة بـ 15 طنا من المتفجرات جعلت من الصمود على خطوط القتال أمرا عبثيا وها هو يتمدد في الأنبار التي تعتبر قلب العراق السني، المنطقة الخصبة للتنظيم كي يحصل على مصادر بشرية، خاصة أن الكثير من السنة دعموا التنظيم خوفا من الحكومة التي يتسيدها الشيعة في بغداد.
أكبر من العبادي
ولا يحقق التنظيم مكاسب في العراق فقط بل وفي سوريا يتوسع بعد دخوله في 20 أيار/مايو وهناك مخاوف من قيام التنظيم بتدمير المشاهد التاريخية كما فعلت مع المشاهد التاريخية لما قبل الإسلام في مناطق أخرى.
وتقول المجلة إنه من السهل توجيه اللوم للعبادي على سقوط الرمادي ولكن مشاكل الحكومة العراقية أكبر من اختيار رئيس الوزراء. فجيشها نمر على الورق يقوم فيها القادة بتضخيم قواتهم من خلال ما يعرف بالجنود الوهميين حتى يحصلوا على رواتبهم ولكنهم يكونون أول الهاربين عندما يواجهون التنظيم، ويلحق بهم الجنود الشيعة الخائفين من الأسر والقتل على يد الجهاديين.
ولم يكن العبادي قادرا والحالة هذه على الإعتماد على قواته ولهذا استعان بالحشد الشعبي المكون من 40 فصيلا وكلها شيعية وتلقى الدعم من إيران. وتقول المجلة إن نجاحات الحشد الشعبي العام الماضي لا تعني ان مشاركتها في الهجوم على الرمادي لن تكون بدون مشاكل بل هي سلاح ذو حدين. فلو خسر الحشد فستضعف حكومة بغداد وإن انتصرت هذه المليشيات فستمثل تحديا لحكومة بغداد وتحاول السيطرة على ما تريده من مناطق السنة. ومن أجل مواجهة تحديات الحشد الشعبي شجعت أمريكا وجيران العراق العبادي على تسليح العشائر السنية ولكن بدون أثر. وترى المجلة أنه من الصعب تكرار تجربة الصحوات 2007-2008 نظرا لضعف القبائل الـ13 الرئيسية وخلافاتها.
وتأتي التطورات في الأنبار وتدمر في وقت يرغب كل طرف من الأطراف الخارجية تحميل الآخر عبء المواجهة. فالأردن يساعد في تدريب أعداد من أبناء العشائر لكنه يريد من العراقيين دفع الكلفة. أما السعودية فهي مشغولة بحربها في اليمن. ويقوم الأمريكيون بتدريب أبناء العشائر في عين الأسد لكنهم رحبوا بالمتطوعين الشيعة على أمل نجاح هذه الوحدات حيث فشل الجيش العراقي.
وتخشى الولايات المتحدة من التورط في العراق حالة زادت عدد قواتها. كل هذا لا يعني عدم معاناة تنظيم الدولة الإسلامية من مشاكل، فقد عانى التنظيم مشاكل في إدارة «الدولة» أكثر من توسيعها. وفي الوقت الحالي يركز التنظيم على تحقيق منافع تكتيكية في الوقت الذي يعزز فيه من سيطرته على المناطق السنية والإنتصار في المعركة من خلال إثارة الرعب وتقديم الخدمات. وقد حقق التنظيم نجاحات من خلال تقديم الإدارة الفاعلة وتنظيف الشوارع ودفع الرواتب في وقتها وإعادة التيار الكهربائي جزئيا وقام بفتح فندق في الموصل وفتح قصور النظام السابق لمن يريد التنزه.
ويأمل الأردن في إبقاء تنظيم الدولة الحدود مفتوحة بينه والعراق. وتقول المجلة إن الخطر هو أن «خلافة» تنظيم الدولة الإسلامية أصبحت جزءا دائما من خريطة المنطقة، وعليه فستتغير الحدود في الأشهر المقبلة.
وفي ظل حكم الأكراد مناطقهم في شمال شرقي البلاد والشيعة في الجنوب، هناك من يتساءل عن قدرة الحكومة على استعادة المناطق الواقعة تحت سيطرة التنظيم في شمال غربي العراق. وهو ما دفع كثيرين للقول إن العراق بات مقسما بشكل فعلي وما يحتاجه هو خريطة جديدة.
معركة درعا تقترب وقادة في الجيش السوري الحر في المدينة يعلنون التخلي عن صفاتهم ومسميات كتائبهم في سبيل التوحد
درعا «القدس العربي» من مهند الحوراني: تناقلت صفحات التواصل الاجتماعي، بيانات لعدة قياديين في تشكيلات عسكرية معارضة في الجنوب السوري، ودعت البيانات الى التخلي عن المسمى والصفة التي يحظى بها القياديون في سبيل إزالة أي عثرات لأي خطوة توحد تلوح في الأفق، والقيام بعمليات عسكرية كبيرة على مستوى المدن الكبرى في درعا والقنيطرة، كمال هو حال جيش الفتح في إدلب.
وفي حديث لـ»القدس العربي» مع أبو هادي العبود قائد فرقة فلوجة حوران، والذي كان بيانه الأوسع انتشارا على مواقع التواصل، والتشكيل العسكري الذي يقوده يعتبر من أقدم التشكــــيلات العسكرية وأكثرها شعبــــية قال: سبب اعلان التخلي عن المنصب الذي اشغله او مسمى الفصيل الذي انتمـــى إليه حتى لا تكون المسمـــيات سبــبا لتأخير أو تأجيل عمل، قد يكون هناك من له تطلعات تتعلق بالمسمى أو المنصب، وتابع العبود: «هذا وقت عصيب، ومرحله حساسة بل حرجه وقد تكون هذه الخطوة التي بدأنا بها، بذره طيبه تلاقي أرضية خصبة لتنمو وتكبر».
وأضاف العبود: « لن نكون وحيدين بهذه الخطوة، وأن هناك أملا كبيرا لدينا كجيش حر وكمواطنين يتوقون للحرية، وتوجد فصائل كثيرة لديها من الطموح كما لدينا، وربما تزيد عنا كتشكيلات تحالف صقور الجنوب، وعلى رأسها جيش اليرموك بالإضافة للجيش الأول، والفيلق الأول وغيرها من تشكيلات الجيش الحــــر من درعا، فإن أيديـــنا ممدودة للجميع، عملنا معهم وسنعمل معهم وتنازلنا وسنتـــنازل من أجل تحقيق الوحدة عملا بقوله تعالى يد الله مع الجماعة».
وحول إمكانية تطور هذه الخطــــوة الجريئة التي تعد الأولى من نوعها وهل من الممكن أن تتبعها أفعـــال أخرى قال العبود: سيكون هناك عمل عسكري تذوب فيه كل المسميات خلف الهدف الرئيسي وهو إخراج النظام من مدينة درعا، ويكون عمل يجمع كل الفصائل تحت مسمى واحد.
ولفت الى أن كل الاحتمالات واردة من ان يكون الاندماج تحت غرفة عمليات واحدة كما حصل في غرفة عمليات جيش الفتح في إدلب أو توحد كامل، ولكن الهدف يبقى هو الوصول لعمل عسكري منظم، وأجاب العبود عن إمكانية مشاركة جبهة النصرة والفصائل الإسلامية في المعركة التي تعد لمدينة درعا أو للتوحد قائلاً: «إن هذا كلام سابق لأوانه، مؤكداً انه بعد أن تحدد غرفة العمليات وتعلن، سنرحب بكل من يلتقي هدفه معنا وهو التحرير، وبيّن أن نجاح هذه المساعي للتوحد ومقوماتها تأتي بعد التخلي عن المسميات والانخراط بجسم عسكري إما تحت مسمى جيش أو غرفة عمليات، وإن وجدت عوائق فتكون بسبب حب الذات والغنائم.
