أحداث السبت 25 أيار 2013
سورية: القوات النظامية و”حزب الله” يخوضان معارك ضارية في القصير.. وسط تقدم “بطيئ جداً“
بيروت – رويترز
قالت مصادر من طرفي النزاع في سورية ان القوات الحكومية السورية ومقاتلين من حزب الله شنوا هجوماً ضاريا للاستيلاء على مزيد من الاراضي التي تسيطر عليها المعارضة في بلدة القصير الحدودية اليوم السبت.
وقالت المعارضة التي تسعى للاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد إنه جري الدفع بمزيد من الدبابات والمدفعية في محيط المناطق التي تسيطر عليها المعارضة ببلدة القصير القريبة من الحدود اللبنانية.
وقال الناشط مالك عمار “لم أر مثل هذا اليوم منذ بدء المعركة. القصف عنيف ومكثف. يبدو انهم بصدد تدمير جميع منازل البلدة.”
والمعارضة محاصرة داخل القصير وهي بلدة يقطنها 30 ألف نسمة أضحت ميدانا لمعركة استراتيجية إذ تريد قوات الاسد استعادة السيطرة على المنطقة لتأمين طريق يصل بين دمشق ومعقل الرئيس على ساحل البحر المتوسط والفصل بين الاراضي التي تسيطر عليها المعارضة في الشمال والجنوب.
وتقاوم قوات المعارضة لصد الهجوم إذ ترى ان الاحتفاظ بطرق الامداد عبر الحدود امر حيوي كما تريد ان تحرم الاسد من انتصار تخشى من احتمال ان يمنحه اليد الطولى في محادثات السلام المقترحة تحت رعاية الولايات المتحدة وروسيا في الشهر المقبل.
ويعتقد أن قوات الاسد سيطرت على ثلثي القصير ولكن الثمن كان باهظاً في حين تصر المعارضة على انها تصد اي تقدم جديد.
وقال مقاتل من حزب الله في القصير ان وتيرة التقدم بطيئة جداً.
واضاف “نحن في المرحلة الثانية من خطة الهجوم لكن التقدم بطيء جدا وشاق. قام المتمردون بتلغيم كل شيء الشوارع والمنازل.. حتى البرادات ملغمة.”
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الاسد وحزب الله تحاول التقدم داخل المدينة على ثلاثة محاور.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد “يحاولون كسب موطيء قدم في كل منطقة لم يوجدوا بها.”
واشعل القتال في القصير بمحافظة حمص بوسط سورية شرارة الاشتباكات في مدينة طرابلس اللبنانية القريبة.
وقتل أكثر من 25 شخصاً في معارك في طرابلس على مدار سبعة أيام في واحدة من أكثر موجات العنف المتصلة بالصراع في سورية دموية في المدينة الساحلية. ويتهم كل من طرفي الصراع الاخر باستغلال طرابلس لنقل الامدادات عبر الحدود لسورية.
وقال رئيس المجلس العسكري بمحافظة حلب العقيد عبد الجبار العكيدي ان المجلس العسكري المعتدل الذي يحظى بدعم دولي وكتيبة التوحيد الاسلامية ارسلا قوات لمشارف البلدة لمساعدة مقاتلي القصير.
ولكن الناشط مالك عمار قال إن القوات لم تصل بعد ويصر على أن قوات المعارضة في القصير لازالت تقاتل وحدها، و”لا يدافع عن القصير إلا رجالها.”
ايران تؤكد انها لم ترسل قوات عسكرية الى سورية
طهران – ا ف ب
اعلن وزير الدفاع الايراني احمد وحيدي ان بلاده “لم ترسل البتة قوات عسكرية الى سورية ولن تقوم بذلك ابدا”، وذلك ردا على اتهام ايران بالتدخل عسكرياً في شكل مباشر الى جانب الجيش السوري النظامي.
وقال وحيدي في بيان ان “جمهورية ايران الاسلامية لم ترسل البتة قوات عسكرية الى سورية ولن تقوم بذلك ابدا. لا تؤمن ايران بارسال قوات عسكرية الى سورية استنادا الى سياستها” لحل النزاع السوري.
وتتهم الدول الغربية وبعض الدول العربية ايران، الحليف الاكبر للرئيس السوري بشار الاسد، بتقديم اسلحة ودعم عسكري الى الجيش السوري.
وندد رئيس الائتلاف السوري المعارض بالانابة جورج صبرة السبت بوجود “الاف المقاتلين الايرانيين” في سورية.
وقال صبرة في اسطنبول حيث يواصل الائتلاف المعارض مناقشة مشاركته في مؤتمر دولي لتسوية النزاع السوري مقرر في حزيران/يونيو في جنيف ان “الافا من المقاتلين الايرانيين ومساعديهم الارهابيين اجتاحوا سورية”.
والثلاثاء، اكد مسؤول كبير في الخارجية الاميركية مشاركة ايرانيين الى جانب مقاتلي حزب الله اللبناني الحليف لسورية في معركة القصير.
وفي بداية ايار/مايو، اكد قائد القوات البرية الايرانية الجنرال احمد رضا بوردستان استعداد ايران ل”تدريب” الجيش السوري ولكن من دون ان تشارك “مباشرة في عملياته”.
نصرالله: نحن صناع انتصارات سورية
بيروت – ا ف ب، يو بي أي
وعد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله انصاره “بالنصر” في المعركة في سورية حيث يقاتل الحزب الى جانب قوات النظام ضد المعارضة المسلحة.
وحذر نصر الله من أن سيطرة الجماعات التي وصفها بـ”التكفيرية” على سورية وبخاصة على المناطق المحاذية للبنان ستشكل خطراً كبيراً على لبنان وكل اللبنانيين.
وقال نصر الله، عبر شاشة عملاقة في مهرجان أقيم في بلدة مشغرة في وادي البقاع شرق لبنان بمناسبة الذكرى الـ13 لتحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الاسرائيلي، “إذا تمكنت الجماعات التكفيرية من السيطرة على المناظق الحدودية مع لبنان فإنها ستشكل خطراً على كل اللبنانيين.. السنّة أولاً”.
وأكد أن “سورية هي ظهر المقاومة والمقاومة لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي ويكسر ظهرها”.
وقال “اقول لكم ايها الناس الشرفاء، ايها المجاهدون، ايها الابطال… أنا لا أطالب أحد بالمساعدة، وهذه المعركة نحن أهلها وصناع انتصارها، كما كنت اعدكم بالنصر دائما اعدكم بالنصر مجددا”.
سليمان ينتقد «غرق المقاومة» في رمال سورية ويدعو إلى عدم «التذاكي» للتهرب من الانتخابات
بيروت – «الحياة»
غلب الهدوء الحذر على مدينة طرابلس الشمالية اللبنانية نهار أمس، بعد جحيم القصف ليل الخميس – الجمعة والذي أودى بحياة مواطن وعدد من الجرحى، ليرتفع عدد الضحايا منذ الأحد الماضي الى 23 قتيلاً وزهاء 200 جريح. فيما خرقت أعمال القنص بين الميليشيات المسلحة في منطقة جبل محسن ذات الأكثرية العلوية وتلك المتمركزة في منطقة باب التبانة ذات الأكثرية السنية، الهدوء.
وفيما أدت الاتصالات السياسية المكثفة التي أجراها نواب المدينة وقادتها أمس، الى انتشار الجيش فجراً في حيّين أساسيين في منطقة بعل محسن، بعد اتصالات أجرتها قيادة الجيش مع المسؤول السياسي لـ «الحزب العربي الديموقراطي» رفعت عيد، الذي كان هدد بأن ردّ حزبه على مصادر النيران من باب التبانة سيشمل المدينة كلها، فعاد مسؤولو الحزب وصرحوا بأنهم سيلتزمون ضبط النفس طالما ان الجيش سيتولى الرد على مصادر النيران.
وفرض اقتراب المهل المتعلقة بالاستحقاق الانتخابي من نهايتها، ترشيحاً واستعداداً للانتخابات، في ظل غياب التوافق على مدة تأجيلها، جملةَ مواقف وتطورات أمس، كان أبرزها دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان في كلمة شاملة ألقاها أثناء زيارته مقر قيادة الجيش اللبناني، عشية الذكرى الخامسة لتبوّئه سدة الرئاسة، الى «ألا نجتهد كثيراً للتهرب من اجراء الانتخابات والتذاكي من أجل تحقيق هذا الهدف».
وتناول سليمان «الجرح النازف في طرابلس، انعكاساً لما يجري في سورية»، وشدد على الغطاء الكامل للجيش في كل المهمات. وأكد أن «على الجيش أن يدافع عن الحدود البرية ويمنع إدخال وإخراج الأسلحة والمسلحين». وقال: «واليوم نتيح بإرادتنا المجال ليعود وطننا ساحةً، أو نتقاتل في ساحة أخرى كساحة القصير أو أخرى داخلية كساحة طرابلس، ونكاد نتقاتل في ساحة صيدا».
واستبق سليمان خطاب الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، المقرر اليوم لمناسبة «عيد المقاومة والتحرير»، فقال: «إن لبنان لم يقطف ثمار التحرير… إن معاني المقاومة أعلى وأسمى من كل المعاني، ومن أن تغرق في رمال الفتنة، إنْ في سورية أو في لبنان، أكان ذلك لدى شقيق أم صديق»، في اشارة غير مباشرة الى قتال الحزب على الأراضي السورية. وفيما أشار الى أن تأليف الحكومة متعثر، أكد دعمه للرئيس المكلف تمام سلام بشكل كامل، معتبرا أن لبنان «لا يفيده وزير بالناقص أو وزير بالزائد».
وبينما شهدت وزارة الداخلية أمس حشداً من المرشحين للانتخابات النيابية الذين قدموا طلبات ترشحهم، ومن أبرزهم رئيس البرلمان نبيه بري وزعيم «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون، ونواب «حزب الله» فإن مهلة الترشح تنتهي وفق القانون النافذ الحالي الإثنين المقبل.
ودفع غياب التوافق على التمديد للبرلمان بسبب الخلاف على مدته، بري الى الطلب من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ضرورة عقد جلسة لمجلس الوزراء في اتصال أجراه معه. وهدف بري، وفق بيان صدر عن مكتبه الإعلامي، الى «منع أي التباس في عدم إجراء الانتخابات النيابية وتحمل مسؤولية أي فراغ قد يفسر»، وأن موقف ميقاتي «كان إيجابياً». ودعا الأخير الى عقد جلسة للحكومة برئاسة سليمان بعد غد الاثنين، هي الأولى منذ استقالتها، ينحصر جدول أعمالها باستكمال الإجراءات القانونية واللوجستية لإجراء الانتخابات في 16 حزيران (يونيو) المقبل، وفق قانون الـ 60.
وعلمت «الحياة» من مصادر وزارية أن رئيسي الجمهورية والحكومة المستقيلة توافقا على عقد هذه الجلسة بعد استشارة وزير الداخلية والبلديات مروان شربل لهيئة الاستشارات في وزارة العدل حول ما إذا كان في وسع مجلس الوزراء الانعقاد في ظل وجود حكومة تصريف أعمال التي أجازت انعقاده لتشكيل هيئة الإشراف على الانتخابات وتخصيص اعتماد مالي لتغطية النفقات المترتبة على اجراء الانتخابات اضافة الى قضايا إدارية وفنية مرتبطة بها.
ولفتت المصادر الى أن هذه الإجراءات هي لسحب الذرائع من المطالبين بتأجيل الانتخابات، ومنها عدم تشكيل هيئة الإشراف عليها، والداعين الى التمديد للبرلمان، بحيث يدفع البرلمان الى وضع اقتراح قانون بهذا الشأن.
وذكرت المصادر أن مجلس الوزراء يقوم بواجبه لعدم تبرير التأجيل بحيث يكون أنجز ما عليه إذا تأمنت ظروف اجراء الاستحقاق وهذا سيحرج الداعين الى التمديد، خصوصاً أن الرئيس سليمان سيطعن بأي تمديد يتجاوز الـ 6 أشهر (على أساس قانون الـ 60).
وكان رئيس المجلس النيابي السابق حسين الحسيني أدلى بتصريح لافت عصر أمس أشار فيه الى «سيطرة السوقية والعصبية وفقدان الأمن»، وإلى «لاشرعية قانون الانتخاب التي لا تحتاج الى برهان، ولاشرعية العملية الانتخابية نفسها».
كما رفض البطريرك الماروني بشارة الراعي التمديد للبرلمان وقال: «يجب أن تتم الانتخابات على أساس أي قانون قائم أو يقر». وشدد على التزام «اعلان بعبدا» والحياد.
وأصدر الرئيس تمام سلام بياناً بمناسبة عيد المقاومة والتحرير قال فيه: «انه أثبت قدرة بلد صغير على مواجهة ودحر أعتى آلة عسكرية عدوانية في المنطقة»، ودعا الى «التبصر فيما آلت اليه أمور بلدنا الغارق منذ سنوات في أزمات متوالدة يؤلمنا أنها وصلت الى مرحلة بالغة الدقة»، وأكد ان «مصادرة الحياة السياسية بحكم الأمر الواقع لمصلحة غلبة فئوية، أو الخوض في أدوار لا قِبل للبنان على تحملها لن يؤديا الا الى مزيد من الاحتقان والفرقة».
ورأى سلام أن «المقاومة ملك للبنانيين جميعاً الذين يريدون لها أن تحافظ على نقاء صورتها ويعرفون أنها، ومهما اختلفت حول دورها وآليات عملها بعد التحرير، لا يمكن أن تكون في جوهرها موضوع نزاع داخلي عندما تكون بندقيتها موجهة في الاتجاه الصحيح».
“التطورات في الجولان” وامتحان الخيارات أمام النظام السوري
عن صحيفة “زمان” التركية – الأناضول
تطرق الكاتب كريم بالجي في مقاله اليوم، بصحيفة “زمان” التركية، إلى التطورات الدراماتيكية التي شهدتها أخيراً هضبة الجولان السورية المحتلة، خاصة بعد إعلان الجيش السوري تدميره عربة عسكرية إسرائيلية، قبل أيّام، ذكر أنها تجاوزت خط وقف إطلاق النار القائم بين الطرفين منذ حرب 1973 على هضبة الجولان، وما أعقب ذلك التدمير المعلن من قصفٍ مدفعيّ إسرائيلي على القسم الذي يتبع للسيطرة السورية من الهضبة، التي تحتل إسرائيل معظم مساحتها منذ 1967، مشيراً أن مثل تلك التطورات تدفع العقل إلى طرح العديد من الأسئلة.
