أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 23 تشرين الثاني 2013

كتائب إسلامية تتوحد ضد النظام… و «داعش»

لندن، عمان، دمشق، جنيف – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

أعلنت الكتائب الإسلامية الكبرى في سورية توحّدها في إطار «الجبهة الإسلامية» للعمل على «إسقاط نظام» الرئيس بشار الأسد وبناء «دولة إسلامية» على أنقاضه. لكن مراقبين قالوا إن التنظيم الجديد الموحّد يمكن أن يقف سداً أمام التمدد المتزايد لـ «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) التابعة لتنظيم «القاعدة»، والتي سيطر مقاتلوها الخميس على بلدة أطمة الحدودية مع تركيا وطردوا منها جماعة «صقور الإسلام» التابعة لـ «الجيش الحر». وجاء ذلك في وقت سيطر مقاتلو المعارضة على مدينة دير العطية الرئيسية في ريف دمشق، ما يُعتبر نكسة للهجوم الذي بدأته قوات النظام في القلمون.

في غضون ذلك، ظهر اختلاف بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في شأن الطرف الذي يتحمّل مسؤولية تردي الأوضاع الإنسانية في سورية. وفيما حض بوتين الدول الغربية على إقناع المعارضة بحضور مؤتمر «جنيف 2» بلا شروط، حذّر أردوغان من التأخر بانعقاد المؤتمر الدولي، قائلاً إن النظام السوري «يقتل المدنيين» بمختلف أنواع الأسلحة.

واجتمع الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي أمس في جنيف مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للبحث في مؤتمر السلام السوري. وقالت خولة مطر الناطقة باسم الإبراهيمي لـ «رويترز»: «ناقشا التحضيرات لجنيف 2 عموماً، وليس بالتحديد (موضوع) مشاركة إيران فيه». وأضافت أن الاجتماع الذي عُقد في مقر الأمم المتحدة في جنيف كان لعرض حصيلة التطورات المتعلقة بالأزمة السورية.

وكان متوقعاً أن يبحث الإبراهيمي ليلاً في الأزمة السورية مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي وصل مساء إلى جنيف لحضور مناقشات مجموعة «5+1». وقال ديبلوماسيون إن اجتماع الإبراهيمي ولافروف سيعقد السبت إذا لم يكن في الإمكان عقده ليل الجمعة.

وكان رئيس مجلس الشورى في «الجبهة الإسلامية» زعيم «صقور الشام» أحمد عيسى الشيخ أعلن في فيديو بُث أمس، أن الجبهة الجديدة «تكوين سياسي – عسكري – اجتماعي مستقل يهدف إلى إسقاط نظام الأسد إسقاطاً كاملاً وبناء دولة إسلامية راشدة تكون فيها السيادة لله عز وجل وحده، مرجعاً وحاكماً لتصرفات الفرد والمجتمع والدولة». وضمّت «الجبهة الإسلامية» أكبر الفصائل الإسلامية المعارضة التي تضم نحو 50 الف مقاتل، بينها «جيش الإسلام» بقيادة زهران علوش في ريف دمشق و «أحرار الشام» بزعامة حسان عبود (أبو عبدالله الحموي) و «صقور الشام» بزعامة عيسى الشيخ و «لواء التوحيد» الذي كان يتزعمه عبدالقادر صالح قبل وفاته منذ أيام. وتقاتل الكتائب الثلاث في شمال سورية وشمالها الشرقي.

وأوضحت مصادر مطلعة لـ «الحياة» أن توحد هذه الفصائل جاء بعد اتصالات مكثفة منذ بضعة أشهر أسفرت عن تشكيل «جيش الإسلام» في ريف دمشق باندماج خمسين فصيلاً بالتوازي مع جهود لتوحد بقية الفصائل في شمال سورية تحت اسم «جيش محمد»، وذلك ضمن خطة كانت ترمي فيها الكتائب الإسلامية الى تشكيل قيادة عسكرية وسياسية موحدة لمواجهة تداعيات أي اتفاق سياسي في مؤتمر «جنيف 2» من جهة، ومواجهة تمدد نفوذ «داعش» من جهة ثانية. وأوضحت هذه المصادر أن ضغوطاً إقليمية مورست على قادة هذه الفصائل كي تتوحد في ما بينها ثم تنسق مع قيادة «الجيش الحر» من دون أن تعلن نفسها قيادة بديلة سياسياً لـ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض وحكومته الموقتة برئاسة أحمد طعمة. وقالت المصادر إن «الجبهة الإسلامية» ستواجه مقاتلي «داعش» في شمال سورية وشمالها الشرقية، مشيرة إلى أن اتصالات جرت مع «أبو محمد الجولاني» الفاتح زعيم «النصرة» الذي أراد ان يكون في التكتل الجديد، غير أن الاتفاق جرى على «التعامل الميداني سوية» من دون ضم «النصرة»، باعتبار أنها مصنّفة على قائمتي الأمم المتحدة والولايات المتحدة للمنظمات الإرهابية.

وكان مقاتلو «داعش» استولوا أمس على بلدة أطمة على الحدود مع تركيا بعدما اجتاحوا مقر «لواء صقور الإسلام» واحتجزوا القائد المحلي مصطفى وضاح ونحو عشرين من رجاله.

وفي ريف دمشق، استمرت المواجهات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة على جانبي الطريق السريع بين دمشق وحمص في وسط البلاد. وقال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض إنه «بعد معارك عنيفة استمرت عدة أيام تمكنت كتائب الجيش الحر في ريف دمشق من تحرير مدينة دير عطية الواقعة في منطقة القلمون بريف دمشق، على الطريق الدولي الواصل بين العاصمة ومحافظة حمص. وتمكنت كتائب الجيش الحر من دخول المدينة وتحريرها بالكامل، وهو إنجاز يثبت كذب روايات النظام وترويجه لانتصارات وهمية لرفع معنويات شبيحته».

وكانت قوات النظام سيطرت على مدينة قارة في القلمون، غير أن مقاتلي المعارضة شنوا هجوماً مضاداً قابلته قوات النظام بقصف مدفعي وغارات على مناطق مختلفة في مناطق القلمون. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إن «الطيران الحربي شن أكثر من 16 غارة جوية على منطقة القلمون (حتى ظهر أمس). كما قصفت القوات النظامية مناطق في مدن الزبداني ودير عطية».

في سانت بطرسبورغ، قال بوتين في مؤتمر صحافي مشترك مع أردوغان إنه يجب على الدول الغربية أن تقنع المعارضة السورية بحضور «جنيف 2» في أسرع وقت ممكن. وأضاف: «حملت روسيا على عاتقها مسؤولية إقناع القيادة السورية. قمنا بدورنا. والدور على شركائنا لإقناع المعارضة». وعبّر بوتين وأردوغان عن آراء متباينة بشدة بخصوص المسؤول عن إراقة الدماء في سورية. وفيما قال الرئيس الروسي إن نظيره السوري مهتم بالأزمة الإنسانية في بلاده والمتشددين الإسلاميين هم المسؤولون عن معظم أعمال العنف، أوضح رئيس الوزراء التركي أن تأخير عقد مؤتمر السلام يتيح وقتاً للأسد، قائلاً إن «السكان المدنيين يقتلون بالطائرات وطائرات الهليكوبتر والدبابات والمدفعية. في سورية يتحمّل النظام المسؤولية الرئيسية عن هذا».

مقتل 40 على الأقل في قصف جوي في شمال سورية

بيروت ـ رويترز، أ ف ب

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 40 شخصاً على الأقل معظمهم من المدنيين قتلوا السبت في قصف جوي حول مدينة حلب.

وأضاف المرصد السوري الموالي للمعارضة أن ست غارات على الأقل شنت على ضواحي حلب وبلدات قريبة. وتابع إن عشرات الأشخاص أصيبوا.

وقال رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان هاتفيا إن بعض الغارات في حي طريق الباب استهدفت على ما يبدو مقرات مقاتلي المعارضة ولكن بدلا من ذلك سقطت الصواريخ في شارع مزدحم ما أوقع عددا كبيرا من الضحايا المدنيين.

وكان المرصد أفاد في وقت سابق بمقتل ما لا يقل عن 29 شخصاً بينهم امراة وطفلة خلال غارات شنتها قوات النظام السوري السبت على احياء في مدينة حلب (شمال) وريفها.

وأشار إلى مقتل ما لا يقل عن 14 شخصاً وإصابة العشرات بجراح إثر قصف من طائرة حربية على حي طريق الباب الواقع في شرق مدينة حلب التي تشهد معارك ضارية منذ أكثر من عام.

وأشار المرصد إلى تعرّض حي كرم البيك لقصف من قبل القوات النظامية، لافتاً إلى وقوع قتلى سقوط جرحى، من دون أن يزود أية حصيلة.

كما نفذ الطيران الحربي 4 غارات جوية على مناطق في مدينة الباب وبلدة تادف، الواقعتين شمال شرق المدينة، ما أدى إلى مقتل 15 مواطناً بينهم سيدة وطفلة.

وأظهر شريط فيديو بثه ناشطون على الإنترنت “مجزرة رهيبة” في طريق الباب تبين عدداً من الأشخاص متجمعين على كوم من الركام بعد انهيار مبنى على الأقل، فيما يحاول آخرون البحث عن ناجين تحت الأنقاض.

ويظهر شريط آخر عدداً من الأشخاص وهم يطفئون النار في حافلة صغيرة وسط الركام.

كما أورد المرصد من جهة ثانية “مقتل ما لا يقل عن 5 جنود نظاميين إثر كمين للكتائب المقاتلة في قرية تيارة صباح اليوم (السبت)”.

وبعد أكثر من عام على اندلاع المعارك فيها، انقسمت حلب التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية لسورية، بين مناطق يسيطر عليها المقاتلون وأخرى تحت سيطرة النظام.

وتنفذ قوات النظام مدعومة من عناصر حزب الله اللبناني، الحليف الرئيسي للنظام السوري، هجمات متتالية منذ شهر على معاقل للمجموعات المسلحة المعارضة تمكنت خلالها من استعادة بعض المناطق والمواقع الاستراتيجية لا سيما شرق مدينة حلب.

واستولت قوات النظام خلال الأسابيع الأخيرة على بلدات تل عرن وتل حاصل والعزيزية والدويرنة ومحيطها، الأمر الذي من شأنه أن “يتيح تأمين حماية مطار حلب الدولي” المغلق منذ سنة بسبب المعارك في محيطه. حسبما افاد مصدر أمني لـ”فرانس برس”.

وينوي الجيش متابعة طريقه نحو شرق مدينة حلب.

نجاة وزير المصالحة السوري علي حيدر من محاولة اغتيال ومقتل سائقه

بيروت ـ يو بي أي

تعرضت سيارة وزير المصالحة السوري علي حيدر السبت لإطلاق نار ما أدى إلى مقتل سائقه.

وذكرت قناة الإخبارية السورية أن سيارة حيدر تعرضت لإطلاق نار على طريق مصياف ـ القدموس في محافظة طرطوس، إلاّ أنه لم يكن يتواجد في السيارة.

وأضافت أن الهجوم أدى إلى مقتل السائق، من دون أن تشير إلى معلومات إضافية حول الهجوم.

إسلاميون يقولون إنهم سيطروا على أكبر حقل نفطي في سورية

بيروت ـ رويترز

قال نشطاء إن كتائب نشطاء إسلاميين يقودهم مقاتلون على صلة بتنظيم “القاعدة” سيطروا على أكبر حقل نفطي في شرق سورية السبت وقطعوا إمكانية وصول الرئيس بشار الأسد لكل احتياطي النفط المحلي تقريباً.

ولم يرد تعليق فوري من الحكومة. وسيعني فقدان حقل العمر النفطي سيعني أن قوات الأسد ستعتمد تقريباً على النفط المستورد في قتالها لإنهاء الصراع المستمر منذ عامين ونصف العام في البلاد.

وقال نشطاء على صلة بجبهة النصرة إن مقاتليهم داهموا الحقل وسيطروا عليه وعلى عدد من الصهاريج ومخزن أسلحة.

لبنان: تفكيك عبوة زنتها 350 كلغ في البقاع قرب الحدود مع سورية

بيروت – «الحياة»

بعد أقل من ثلاثة أيام على التفجيرين الانتحاريين، احدهما بسيارة مفخخة، أمام مبنى السفارة الإيرانية في بيروت الكائن في محلة بئر حسن في الضاحية الجنوبية للعاصمة، تمكنت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني في منطقة البقاع فجر أمس، من ضبط سيارة في داخلها عبوة معدة للتفجير زنتها حوالى 350 كيلوغراماً من مواد متنوعة شديدة الانفجار، كانت مركونة في منتصف الطريق بين بلدتي مقنة واللبوة في البقاع الشمالي قرب الحدود مع سورية، وفق ما أفاد مصدر أمني لبناني أوضح لـ «الحياة» أن المتفجرات كانت موصولة بأسلاك طولها 50 متراً ومربوطة بصاعق وبجهاز تحكم حديث يمكن استخدامه لتفجيرها من بعد أو بواسطة انتحاري.

وبالنسبة الى التحقيق في تفجيري سفارة ايران، علم ان لبنانيا من مدينة صيدا يدعى عدنان ابو ظهر اتصل برئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العقيد علي شحرور ليبلغه ان الرسم التقريب الذي نشر لاحد المشتبه بهما يعود الى ولده معين. وافاد عدنان بان ابنه موجود في سورية. وأفيد ايضا بان عدنان نقل الى وزارة الدفاع للتحقيق ومطابقة الـ «دي. ان. آي» للتأكد من شخصية الانتحاري. وعلم ان معين كان من مناصري الشيخ السلفي المطلوب للعدالة احمد الاسير بتهمة الاعتداء على الجيش.