بدوره يأمل الناشط الإعلامي أبو محمود الحوراني أنتيكون هناك استجابة من الفصائل المقاتلة على أرض حوران للبيان الذي أطلقه القيادي في الجيش الحر أبو هادي العبود، وأن يحذوا حذو إخوانهم المجاهدين في إدلب.
وحول قدرة الثوار في درعا على تنفيذ نموذج جيش الفتح قال: «حقيقة نتحدث عن فصائل مقاتلة حررت أغلب المناطق في حوران، ولم يبق إلا القليل فإذا حدث التوحد المنشود تحت مظلة واحدة سينعكس ذلك على أرض الواقع وستكون هناك انتصارات تشهد لها سوريا».
ويرى ناشطون أن أي خطوة للتوحد ستكون في درعا أسهل مع الالتقاء الكبير في الأهداف والرؤى لدى غالبية فصائل الجيش الحر في درعا والتي تنضوي تحت الجبهة الجنوبية، والعائق الأكبر سيكون بحسب آخرين هو الديكتاتورية التي كانت تتجلى ببعض قيادة الفصائل والتي باتت بوادرها تتلاشى مع بيانات اليوم.
الحبوب المخدّرة تودي بحياة طالبين بعد انتشارها في مدارس محافظة السويداء جنوب سوريا
عمر الهويدي
السويداء ــ «القدس العربي» يقف أهالي محافظة السويداء جنوب سوريا، والخاضعة لسيطرة القوات العسكرية النظامية، مكتوفي الأيدي حيال ظاهرة انتشار الحبوب المخدرة بين طلبة المدارس الذين هم في مرحلة المراهقة، وقد راح ضحيتها طالبان في المرحلة الإعدادية، بحسب المصدر.
وقالت الناشطة الإعلامــــية زليخة سالم، وهــــو اســـم مستعار اختارته لنفسها لإخفاء هويتــــها، وهي متواجدة داخــل مدينـــــة السويـــداء، لـ«القدس العربي» إنه توفي منذ عدة أيام طالبان في الصف العاشر في بلدة ملح بمحافظة السويداء، نتيجــــة تعاطيهما جرعة زائدة من حبوب الهلوسة، التي باتـــت تنتشــــر في المحافظة بشكل سريـــع»، وأضافــــت أن حادثـــة الوفاة «مرّت مرور الكرام»، وتم التعتيم عليها من قبل مديرية التربية في المحافظة دون الكشف والإعلان عن أسبابه.
وأضافت أن المخدرات والحشيش تنتشر بشكل واســـع في المحافظـــة كما هو الحال في معظم مناطـــق ســــورية، إضــــافة إلى الأدوية المهدئة مثل الستاكودئين، وحبوب البلتان، والتراندول المسكنة التي تــــؤدي هي أيضاً إلى الإدمان، بالرغم من الدور البارز الذي لعـــبه بعض الموجهين التربويين في المدارس، وبعــض التجمعات المدنية النســـائية التي تعمل حالياً على إعداد برنامج للتوعية، والتواصل مع الأهالي وأولياء أمور طلبة المدارس للبحث عن حلول.
وأضافت أن إقبال الشباب على شراء وتناول حبوب الهلوسة أصبح بشكل ملحوظ، وبات ينذر بخطر كبير على الأطفال والشباب، وخاصــــة من هـــم دون سن 18، حيث تباع المواد المخدرة والمهدئة في الأكشـــاك أمام المــــدارس، وعلى البسطات المنتشرة على الأرصفة، والتي في غالبيـــتها تعود ملكيتها لعناصر الفروع الأمنــــية ويـــتم توزيع المخدرات وحبوب الهلوسة بمغلفات شبيهة بمغلفات علب الماجي المعروفة، حيث يطلب المتعاطون علبة ماجي أو علبتين حسب الطلب (كلمة السر) من الحبوب المخدرة.
وأكدت سالم تورط عناصر حزب الله الذين باتوا يظهرون في العلن بالمقاهي، والمطاعم، والأماكن التي يتواجد فيها الشباب، بالتعاون مع عناصر الأفرع الأمنية في انتشار المخدرات بكثافة في السويداء، واستهداف من تبقى من الفئة العمرية التي كانت الحامل الأساسي للحراك في بداية الثورة، رغم هجرة الغالبية العظمى من هذه الفئة هرباً من الخدمة الإلزامية في جيش النظام أو من الاعتقال، والدليل على ذلك: «أنه لا أحد يستطيع بيع المخدرات بشكل علني دون حسيب أو رقيب، إلا من يمتلك السلطة»، على حد قولها.
وتقع محافظة السويداء في الجنوب السوري وهي ذات غالبية درزية، ولا تزال تقع تحت سيطرة قوات النظام السوري، ومليشيات حزب الله اللبناني التي تراجعت قواتها إلى مدن وبلدات ريف السويداء جنوب العاصمة دمشق، بعد أن فقدت السيطرة على مدينة بصرى الشام الواقعة في ريف درعا الشرقي نهاية شهر آذار/ مارس الماضي من العام الحالي.
المعارضة السورية تنهي وجود النظام في جسر الشغور
عدنان علي
بعد حوالي الشهر على إسقاط المعارضة السورية مدينة جسر الشغور، في ريف إدلب، شمالي البلاد، نجحت، أمس الجمعة، في السيطرة على مستشفى المدينة، الذي شكّل جيباً لـ250 عنصراً من قوات النظام السوري، لتطيح بذلك بـ”تعهّد” الرئيس السوري، بشار الأسد، بتخليص عناصره منه في وقتٍ سابق.
وانتهت عملية حصار مستشفى جسر الشغور بشكل دراماتيكي، بعد اختيار جنود وضباط النظام الخروج تحت النار من المستشفى، لعلمهم بتوجه قوات المعارضة التي تحاصرهم لتفجير المكان عبر نفق حفرته تحت المستشفى، ما أدى إلى مقتل وأسر العديد من العناصر.
وسيطر مقاتلو المعارضة على المستشفى بعد خروج القوات النظامية وقاموا بتمشيطه، وسط قصف جوي مكثّف من طائرات النظام على المستشفى ومحيطه، فيما لم يتّضح بشكل نهائي مصير جميع جنود النظام الذين كانوا يتحصنون داخله، بعد أن غادروا المستشفى، محاولين الوصول جنوباً إلى قرية القرقور أو قرية فريكة، اللتين تسيطر عليهما قوات النظام.
” وأفادت مصادر ميدانية، لـ”العربي الجديد”، بأن “قوات النظام سلكت الطريق غربي معمل السكر الذي كانت قوات المعارضة سيطرت عليه في معركة جسر الشغور، متجهة إلى قرية القرقور، لكن هذه المنطقة تقع تحت السيطرة النارية لقوات المعارضة، ما جعل وصول الجنود إلى هدفهم أمراً صعب المنال”.
ورأى الصحافي والناشط الميداني عماد كركص، في تصريحاتٍ لـ”العربي الجديد”، أن “قوات المعارضة التي أخفقت في اقتحام المستشفى في الفترة الماضية، على الرغم من المعارك العنيفة التي خاضتها، وعلى الرغم من السيارات المفخخة التي فجّرتها على بوابات المستشفى، ربما تكون سمحت عمداً لجنود النظام بإخلاء المستشفى بهدف استدراجهم والتمكّن منهم خارجه”. وأوضح كركص أن “المسافة بين المستشفى وأقرب نقطة لقوات النظام في القرقور أو فريكة، تصل إلى نحو 5 كيلومترات، وخلال قطعهم هذه المسافة يكون جنود النظام تحت رحمة نيران قوات المعارضة”.