وتساءل بالجي عن الأسباب التي تدفع نظام الأسد إلى السعي من أجل جر إسرائيل نحو الصراع الذي تشهده الساحة السورية، وما يقف وراء ذلك من تأثيرات على زعزعة الشرعية التي اكتسبتها المعارضة، كذلك إقحامه حزب الله في المعادلة السورية، بغية تصدير الأزمة السورية وتوسيع نطاقها كي تشمل دول المنطقة، وعلاقات النظام بكل من إيران وروسيا، ونسب التفاوت فيها.
وأضاف بالجي أن حزب الله ليس عبارة عن منظمة فقط، بل هو من أهم شركاء الحكومة اللبنانية والعملية السياسية في لبنان برمتها، وأن دعمه نظام دمشق، بشكل مباشر أو غير مباشر، بات في هذه الأيام أمرٌ ثابت، لكن ذلك الدعم يواجه مشكلة تكمن في ضعف أسسه الدينية، وعدم إنسجامه مع طبيعة التركيبة السياسية اللبنانية، على رغم أن “حزب الله” تمكن في الإنتخابات اللبنانية الأخيرة – وفي سابقة كانت الأولى من نوعها – أن يحصل على أصوات حتى من الطوائف المسيحية في لبنان، ويعود ذلك إلى الشرعية التي اكتسبها “الحزب” في مواجهته لإسرائيل، وما اعتبره بعضهم انتصاراً للحزب على إسرائيل في حرب 2006، وبمعنى آخر، فإن “حزب الله” لا يأخذ شرعيته من ذاته، بل من العداء لإسرائيل، وهذا ما يدفع المجتمع اللبناني إلى تحمل تلك التركيبة المسلحة ضمن كيانه.
وتابع بالجي أن انجرار “حزب الله” إلى الحرب الدائرة في سوريا، يكاد أن يكون مرفوضاً من قبل اللبنانيين الذين ذاقوا أيضاً تجاوزات ارتكبتها بحقهم قوات النظام السوري، لكن دخول عامل “إسرائيل” إلى المعادلة السياسية قد يقلب تلك الموازين، مشيراً إلى أن عدداً من رجال الدين الشيعة في لبنان يعارضون، وبشدة، ظهور إيران وكأنها “ممثلة للعقيدة الشيعية”، ومغالاة “حزب الله” في الدخول تحت العباءة الإيرانية، وأن نظام دمشق يهدف من خلال تحريكه الورقة الإسرائيلية، إلى المحافظة على ورقة حزب الله داخل المعادلة، وإنطلاقاً من ذلك سيحافظ النظام السوري على ورقة الدعم الإيراني له.
واستطرد بالجي أن النظام في روسيا نظام يمتلك القدرة على التعامل مع دمشق وتل أبيب بالحميمية ذاتها، وخصوصاً بعد ازدياد أعداد المستوطنين اليهود الوافدين من روسيا إلى إسرائيل، وما أفرز ذلك الإزدياد من تفاعل دورهم في الحياة السياسية الإسرائيلية وانعكاس ذلك على علاقات روسيا بإسرائيل. ولم يستبعد الكاتب أن تصبح إسرائيل التي كان الكثيرون يعتبرونها الولاية الـ 51 للولايات المتحدة الأميركية، أن تصبح بعد مدة قصيرة، منفذاً لروسيا على المياه الدافئة، ذلك الحلم الذي لطالما راود الروس عبر التاريخ وما زال يراودهم، منوهاً أن المساعدات العسكرية التي يقدمها نظام موسكو لحليفه في دمشق، لا يشكل مصدر قلق بالنسبة لإسرائيل، لأن ذلك الدعم لم يأتِ إلاّ بعد تعهدات حصل عليها الروس بعدم استخدام تلك الأسلحة ضد إسرائيل، لأن المعادلة الروسية ترتكز على عدم نشوب الصراعات بين حلفائها في المنطقة.
ونوه بالجي أن تدميره النظام السوري لعربة عسكرية إسرائيلية، قبل أيّام، أزعج موسكو من دون شك، وأن روسيا لن تتوانَ عن ترك نظام الأسد لمواجهة مصيره في حالة تزايد حجم التوتر بينه وبين إسرائيل، لأن علاقات روسيا مع سوريا لا تُعتبر علاقات مصيرية بالنسبة للروس، بعكس نظام الأسد الذي يعتبرها أحد ركائز سياساته الخارجية، بينما تعتبر إيران علاقتها مع نظام الأسد علاقة مصيرية، وأن سقوط نظام دمشق سيعني عزل إيران وبقائها وحيدة في بحر من الدول السنيّة – بحسب منظورها السياسي – ما سيدفع نظام الأسد في نهاية المطاف إلى التمسك حتى اللحظة الأخيرة بإيران، واعتبارها المنقذ الوحيد له.
وختم بالجي بالعودة إلى آخر التطورات التي شهدتها الهضبة المقسمة بين إسرائيل وسوريا منذ 1973، عقب حرب تشرين الأول/ أكتوبر، وأهمية الأحداث الدراماتيكية التي تشهدها الهضبة المقسمة، إذ باتت تشكل نقطة حسم في معادلة تشكل أطرافها وعناصرها الأساسية سوريا وإيران وروسيا وإسرائيل.
عناصر «حزب الله» واجهوا «المكامن» وقتلوا برصاص في الظهر
بعلبك – أ ف ب
أمضى حسن المسلح في «حزب الله»، ثلاثة أيام في المعارك التي يخوضها الحزب إلى جانب القوات النظامية السورية في القصير وسط سورية. ويقول بعد عودته إلى مسقط رأسه بعلبك في شرق لبنان إن عناصر الحزب تقدموا في اتجاه الجزء الشمالي من المدينة، قبل أن يخرج مقاتلو المعارضة من الأنفاق ويبدأوا بإطلاق النار عليهم.
وعاد حسن (18 سنة) إلى بعلبك الأربعاء ليكتشف أن والده علي (43 سنة) الذي انتقل للقتال مع الحزب في القصير في اليوم نفسه، قضى في المعارك مصاباً برصاصتين في الصدر.
ويقول حسن مرتدياً زيه العسكري وهو يحمل سلاحه ويلف عنقه بوشاح الحزب «في اليوم الأول، تقدمنا في الأزقة تجاه وسط القصير، لكن ما لبث المسلحون أن هاجمونا من الخلف».
يضيف «لم نلمح أي مقاتل (من المعارضة السورية)، وتكون لدينا انطباع انهم غير موجودين (…) بعدما اجتزنا ثلثي المدينة متجهين إلى شمالها، خرجوا من الأنفاق وبدأوا بإطلاق النار علينا. خسرنا عدداً من العناصر والجرحى، كلهم أصيبوا برصاصات في الظهر».
ومنذ الأحد، يشارك الحزب الحليف لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، في اقتحام قوات هذا الأخير لمدينة القصير التي تُعد معقلاً لمقاتلي المعارضة في محافظة حمص (وسط) على مقربة من الحدود اللبنانية، وذلك بعد اشهر من قتاله في ريف المدينة.
ووفق مصدر مقرب من الحزب، قسم المقاتلون إلى 17 فرقة تضم كل منها 100 عنصر من الحزب، اقتحمت القصير من الجهات الشرقية والجنوبية والغربية.
وتعد المدينة التي يقطنها نحو 25 ألف نسمة، أساسية بالنسبة لمقاتلي المعارضة لوقوعها على خط إمداد رئيسي من المناطق ذات الغالبية السنية في شمال لبنان، والمتعاطفة مع المعارضة السورية. كما تشكل القصير نقطة محورية للنظام لكونها صلة وصل أساسية بين دمشق والساحل السوري ذي الغالبية العلوية، الأقلية الدينية التي ينتمي إليها الرئيس الأسد. ويضيف حسن أن مقاتلي المعارضة السورية «كانوا بالمئات ومنظمين ومسلحين بشكل كبير. استخدموا رصاصاً متفجراً، وتطلب القضاء عليهم وقتاً».
ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد الحزب 104 مقاتلين منذ بدء مشاركته في المعارك في سورية قبل ثمانية اشهر، في حين قالت مصادر مقربة من الحزب إن الحصيلة هي حوالى 75 عنصراً في المدة نفسها.
لكن المسؤول الإعلامي في الحزب إبراهيم الموسوي نفى لوكالة «فرانس برس» صحة هذه الأرقام، من دون أن يقدم حصيلة لعناصر الحزب الذين سقطوا في سورية.
وأقر الأمين العام للحزب حسن نصرالله أن عناصر من الحزب يقاتلون في القصير، مشدداً على أن هؤلاء يقومون بـ «الدفاع» عن قرى سورية حدودية يقطنها لبنانيون شيعة. كما قال إن عناصر آخرين يتولون حماية مقام السيدة زينب قرب دمشق.
وعن المعارك في القصير، يقول حسن «كان علينا تفتيش كل منزل أو تدميره. بعض الأنفاق دمرت لكن عدداً منها ما زال موجوداً ويتحصن فيها المسلحون». ويوضح أن المهمة الأصعب للحزب في هذه المرحلة هي السيطرة على شمال المدينة حيث يتحصن مقاتلو المعارضة، اضافة إلى عدد كبير من المدنيين الذين لم يغادرونها.
ويشير إلى أن «السيطرة على هذا القطاع قاسية وصعبة. ثمة قناصة في كل مكان». ويضيف بحزم «سيكلفنا الأمر الكثير، لكننا سنسيطر عليه».
وتوفي والد حسن في اليوم الأول من المعارك. ويقول حسن «لم نكن في المكان نفسه، لكن يمكنني القول إنني شعرت بحدس ما، بثقل يطبق على صدري. كنت افكر به طوال الوقت»، قبل أن يذرف دموعه.
إلا انه يستعيد سريعاً رباطة جأشه «يجب أن نكون أقوياء. بات لزاماً علي الآن الاهتمام بوالدتي وشقيقتي، قبل العودة إلى القتال لإنجاز ما بدأناه».
وفي المنزل، تستذكر أم حسن (45 سنة) مغادرة زوجها وولدها إلى القتال. وتقول «عندما ترك زوجي المنزل، لم اقل له إلى اللقاء»، وكأن حدسها دفعها إلى الشعور بأنها لن تراه مجدداً.
وتشدد الزوجة على أن «القتال في القصير اليوم اهم بكثير من القتال ضد إسرائيل، لأن ثمة العديد منهم (مقاتلو المعارضة السورية) من جنسيات أجنبية، وهم أعداء اخطر من إسرائيل».
ووفق النظام السوري، يشارك مقاتلون من 28 بلداً إلى جانب مسلحي المعارضة في النزاع المستمر منذ اكثر من عامين، وأدى إلى مقتل 94 ألف شخص. وتضيف أم حسن «زوجي ذهب ليقاتلهم هناك قبل أن يهاجمونا في لبنان. نحن لا نقاتل السوريين، بل الأعداء الموجودين في سوريا».
دمشق وافقت مبدئياً على جنيف 2
لقاء لكيري ولافروف وفابيوس
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
أعلنت موسكو امس موافقة النظام السوري مبدئياً على المشاركة في مؤتمر جنيف-2 المرتقب عقده مطلع الشهر المقبل، الا ان المعارضة وصفت هذا الموقف بأنه “غامض” وشككت في نية النظام اجراء مفاوضات فعلية تمهد لتأليف حكومة انتقالية. ويلتقي وزراء الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف والفرنسي لوران فابيوس في باريس الاثنين لمناقشة الاعداد للمؤتمر.
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش: “نلحظ بارتياح اننا تلقينا من دمشق موافقة مبدئية من الحكومة السورية على المشاركة في مؤتمر دولي، ليتمكن السوريون انفسهم من تسوية هذا النزاع المدمر للبلد والمنطقة”.
الا ان الناطق باسم “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”لؤي صافي علّق على هذا التصريح قائلاً: “نريد ان نسمع هذا التصريح مباشرة من حكومة الاسد… نريد ان نعرف فعلا ان لديهم النية للتفاوض على انتقال نحو حكومة ديموقراطية يشمل رحيل بشار الاسد”.
وطالب الائتلاف الذي بدأ اجتماعات الخميس في مدينة اسطنبول التركية لتحديد موقف من المشاركة في جنيف-2، النظام السوري بتقديم “مبادرات حسن نية” قبل الكلام عن احتمال مشاركته في المؤتمر الذي اقترحت واشنطن وموسكو عقده.
وقال الناطق الاخر باسم الائتلاف خالد صالح: “من المهم جدا بالنسبة الينا ان تحصل مبادرات حسن نية من الطرفين… نريد ان نكون متأكدين من اننا عندما سندخل في هذه المفاوضات فان حمام الدم سيتوقف في سوريا”.
وسئل عن طبيعة المبادرات التي تريدها المعارضة، فأجاب: “امور بسيطة مثل وقف استخدام صواريخ سكود وسحب الجيش من بعض المدن”. كما أشار الى احتمال اقرار وقف النار.
وفي انتظار قرار الائتلاف السوري، يلتقي كيري وفابيوس الاثنين في باريس لافروف لاجراء محادثات تتناول المؤتمر الدولي حول سوريا. وقال مصدر ديبلوماسي غربي ان الوزراء الثلاثة سيلتقون الى “عشاء عمل” في مطعم باريسي من أجل عرض سير عملية تنظيم المؤتمر الدولي.
وسبق ذلك اعلان مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية في بيان ان وزيري الخارجية الاميركي والروسي سيلتقيان “لمواصلة المحادثات التي اطلقاها في لقائهما قبل اسابيع قليلة في روسيا، وعرض المستجدات على صعيد الاستعدادات لعقد مؤتمر دولي حول سوريا”.
وأصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً جاء فيه إنه “جرت بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري، مكالمة هاتفية نوقش خلالها الوضع في سوريا في سياق التحضير للمؤتمر الدولي حول التسوية السياسية في هذا البلد”.
كما يلتقي وزراء الخارجية للاتحاد الاوروبي الاثنين في بروكسيل لمناقشة مسالة رفع الحظر عن الاسلحة للمعارضة السورية.
كفى استفزازاً للأسد
افتتاحية “هآرتس”
التوتر بين اسرائيل وسوريا تصاعد في الاسابيع الاخيرة، ولكنه لم يصل بعد الى انفجار. حاكم سوريا، بشار الاسد، منشغل البال بحرب البقاء، وليس له مصلحة في فتح جبهة اخرى. ولكن وكأنه من أجل تسخين الاجواء وجر المنطقة الى مواجهة، تترافق الان مع أعمال القوة المنسوبة الى اسرائيل، حسب منشورات اجنبية، اقوال زائدة أيضا. فالاسد غير معني باشعال المنطقة. وهو يفهم ان اسرائيل أقوى من سوريا – في الجو، في المدرعات وفي باقي عناصر الجيش، ولهذا فقد تجلد على غارة سلاح الجو في نطاق بلاده بل في اطراف العاصمة دمشق. ولكن التصريحات في الصحف الاجنبية، التي نسبت لمسؤولين اسرائيليين كبار، مسّت بعزته ودفعته لان يهدد بانه سيرد على الهجوم على قافلة الصواريخ لـ”حزب الله”.