وجاء ضبط السيارة في البقاع الشمالي، وهي نوع «بويك» سوداء اللون، قبل ساعات من بدء الاحتفال الرسمي في الذكرى السبعين لاستقلال لبنان الذي اقتصر على عرض عسكري لوحدات من الجيش والقوى الأمنية، رعاه رئيس الجمهورية ميشال سليمان وحضره رؤساء البرلمان نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والمكلف تشكيل الحكومة الجديدة تمام سلام، وأعقبته حفلة استقبال في القصر الجمهوري في بعبدا، تكاد تكون رمزية بسبب الظروف العصيبة التي يمر فيها البلد.

وغابت مظاهر الفرحة والبهجة عن احتفالات الاستقلال، وعكست حال الحذر الشديد الذي يعيشه لبنان مع ارتفاع منسوب المخاوف من حصول تفجيرات على غرار التفجير الأخير الذي استهدف السفارة الإيرانية، والذي تزامن مع ضبط السيارة المفخخة في البقاع الشمالي.

حتى إن الكلام السياسي كاد يكون غائباً كلياً عن هذه الاحتفالات، لو لم يبادر زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الى التنويه بالكلمة التي وجهها الرئيس سليمان الى اللبنانيين لمناسبة هذه الذكرى، واصفاً ما ورد فيها بأنه «أرقى ما يمكن أن يصل اليه الخطاب السياسي في هذه المرحلة الاستثنائية من حياة لبنان»، ومؤكداً أن الرسالة «اختزلت كل ما يجب ان يقال في المناسبة التي تأتي على وقع أحداث وتطورات غير مسبوقة في العالم العربي، وتعبر بالوقائع التفصيلية عن روح اعلان بعبدا الذي لا يريدون له فقط أن يبقى مجرد حبر على ورق بل إنهم يسعون الى محوه من الوجود السياسي، وتشكل (الرسالة) خط الدفاع الأخير عن استقلال لبنان وصيغة العيش المشترك».

وفي موضوع السيارة المفخخة، ذكر بيان لمديرية التوجيه في الجيش اللبناني، أن زنة العبوة المضبوطة بلغت نحو 350 كيلوغراماً من مواد متنوعة وشديدة الانفجار، وأن الخبير العسكري عمل على تفكيكها وبوشرت التحقيقات بإشراف القضاء المختص لكشف المتورطين.

وأكدت مصادر أمنية لـ «الحياة»، أنه سبق العثورَ على السيارة سماعُ تبادل اطلاق نار كثيف مجهول المصدر. ما دفع بوحدات الجيش المنتشرة في المنطقة الى تسيير دوريات مؤللة تمكنت من العثور على سيارة سوداء حديثة رباعية الدفع تحمل اللوحة الرقم 401907-ج، تبين لاحقاً ان لوحتها مزورة وأن لا قيود لها في مصلحة تسجيل السيارات.

وأكدت المصادر أن السيارة وجدت مصابة بطلقات نارية في اطاراتها وفي زجاجها من الجهة الخلفية، ما اضطر من كان في داخلها الى تركها في منتصف الطريق الدولية بين مقنة واللبوة.

وسارعت وحدات الجيش، وفق المصادر نفسها، الى قطع الطريق بواسطة قوة من المخابرات التابعة للجيش اللبناني وقامت بتحويل السير الى طريق ترابي فرعي استحدثته حفظاً للسلامة العامة، واستدعت فرقة من سلاح الهندسة عملت على تفكيك العبوة.

وقدرت المصادر زنة العبوة المفخخة بأكثر من 350 كيلوغراماً من المواد المتفجرة وهي خليط من مواد تستخدم في تفجير الصخور وأخرى من الديناميت ومن مادة قريبة من مادة «سي. فور» اضافة الى قذيفتي هاون عيار 122 ملم، وقالت إنها موصولة بصاعق وبجهاز تحكم يمكن استخدامه لتفجيرها من بعد أو بواسطة انتحاري.

ونفت المصادر أن تكون السيارة المفخخة قد أصيبت من جراء مطاردتها من قبل عناصر من الجيش، وقالت إن من كان في داخلها اضطر الى تركها بسبب اصابتها برصاص يُعتقد ان سببه حادث سير حصل بينها وبين سيارة أخرى أدى الى تبادل اطلاق النار.

ولم تؤكد المصادر ما إذا كانت السيارة المفخخة قد جهّزت داخل الأراضي اللبنانية أم أنها أُحضرت مجهزةً للتفجير من مكان ما في سورية، وقالت إن التحقيقات جارية لجلاء الحقيقة، وإن عناصر من الأدلة الجنائية حضرت فوراً وعملت على رفع البصمات عن السيارة فيما عمدت قوة الجيش المنتشرة في المنطقة إلى إخلاء المنازل القريبة من مكان العثور عليها من سكانها.

فحص الحمض النووي يثبت أن أحد مفجري السفارة الايرانية في بيروت لبناني من صيدا

بيروت ـ يو بي أي

أعلن مصدر قضائي السبت أن نتيجة الحمض النووي لأشلاء جثة انتحاري لبناني استهدف مع انتحاري آخر السفارة إيرانية في بيروت تطابقت مع عينات أخذت من والده.

وكان الجيش اللبناني وزع صورة لأحد الانتحاريين اللذين استهدفا السفارة الايرانية الثلاثاء الماضي، ما أدى الى مقتل وجرح العشرات .

وتوجه والد صاحب الصورة إلى وزارة الدفاع معلناً أن صاحب الصورة الموزعة هو ابنه، معين أبو ظهر من مدينة صيدا الساحلية الجنوبية، وهو أول انتحاري لبناني يقوم بعملية تفجير في لبنان.

ووزع الجيش أمس الجمعة صورة يعتقد انها للانتحاري الثاني طالبا من يعرف عنها شيئا ان يبلغ القوى العسكرية.

وكانت إيران اتهمت قوى ” تكفيرية مدعومة من اسرائيل ” بأنها وراء عملية تفجير سفارتها في بيروت فيما أعلنت جماعة جهادية تابعة لتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن الهجو

مسجد السلطان في عرسال اللبنانية يأوي لاجئي ‘قارة’ السورية ورواياتهم عن ليلة الفرار

بيروت- الأناضول: “لسنا إرهابيين”، عبارة قالها أبو محمد، أحد السوريين الذين لجأوا إلى بلدة عرسال اللبنانية على الحدود مع سوريا، وهو يشير الى أكثر من ثلاثة آلاف رجل وشيخ وامرأة وطفل اتخذوا من مساجد عرسال مأوى لهم، بعد أن هربوا من جحيم قصف النظام السوري لبلدة “قارة” في منطقة “القلمون” بريف دمشق الشمالي.

حوالي 80 عائلة سورية، هي عينة من أكثر من 25 ألف سوري لجأوا إلى بلدة عرسال خلال الأسبوع الماضي، غص بها مسجد “السلطان” الذي تحول إلى ملاذ وحيد لها، حيث افترشت النساء مع أطفالهن صحنه الداخلي وتحول منبره الى شبه رف للأغراض والأمتعة.

ويبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة بلبنان 816 ألفا، فيما تؤكد السلطات اللبنانية أن عددهم الاجمالي تخطى المليون و200 الف.

أبو محمد، الذي رفض الإفصاح عن اسمه الكامل وأصر على ستر وجهه بكوفية حمراء، قال لوكالة (الأناضول) للأنباء “لقد اتخذ النظام السوري حجّة وجود إرهابيين في بلدتنا قارة لقصفنا بالصواريخ والراجمات والطائرات على مدار أسبوع كامل”.

واستذكر والغضب يقدح في عينه ليلة هروبهم من بلدة “قارة” في منطقة “القلمون” بريف دمشق الشمالي، قائلا “لقد خرجنا من بيوتنا، رغما عنا بعد الخوف والفزع والهلع والقصف بالصواريخ والراجمات والطيران”.

ووصف كيف اختبأوا بالأقبية “وبالرغم من ذلك كنا نشعر وكأن زلزالا يحدث مع كل صاروخ يسقط علينا”.

وروى لاجئ آخر رفض الإفصاح عن اسمه، مكتفيا باسم أبو كامل ومصرا على تغطية وجهه ايضاً، كيف قرروا الخروج من “قارة” بعد قصف شديد تعرضت له البلدة يوم الجمعة من الأسبوع الماضي.

وقال أبو كامل إن “جيش الأسد بدأ يقصفنا بالصواريخ والراجمات”، مصراً على أنه “لا يوجد في المنطقة أي مسلحين أو أي سلاح” .

وكان القرار سريعاً بترك البلدة “فهربنا مع الأولاد والنساء إلى الجبال عبر طرق متعرجة صعبة جدا … خرجنا بثيابنا فقط في ظل برد قارس وخوف كبير من الحيوانات المفترسة”.

وعند وصولهم إلى بلدة عرسال اللبنانية لم يجدوا غير مسجد “السلطان” ليأووا إليه حيث “تكدسنا فوق بعضنا البعض، نساءا ورجالا وأطفالا دون وجود أي فرش أو بطانيات” تقيهم البرد القارس في تلك المنطقة الجبلية المعروفة بمناخها الشتوي القاسي.

وعلى الرغم من عدم قدرة أهالي بلدة عرسال على تقديم المساعدات الكافية للاجئين السوريين الذين وصل عددهم الى أكثر من 60 ألف في البلدة، وأصبحوا يشكلون حوالي ثلثي عدد سكانها، بحسب مصادر بلدية عرسال، وفي ظل قلة المساعدات الدولية، أبدى أبو كامل تخوفا كبيرا من انتشار الأمراض “بسبب الزحام والتكدس في أماكن الإيواء والبرد القارس″.

ويتحسّر على الواقع الذي آل إليه السوريون “ونحن المعروفون بعزتنا وكرامتنا أصبحنا اليوم شحاذين على أبواب هذه الدولة وتلك”، على حد قوله.

وصبّ أبو كامل جام غضبه ليس فقط على النظام السوري الذي قال أنه “لايخاف منه ولا رئيسه الأسد”، بل على المعارضة أيضا، قائلا “الواحد منهم أكذب من الآخر… هما يتاجران بدمائنا دون استثناء أي منهما”.

واستطاع البعض الآخر من أهل “قارة” الهرب باتجاه عرسال باستخدام السيارات، إلا أن القصف لاحقهم فأصاب سيارتين اصابات مباشرة، أدت إلى احتراقهما ومقتل اثنين من الركاب، بحسب لاجئ مسن اتخذ من مسجد “السلطان” زاوية ركن إليها ينظر منها الى النساء والأطفال الذين لا يدرون أي مستقبل ينتظرهم، ودون أن يحدد موعد استهداف السيارتين.

ويحاول اللاجئون الجدد في عرسال التكيّف مع واقعهم المأساوي قدر المستطاع، بانتظار وصول المساعدات التي قد تعيد لهم شيئا من حياتهم التي تركوها خلفهم في “قارة”، فالنساء اتخذن من الأشجار والجدران الخارجية للمساجد والمنازل أماكن لنشر ملابس عائلاتهم المغسولة، فيما عكف الأطفال على اختراع ألعاب بدائية بالرمال والماء وبعض العبوات البلاستيكية.

أردوغان: ندعم مؤتمر جنيف2 … والنظام السوري هو المسؤول الاول عن الاحداث

اعلان أكبر تجمع لألوية عسكرية اسلامية معتدلة والمعارضة تحرر مدينة في القلمون

عواصم ـ وكالات: أعلنت أكبر سبعة فصائل إسلامية في المعارضة السورية تشكيل جبهة إسلامية جديدة لتصبح اكبر تحالف لمقاتلي المعارضة حتى الآن منذ بداية الصراع قبل عامين ونصف العام، فيما سيطر مقاتلو المعارضة السورية المسلحة الجمعة بشكل شبه كامل على مدينة دير عطية ذات الغالبية المسيحية في منطقة القلمون شمالي دمشق حيث احرز النظام خلال الايام الفائتة تقدما كبيرا، بحسب ما ذكر الائتلاف السوري المعارض.

وقال قادة معارضون إسلاميون في تسجيل فيديو بثته قناة ‘الجزيرة’ الإخبارية إن اتحادهم الجديد لن يسعى فقط للإطاحة بحكم بشار الاسد بل أيضا إلى إقامة دولة إسلامية.

وقال أحمد عيسى الذي يقود ألوية صقور الشام إن هذا التحالف ‘تكوين سياسي عسكري اجتماعي مستقل يهدف الى اسقاط النظام الاسدي في سورية اسقاطا كاملا وبناء دولة اسلامية راشدة تكون فيها السيادة لله عز وجل وحده مرجعا وحاكما وناظما لتصرفات الفرد والدولة’.

ويقوض الاندماج قيادة الجيش السوري الحر العلماني الذي كان ذات يوم ينظر إليه باعتباره مظلة رمزية لجميع المعارضين لكنه ضعف بسبب الاقتتال الداخلي والانشقاق.

وقد يمثل ذلك تحديا لصعود فصائل ترتبط بتنظيم القاعدة الذي زادت قوته بدرجة كبيرة مع ضعف فصائل اخرى.

ومن بين الجماعات الرئيسية التي انضمت للجبهة جماعات قوية منتشرة في انحاء البلاد مثل أحرار الشام وصقور الشام والجيش الإسلامي. وانضم كذلك لواء التوحيد الذي قاد هجوما في آب (اغسطس) 2012 مكن المعارضين من الاستيلاء على أجزاء كبيرة من اراضي مدينة حلب وأجزاء أخرى في شمال سورية. ولا ينظر لهذه الجماعات باعتبارها بنفس درجة تشدد الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وقال المرصد السوري في بريد الكتروني ‘تمكن مقاتلو الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وعدة كتائب مقاتلة من فرض سيطرتهم بشكل شبه كامل على مدينة دير عطية التي تعتبر من اهم معاقل النظام في القلمون’.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ردا على سؤال لوكالة فرانس برس ان قوات النظام لا تزال موجودة في مشفى المدينة وعلى تلة صغيرة عند اطراف المدينة بالقرب من طريق حمص دمشق العام.