من جهته، ذكر مصدر ميداني أن “السماح بهروب جنود النظام من جانب قوات المعارضة، كان ضمن خطة محكمة من قبل مسلّحي المعارضة لإخراجهم من المستشفى المحصّن، خصوصاً مع علمهم بالنفق الذي قمنا بحفره تحته، وأنه سيتمّ نسفهم بين لحظة وأخرى، فتركنا لهم طريق هروب آمن ووهمي، وعند خروجهم استهدفناهم بالرشاشات والمدفعية الثقيلة، واستطعنا من خلال ذلك قتل وجرح العشرات من الجنود وأسر العديد منهم”.
وأظهرت مقاطع مصورة بثّها ناشطون فرار جنود النظام من المستشفى على شكل طابور طويل، وسط تعرّضهم لنيران قوات المعارضة. وذكرت صفحة “نبأ جسر الشغور” على موقع “فيسبوك”، أن “العشرات من جثث جنود النظام وُجدت في البساتين حول المستشفى الوطني”، بينما أفادت مصادر ميدانية عن “أسر أكثر من 25 عنصراً نظامياً، بينهم ضابط برتبة عميد اسمه محمود صبحة، وذلك بعدما نصب مقاتلو المعارضة الكمائن لعناصر النظام”.
وجاء هروب المحاصرين متزامناً مع غارات جوية مكثفة لطائرات النظام، في محاولة لتغطيتهم خلال عملية الهروب. وألقت طائرات النظام عشرات البراميل المتفجّرة والصواريخ الفراغية على المستشفى ومحيطه، وعلى قرية الكفير التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، والواقعة على طريق هروب جنود النظام باتجاه القرقور أو فريكة. كما دارت اشتباكات عنيفة على محور قرية الكفير، في إطار محاولة قوات النظام تخليص عناصرها الهاربين، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثّف للمنطقة من جانب قوات النظام.
وفي موازاة ذلك، حاولت قوة كبيرة من قوات النظام السوري، مدعومة بمليشيات أفغانية تُعرف باسم “جيش الفاطميين”، التوجّه إلى بلدة الكفير لإنقاذ الجنود المنسحبين من نيران قوات المعارضة المتمركزة في البلدة، وجرت اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
” بدورهم، اعتبر ناشطون أن “قرار جنود النظام مغادرة المستشفى ربما يكون اتُخذ بعد معرفتهم بقيام المسلّحين بحفر نفق تحت المستشفى، كان مُعدّاً للتفجير، أمس الجمعة، فاستبقوا ذلك وقرروا المغادرة بأي ثمن، سالكين طريق بساتين الزيتون القريبة، وتوزّعوا في الأراضي الزراعية من الجهة الجنوبية للمستشفى”.
وذكروا أن “بعضهم تحصّن داخل البيوت، حيث دارت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة مع كتائب المعارضة جنوب المستشفى”. ولفتت بعض المصادر إلى أن “جنود النظام سلكوا طريقاً مختلفة عن الطريق التي سلكها الضباط، ما يوحي بأن الضباط حاولوا التضحية بالجنود، لاستكشاف أي الطرق أكثر أمناً. مع العلم أن ثلاثة جنود من القوة المحاصرة في المستشفى تمكّنوا من الانشقاق يوم الخميس”.
وفي الطرف الآخر، وفي ظلّ صمت رسمي من جانب النظام، حاولت الصفحات الموالية للنظام التقليل من حجم الخسارة. واعتبرت “عملية الخروج” لقوات النظام من الجيش بمثابة “نصر كبير”، من دون أن تشير إلى مصير جنود النظام الذين وقعوا قتلى وأسرى.
ومع سيطرة قوات المعارضة على مبنى المستشفى الوطني، باتت مدينة جسر الشغور خالية من قوات النظام السوري بالكامل، بعد سيطرتها قبل يومين على معسكر المسطومة، وبلدة نحليا القريبة منه وسيطرتها على حواجز عسكرية عدة تابعة لقوات النظام في محيط بلدة أريحا، وليُصبح الجزء الأكبر من المنطقة الشمالية في سورية خارج سيطرة النظام.
مقتل 10 بقصف للنظام بحلب… واختطاف كاهن في حمص
الأناضول, فرنس برس
قتل 10 أشخاص وجرح 20 آخرون، في قصف للنظام السوري على مدينة عندان في محافظة حلب، شمال سورية، في وقت أعلنت فيه “الجمعية الكاثوليكية الفرنسية لمساعدة مسيحيي الشرق”، أن “مسلحين اختطفوا الأب رئيس دير في بلدة القريتين في حمص، جاك مراد”.
ونقلت وكالة “الأناضول” عن الطبيب في المستشفى الميداني، عبدو عبدالحميد، قوله إن “عدد قتلى القصف مرشح للزيادة بسبب وجود عدد من الأشخاص تحت الأنقاض”، مشيراً إلى “وجود أطفال ونساء بين الضحايا”.
وأفاد الناشط الإعلامي في المنطقة، أنس محمود ليلى، بأن “فرق الدفاع المدني تواصل جهودها لانتشال الجثث وإنقاذ الجرحى، في المبنى الذي دمر عن بكرة أبيه”، مشيراً إلى أن “غارة أخرى استهدفت كذلك منطقة قريبة من المكان المستهدف، دون ورود أنباء عن وقوع إصابات”.
وأوضح “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن “الطيران المروحي التابع للنظام قصف ببرميلين متفجرين بلدة عندان بريف حلب الشمالي”، مؤكداً وجود مفقودين تحت الأنقاض”.
في موازاة ذلك، أعلنت “الجمعية الكاثوليكية الفرنسية لمساعدة مسيحيي الشرق”، أن “مسلحين قاموا، أمس الخميس، بخطف الأب جاك مراد، رئيس دير في بلدة القريتين في حمص وأحد معاونيه”.
كما أوضحت جمعية “لوفر دوريان” أن “الكاهن اختطفه ثلاثة أشخاص مقنعين بعيد الظهر من دير مار اليان في القريتين، فيما كان ينظّم الاستعدادات لاستقبال وفود نازحين من تدمر”.
وترأس مراد دير مار موسى خلفاً للأب اليسوعي الإيطالي باولو دالوليو، الذي فقد أثره قبل عامين في منطقة الرقة.
وأشارت الجمعية إلى أن “مراد لطالما كان في خدمة السكان جميعاً من مسيحيين ومسلمين، من خلال عمله في تحسين الحوار بين الأديان”.
وقال الأب كميل سمعان، من مطرانية السريان الكاثوليك في بيروت، إن “رجالاً مسلحين اقتحموا الدير، وحاول الناس الموجودون التدخل، ولكن المجموعة أخذت الأب جاك معها وشخصاً آخر يدعى بطرس واقتادتهما في سيارة الأب إلى جهة مجهولة”.
وأضاف: “منذ ذلك الحين، لا أخبار لدينا عنه ولا نعرف ما إذا كان داعش (تنظيم الدولة الإسلامية)، أو جبهة النصرة أو الجيش (السوري) الحر أو النظام أو عصابة اختطفته. لم يتصل أحد بنا منذ ذلك الحين”.
مستشفى جسر الشغور سقط..وداعش يسيطر على الحدود
أعلنت المعارضة السورية المسلحة، عن السيطرة على المستشفى الحكومي في مدينة جسر الشغور في ريف إدلب، بالكامل. وكانت مجموعة من قوات النظام قد تحصنت في المستشفى، بعد سيطرة “جيش الفتح” على المدينة أواخر نيسان/إبريل الماضي.