يحذر الاسد من الهجوم على الجبهة الداخلية الاسرائيلية بصواريخ ارض – ارض. وانحصر رد فعله حتى الان باطلاق النار نحو دورية للجيش الاسرائيلي على طول خط فصل القوات في الجولان. لقد ضمت اسرائيل الجولان في 1981، ولكن أحدا في العالم لا يعترف بهذا الضم. وفي المفاوضات التي أدارها رؤساء الوزراء (اسحق رابين، شمعون بيريس، بنيامين نتنياهو وايهود اولمرت) مع عائلة الاسد على اجيالها لم يكن ثمة شك بان اسرائيل ستنسحب عن الخط الحالي. وكان الخلاف على عمق الانسحاب. في نظر الاسد، الذي يتأثر بحقيقة أن الجولان هو أرض ضمتها اسرائيل بالقوة، فان هجوما بسلاح خفيف على دورية للجيش الاسرائيلي في الجولان هو رد متوازن على القصف في عمق سوريا.
غير أن اسرائيل غير مهتمة بتعقيدات الوضع السوري. موقفها الرسمي احادي البعد بالنسبة للنار التي استهدفت سيارة الجيب العسكرية عبر عنه أول من أمس رئيس الاركان بيني غانتس حين قال انه “يتعين على الاسد أن يتحمل النتائج اذا ما تدهور الوضع في هضبة الجولان”. وفضلا عن حقيقة أن مثل هذه الاقوال الاستفزازية لا تساهم في شيء، بل ربما تخرج عن مهمات رئيس الاركان، فإن غانتس، مثل كل القيادة الاسرائيلية يتجاهل النصيب الكبير لاسرائيل في تدهور الوضع.
وتغيب الهجمات في عمق الاراضي السورية في الخطاب العدواني ولا تعد جزءاً مركزيا في المعادلة. فلا يمكن اسرائيل أن تهاجم اراضي دولة سيادية اخرى، من جهة، ومن جهة اخرى أن تتهم الدولة التي تعرضت للهجوم بتدهور الوضع حين ترد. ليس لاسرائيل مصلحة في التورط في الحرب الاهلية السورية. وربما أيضا مع ايران و”حزب الله”. والاستفزازات اللفظية لا تساهم الا في تعميق التوتر، هجوم آخر في سوريا قد يؤدي الى حرب زائدة. يجدر بالحكومة ان تُعمل فكرا واعيا فتمتنع عن استفزازات زائدة.
«جبهة النصرة» تتحصّن في الحــميدية… والجيش يلتف على الضبعة
يتحصن مسلحو جبهة النصرة في قرية الحميدية الواقعة بين قريتي عرجون والضبعة شمالي مدينة القصير، حيث تبقى القرية عصية على الاختراق العسكري رغم محاولات الجيش السوري اقتحامها، وتحوّله لاقتحام قرية الضبعة
مرح ماشي
القصير | لا تتوقف الاشتباكات العنيفة وسط وشمال مدينة القصير، فيما يبدو أن مهمّة الجيش السوري لن تكون نزهةً في ظل وجود مقاومة عنيفة من مسلّحي «النصرة» المتمترسين في بيوت وأنفاق المدينة. أنفاق أعدّوها على مدار سنة كاملة تحسّباً للمعركة الحالية، لذا لا بدّ من فتح منافذ أُخرى لتضييق الحصار على مسلّحي المعارضة. إذاً لا بد من تأمين قرية الحميدية في ريف القصير الشمالي الغربي.
لقرية الحميدية أهميتها في الطوق المفروض على مدينة القصير باعتبارها تقع على الطريق الواصل بين قريتي عرجون والضبعة. محاولات عديدة من الجيش لدخول القرية المنيعة، بعضها نجح وأُخرى باءت بالفشل. يتحدث الجميع عن إعلان بدء الدخول الحتمي إلى الحميدية لإتمام إحكام الطوق على طول المحيط الشمالي لمدينة القصير. إلى تحويلة حمص إذاً، حيث نمضي من هُناك إلى الحميدية. هُنا ما يطلق عليه الحماصنة «منطقة المقاصف». الكثير من الملاهي الليلية التي لم تتوقف عن العمل رغم كل الأحداث الأمنية التي جرت في المدينة. مداهمات عديدة واشتباكات، والكثير من القذائف «هاون ومدفعية ثقيلة». كلّ ذلك لم يوقف مريديها وعاملاتها وعمّالها عن التوجه إليها ومتابعة دورها المعتاد، إلى أن قرر الجيش «تطهير» المنطقة بالكامل، فكان أن بلغت الاشتباكات أوجها بعدما هيأ مسلّحو المعارضة متاريسهم الترابية حولها، ما أدّى إلى دكّ المنطقة. المتاريس اليوم تحت سيطرة الجيش، فيما تناثرت حروف أسماء الملاهي وزجاج نوافذها وأجزاء من جدرانها. بدءاً من المفرق المؤدي إلى قرية الحميدية، ستبدأ الكثير من الحواجز العسكرية بإيقاف المارين، ولكي تمر إلى وجهتك ينبغي أن تكون من المنطقة أو بصحبة أحد أبنائها. من بعيد يبدو لك الدخان الكثيف، كأن انفجاراً وقع في المزارع المحيطة. إنما ستتبين لاحقاً أنها عملية إحراق العشب الكثيف على جانبي الطريق. قد ترى أيضاً امتداد الحرائق لتأتي على بعض المساحات من الأراضي المزروعة بالقمح. في قرية المباركية تبدو المنازل المتناثرة على الجانبين وقد تكوّمت أنقاضاً. مشهد مريع لأسقف سقطت أفقياً، فيما بعض أساساتها لا تزال واقفة أو مشطورة إلى نصفين. لا أطلال في القرية لدمار كبير فحسب، بل إن المنازل هي بقايا حجارة لا أكثر. آثار الحرائق في كل مكان على معظم الأراضي، والنار لا تزال مشتعلة في بعضها. للحرائق أسباب، بحسب المعنيين بأمرها من العسكريين، إذ إن حرق العشب يفيد في عملية منع تسلل مسلحي المعارضة لاستهداف عناصر الجيش والقوى الأمنية الذين يمرون من هذه المناطق ويبسطون سيطرتهم وحمايتهم عليها.
مفرق آبل في الطريق إلى الحميدية شاهدٌ على معارك عنيفة دارت في المنطقة للسيطرة على المطار العسكري. ستلمح بعده مقبرة تنتشر الصلبان على معظم مقابرها، ويأتيك الجواب دون أن تسأل: «إنها قطينة». بعض المنازل تعرضت لإطلاق رصاص في ظل محاولات القنص الدائمة التي شهدتها المنطقة بأكملها بحكم انكشافها على مرمى نيران القرى الثائرة. على مد النظر وامتداد «رحبة قطينة» و«السلومية» و«كمام» تبدو سنابل القمح التي تلوح واعدة بالحصاد القريب ومحصول استثنائي الطعم، وقد استقى من غزارة الدماء التي عجنت تراب ريف القصير. يختلط المدنيون بالعسكريين في الشوارع. بضعة منازل تظهر على جانبي الطريق، فيقول الدليل المرافق: «إنها الرحمونية». قرية تتألف من منازل عدة تعود ملكيتها إلى عائلة واحدة. عائلة بمفردها، قررت هكذا، ولسبب ما، أن تثور، وثارت. حمل أفرادها السلاح وتمترسوا في بيوتهم، بعدما أرسلوا النساء والأطفال إلى قرية الغسانية القريبة بسكانها المنتمين إلى إحدى طوائف «الأقليات». كل ذلك كي لا ينشغلوا عن الثورة بحماية عائلاتهم. أرادوا تغيير النظام «الكافر»، وجاهدوا في سبيل ذلك، بمساعدة إخوانهم في قرية الربلاوية والقرى اللاحقة على ذات الطريق نحو القصير، إضافة إلى مساعدة إخوانهم من البلدان المجاورة أيضاً، فانتهى بهم الحال خارج خارطة التغيير والحرية والمواطَنة، وأصبحوا خارج المكان أو ربما تحتَه، فيما بقيت الجدران المتهالكة شاهدة على مرحلة دموية مفاجئة من عمر البلاد. جدران لو نطقت لأدهشتك، أنت الغريب الآتي من البعيد باحثاً عمّا سقط سهواً من آثار الحقيقة لأحداث كان مسرحها هذا المكان المنكوب طوال أشهر. مع الاقتراب من مزرعة الرضوانية والشومرية يمكن تبيّن عدد من المزارعين يهتمون بمزروعاتهم ويسقونها. تستغرب وجودهم ونشاطهم أمام الخراب الذي لم يواجهك سواه. وقد تعبر وجهاً لوجه ببعض الملثمين الذين يقودون دراجاتهم النارية دون اعتراض طريقك، فلا تملك إلا أن تسأل في نفسك: «من هؤلاء؟ وكيف يعبرون الطرق بهذا المظهر ضمن مناطق يسيطر عليها الجيش!». لن يطول بك السؤال، بل سيبدأ خوفك بالتزايد عندما تتبين أن مساحات كبيرة من الطريق الذي تعبره مكشوف أمام قناصين من مطار الضبعة وقرية عرجون. هذا ما سيبدو واضحاً ضمن قرية الشومرية التي سيطر عليها الجيش أخيراً بعد معارك ضارية، استمات خلالها مقاتلو جبهة النصرة في المقاومة عبثاً. الوصول إلى قرية الغسانية بعد جهد جهيد يعني أن الحميدية باتت على مسافة تقدر بـ 3 كيلومترات. الكثير من ناقلات الجند تتنقّل بين الأهالي، ويلعب الأطفال حولها. عناصر من الجيش السوري يستعدون لبدء العملية العسكرية المؤذنة بدخول الحميدية، أمرٌ يهلل له أهالي الغسانية أملاً في التخلص من القناص الذي يقلق راحة أبناء الحي الشمالي من قريتهم. لا بد من العبور بسرعة باتجاه مكان تجمّع القوّات التي تستعد شمالاً للسيطرة على الحميدية. يقول أحد عناصر اللجان الشعبية: «لقد استطعنا السيطرة على بعض مداخل القرية، ويجب أن نعيدها اليوم إلى سيطرة الدولة». بعد عناء الطريق والوصول إلى مشارف القرية، تبدأ طلائع الجيش بالعودة أدراجها. المقاومة في الحميدية عنيفة، ولن يتمكن العدد المحدود من الجنود واللجان الشعبية من هزمهم، وسط أنباء عن انسحاب من بعض مواقع الجيش على مداخل القرية، لصالح التقدم المفاجئ الذي بدأته فرق أُخرى من الجيش بهدف السيطرة على قرية الضبعة ومطارها. أيام من الإعلان عن بدء العمليات العسكرية في الحميدية، فوجئ الناس بعدها ببدء المعارك في محيط مطار الضبعة العسكري والبويضة الشرقية، وتدمير سيارتي دوشكا في حرم المطار تعودان إلى مسلحي المعارضة. وبذلك يتقدم الجيش السوري في القصير محاصراً ما بقي من مسلحي المعارضة في الحارة الشمالية، حيث انتهى العمل على تأمين كل الأبنية المجاورة لسكة القطار تمهيداً لاقتحام الحي الشمالي. في وقت أحبطت فيه جميع محاولات دعم ومؤازرة مسلحي المعارضة في الداخل قرب منطقة حسياء الصناعية على طريق حمص – دمشق، ما أدى إلى مقتل 13 عنصراً من «الجيش الحر».
دمشق إلى جنيف والائتلاف لـ «موقف واضح»
«مبدئياً» دمشق في «جنيف 2» حسبما أعلنت موسكو. فيما يعمل «الائتلاف» على ردود الفعل. يريد «موقفاً واضحاً» من دمشق ومن حاكمها التنحي
رمى «الائتلاف» الكرة في ملعب النظام. الهيئة المعارضة لا تستطيع اليوم أن تعلن رفضها الصريح لـ«جنيف 2». «أصدقاؤها» يضغطون باتجاه المشاركة، رغم شروطهم المسبقة. إذن انتظر «الائتلاف»، الذي وضع على جدول أعماله في اجتماعه في إسطنبول حسم مسألة المشاركة في جنيف، تصريح من موسكو يفيد بقبول دمشق المشاركة في المؤتمر الدولي ليصفه بأنه غامض. موسكو غير مرتاحة «لأجواء» إسطنبول وشروط المعارضة رغم استمرار التنسيق مع واشنطن لإنجاح المؤتمر الدولي. وهي أعلنت أنّ دمشق وافقت «مبدئياً» على المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، فيما انتقدت الشروط «الصعبة» لمختلف مجموعات المعارضة.
وكشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، أن روسيا تسلمت موافقة دمشق المبدئية على المشاركة في المؤتمر خلال مباحثات أجراها نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مع نظيره فيصل المقداد.
وعمّا أذيع عن تحديد 10 حزيران موعداًَ لانعقاد المؤتمر، أكد المسؤول الروسي أنّ مثل هذه التقارير «لا يمكن أخذها على محمل الجد»؛ لأن المعارضة ما زالت منقسمة جداً. وندّد بمواقف بعض قادة المعارضة الذين أكدوا أن لا محادثات واردة مع بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة. وعن محاولات المعارضة السورية للتوصل إلى موقف موحد، لفت لوكاشيفيتش إلى أنّ التقارير الواردة حتى الآن من إسطنبول «لم تكن مشجعة». وأضاف أنّ المعارضة وحلفاءها الإقليميين «يقومون بكل شيء» للحرص على أنّ مؤتمر جنيف لا ينعقد أو حتى لكي يفشل. لكنه شدد على أن الولايات المتحدة وروسيا تبذلان حالياً جهوداً مشتركة للتأكد من توصل الأطراف إلى اتفاق على إجراء محادثات في وقت قريب. في السياق، أكد «الائتلاف» المعارض أنّ إعلان موسكو موافقة دمشق المبدئية «غامض»، داعياً النظام السوري إلى توضيح هذا الموقف بنفسه. وأشار المتحدث باسم الائتلاف، لؤي صافي، إلى أنّنا نريد أن نسمع هذا التصريح «مباشرة من حكومة الأسد. نريد معرفة إن كان لديهم فعلاً النية للتفاوض على انتقال نحو حكومة ديموقراطية تشمل رحيل بشار الأسد».