واكد الائتلاف في بيان سيطرة الجيش الحر على المدينة.وقال ‘بعد معارك عنيفة استمرت أياما عدة، تمكنت كتائب الجيش الحر في ريف دمشق من تحرير مدينة دير عطية’، مشيرا الى ان ذلك ‘إنجاز يثبت كذب روايات النظام وترويجه لانتصارات وهمية’.

ونفى مصدر امني سوري ردا على سؤال لفرانس برس السيطرة على دير عطية، مشيرا الى ان ‘ارهابيين فروا من قارة لجأوا الى مبان عند اطراف المدينة، ويتولى الجيش معالجة المسألة’.

وكان مقاتلو المعارضة دخلوا المدينة الاربعاء غداة انسحابهم من بلدة قارة القريبة التي تمكن النظام من السيطرة عليها. ومنذ 15 تشرين الثاني (نوفمبر)، تنفذ قوات النظام مدعومة من حزب الله اللبناني ومقاتلين شيعة عراقيين هجمات في القلمون في استراتيجية تهدف الى ‘قضم’ منطقة وراء منطقة، بحسب ما يقول خبراء.

ونزح من قارة الاف السوريين الى دير عطية والى بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع ريف دمشق.

واشار المرصد الى ان الطيران الحربي السوري نفذ 16 غارة على مناطق في القلمون اوقعت قتلى وجرحى.

وتعتبر منطقة القلمون استراتيجية بالنسبة الى النظام لانها تقع الى جانب الطريق الدولي الذي يربط حمص ودمشق والذي يسعى النظام الى ابقائه مفتوحا.كما تؤكد دمشق انها تشكل قاعدة يتم تهريب السلاح والمسلحين اليها من لبنان، وبالتالي، تريد قطع هذا الطريق على المجموعات المسلحة التي تقاتل ضدها.

وقال رئيس الوزراء التركي، ‘رجب طيب أردوغان’، إنه يدعم مؤتمر جنيف 2، ويأمل في التوصل إلى نتيجة، مشدداً أنه لا مجال لإضاعة الوقت.

جاءت تصريحات أردوغان في المؤتمر الصحافي، الذي عقده مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في سان بطرسبرغ الجمعة، في إطار الاجتماع الرابع للمجلس الإستراتيجي رفيع المستوى التركي الروسي.

وفي الشأن السوري قال أردوغان ‘إن النظام السوري هو المسؤول بالدرجة الأولى عن الأحداث في سورية، والجماعات المتطرفة أيضاً مسؤولة عن ذلك’، موضحاً أن الجماعات المتطرفة تمتلك أسلحة قصيرة وطويلة المدى، بيد أن النظام السوري دمر دون تمييز المدن والمساجد، وأماكن العبادة، ويجب اتخاذ خطوات لمحاكمته في محكمة لاهاي الدولية.

لاجئون سوريون وفلسطينيون محتجزون يبدأون إضرابا عن الطعام

القاهرة ـ يو بي اي ـ رويترز: لقي 3 أشخاص مصرعهم وأصيب 14 بجروح في اشتباكات وقعت الجمعة، بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي وبين معارضيه وقوات الأمن في القاهرة وعدد من المحافظات.

وقال رئيس الإدارة المركزية للرعاية العاجلة والحرجة بوزارة الصحة والسكان الدكتور خالد الخطيب، في تصريح للصحافيين، إن الاشتباكات أسفرت عن وفاة شخص بمحافظة المنيا (جنوب القاهرة) وطفل يبلغ 10 سنوات بمحافظة السويس (شرق القاهرة)، فيما أكد رئيس هيئة إسعاف مصر الدكتور أحمد الأنصاري في تصريح أن شخصاً يُدعى صلاح عادل قُتل بالقاهرة.

وأضاف الأنصاري أن الاشتباكات أسفرت كذلك عن وقوع 14 مصاب.

و كان الأمن المصري أوقف، في وقت سابق من مساء امس، العشرات من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي كانوا يتظاهرون بضاحية مدينة نصر شمال شرق القاهرة، فيما تتواصل الاشتباكات بين الجانبين.

ودارت اشتباكات عنيفة بين أنصار مرسي من جهة وبين خصومه وعناصر الأمن من جهة أخرى على أطراف منطقة ‘رابعة العدوية’ في ضاحية مدينة نصر، وتمكنت عناصر الأمن من توقيف عشرات من أنصار الرئيس المعزول واقتادتهم إلى مراكز أمنية.

الى ذلك قال عدد من بين عشرات اللاجئين القادمين من سورية والمحتجزين في مركز شرطة مصري إنهم بدأوا إضرابا عن الطعام الجمعة للفت الانتباه إلى محنتهم.

وأكدت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين أن 52 لاجئا من أصل سوري وفلسطيني رفضوا استلام الأغذية التي قدمتها منظمة خيرية تمولها المفوضية إلى مركز الشرطة المحتجزين به في الاسكندرية.

ومن بين المحتجزين 21 طفلا بينهم طفلتان توأمان تبلغان من العمر 14 شهرا وثماني نساء.

وقال رجل يبلغ من العمر 52 عاما عبر الهاتف من مركز الشرطة في الاسكندرية ‘لن نأكل حتى نموت أو يسمح لنا بالذهاب إلى أي بلد يقبلنا.’

وهذا الرجل الذي طلب عدم ذكر اسمه فلسطيني مولود في سورية مثل نحو نصف اللاجئين المتحجزين في مركز الشرطة.

وتقول الأمم المتحدة إن الحكومة المصرية رفضت السماح لها بتسجيل فلسطينيين وافدين من سورية كلاجئين وإعطائهم البطاقة الصفراء التي تسمح لهم بالإقامة المؤقتة.

ونتيجة لذلك يحتجز مئات الفلسطينيين في مراكز الشرطة ولا يمكنهم الذهاب إلى مكان آخر.

وبعث لاجئ آخر رسالة نصية قصيرة قال فيها إنهم يناشدون المجتمع الدولي باسم الإنسانية ويبحثون عن وطن آمن يمكن أن يوفر الحماية والرعاية لأطفالهم ونسائهم.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان الأسبوع الماضي إن السلطات المصرية اعتقلت نحو 1500 لاجئ سوري في الأشهر القليلة الماضية وإن حوالي 1200 منهم ‘أكرهوا على المغادرة’.

وغادر من يحملون جوازات سفر سورية مصر متجهين إلى مخيمات للاجئين في بلدان أخرى بالمنطقة. ولم يكن أمام الفلسطينيين من خيار سوى المكوث في أحد مراكز الشرطة لأجل غير مسمى أو العودة بطريقة ما إلى منطقة الحرب في سورية.

وقبض على معظم من احتجزوا والذين بلغ عددهم 1500 أثناء محاولتهم الفرار بحرا إلى إيطاليا. ورغم أن القضاء أمر بإطلاق سراحهم تقول السلطات إنهم محتجزون لانتهاكهم قواعد الهجرة.

وكان كثير ممن دخلوا في إضراب عن الطعام قد اعتقلتهم قوات البحرية المصرية في البحر يوم 17 أيلول (سبتمبر) حيث أطلقت النار على قاربهم المتداعي الذي كان يحمل أكثر من طاقته مما أسفر عن مقتل لاجئين اثنين.

وقال الفلسطيني المولود في سورية ‘نحن محتجزون في أوضاع غير إنسانية ونساؤنا وأطفالنا يعانون من تداعيات نفسية.’

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي إنه لا يعلم شيئا عن الإضراب عن الطعام.

ميخائيل بوغدانوف يلتقي وفدًا من الائتلاف السوري في جنيف

بهية مارديني

ايلاف

يلتقي وفد من الائتلاف الوطني السوري نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في جنيف غدًا، كما يلتقي ممثلًا عن الجانب الأميركي، والأخضر الابراهيمي، في جولة تحضير لجنيف-2.

لندن: سافر اليوم بدر جاموس الأمين العام للائتلاف الوطني السوري وعضوي الائتلاف عبد الحكيم بشار وعبد الأحد اصطيفو نذير الحكيم  إلى جنيف، للتباحث مع ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، حول مؤتمر جنيف-2، للوصول إلى ثوابت مشتركة حول الخطوة التالية التي يمكن أن يخطوها الائتلاف باتجاه الحل السياسي، وباتجاه المشاركة في المؤتمر. ونسق الوفد مع رئيس الائتلاف احمد الجربا، الذي يقوم بجولة خليجية، حول تفاصيل الزيارة والرؤية الاساسية للائتلاف حول جنيف-2، التي حددها اجتماع الهيئة العامة الاخير.

لقاء اسطنبول

وافقت الهيئة العامة للائتلاف على حضور مؤتمر جنيف-2، على أن يؤدي إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة بما فيها الصلاحيات الرئاسية والعسكرية والامنية، وعلى الا يكون لبشار الاسد وأعوانه الذين تلطخت ايديهم بدماء السوريين أي دور في المرحلة الانتقالية. ونبهت الهيئة في رؤيتها أن انتقال السلطة منصوص عليه في بيان جنيف-1 وفي قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118، الذي تبنى بيان جنيف، ودعا إلى عقد مؤتمر دولي لتطبيقه.

وكان بدر جاموس وفاروق طيفور التقيا بوغدانوف في اسطنبول في لقاء قصير، وقال امين عام الائتلاف إن من الأولويات التركيز على ما يجري على الارض من اوضاع انسانية في المناطق التي يحاصرها النظام، ولفت الانظار إلى ازدياد عنفه واجرامه كلما اقترب جنيف-2.

وأضاف: “لا بد من إنهاء مأساة الشعب السوري، لكن ضمن محددات الائتلاف ورؤيته التي لن تسمح ببيع دماء السوريين”. وقال بيان لوزارة الخارجية الروسي بعد الزيارة إن بوغدانوف، بحث في اسطنبول مع جاموس وطيفور الوضع الانساني في سوريا، وتم البحث في التحضير لمؤتمر جنيف-2 للتسوية، في ضوء موافقة الائتلاف على المشاركة فيه.

وسيلتقي وفد الائتلاف أيضًا ممثلا عن الجانب الاميركي، والمبعوث العربي الأممي الأخضر الابراهيمي.

تسيّد بوتين

يتحدث محللون عن اندلاع المعارك في سوريا بقوة، وبالذات في القلمون، بعد ضوء اخضر روسي للنظام خلال المكالمة الهاتفية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره السوري بشار الأسد، وبعدما هاتف بوتين الرئيس الإيراني حسن روحاني، لتؤكد هذه المحادثات تسيُّد روسيا، وتحديدًا بوتين ورئيس حارجيته سيرغي لافروف، للمشهد الدولي منذ الاتفاق على تدمير السلاح الكيماوي السوري، الذي منع الحرب الأميركية على سوريا.

وكان مصدر دبلوماسي غربي في باريس أكد لصحيفة “الوطن” المقربة من السلطة في سوريا أن وزير الخارجية الأمريكية جون كيري أبلغ نظيره الفرنسي لوران فابيوس أن واشنطن وموسكو تسعيان لعقد المؤتمر الدولي حول سورية في 12 كانون الأول (ديسمبر) القادم”. وأشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيعلن ذلك رسميًا في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي.

كما نقلت صحيفة الوطن عن نائب رئيس الوزراء السوري السابق قدري جميل، الذي أقيل من منصبه الشهر الماضي، قوله: “إن مؤتمر جنيف هو الطريق الوحيد للخروج من الأزمة، والوضع الميداني لن يحسم إن لم ينعقد المؤتمر”، مؤكدًا مشاركته ضمن وفد من وفود المعارضة، من دون أية تفاصيل إضافية.

لاجئون يخشون الشتاء اللبناني لكن العودة للموت السوري تخيفهم أكثر

في البقاع اللبناني، يترقّب مئات آلاف اللاجئين السوريين الشتاء بقلق بالغ، في منطقة تتدنى فيها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، ويغطي الثلج قراها وسهلها المنبسط حتى الحدود السورية.

يعيش عدد كبير جدًا من اللاجئين السوريين إلى منطقة البقاع اللبنانية في خيم وشوادر نصبت على إطارات خشبية، وبعضها يقتصر سقفه على أكياس بلاستيكية، في أرض زراعية تتحول إلى حقل من الوحول عند أول هطول للمطر.

في الساقية

تقول فاطمة هانهون، التي فرّت من ادلب في شمال غرب سوريا إلى سعدنايل شرق لبنان: “الشتاء مرعب هنا، في السنة الماضية غطت المياه الارض، ولم نتمكن من الخروج من الخيمة من دون أن نغرق حتى الركب في الوحل والاوساخ”.

وحتى عندما لا تمطر السماء، لا تكون الظروف افضل في هذا المخيم غير الرسمي قرب بلدة سعدنايل البقاعية، الذي تفصله عن الطريق العام ساقية مليئة بالنفايات يعبر البالغون فوقها من جانب إلى آخر، بينما يمر فيها الاطفال حفاة، ويغتسل اللاجئون بمياهها، بينما يشربون من النبع البعيد عنها مسافة قصيرة.

واقامت جمعية انسانية بعض المراحيض المشتركة، وهي قاعدة مرتفعة مع ثقب كبير في وسطها محاطة بالواح معدنية يغلب عليها الصدأ. ويقول احمد القادم ايضا من ادلب إن زوجته التي تعاني من إعاقة جسدية تستخدم كيسًا بلاستيكيًا داخل الخيمة بدلًا من الحمام، لانها لا تستطيع تسلق القاعدة. يضيف: “لا نلوم احدًا على وضعنا، لكننا نأمل فقط ببعض المساعدة”، مشيرًا إلى ثقوب عديدة في خيمته، يدخل منها الهواء القارس ليلًا.