المعارضة تمكنت فجر الجمعة، من اقتحام المستشفى، رغم وقوع حوالى 70 غارة جوية على محيطه، للحيلولة دون سقوطه. وأفادت وسائل إعلام المعارضة أن القوات المحاصرة داخل المستشفى، سعت للخروج منه، بعد علمها بحفر المعارضة لنفق تحته. وأسفرت الاشتباكات التي دارت عقب انسحاب قوات النظام عن مقتل 20 عنصراً منها، وملاحقة المعارضة لمن فرّ منهم في الأراضي الزراعية المحيطة بالمستشفى. وما زال مصير العشرات من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، مجهولاً، بعد فرارهم باتجاه رتل عسكري لقوات النظام، حاول التقدم من جهة قرية الكفير نحو المستشفى، للالتقاء بهم، وقد تمكنت المعارضة من صدّه. وألقت المعارضة القبض على عدد من عناصر قوات النظام المُحاصرة، ومن بينهم العميد محمود صبحة.
وبعد عملية السيطرة على المستشفى، بدأت المعارضة بقصف قرية جورين شمالي سهل الغاب، بصواريخ “غراد”، بحسب وكالة “مسار”. وتعد جورين التجمع الأكبر لقوات النظام في المنطقة.
في المقابل، نقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” عن مصدر عسكري أن “القوة المدافعة عن مشفى جسر الشغور الوطني نفذت صباح اليوم مناورة تكتيكية بالقوى والوسائط وتمكنت من فك الطوق عنه بنجاح”. وذكر مراسل الوكالة أن “أبطال المستشفى أصبحوا خارجه وهم يحملون جرحاهم وشهداءهم على أكتافهم والتحقوا برفاق السلاح”.
من جهة أخرى، سيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” على معبر التنف في البوكمال بريف دير الزور، الواصل بين مدينتي البوكمال السورية والقائم العراقية. التنظيم كان قد سيطر سابقاً على معبر اليعربية “تل كوجر” في الحسكة، والذي يربط بين بلدة اليعربية السورية وبلدة ربيعة العراقية. وقال مصدر مسؤول في “منفذ الوليد” الحدودي العراقي، إن قوات النظام في سوريا أضرمت النيران في المباني والمرافق الخدمية التابعة لـ”منفذ التنف” السوري الحدودي، بعد انسحابها منها وسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” عليه.
وفي السياق، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن ما لا يقل عن 48 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها قتلوا، خلال الاشتباكات التي دارت في الأيام الماضية، أثناء سيطرة تنظيم “الدولة” على حقل جزل الواقع بالقرب من حقل شاعر في ريف حمص الشرقي، في حين تشهد المناطق القريبة من مطار “التيفور” العسكري بريف حمص الشرقي، حشوداً لتنظيم “الدولة”، الذي سيطر على منطقة الصوانة على طريق تدمر–دمشق.
ما هي وجهة تنظيم الدولة.. بعد تدمر
جلال زين الدين
أحكم تنظيم “الدولة الإسلامية” السيطرة على مدينتي تدمر والسخنة في غضون أيام، وجاءت السيطرة الكاملة عقب زيارة مزعومة لمحافظ حمص وعدد من المسؤولين للمدينة. وتزامنت خسارة النظام لمدينتي تدمر والسخنة مع خسائره الكبيرة على جبهة إدلب، ما يعطي مؤشراً على تهالك قوات النظام، وامتلاك تنظيم الدولة خطة استراتيجية واضحة للسيطرة على سوريا.
رفعت انتصارات تدمر من معنويات عناصر تنظيم “الدولة”، وزادت يقينهم بأنّ دولتهم باقية وتتمدد. ويقول أبو هاجر الأنصاري: “مكّن الله جنود الخلافة الإسلامية من دكّ حصون النصيرية، وأثلج صدور المؤمنين الموحدين بنصره العظيم المؤزر”. وفتحت معركة تدمر الآمال على مصراعيها، أمام تنظيم “الدولة”، إذ بات النظام محاصراً في المناطق السورية الشرقية، وقُطعت خطوط الإمداد البرية بين قوات النظام المتمركزة في الغرب السوري، وما تبقى منها في الشرق. يتابع أبو هاجر: “أصبحت الأبواب مشرعة أمام جنود الخلافة نحو كل المدن السورية، وفي مقدمتها دمشق، ناهيك عن حمص التي باتت على مرمى حجر من ضربات جند الخلافة”. وتقع تدمر في وسط سوريا، وتربط بين غربها وشرقها، كما تمثل الطريق نحو العراق.
ويترقب أهالي تدمر سلوك التنظيم لا سيما أن النظام سبق ان عمد الى تسليم زمام أمور المدينة، للشبيحة والمجرمين واللصوص، الذين عاثوا فيها فساداً. يقول عمر ناشط في ريف حمص: “شعر أهل تدمر أنّ كابوساً قد انزاح عن صدرهم، خصوصا عندما سمعوا عن قتل التنظيم للشبيح محمود العابورة، القيادي في اللجان الشعبية، وتم فك أسر المعتقلين في سجون النظام من فرع الأمن العسكري، وأغلبهم من المنشقين عن الجيش ومساجين المنطقة. كما أُعدم مئات من الشبيحة الذين شاركوا النظام في قتاله”. كما تنفس أكثر من 3000 مطلوب للخدمة الإلزامية من أبناء تدمر، الصعداء، بعد أن سئموا الاختباء والتواري عن أنظار قوات النظام.
وسيطر التنظيم على تدمر، بعد معارك مع قوات النظام، لا من المعارضة، كما كان الحال دائماً. يقول إمام المسجد عبد الرحمن: “كان النصر مضاعفاً للتنظيم، إذ أعطاه نوعاً من الشرعية الشعبية التي يفتقدها في سوريا، لأنه يُتهم دائماً بمهاجمة المناطق المحررة”.
وأثارت عملية السيطرة مخاوف وشكوكاً في صفوف أبناء كثير من المناطق المحررة، نظراً للنصر الحاسم والسريع الذي حققه التنظيم، ولتزامنه مع انتصارات المعارضة على الجبهات السورية الأخرى. ويقول عضو في الجيش السوري الحر: “نخشى أن تكون معركة تدمر فخاً من قبل النظام من أجل خلط الأوراق، فقد استولى التنظيم على كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، في حين قام النظام بتفجير مستودعات الذخيرة في المسطومة”. ويؤكد هذه المخاوف ما ذكره ناشطون عن نقل النظام للسجناء المهمين والآثار قبل أسبوعين من المدينة، وتركه السلاح والذخيرة ليستحوذ عليها التنظيم.
ويعزز هذه المخاوف دعوات الموالين للنظام، للإنكفاء إلى الساحل، ما يعني استعادة التفكير بتقسيم سوريا. يقول الناشط الميداني أبو عامر: “يبدو أنَّ النظام يعمد الآن إلى ضرب الثوار والتنظيم ببعضهم، لأن ذلك السبيل الوحيد لنجاته، ويبدو في الأفق أنه ينوي تسليم حلب المدينة للتنظيم لتكون ثقباً أسود يحرق الطرفين”.
ويؤكد مقربون من تنظيم “الدولة” أنَّ وجهة التنظيم المقبلة ستكون حمص لإرضاء مواليهم، ولإثبات عدم وجود أية صلة بين النظام و”الدولة”، ولقطع الطريق على المجتمع الدولي بإعادة إنتاج نظام الأسد. ويقول المحامي أبو يوسف، من ريف حلب: “إذا سيطر التنظيم على حمص، فإنه سيقضي على مشروع التقسيم، وسيقف بالوقت عينه أمام مشروع الدولة الوطنية السورية”.
أياً تكن النتائج، فقد أصبح التنظيم رقماً صعباً في المعادلة السورية، وأثبتت الحرب التي يقودها التحالف على التنظيم فشلها، كما أتضح عجز النظام، وانهيار قواته العسكرية.