وعن مشاركة «الائتلاف» في المؤتمر، رأى صافي أنّ المعارضة بحاجة «لمزيد من الوضوح» لتتخذ قراراً في هذا الصدد. وأضاف: «سبق أن قال الروس إنّ الحكومة السورية لديها فريق للتفاوض، لكننا لا نعلم بأي شروط. هل لديهم تفويض للبحث بحسن نية بالانتقال أم لا؟». من جهته، دعا صافي موسكو إلى تقديم «ضمانات» لرحيل الرئيس السوري.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية سيرغي لافروف ناقش مع نظيره الأميركي جون كيري الجهود الرامية إلى حمل الأطراف السورية على حضور مؤتمر «جنيف 2» خلال محادثة هاتفية أمس.
وأعلن مسؤول في الخارجية الأميركية أن كيري سيلتقي لافروف يوم الاثنين المقبل في باريس «لاستكمال المحادثات التي أطلقاها في لقائهما قبل أسابيع قليلة في روسيا، وعرض المستجدات على صعيد الاستعدادات لعقد مؤتمر دولي حول سوريا».
في إطار متصل، أكد مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، أن موقف بلاده من الأزمة السورية ثابت، لكنه لم يستبعد وجود إمكانية للمرونة تبعاً لتطورات الوضع، وذلك رداً على أنباء تحدثت عن احتمال موافقة روسيا على تشكيل حكومة انتقالية لا يؤدي الرئيس بشار الأسد أي دور فيها. من جهة أخرى، طالبت دمشق الجامعة العربية أمس بـ«الاعتذار» وإلغاء كل قراراتها المتعلقة بسوريا قبل النظر في أي دور يمكن أن تؤديه لحلّ النزاع في البلاد. موقف دمشق أعلنه وزير الإعلام عمران الزعبي، الذي شدد على أن «محاولة بعض الأنظمة العربية للبحث عن دور لها في سوريا عبثي وغير ممكن». وأعرب الزعبي عن عدم ثقة بلاده «نهائياً» ببعض أعضاء الجامعة، مشيراً إلى أنه «لا دور لهم الآن أو مستقبلاً» للمشاركة في إيجاد حل للنزاع السوري.
من جهة ثانية، أشار رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي إلى أن «ما يحققه الجيش السوري على الأرض سيحدد نتائج مؤتمر جنيف 2». فيما أعربت فرنسا وألمانيا عن أملهما في التوصل إلى «توافق أوروبي» بشأن رفع الحظر عن الاسلحة المرسلة إلى المعارضة السورية، الاثنين المقبل في بروكسل. وأوضح وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، اثر لقاء مع نظيره غيدو فيسترفيلي في باريس، أن «موقف فرنسا هو أننا نرغب في التمكن من تحقيق أكبر توافق ممكن على تسوية تسمح بأن نقدم للمعارضة السورية وسائل الدفاع عن نفسها من الهجمات التي لا تتوقف للنظام» السوري.
من ناحيته، قال فيسترفيلي: «احترم كثيراً موقف أصدقائنا الفرنسيين. سنحاول بناء جسر لإيجاد تسوية مشتركة». وأكد أنّ «الموقف الالماني بشأن تقديم الأسلحة جرى عرضه وتبريره، إلا أننا نحترم دفاع شركائنا وأصدقائنا عن مواقف أخرى».
إلى ذلك، يعقد مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة خلال دورته المقبلة، الأسبوع المقبل، اجتماعاً طارئاً لمناقشة الوضع في سوريا، وخاصة الأحداث الأخيرة في القصير، بناءً على طلب الولايات المتحدة وتركيا وقطر.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، سانا)
أردوغان: منفذو تفجيرات الريحانية ساعدوا وفد المعارضة التركية في لقاء الأسد
أنقرة ـ يو بي آي: قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الجمعة، إن المعتقلين لضلوعهم بتفجيرات الريحانية بجنوب البلاد ساعدوا وفداً من حزب الشعب الجمهوري المعارض للقاء الرئيس السوري، بشار الأسد.
ونقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان، قوله خلال لقائه أعضاء من حزب ‘العدالة والتنمية’ إن ‘أعضاء حزب الشعب الجمهوري ذهبوا إلى (العاصمة السورية) دمشق أكثر مما ذهبوا إلى ديار بكر، والتقطوا صورة عائلية مع الأسد’.
يشار إلى أن ديار بكر غالبيتها أكراد، وغالباً ما اتهم أردوغان المعارضة بتجاهل شرق البلاد، زاعماً أنهم لا يمثّلون كافة أفرقاء البلاد.
وقال أردوغان ان الذين ساعدوا مسؤولي حزب الشعب الجمهوري في لقاء الأسد خططوا أيضاً لتفجيرات الريحانية، مؤكداً أنهم ‘متورطون في هذه العملية’، في إشارة منه إلى التفجيرات.
ولفت إلى أنه يمتلك وثائق تثبت أن المتورطين في التفجيرات اصطحبوا مسؤولي حزب الشعب الجمهوري إلى سورية للقاء الأسد.
يذكر أن مسؤولي حزب الشعب الجمهوري، بزعامة نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، فاروق لوغأوغلو، زاروا سورياة في صيف العام 2011 والتقوا الأسد.
كما ذهبت بعثة أخرى إلى دمشق العام الماضي والتقت الأسد، حيث ساهمت بالإفراج عن الصحافي التركي، جنيد أونال، الذي احتجزته مجموعات موالية للنظام لمدة 40 يوماً.
وظهرت صور للقاءات المسؤولين المعارضين الأتراك مع الأسد، ما دفع الحكومة التركية إلى اتهام المعارضة بالانحياز مع النظام السوري، رغم ما دعته بالحملة العسكرية العنيفة على مقاتلي المعارضة السورية.
ودعا أردوغان سكان الريحانية (جنوب البلاد) إلى الحفاظ على هدوئهم في مواجهة ‘الاستفزازات الطائفية التي تقوم بها المعارضة’ بعيد تفجيرات التي شهدتها، مضيفاً أن المعارضة ‘تحاول التسبب باستفزازات حول حادثة الريحانية’.
وقال إن في تركيا ’300 ألف لاجئ’ (سوري)، داعياً الأتراك إلى عدم تحميل اللاجئين مسؤولية هذه التفجيرات.
وأضاف ‘يجب على الأتراك ألا يعتبرونهم مذنبين، بل أن يفتحوا بيوتهم لهم’.
وتابع ‘في حال كان الأخوة السوريون يخافون الخروج من منازلهم، على الأخوة في الريحانية أن يعيدوا حساباتهم’.
ووقع تفجيران بسيارتين مفخختين في 11 أيار (مايو) الجاري أمام مبنى بلدية الريحانية أدّيا إلى مقتل 51 شخصاً وأكثر من 100 جريح. واتهم مسؤولون منظمة ‘اجيلجيلر’ أو ‘المستعجلون’ التركية التي لديها ارتباطات بأجهزة الاستخبارات السورية بالوقوف وراء الإنفجارين، إلاّ أن مسؤولاً في المنظمة نفى ذلك.
وأوقفت السلطات التركية حتى الآن 12 شخصاً يشتبه بأنهم ضالعون في التفجيرات.
وكانت السلطات التركية ربطت بين تفجيرات الريحانية وبين الاستخبارات السورية، زاعمة أن مجموعة موالية للنظام السوري مركزها تركيا هي التي خططت للتفجيرات.
وكانت تركيا هددت بالانتقام على هذه التفجيرات بعد انتهاء التحقيقات فيها.
ونشرت صحيفة (حرييت) التركية تقريراً، الخميس، قالت فيه إن المشتبه به الرئيسي في تفجيرات الريحانية عبر الحدود مع سورية 400 مرة في عام واحد.
المعارضة السورية تفشل في دعم مبادرة الخطيب وتسعى لوضع خطة لانتقال السلطة قبل مؤتمر سلام
اسطنبول ـ رويترز: فشل زعماء المعارضة السورية في دعم مبادرة اقترحها زعيم ائتلافهم المستقيل يسلم الرئيس بشار الاسد بموجبها السلطة تدريجيا وذلك لإنهاء الحرب الأهلية في البلاد مما يبرز العقبات التي تواجه محادثات السلام الدولية المتوقعة الشهر المقبل.
وتحث المبادرة المكونة من 16 نقطة التي اقترحها معاذ الخطيب الذي استقال من رئاسة الائتلاف الوطني السوري المعارض في آذار (مارس) الاسد على تسليم صلاحياته لنائبه او لرئيس الوزراء والسفر الى الخارج بصحبة 500 من بطانته.
ولم يحصل مقترح الخطيب على تأييد يذكر فيما يبدو من شخصيات معارضة أخرى مشاركة في اجتماع يعقد على مدى ثلاثة ايام في اسطنبول لتحديد كيفية الرد على اقتراح امريكي روسي بإجراء محادثات للسلام تشارك فيها حكومة الاسد الشهر المقبل.
ويقع الائتلاف تحت ضغط دولي لحل الخلافات الداخلية قبل مؤتمر تعتبره واشنطن وموسكو ضروريا لآمال إنهاء الحرب الاهلية التي بدأت منذ عامين وأتاحت لمتشددين مرتبطين بتنظيم القاعدة فرصة لعب دور متزايد في سورية.
وخيمت ظلال السعودية على اجتماع اسطنبول الذي بدأ الخميس. فهي الداعم العربي الرئيسي للمعارضة وتقول مصادر في الائتلاف السوري المعارض إنها تضغط ليكون انتقال السلطة في سورية على رأس جدول الاعمال في جنيف.
وقال مصدر كبير في الائتلاف ‘السعودية غير راضية عن أن (اجتماع) جنيف لن يبدأ فيما يبدو بخروج الاسد من اليوم الأول.’
وقال زعماء معارضون إن من المرجح ان يشارك الائتلاف في مؤتمر السلام المزمع الذي قد يعقد في جنيف في الأسابيع القليلة القادمة لكنهم شككوا في أن يتمخض عن اتفاق فوري على رحيل الأسد.
وقال خالد صالح المتحدث باسم الائتلاف إن الائتلاف المكون من 60 عضوا يدعم اي مؤتمر يساعد في تحول الموقف الى حكومة منتخبة بعيدا عن الدكتاتورية لكنه لن يشارك دون مؤشرات على أن الأسد في طريقه الى الرحيل.
ولم يؤكد الاسد الذي تحدى دعوات غربية وعربية لرحيله أن حكومته ستشارك في محادثات السلام لكن روسيا قالت الجمعة إن إدارته وافقت على الحضور من حيث المبدأ.
وتسعى المعارضة السورية في المنفى الى انتخاب قيادة متحدة خلال المحادثات في اسطنبول.
وهي حائرة منذ استقالة الخطيب في مارس آذار وهو رجل دين مرموق من دمشق طرح مبادرتين ليترك الأسد السلطة سلميا.
وتدعو أحدث مبادرة طرحها على صفحته على موقع فيسبوك الاسد للتنحي وتسليم صلاحياته لرئيس الوزراء وائل الحلقي او نائب الرئيس فاروق الشرع وهو سياسي مخضرم لا يكثر من الظهور منذ اندلاع الانتفاضة في مارس آذار عام 2011 مما أثار مزاعم العام الماضي من المعارضة بأنه يعتزم الانشقاق.
وقال الخطيب ان على الاسد ان يرد خلال 20 يوما وإنه حين ذاك يجب إمهاله شهرا لحل البرلمان. وحين يسلم الاسد صلاحياته تبقى حكومته في السلطة لمدة 100 يوم وتعيد هيكلة الجيش قبل ان تسلم المسؤولية لحكومة انتقالية ‘يتم الاتفاق والتفاوض عليها في اطار ضمانات دولية.’ ورفض معارضون في اسطنبول المبادرة.
وقال عضو بارز بالائتلاف ‘من حقه تقديم اوراق للاجتماع مثل اي عضو اخر لكن ورقته تتجه مباشرة الى مزبلة التاريخ. انها تكرار لمبادرته السابقة التي لم تؤد الى اي شيء.’
وحكم الاسد ووالده حافظ الاسد سورية لأربعة عقود. وتعهد بهزيمة من وصفهم بأنهم ‘إرهابيون’ يقفون وراء انتفاضة بدأت باحتجاجات سلمية استمرت عدة اشهر. وأدى رد فعله العنيف الى اندلاع الانتفاضة المسلحة في نهاية المطاف.
وقتل اكثر من 80 الف شخص فيما اصبحت الآن حربا اهلية شاملة انزلق اليها حزب الله اللبناني وتمتد آثارها الى الدول المجاورة.
وضغطت واشنطن على ائتلاف المعارضة لحل خلافاته وتوسيع قاعدته ليضم مزيدا من الليبراليين الذين يمكنهم التحرك بشكل مستقل عن الاسلاميين.
وقال دبلوماسي اوروبي ‘المجتمع الدولي يسير اسرع قليلا من المعارضة. يريد ان يرى قائمة كاملة من المشاركين من الجانب السوري في جنيف وهذا يعني أن على الائتلاف ان يسوي خلافاته.’
وقال برهان غليون وهو مرشح قوي ليصبح الرئيس الجديد لائتلاف المعارضة إن من المرجح ان يوافق الائتلاف على الذهاب الى جنيف لأنه لا يريد ان يكتسب الاسد افضلية سياسية من الاجتماع لكنه أضاف أن من غير المرجح أن يسفر عن اي اتفاق لانتقال السلطة.
ومن المرشحين الآخرين المحتملين احمد طعمة خضر وهو ناشط بارز من المعارضة من محافظة دير الزور بشرق سورية والتي تتاخم المناطق السنية بالعراق ولؤي الصافي وهو استاذ جامعي كان يقوم بالتدريس في الولايات المتحدة والقائم بأعمال رئيس الائتلاف جورج صبرا وهو مسيحي قاد مظاهرات داعية للديمقراطية في بداية الانتفاضة.
سخرية من مبادرة الخطيب: إرسل رسالة نصية لتكون ضمن الـ 500 شخصية
دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: لم تحظَ المبادرة الأخيرة التي أطلقها المعارض الشيخ معاذ الخطيب من اسطنبول بأي رد رسمي سوري، ولم تعلق عليها القيادة السورية لا سلباً ولا إيجاباً، في تجاهل معتاد لما يصدر عادة عن رموز معارضة الخارج، لاسيما من الائتلاف الوطني والمجلس الوطني اللذين يرأسهما مؤقتاً جورج صبرا.