صندوق المساعدات

تحاول المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة، بالتعاون مع عدد من المنظمات الانسانية، بذل كل الجهد الممكن لتقديم المساعدة. وتسعى المفوضية إلى تزويد جميع اللاجئين المقيمين في البقاع، حيث تتدنى درجات الحرارة كثيرًا في الشتاء، بالتجهيزات الضرورية لمواجهة هذا الفصل. وتقول ليزا أبو خالد، من الفريق الاعلامي للمفوضية: “هناك 247 ألف لاجئ مسجلين لدى الامم المتحدة في البقاع وحوالى 27 الفًا قيد التسجيل، وسيحصلون كلهم على مساعدات لمواجهة فصل الشتاء كونهم يعيشون في منطقة ترتفع اكثر من 500 متر عن سطح البحر”.

وفي مدرسة في سعدنايل، ينتظر عشرات الرجال والنساء دورهم للحصول على صندوق يحتوي مساعدات، بينها بطانيات خاصة ترفع حرارة الجسم. كما يحصلون على بطاقة مصرفية خاصة تحتوي على مبلغ معين مخصص فقط لشراء الفيول والمدافئ. كما توزع عليهم شوادر سميكة تقيهم من المطر وسجادات ودعامات خشبية إضافية.

غرق في الوحل

يوجد نحو 250 مخيمًا غير رسمي في البقاع وحده. ولم تتمكن الحكومة اللبنانية من وضع اقتراح انشاء مخيمات رسمية للاجئين موضع التنفيذ، بسبب معارضة قوية من اطراف سياسية داخلية تتذرع بتجربة اللاجئين الفلسطينيين، الذين استقروا في مخيمات في لبنان منذ عقود. ويشكل اللاجئون السوريون الذين يفوق عددهم 800 ألف عبئًا كبيرًا على لبنان ذي الموارد الاقتصادية المحدودة. وتقول الامم المتحدة إن 25 مخيمًا من هذه المخيمات معرضة اكثر من غيرها لتغرق بالمياه، لذلك تُحفر اقنية داخلها لمحاولة تصريف مياه الامطار لدى هطولها وتجنب الكوارث.

في مخيم الدلهمية، تم تعزيز معظم الخيم. تقول محبوبة سرحان (27 عامًا)، أم لسبعة اطفال من حمص: “الامم المتحدة تقوم بمساعدتنا، ثبتنا الشوادر البلاستيكية الاضافية، ولدينا مال لشراء الفيول والتدفئة”. تضيف: “خلال الشتاء الماضي، لم يكن في امكاننا الخروج إلى الحمامات من دون أن نغرق في الوحل بين الخيم”.

غير كافية

الا أن آخرين يعتبرون المساعدة المقدمة غير كافية. يشير عبد الله حسين، القادم من حمص ايضًا، إلى خيمة صغيرة، ويقول: “نحن ثمانية في هذه الخيمة، اعطوني ثمانية دعائم خشبية وبعض البلاستيك. كيف يمكن لهذا أن يجعلنا نشعر بالدفء عندما يتساقط الثلج؟”. ويقول أبو خالد: “لا ندعي أننا نقدم لهم تجهيزات خمس نجوم، لكننا نحاول أن نحسن ظروف حياتهم”.

في مخيم سعدنايل، يستعد احمد العبد لصب طبقة من الاسمنت قرب خيمته. يقول: “اشتريت هذه المواد بأجر يومي عمل، وهذا يساعدنا على مواجهة الشتاء”. يضيف: “نحن مذعورون من الشتاء القادم، لكن العودة إلى الموت في سوريا أسوأ بكثير”.

مباحثات حول سوريا على هامش المفاوضات النووية

ظريف يجتمع مع الإبراهيمي

جنيف: «الشرق الأوسط»

قالت المتحدثة باسم المبعوث الدولي للأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي بأنه أجرى محادثات مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس بخصوص مؤتمر دولي مزمع يهدف إلى إنهاء الحرب الأهلية في سوريا. وأبلغت خولة مطر المتحدثة باسم الإبراهيمي رويترز في جنيف حيث اجتمع الإبراهيمي وظريف في مبنى الأمم المتحدة أنهما ناقشا الاستعدادات لعقد مؤتمر جنيف2 بصفة عامة وليس مشاركة إيران على وجه التحديد.

وقال دبلوماسيون ومصدر في الوفد الروسي المشارك في المفاوضات مع إيران بأن من المتوقع أن يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع الإبراهيمي في وقت لاحق.

ووصل لافروف إلى جنيف أمس الجمعة للمشاركة في المحادثات بين القوى الست الكبرى وإيران بخصوص الحد من برنامج طهران النووي.

وتأمل الأمم المتحدة أن يعقد مؤتمر جنيف2 – الذي تسعى موسكو وواشنطن لتنظيمه – في منتصف ديسمبر (كانون الأول) سعيا لإنهاء الصراع الدائر في سوريا منذ أكثر من عامين ونصف العام والذي أودى بحياة ما يربو على 100 ألف شخص.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أن على الدول الغربية إقناع المعارضة السورية بالمشاركة في المحادثات مع حكومة الأسد.

ومن المقرر أن يجري الإبراهيمي محادثات ثلاثية مع نائبي وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف وجينادي جاتيلوف إلى جانب وكيلة وزارة الخارجية الأميركية ويندي شيرمان في جنيف يوم الاثنين.

ومن بين الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال قائمة المدعوين لمؤتمر جنيف2 إلى جانب مشاركة المعارضة السورية.

ومن المتوقع أن يعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون موعد المؤتمر بعد ذلك ويرسل الدعوات.

ويهدف المؤتمر إلى البناء على اتفاق توصلت إليه القوى العالمية في جنيف في يونيو (حزيران) 2012 تحت رعاية الوسيط السابق كوفي أنان ويدعو إلى انتقال سياسي في سوريا لكنه ترك الباب مفتوحا أمام مسألة مشاركة الأسد بدور في العملية الانتقالية.

النازحون السوريون في عرسال.. هاربون من الموت إلى البؤس والجوع

كارثة إنسانية يعيشها آلاف العائلات في غياب مراكز إيواء كافية وأدنى متطلبات الحياة

عرسال (لبنان): كارولين عاكوم

أن يصبح الحصول على الدواء والطعام والتعليم من الكماليات.. هو المأساة بحد ذاتها. أن تتحول النظافة والقدرة على الاستحمام ولو بالماء البارد ترفا هو معاناة لا قدرة لأي إنسان على تحملها. في بلدة عرسال، حيث وجد النازحون السوريون ملجأ لهم في أكثر بلدات البقاع حرمانا، المعاناة مضاعفة. أهالي المنطقة الذين فتحوا بيوتهم للعائلات السورية وتقاسموا معهم رغيف الخبز ويبذلون أقسى جهودهم لتقديم المساعدات لهم، ليسوا بأفضل حال وقدرتهم على التحمل ليست كبيرة. وهو الأمر الذي بدأ يظهر بشكل واضح في ظل زيادة عدد النازحين يوميا منذ بدء معركة القلمون الذي فاق لغاية اليوم عدد أبناء عرسال البالغ 35 ألف نسمة، لا سيما أن معظم نازحي القلمون هم من أبناء القصير الذين سبق لهم أن هربوا منها عند اندلاع المعارك هناك.

في أحد مساجد البلدة الذي فتحت قاعاته لإيواء العائلات النازحة وفي صالة الأفراح التي تحولت إلى «صالة للبؤس» ينام فيها الأطفال والنساء إلى جانب أحذيتهم الصيفية المهترئة، صورة مختصرة لحالة شعب كتب عليه النزوح داخل بلده مرات عدة، وها هو اليوم يكمل مسيرته في بلد اللجوء. هنا مئات العائلات التي وصلت منذ ساعات أو أيام من القلمون إما في الحافلات أو على الدراجات النارية التي حملت عائلات بكل أفرادها، أو مشيا على الأقدام تحت المطر. في الخارج الرجال يترقبون وينتظرون ما قد يأتيهم من مساعدات، وفي الداخل النساء والأطفال يفترشون الأرض ويتقاسمون لقمة الخبز متحسرين على وضعهم ولسان حالهم «أي ذل هذا الذي نعيشه؟!». وعلى مسافة ليست ببعيدة من الجامع، 17 عائلة لا تجد بضع كيلومترات لترتاح عليها، فما كان أمامها إلا «العيش» في السيارات.

يكاد المرء يعجز عن وصف حالة هؤلاء النازحين، حتى إنه يشعر بالخجل أمام عزة نفوسهم ودعواتهم و«أمنياتهم» التي لا تعدو كونها أدنى متطلبات العيش. فها هو يجد نفسه مكبلا أمام نائلة غزير التي تعاني مرض القلب وتحتاج إلى عملية سريعة، وهي تقول: «لم يعد أمامنا أي حل سوى أن نحفر قبورنا بأيدينا وندفن أنفسنا في التراب». ومن دعوات الحاجة خولى السح، التي قتل اثنان من أبنائها، أحدهم ذبح إثر انشقاقه عن جيش النظام، واعتقل الثالث (علي) لتتولى هي تربية أربعة أحفاد وتنتقل من بيت إلى بيت لجمع 90 ألف ليرة لبنانية، أي 60 دولارا أميركيا، ثمن أدوية زوجها المريض.

هو الخجل الممزوج باليأس أيضا، يشعر به أي إنسان، أمام غدير، تلك الفتاة التي ترجوه الحصول على عمل مقابل أي مبلغ لتؤمن الدواء والطعام لأمها ووالدها وابنة أخيها اليتيمة، وفي لحظة عدم القدرة على إجابة بتول، ابنة السنوات التسع، التي لم يكن همها إلا السؤال عما إذا كان جاء دورهم في الحصول على مدفأة لتتخلص من البرد الذي يمنعها النوم طوال الليل.

والشعور نفسه لا يختلف في حضرة فاجعة محمود شحود، بموت زوجته أمام أعين أولادها العشرة، وهو رغم ذلك يشكر الله على أنه استطاع تهريب خمسة من أبنائه، فيما أولاده الكبار لا يزالون محاصرين في منطقة الوعرة في حمص، بعدما تركهم إثر اشتداد المعارك هاربا إلى قارة. وعن المساعدات التي يحصل عليها، يقول: «تسلمنا عددا من البطانيات لكنها سرقت منا».

فيما لا يمكن لمحدث الحاج عبدو عجاج إلا أن ينحني لصلابة هذا الرجل الثمانيني وهو يلاعب حفيده اليتيم، عبد الله، ابن السنوات الثماني، الذي فقد والده إثر سقوط قذيفة أمام منزلهم في القصير. وفي لحظة من الزمن، تتلاشى هذه الصلابة عند الكلام عن أرضه ومزرعته وشقيقه وأولاده الذين قتلوا أيضا في حمص، لكنه بعد أن يطلب من حفيده الابتعاد قليلا، ليقول بغصة والدموع في عينيه: «لم نمت في بلدنا لكننا نتمنى الموت كل يوم وكل ساعة هنا»، سائلا: «ما قيمة الإنسان عندما يترك أرضه وبلده؟».

وحالة محمد الزهوري الذي لا يتردد في التعريف عن نفسه بالقول: «أستاذ في اللغة الفرنسية سابقا وإرهابي حاليا»، ليست أفضل بكثير. وإن كان لا يحمل سلاحا ليحارب به، بل هو تحول إلى «إرهابي بالكلمة» وبرفع صوته عاليا مطالبا بحقوقه وحقوق أولاده وأولاد شقيقه اليتامى في التعليم وفي الحصول على أدنى متطلبات العيش. يختصر الأستاذ وضع السوريين النازحين بالقول: «ما نطلبه هو أن نعامل كأي حيوان ليس أكثر، لأن الحيوانات تعامل بالتأكيد بطريقة أحسن وتتلقى عناية لا شك أنها أفضل من تلك التي تقدم لنا».

ويقول محمد ساخرا: «هربنا من (قارة) نتيجة رمي الأزهار علينا»، مضيفا: «هذا النظام يريد محاربة كل مثقف ومتعلم بينما يقف المجتمع الدولي متفرجا أمام جرائمه. لو أن هذه المأساة يعانيها شعوب أخرى، غير عربية وبالتحديد غير السوريين، لكان العالم تحرك، لكنهم اليوم يتفرجون علينا ويفاوضون على بؤسنا مقابل مصالحهم». وفي حين يلقي باللوم على الدولة اللبنانية التي لم تستقبلهم كما يجب، مذكرا بما قام به السوريون في حرب يوليو (تموز) عام 2006 خلال استقبالهم اللبنانيين النازحين، يقول: «لا نريد أن نأكل ونشرب، نريد أن نعلم أولادنا. ما نحتاج إليه فقط دفاتر وأقلام ونحن نتطوع لتدرسيهم».

في «صالة الأفراح» التي تؤوي 146 عائلة هربت من بلدة «قارة» وبعض بلدات القلمون، يحذرك محمد المسؤول عن التنظيم من التصوير قبل دخولها. المشهد لا يختلف عن قاعة المسجد. وعندما تسأل عن عدم كفاية المساعدات التي تصل إلى العائلات، ينفي محمد الأمر نفيا قاطعا، ويقول إن الكميات التي تصل تكفي للأعداد الموجودة وتزيد، لكن بعض الأشخاص يعمدون إلى بيع ما يحصلون عليه طمعا بالمال ويعودون فيما بعد إلى الاستيلاء على حصص غيرهم.

وهنا يجلس أحمد إلى جانب جدته المعوقة ووالدته وأخته. هم العائلة الآن هو تأمين كرسي متنقل للجدة، لمساعدتها في التنقل وعلى الأقل في قضاء حاجتها. أحمد رغم تحذير والدته من الكلام خوفا عليه، يصر على الإفصاح عن رأيه، كاشفا عن اعتقاله سنة ونصف السنة بعد انتهاء خدمته العسكرية، بعدما ضبط وهو يتواصل مع المعارضة لتسليمهم اثنين من عناصر النظام، لكن بعد التحقيق معه أنكر الأمر بالقول إن تواصله مع الجيش الحر لم يكن إلا خوفا منهم، ولكن رغم ذلك يقول: «لو كنت أستطيع لسلمت النظام بأكمله وعلى رأسه الأسد إلى الجيش الحر».