معركة حلب: توزيع الادوار.. وخطط الحصار
هددت قوات النظام بالانسحاب إلى الخطوط الخلفية شرقي البريج، إذا لم تتم الاستجابة لمناشداتها، من قبل قيادة النظام
استأنف تنظيم “الدولة الإسلامية” هجومه على معاقل قوات النظام شمال شرقي حلب؛ وأسفرت المعارك الأخيرة عن سيطرة التنظيم على أجزاء واسعة من المدينة الصناعية، مروراً ببلدة المقبلة التي مهّد التنظيم للسيطرة عليها منذ أيام، عندما احتلّ بلدة الرحمانية ومجموعة تلال تشرف بشكل مباشر على الصناعية بفئاتها الثلاث: الأولى والثانية والثالثة.
أكثر من ثلاثين عنصراً تابعين لـ”لواء الزينبيين” الذي يقاتل إلى جانب النظام، قتلوا خلال اليومين الماضيين في المعارك مع التنظيم الذي استغل اعتلاء مقاتليه للتلال المرتفعة حول المدينة الصناعية، لقنص جنود النظام والمليشيات الموالية له، واستهداف مقارهم العسكرية بالأسلحة الثقيلة.
بجهد بسيط جداً، استطاع التنظيم إرباك قوات النظام والمليشيات الأجنبية المساندة له، شمالي حلب، ما جعل خطة “دبيب النمل” التي دأب النظام على تنفيذها على مراحل، تصبح حلماً من المستحيل تطبيقه. فالخطة كانت تهدف لحصار حلب، وفصلها عن ريفها بشكل عام، وصولاً إلى بلدتي نبل والزهراء المواليتين والمحاصرتين شمالاً. حينها كانت العلاقة بين النظام والتنظيم، أشبه بالتفاهم العلني على تقاسم مناطق السيطرة، على حساب المعارضة.
القائد العسكري في “الجبهة الشامية” أبو معاوية، أكد لـ”المدن”، أن معارك “داعش” الأخيرة في محيط وداخل الصناعية، لم تكن صدفة، فالتنظيم كان يمهد للأمر بشكل مدروس، وعبر مراحل. وأشار أبو معاوية، الذي يرأس قطاعات المشاة والمدينة الصناعية في “الجبهة الشامية”، أن “داعش” استولت على مواقع لقوات النظام، على الجبهات مع قوات المعارضة، في أكثر من محور شمالي الصناعية، وبالقرب من مدرسة المشاة. أي حلول “داعش” مكان قوات النظام على الجبهات مع المعارضة.
المعارك المشتعلة داخل المدينة الصناعية، يمكن مشاهدتها عن قرب، حيث تمكّن التنظيم من تدمير عدد كبير من الآليات الثقيلة والمدافع الرشاشة. وأضاف أبو معاوية، أن مناشدات قوات النظام والمليشيات لطلب التعزيزات، مستمرة، ويمكن الاستماع لها عبر قبضات اللاسلكي. كما هددت تلك القوات بالانسحاب إلى الخطوط الخلفية شرقي البريج، إذا لم تتم الاستجابة لمناشداتها من قبل قيادة النظام.
ويبدو أن التنظيم، على دراية تامة، بأن معركة حلب الحاسمة، التي تتحضر لها المعارضة، قد اقتربت بالفعل، وقد حان الوقت لأن يثبت وجوده بقوة. فـ”الدولة الإسلامية” لا يمكن أن تترك للمعارضة الاستحواذ على المدينة بمفردها، ولابد من تشتيت جهودها التي كانت منصبة بالمجمل، لمقاتلة النظام في جبهات مدينة حلب، على الأقل.
القائد العسكري لـ”الجبهة الشامية” المقدم أبو رياض، قال لـ”المدن”، إن التطورات الأخيرة على جبهات “داعش” والنظام، ما هي إلا تنسيق عالي المستوى، لتوزيع الأدوار بينهما، بالتزامن مع تضعضع دفاعات النظام في جبهات حلب، وعدم قدرته على إمدادها بالعدة والعتاد، لانشغاله في محافظات أخرى، وبالتحديد في إدلب. كما يأتي ذلك في إطار إفشال خطة المعارضة للسيطرة على كامل المدينة، من خلال غرفة عمليات “فتح حلب” التي أنشئت منذ مدة.
وتزامنت معارك التنظيم مع قوات النظام شرقي المدينة الصناعية، مع هدوء نسبي في جبهات النظام والمعارضة غرباً، في رأس الحربة المتقدم للنظام على محاور باشكوي ودوير الزيتون. كما أظهرت الصور الجوية لأماكن تمركز قوات النظام انسحاب عدد من الآليات الثقيلة والجنود شرقاً، لتدعيم الجبهات مع “داعش”.
وفي السياق، قتل الخميس، قياديان وأكثر من عشرة عناصر، من “كتائب أبو عمارة” المنضوية في “الجبهة الشامية”، نتيجة استهداف مقرهم في حي الشعار بمدينة حلب، بقصف من طيران قوات النظام المروحي. كما شمل القصف كلاً من أحياء قاضي عسكر والهلك وحلب القديمة، بالإضافة إلى مدن وبلدات ريف حلب الشمالي وعندان وياقد العدس، ومواقع آخرى بالقرب من خطوط الإشتباك قرب باشكوي.
فهل ستستغل المعارضة انشغال “الدولتين” بقتالهما المحموم، لتستعيد سيطرتها على القرى والبلدات التي خسرتها نهاية العام الماضي؟ أم أنها ستكتفي بالمتابعة عن قرب لمجريات المعارك التي أصبحت مقلقة بالفعل، إذا ما سعى التنظيم لتطبيق خطة النظام التي عجز عن تحقيقها بحصار المدينة، وخاصة بعد ورود تسريبات عن نية النظام تسليم التنظيم مواقعه شمالي حلب، ليتفرغ في جبهات أخرى؟
مدير المكتب الاعلامي لـ”حركة أحرار الشام” في حلب عمار نصار، أشار إلى أن خوف المعارضة الآن، هو من تقدم “داعش” واقتحامها مناطق سيطرتها، بعد أن يسلمها النظام مواقعه وجبهاته، وينسحب إلى خطوطه الخلفية، في السفيرة ومعامل الدفاع. وبالتالي تصبح جبهات المعارضة معقدة بشكل أكبر في المدينة، وتضطر حينها المعارضة لتوزيع جهدها العسكري على جبهتين، لكل منهما متطلباته العسكرية الخاصة.
ربما على المعارضة بحلب، أن ترضخ للأمر الواقع فعلاً، وتعيد ترتيب أوراقها من جديد، حيال معركة السيطرة على كامل حلب ضد قوات النظام، وتدخل في حساباتها، أخطاراً من العيار الثقيل، توازي ثقل قوات النظام، من حيث القيادة والسيطرة.
الائتلاف يدعو المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات حازمة وعاجلة ضد «تمدّد داعش»
منافذ النظام الحدودية تقتصر على حدوده الغربية ويقاتل للاحتفاظ بآخر موارد الطاقة والقواعد العسكرية
بيروت: نذير رضا
حصرت سيطرة تنظيم داعش المتطرف على آخر المعابر السورية الحدودية مع العراق، إطلالة نظام الرئيس السوري بشار الأسد على العالم الخارجي، بواجهته الغربية إلى البحر والحدود مع لبنان، بينما يقاتل النظام للحفاظ على آخر حقل غاز يسيطر عليه في وسط البلاد، وحماية مواقع سيطرته، مفتقدًا القدرة على الهجوم. وفي هذا الوقت، قال رئيس الائتلاف الوطني السوري الدكتور خالد خوجة إن سيطرة تنظيم داعش على مدينة تدمر الأثرية في ريف محافظة حمص، تعد «مؤشرًا جديدًا على التسهيلات التي يقدمها نظام الأسد للتنظيمات الإرهابية في سبيل ضرب قوى الثورة وتشويه صورتها ووضع السوريين أمام ادعاء زائف إما (الأسد أو داعش) وتقديم النظام كشريك في محاربة الإرهاب».