إحدى المدرسات في كلية الإعلام بجامعة دمشق طلبت ‘متهكمة’ على صفحتها على الفيسبوك من الرئيس السوري بشار الأسد، إدراج اسمها ضمن قائمة الـ 500 شخصية التي ستغادر معه سورية إلى الخارج، وفق مبادرة معاذ الخطيب، وشبهت تلك الطائرة بسفينة نوح التي أنقذت من صعد على متنها من الطوفان واصفة المعارضة السورية بـ’الحمقاء’، وسخرت الاستاذة في كلية الإعلام د.نهلة عيسى من تلك المبادرة وقالت: وقولوا للرئيس الأسد أن نفسي طرية يمكن أن أذهب معه على الطائرة على الواقف أو شعبطة، المهم ألا أبقى ببلد يمكن أن يحكمها معاذ الخطيب بذكائه الخارق ومبادرته الفذة.
وفي السياق ذاته كتب أحدهم على ‘فيسبوك’ إعلاناً تهكمياً يقول: إذا كنت تريد أن تكون على متن طائرة الرئيس وضمن الـ 500 شخصية أرسل رسالة نصية على الرقم 2013 وستجرى القرعة لاختيار الأسماء الفائزة، خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر جنيف2.
وأطلق الرئيس المستقيل للائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب مبادرة للخروج من الأزمة في سورية، تنص على تسليم الرئيس بشار الأسد صلاحياته كاملة خلال عشرين يوماً إلى نائبه فاروق الشرع، او لرئيس الحكومة الحالي وائل الحلقي، على أن يغادر ومعه 500 شخص يختارهم إلى أي بلد يرغب باستضافتهم.
دمشق تطالب الجامعة العربية بالاعتذار.. وتقارير عن سماح الاردن لإسرائيل باستخدام اجوائه
القوات السورية وحزب الله يطوقان المعارضة شمال ‘القصير’
موسكو تعلن موافقة النظام على جنيف ـ 2 والائتلاف يشكك
القصير ـ بيروت ـ موسكو ـ انقرة ـ وكالات: اعلنت روسيا الجمعة موافقة النظام السوري المبدئية على المشاركة في مؤتمر جنيف المرتقب عقده مطلع الشهر المقبل، الا ان المعارضة وصفت هذا الموقف بـ’الغامض’ وشككت بنوايا النظام اجراء تفاوض فعلي يمهد لحكومة انتقالية، جاء ذلك في الوقت الذي فرضت فيه القوات النظامية السورية ومقاتلو حزب الله طوقا على مقاتلي المعارضة في شمال مدينة القصير في محاولة لاستعادتها من المقاتلين.
وقال الناطق باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش الجمعة ان روسيا تسلمت موافقة دمشق المبدئية على المشاركة في مؤتمر جنيف خلال زيارة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الى موسكو.
وقال لوسائل الاعلام ‘نلحظ بارتياح اننا تلقينا من دمشق موافقة مبدئية من الحكومة السورية على المشاركة في مؤتمر دولي، ليتمكن السوريون انفسهم من تسوية هذا النزاع المدمر للبلد والمنطقة’.
الا ان الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية وصف هذا الموقف بـ’الغامض’ ودعا نظام الرئيس السوري بشار الاسد الى توضيح هذا الموقف بنفسه.
وقال لؤي صافي المتحدث باسم الائتلاف لوكالة فرانس برس خلال اجتماع المعارضة في اسطنبول’نريد ان نسمع هذا التصريح مباشرة من حكومة الاسد (…) نريد معرفة ان لديهم فعلا النية للتفاوض على انتقال نحو حكومة ديمقراطية يشمل رحيل بشار الاسد’.
وفي اطار المساعي الحثيثة لتعبيد الطريق امام نجاح مؤتمر جنيف-2 يلتقي وزير الخارجية الامريكي جون كيري الاثنين في باريس نظيره الروسي سيرغي لافروف لاجراء مباحثات تتناول النزاع في سورية، وفق ما اعلن مسؤول كبير في الخارجية الامريكية الجمعة.
في جنيف طالبت الولايات المتحدة وتركيا وقطر الجمعة رئيس مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة بالدعوة الى اجتماع عاجل ‘الاسبوع المقبل’ للبحث في ‘تدهور وضع حقوق الانسان وعمليات القتل الاخيرة في القصير’.
وفي رسالة تم تسليمها الجمعة الى رئيس المجلس البولندي ريميغيوز هينسيل، طالب سفراء الدول الثلاث في الامم المتحدة في جنيف بعقد ‘مناقشات طارئة (…) في ضوء تزايد الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان وتدهور الوضع في سورية، ما يؤدي الى سقوط عدد كبير من الضحايا يوميا’.
وطالبت دمشق الجامعة العربية الجمعة بـ ‘الاعتذار’ والغاء كل قراراتها المتعلقة بسورية قبل النظر في اي دور يمكن ان تؤديه لحل النزاع في البلاد، وذلك في تصريحات لوزير الاعلام السوري عمران الزعبي.
وذكرت صحيفة ‘جويش كرونيكل’ الجمعة، أن مسؤولاً أردنياً أكد بأن بلاده سمحت لإسرائيل باستخدام مجالها الجوي لمراقبة الوضع في سورية من قبل طائرات من دون طيار.
ونسبت الصحيفة الصادرة من لندن إلى المسؤول الأردني، الذي لم تكشف عن هويته لكنها وصفته بأنه بارز ومقرّب من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، قوله ‘إن عمان تعمل مع اسرائيل يداً واحدة، وستسمح لها باستخدام مجالها الجوي لشن هجوم جديد على سورية إذا دعت الحاجة’.
واضاف المسؤول الأردني أن سورية ‘تمثل أزمة مهما يحدث، و(الرئيس بشار) الأسد لم يعد قوة استقرار، وصار الجهاديون يهيمنون على المتمردين فيها، والإسرائيليون قلقون من ذلك وهذا ما نحتاجه، ونحن نعمل يداً واحدة معهم’.
ميدانيا اعلن مصدر عسكري سوري لفرانس برس ان القوات النظامية السورية فرضت طوقا على مقاتلي المعارضة في شمال مدينة القصير الاستراتيجية وسط سورية، والتي اقتحمتها الاحد في محاولة لاستعادتها من المقاتلين الذين يسيطرون عليها لاكثر من عام.
من جهته، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة ان المدينة تتعرض لقصف بالطيران الحربي، تزامنا مع اشتباكات عنيفة في ريفها الشمالي في محاولة من القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني، عزل المقاتلين في شمال القصير.
وحول احتمال رفع الحظر الاوروبي عن ارسال السلاح الى سورية اعربت فرنسا والمانيا الجمعة عن املهما في التوصل الى ‘توافق اوروبي’ بشأن هذه القضية الاثنين المقبل في بروكسل كما اعلن وزيرا خارجيتهما الجمعة.
عقيدة قتالية جديدة للجيش السوري يقاتلون من اجل الوطن وليس الاسد.. والنظام سيعزز قوته في الجنوب
ابراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ هل سيربح بشار الاسد الحرب الاهلية؟ وهل الانجازات الاخيرة لجيشه دليل على تقدمه؟ وهل انقسام المعارضة يساعده على ذلك؟ الولايات المتحدة وحلفاؤها يقولون ان هذه انجازات ‘آنية’ ولا تعني انتصارا للنظام، والمعارضة تقول ان العجز مرده غياب الاسلحة الثقيلة لمواجهة النظام المدجج بالسلاح الفتاك. وللبحث عن اجابات لهذه الاسئلة قام مراسلان لصحيفة ‘ديلي تلغراف’ بزيارة لجبهتي حرب في كل من دمشق وحلب.
واشار كل من ريتشارد سبنسر وروث شيرلوك الى التطورات الاخيرة حتى قبل معركة القصير، فقد كان الحديث الدائر بين المحللين قبل اسابيع عن المعركة الاخيرة للنظام في جبل قاسيون مقر الحكومة، خاصة ان دمشق واهلها شعروا في ذلك الوقت ولاول مرة انهم تحت الحصار، قذائف هاون تساقطت على ساحة الامويين وقنابل المقاتلين وصلت الى مبنى الاذاعة والتلفزيون. ونجح المقاتلون بانشاء حلقة من السيطرة حول دمشق امتدت من شمال العاصمة الى حدود مطار دمشق الدولي وحتى الاطراف الجنوبية الغربية لها. اليوم، تقول الصحيفة ان الوضع قد تغير، فالمعارضة اصبحت في موقع الدفاع، ونفس المحللون الذين تعجلوا نهاية النظام ومعركة جبل قاسيون يقولون ان الاسد قد يكون في موقع كي يوجه الضربة الاخيرة للمعارضة، اين تقع الحقيقة؟
قد يستعيد او لا يستعيد
لا احد يبدو يملك الجواب لكن النظام السوري نجح في الآونة الاخيرة من فتح الطريق لدرعا والاردن واوقف تقدم المعارضة المستمر في الشمال والذي بدأ في شهر تموز (يوليو) العام الماضي عندما هاجم المقاتلون حلب وسيطروا على نصفها تقريبا، ووصلت ذروة انجازات المقاتلين عندما سيطرت جبهة النصرة على المناطق القريبة من الحدود مع العراق.
وقد ادت هذه الانتصارات الحاسمة بالمؤسسات الامنية والمحللين السياسيين للتكهن بنهاية النظام، لكن المنظمة الامنية الالمانية الرسمية ‘بي ان دي’ والتي كانت ممن تعجلوا انهيار الاسد، تقول الآن حسب تقرير لمجلة ‘دير شبيغل’ ان الاسد قد يتمكن من استعادة السيطرة على جنوب البلاد بنهاية العام الحالي، ويبدو كما تقول ‘تلغراف’ ان بقية المؤسسات الامنية الغربية توافق الالمان على هذا التقييم، حيث تضيف بالقول ان النظام قد لا يسيطر على اراض بالكامل ولكنه قام بفتح خطوط امداد تمكنه من الرد وتوجيه الضربات للمعارضة في اي وقت يريد.
ومع كل هذا تقول الصحيفة ان التكهنات حول قرب انتصار للاسد قد تكون مبكرة، ولكن ما يساعد النظام هو الانقسام بين المعارضة الاسلاميين والمتشددين والقوى العلمانية وقد تتفاقم انقسامات المعارضة هذه وتساعد النظام ان لم تستطع الفصائل المسلحة استعادة السيطرة على الموقف العسكري من جديد. وامام نقطة تفتيش اقيمت على طرف المدينة القديمة في حلب، وقف شاب تبدو الكآبة على وجهه حيث بدا مالك اصغر من عمره (20 عاما) وكان حتى اربعة ايام يحلم بان يكون جزءا من الزحف نحو الجنوب، لكنه اصيب بشظية بركبته اثناء مشاركته في معركة الشيخ سعيد، حيث استطاع الجيش السوري السيطرة على شركة بناء فيه وحاصروا المقاتلين ‘كان معهم قناصة ودبابات’، و’في كل مرة يشعرون بحركة كانوا يطلقون القذائف من دباباتهم، في الحقيقة لو شاهدوا جنديا واحدا لضربوه بالدبابات’. ويعتبر حي الشيخ سعيد جزءا من المستنقع الذي وجد فيه المقاتلون انفسهم، ففي تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي بدأوا بالزخف نحو الجنوب، عبر الشيخ سعيد الى منطقة المطار، لكن النظام كان قادرا على تعزيز قوته وردهم، وقتل في المواجهات العشرات. وتبدو الحملة في الشيخ سعيد صعبة مقارنة مع الانتصارات التي حققها المقاتلون في البداية، حيث تقدموا في الريف وسيطروا على الاحياء الفقيرة في حلب ودمشق وحمص، والتي يعيش فيها سكان محرومون ومهمشون تعاطفوا مع الثورة وطالما حنقوا على سيادة الطائفة العلوية. ولهذا فالمناطق الواقعة بين المناطق الموالية للنظام وتلك الفقيرة هي الاصعب، مثل الشيخ سعيد ومدينة دمشق.
جيش تغيرت معنوياته
وفي هذه الحالات لا يبدو جيش النظام يعتمد فقط على المستشارين الايرانيين والمقاتلين التابعين لحزب الله، بل ويظهر استعدادا للقتال يشبه ذلك الذي ميز المقاتلين، فعدد الجنود المنشقين عن الجيش قل، وكلا الطرفين يتحدث عن معنوية قتالية جديدة يظهرها الجيش النظامي. ويعيد المحللون الروح القتالية من جانب الحكومة الى قوات الدفاع الشعبي (60 الفا)، الميليشيات التي انشأها النظام وتلقت تدريبا من الايرانيين وحزب الله حسب المصادر الغربية. وقد عوضت هذه القوات النقص الذي شاب اداء الجيش الذي تلقى تدريبا للقتال في حروب تقليدية.
ونقلت الصحيفة عن احد مجندي الدفاع الشعبي قوله ‘في السابق كنا نحرس الاحياء ولكننا الآن اكثر تنظيما ونشارك في العمليات العسكرية’. وتقوم هذه القوات بتأمين المناطق التي يستعيد الجيش سيطرته عليها. ففي الماضي كان الجيش يقصف مناطق المقاتلين ويجبرهم على الانسحاب، وبعدها يقوم بالتحرك اليها والتقاط صور والانسحاب مرة اخرى تاركا المجال امام المقاتلين للعودة. ولكن الوضع تغير الآن، فالنظام يعتمد على استراتيجية تجمع بين اسلوب حرب الشوارع والحروب النظامية، وملقحة بعقيدة ‘وطنية’ حيث يقول المجند ‘نحن لا نقاتل من اجل الاسد’، ‘الوطن اولا، قد يكون (الاسد) احسن رجل في العالم لكننا لا نقاتل من اجله، بل نقاتل من اجل الوطن، وضد من يريدون اعادتنا للعصور المظلمة’.
لن يسيطر على البلاد
وتقول مصادر امنية بريطانية بارزة ان المعارضة بشكلها الحالي قد تواجه خطر الهزيمة، ولكنهم يؤكدون – اي المسؤولون البريطانيون – ان هذا معناه ‘انتصارا’ للاسد، او قدرته على اعادة السيطرة على كامل البلاد، وتقييم المخابرات الالمانية يتوصل الى نفس النتيجة وهي ان ‘بي ان دي لا تعتقد بأن الجيش السوري قادر بما فيه الكفاية للسيطرة على هزيمة المعارضة’. وحتى بمساعدة الايرانيين وحزب الله فمن الصعوبة بمكان ان يكون قادرا على استعادة السيطرة على المناطق الشاسعة التي خرجت عن سيطرته في الشمال.