في عرسال، في هذه المنطقة البقاعية المخيمات تتوسع رقعتها يوما بعد يوم، رغم عدم وجود قرار رسمي من الدولة اللبنانية بذلك، فالبلدية كانت قد أخذت على عاتقها هذه المهمة بدعم مادي من بعض الجهات المحلية والعربية، قبل أن تبدأ مفوضية الأمم المتحدة بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية التي تبذل بدورها جهودا كبيرة في هذا الإطار، بتشييد مخيمات تحت رعايتها. وبعد تزايد الأعداد التي تدفقت على عرسال في الأيام القليلة الماضية، بدأ العمل على إيجاد بدائل لإيواء النازحين، وذلك بإقامة عشرات الخيم وتحديد بعض المواقع التي تصلح لتشييد مراكز إيواء عليها. ومما لا شك فيه أن السباق في الحصول على خيمة بات على أشده بين العائلات التي تطمح لإيجاد مأوى لها يقيها برد البقاع وشتاءه القارس، وهنا يبدو من حصل على إذن تسلم إحداها كمن فاز بـ«جائزة الحياة الكبرى».

على قطعة أرض عند أطراف بلدة عرسال، يرتفع مخيم يبدو للوهلة الأولى «كفندق خمس نجوم» مقارنة مع الخيم والملاجئ التي تؤوي العائلات السورية، لكن عند دخول هذا الموقع، الذي يضم عشرات الغرف المخصصة لعائلات الشهداء، تصبح الصورة أوضح وأكثر دقة.

النساء يقفن بالصف لتعبئة المياه من الخزان المشترك. الأطفال يلهون على التراب في الخارج يترقبون كل شخص غريب يأتي لسؤاله عما إذا كان يريد تسجيل أسمائهم للحصول على مساعدات. ولعبة هؤلاء الوحيدة باتت الركض خلف الطابة أو الركوب مداورة على دراجة هوائية فقدت كل مقوماتها. يكفي زائر هذا المخيم أن يتحدث قليلا مع هؤلاء الأطفال ليدرك أن تلك المأساة سرقت منهم براءتهم وحولتهم إلى ناضجين عارفين بخفايا الحرب في بلادهم، ولا سيما منها الطائفية. هم يتحدثون عن أنواع الصواريخ والقذائف والبراميل، وعن أشلاء الجثث التي رأوها بأعينهم، وعن النظام والرئيس بشار الأسد؛ فها هو عبد الله يعبر عن اشتياقه لبيته ومدرسته في القصير، لكنه يستدرك قائلا: «لكن حزب الله وقوات النظام تمنعنا العودة، لذا فالأفضل بالنسبة إلينا الآن هو البقاء هنا».

على باب إحدى الغرف في «مخيم الشهداء» تقف منى أحمد سويد، التي قتل زوجها إثر قذيفة استهدفت سيارته، وإلى جانبها بناتها الثلاث. تحاول منى بما تيسر معها من المال أن تحسن ظروف هذه الغرفة، بعدما تدفقت المياه عليها إثر تساقط الأمطار قبل يومين، بسبب عدم صلابة السقف. بعد دقائق من الكلام الهادئ تعبر منى عن خوفها على مصير بناتها ومستقبلهن، بصرخة نابعة من القلب قائلة: «كنا نعيش في قصور، وها نحن اليوم مشردون ننتظر بطاقة التموين التي نحصل عليها شهريا من الأمم المتحدة لنحصل على الطعام. كل الدول العربية منها والغربية ضد الشعب السوري. لو كانوا معنا لكانوا أسقطوا بشار الأسد وأعادونا إلى بلدنا. الجميع يقف إلى جانب النظام غير مكترث بوضعنا الكارثي. الكل يأتي إلى هنا ليتفرج على الذل الذي نعيشه ثم يذهب ويتركنا مع مأساتنا».

كبرى الفصائل الإسلامية المعارضة في سوريا تندمج في «الجبهة الإسلامية»

تنظيمات أخرى تحضر لتكتل جديد

أنطاكيا: وائل عصام

في خطوة يجري الإعداد لها منذ أسابيع، أعلنت كبرى الفصائل الإسلامية المسلحة في سوريا اندماجها في تشكيل جديد أطلق عليه «الجبهة الإسلامية».

وأعلن رئيس «مجلس الشورى» في الجبهة الإسلامية عيسى الشيخ وهو قائد ألوية صقور الشام، في بيان مصور، اتحاد الفصائل التي تشكل القوة العسكرية الأبرز ضمن المعارضة المسلحة، إذ تضم لواء التوحيد، وهو أقوى فصائل حلب، وأحرار الشام الأوسع انتشارا في المناطق المحررة، وصقور الشام، ولواء الإسلام الذي يتمركز في ريف دمشق، كما يضم فصيلي لواء الحق وأنصار الشام والجبهة الإسلامية الكردية.

وقد اختير قائد جيش الإسلام زهران علوش قائدا عسكريا لاتحاد الفصائل، كما اختير حسان عبود قائد أحرار الشام رئيسا للهيئة السياسية، وهو سلفي جهادي قضى سنوات في سجن صيدنايا الشهير.

وتقول هذه الفصائل التي تنتمي في معظمها للتيار السلفي إنها تريد إقامة دولة إسلامية بعد إسقاط نظام الأسد.

ويأتي هذا الإعلان بعد أيام قليلة على اغتيال أبرز قائد عسكري لثوار سوريا، وهو عبد القادر الصالح «حج مارع» قائد لواء التوحيد، الذي كان من المفترض اختياره قائدا عسكريا للتكتل الجديد.

ويقول أبو فراس الحلبي المسؤول الإعلامي في لواء التوحيد إن الإعلان كان من المفترض أن يجري الأحد الماضي، إلا أنه تأجل بعد اغتيال الحج مارع، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «سيجري توحيد جميع المؤسسات العسكرية والإغاثية والإعلامية والإدارية خلال ثلاثة أشهر للوصول للاندماج الكامل».

وأوضح أبو فراس الحلبي أن الدعوة مفتوحة لكل الفصائل للانضمام للاتحاد، إلا أن قياديا بارزا في كتائب شهداء سوريا، وهو فصيل أساسي في إدلب وحلب يقوده جمال معروف، نفى تلقي أي دعوة للمشاركة في الجبهة الإسلامية المعلنة.. وقال موسى حميدو لـ«الشرق الأوسط»: «نتمنى لهم التوفيق، لكنهم يشكلون التكتل ثم يطلبون منا الانضمام.. المفروض أن يجري التنسيق معنا مسبقا».

وقال حميدو إنهم طرحوا فكرة التوحد ضمن اجتماع الثلاثين فصيلا في تركيا، لكن هذه الفصائل اتخذت هذه الخطوة منفردة، وهي يجمعها فكر واحد.

وتثار تساؤلات حول الإضافة الفعلية لهكذا إعلان من فصائل تنسق فيما بينها سياسيا وعسكريا منذ فترة طويلة، ويربط قياداتها تاريخ مشترك في سجون النظام، كصيدنايا، بتهم تشكيل منظمات إسلامية لإسقاط الدولة.

وطالب بعض الناشطين بإلغاء المسميات لكل فصيل، وضم باقي الفصائل.

وعلى الرغم من أن الفصائل المنضوية في الجبهة الإسلامية تشكل القوة الأكبر للمعارضة المسلحة في سوريا، فإن فصائل أخرى لها وزن كبير لم تدخل ضمن التكتل الجديد.

ويقول الناشط الإعلامي في حلب رأفت الرفاعي إن الولاءات السياسية تؤثر بشكل كبير على علاقة بعض الفصائل بالبعض الآخر، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «بعض الفصائل انتقدت تأثير تلك الولاءات على العمل العسكري، كما فعل تجمع (فاستقم كما أمرت) الذي أصدر بيانا ينأى فيه عن الانضمام لأي تكتلات ذات توجه سياسي معين» وتجمع كتائب «فاستقم كما أمرت» من بين أكبر المجموعات المقاتلة في حلب المدينة، لكنه يظل أقل سطوة من لواء التوحيد وأحرار الشام.

وكانت الفصائل المكونة للجبهة الإسلامية قد عقدت عدة اجتماعات في تركيا في الأسابيع الأخيرة، وخرجت بموقف معارض بشدة لمؤتمر جنيف، كما أنها توجه بشكل دائم انتقادات شديدة لهيئة أركان الجيش الحر بقيادة سليم إدريس، وهو أكثر قربا من السعودية.

ولم يضم التكتل الجديد جبهة النصرة أو الدولة الإسلامية (داعش)، واحتدمت الخلافات بشكل كبير في الأشهر الأخيرة بين فصائل الجبهة الإسلامية والجيش الحر، وتنظيم «داعش»، ووقعت عدة صدامات عسكرية بسبب محاولاته فرض سيطرته على مناطق محررة.

وتترد أنباء عن أن البغدادي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية قد يعلن خلال الأيام المقبلة «الخلافة الإسلامية» في سوريا، وهو سيزيد بلا شك من حدة الصراعات الداخلية بين فصائل المعارضة الإسلامية السنية، ويعيد إلى الأذهان ما حدث بينها في العراق عندما أدى اقتتالها الداخلي لإنهاء حالة التمرد السني ضد الجيش الأميركي، ومن ثم نجاح الحكومة العراقية ذات الصبغة الشيعية في السيطرة على البلاد.

تبادل الاتهامات بين المعارضة والنظام حول استهداف الأحياء المسيحية في دمشق

ناشطون: ليس من مصلحة «الحر» استهدافها لأنها ملجأ للنازحين السنة

بيروت: «الشرق الأوسط»

تشهد الأحياء المسيحية في دمشق سقوط قذائف هاون عشوائية تستهدف منازل المدنيين وحافلات النقل والمحلات التجارية، ما زرع الرعب في نفوس سكان هذه المناطق ودفع عددا من العائلات إلى مغادرة بيوتها بشكل نهائي. وفي حين يتهم النظام السوري من يسميهم «المجموعات الإرهابية» باستهداف الأحياء المسيحية، تؤكد المعارضة أن «القوات النظامية تقف وراء هذه الأفعال بقصد تخويف المسيحيين ودفعهم للاحتماء بالنظام».

ويدفع أهالي المناطق المسيحية ثمن سقوط هذه القذائف، إذ قتل قبل أسبوعين 4 أطفال جراء سقوط قذيفة هاون على حافلتهم المدرسية، كما أصيب 11 آخرون إثر سقوط قذيفة على مدرسة في المنطقة، ما دفع الأهالي إلى مطالبة وزيري الدفاع والتربية باتخاذ إجراءات لحماية طلاب المدارس.

وفي كل مرة تستهدف فيها هذه الأحياء تسارع وسائل الإعلام الموالية للنظام إلى اتهام من تسميهم «المجموعات الإرهابية» بالوقوف وراء هذه الأعمال.

لكن لواء «هارون الرشيد» التابع للجيش السوري الحر اتهم «النظام الحاكم بالوقوف وراء استهداف وقصف المدنيين المسيحيين»، مؤكدا في بيان له أن «النظام يستهدف الأحياء المدنية داخل دمشق وبعض المناطق المسيحية بقصد بث الفتنة والرعب والحصول على المزيد من الدعم».

وفي حين قدم اللواء في بيانه «التعازي لأهالي الذين قضوا نتيجة سقوط قذائف صاروخية أو هاون داخل العاصمة دمشق من المسيحيين»، نفى بشكل قاطع «إطلاق أي قذيفة هاون أو صاروخ ضد الأحياء المسيحية»، وأشار إلى أن «كل عملياته موثقة ومصورة مع خرائطها».

وفي الإطار ذاته، نقلت مواقع المعارضة على شبكة «الإنترنت» عن أحد شبان حي باب توما المسيحي قوله إنه ليس من مصلحة كتائب المعارضة استهداف المسيحيين؛ لأنهم أولا ليسوا خصومهم، وثانيا لأن المناطق المسيحية شكلت ملجأ آمنا للعائلات السنية التي هربت من مناطق قصفتها القوات النظامية.

ويؤكد الشاب أن «معظم سكان الأحياء المسيحية باتوا مقتنعين بأن النظام يتحمل مسؤولية استهداف الأحياء المسيحية بقذائف الهاون، وذلك لدفع الشباب المسيحي الذي ما زال رافضا الوقوف مع النظام إلى حمل السلاح والوقوف معه لمواجهة من يسميهم العصابات المسلحة التي يدعي النظام أنها هي من تقوم باستهداف المسيحيين من أجل تهجيرهم».

ومن جهة أخرى، فإن هدف النظام من استهداف الأحياء المسيحية، وفق المصدر السابق، «دفع رؤساء الكنائس المسيحية إلى طلب النجدة من الفاتيكان والدول الأوروبية باعتبارهم مستهدفين من تلك العصابات، واستثمار كل ذلك أمام الرأي العام العالمي من أجل كسب مزيد من التأييد الدولي للنظام في حربه ضد شعبه تحت غطاء محاربة الإرهاب المتطرف».

من جهته، يرى المعارض المسيحي ومسؤول المنظمة الآشورية في تركيا جميل دياربكرلي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن أي استهداف للمسيحيين في سوريا يقف وراءه النظام لتقوية حجته المزعومة بحماية الأقليات. مشيرا إلى «أن كتائب المعارضة لم ترتكب أي أعمال مسيئة للمسيحيين، وما تقوم به (داعش) و(النصرة) لا يمثل المعارضة أبدا، خصوصا أن انتهاكات هذه التنظيمات تأتي ضد جميع السوريين وليس المسيحيين فقط».