خوجة قال إن هذه السيطرة تدلّ أيضا على «استغلال الأسد للتنظيمات الإرهابية؛ إدارة وتوجيهًا، كما تشير من جهة أخرى إلى تهالك قوات النظام وعجزه عن الاستمرار في السيطرة على الأرض وعلى المؤسسات، وتحوله إلى عصابات لا هم لها إلا المضي على أعناق الشعب». وشدد خوجة على أنه «بات من واجب المجتمع الدولي اتخاذ خطوات حازمة وعاجلة في هذا الاتجاه، خصوصًا بعد سيطرة التنظيم على موارد الطاقة في مدينة تدمر، مما سيساعده في التمدد إلى مناطق أكبر ويضع بين يديه خطوط إمداد استراتيجية جديدة». وكان تنظيم داعش قد عزز أمس، قبضته على مساحة واسعة من الأراضي الممتدة على جانبي الحدود العراقية والسورية بعد سيطرته على آخر معبر حدودي بين البلدين، هو معبر الوليد الحدودي المعروف بمعبر التنف في البادية السورية، وذلك غداة الاستيلاء على مدينة تدمر التاريخية الأثرية في وسط سوريا.
في هذه الأثناء، صرح مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، رامي عبد الرحمن، لـ«الشرق الأوسط»، بأن وجود نظام الرئيس بشار الأسد «تقلص إلى بقعة جغرافية في العمق السوري، معزولاً عن البلدان المجاورة باستثناء لبنان»، وذلك بفعل تقاسم «داعش» ووحدات حماية الشعب الكردية السيطرة على الحدود مع العراق، في حين يتقاسم «داعش» وفصائل إسلامية السيطرة على الحدود مع تركيا، وتسيطر جبهة النصرة وفصائل إسلامية معارضة للنظام على معبر نصيب الحدودي مع الأردن في محافظة درعا بجنوب البلاد منذ مطلع أبريل (نيسان) الماضي. أما معبر كَسَب في شمال محافظة اللاذقية فخاضع لسيطرة النظام لكن الحركة فيه متوقفة.
هذا، واستنزفت المعارك العنيفة في شمال سوريا وجنوبها وشرقها قوات النظام إلى حد كبير، مما دفع النظام إلى اتخاذ «إجراءات جديدة، تقضي باتخاذ قرارات الانسحاب من مواقع المواجهات الكبرى»، وفق عبد الرحمن، وذلك «لأن النظام لن يستطيع تعويض أي جندي يخسره في الوقت الراهن». وأوضح مدير «المرصد» أن النظام «يعاني الآن مشكلة الكثير بعد توثيق مقتل عشرات الآلاف من جنوده وقوات الدفاع الوطني الموالية له، كما يقاتل للحفاظ على مناطق سيطرته، وقواعده العسكرية الكبرى، بعد خسارة القسم الأكبر من موارده».
وفي المقابل، يوسع تنظيم داعش سيطرته داخل سوريا، إذ تمدّد إلى شرق حمص باتجاه طريق دمشق – تدمر الدولي الذي يصل إلى العراق، كما سيطر على حقل غاز الجزل، في ريف محافظة حمص الشرقي، ويقاتل للسيطرة على حقل الشاعر القريب منه، وهو آخر حقول الغاز الواقعة تحت سيطرة النظام في سوريا. وأمس، أفاد «المرصد» بسيطرة التنظيم على حقل جزل بعد اشتباكات استمرت ثلاثة أيام وتسببت بمقتل 48 عنصرًا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
وللعلم، تتضمن البادية السورية اثنين من أكبر القواعد العسكرية التابعة للنظام وهما مطار «التيفور» (ت 4) ومطار «السين» العسكريين، بينما تتضمن منطقة القلمون الشرقي بريف دمشق الشمالي، أكبر القواعد العسكرية النظامية حول العاصمة، أهمها مطارا الضمير والناصرية العسكريان. ويهدد تقدم «داعش» النظام بالتقدم لنحو 50 كلم من القلمون الشرقي بريف دمشق. وقال عبد الرحمن إنه «إذا واصل (داعش) تقدمه، ستكون هناك معارك عنيفة قرب مطار التيفور في جنوب تدمر»، مشيرًا إلى أن النظام «سيتعرض لحرب استنزاف كبيرة في شرق وسط البلاد، إضافة إلى حرب الاستنزاف في جبهات حلب وإدلب في الشمال، وجبهات درعا في الجنوب».
وإذ أكد أن التقدم الحالي لـ«داعش»، يعني أن «ساحتها سوريا وليس العراق»، أشار عبد الرحمن إلى أن «التقدم على جبهة حمص سيمتد إلى القلمون الشرقي ومحافظة السويداء، ويصل مناطق سيطرة (داعش) في القلمون الشرقي، بالقيادة في العراق، ويعني ذلك أن التنظيم سيحاصر العاصمة من الشرق والشمال». وكانت سيطرة التنظيم المتطرف، يوم أول من أمس (الخميس)، على مدينة تدمر الأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي والواقعة في محافظة حمص (وسط سوريا)، قد فتحت له الطريق نحو البادية وصولا إلى الحدود العراقية حيث معبر التنف. ومن ثم تمكن من الاستيلاء على عدد من النقاط والمواقع العسكرية في المنطقة.
وقال «المرصد» في بريد إلكتروني، أمس (الجمعة)، إن «داعش» سيطر على محطة «التي ثري» (ت 3) الواقعة في ريف تدمر، عقب انسحاب قوات النظام والمسلحين الموالين لها منها. ويستخدم فوج من حرس الحدود هذه المحطة المخصصة أساسًا لضخ النفط العراقي على خط كركوك – بانياس وطرابلس (لبنان) كمقر عسكري، وفق «المرصد». واليوم، بات تنظيم «داعش» يسيطر على الغالبية الساحقة من حقول النفط والغاز في سوريا، بينما تسيطر «وحدات حماية الشعب» الكردية على حقول رميلان في ريف الحسكة، بأقصى شمال شرقي البلاد. كذلك وفق «المرصد» بات التنظيم يسيطر اليوم على أكثر من 95 ألف كلم مربع من المساحة الجغرافية لسوريا؛ أي ما يوازي نصف مساحة البلد، وإن كانت هذه المساحة لا تضم الغالبية السكانية.
“تاو” المعارضة تحسم معارك الشمال السوري لصالحها
عمر أبو خليل-ريف اللاذقية
أثبتت صواريخ “تاو” التي حصل عليها مقاتلو المعارضة السورية المسلحة من عدد من الدول الصديقة للشعب السوري، نجاحها في تدمير عشرات المدرعات التابعة لجيش النظام السوري، مما مكّن المعارضة من تحقيق انتصارات متتالية في المعارك الأخيرة.
وحسب القائد الميداني في جيش الفتح رشيد الأحمد فقد دمر المقاتلون 43 عربة مدرعة وسيارة عسكرية لقوات النظام بصواريخ “تاو” خلال معارك محافظة إدلب شمالي سوريا.
وأوضح أن هذا العدد من الآليات تم تدميره في معارك المعسكرات في محيط إدلب، وفي جسر الشغور بريف إدلب الغربي، وفي سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، وهو ما سهل عمليات تحرير المعسكرات ومدينتي إدلب وجسر الشغور.
مواصفات “تاو”
وتشير المعلومات إلى أن لهذا الصاروخ المضاد للمدرعات أنواعا متعددة تتنوع ميزاتها من جيل لآخر، وهو صناعة أميركية، وحصل الثوار على عدد من منصات إطلاقه.
وأشار أبو اللطف القيادي في الجيش الحر إلى أن الثوار يستلمون عددا محددا من هذه الصواريخ بين فترة وأخرى، ولا يتم تسليم دفعات جديدة قبل استخدام السابقة.