والسيناريو الحالي للنظام يقوم على تعزيز سيطرته على وسط البلاد ومناطق شمال ـ غرب البلاد التي يقطن فيها العلويون، فيما ستظل المناطق الشمالية والقريبة من تركيا بيد الجماعات المقاتلة حيث تقام فيها سلطة فقيرة وتتميز بالعنف والتنافس بين الفصائل المقاتلة. مما يعني انقسام البلاد او حسب تصريحات ويليام هيغ، وزير الخارجية البريطاني يوم الاثنين ستتفكك. وتختم الصحيفة بالقول ان هذا الوضع يعتبر انتصارا للاسد، ‘تقبلا بانه لا يزال في موقعه، واعترافا منه انه وان لم يخسر فقد ربح’، وهو وضع لن يقبله المقاتلون فهم يقولون ‘حتى لو استمرت الثورة مئة عام وكل شيء دمر لن نتركه في السلطة’ اي الاسد.
معاني معركة القصير
وتساءلت مجلة ‘تايم’ عن معنى الانتصار بمعركة القصير. ومن هنا تقول المجلة نقلا عن ابو البراء احد قادة ‘جبهة النصرة’ الذي اصيب في المعارك ونقل الى طرابلس لبنان ان القتال يتمركز في مركز المدينةـ وفي بعض الاحيان يكاد يسمع صوت الجنود السوريين وهم يصرخون على بعضهم البعض. وتقول المجلة ان ابو البراء الذي يقود الفين من المقاتلين مستعدين للتضحية ومنع سقوط المدينة في يد النظام.
واكد ان ‘مجاهدينا سيلقنون النظام درسا لن ينساه، بمشيئة الله’. وتعتبر القصير التي زاد عدد سكانها الـ30 الفا في الايام الماضية نظرا لنزوح الكثيرين من الارياف، من المدن الاستراتيجية الواقعة بين العاصمة السورية والمناطق الساحلية. ويعني الانتصار في القصير معبرا آمنا للنظام لمدينة طرطوس الساحلية، وتعتبر المدخل الى المناطق العلوية، وهي ملجأ مهم للاسد ورجاله حالة سقوط دمشق، ونقلت عن ابو البراء قوله ‘لا شك في ان القصير تعتبر مدينة استراتيجية للرافضة’ اي العلويين، مضيفا انها البلدة التي ستمكنهم من ربط دولتهم مع بعضها البعض.
اما بالنسبة للمقاتلين فهي مهمة لانها تعتبر معبرا للاسلحة المهربة من لبنان، فهي لا تبعد سوى 10 كيلو مترات عن الحدود اللبنانية، ومنها يتمكن المقاتلون للهروب الى المناطق الآمنة في القرى السنية في لبنان للراحة والعلاج. ومن هنا تعتبر المعركة على القصير امتحانا للطرفين، ويفهم من هذا مناشدة جورج صبرا القائم بأعمال الائتلاف الوطني السوري حيث دعا كل المقاتلين وفصائل المعارضة لحماية القصير وحذر من الغزاة الاجانب، اي مقاتلي حزب الله وقال ان كل رصاصة ترسل الى حمص والقصير ستقف امام الغزو.
ولاحظت المجلة ان المعركة الدعائية التي ترافق القصير حامية الوطيس من الطرفين، فاعلام النظام حشد كل قواه، فوكالة الانباء السورية قالت ان نصف المدينة بيد الحكومة، اما السلطات المحلية فقد قالت ان 80 بالمئة بيد الحكومة. فيما يقول المقاتلون الذين اتصلت معهم المجلة عبر ‘سكايب’ ان نسبة 60 بالمئة من البلدة بيد الجيش الحر.
ونقلت عن ابو اسلام من مركز القصير الاعلامي التابع للجيش الحر قوله انهم يسيطرون على المركز وغرب البلدة. وكدليل على هذا قال انهم كانوا قادرين على تشغيل المولدات والتواصل عبر الانترنت. كما وتبادل اعلام الحكومة والمعارضة الشتائم. ونقلت عن ابو البراء قوله ‘لدينا الان جثة 50 خنزيرا’. وقال ان ‘ (حزب الله) قد فقد 70 من مقاتليه’.
نجاح ضئيل
وتعني الهزيمة للمعارضة تفاوضا من موقع ضعف هذا ان قررت الذهاب لمؤتمر جنيف والذي يعتبر بالنسبة للكثيرين تأخيرا للقرارات الصعبة للادارة الامريكية اكثر من كونه حلا للازمة. فجون كيري استبعد تسليح المعارضة واقامة منطقة حظر جوي او حتى ضربات سريعة. وتقول رولا خلف في تحليل لها في صحيفة ‘فايننشال تايمز′ ان التسوية السياسية هو الخيار الافضل الا ان جنيف -2 يعمل في صالح امريكا اكثر منه في صالح سورية، فهو يؤخر القرارات الصعبة للخيارات التي كان على الرئيس اوباما اختيارها الا ان فرص نجاحه في تحقيق سلام في سورية ضئيلة. ومع ذلك لا يستبعد كون مؤتمر جنيف ـ 2 بداية لعملية سياسية طويلة المدى قد تنجح يوما ما. ففي هذه المرحلة التي يقول فيها المسؤولون الاوروبيون والعرب ان فرص نجاح المؤتمر ستكون عالية ان تم حرف ميزان المعركة لصالح المعارضة الا ان الذي يحقق انجازات على الارض هو النظام.
واشارت الى ان نجاحه في القصير يعني قطع الامدادات عن المقاتلين من لبنان وتأمين طريق دمشق الساحل اي للمناطق العلوية. وهي وان وافقت على ما قاله كيري من ان النجاحات هي وقتية لكنها تعكس بالضرورة حالة الجمود العسكري وتعمل في النهاية على تعزيز معنويات الجيش وتقوي موقعه التفاوضي. وبعيدا عن هذا فصيغة جنيف الحالية تقوم على صيغة معدلة من جنيف -1 التي اتفق الروس والامريكيون عليها العام الماضي وتركت مصير الاسد معلقا، وركزت على عملية انتقال سياسي باتفاق الطرفين، اي المعارضة والحكومة. وفي الوقت الذي يناقش فيه الدبلوماسيون الغربيون ان مجرد قيام حكومة انتقالية يعني نهاية دور الاسد. ولكن الاخير لن يوقع على تسوية تنهي حكمه، فيما لا يعرف المدى التي ستذهب اليه روسيا للضغط على الاسد كي يتخلى عن السلطة.
مقاتل من حزب الله يروي تفاصيل المعارك في القصير: مقاتلو المعارضة خرجوا من الانفاق وبدأوا باطلاق النار
بعلبك ـ ا ف ب: امضى حسن المقاتل في حزب الله، ثلاثة ايام في المعارك التي يخوضها الحزب الشيعي اللبناني الى جانب القوات النظامية السورية في مدينة القصير وسط سورية. ويقول بعد عودته الى مسقط رأسه بعلبك في شرق لبنان ان عناصر الحزب تقدموا في اتجاه الجزء الشمالي من المدينة، قبل ان يخرج مقاتلو المعارضة من الانفاق ويبدأوا باطلاق النار عليهم.
وعاد حسن (18 عاما) الى بعلبك الاربعاء ليكتشف ان والده علي البالغ من العمر 43 عاما، والذي انتقل للقتال مع الحزب في القصير في اليوم نفسه، قضى في المعارك مصابا برصاصتين في الصدر.
ويقول حسن مرتديا زيه العسكري وهو يحمل سلاحه ويلف عنقه بوشاح الحزب ‘في اليوم الاول، تقدمنا في الازقة تجاه وسط القصير، لكن ما لبث المسلحون ان هاجمونا من الخلف’.
يضيف ‘لم نلمح اي مقاتل (من المعارضة السورية)، وتكون لدينا انطباع انهم غير موجودين (…) بعدما اجتزنا ثلثي المدينة متجهين الى شمالها، خرجوا من الانفاق وبدأوا باطلاق النار علينا. خسرنا العديد من الشهداء والجرحى، كلهم اصيبوا برصاصات في الظهر’.
ومنذ الاحد، يشارك الحزب الحليف لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، في اقتحام قوات هذا الاخير لمدينة القصير التي تعد معقلا لمقاتلي المعارضة في محافظة حمص (وسط) على مقربة من الحدود اللبنانية، وذلك بعد اشهر من قتاله في ريف المدينة.
وبحسب مصدر مقرب من الحزب، قسم المقاتلون الى 17 فرقة تضم كل منها 100 عنصر من الحزب، اقتحمت القصير من الجهات الشرقية والجنوبية والغربية.
وتعد المدينة التي يقطنها نحو 25 الف نسمة، اساسية بالنسبة لمقاتلي المعارضة لوقوعها على خط امداد رئيسي من المناطق ذات الغالبية السنية في شمال لبنان، والمتعاطفة مع المعارضة السورية.
كما تشكل القصير نقطة محورية للنظام لكونها صلة وصل اساسية بين دمشق والساحل السوري ذي الغالبية العلوية، الاقلية الدينية التي ينتمي اليها الرئيس الاسد.
ويضيف حسن ان مقاتلي المعارضة السورية ‘كانوا بالمئات ومنظمين ومسلحين بشكل كبير. استخدموا رصاصا متفجرا، وتطلب القضاء عليهم وقتا’.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فقد الحزب 104 مقاتلين منذ بدء مشاركته في المعارك في سوريا قبل ثمانية اشهر، في حين قالت مصادر مقربة من الحزب ان الحصيلة هي نحو 75 مقاتلا في المدة نفسها.
لكن المسؤول الاعلامي في الحزب ابراهيم الموسوي نفى لفرانس برس صحة هذه الارقام، من دون ان يقدم حصيلة لعناصر الحزب الذين سقطوا في سوريا.
واقر الامين العام للحزب حسن نصرالله بان عناصر من الحزب يقاتلون في القصير، مشددا على ان هؤلاء يقومون ‘بالدفاع′ عن قرى سورية حدودية يقطنها لبنانيون شيعة. كما قال ان عناصر آخرين يتولون حماية مقام السيدة زينب قرب دمشق.
وعن المعارك في القصير، يقول حسن ‘كان علينا تفتيش كل منزل او تدميره. بعض الانفاق دمرت لكن عددا منها ما زال موجودا ويتحصن فيه المسلحون’.
ويوضح ان المهمة الاصعب للحزب في هذه المرحلة هي السيطرة على شمال المدينة حيث يتحصن مقاتلو المعارضة، اضافة الى عدد كبير من المدنيين الذين لم يغادرونها.
ويشير الى ان ‘السيطرة على هذا القطاع قاسية وصعبة. ثمة قناصة في كل مكان’. ويضيف بحزم ‘سيكلفنا الامر الكثير، لكننا سنسيطر عليه’.
وتوفي والد حسن في اليوم الاول من المعارك. ويقول المقاتل الشاب ‘لم نكن في المكان نفسه، لكن يمكنني القول انني شعرت بحدس ما، بثقل يطبق على صدري. كنت افكر به طوال الوقت’، قبل ان يذرف دموعه.
الا انه يستعيد سريعا رباطة جأشه ‘يجب ان نكون اقوياء. بات لزاما علي الآن الاهتمام بوالدتي وشقيقتي، قبل العودة الى القتال لانجاز ما بدأناه’.
وفي المنزل، تستذكر ام حسن (45 عاما) مغادرة زوجها وولدها الى القتال. وتقول لفرانس برس ‘عندما ترك زوجي المنزل، لم اقل له +الى اللقاء+’، وكأن حدسها دفعها الى الشعور بأنها لن تراه مجددا.
وتشدد الزوجة على ان ‘القتال في القصير اليوم اهم بكثير من القتال ضد اسرائيل، لان ثمة العديد منهم (مقاتلو المعارضة السورية) من جنسيات اجنبية، وهم اعداء اخطر من اسرائيل’.
ويملك الحزب الشيعي ترسانة ضخمة من الاسلحة يشدد على ان هدفها ‘مقاومة’ اسرائيل التي احتلت جنوب لبنان بين العامين 1982 و2000.
وبحسب النظام السوري، يشارك مقاتلون من 28 بلدا الى جانب مسلحي المعارضة في النزاع المستمر منذ اكثر من عامين، وادى الى مقتل 94 الف شخص.
وتضيف ام حسن ‘زوجي ذهب ليقاتلهم هناك قبل ان يهاجموننا في لبنان. نحن لا نقاتل السوريين، بل الاعداء الموجودين في سورية’.
كيري يجتمع بلافروف لمناقشة «جنيف2».. والمعارضة تضع شرطين للحضور
«الحر» يتصدى لهجوم ثالث على القصير.. والنظام يستخدم الكيماوي بريف دمشق
إحدى أسواق حلب الأثرية المدمرة نتيجة القصف (أ.ب)
لندن – إسطنبول – بيروت: «الشرق الأوسط» – باريس: ميشال أبو سليمان
أجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتصالا هاتفيا بنظيره الروسي سيرغي لافروف أمس لمناقشة الجهود الرامية لحمل الأطراف المتصارعة في سوريا على حضور مؤتمر السلام. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها إن المحادثة الهاتفية «ناقشت الموقف في سوريا في سياق مؤتمر دولي لتسوية سلمية في البلاد» مضيفة أن الوزيرين سيلتقيان في العاصمة الفرنسية باريس بعد غد لمتابعة التحضير لمؤتمر «جنيف2» وذلك بعد اجتماع عمان للنواة الأساسية لمجموعة أصدقاء سوريا وبعد اجتماعات إسطنبول للائتلاف السوري المعارض.
إلى ذلك، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر واسعة الاطلاع في باريس أن كيري اقترح على مجموعة الـ11 أن تحضر إيران «جنيف2» بصفة «مراقب» إلا أن الاقتراح الأميركي لاقى معارضة قوية من دول إقليمية وأوروبية، التي اعتبرت الطرح «رضوخا للرغبات الروسية وخروجا عن القاعدة الأساسية التي قالت بأن المشاركين في جنيف2 هم أنفسهم من شاركوا في جنيف1».
وفي سياق متصل، وضع رئيس المكتب الإعلامي للائتلاف السوري خالد الصالح مشاركة الائتلاف في أي مبادرة دولية لحل الأزمة السورية وفق شرطين هما، تحقيق طموحات الشعب السوري وآماله وحقوقه، وعدم تضمن المرحلة الانتقالية أي مشاركة من قبل الرئيس بشار الأسد ومن تلطخت أيديهم بدماء السوريين. وأضاف الصالح: «إن الائتلاف استمع لطروحات الجانب الأميركي عبر السفير روبرت فورد، ولم يطرح فيها أي أجندة واضحة عن المؤتمر، وعن المشاركين والدول المشاركة، وعن أهداف المؤتمر، حيث هناك ضبابية، والمعلومات غير كافية»، مشيرا إلى أن الائتلاف لا يمكنه اتخاذ أي موقف سياسي في ظل هذه الضبابية.
ميدانياً, تواصلت الاشتباكات العنيفة، أمس، في مختلف المدن السورية بين كتائب الجيش السوري الحر والقوات النظامية، تزامنا مع أنباء عن استخدام نظام الرئيس بشار الأسد لأسلحة كيماوية في عدرا بريف دمشق. وأرخت المعارك المندلعة في منطقة القصير بريف حمص بظلالها على شعارات المتظاهرين السوريين، إذ خرجت مظاهرات منددة بمشاركة حزب الله اللبناني في الصراع السوري، رفعت شعار «دجال المقاومة.. القدس ليست في حمص»، في إشارة لزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله.
وارتفعت وتيرة المواجهات في القصير، إذ أفاد عبد الحليم غنوم، عضو القيادة العسكرية في الجيش الحر وقائد تجمع لواء صقور الفتح في القصير لـ«الشرق الأوسط» بأن «قوات الجيش الحر تمكنت من صد هجوم ثالث من عناصر النظام السوري وحزب الله على مدنية القصير». وأوضح أن «القوات النظامية تحاول اقتحام القصير من 3 محاور الشرق والجنوب والشمالي الغربي عن طريق قرية الحميدية». وأشار إلى «قصف كثيف يستهدف المدينة إضافة إلى إطلاق صواريخ يتصاعد منها دخان أبيض كثيف ما يدل على احتوائها مواد سامة»، على حد تعبيره.
وأفادت إدارة الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقوى الحراك الثوري في بيان لها عن تسلل عناصر من حزب الله صباح أمس، إلى مدينة القصير من المحور الشرقي ووقعوا مجددا في كمائن أعدها «الجيش الحر»، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 10 منهم وجرح عدد آخر غير معروف. وبحسب البيان، ترافقت «عملية التسلل مع قصف جوي عنيف وسقوط العشرات من قذائف المدفعية والصواريخ على المدينة مما أسفر عن دمار واسع في منازل المدنيين».
وقال الغنوم، إن «استراتيجية المعارضة المسلحة في القصير تبدلت نتيجة المعطيات الميدانية وبعد أن كانت تركز على الدفاع بادرت (كتائب الحر) إلى اتباع أسلوب الهجوم والدفاع معا». ولفت إلى «قيام مقاتلي المعارضة بالالتفاف على عناصر حزب الله والهجوم على منطقة جوسيه والاستيلاء على 3 مواقع عسكرية، الأمر الذي أربك الحزب والنظام أيضا».
وفي أول رد فعل رسمي حيال مشاركة حزب الله في القتال إلى جانب نظام الأسد، نبه الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس حزب الله إلى «الفتنة» بسبب مشاركته في المعارك إلى جانب القوات النظامية السورية لا سيما في مدينة القصير الاستراتيجية، بحسب ما جاء في كلمة ألقاها خلال زيارته وزارة الدفاع الوطني. وقال سليمان «إن معاني المقاومة أعلى وأسمى من كل المعاني ومن أن تغرق في رمال الفتنة، إن في سوريا، أو في لبنان، أكان ذلك لدى شقيق أو صديق»، وذلك في إشارة إلى الحزب ذي الترسانة الضخمة من الأسلحة التي يشدد أن الهدف منها «مقاومة» إسرائيل. وأضاف سليمان بحسب بيان وزعه المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية «أن الأمل لا يزال كبيرا بالمبادئ التي يعتنقها الجيش اللبناني ومعاني المقاومة السامية التي حاربت وحررت ليس من أجل قضية مذهبية بل من أجل قضية وطنية قومية بكامل أبعادها».
إلى ذلك، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مقاتل في حزب الله عاد من معارك القصير قوله: «بعد أن اجتزنا ثلثي المدينة متجهين إلى شمالها، خرج مقاتلو المعارضة من الإنفاق وبدأوا بإطلاق النار علينا. خسرنا الكثير من المقاتلين، وكلهم أصيبوا برصاصات في الظهر». وأضاف المقاتل الذي يدعى حسن أن «مقاتلي المعارضة السورية بالمئات ومنظمين ومسلحين بشكل كبير واستخدموا رصاصا متفجرا، وتطلب القضاء عليهم وقتا». وأشار إلى أن «السيطرة على هذه الجهة الشمالية قاسية وصعبة. وثمة قناصة في كل مكان»، مؤكدا أن «الأمر سيكلف الحزب الكثير، لكنه سيسيطر على الوضع».
وفي موقف علني هو الأول من نوعه، قال رئيس كتلة حزب الله النيابية النائب محمد رعد، إن «الحملة التي تستهدف حزبه، بسبب ما يقوم به في منطقة القصير السورية، تعود إلى فشل خيارات أصحاب هذه الحملة التي راهنوا من خلالها على إثارة فتن، وتعريض قوة الممانعة للتصدع أرضاء للمشروع الأجنبي بالمنطقة».
وفي ريف دمشق، بث ناشطون معارضون صورا على الإنترنت تظهر أشخاص في منطقة عدرا، أصيبوا بحالات اختناق وضيق بالتنفس وتوسع بحدقة العين جراء إلقاء القوات النظامية قنابل كيماوية على البلدة. ويقول ناشطون، إن هذه «هي المرة الثانية التي تستخدم فيها قوات النظام السلاح الكيماوي في بلدة عدرا». وفي هذا الإطار، ندد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان أصدره أمس بـ«العجز الدولي أمام استخدام نظام الأسد للسلاح الكيماوي». ودعا «المجتمع الدولي إلى الوفاء بتعهداته المتعلقة برد قوي وجدي على النظام ووضع حد لجرائمه».
«الشرق الأوسط» تحصل على ورقة عمل بريطانية لتوريد السلاح للائتلاف الوطني
تتضمن تعديلا في لغة الحظر الأوروبي المعمول به
لندن: «الشرق الأوسط»
حصلت «الشرق الأوسط» على ورقة عمل قدمتها الحكومة البريطانية إلى الاتحاد الأوروبي، تحثه فيها على رفع الحظر عن توريد السلاح للمعارضة السورية، متمثلة بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. وانطلقت الدعوة من أن الوضع في سوريا ينحدر من السيئ إلى الأسوأ، في ظل تزايد احتمالات استخدام نظام الرئيس بشار الأسد لأسلحة كيماوية لسحق الثورة الساعية لإسقاطه، واتجاه المعارضة المسلحة نحو مزيد من التطرف.
وأشارت الورقة إلى أن لندن وباريس متفقتان على أن تسليح «الأطراف المعتدلة في المعارضة بأسلحة فتاكة» سيزيد من الضغط على نظام الأسد ويدفعه نحو الجلوس على طاولة المفاوضات، ويعزز من قدرة «المعتدلين» في المعارضة على مواجهة «القوى المتطرفة» فيها. واقترحت في سبيل تحقيق هذه الأهداف، تعديل «لغة» الحظر الأوروبي الحالي وفق صيغتين.
يشار إلى أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أكدا قبل أيام أن بلادهما سيحاولان إقناع الأوروبيين برفع الحظر على الأسلحة إلى المعارضة السورية. وقال فرنسوا هولاند في تصريح في الإليزيه «منذ أسابيع عدة، تطرقنا، ديفيد كاميرون وأنا، إلى رفع الحظر مع شروط محددة جدا تقضي بتزويد أسلحة في حال عرفنا وجهتها واستخدامها فقط».
وسيبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم في العاصمة البلجيكية بعد غد ما إذا كانوا سيمددون أم لا العقوبات على سوريا بما فيها الحظر المفروض على الأسلحة وهي عقوبات تنتهي مدتها في 31 مايو (أيار) الجاري.
ويقترح البريطانيون، وفقا للصيغة الأولى، أن تضاف مادة إلى قرار الحظر تفيد بـ«استثناء الائتلاف الوطني من الحظر الأوروبي المفروض على الأسلحة استثناء كاملا»، ذاك أن هدف الحظر عندما تم إقراره كان منع نظام الأسد من قتل شعبه، ولم يهدف لمنع وصول السلاح للمعارضة. وبالتالي فإن هناك «حجة قوية» بدعم الائتلاف، ولا سيما أنه غير مسؤول عن عمليات «العنف المنهجي والقمعي للمدنيين».
وتتلخص الصيغة الثانية حول إزالة مصطلح «غير فتاكة» من لغة القرار الأوروبي المعمول به حاليا، مع إضافة عبارة «الهادف لحماية المدنيين» مما يعني أن دول الاتحاد تستطيع تقديم أسلحة نوعية للمعارضة السورية بشرط أن يكون الهدف من وراء التسليح هو حماية المدنيين.
إلى ذلك، دعت منظمة «أوكسفام» الإنسانية الجمعة الاتحاد الأوروبي إلى تجديد الحظر على الأسلحة إلى سوريا، معتبرة أن أي رفع قد يكون له «نتائج مدمرة» على المدنيين. واعتبرت «أوكسفام» في بيان أن «عدم التوصل إلى تجديد الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على الأسلحة نهاية الشهر سيكون عملا غير مسؤول وقد يجهض الأمل الهش الذي ستقدمه القمة الأميركية – الروسية حول السلام والمقررة في 12 يونيو (حزيران)».
وقالت آنا ماكدونالد المتخصصة في «أوكسفام» حول مراقبة الأسلحة إن رفع الحظر «قد يكون له نتائج مدمرة». وأضافت: «لا توجد حلول سهلة من أجل محاولة وضع حد للمجزرة في سوريا ولكن المزيد من الأسلحة والذخائر لن يؤمن ذلك»، مضيفة أن «الجهود الدولية يجب أن تتركز على وضع حد لنقل الأسلحة إلى الأطراف (الضالعة في النزاع) وإيجاد حل سياسي للأزمة».
أما فيما يخص الضمانات فتؤكد الورقة البريطانية أن «اللغة الجديدة للقرار الأوروبي» ستؤكد أن المعدات القتالية ستذهب إلى «جسم منظم وخاضع للمساءلة»، ألا وهو الائتلاف الوطني. وأشار البريطانيون إلى أن الائتلاف أكد في 20 أبريل (نيسان) الماضي التزامه بالديمقراطية والتعددية العرقية والدينية، وسيادة القانون، كما أنه ندد مرارا وتكرارا بالإقصائية والتطرف، وتعهد بعدم تصنيع الأسلحة وإعادة المعدات المأخوذة بعد سقوط نظام الأسد. كما تعهدت هيئة أركان الجيش السوري الحر أنها ستعمل تحت إمرة القيادة المدنية في الائتلاف الوطني.
وأكدت مصادر أوروبية مطلعة على الملف أن لندن قدمت بالفعل «ورقة العمل» هذه، لكن النمسا ردت عليها بورقة تدعو فيها لمتابعة العمل بالحظر المعمول به حاليا، وذلك أن «رفع الحظر سيقوض المساعي الأميركية – الروسية لتدوير عجلة الحل السياسي في سوريا، كما أن الائتلاف الوطني لا يمتلك سلطات على الأرض ولا يسيطر على قوى المعارضة المسلحة المتنوعة». وتضيف المصادر أن النمسا أكدت أيضا أنه لا يحظى بقاعدة شعبية في سوريا ولا يمثل الطيف السياسي والعسكري بشكل كامل.
وتؤكد النمسا أن السلاح موجود وبكثرة في سوريا، وأن توريد المزيد منه لن يؤدي إلا لتعقيد الأمور أكثر، ويهدد سلامة القوة النمساوية العاملة في قوة مراقبة فض الاشتباك العاملة في الجولان، والتي يبلغ قوام القوات النمساوية فيها 380 جنديا.
الجيش الحر لـ”إيلاف”: فتوى إيرانية بإبادة أهل القصير ولدينا أسرى من حزب الله
هيثم الطبش
قال فهد المصري لـ”إيلاف” إن الجيش الحر أسر عناصر من حزب الله ويحتفظ بجثث لقتلاه، وإن الحزب تكبد أكثر من 200 قتيل في أسبوع واحد، دفن معظمهم في مقابر جماعية بجوسية الخراب، وإن المرشد الإيراني أفتى بقتل كل سكان القصير.
هيثم الطبش من بيروت: يكشف فهد المصري، الناطق الرسمي ومسؤول إدارة الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر، أن لدى الجيش الحر أسرى من حزب الله، سيكشف عنهم بالصوت والصورة وبالأسماء عند الضرورة. كما يؤكد أن الجيش الحر في القصير يحتفظ بجثث لمقاتلين من الحزب بينهم قيادي كبير سيعلن اسمه قريبًا. وتظهر عمليات الرصد والمتابعة التي ينفذها الجيش السوري الحر أن نحو ما بين عشرة آلاف واثني عشر ألف عنصر من حزب الله يتواجدون حاليًا في مناطق سورية عديدة، مدعومين بتعزيزات وآليات.
آلاف العناصر في سوريا
في حديث لـ”إيلاف”، يورد المصري أحدث المعطيات التي تبيّن أن ما بين 750 إلى 800 عنصر من حزب الله عبروا الأسبوع الماض معبر جوسية بين لبنان وسوريا على مرأى من الجيش اللبناني.
وتبيّن أرقام الجيش الحر أن في دمشق وريفها نحو 1500 مقاتل من الحزب، يتركزون في سهل وادي بردى، في المناطق الممتدة في أطراف الزبداني وسرغايا ومضايا، وتحديدًا في ثلاث معسكرات قرب الأنفاق السرية التي تصل سورية بلبنان عبر بلدة قوسايا.
وبحسب المصري، يتواجد حزب الله أيضًا في الغوطة الغربية لدعم النظام السوري في المعارك الدائرة في داريا والمعضمية ولحماية مطار المزة العسكري وطريق دمشق ـ بيروت. وتظهر أرقام الجيش الحر وجود العشرات من عناصر الحزب قرب مناطق الحجر الأسود ومخيم اليرموك وفي منطقة السيدة زينب، مع تواجد علني على بعض الحواجز العسكرية في قلب دمشق وفي محيط المسجد الأموي. كما أرسل حزب الله نحو 1500 عنصر إلى طرطوس، وصلوها عن طريق البحر، وتقول رواية الجيش الحر كان لهؤلاء دور بارز في المجازر التي حصلت في بانياس والبيضة.
وفي محافظة حمص، ينتشر عناصر حزب الله من المحور الغربي للقصير وبشكل واسع غرب نهر العاصي، ويحتلون 11 قرية سورية في ريف القصير.
وينفي المصري أن يكون جيش النظام السوري يحرز تقدمًا على الأرض في القصير، مشيرًا إلى حصول عمليات كر وفر وحرب عصابات، مشددًا على أهمية التفوق الذي يحظى به جيش النظام من حيث نوعية السلاح والذخائر والطيران، “فجيش الأسد استخدم حتى الآن أكثر من 200 صاروخ سكود لاستهداف المدنيين”.