ويتركز وجود المسيحيين بدمشق في أحياء كثيرة، منها القصاع وباب توما وباب شرقي والميدان وطبالة، ويعد حي القصاع مركزا تجاريا وسياحيا هاما في العاصمة، ويرتبط بحي باب توما وحي القيمرية. ومن أهم أحيائه وشوارعه ساحة جورج خوري ويضم عددا كبيرا من الكنائس. وبقيت الأحياء المسيحية بعيدة عن الصراع العسكري المحتدم في العاصمة بين كتائب المعارضة والقوات النظامية، لكن الاشتباكات وصلت في الآونة الأخيرة إلى أطراف هذه الأحياء. ورغم أن المسيحيين يتخذون موقفا داعما لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، فإنهم لم يتورطوا عسكريا في القتال دفاعا عنه.

المعارضة تسيطر على دير عطية منعا لتقدم النظام باتجاه بلدات القلمون

اشتباكات عنيفة على جبهة البيرقدار

بيروت: نذير رضا

أعلن ناشطون سوريون سيطرة المعارضة على بلدة دير عطية ذات الغالبية المسيحية في سفح جبل القلمون بريف دمشق الشمالي، بعد قتال بدأ الثلاثاء الماضي، غداة استعادة القوات النظامية بلدة قارة المتاخمة لها. وتزامن هذا التطور مع قصف القوات الحكومية بلدة النبك المحاذية لدير عطية، واشتد القصف على قرية السحل القريبة، وهي مناطق تتبع سفح القلمون في ريف دمشق الذي تحاول القوات النظامية استعادة السيطرة عليها، بدءا من شمالها.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد ظهر أمس، سيطرة المعارضة السورية على دير عطية. وأفاد المرصد بوقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري ومقاتلي «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) مدعومة بعناصر من كتائب إسلامية مقاتلة على طريق حمص – دمشق من جهة مدينتي النبك ودير عطية. وأشار المرصد إلى أن «مقاتلي داعش وجبهة النصرة وعدة كتائب مقاتلة تمكنوا من فرض سيطرتهم بشكل شبه كامل على البلدة التي تعد من أهم معاقل النظام في القلمون».

وقالت مصادر معارضة في القلمون لـ«الشرق الأوسط» إن مقاتلي المعارضة «انسحبوا من بلدة قارة مطلع هذا الأسبوع، باتجاه دير عطية المحاذية، تمهيدا لمعركة كبيرة مع القوات النظامية منعا لتقدمها في بلدات القلمون»، مشيرة إلى أن الانسحاب «أتاح للقوات النظامية السيطرة على قارة، بفعل رغبة من المعارضة بعدم تدمير بلدتهم». وأشارت إلى أنه «منذ التوجه إلى دير عطية، بدأت الاستعدادات لصد هجوم القوات النظامية، وبدأت بمحاصرة قوات النظام في تلة تمثال (الرئيس السوري الراحل) حافظ الأسد، قبل الانقضاض عليها، تمهيدا للسيطرة على البلدة».

وتبعد دير عطية مسافة خمسة كيلومترات عن قارة إلى الجنوب، وتقع شرق أوتوستراد دمشق – حمص الدولي، وتتميز بخليطها الديموغرافي بين المسلمين والمسيحيين. وقالت المصادر إن دير عطية «أحسن النظام السوري الاهتمام بها، نظرا لأن مدير مكتب حافظ الأسد، أبو سليم دعبول، يتحدر منها، وهو ما أتاح لابنه سليم دعبول إنشاء جامعة في البلدة».

وأوضحت المصادر أن عددا كبيرا من المقاتلين الإسلاميين، انسحبوا من قارة باتجاه دير عطية، «منعا لتمدد سيطرة القوات النظامية باتجاه بلدات القلمون الأخرى»، علما بأن القوات النظامية تسيطر على دير عطية، وتستخدم تلة فيها مشرفة على بلدات أخرى في القلمون، أهمها النبك وقارة وسحل، لقصف تلك البلدات.

وبدأت معركة القلمون الأسبوع الماضي، بإطلاق القوات النظامية هجوما عسكريا على بلدة قارة التي تقع شمال القلمون، وغرب طريق دمشق – حمص الدولي، وامتدت باتجاه دير عطية جنوبا، بهدف استعادة السيطرة عليها والتقدم باتجاه النبك وسحل ويبرود. وقالت مصادر معارضة إن القوات النظامية «قصفت سحل الواقعة غرب الأوتوستراد، مما تسبب بتهجير أبنائها باتجاه يبرود وعرسال اللبنانية وراء الحدود».

في الوقت نفسه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع انفجار قوي جنوب غربي مدينة النبك، في حين ذكر ناشطون أن قوات النظام «قصفت النبك بثلاثة صواريخ، إضافة إلى قصفها الحي الغربي فيها بالمدفعية وقذائف الطيران». وأشاروا إلى أن كتائب معارضة «استهدفت رتلا عسكريا تابعا للجيش النظامي بالقرب من النبك، مما أدى إلى تدمير دبابة ومقتل عدة عناصر». وأشار إلى أن «الأوتوستراد الدولي حمص – دمشق قطع بموازاة استمرار المعارك في محيطه، بينما رصدت أرتال عسكرية جديدة استقدمها النظام من دمشق نحو دير عطية الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة».

في غضون ذلك، أفاد المرصد السوري بوقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات جيش الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني ومقاتلي لواء أبو الفضل العباس من طرف، ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة من طرف آخر، على جبهة البيرقدار في بلدة ببيلا. وأفاد ناشطون بمواصلة قوات النظام قصفها على البلدة باستخدام راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة.

تقدم للثوار بدير الزور وعشرات القتلى بحلب

قال ناشطون سوريون إن مقاتلي المعارضة سيطروا على حقل العمر النفطي في مدينة دير الزور، كما تمكنوا من السيطرة على قرية اصمد في ريف حمص الشرقي، بينما قتل ما لا يقل عن 29 شخصا بينهم امرأة وطفلة خلال غارات شنتها قوات النظام على أحياء في مدينة حلب وريفها، ونجا وزير سوري من محاولة اغتيال في محافظة طرطوس.

وأفاد الناشطون بأن جبهة النصرة وجيش الإسلام، وكتائب أخرى، سيطرت على الحقل النفطي في دير الزور بعد معارك مع قوات النظام أسفرت عن استيلاء مقاتلي المعارضة على سبع دبابات وعدد من الأسلحة والآليات الموجودة داخل الحقل.

من جهتها تحدثت شبكة شام عن عدة غارات شنها الطيران الحربي السوري على أحياء دير الزور، كما تعرضت تلك الأحياء لقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة.

وفي حمص، قالت الشبكة إن مقاتلي الكتائب الاسلامية والجيش الحر  سيطروا على بلدة اصمد في ريف المدينة الشرقي، في وقت تعرضت فيه عدة مناطق لقصف بالمدفعية الثقيلة التابعة للنظام. كما تحدثت عن قصف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون استهدف حي الوعر وأحياء حمص المحاصرة.

وفي تطور آخر قالت قناة الإخبارية السورية إن وزير المصالحة الوطنية علي حيدر نجا من محاولة اغتيال في محافظة طرطوس، وأفادت مواقع حكومية سورية بأن سيارة الوزير تعرضت لإطلاق نار على طريق مصياف-القدموس، ما أسفر عن مقتل سائقه، مشيرة إلى أن الوزير لم يكن في السيارة أثناء إطلاق النار.

دمشق وريفها

وفي دمشق، أشار المصدر نفسه إلى قصف عنيف بالمدفعية والرشاشات الثقيلة على أحياء القابون والعسالي ومخيم اليرموك ومنطقة بور سعيد بحي القدم، كما دارت اشتباكات في تلك المناطق.

وفي ريف دمشق، قال ناشطون سوريون إن شخصين قتلا وجرح آخرون جراء غارات جوية لقوات النظام على مدينتي يبرود والنبك.

وأفاد ناشطون بأن المدينتين الواقعتين في منطقة القلمون بريف دمشق تعرضتا لنحو 14 غارة جوية منذ صباح اليوم، ما أسفر عن دمار كبير وسقوط عدد من الجرحى.

وقالت لجان التنسيق إن اشتباكات عنيفة دارت على الجبهة الشمالية والغربية من المعضمية بين الجيش الحر وقوات النظام التي تحاول اقتحام المدينة مدعومة بعناصر من الحرس الجمهوري واللجان الشعبية.

من جهتها تحدثت شبكة شام عن قصف من الطيران الحربي التابع للنظام استهدف النبك ودير عطية وسط قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على عدة مناطق بالغوطة الشرقية واشتباكات على الجبهة الشمالية لمدينة معضمية الشام، مشيرة إلى استمرار الاشتباكات بمنطقة المرج بالغوطة الشرقية.

أما الهيئة العامة للثورة السورية فأفادت بسقوط عدد من الجرحى جراء قصف مدفعي وصاروخي عنيف من قبل قوات النظام على معضمية الشام خلف دمارا هائلا بالمنازل، واشتباكات عنيفة جدا على الجبهة الشمالية والغربية من المدينة.

كما تحدثت الهيئة عن سقوط قتيل على الأقل وجرحى جراء القصف بالطيران الحربي على مدينة النبك.

وأمس الجمعة سيطر مقاتلو المعارضة بشكل شبه كامل على مدينة دير عطية بمنطقة القلمون شمال دمشق حيث أحرز النظام خلال الأيام الماضية تقدما كبيرا، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ونشطاء المعارضة.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن قوات النظام لا تزال موجودة بمشفى المدينة وعلى تلة صغيرة عند أطراف المدينة بالقرب من طريق حمص دمشق العام.

ونفى مصدر أمني سوري سيطرة مقاتلي المعارضة على دير عطية، مشيرا إلى أن من وصفهم بإرهابيين فروا من قارة لجؤوا إلى مبان عند أطراف المدينة، ويتولى الجيش معالجة المسألة.

وكان مقاتلو المعارضة دخلوا المدينة الأربعاء غداة انسحابهم من بلدة قارة القريبة التي تمكن النظام الحاكم من السيطرة عليها.

جبهات أخرى

وفي حلب شمال البلاد، قتل ما لا يقل عن 29 شخصا بينهم امرأة وطفلة خلال غارات شنتها قوات النظام السوري السبت على أحياء في مدينة حلب وريفها، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأفاد المرصد بمقتل ما لا يقل عن 14 شخصا وإصابة العشرات بجراح في قصف شنته طائرة حربية على حي طريق الباب الواقع شرق مدينة حلب، كما نفذ الطيران الحربي أربع غارات جوية على مناطق في مدينة الباب وبلدة تادف الواقعتين شمال شرق المدينة، ما أدى إلى مقتل 15 مواطنا بينهم سيدة وطفلة.

من جهتها تحدثت شبكة شام عن اشتباكات عنيفة باللواء 80 ومحيطه شرقي المدينة، واشتباكات بالأحياء الغربية لها.

وفي حماة قالت شبكة سوريا مباشر إن مروحيات النظام قصفت بالبراميل المتفجرة مدينة كفرزيتا بريف المدينة الشمالي، وبث ناشطون صورا لاشتباكات بين قوات المعارضة وجيش النظام في منطقة الكفر بريف حماة ضمن معركة أطلقت عليها قوات المعارضة اسم غارة الله. كما ألقت مروحيات النظام براميل أخرى على بلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي.

أما في درعا جنوب البلاد، فتحدثت شبكة شام عن تعرض أحياء طريق السد ومخيم درعا وأحياء درعا البلد لقصف بالمدفعية الثقيلة، كما تعرضت مدن وبلدات أم ولد وعتمان وإنخل بريف المحافظة لقصف مماثل.

وفي الرقة شمال شرق البلاد، أفادت شبكة شام باندلاع اشتباكات عنيفة مستمرة بالفرقة 17 شمال المدينة.

الإبراهيمي يكثف لقاءاته تحضيرا لجنيف 2

                                            التقى المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في جنيف، وذلك قبل لقاء مع مسؤولين من روسيا والولايات المتحدة الأميركية ضمن المساعي المبذولة للتوافق حول تاريخ لعقد مؤتمر جنيف 2 من أجل السلام في سوريا.

وقالت خولة مطر الناطقة باسم الإبراهيمي إن اللقاء الذي نظم أمس الجمعة كان متابعة لاجتماعات الإبراهيمي بطهران في 26 و27 أكتوبر تشرين الأول الماضي، وفرصة لاستعراض الوضع حول مؤتمر جنيف 2.

وأوضحت أن الطرفين ناقشا -في اللقاء الذي نظم على هامش المباحثات بشأن ملف إيران النووي- الاستعدادات لعقد مؤتمر جنيف 2 بصفة عامة وليس مشاركة إيران على وجه التحديد.

وتثير مشاركة إيران -حليفة النظام السوري- في هذا المؤتمر، والتي تطالب بها روسيا ويرغب بها الإبراهيمي، معارضة الغربيين والمعارضة السورية.

ومن المحتمل أن يلتقي الإبراهيمي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي وصل إلى جنيف مساء أمس.

من جانب آخر يعقد الإبراهيمي يوم الاثنين المقبل في جنيف اجتماعا مع ممثلين عن روسيا والولايات المتحدة، يتوقع أن يتوج بالإعلان عن موعد مؤتمر جنيف 2. كما سيجري المبعوث الدولي محادثات ثلاثية مع ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف نائبي وزير الخارجية الروسي إلى جانب وكيلة الخارجية الأميركية ويندي شيرمان.

وتأمل الأمم المتحدة أن يعقد مؤتمر جنيف 2 منتصف ديسمبر/كانون الأول المقبل،  والذي يهدف إلى البناء على اتفاق توصلت إليه القوى العالمية بجنيف في يونيو/حزيران 2012 تحت رعاية الوسيط السابق كوفي أنان ويدعو إلى انتقال سياسي بسوريا، لكنه ترك الباب مفتوحا أمام مسألة مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد بدور في العملية الانتقالية.

إقناع المعارضة

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة إن على الدول الغربية إقناع المعارضة السورية بالمشاركة في المحادثات مع حكومة الأسد.