وفي حديثه عن ميزات صاروخ “تاو”، قال إنه يحقق إصابة بدقة عالية اعتمادا على الأشعة تحت الحمراء، ويصل مداه حتى 3500 متر، ويسهل حمله ونقله من مكان إلى آخر، مما يجعل استهداف المدرعات من مسافة قريبة أمرا يسيرا.
وكانت فصائل عسكرية محددة استلمت هذه النوعية من السلاح منها الفرقة 13 والفرقة الأولى الساحلية وتجمع صقور الغاب وفرسان الحق وتجمع العزة، وبعضها ينضوي تحت مظلة جيش الفتح الذي حقق انتصارات كبيرة خلال الشهرين الماضين.
تحييد المدرعات
وأرجع الصحفي منهل باريش -من ريف إدلب- انتصارات جيش الفتح إلى وحدة الصف والكلمة، والعمل ضمن خطط عسكرية احترافية، إضافة لتوفر سلاح حديث لدى هذا الجيش.
وأكد أن صواريخ تاو ساهمت بفعالية في تحقيق هذه الانتصارات، حيث تمكن المقاتلون بفضلها من تحييد سلاح مدرعات جيش النظام.
وقال في حديث للجزيرة نت إن المقاتلين استخدموا منذ بدء معركة تحرير إدلب أكثر من مائة صاروخ تاو، كانت إصاباتها دقيقة ومؤثرة، قصمت ظهر النظام وحدّت من تحرك آلياته ودكت تحصيناته المنيعة.
ووفقا لأبي عمر القيادي في جيش الفتح فقد أوقف “تاو الثوار” قصف النظام على ريف اللاذقية المحرر، وكان له الدور الحاسم في معارك إدلب وريفها، وكذلك في سهل الغاب وجسر الشغور.
وأكد في حديث للجزيرة نت أن السلاح الوحيد الفعال المتبقي للنظام هو الطيران، ولفت إلى أن امتلاك الثوار لمضادات طيران سيجعل أمر حسم المعركة سهلا وسريعا.
رماة تاو
وبات رماة هذا النوع من الصواريخ شخصيات معروفة وسط الثوار والمواطنين، وتطلق عليهم الألقاب والصفات المقترنة بها، ففي ريف اللاذقية يعرف “أبو حمزة تاو” من الفرقة الأولى الساحلية، الذي تؤكد معلومات أنه دمر عشر مدرعات في ريف اللاذقية وسهل الغاب.
وفي إدلب يعرف “سهيل أبو تاو” وثلاثة رماة آخرون، وفي سهل الغاب اشتهر “التاو أبو ديب”، وهؤلاء تكفلوا بتدمير العدد الأكبر من مدرعات جيش النظام.
وتحفل صفحات التواصل الاجتماعي بأخبار هؤلاء، ويحفزهم النشطاء على المنافسة في اقتناص دبابات النظام، وأثمرت حملات تشجيعهم عن تدميرهم 11 مدرعة على مختلف محاور القتال في يوم واحد.
ودعا مقاتلو المعارضة مؤسساتهم السياسية للعمل على توفير هذا النوع من الصواريخ من خلال دعوة “أصدقاء الشعب السوري” لتزويدهم بكميات كافية من هذه الصواريخ لتسريع سقوط النظام ووقف قتله للمدنيين.
موظفو دير الزور بين قطع الأعناق وقطع الأرزاق
ياسر العيسى-دير الزور
صدر في دير الزور شرقي سوريا مؤخرا قراران يتعلقان بحال الموظفين، أولهما من قبل النظام حيث طالب جميع العاملين بالتوجه إلى المناطق الخاضعة لسيطرته قبل نهاية الشهر الحالي، وإلا فإنهم سيكونون في حكم المستقيلين.
أما القرار الثاني فقد أصدره تنظيم الدولة الإسلامية، ويقضي بأن أن كل من يثبت دخوله مناطق النظام والتحاقه بمركز عمل حكومي سيحكم عليه بالردة، وبالتالي عليه تحمل تبعات هذا الأمر ابتداء من حجز الممتلكات وصولا إلى الإعدام.
الناشط الميداني محمد الصالح قال إن تبعات هذين القرارين ستكون وخيمة على آلاف الموظفين الذين “يعانون من واقع معيشي مزرٍ جراء أشهر الحصار الخمسة التي فرضها التنظيم على أحياء المدينة”.
ويؤكد الصالح أن عشرات الآلاف من الأسر تعيش من دون مورد جراء عدم قدرة المعيل الأساسي لها على الدخول إلى الأحياء الواقعة تحت سيطرة النظام من أجل استلام راتبه.
ووفق روايته، فقد شدد النظام على المحاسبين بعدم صرف أي راتب إلا لصاحبه شخصيا.
الموظف عبيدة الحسن اشتكى من التمييز في التعامل بينه وبين زملائه من أبناء الساحل والمحافظات السورية الأخرى، و”الذين ترسل لهم رواتبهم وهم في مناطق سكناهم”، وقال إنه كان يعمل بشركة نفطية توقفت عن العمل منذ ثلاث سنوات.
ووفق رواية الحسن، يتعين على أبناء دير الزور الحضور بشكل شخصي إلى حي الجورة المحاصر لاستلام رواتبهم، مضيفا أنه نزح إلى ريف الرقة منذ عامين.
رفض المطالب
وقال الحسن إنهم طالبوا بالسماح لهم بقبض رواتبهم في مدن أخرى مثل حماة وحمص بسبب المضايقات التي يتعرضون لها من قبل عناصر تنظيم الدولة على الحواجز، إلا أن مطالبهم قوبلت بالرفض.
أما المدرس طارق فيشير في حديث للجزيرة نت إلى أن الحصار لم يقتصر على القاطنين في الأحياء المحاصرة، بل شمل أيضا “الآلاف من الموظفين خارجها الذين قطعت مواردهم ولا يعلمون ماذا يفعلون بعد أن سدت كل الأبواب أمامهم”.
وقال طارق إنه يعيش مع أسرته على “الاستدانة من هنا وهناك”، على أمل الحصول على رواتبه يوما ما.
ويستغرب كيف أن “النظام لم يراع الظروف التي يعيشها الموظف والتي لا يد له فيها، ومن بينها قضية الحصار وعدم قدرته على السفر إلى محافظات أخرى”.
وقال إن العاملين في القطاع التربوي من أكثر المتضررين لأن أغلبهم أجبروا على إعلان “توبتهم” من قبل تنظيم الدولة، وبالتالي عقوبتهم ستكون مضاعفة عندما يثبت سفرهم إلى مدينة أخرى لاستلام رواتبهم.
تقليص النفقات
وقال مصدر مقرب من النظام إن “القرار الجديد يلغي قرارا صادرا من قبل محافظ دير الزور قبل ثلاثة أشهر ويقضي بعدم اتخاذ أي إجراء إداري بحق الموظفين الذين لا يستطيعون الوصول إلى مديرياتهم المحاصرة”.
وحول الغاية من هذا القرار، رأى المصدر أن “هناك حاجة ماسة للحد من الهدر والتخفيف من النفقات، وكذلك “إيجاد شواغر جديدة لتوظيف أبناء الشهداء وذويهم”.
وقال إن تهديد تنظيم الدولة غير مهم لأن الموظف النازح عن بيته ليس من الصعب عليه السفر إلى منطقة أخرى خاضعة لسيطرة النظام “من أجل تحصيل رزقه”.
ويقول مصدر مقرب من تنظيم الدولة إن قرار منع التعامل مع النظام له أسباب شرعية تتعلق بحظر التعامل مع “ملة الكفر”.
واعتبر أن العمل مع النظام “يساعد على استمرارية مؤسساته وإطالة عمره”، وقال إن الأشخاص الذين أعلنوا توبتهم عن العمل في مؤسسات النظام عليهم تحمل تبعات مخالفتهم لعهدهم”.
أم سمية الداعشية: سبي النساء واغتصابهن أفضل من الدعارة
دبي – العربية.نت
لا يكف داعش وعناصره رجالاً ونساء عن مفاجأة المجتمعات يومياً بجرائمهم المقززة، وأفكارهم وطروحاتهم المشوهة. وفي آخر إبداعاتهم مقال نشر في العدد التاسع من مجلة داعش الناطقة باللغة الإنجليزية “دابق”، لأم سمية المهاجرة، التي سبق لها أن كتبت ما “يشيب له شعر الرأس” من فظائع في تغريدات عديدة لها على تويتر.
ففي مقال بعنوان “سبايا أم عاهرات؟”، زعمت أم سمية الداعشية أن النساء اللواتي تعرضن للسبي على يد عناصر التنظيم دخل عدد منهن الإسلام بإرادتهن وبعضهن أصبحن حوامل، معتبرة أن السبايا أفضل من العاهرات الموجودات في الدول الغربية، “دول الكفار”، بحسب تعبيرها.
كما أعربت عن انزعاجها من أنصار التنظيم الذين هاجموا “السبي” واعتبروه اغتصاباً للنساء، مشيرة إلى أن عدداً من أنصار التنظيم بمجرد أن ركزت وسائل الإعلام على حادثة سبي الإيزيديات هاجموا هذا الفعل وأنكروه.
واعترفت بقيام داعش بسبي العديد من النساء، مفاخرة وقائلة: “قمنا بالفعل بالقبض على نساء الكفار وسقناهم بحد السيف كالغنم”. وتابعت “إبداعاتها” متعهدة بإقامة سوق للنخاسة.
المعارضة السورية تلتقي في 8 و9 يونيو بالقاهرة
العربية.نت
أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير بدر عبدالعاطي، أن القاهرة ستستضيف يومي 8 و9 يونيو المقبل المؤتمر الموسع للمعارضة والقوى الوطنية السورية.
وقرر اجتماع القاهرة اﻷول، في يناير الماضي، عقد هذا المؤتمر في الربيع الحالي، حيث سيكون المؤتمر تحت رعاية المجلس المصري للشؤون الخارجية، على غرار الاجتماع اﻷول.
يأتي هذا اﻹعلان بعدما اتفقت لجنة متابعة اجتماع القاهرة على مجمل الموضوعات ذات الصلة بالترتيبات الخاصة بالمؤتمر الذي يهدف إلى التعبير عن رؤية أوسع إزاء كيفية التحرك في المرحلة القادمة للعمل على إنهاء اﻷزمة السورية، ووقف إراقة دماء اﻷشقاء، مع الأخذ في الاعتبار “تحقيق تطلعات الشعب السوري المشروعة للتغيير”.
داعش ينقل مقاتليه من سوريا إلى الأنبار
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قالت مصادر في حكومة الأنبار المحلية لـ”سكاي نيوز عربية”، السبت، إن تنظيم الدولة (داعش) بدأ عمليات نقل لمسلحيه باتجاه الفلوجة، ثاني أكبر مدن محافظة الأنبار، وذلك بعد سيطرته على معبر الوليد الحدودي السوري مع الأنبار، إثر انسحاب القوات السورية منه.
وحذرت المصادر من حرية الحركة لمسلحي داعش على الحدود، الأمر الذي سيعزز دفاعاته، ويفاقم الأوضاع سوءا، وقد يجعل من مهمة استعادة السيطرة على الرمادي عملية شبه مستحيلة، على حد وصف المصادر.
وفي محافظة نينوى فقد أشارت وزارة الدفاع، في بيان لها، إلى قيام طيران التحالف الدولي بقصف مبنى القنصلية التركية في مدينة الموصل، حيث كانت قيادات من داعش تعقد اجتماعا لها، ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من خمسين مسلحا من بينهم قيادات مهمة بالتنظيم، حسبما جاء في نص البيان .
أما في بغداد قالت مصادر أمنية مطلعة لـ”سكاي نيوز عربية” إن قيادة عمليات العاصمة العراقية فرضت حالة، هي أقرب إلى حظر للتجوال في حي الدورة، ومنعت سكان الحي من الدخول إليه أو الخروج منه، فيما لم تتضح الأسباب الكامنة وراء هذا القرار.
فيما أفاد مصدر عسكري مطلع في وزارة الدفاع العراقية لـ”سكاي نيوز عربية” أن الطيران العراقي وجه ضربة جوية لأهداف داعش في ناحية الفرحانية في جنوب تكريت، مركز محافظة صلاح الدين.
ومن جهة أخرى أكد مسؤولون أميركيون، مشاركة قوات إيرانية في معارك استعادة السيطرة على مصفاة بيجي العراقية من أيدي تنظيم الدولة.
وأوضح مسؤولون أميركيون أن عدداً من المسلحين الإيرانيين، معززين بأسلحة مدفعية وأسلحة ثقيلة أخرى، شاركوا في معركة تحرير بيجي إلى جانب القوات العراقية وميليشيا الحشد الشعبي.
ماكين: حملتنا الجوية بالعراق غير مجدية.. 75% من الطائرات تعود لقواعدها دون ضرب الأهداف.. إذا لم نتدخل بريا فستتحلل القوات العراقية
ماكين: حملتنا الجوية بالعراق غير مجدية.. 75% من الطائرات تعود لقواعدها دون ضرب الأهداف.. إذا لم نتدخل بريا فستتحلل القوات العراقية
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—انتقد السيناتور الأمريكي، جون ماكين، الجمعة، تصريحات الرئيس الأمريكي، باراك أوباما وقوله إنه لا يعتقد أن بلاده تخسر أمام تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش،” وأن سقوط الرمادي “انتكاسه تكتيكية.”
وقال ماكين الذي يشغل منصب رئيس لجنة الشؤون العسكرية التابعة للكونغرس في مقابلة مع CNN: “من الغريب أن الرئيس الأمريكي يكرر مرارا هذا الكلام في حين يقتل الآلاف من الأشخاص وتنتشر الجثث المحترقة في الشوارع إلى جانب الإعدامات وقطع الرؤوس.”
وحول إن كان الوقت مناسبا لإرسال قوات برية أمريكية إلى العراق، قال ماكين: “كان لدينا جلسة استماع (في لجنة الشؤون العسكرية التابعة للكونغرس) واعتقد أن الموعد حان لإرسال قوات عسكرية برية ينبغي أن يكون عددها نحو عشرة آلاف، ولابد أن تكون قوات برية.”
ولفت ماكين إلى أن “75 في المائة من الغارات الجوية تعود لقواعدها دون إلقاء القنابل، ذلك بسبب عدم وجود أي أحد على الأرض يمكن أن يعطيهم قدرة على تحديد الأهداف، هذه عملية جوية غير مجدية.. إذا لم نقوم بتدريب وتسليح القوات العراقية ولم يكن لدينا عناصر عسكرية فاعلة على الأرض مع هذه الوحدات المقاتلة فإن هذه القوات ستستمر بالتحلل وخصوصا الجيش العراقي الذي لا تواجد له حاليا.”
وحول سيطرة تنظيم داعش على تدمر في سوريا، قال السيناتور الأمريكي: “النظر إلى تدمر، ليس فقط لأنها مكان ذو قيمة أثرية عالية، بل أيضا هي مكان ذو أهمية استراتيجية تصل مناطق بسوريا مع بعضها البعض، ما حصل كارثة وكانت متوقعة بالنسبة لي وللسيناتور ليندسي غراهام وسيستمر هذا الحال حتى نتمكن من وضع استراتيجية يمكنها وقف تقدم تنظيم داعش.