فتوى الابادة
يلفت المصري إلى أن مصطفى بدر الدين، الذي قال إنه قائد جبهة حزب الله في القصير، وأحد المتهمين الأربعة في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، تبلغ من أمين عام حزب الله حسن نصر الله فتوى أصدرها مرشد الثورة الايرانية علي خامنئي، بهدر دم أهالي القصير وسكانها جميعًا، وتشريع تدمير ييوتهم وقراهم.
ويؤكد المصري أن بدر الدين نقل هذه الفتوى إلى قادة المحاور من مسلحي الحزب في القصير خلال اجتماع حضره ضباط من الحرس الثوري الإيراني.
يقول: “بعد هذا الاجتماع ارتكب عناصر حزب الله مجزرة في قرية ربلة المسيحية، قتلوا فيها 23 طفلًا وسيدة خلال محاولتهم الفرار من المنطقة”.
ويكشف معلومات عن أن الحزب يستعد لإرسال تعزيزات من معسكراته الموجودة في البقاع للقتال في سوريا، “ونحن نعرف أدق التفاصيل عن تحركاتهم واستعداداتهم الميدانية، ما ساعدنا في تنفيذ العديد من العمليات المباغتة التي قتل فيها العشرات من عناصر الحزب”.
قتلى وجرحى
يشدد المصري على أن مصداقية حزب الله تدهورت. ويقول: “حزب الله أعلن في السابق أنه موجود في قرى حدودية لحماية اللبنانيين فيها، وما لبث أن تبيّن أنه يقاتل في القصير، الآن الحزب ينفي أن له مئات القتلى والجرحى في القصير، وينفي أنه حفر ستة مقابر جماعية لمقاتليه في جوسية الخراب، حيث دفن نحو 50 مقاتلًا”.
يضيف: “حزب الله يشيّع يوميًا ما بين خمسة إلى سبعة مقاتلين، ويدفن أكثر من 20 بشكل غير معلن، بعد إسترضاء الأهالي وشراء سكوتهم بالمال، إذ يدفع ما بين 25 إلى 30 ألف دولار لأسرة كل قتيل”.
ويذكر المصري بأن حزب الله ينفذ إعدامات ميدانية، كان آخرها في حق ثلاثة من مقاتليه بينهم واحد من آل مرتضى والثاني من آل زعيتر. ويقول: “حزب الله اعترف بعد بدء معركة جدران الموت بأن عدد قتلاه لا يزيد عن المئة، ونحن نؤكد بأن قتلى حزب الله هذا الاسبوع تجاوز ضعف هذا الرقم، وهناك ضعفا هذا الرقم من الجرحى”.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/814289.html
السعوديّة: لا دور للأسد في مؤتمر “جنيف2“
أ. ف. ب
. GMT 11:35 2013 السبت 25 مايو
رفضت السعودية من جديد على لسان وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل، أيّ دور لبشار الأسد في مؤتمر جنيف2. وأكدت الرياض أنه لا محظور لديها في تقديم اي دعم للسوريين.
الرياض: جدد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل اليوم السبت رفض بلاده اي دور للرئيس السوري بشار الاسد في مؤتمر جنيف2 المرتقب لكنه اكد ان المملكة تؤيد ما يؤيده الشعب السوري.
وقال الفيصل خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الهندي سلمان خورشيد في جدة ردا على سؤال “نحن مع الشعب السوري الذي عبر بكل جلاء عن رغبته (اكرر عن رغبته) في ان لا يكون لبشار الاسد اي دور، وكذلك الذين تلطخت اياديهم بالدماء, نؤيد ما يؤيده الشعب السوري”.
واضاف ان “المملكة تقف مع الشعب السوري بكل ما في هذه الكلمة من معنى، نقف معه في كل الظروف سياسيا وماديا”.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز اكدت في شباط/فبراير الماضي ان السعودية تمد المسلحين السوريين المعارضين باسلحة اشترتها من كرواتيا.
ونقلت عن مسؤولين اميركيين وغربيين قولهم ان السعودية مولت “شراء كمية ضخمة من اسلحة المشاة” كانت جزءا من “فائض غير معلن” من الاسلحة من مخلفات حروب البلقان التي جرت في التسعينات، وان تلك الاسلحة بدأت تصل المسلحين السوريين عبر الاردن في كانون الاول/ديسمبر.
وتابع الفيصل ان “ما يتطلبه الدعم يتوقف على رغبة الاخوان في سوريا وليس لدينا اي محظور في تقديم اي دعم”.
واعرب عن “الامل في ان يحقق المؤتمر المزمع (جنيف 2) الوقف الفوري للنار ويستجيب لتطلعات الشعب السوري في انتقال سلمي للسلطة وتشدد المملكة على بيان عمان من انه لا يمكن ان يكون لبشار الاسد ونظامه والمقربين منه اي دور في مستقبل سوريا”.
ويشير بذلك الى بيان صدر عن مؤتمر اصدقاء سوريا الذي حضرته في عمان الاربعاء 11 دولة تشكل النواة الاساسية لهذه الهيئة.
وبالنسبة لايران، اعاد وزير الخارجية السعودي مطالبة طهران بايضاحات حول برنامجها النووي بغية طمانة دول العالم والمنطقة.
وقال ان “التاريخ يشهد انه لم يدخل سلاح الى المنطقة الا وتم استخدامه”.
وعبر عن “الاسف لان لغة التهديد التي تستخدمها ايران والكلام الحاد يزيد من التعقيدات وكذلك فرص حدوث اخطاء من هذا الطرف او ذاك”.
وختم داعيا الى “عدم صب الزيت على النار”.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/814247.html
حزب الله مبررًا المشاركة في القصير: إنها معركة وجود إستباقية
لوانا خوري
يبرر قياديون في حزب الله مشاركة الحزب في معارك القصير في سوريا بأن ما يقومون به هي معركة إستباقية، للدفاع عن وجود الحزب وعن “بيئته الحاضنة للمقاومة”، التي يهددها انهيار خط الممانعة في المنطقة.
لا يفهم الغرب ما الذي يدفع حزب الله إلى التدخل عسريًا في سوريا، وخصوصًا في مدينة القصير. فهم فهموا بالقوة معنى مناصرة النظام الممانع، ثم فهموا رويدًا رويدًا معنى أن يتدفق شباب الشيعة إلى جوار مرقد السيدة زينب في دمشق، للدفاع عنه أمام هجوم سني متشدد، تقوده مجموعات تعتنق فكر القاعدة، أيديوليوجيًا. لكنهم يجدون صعوبة في فهم الدافع الحقيقي لتورط حزب الله في حمص، وتحديدًا في القصير، بعدما أنكر لأشهر طويلة تورطه المباشر في الأزمة السورية.
واليوم يتساءلون عما تغير، ليتحول الحزب من حالة الانكار، إلى حالة التباهي بقوافل “شهداء الواجب الجهادي” حين تشيعها إلى المثوى الأخير. فتلاحظ صحيفة الغارديان البريطانية أن مقابر الشيعة تشهد ازدحامًا لم تشهده منذ الحرب بين حزب الله وإسرائيل في العام 2006، حين فقد الحزب نحو 400 من عناصره.
الشيعة تململوا قليلًا
كان سقوط أولئك القتلى في الحرب مع الجيش الإسرائيلي مفهومًا، ومبررًا، أما اليوم، فمواكب التشييع هي الاقرار الحقيقي بأن القتلى سقطوا في سوريا، في حرب مع ثوار عرب وسوريين مسلمين، وليس في حرب مع يهود إسرائيليين.
ظن المراقبون الغربيون أن تدفق النعوش على قرى الجنوب والبقاع في لبنان سيسحب السجادة الشعبية من تحت قدمي حسن نصرالله، أمين عام حزب الله، الذي يعتمد كثيرًا على البيئة الشيعية الحاضنة “للمقاومة الاسلامية”. ولا شك في أن هذا التدفق وسع دائرة التململ بين الشيعة، إلا أن استعادة سيرة كربلاء، وقتل سنة القاعدة لآلاف الشيعة في العراق، هو السبيل لاستنهاض القاعدة الشيعية، وحضها على إرسال أبنائها “فدى لنصرالله وحزب الله والمقامة”، كما تقول النسوة الشيعيات في تشييع الشبان العائدين قتلى من القصير.
ففي التعبئة الشيعية، “جبهة النصرة في سوريا هي أخطر الآن على الشيعة من الإسرائيليين، أو كلهم سواء”. فعندما التقت الغارديان بعض أسر قتلى القصير، قالوا إن “قتلاهم سقطوا وهم يدافعون عن لبنان بوجه مخططات أجنبية، وهم في هذه الحال سلفيون آتون من الشرق، وليسوا صهاينة جاؤوا من الجنوب. وقال أحد أقارب قتيل من حزب الله: “التهديدات تحدق بنا من كل صوب، وتقف يد إسرائيل الخفية خلفها”.
معركة وجود
ونقلت الأنباء الكويتية عن قيادي في حزب الله قوله إن معركة القصير لن تكون مكلفة، حتى لو سقط للحزب مئات القتلى، فالحزب يدافع عن وجوده في لبنان من خلال هذه المعركة. وأشار إلى أن جبهة النصرة أعلنت نيتها قتال حزب الله في لبنان، عندما تنتهي من معركتها في سوريا ضد بشار الاسد، “وتاليًا فإن قادة الحزب اعتبروا أن المعركة مفروضة عليهم، تستهدف حزب الله وبيئته من التكفيريين الموجودين في العالم العربي وعلى حدود لبنان وفي داخله، وهذا عزّز الاقتناع لدى قادة الحزب بضرورة الدفاع عن أنفسهم ومعتقداتهم، خصوصاً بعد نبش قبور الصحابة وتدمير مقامات مقدسة، بدءاً من سامراء وصولاً الى سوريا، وهو اقتناع البيئة الحاضنة للحزب التي لولاها لما بقي الحزب”.
زأضاف: “الخطر هو أحد الاسباب الرئيسية التي دفعت بالحزب الى المشاركة في معركة القصير، اضافة الى دفاعه عن خط الممانعة الذي يمثل اساسا وجود حزب الله، فإذا إنهار هذا الخط الضربة ستكون قاسية لبيئة الحزب برمّتها”.
ولم يجد هذا القيادي حرجًا في القول إن القتال في سوريا دفاعاً عن الوجود والمقدسات الشيعية يضاهي القتال ضد اسرائيل، “وليس ادلّ على ذلك من أن العائلات التي تستقبل جثامين شبانها الغالية تبارك استشهادهم دفاعاً عن مقدساتها ومعتقداتها”. حسب قوله.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/814267.html
مناورات “الأسد المتأهب 2013” في الأردن لا تستهدف أحدًا
نصر المجالي
كشفت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية السبت عن أن تنفيذ التمرين المشترك “الأسد المتأهب 2013” في المملكة سيتم خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وذلك نظرًا إلى النجاح الكبير الذي حققه تمرين الأسد المتأهب 2012، والذي شارك فيه أكثر من 12 ألف مشارك، يمثلون 18 دولة شقيقة وصديقة، وشهد حضورًا إعلاميًا كبيرًا لمختلف وسائل الإعلام المحلية والدولية.
نصر المجالي: كانت المصادر العسكرية الأردنية نفت في وقت سابق أن تكون هذه المناورات العسكرية موجّهة ضد أحد، في إشارة إلى سوريا، حيث الأزمة الدموية تتصاعد فصولًا منذ أكثر من عامين. ويرفض الأردن، الذي يدعم مؤتمر “جنيف 2” للانتقال السلمي، أي تدخل عسكري في سوريا.
ووفق مصدر في التوجيه المعنوي للقوات المسلحة الأردنية، سيتم تنفيذ التمرين لهذا العام في مختلف ميادين التدريب التابعة للقوات المسلحة وفي عدد من مدارس ومراكز التدريب، والذي من المتوقع أن يصل عدد المشاركين فيه إلى أكثر من 15 ألف مشارك، يمثلون 18 دولة شقيقة وصديقة، تشمل المملكة العربية السعودية، والعراق، ولبنان، والبحرين، والإمارات العربية المتحدة، واليمن، وقطر، ومصر، وباكستان، وإيطاليا، وبريطانيا، وفرنسا، وكندا، والولايات المتحدة الأميركية، وتركيا، وبولندا، والتشيك، إضافة إلى القوات المسلحة الأردنية بمختلف صنوفها البرية والجوية والبحرية.
تأهيل أمني عام
يهدف التمرين، الذي يستمر لأكثر من أسبوعين، إلى تلبية المتطلبات العملياتية والتدريبية واللوجستية الخاصة بالقوات المسلحة الأردنية، مع التركيز على العمليات المدنية العسكرية والدور الإنساني وكيفية التعاون والتنسيق مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والمنظمات الدولية وتوطيد علاقات التعاون بين المشاركين في التمرين من خلال العمل المشترك للوحدات والقطاعات والمؤسسات المشاركة في هذا التمرين، الذي سيركز أيضًا على الدروس المستفادة من الحروب الحديثة وطبيعة التهديدات غير التقليدية التي تواجه الأمن الدولي.
وكانت قيادة القوات المسلحة الأردنية أكدت أن التدريبات العسكرية “الأسد المتأهب” تعتبر الأوسع في الأردن منذ 11 عاماً، وقالت في العام الماضي لدى تنفيذ “الأسد المتأهب 2012” أن العملية تهدف إلى تبادل الخبرات بين القوات العسكرية المشاركة، على تدريبات “غير تقليدية” لسيناريوهات الحرب، وتفتيش السفن البحرية، التي قد تكون محمّلة بالأسلحة.
سوريا غير مستهدفة
وكانت القيادة الأردنية الأميركية المشتركة للتمرين، نفت من جهتها في العام الماضي ارتباط مناورات “الأسد المتأهب”، التي تجريها على الأراضي الأردنية، بمشاركة الجيش الأميركي ودول أخرى، بأية أحداث سياسية إقليمية في المنطقة، أو توجيهها ضد أي طرف، بما في ذلك سوريا.
وأكدت أن التمرين هو لتحسين قدرة القوات المشاركة على التعامل مع الأزمات الناتجة من أي هجمات إرهابية، ومساعدة اللاجئين وتقديم المساعدات، كما يضم تدريبات على عمليات غير تقليدية لمواجهة أية “أوضاع أمنية على الأرض، أو مواجهة أية مجموعات إرهابية، ومساعدة اللاجئين في الدول المضيفة”.
وكانت 19 دولة شاركت في مناورات العام الماضي هي: قطر والسعودية والبحرين والعراق ولبنان والكويت والإمارات العربية المتحدة ومصر، إضافة إلى الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا ورومانيا وأوكرانيا وباكستان وبروناي وأستراليا.