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بمدينة سان بطرسبرغ، عبر بوتين عن أمله بعقد مؤتمر جنيف2 في أقرب وقت ممكن، وقال إن بلاده حملت على عاتقها مسؤولية إقناع السلطات السورية، ويتعين على الشركاء الغربيين إقناع المعارضة بذلك أيضا.

من جهته قال أردوغان إن بلاده منذ البداية دعمت فكرة عقد مؤتمر جنيف2، مضيفا أنه في حال عقد المؤتمر سيجري التوصل إلى حل للأزمة السورية.

واعتبر أن تأخير عقد مؤتمر السلام يتيح وقتا للأسد، وأضاف “يجدر بنا عدم إضاعة الوقت.. نحن منذ البداية دعمنا عقد مؤتمر دولي حول سوريا، ولكن للأسف لم يؤد المؤتمر الأول إلى النتائج المرجوة، لكن جنيف2 سيؤدي إلى نتائج ملموسة”.

من جهة أخرى نفت السعودية أن تكون قد عبرت لروسيا عن استعدادها للمساعدة في عقد مؤتمر جنيف 2.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول قوله مساء أمس إن الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الروسي لم يتضمن اتفاقا بينهما على “استعداد المملكة للمساعدة على عقد مؤتمر جنيف 2 “. وأكد المصدر أن الرياض مستمرة في موقفها الثابت من الأزمة السورية.

وكان الكرملين أعلن أن الملك عبد الله أعرب خلال اتصال هاتفي مع بوتين، عن استعداده للمساعدة على عقد مؤتمر جنيف 2. ونقلت وكالة نوفوستي الروسية للأنباء عن يوري أوشاكوف مساعد الرئيس قوله إن الاتصال الهاتفي جرى في 10 نوفمبر/تشرين الثاني.

سقوط 40 قتيلاً في غارات جوية على مدينة حلب وريفها

من بين الضحايا سيدة وطفلة ومقتل 5 جنود نظاميين إثر كمين للكتائب المقاتلة

بيروت – فرانس برس

قتل ما لا يقل عن 40 شخصاً، بينهم امراة وطفلة، خلال غارات شنتها قوات النظام السوري، السبت، على أحياء في مدينة حلب (شمال) وريفها، حسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأفاد المرصد بمقتل ما لا يقل عن 14 شخصاً وإصابة العشرات بجراح، إثر القصف من طائرة حربية على حي طريق الباب الواقع شرق مدينة حلب، كما نفذ الطيران الحربي 4 غارات جوية على مناطق في مدينة الباب وبلدة تادف الواقعتين شمال شرق المدينة، ما أدى إلى مصرع 15 مواطناً، بينهم سيدة وطفلة.

كما أورد المرصد من جهة ثانية، مقتل ما لا يقل عن 5 جنود نظاميين إثر كمين للكتائب المقاتلة في قرية تيارة.

وبعد أكثر من عام على اندلاع المعارك فيها، انقسمت حلب التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية لسوريا، بين مناطق يسيطر عليها المقاتلون وأخرى تحت سيطرة النظام.

وتنفذ قوات النظام مدعومة من عناصر حزب الله اللبناني، الحليف الرئيسي للنظام السوري، هجمات متتالية منذ شهر على معاقل للمجموعات المسلحة المعارضة تمكنت خلالها من استعادة بعض المناطق والمواقع الاستراتيجية لا سيما شرق مدينة حلب.

واستولت قوات النظام خلال الأسابيع الأخيرة على بلدات تل عرن وتل حاصل والعزيزية والدويرنة ومحيطها، الأمر الذي من شأنه أن “يتيح تأمين حماية مطار حلب الدولي” المغلق منذ سنة بسبب المعارك في محيطه

كاتب سوري: الثورة بحاجة إلى تجديد بعد مرور 1000 يوم

المعارض ياسين الحاج صالح: عنف النظام تسبب بتحطيم الرابطة الوطنية السورية

العربية.نت

تعرض اليوم قناة “العربية”، المقابلة التي أجرتها الزميلة ريما مكتبي ضمن برنامج “مقابلة خاصة” مع الكاتب ياسين الحاج صالح، وذلك في تمام الساعة 11:30 بتوقيت السعودية.

وفي المقابلة الخاصة التي أجريت معه في منفاه، كشف الكاتب والمعارض السوري ياسين الحاج صالح، الذي أمضى 18 سنة في سجون النظام السوري، أن عنف النظام السوري وقسوته تسببا بتحطيم الرابطة الوطنية السورية، بل إن النظام سعى إلى تحطيم المجتمع وهو ينال دعماً دولياً وإقليمياً مكنه من البقاء، وأن الصراع في سوريا تخطى بعده الوطني إلى اشتراك أطراف خارجية، حتى إنه ليس هناك طرف متحكم في ذلك الصراع.

وأكد الحاج صالح أن لا أحد راضٍ عن أداء المعارضة السورية بما فيها المعارضة نفسها، على الرغم من أن المعارضة لا تلام على كونها ليست قوية، بل على أدائها الضعيف.

وأضاف “إن دخول من أسماهم “فاعلين دوليين”، مثل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله والروس، تسببوا في تمكين النظام السوري من قتل أكثر من 120 ألف سوري”.

ووصف النظام السوري بأنه فاشي عمل على فرض نوع من الدكتاتورية اليمينية ووقف موقفاً عدائياً من التدين العام.

وأشار الحاج صالح إلى أن انخراط الشباب بالعمل خارج الأطر الحزبية التقليدية يعتبر إغناء للثورة السورية.

ومضى إلى القول: “إن الثورة السورية بعد 1000 يوم تحتاج إلى ثورة جديدة تفعل قدراتها بمؤهلات الشباب الذين شكلوا أغلبية الشباب المنخرط بالثورة وقوافل شهدائها”.

المالح: جرائم الأسد أمام الجنائية الدولية خلال أسبوع

دعوات لإنشاء محكمة خاصة بسوريا تتعلق بمذابح بشار على غرار محكمة رواندا

إسطنبول- جيلان الفطايري

كشف عضو الائتلاف السوري المعارض هيثم المالح، أنه أعد مع مجموعة من القانونيين ملفا معززا بالأدلة والصور والشهادات والمستندات الموثقة، بهدف تقديمها الأسبوع المقبل خلال مؤتمر في لاهاي إلى المراجع والهيئات الدولية، من أجل تحريك العدالة الدولية ووضعها أمام مسؤولياتها حيال ما يرتكبه النظام السوري ضد شعبه.

وأضاف المالح خلال حديثه مع “العربية نت” على هامش مؤتمر “القانون الدولي وتطبيقاته في الأزمة السورية” الذي عقد في إسطنبول، أنه بحكم القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ينبغي على المجتمع الدولي دعم الشعب السوري لتحقيق العدالة والقصاص من النظام السوري الذي يرتكب على أرض سوريا جرائم لم يشهد لها العالم مثيلاً من قبل.

وتابع: “هناك إبادة للبشر وتدمير ممنهَج للدولة وبُناها التحتية ومؤسساتها، ثم يقولون لنا اذهبوا إلى جنيف وغير جنيف”، مشيرا إلى أن المعارضة لن تحاور النظام حتى إذا العالم كله ضغط عليها، وشرح الشروط التي وضعتها المعارضة من أجل انعقاد مؤتمر جنيف ٢، مؤكدا ثقته بانتصار الشعب السوري لكرامته.

ويعود ويستدرك قائلا: “إنه مع الأسف سياسة المصالح ولغة المصالح هي التي تتغلب على القانون والحق”، لكن المالح ابن الأربعة والثمانين سنة، الذي هرم وهو يقارع الفساد والاستبداد في سوريا يرفض اليأس، مؤكدا أن الشعب السوري هو الذي سيقرر مصيره، مبدياً أمله في الحكومة المؤقتة التي تم تشكيلها.

أموال منهوبة

وأعلن عن ملامح المرحلة الجديدة، حيث سيباشر الائتلاف تنفيذ مشاريع في مقدمها توحيد الجسم القضائي، وتحدث عن اللجنة القانونية التي ستبدأ الإجراءات لاسترداد الأموال المنهوبة من الشعب السوري.

من ناحيته، شدد الناطق باسم “الهيئة الإسلامية العالمية للمحامين” التي دعت إلى المؤتمر الدكتور طارق شندب في حديث لـ “العربية نت”، على أهمية التوصيات التي خلص إليها المؤتمر من أجل تحريك العدالة الدولية تجاه الأزمة السورية، منتقدا تلكؤ المجتمع الدولي إزاء هذا الموضوع.

ويرى شندب أن هذا المؤتمر يعطي دفعا قانونيا ودوليا للتقدم أمام محكمة الجنايات الدولية أو أمام مجلس الأمن لاستصدار قرار بإنشاء محكمة خاصة بسوريا، لِما تمثّله الهيئة من أهمية في العالم العربي والإسلامي، وذلك على غرار محاكم مجرمي الحرب في يوغوسلافيا السابقة، ومحاكم رواندا.

كما شدد شندب من ناحية أخرى على قدرة العدالة الدولية المتمثلة بالمحكمة الجنائية الدولية (ICC) بتحريك الملف عبر المدعي العام لديها الذي لديه صلاحيات تخوله الادعاء دون العودة إلى مجلس الأمن الدولي الذي يعطل سير العدالة بسب التدخلات السياسية.

تطبيق قواعد القانون الدولي

وفي نهاية المطاف، أكدت توصيات المؤتمر الذي انعقد في مدينة إسطنبول التركية، وشارك فيه العشرات من القضاة وكبار المحامين من الدول العربية والإسلامية والأوروبية، وشخصيات سياسية، وعدد من القيادات في المعارضة السورية، على “تطبيق قواعد القانون الدولي، بشأن الجرائم المرتكبة ضد الشعب السوري، وإخضاع المجرمين الذين ارتكبوا هذه الجرائم وأمروا بها الى المحاكمة العادلة”.

وطالب مؤتمرو “الهيئة الإسلامية العالمية للمحامين” ومقرها الرياض بـ”تكوين فريق قانوني دولي منبثق عن المؤتمر لمتابعة هذه التوصيات للقيام بالمهام الفنية والقانونية التي تساعد على مناصرة الشعب السوري واستخلاص حقوقه، وتقديم المجرمين إلى المحاكمة أمام المحاكم المختصة”.

وعلّق رئيس المؤتمر والأمين العام للهيئة الإسلامية العالمية للمحامين الدكتور خالد بن صالح الطويان على نتائج المؤتمر، فأشار الى أن “هذا المؤتمر جاء تنفيذاً لإعلان الهيئة أنها ستقف وقفة حقٍ وصدقٍ وعدل انطلاقاً من الواجب التخصصي لأعضائها والدور الذي يتعين عليهم مع شعب سوريا الذي تقطّعت به السبل ومورس عليه أسوأ أنواع التقتيل والتعذيب والتنكيل والتهجير، والإبادة والمجازر التي يندى لها الجبين في تحدٍ صارخ لشريعة السماء ولجميع المواثيق والمعاهدات والقوانين والأعراف الدولية”.

مراقب إخوان سوريا يتهم حزب الله وإيران بقتل السوريين

الشقفة: نصر الله يقاتل بسوريا لتحرير فلسطين.. والولي الفقيه يقود تكتلاً لقتل شعب سوريا

العربية.نت

شنَّ المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، محمد رياض الشقفة، هجوماً لاذعاً ضد حزب الله اللبناني وإيران ودعاهما إلى الخروج من سوريا، وجاء حديث الشقفة خلال مقابلة خاصة أجرتها معه موفدة “العربية” ريما مكتبي.

وقال الشقفة: “هناك دول داعمة لبشار الأسد وهي شريكة له في الجريمة.. إيران تدعي أنها ثورية وهي مجرمة كحكم حافظ الأسد.. وحزب الله يريد أن يحرر فلسطين بقتل الشعب السوري”، مضيفاً أن حسن نصر الله يقاتل في سوريا من أجل تحرير فلسطين”.

ووصف كلاً من نصر الله والولي الفقيه في إيران بالمجرمين، على حد تعبيره، مشيراً إلى أن الولي الفقيه أعطى أوامر للشيعة في العالم بأن يقتلوا الشعب السوري وباقي العالم يتفرج، مؤكداً أن “هناك تكتلاً يقوده الولي الفقيه في إيران لقتل الشعب السوري”.

وبسؤاله عن الوضع الميداني داخل سوريا، قال إن هناك عمليات كر وفر بين الجيش الحر وقوات النظام، وكلمة الفصل في الميدان للمقاتلين والجيش الحر أولاً.

وأضاف: “نتحاور مع الجيش الحر والمقاتلين.. ونحن لا نشكل فصائل باسمنا لأن المعركة معركة الوطن ككل.. لم نشكل جماعات مقاتلة باسم الإخوان لكننا لا نمنع شبابنا من القتال.. نحن ندعم الجماعات المقاتلة المعتدلة ونحضر للمستقبل أيضاً”، مشيراً إلى أن تنظيم “داعش” لديه إمكانيات مادية كبيرة وهو مدعوم من دول.

وبسؤاله عن ما إذا كان إخوان سوريا لديهم الطموح لحكم سوريا، قال الشقفة: “لا نرغب في حكم سوريا منفردين.. فالشعب سئم الحكم الأحادي”، مشيراً إلى أن إخوان سوريا مختلفون في أساليبهم عن الإخوان في مصر.

10 آلاف لاجئ سوري دخلوا لبنان خلال الأيام الماضية

6 آلاف سوري فروا إلى بلغاريا خلال العام.. والمئات يتوافدون على الأردن يومياً

دبي – قناة العربية

أكدت متحدثة باسم منظمة الغذاء العالمية أن 10 آلاف سوري دخلوا لبنان خلال الأيام القليلة الماضية، محذرة من سوء أوضاعهم الإنسانية، لاسيما في منطقة البقاع، نقلا عن قناة “العربية”، السبت.

وإلى ذلك، دعت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، دول الاتحاد الأوروبي إلى فتح أبوابها أمام اللاجئين السوريين الفارين إلى بلغاريا.

لم ترحم الحرب في سوريا طفولة الصغار، كما أنها لم تستح من شيخوخة هؤلاء الكبار، طوابير من اللاجئين تقف على الحدود تواجه البرد، يستعد البعض منها للعبور، بينما ينتظر بعضها الآخر إذن الدخول.

وفي لبنان، لن يحمي اللجوء الفارين السوريين من قلة الإمكانات وسوء الأوضاع الإنسانية.

وقالت جين هوارد مسؤولة الإعلام في برنامج الأمم المتحدة العالمي للأغذية: “خلال الأيام القليلة الماضية كان هناك تدفق للاجئين السوريين إلى وادي البقاع، ولكن أوضاعهم في الواقع سيئة جدا، هناك برد شديد، ولا مأوى لهم إلا المساجد ومراكز الاستقبال، وأرسلنا بالفعل مساعدات غذائية لعشرة آلاف شخص، لكنها ستكفيهم لمدة شهر فقط”.

وإلى ذلك، يتوافد على الأردن نحو 200 إلى 500 سوري يوميا، بحسب مندوبة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي أكدت أن معظمهم وصل عن طريق رحلة شاقة ومنهكة عبر الجبال.

ومن جهة أخرى، دخل بلغاريا، أفقر بلدان الاتحاد الاوروبي، نحو 6 آلاف سوري بطريقة غير نظامية منذ مطلع العام الحالي، ما دفع السلطات إلى تحويل مدارس وثكنات مهجورة الى مراكز للإيواء. وحث المفوض الأعلى للأمم المتحدة للاجئين انتونيو غوتيريس، على تضامن أوروبي لتمكين بلغاريا من مواجهة تدفق كبير للاجئين.

وكشفت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن عدد اللاجئين السوريين تخطى المليوني لاجئ، فيما لم تتسلم المفوضية إلا نحو 50 في المئة من الأموال التي تحتاجها لمساعدة هؤلاء المهجرين من بلادهم بسبب الحرب.

عشرات القتلى في غارات على حلب وريفها

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل وأصيب العشرات، السبت، في سلسلة غارات شنها الطيران الحربي السوري على مناطق عدة من البلاد، في وقت نجح مسلحون من المعارضة في السيطرة على أكبر حقل نفطي شرقي سوريا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 40 شخصا على الأقل لقوا مصرعهم في غارات جوية استهدفت مدينة حلب وريفها، في حين قتل آخرون في استهداف الطيران لمدن ومناطق بريف دمشق.

وفي تطور ميداني لافت، سيطر مقاتلون من جبهة النصرة على أكبر حقل نفطي في شرق سوريا، ونجحوا بذلك في قطع إمكانية وصول القوات الحكومية لاحتياطي النفط المحلي بشكل شبه كامل، حسب ناشطين.

وفي وقت لم يرد أي تعليق عن الحكومة السورية، قال ناشطون على صلة بجبهة النصرة إن مقاتليهم داهموا حقل العمر النفطي في محافظة دير الزور، وسيطروا عليه وعلى عدد من الصهاريج ومخزن أسلحة.

وفقدان حقل العمر النفطي سيعني أن القوات الحكومية ستعتمد تماما تقريبا على النفط المستورد في قتالها لإنهاء النزاع المستمر ضد المعارضة منذ عامين ونصف العام في البلاد.

من جهة أخرى، قالت مصادر لـ”سكاي نيوز عربية” إن وزير المصالحة الوطنية، علي حيدر، نجا من محاولة اغتيال، مشيرة إلى مقتل سائقه في إطلاق رصاص على سيارة الوزير على طريق مصياف القدموس.

إلى ذلك، قال المرصد، الذي يتخذ من لندن مقرا له، إن الطيران استهدف منذ فجر السبت الغوطة الشرقية ومدينتي معضمية الشام وداريا وبلدة بيت سحم ومخيم خان الشيح، ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا.

وأضاف أن القصف الجوي ترافق مع اشتباكات بين القوات الحكومية مدعومة من مقاتلي حزب الله اللبناني، وفصائل من المعارضة المسلحة على أطراف بلدة بيت سحم من جهة مطار دمشق.

كما شنت طائرات الجيش السوري أكثر من 12 غارة على مناطق مدينة النبك في القلمون، حيث نجح مسلحو المعارضة في إسقاط طائرة حربية، حسب ما قالت الهيئة العامة للثورة السورية.

في المقابل، تحدثت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن شن القوات الحكومية لسلسلة من “العمليات النوعية” في حيي القابون وبرزة في دمشق، ومزارع وقرى وبلدات عدة بريف العاصمة.

كما أضافت الوكالة أن الجيش دمرت مقار للمسلحين في محيط مدينة دير عطية في منطقة القلمون، وذلك بعد يوم على إعلان ناشطين نجاح الجيش الحر في السيطرة على المدينة.

وعلى صعيد الاقتتال الذي تشهده صفوف المعارضة، قال ناشطون إن جماعة متحالفة مع تنظيم القاعدة سيطرت على بلدة أطمة عند الحدود التركية بعد معارك مع الجيش الحر.

جدير بالذكر أن 7 فصائل من المعارضة وحدت قواها تحت لواء “الجبهة الإسلامية”، في خطوة من شأنها رص صفوف المعارضة في معركتها ضد القوات الحكومية من جهة، والتصدي لتنامي المجموعات المرتبطة بالقاعدة من جهة أخرى.

الإسلاميون يتوحدون في سوريا واستمرار القتال بين فصائل المعارضة

عمان/بيروت (رويترز) – وحد مقاتلون إسلاميون في سوريا قواهم لتشكيل ما قد يصبح أكبر جيش للمعارضة في البلاد وهو ما يزيد من تقويض نفوذ القادة العسكريين المدعومين من الغرب وقد يشكل تحديا للقاعدة.

وتزامن الإعلان يوم الجمعة عن تشكيل قيادة مشتركة للجبهة الإسلامية – وهي اندماج لستة فصائل إسلامية كبرى في المعارضة كانت أعلنت في وقت سابق أنها تعتزم الاندماج – مع روايات عن اندلاع معركة عند الحدود التركية بين فصائل إسلامية متنافسة انتهت بسيطرة جماعة متحالفة مع القاعدة على بلدة أطمة.

وعرقل التشرذم والاقتتال بين الفصائل الساعية للإطاحة بالرئيس بشار الأسد الانتفاضة ولم تظهر أحدث محاولة لتوحيد المعارضة حتى الآن قدرتها على إحداث تنسيق فعال بين الجماعات التي تسيطر معا على مناطق كبيرة من سوريا وعشرات الآلاف من المقاتلين.

وأدت المكاسب التي حققها الأسد منذ تراجعت الولايات المتحدة عن التدخل في أعقاب هجوم بالغاز السام على مناطق تسيطر عليها المعارضة في أغسطس آب الماضي إلى تقوية موقف كثير من مقاتلي المعارضة المسلحة على حساب الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب والمكلف نظريا بتنسيق الحرب وحفزت في الوقت نفسه بعض الفصائل الكبرى من أجل توحيد صفوفها.

وقال أعضاء في جماعات أخرى إنه جرى تعين أحمد عيسى الشيخ قائد ألوية صقور الشام زعيما للجبهة الجديدة.

وقال الشيخ في تسجيل فيديو يعلن عن تشكيل الجبهة الجديدة بثته قناة الجزيرة الإخبارية إن الجبهة “تكوين سياسي عسكري اجتماعي مستقل يهدف الى اسقاط النظام الأسدي في سوريا اسقاطا كاملا وبناء دولة إسلامية راشدة تكون فيها السيادة لله عز وجل وحده مرجعا وحاكما وناظما لتصرفات الفرد والدولة.”

وعين أبو عمر الحريتاني نائبا للشيخ. والحريتاني من ألوية التوحيد وهي تشكيل رئيسي آخر للمقاتلين الإسلاميين قاد هجوما للمعارضة في حلب العام الماضي. ومن بين الجماعات الأخرى التي انضمت إلى الجبهة أحرار الشام ولواء الحق والجيش الإسلامي.

وقد تتحدى الجبهة الإسلامية النفوذ المتزايد لجماعتين كبيرتين للمعارضة الإسلامية المسلحة مرتبطتين بالقاعدة وانضم إليهما آلاف الأجانب للقتال في سوريا هما الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة.

ولم تنضم الجماعتان إلى الجبهة الإسلامية رغم تعاونهما مع بعض الجماعات المكونة للجبهة. وفي حين يطالب أعضاء الجبهة الجديدة بإقامة دولة إسلامية سنية فإن معظهم أكثر تسامحا مع الآراء الأخرى من الجماعات المرتبطة بالقاعدة.

وقال المحلل تشارلز ليستر من مؤسسة آي.اتش.إس جينز في لندن “هذا تطور مهم للغاية من حيث دلالته الرمزية وكذلك التأثير العسكري الذي من المرجح أت تتمتع به على الأرض.” وقدر أن الجبهة الجديدة قد تضم 45 ألف مقاتل على الأقل.

وقال عضو في ألوية صقور الشام لرويترز “إنني متحمس للغاية وأشعر بسعادة غامرة” معبرا عن شعور عام بين المقاتلين بعد سلسلة من الانتكاسات العسكرية.

وأضاف “اعتقد أن هذا سيكون بداية نقطة تحول كبيرة في سوريا.”

وفي الوقت الذي تحاول فيه القوى العالمية الكبرى المنقسمة دفع المعارضة والحكومة إلى المحادثات لم يبد المقاتلون على الأرض اهتماما يذكر بالتفاوض مع الأسد.

وقال ليستر إن الجبهة ستوفر تمثيلا أفضل للقوى التي تعمل على الأرض وستقوض بالتالي قيادة الائتلاف الوطني السوري في المنفى. ولا يتوقع أن تشن الجبهة حربا على الجماعات المتحالفة مع القاعدة إلا أنه يرى أن تشكيلها قد يبعد الإسلاميين السوريين عن تنظيمي الدولة الإسلامية وجبهة النصرة حيث يضطلع الأجانب بدور أكبر.

ومما يبرز الصراعات بين الفصائل قال نشطاء في المعارضة إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام سيطر على بلدة أطمة وهي نقطة عبور للأسلحة والمعارضين السوريين على الحدود التركية وطرد منها مقاتلي جماعة صقور الإسلام وهي جماعة إسلامية صغيرة معتدلة تخضع لقيادة هيئة الأركان العامة للجيش السوري الحر التي تتخذ من تركيا مقرا لها.

وقاتلت جماعة صقور الإسلام وحدات أخرى موالية للجيش السوري الحر في وقت سابق هذا الأسبوع ولمح الناشط المحلي المعارض عبد الله الشيخ إلى احتمال تواطؤ قادة الجيش السوري الحر مع الدولة الإسلامية في العراق والشام لطرد مقاتلي صقور الإسلام من أطمة. وقال نشطاء إن مقاتلي جماعة الدولة الإسلامية أسروا قائد صقور الإسلام وأكثر من 20 من رجاله.

وامتنعت القوى الغربية التي تدعم الانتفاضة السورية منذ عام 2011 عن تقديم مساعدات عسكرية للجماعات المعادية للغرب. لكن نفوذ الإسلاميين غطى على الفصائل العلمانية التي عرقلتها الخصومات داخل سوريا وبين معارضي الأسد في المنفى.

وتقوم دول الخليج العربية – لاسيما السعودية وقطر – بتسليح ومساعدة فصائل بالمعارضة لكن لم يتضح بعد حجم النفوذ الأجنبي على التشكيل الجديد.

وقال مصدر مرتبط بجبهة النصرة إن الجماعة تعتقد أن قطر ساعدت بالوساطة والتمويل في اندماج الجماعات في الجبهة الإسلامية وإن الجماعات المرتبطة بالقاعدة تشعر بقلق من التحالف الجديد.

وأضاف “أخشى أننا نتهيأ لانقسام خطير … بين الجبهة الجديدة وجبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام.”

من خالد يعقوب عويس وإريكا سولومون

(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

إسلاميون يقولون إنهم سيطروا على أكبر حقل نفطي في سوريا

بيروت (رويترز) – قال نشطاء إن مسلحين إسلاميين يقودهم مقاتلون على صلة بتنظيم القاعدة سيطروا على أكبر حقل نفطي في شرق سوريا يوم السبت وقطعوا امكانية وصول قوات الرئيس بشار الأسد لاحتياطي النفط المحلي بشكل شبه كامل.

ولم يرد تعليق فوري من الحكومة. وفقدان حقل العمر النفطي سيعني أن قوات الأسد ستعتمد بشكل كامل تقريبا على النفط المستورد في قتالها لانهاء الصراع المستمر منذ عامين ونصف العام في البلاد.

ولم يعرف على الفور مدى تأثير هذا التطور على قدرة قوات الاسد العسكرية لكن المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يراقب التطورات في سوريا قال ان هذا الهجوم يمثل ضربة كبيرة.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد ان نحو كل احتياطيات النفط السورية ستكون في أيدي جبهة النصرة ووحدات اسلامية اخرى.

وقال ان رقبة النظام اصبحت الان في ايدي جبهة النصرة.

ويعتقد ان الاسد يحصل أيضا على وقود من ايران حليفه الرئيسي في المنطقة. وتمول طهران قتال الحكومة السورية ضد المعارضين وتقدم دعما عسكريا.

وأظهر تسجيل فيديو وضع على الانترنت مقاتلي المعارضة يقودون عربة صهريج تحت لافتة كتب عليها (شركة نفط الفرات – حقل العمر). وقال المتحدث ان الحقل تم الاستيلاء عليه فجر السبت لكن لم يتسن التحقق من صحة اللقطات من جهة مستقلة.

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى