أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 26 تشرين الأول 2013

التلفزيون السوري يعلن مقتل زعيم “النصرة” في سورية … و”الجبهة” تنفي ذلك فجرا

بيروت ـ “الحياة”، ا ف ب

أعلن التلفزيون الرسمي السوري مساء امس الجمعة مقتل زعيم جبهة النصرة في سورية، أبو محمد الجولاني.

وأبو محمد الجولاني، أمير جبهة النصرة لأهل الشام، مدرج منذ أيار/ مايو الماضي على لوائح الإرهاب الأميركية بسبب علاقته بتنظيم “القاعدة” ومبايعته لها.

وأعلن الجولاني مبايعة زعيم تنظيم “القاعدة أيمن الظواهري في تسجيل صوتي في نيسان/ أبريل الماضي، غير أنه تحفّظ على إعلان أمير دولة العراق الإسلامية بدمج جبهة النصرة مع القاعدة في العراق تحت مسمى “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، وقال إنه لم يُستشر في الأمر.

وكان تنظيم “القاعدة” في العراق أعلن قبل ذلك أن “جبهة النصرة” هي امتداد له وجزء منه، وبأنه تم جمع اسمها مع تنظيم “دولة العراق الإسلامية” تحت اسم واحد، وهو “الدولة الإسلامية في العراق والشام”.

ورد الجولاني، في التسجيل بالقول “نحيط الناس علماً أن قيادات الجبهة ومجلس شورتها والمسؤول العام لم يكونوا على علم بهذا الإعلان سوى ما سمعوه من وسائل الإعلام “، مضيفاً “هذه بيعة من أبناء جبهة النصرة ومسؤولهم العام نجددها لشيخ الجهاد الشيخ أيمن الظواهري حفظه الله، نبايعه على السمع والطاعة”.

وأصبحت “جبهة النصرة”، التي تأسست في كانون الثاني/ يناير 2012، وأدرجت منذ نهاية العام الماضي على لوائح الإرهاب الأميركية، أقوى المجموعات التي تقاتل النظام السوري الآن ويعتقد أنها تضم حوالى 10 آلاف مقاتل.

وفي تقرير نشرته شبكة “سي أن أن” مؤخراً عن أبرز عشرة إرهابيين في العالم، ذكرت أن المعلومات حول الجولاني قليلة جداً حتى أن جنسيته غير معروفة، لكن يعتقد أن لديه خبرة كمقاتل في العراق.

غير أن دراسة أجرتها مؤسسة “كيليام” المتخصصة في شؤون التطرف في لندن ذكرت أنه جهادي سوري يشتبه بأن لديه روابط وثيقة مع أبو مصعب الزرقاوي والقاعدة في العراق.

من جهتها، نفت جبهة النصرة فجر اليوم السبت مقتل زعيمها ابو محمد الجولاني او اصابته بأي مكروه مؤكدة انه “بخير”، وذلك اثر اعلان التلفزيون مساء امس مقتله في معارك بريف اللاذقية في غرب سورية.

وقالت الجبهة في بيان نشرته مواقع جهادية “نبشر الامة أن الفاتح ابو محمد الجولاني بخير يتقلـب في نعم الله التي لا تعد ولا تـحصى”.

واضاف البيان ان “احدى القنوات”، في اشارة الى القناة التلفزيونية الرسمية السورية، “انفردت بترويج مزاعم كاذبة عما أسمته مقتل أمير جبهة النصرة”.

وكان التلفزيون السوري اعلن مقتل زعيم الجبهة التابعة لتنظيم القاعدة في ريف اللاذقية، لكن وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) التي اوردت النبأ ايضا سرعان ما طلبت من مشتركيها إلغاءه.

وجاء في النبأ العاجل “مقتل الارهابي ابو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة في ريف اللاذقية”، لكن سانا سرعان ما ألحقته بآخر يطلب الغاءه قائلة “يرجى الغاء خبرنا رقم 143” (نبأ مقتل الجولاني)، من دون تقديم اي توضيح اضافي، علما بان الموقع الالكتروني للهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون لم يسحبه من شريطه للانباء العاجلة حتى بعد مرور اكثر من ساعتين على تراجع سانا عنه. ولم يقدم اي من وسائل الاعلام السورية الرسمية اي توضيح بشأن هذه الانباء المتضاربة.

وفي بيانها اكدت جبهة النصرة ان “الأخوين المجاهدين أبو جليبيب وأبو أنس الصحابة، واللذين ورد ذكرهما في بعض الأخبار (بانهما قتلا ايضا)، هما قائدان ميدانيان (…) وهما ولله الحمد بخير وعافية”.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان اعلن في رسالة عبر البريد الاكتروني تلقتها وكالة فرانس برس ان مصادر في جبهة النصرة نفت في اتصال مع ناشطيه مقتل الجولاني، بينما قالت له مصادر اخرى في الجبهة نفسها انها “لا تستطيع ان تؤكد او تنفي الخبر لان الاتصال معه (الجولاني) مقطوع”.

وسبق للمرصد ان اعلن في نيسان اصابة الجولاني بجروح في قدمه اثناء تعرضه للقصف، لكن النصرة سارعت الى نفي الخبر، مؤكدة في الوقت نفسه انه حتى لو اصيب احد قادتها او قتل فان “الجهاد” مستمر. ولم تكن جبهة النصرة معروفة قبل بدء النزاع السوري منذ عامين، وقد ظهرت في الاشهر الاولى للنزاع مع تبنيها تفجيرات استهدفت في غالبيتها مراكز عسكرية وامنية، ثم برزت كقوة قتالية اساسية. وأدرجتها واشنطن على لائحة المنظمات الارهابية.

الابراهيمي في طهران لبحث مسألة “مؤتمر جنيف 2

إيران – يو بي أي

وصل المبعوث الأممي لحل الازمة السورية الاخضر الابراهيمي إلى طهران لاجراء مباحثات مع المسؤولين الايرانيين حول مؤتمر “جنيف2”.

وكانت إيران أعلنت عن استعدادها للمشاركة في مؤتمر جنيف 2 لحل الازمة السورية والمقرر ان يعقد في أواخر اكتوبر/تشرين الثاني المقبل.

ويقوم الابراهيمي بجولة على عدد من الدول العربية والاجنبية للبحث في أعمال المؤتمر وموقف الدول التي يزورها منه.

الإبراهيمي يتجه إلى إرجاء «جنيف – 2» و«الجيش الحر» يتمسك بحل «مشكلة الأسد»

الدوحة – محمد المكي أحمد ؛ لندن، نيويورك – «الحياة»

كثّف موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي من لقاءاته مع قادة المنطقة والأطراف الفاعلين في الأزمة السورية، في إطار جهوده لعقد مؤتمر «جنيف – 2». وأوحت وتيرة الاجتماعات التي عقدها خلال الأيام القليلة الماضية بأنه ربما يقترب من تحديد تصوّر شامل لوجهات النظر المختلفة من الأزمة وتوقعات كل منها لما يمكن أن ينتج عنه مؤتمر جنيف للسلام إذا ما انعقد فعلاً في موعده المحدد الشهر المقبل.

وبقدر الأهمية المتوقعة من المحادثات التي يُفترض أن يجريها الإبراهيمي في دمشق قريباً، فإن زيارته لطهران المتوقعة اليوم السبت لا تقلّ أهمية، بحكم أن الإيرانيين يملكون أوراقاً مهمة يمكنهم أن يلعبوا بها على طاولة المفاوضات بخصوص سورية ومستقبل نظام الرئيس بشار الأسد.

ووصل الإبراهيمي مساء أمس إلى الدوحة واجتمع، في أول لقاء من نوعه، مع أمير قطر الجديد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وأكدت وكالة الأنباء القطرية أنه «جرى البحث في آخر مستجدات الأوضاع الراهنة على الساحة السورية لا سيما التطورات ذات الصلة بانعقاد مؤتمر «جنيف 2» لإيجاد حل للأزمة السورية». وتابعت الوكالة الرسمية «أن الأمير أكد موقف دولة قطر الدائم والثابت في دعم الجهود المبذولة لرفع المعاناة عن الشعب السوري والوقف الفوري لحمام الدم وتدهور الأوضاع هناك».

وأكد مصدر مطلع في الدوحة لـ «الحياة» أن الابراهيمي سيزور طهران اليوم السبت في اطار جولته في عدد من دول المنطقة، وسيبحث مع المسؤولين الإيرانيين إمكانات عقد مؤتمر «جنيف-2» والتطورات السورية. وكان الإبراهيمي زار خلال الأيام الثلاثة الماضية الأردن والعراق وتركيا بهدف البحث في التحضيرات لمؤتمر السلام السوري.

لكن مصادر ديبلوماسية غربية قالت لـ «الحياة» في لندن إن الابراهيمي يمكن أن يقترح خلال لقائه الوفدين الأميركي والروسي في جنيف في الخامس من الشهر المقبل، ارجاء انعقاد المؤتمر إذا ما أيقن بأن الظروف غير ناضجة بعد. وأشارت إلى ان الابراهيمي قد يقترح عقد المؤتمر في كانون الثاني (يناير) المقبل.

ومن المقرر أن يختتم الابراهيمي جولته في المنطقة بزيارة دمشق في الأيام القليلة المقبلة. وأوضحت المصادر أن زيارته للعاصمة السورية تتضمن موعداً مع وزير الخارجية وليد المعلم لكن أي موعد لم يحدد بعد مع الرئيس بشار الأسد. ومن المقرر أن يتوقف الابراهيمي في بيروت في طريقه إلى دمشق.

وقالت المصادر الديبلوماسية الغربية إن النتائج الأولية لجولة الإبراهيمي وعدم تمكنه من زيارة بعض الدول الفاعلة في الموضوع السوري إضافة إلى وضع المعارضة السورية المختلفة في ما بينها في شأن حضور «جنيف-2» أو مقاطعته، كلها أمور ربما تدفعه إلى الاقتناع بضرورة اجراء المزيد من الاتصالات قبل انعقاد المؤتمر.

ونقلت وكالة «فرانس برس» من بيروت عن المنسق السياسي والإعلامي لـ «الجيش الحر» لؤي مقداد قوله إن رئيس هيئة اركان الجيش الحر اللواء سليم ادريس وعدداً من قادة مقاتلي المعارضة التقوا الابراهيمي في تركيا. وقال مقداد: «عقدنا اجتماعا امس (الخميس) مع السيد الاخضر الابراهيمي، شارك فيه قادة من هيئة اركان الجيش السوري الحر اضافة الى المجلس العسكري الاعلى وقادة من داخل سورية». وأضاف ان «اللواء سليم ادريس اعاد التأكيد اننا نسعى جميعاً الى حل ووقف حمام الدم. كما قال إن اساس المشكلة (الرئيس السوري) بشار الأسد يجب ان يعالج». وأضاف «نريد حلا، لكن على ذلك ان يبدأ بمحاسبة القتلة».

وفي نيويورك، بدأ مجلس الأمن مشاورات حول «سبل دعم العمل الإنساني في سورية» بعد تقرير «قدّم صورة مخيفة عن الوضع الإنساني هناك» قدمته مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس أمس، بحسب ديبلوماسيين في المجلس.

وقال السفير البريطاني في الأمم المتحدة مارك ليال غرانت «إن الصورة التي قدمتها آموس تستدعي البحث في مجلس الأمن في مقترحات جديدة لدعم العمل الإنساني». وأضاف أن «التحرك نحو إصدار قرار ملزم عن مجلس الأمن قد يكون أحد الخيارات».

وطالبت آموس مجلس الأمن بالضغط على الحكومة السورية لتذليل العقبات اللوجستية التي تعرقل عمل بعثات الإغاثة في سورية. وقالت إن الحكومة السورية تعرقل أو تؤخر العمل الإغاثي من خلال «عدم منح تأشيرات الدخول الى سورية لنحو ١٠٠ موظف ومنح تأشيرات لمرة واحدة لآخرين، كما في التأخر في منح تراخيص السير لقوافل المساعدات». ودعت الى «اعتماد آليات عمل جديدة في سورية تشمل نشر مراقبين» كما حضت المجلس على «اتخاذ موقف يدعم عمل منظمات الإغاثة سياسياً وتسهيل عبور المساعدات الى داخل سورية من العراق والأردن»، بحسب ديبلوماسيين شاركوا في جلسة المشاورات المغلقة.

وكانت آموس خاطبت المجلس في جلسة علنية قالت فيها إن «نحو مليونين ونصف المليون سوري لا يزالون محاصرين في مناطق لا يمكن الوصول إليها رغم بيان مجلس الأمن الصادر في ٢ الشهر الحالي الذي دعا الأطراف الى تسهيل أعمال الإغاثة الإنسانية». وأبلغت مجلس الأمن بضرورة التحرك لرفع الحصار عن المناطق المدنية الذي تفرضه القوات الحكومية «في الغوطة الشرقية وخصوصاً المعضمية والحجر الأسود، وحمص القديمة، وكذلك المعارضة المسلحة على قريتي نبل والزهراء في ريف حلب».

وحذرت آموس من انتشار أوبئة على غرار شلل الأطفال في دير الزور، مشيرة الى أن نحو ٦٠ في المئة من المستشفيات و٤٠ في المئة من المراكز الصحية تضررت بسبب القتال.وأشارت الى «ازدياد حالات الخطف والتوقيف ومصادرة الآليات من المنظمات الإغاثية مما يسبب امتناع السائقين عن العمل».

واتهم السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري آموس «بالانحياز وعدم تقديم الصورة الكاملة عن مسؤولية الجماعات الإرهابية عن حصار المدنيين وقطع الكهرباء عن دمشق». وأضاف أن الحكومة السورية «منحت الكثير من تأشيرات الدخول الى الأمم المتحدة وهي تتعاون مع هيئات المساعدات الإنسانية بشكل كامل».

مطبخ ميداني لإطعام المقاتلين في جبهات معرّة النعمان

زيدان زنكلو

مع بدء معركة «الزلزلة» في ريف إدلب لتحرير معسكرّي وادي الضيف والحامدية، عمد ناشطون إلى إنشاء مطبخ ميداني يقدم الوجبات في شكل منتظم إلى المقاتلين على الجبهة، في سابقة قد تكون الأولى في ريف إدلب.

حمزة الهزاع رئيس مجموعة «صنائع المعروف» الإنسانية التي تقوم بهذا العمل قال لـ «الحياة» إن: «الناشطين أنشأوا بجهود فردية هذا المطعم لدوره الكبير في إنجاح المعركة، نظراً إلى عدم اهتمام العسكريين بهذا الأمر، وما يترتب على ذلك من تفريغ بعض المقاتلين على الجبهة لأداء هذه الوظيفة».

ويضيف الهزاع «بعد الإعلان عن معركة «الزلزلة» قمنا باستنفار الجهود، وأعلنا أننا سنقدم إلى المقاتلين ما يلزمهم من طعام وشراب، وفعلاً بعد التنسيق مع غرفة العمليات تم تكليفنا بتغطية قطاع من المعركة وهو القطاع الغربي، وتوجد جهة أخرى تقوم بتغطية القطاع الشرقي».

وأكد الهزاع أنه «بعد ثناء المقاتلين على هذا العمل تلقينا بعض التبرعات من أشخاص للمساعدة في استمرار تقديم الوجبات، وإلى الآن لا يوجد جهة تتبنى دعم هذا العمل بكل تكاليفه، وربما الحرج من الدخول في ارتباطات عسكرية كان سبباً لعدم تجاوب بعض الجهات الداعمة المدنية معنا، كما أنه لا توجد جهات عسكرية تتبنّى مثل هذه الأعمال فالاهتمام عندهم كله بالذخيرة ولوازم الحرب الأساسية».

ويؤكد الناشطون أن «عملهم تطوعي بحت لخدمة المعركة الجارية حالياً، حيث يعتبرون عملهم هذا ضمن إطار المقاومة السلمية التي لا يمكن الاستغناء عنها، وهو عمل متمم للمقاومة العسكرية، وهو ليس السهل لأنه يحتاج إلى إمكانات كبيرة وتفرغ تام».

وأكد منهل عبد السلام الخطيب المسؤول عن إعداد الوجبات لـ «الحياة» أن «الناشطين يجهزّون وجبات سريعة من سندويتش وغيرها بمعدل 1000 وجبة يومياً، ويوزعونها على مقار المقاتلين بالتعاون مع غرفة العمليات الخاصة بالمعركة، حيث أننا نمتلك المعدات اللازمة كمقر ومطعم مجهز تجهيزاً كاملاً من خلال عملنا سابقاً في مجال الإغاثة، وتقديم الوجبات إلى النازحين في قرى جبل الزاوية».

ومن المصاعب التي تعوّق العمل وفق الخطيب هي «عدم وجود أغذية ميدانية خاصة يمكن الاحتفاظ بها مدة طويلة، إضافة إلى الارتفاع الباهظ للأسعار، وفقدان بعض المواد اللازمة للعمل من السوق، وقلة الموارد المالية، وعدم وجود متخصّصين بإعداد الوجبات، واهتمام أكثر الجهات الداعمة بأمور أخرى كالأمور الصحّية مثلاً، وهي على أهميتها، لكنها ليست أهمّ من العمل الذي نقوم به، فكلفة العمل بسيطة وغير دائمة، وهي مرتبطة بالمعارك فقط».

واقترح الخطيب على من يريد دعم هذا العمل «تأمين مواد غذائية محفوظة من تركيا، وهذا الأمر ليس صعباً لأن غالبية المواد الإغاثية تأتي من طريق تركيا، إضافة إلى تقديم دورة تعليمية للكوادر العاملة في هذا المجال حول كيفية إعداد الوجبات، وتثقيفنا بفوائد المواد التي نقدمها إلى المقاتل وأضرارها».

وأعلن الجيش الحر عن إطلاق معركة «الزلزلة» لتحرير معسكرّي وادي الضيف والحامدية في ريف معرة النعمان، إضافة إلى تحرير الحواجز بين معرّة النعمان وخان شيخون، وهي المنطقة العسكرية الأهم في ريف إدلب.

ويشارك في هذه المعركة فصائل، هيئة دروع الثورة، وهيئة حماية المدنيين، ولواء الأمة، وحركة أحرار الشام الإسلامية، ولواء الحق، إضافة إلى أخرى.

سورية: مقاتلون أكراد يسيطرون على معبر حدودي مع العراق

بيروت – أ ف ب

سيطر مقاتلون أكراد فجر اليوم السبت على معبر حدودي مع العراق في محافظة الحسكة في شمال شرق سورية، بعد معارك مع جهاديين مرتبطين بتنظيم القاعدة ومقاتلين معارضين اندلعت منذ ثلاثة أيام، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بريد الكتروني ان “وحدات حماة الشعب الكردي تمكنت فجر اليوم من السيطرة على معبر اليعربية الحدودي مع العراق، عقب اشتباكات مع الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة ومقاتلي الكتائب المقاتلة”، التي تسيطر على المعبر منذ آذار/مارس الماضي.

وكان المقاتلون الاكراد بدأوا صباح الخميس محاولة للتقدم نحو بلدة اليعربية الحدودية التي يسيطر عليها عناصر جهاديون ومقاتلون معارضون، وتمكنوا من السيطرة خلال اليومين الماضيين على ثلاث قرى في محيطها وعدد من النقاط العسكرية.

وقال المرصد ان “المقاتلين الاكراد دخلوا الجمعة الى البلدة، وان الاشتباكات لا تزال متواصلة فيها صباح السبت”، مشيراً الى “سقوط عدد كبير من القتلى لدى الطرفين”، من دون تحديد حصيلة لذلك.

وتمثل اليعربية الحدودية اهمية للطرفين، اذ تشكل معبراً للمقاتلين والذخيرة. وتتيح هذه البلدة تواصلا للاكراد مع اقرانهم في كردستان العراق، في حين يرى الجهاديون فيها نقطة وصل مع غرب العراق، حيث يحظى المقاتلون المرتبطون بـ”القاعدة” بنفوذ واسع.

وشهدت مناطق واسعة في شمال سورية وشمال شرقها لا سيما قرب الحدود التركية والعراقية، معارك شرسة خلال الاشهر الماضية بين المقاتلين الاكراد التابعين في غالبيتهم الى حزب الاتحاد الديموقراطي والجهاديين.

ويرى محللون ان “الاكراد يسعون الى تثبيت سلطتهم الذاتية على الارض والموارد الاقتصادية في المناطق التي يتواجدون فيها، ومنها الحكسة الغنية بالنفط، في استعادة لتجربة اقرانهم في كردستان العراق”.

اما “الدولة الاسلامية” التي يتزعمها العراقي ابو عمر البغدادي، فتسعى الى بسط سيطرتها على المناطق الحدودية مع تركيا والعراق، وطرد اي خصم محتمل لها منها، وفق محللين.

لا تأكيد لإعلان سوري عن مقتل زعيم “النصرة” / الإبرهيمي في طهران اليوم بعد قطر وتركيا

نيويورك – “النهار” – العواصم – الوكالات

يتوجه الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي اليوم الى طهران حيث يتوقع أن يجتمع مع الرئيس حسن روحاني، ليطلب منه اعلان موافقة الجمهورية الإسلامية صراحة على “بيان جنيف – 1” الذي ينص على تأليف هيئة حكومية انتقالية في سوريا تحظى بصلاحيات تنفيذية كاملة لإنهاء الأزمة المستمرة في هذا البلد، قبل أن يتوجه الى دمشق آملاً في اجراء محادثات مع الرئيس بشار الأسد لإقناعه بـ”تقديم تنازلات”، مع العلم أنه أخفق في احراز أي تقدم لجمع شتات المعارضة تحت مظلة واحدة في مؤتمر جنيف – 2 الشهر المقبل.

في غضون ذلك، قتل 20 شخصا في تفجير سيارة مفخخة قرب مسجد في قرية سوق وادي بردى شمال غرب دمشق، بينما تحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له عن مقتل 24 مقاتلا معارضا على الاقل في مكمن للقوات النظامية في العتيبة بالغوطة الشرقية. اما وسائل الاعلام التابعة للنظام، فأوردت ان عدد القتلى في المكمن بلغ 41. وتواجه مئات العائلات في الاحياء المحاصرة وسط حمص ظروفا صعبة، وسط حاجة الى مساعدات غذائية عاجلة.

وفي تطور ميداني لافت، بث التلفزيون السوري الرسمي مساء أمس ان زعيم “جبهة النصرة” الاسلامية المرتبطة بتنظيم “القاعدة” ابو محمد الجولاني قتل في معارك بريف اللاذقية امس. وأكدت مواقع للاسلاميين المتشددين على الانترنت فقدان الاتصال بالجولاني.

واعلنت نروج انه لا يمكنها استجابة طلب من الولايات المتحدة لتدمير قسم من ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية على اراضيها، معتبرة ان الجدول الزمني المقترح ضيق جدا.

الابرهيمي

وعلمت “النهار” من ديبلوماسي مطلع في الامم المتحدة أن “برنامج الابرهيمي يتضمن زيارة اليوم لطهران، ومن بعدها لدمشق، ثم لبيروت في الأول من تشرين الثاني المقبل، قبل أن يعود الى باريس في استراحة ويتوجه الى جنيف في 5 منه لعقد اجتماع مع ديبلوماسيين أميركيين وروس، ولقاء مع ممثلين للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن” الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين، تحضيراً لمؤتمر جنيف. واعرب عن اعتقاده أن “السعودية اقفلت الباب أمام الابرهيمي” الذي حاول قبل أشهر من دون جدوى خلع العباءة العربية من مهمته والإحتفاظ بصفته مبعوثاً دولياً. لكن الديبلوماسي الجزائري “لا يزال يعقد الأمل على امكان تغيير الموقف السعودي”.

ولم يعرف أيضاً ما إذا كانت ايران ستوافق على اعلان موافقتها الصريحة على بيان جنيف الذي أصدرته مجموعة العمل الخاصة بسوريا في 30 حزيران 2012 في المدينة السويسرية، عقب جهود استثنائية ومضنية بذلها سلف الابرهيمي الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان. ويتردد في الأمم المتحدة أن هذه الموافقة الصريحة ستكون بمثابة تذكرة كي تحجز ايران مقعداً لها في مؤتمر جنيف الذي يأمل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون في عقده منتصف الشهر المقبل.

ولم تتوافر معلومات عن أسباب عدم قيام الابرهيمي بزيارة للإمارات العربية المتحدة، مع العلم أن جولته شملت حتى الآن كلاً من القاهرة وبغداد والكويت وعمان والأردن وتركيا وقطر. وهو عقد اجتماعاً وصفه بأنه كان “مثمراً” في الدوحة مع أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني. وصرح الناطق بإسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي بأن النقاش تركز على “التحضيرات لعقد المؤتمر الدولي حول سوريا”.

واجتمع في أنقرة مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو. كذلك التقى هناك رئيس أركان “الجيش السوري الحر” اللواء سليم ادريس وعشرة قادة عسكريين من المعارضة. وأفاد المنسق السياسي والإعلامي لـ”الجيش السوري الحر” لؤي مقداد أن “اللواء سليم ادريس اعاد التأكيد اننا نسعى جميعاً الى حل ووقف حمام الدم. كما قال إن أساس المشكلة، بشار الأسد، يجب أن يعالج”، موضحاً ان أدريس “شدد على أن الجيش الحر يريد دولة ديموقراطية حرة في سوريا، وسقوط نظام الأسد، وتأليف حكومة انتقالية ومحاسبة المجرمين”.

مسؤولون في ‘الحر’ يلتقون الابراهيمي بتركيا.. وأمير قطر يبحث معه ‘جنيف 2

20 قتيلا في تفجير سيارة مفخخة بريف دمشق والعائلات المحاصرة في حمص تواجه ظروفا صعبة

عواصم ـ وكالات ـ لندن ـ ‘القدس العربي’: قتل 20 شخصا على الاقل الجمعة في تفجير سيارة مفخخة قرب مسجد في قرية شمال غرب دمشق، في حين تواجه مئات العائلات في الاحياء المحاصرة وسط حمص ظروفا صعبة، وسط حاجة الى مساعدات غذائية عاجلة.

وفي الوقت نفسه ومع تفاقم الوضع الانساني في الداخل السوري، التقى الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي في تركيا قادة في الجيش السوري الحر الذي يقاتل القوات النظامية السورية، للدفع باتجاه محادثات سلام كما قال ناطق باسم الجيش الحر.

جاء ذلك فيما أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على موقف بلاده ‘الدائم والثابت في دعم الجهود المبذولة لرفع المعاناة عن الشعب السوري، والوقف الفوري لحمام الدم وتدهور الأوضاع هناك’.

‘جاء هذا خلال استقباله الأخضر الإبراهيمي، المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية، والوفد المرافق لدى وصوله إلى العاصمة القطرية الدوحة مساء الجمعة.

وقالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية إنه جرى خلال المقابلة بحث آخر مستجدات الأوضاع الراهنة على الساحة السورية، لاسيما التطورات ذات الصلة بانعقاد مؤتمر ‘جنيف 2′ لإيجاد حل للأزمة السورية.

من جانبه افاد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي ولجنة السياسات الخارجية الإيرانية ‘حسين نكوي’ أنَّ إيران ترفض أي شروط مسبقة مقابل مشاركتها في مؤتمر جنيف2.

وأبدى نكوي استعداد إيران لتقديم كافة الجهود الممكنة من أجل إيجاد حلول سياسية لحل الأزمة السورية، حسب ما أوردته وكالة أنباء ‘فارس′ الإيرانية.

وأشار نكوي إلى أنَّ الدول الغربية تعي أنه لن يكون هناك ‘حل للأزمة السورية بدون مشاركة إيران.

وقتل عشرون شخصا على الاقل بينهم ثلاثة اطفال الجمعة واصيب عشرات آخرون في تفجير سيارة مفخخة قرب مسجد في قرية سوق وادي بردى (40 كلم شمال غرب دمشق)، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان التفجير ادى الى اصابة ‘العشرات بينهم العديد في حالة حرجة’. واوضح ان ‘ثلاثة من القتلى على الاقل هم من الاطفال’.

من جهتها، قالت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان السيارة انفجرت ‘اثناء قيام ارهابيين بتفخيخها بالقرب من جامع اسامة بن زيد في سوق وادي بردى’.

واشارت الى مقتل ‘عدد من الارهابيين’ في اشارة الى مقاتلي المعارضة، من دون ان تحدد عددهم، اضافة الى مدنيين اثنين بينهما طفل في السابعة من العمر، و30 جريحا ‘معظمهم في حالة حرجة’.

وادى النزاع السوري الى مقتل اكثر من 115 الف شخص، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كل سورية.

من جهة اخرى، قال المرصد ان نحو ثلاثة آلاف مدني في الاحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في مدينة حمص وسط سورية وتحاصرها القوات النظامية منذ اكثر من عام، يحتاجون الى مساعدات غذائية عاجلة بعدما بدأوا باستنفاد مخزونهم.

وقال مدير المرصد في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان ‘ثلاثة آلاف مدني بينهم 500 شخص تخطوا السبعين من العمر، يقتاتون على كميات الطعام القليلة التي لا تزال متوافرة لديهم في الاحياء المحاصرة من حمص’ ثالث كبرى مدن سورية.

اضاف ان هؤلاء المدنيين ‘يأكلون بالكاد ما يكفي ليظلوا على قيد الحياة’.

وتخضع مئات العائلات لحصار خانق مستمر منذ اكثر من 500 يوم تفرضه قوات نظام الرئيس بشار الاسد على الاحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، لا سيما حمص القديمة.

واستعاد النظام السيطرة على غالبية أحياء حمص بعد حملات عسكرية شرسة، آخرها حي الخالدية في تموز/يوليو الماضي. وادت هذه السيطرة الى نزوح عدد كبير من سكان الخالدية الى معاقل المعارضة.

وقال عبد الرحمن انه منذ اسابيع ‘اكتشفت القوات النظامية آخر الانفاق التي كان يستخدمها مقاتلو المعارضة لتهريب السلاح والغذاء. الآن، كل ما يملكه الناس للغذاء هو المخزون الذي كان متوافرا لديهم’.

وجدد المرصد الجمعة دعوة الهيئات الانسانية الدولية الى اجلاء المدنيين من الاحياء المحاصرة ‘وضمان خروجهم الآمن وعدم اعتقالهم’ على يد قوات الامن.

الجواسيس مصدر قلق للمعارضة.. وحدة لملاحقتهم ومحاكم شرعية تحاكمهم في باب الهوى

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ في سورية يمثل الجواسيس للمعارضة والنظام معضلة فهم مصدر للمعلومات من جهة ومصدر للخطر من جهة اخرى.

فكلا الطرفين لا يخططان لمعركة بدون الاعتماد على المعلومات التي تصلهم عبر عملائهم المنتشرين في كل مكان، ولا يشنان معركة بدون الاعتماد على الجواسيس بل وحركة القادة حتى في مناطقهم ‘الآمنة’ تعتمد على المعلومات من هذا القطاع العريض في المجتمع السوري.

فخلال اربعين عاما من حكم الخوف والقمع بنى الرئيس بشار الاسد وقبله والده حافظ مؤسسات امنية لحماية وتجنيد العملاء، واعتمدا على ‘تقاريرهم’ للتأكد من اذعان الناس وارعابهم وبالتالي استمرارية الحكم. وقد ادت سياسة الاعتماد على الجواسيس الى ظهور جيش منهم، مهمته كتابة التقارير ورفعها للجهات العليا وملاحقة من يذكر اسمه فيها.

نظام من العملاء

وينقل تقرير لصحيفة ‘لوس انجليس تايمز′ شكوى عبدالجبار العكيدي، رئيس مجلس حلب العسكري من كثرة العملاء الذين يقومون ‘بالاضرار بنا’ من خلال نقل معلومات للنظام عن تحركات المقاتلين ومعاركهم.

ولهذا يتخذ هو وغيره من قادة المعارضة كافة الاحتياطات حتى لا يعرف من حوله تحركاته، ويصف العكيدي النظام السوري في دمشق بانه ‘نظام من العملاء’.

ولا يعني انهيار الخوف من النظام وسقوط مناطق في ايدي المقاتلين نهاية العملاء بل لا يزال هؤلاء منتشرين ويعملون في داخل هذه المناطق على الرغم من الحرب التي دمرت مدنا وبلدات بالكامل وشردت قطاعا واسعا من الشعب السوري.

وفي حالة المعارضة فهي تعتمد ايضا على العملاء والمخبرين. فعندما يقرر مسؤول او ضابط كبير في الجيش الانشقاق تطلب منه المعارضة البقاء في مكانه حتى يكون في موضع لتزويدها بمعلومات عن تحركات وخطط الجيش.

وهناك نكتة تدور في اوساط المعارضة وتقول ‘من هو قائد الجيش الحر؟ بشار الاسد، لان كل واحد مخبر’.

ولمواجهة مشكلة المخبرين قام الجيش الحر بانشاء وحدة امنية لقطع جذور العملاء او تجنيدهم للتجسس على النظام. ويقول العكيدي ان الهجمات التي تعرض لها خلال العام الماضي وجرح في واحد منها احد ابنائه حدثت بسبب جواسيس النظام. وقام العكيدي بتغيير رقم هاتفه النقال اكثر من مرة لاعتقاده انه مراقب.

ملاحقة الصحافيين

وقد ادى الخوف من العملاء بالمعارضة الشك بكل شخص غريب، ويشمل هذا الصحافيين وعمال الاغاثة الانسانية الذين يتعرضون للاختطاف والتحقيق معهم.

والخوف من الصحافيين الاجانب اكثر في داخل الجماعات الجهادية، ففي شهر آب (اغسطس) دعت جماعة في بيان نشرته على الانترنت المقاتلين الى اختطاف كل الصحافيين الذين يمرون في مناطقهم والتحقيق معهم بعد تفتيشهم.

وأثرت الشكوك من الاجانب على عمل الناشطين في مجال العمل الانساني، وادى اعتقال بعضهم الى مناوشات بين الفصائل المقاتلة، ففي الشهر الماضي اشتبك مقاتلون من الجيش الحر مع اخرين من ما يعرف بالدولة الاسلامية في العراق والشام ‘داعش’ بعد اعتقال الاخيرة طبيبا المانيا قالت انه كان يحمل كاميرا فيديو، التقط فيها صورا للتجسس.

ويحرص القادة الميدانيون على منع الصحافيين والعاملين في الاعلام من الاقتراب من خطوط النار بدون اذن وفحص دقيق خشية ان يكون بينهم جواسيس.

وينقل التقرير عن الجنرال يحيى البيطار الذي يترأس الوحدة الامنية في المجلس الاعلى للثورة السورية قوله ان لديه عملاء منتشرين في كل انحاء سورية لمراقبة الجماعات العاملة تحت الجيش الحر للتأكد من خلوها من العملاء. ويشير الى ان العاملين في وحدته لديهم تدريب في مجال الاستخبارات وعملوا قبل انشقاقهم في اكثر من مؤسسة من مؤسسات الدولة السورية بمن فيها الامن القومي والاستخبارات العسكرية.

وفي حالة الاشتباه بعمالة شخص فانه يوضع تحت المراقبة وينقل الى معبر باب الهوى القريب من الحدود التركية او يسلم الى المحاكم الاسلامية للتحقيق معه.

وينفي البيطار ضرب المشتبه بعمالتهم وتعذيبهم، قائلا ان التهديد بالضرب هو ما يدفعهم للاعتراف.

ومن تثبت عليه التهمة يحكم عليه اما بالموت او السجن. ويعرف القادة عن وجود عملاء بينهم عندما تتعرض مواقعهم للقصف او يتبع مكالمة خاصة يتلقاها احدهم هجوما من النظام، مع ان مواقع المقاتلين تقصف في العادة بدون تمييز.

ويشير التقرير في النهاية الى ان عمليات المقاتلين يعلن عن موعدها ثم يؤجل لاحباط خطط العملاء. ويفضل المقاتلون مفاجأة الجيش السوري.

ويعترف البيطار ان العملاء المندسين في صفوف الجيش الحر يسببون الاذى لهم اكثر من المعلومات التي يحصلون عليها من عملائهم لدى النظام. فهؤلاء لا ينقلون اخبارا دقيقة لخشيتهم من مراقبة النظام لهم ولهواتفهم، اما المندسون في صفوف المعارضة فلا يمكن مراقبتهم.

العلويون متمسكون بالاسد

وفي تقرير لمجلة ‘تايم’ الامريكية كتب ارين بيكر مواقف الطائفة العلوية ‘الاقلية العلوية السورية تتمسك بالاسد وتأمل بحلول السلام’.

وينقل التقرير صورة عن مواقف بعض العلويين من الاسد الذي يرون فيه ‘سارقا’ ويقودهم نحو الهاوية، حسب ابو خضر الجندي في الحرس الجمهوري، لكن هذا لا يعني التوقف عن القتال من اجله. فابو خضر يرى في مواصلة القتال معه ضرورة للحفاظ على الطائفة.

ويلوم ابو خضر الاسد على توريطه العلويين في حرب طائفية ‘لقد اوصلنا لهذه الحالة للبقاء في المنصب، وكعلويين فإننا اجبرنا على القتال لان المعارضة هي كل السنة ويريدون قتلنا’.

ويقول كاتب التقرير ان وزير الخارجية الامريكي جون كيري الذي كان يمارس الضغط على الجماعات السورية المعارضة للذهاب الى مؤتمر جنيف ربما نسي مكونا مهما ومصالح طرف وهم العلويون الذين لايدعمون بالضرورة الاسد لكنهم يخافون من العيش في سورية بدونه.

وعليه فهم يريدون نهاية قريبة للحرب، ويرون في مؤتمر جنيف -2 الفرصة الافضل لتحقيق السلام. مع ان الاسد نفسه يرفض كما صرح في مقابلاته الاخيرة التفاوض مع ‘الارهابيين’ فيما ترفض المعارضة الجلوس على طاولة المحادثات بدون رحيل الاسد اولا. ويقول ابو خضر هناك امكانية لان يعيش السوريون معا لو قرروا ‘نسيان خلافاتهم الدينية والسياسية’ مع اعترافه ان تحقيق هذا ليس سهلا ولن يرمي السنة اسلحتهم بسهولة ‘بعد ان قتلنا الكثيرين منهم ودمرنا بيوتهم’.

والخيار عن السلام هو استمرار الحرب، وفي حالة عدم جلوس المتقاتلين على طاولة المفاوضات في تشرين الثاني (نوفمبر) فالحرب الدموية في سورية ستنتقل عدواها الى الدول المجاورة، ومهما حدث يشعر العلويون بانهم الطرف الخاسر.

مع ان العلويين ليسوا كلهم مع الحرب والاسد لكنهم اصبحوا عرضة للغضب والحرب الطائفية. وفي الوقت الذي تتجنب فيه المعارضة السياسية في الخارج استخدام تعبيرات طائفية ضد العلويين الا ان المقاتلين على الارض يشيرون الى العلويين بالكفار والرافضة، ويهددون بمحوهم وقتلهم.

المهجرون في سورية

في الوقت الذي يقاتل فيه العلويون من اجل البقاء ودفاعا عن الاسد، وصل عدد المهجرين في سورية الى حوالي 5 ملايين يعيشون من اجل قوت يومهم في بنايات فارغة ومدارس ومساجد وفي الحدائق العامة وفي بيوت اقاربهم التي تزدحم بالقادمين.

ويعاني المهجرون من نقص في الطعام والدواء مع اقتراب فصل الشتاء القارس والذي سيكون الثالث منذ اندلاع الانتفاضة في اذار (مارس) 2011.

وتزايد اعداد النازحين في داخل بلادهم عن اعداد الذين هربوا الى دول الجوار في لبنان وتركيا والعراق والاردن. ويرى عمال الاغاثة ان زيادة اعداد المهجرين في داخل سورية ستضع اعباء عليهم لتوفير الاحتياجات الاساسية. وتهدد الكارثة الانسانية بتدمير التطور الذي تحقق في البلاد والعودة للوراء. ويقدر عمال اغاثة ومحللون كلفة اعادة ما دمرته الحرب بحوالي 30 مليار دولار وستكون الكلفة اكبر مع تواصل الدمار. فقد دمرت الحرب نصف مستشفيات البلاد او اجبرتها على اغلاق ابوابها.

وتقول مؤسسة ‘انقذوا الاطفال’ ان خمس الاطفال في سورية يمر عليهم اسبوع من كل شهر بدون طعام، كل هذا بسبب تراجع قدرة الاقتصاد السوري الى مستوى النصف.

وتعاني المناطق الآمنة بشكل نسبي من زيادة مستمرة في تدفق اللاجئين اليها، حيث تم تحويل المراكز الرياضية ومراكز اللياقة البدنية في اللاذقية الى ملاجىء. وفي دمشق يعيش الناس في فنادق مهجورة، وفي بنايات تحت الانشاء، ومخازن ومكاتب. ويشاهد الناس وهم يصطفون في طوابير طويلة امام ما تبقى من المخابز الحكومية.

وقال الناس في بعض الاحياء انهم اكلوا لحوم القطط والكلاب بعد ان اصدر ائمة فتاوى تحلل اكلها بسبب الاوضاع والضرورة. ومن استطاع الفرار من العائلات في ضواحي دمشق التي تتعرض للقصف الدائم الى داخل العاصمة تعيش في غرف ايجاراتها عالية وتعتمد على ما تجود به الايدي من طعام.

هل جئنا من المريخ؟

وتنقل صحيفة ‘نيويورك تايمز′ عن عائلة تعيش قرب المسجد الاموي بعد فرارها من داريا مخاوفها من المستقبل ومتى ستعود الى بلدتها حيث تم تسوية بنايات كاملة فيها بالتراب. وتقول السيدة نسرين انه لم يبق لها ولعائلتها الا الله.

ولا يعاني المهجرون من ازمة الطعام والسكن بل يواجه من بقي في منزله مشاكل في زيادة في اسعار الطعام والوقود، في وقت ترتفع فيه نسب التضخم، وهذا حال المناطق التي تتعرض للحصار من قوات الحكومة.

ويتساءل اهالي هذه المناطق عن السبب الذي يمنع العالم التحرك ومساعدتهم وكأنهم يعيشون ‘ في المريخ كما يقول المتحدث باسم مجلس المعارضة في المعضمية التي تعيش حصارا منذ اشهر.

وتشير الصحيفة الى الحملة التي تقودها الامم المتحدة لجمع 1.5 مليار دولار لتوفير الدعم للاجئين السوريين في الداخل والخارج، حيث لم يتم جمع المبلغ المطلوب بعد وما جمع يلبي احتياجات بسيطة للاجئين ولا يصل منه الا القليل للمناطق المحاصرة، ولا يتصدى لمشكلة انهيار النظام التعليمي والصحي واعمار البلاد في المستقبل. وحذر مدير مؤسسة ميرسي كوربس، نيل كيني ـ غوير من مخاطر عدم التعامل مع الازمة السورية باعتبارها ازمة طويلة المدى، حيث ينظر اليها المجتمع الدولي على انها ازمة قصيرة المدى، وسيكون لهذه النظرة بحسب رأيه عواقب غير جيدة. ودعا للتركيز على اصلاح البنى التحتية مثل تطوير مشاريع المياه والمستشفيات.

ويرى اخرون ان اهم فعل انساني هو انهاء الحرب. وتنقل عن عمر عبدالعزيز الحلاج، المستشار لمؤسسات الاغاثة وحل النزاعات دعوته لوقف العنف لانه سيؤدي لانقاذ حياة عدد اكبر من الناس بدلا من التركيز على انقاذ حياة عدد اقل وهو ما تقوم به منظمات الاغاثة الان.

في البحر وبلغاريا

ولا يموت السوريون في المخيمات او الحدائق العامة وبسبب التجويع والحصار بل يموتون في البحر، ذلك ان معظم الذين يحاولون اجتياز البحر من دول شمال افريقيا هم من السوريين الهاربين من مصر او لبنان ومخيمات اللاجئين.

وكان عدد الذين قتلوا في الكوارث الطبيعية من السوريين اكثر من الافارقة خاصة قبالة السواحل المالطية والايطالية في الاسابيع الماضية، من لا يموت من السوريين، يموت انتظارا، فقد تحدثت صحيفة ‘الغارديان’ عن معاناة اللاجئين السوريين في مراكز اللجوء البلغارية.

ففي واحد من المراكز خارج العاصمة صوفيا يعيش 350 منهم في اوضاع مزرية، وهم جزء من موجة من اللاجئين معظمهم من اكراد سورية وجدوا انفسهم عالقين في بلغاريا واسرى للنظام البلغاري المتداعي وغير القادر على التعامل مع اللاجئين. وتعاني المدرسة القديمة التي وضع فيها اللاجئون من مشاكل صحية، حيث تنبعث الرائحة الكريهة في انحاء الغرف بسبب انسداد انابيب المياه الصحية. اما الجدران فقد اكلتها الرطوبة، فيما تهشمت النوافذ، وتنقطع الكهرباء بين الفترة والاخرى.

وعلى الرغم من برودة الجو الا ان التدفئة المركزية لم تشغل بعد. ولا تتوفر للاجئين اجهزة للطبخ ولا ثلاجات لوضع الطعام فيها.

وتقدم منظمة الصليب الاحمر البلغارية الطعام للاجئين لكن الحكومة لا تقدم لهم اي شيء. ووصف ممثل المفوض السامي للاجئين في بلغاريا بوريس تشيكيروف مركز تجميع اللاجئين المعروف فرازديانا بانه ‘مثير للتقزز والمرض وغير انسانية’.

وذهب ممثل لجنة هليسنكي البلغارية لابعد من هذا حيث قال ان وضع مركز اللاجئين لا يعبر عن عدم اهتمام الدولة باللاجئين فقط بل يمثل معاملة غير انسانية ومهينة تظهر وحشية المسؤولين في الحكومة.

وتنقل عن لاجئة كردية قالت اسمها ميزغين انها هربت مع زوجها واطفالها وتركت عملها كمدرسة للغة الانكليزية بعد ان سمعت تقارير عن قيام القاعدة بقطع الرؤوس.

وتقول السلطات البلغارية ان معدل من يقطع الحدود مع تركيا يوميا يصل الى 100. وفي العادة ما تستقبل بلغاريا كل عام الف لاجىء لكن العدد بدأ يزداد منذ شهر آب (اغسطس) ومن المتوقع ان يصل عددهم مع نهاية العام الحالي الى ما بين 11-15 الف معظمهم سوريون.

تحذير أممي من تفاقم الكارثة الإنسانية في سوريا

الإبراهيمي من الدوحة إلى طهران اليوم

شارفت جولة المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي الإقليمية على نهايتها، وفي ختامها المحطتان الأكثر أهمية، طهران التي يزورها اليوم، ثم دمشق التي يفترض أن يصلها خلال الساعات الـ48 المقبلة، بعد أن ينتقل اليها من بيروت، حاملا إلى القيادة السورية خلاصة ما سمعه من قادة الدول التي زارها، والتي عبرت بغالبيتها عن دعمها لحل سياسي للأزمة السورية، فيما سيستمع في الوقت ذاته، الى الأفكار السورية بشأن المرحلة المقبلة ومؤتمر «جنيف 2» المفترض أن ينعقد في أواخر تشرين الثاني المقبل.

وفي هذا الوقت، أبلغ «الائتلاف الوطني السوري» وجناحه العسكري، المدعوم من السعودية، الإبراهيمي شروطه للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، ومن بينها احتكار تمثيل المعارضة في المؤتمر.

وقدمت الأمم المتحدة، أمس، صورة مأساوية للوضع الإنساني في سوريا، وتحدثت، للمرة الأولى، عن وجود ألفي مجموعة مسلحة في سوريا، مطالبة الحكومة السورية والمسلحين السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من الحرب، محذرة من كارثة إنسانية، حيث إنها لم تتمكن منذ أكثر من عام من الوصول إلى مليونين ونصف مليون مدني محتجزين في مناطق تشهد معارك عنيفة.

في هذا الوقت، تواصل نزف الدم السوري، حيث قتل 40 شخصاً وأصيب العشرات في انفجار سيارة أمام مسجد بعد انتهاء صلاة الجمعة في منطقة وادي بردى في ريف دمشق، في هجوم هو الأول من نوعه في هذه المنطقة. وقتلت القوات السورية في كمين 41 مسلحاً من «جبهة النصرة وأحرار الشام» بالقرب من منطقة العتيبة في الغوطة الشرقية. (تفاصيل صفحة 13)

وفي إطار جولة إقليمية تهدف إلى التحضير لعقد مؤتمر «جنيف 2»، التقى الإبراهيمي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الدوحة. واكتفى الإبراهيمي بالقول إن اللقاء كان «مثمراً»، فيما نقلت وكالة الأنباء القطرية (قنا) عن تميم «تأكيده موقف دولة قطر الدائم والثابت في دعم الجهود المبذولة لرفع المعاناة عن الشعب السوري والوقف الفوري لحمام الدم وتدهور الأوضاع هناك».

وتوجه الإبراهيمي حتى الآن إلى تركيا والأردن والعراق ومصر والكويت وسلطنة عُمان، على أن يزور إيران اليوم، ويختم جولته في سوريا. وكان قد التقى في أنقرة وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ورئيس «الائتلاف» احمد الجربا ورئيس «هيئة أركان الجيش السوري الحر» سليم إدريس وقادة مجموعات مسلحة.

ورفض «المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر»، في بيان صدر بعد الاجتماع مع الإبراهيمي، «الجلوس حول طاولة التفاوض مع من تلطخت أيديهم بدماء السوريين». وأضاف «فليذهب جنيف 2 إلى الجحيم إذا لم يأخذ المجتمع الدولي موقفاً حاسماً تجاه المجازر المروّعة الممارسة بحق المدنيين».

واعتبر أن «صيغة جنيف 2 تفتقر إلى كل ما يوحي بإمكانية التوصل إلى نتيجة ملموسة»، مشترطاً «ضرورة وضع جدول زمني ومحدد لكل مراحل التفاوض، مع إدراج بنود ملزمة للطرفين للتطبيق تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وعدم السماح بتقسيم سوريا». واشترط «ألا يعبّر أي فريق عن الثورة إلا الائتلاف الوطني لقوى الثورة بكل مكوناته».

وقال نائب رئيس «أركان الحر» فاتح حسون، لراديو «سوا» الأميركي، إن «الإبراهيمي أبلغهم أن لا وجود لحل عسكري للأزمة السورية»، مشيرا إلى أنه «وصف المعارضة العسكرية والسياسية السورية بالمتشرذمة». وأعلن أن «الإبراهيمي تفاجأ بالشروط التي وضعتها هيئة أركان الجيش الحر مقابل الذهاب إلى مؤتمر جنيف»، موضحا أن «هيئة الأركان رفضت الذهاب إلى جنيف 2 من أجل تشكيل حكومة موسعة ولو كانت بكامل الصلاحيات».

وأكد داود أوغلو، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي هوشيار زيباري في أنقرة، أنه «يجب على الدول المجاورة لسوريا حضور مؤتمر جنيف 2». واعتبر أن حل الأزمة السورية لا يأتي بالوسائل العسكرية بل بالسبل السياسية والديبلوماسية، مشيراً إلى أن بلاده تسعى «لحل سلمي للأزمة في سوريا».

من جهته، أكد زيباري، أن الأزمة السورية تؤثر على المنطقة وعلى شعوبها، مشددا على ضرورة إيجاد حل سريع للخروج منها. وقال «يجب عدم وضع شروط مسبقة لحضور جنيف 2». وشدد على «ضرورة مشاركة دول الجوار السوري في جنيف 2». (تفاصيل صفحة 14)

الأمم المتحدة

ودعت مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس مجلس الأمن إلى ممارسة ضغط على الحكومة السورية والمسلحين ليسمحوا بإيصال المساعدات الإنسانية الضرورية في العديد من المناطق.

وقالت آموس، خلال جلسة لمجلس الأمن، إن الأمم المتحدة لم تتمكن منذ أكثر من عام من الوصول إلى مليونين ونصف مليون مدني محتجزين في مناطق تشهد معارك عنيفة. وأضافت انه فضلا عن أكثر من 110 آلاف شخص قتلوا جراء النزاع، فإن أمراضاً خطيرة مثل شلل الأطفال تنتشر سريعاً، فضلا عن العديد من ضحايا السرطان أو السكري جراء نقص الأدوية.

ولاحظت المسؤولة الأممية تجاهل الدعوات إلى وقف إطلاق النار تماما على الأرض. وقالت «من دون ضغط حقيقي ودائم من جانب مجلس الأمن فإن إحراز تقدم سيكون أمراً مستحيلا». وأوضحت انه في ظل وجود نحو ألفي مجموعة مسلحة حاليا في سوريا فإن «المواجهات بين هذه المجموعات المختلفة تتصاعد، والطرق الرئيسية لإيصال المساعدات الإنسانية قُطعت بسبب المعارك».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

عشرات القتلى في انفجار سيارة مفخخة بريف دمشق وتحذير من كارثة إنسانية في حمص

«سانا»: سقوط 50 عنصرا من «النصرة» في كمين.. والحر يعلن مقتل قائد نظامي بالمعضمية

بيروت: كارولين عاكوم

هز انفجار سيارة مفخخة بلدة وادي بردى الواقعة بريف دمشق أمس، وتضاربت المعلومات بشأن عدد ضحاياه، فيما أكّد «الجيش السوري الحر» مقتل قائد العمليات العسكرية في مدينة المعضمية بريف دمشق العميد مظهر سليمان.

وفي حين أعلنت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أنّ «وحدة من الجيش السوري أوقعت في كمين أكثر من 50 إرهابيا من جبهة النصرة في محيط بحيرة العتيبة بريف دمشق»، حذر المرصد السوري لحقوق الإنسان من كارثة إنسانية في حمص، حيث اكتشفت قوات النظام آخر الأنفاق التي كان يستخدمها مقاتلو المعارضة من أجل تهريب السلاح والغذاء.

وفي ريف دمشق، أفاد المرصد السوري بانفجار سيارة مفخخة في وادي بردى، أدى إلى وقوع 20 قتيلا وإصابة عشرات الأشخاص، فيما أشارت مواقع معارضة إلى سقوط أكثر من أربعين قتيلا، بينهم 13 طفلا، في انفجار سيارتين مفخختين وجرح نحو مائة شخص آخرين.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر مسؤول قوله إن «سيارة انفجرت أثناء قيام إرهابيين بتفخيخها بالقرب من جامع أسامة بن زيد ما أدى إلى مقتل عدد من الإرهابيين ووقوع ضحايا بين المواطنين».

وفي حين استمرت الاشتباكات والعمليات العسكرية في مختلف المناطق على وقع مظاهرات دعت إليها المعارضة حملت شعار «الحل في لاهاي لا في جنيف»، أعلن «الجيش الحر» عن مقتل قائد العمليات العسكرية في مدينة المعضمية العميد مظهر سليمان مع عدد من عناصر الجيش النظامي المقاتلة معه.

وأشارت المعلومات إلى أن سليمان هو عميد ركن مظلي من مرتبات الحرس الجمهوري، يشرف على القوات التي تحاصر مدينة المعضمية منذ أسابيع عدة، بينما لم تذكر وسائل الإعلام التابعة للنظام أي تفاصيل عن مقتله.

وفي ريف دمشق، أفادت لجان التنسيق المحلية بأن حواجز النظام تصادر الخبز والطحين وتمنع دخول أي نوع من المواد الغذائية إلى مدينة قدسيا التي يقطن فيها أكثر من 400 ألف نسمة أغلبهم نازحون من مخيم اليرموك وبلدات الغوطة الشرقية. كما تمنع دخول سيارات القمامة إلى المدينتين وفق اللجان، ما يجبر الأهالي على إحراق أكوام القمامة في أماكنها. ويقول ناشطون إن سبب هذا الحصار هو رفض الأهالي الخروج في مسيرات مؤيدة للنظام ورفع صور الرئيس السوري في البلدة.

وفي المنطقة ذاتها، قصفت قوات النظام براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدن وبلدات المليحة ومعضمية الشام وداريا وعدة مناطق بالغوطة الشرقية. وسجل أمس قصف عنيف على حي المنشية في درعا، وصفه السكّان بأنه «غير مسبوق»، حيث سجّل سقوط 100 قذيفة خلال ساعتين أطلقتها مدفعية النظام المتمركزة داخل الحي. واستهدفت قوات المعارضة حاجز «عواد الهلال العسكري» بسيارة مفخخة، ما أدّى إلى نسف الحاجز بالكامل، وفق ما ذكر بعض الناشطين، تلا ذلك اشتباكات حول الحاجز، فشل مقاتلو المعارضة خلالها بتمشيط المنطقة بسبب تمركز قناصين تابعين لجيش النظام فوق أسطح المباني السكنية المحيطة بالحاجز.

وذكرت مواقع معارضة أنّ الطيران الحربي التابع للجيش النظامي شنّ أمس غارتين جويتين على مدينة عربين في الغوطة الشرقية بريف دمشق، استهدفت إحداهما ساحة المدينة الرئيسية ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى ووقوع دمار كبير في الأبنية السكنية.

من جهة أخرى، تجددت الاشتباكات بين «الجيش الحر» وقوات النظام على أطراف بلدة المليحة لا سيما قرب مبنى «معمل تاميكو» وذلك بالتزامن مع قصف عنيف على المنطقة من قبل الأخيرة باستخدام قذائف الهاون والدبابات، في حين تعرضت باقي مدن وبلدات الغوطة الشرقية إلى قصف متقطع من قبل المدافع الثقيلة المثبتة على جبل قاسيون المطل على العاصمة وفي إدارة الدفاع الجوي القريبة من المليحة.

وفي ريف دمشق أيضا، نقلت «سانا» عن قائد عسكري نظامي ميداني قوله إن «وحدة من الجيش السوري أوقعت في كمين محكم نفذته صباح الجمعة أكثر من 50 إرهابيا من جبهة النصرة وما يسمى لواء الإسلام، بين قتلى وجرحى في محيط بحيرة العتيبة بريف دمشق»، مشيرا إلى أن «الإرهابيين» كانوا في طريقهم «للفرار من منطقة النشابية باتجاه ميدعا نتيجة تضييق الخناق عليهم». وصادروا بنادق حربية آلية ورمانات يدوية الصنع وصواريخ إسرائيلية مضادة للدروع ورشاشات «بي كي سي» وقواذف «آر بي جي».

وأعلن اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن 14 جنديا نظاميا قتلوا في معارك وقعت في درعا أسفرت عن سيطرة الجيش السوري الحر على أحد الحواجز الأمنية. وفي المنطقة نفسها، قصف جيش النظام براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة أحياء درعا البلد وحي طريق السد ومخيم درعا كما شهد حي المنشية اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام.

وشهدت مدن تلبيسة وقلعة الحصن وبلدة مهين بريف حمص أمس قصفا عنيفا بالمدفعية الثقيلة، كما استهدف الطيران الحربي الطريق الواصل بين جبل معارة الأرتيق ومدينة عندان بريف حلب، وتعرضت مدينة السفيرة لقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة بحسب ما أفادت «شبكة شام الإخبارية».

وفي ريف اللاذقية قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مصيف سلمى وعدة قرى بجبل التركمان. كذلك، كان لمناطق في ريف حماه حصة من العمليات العسكرية أمس، إذ قصفت المروحيات العسكرية التابعة للجيش النظامي قرية عطشان باستخدام البراميل المتفجرة، ما أودى بحياة 11 شخصا بينهم ثلاثة أطفال، فضلا عن سقوط عدد كبير من الجرحى، وتدمير عدد من المنازل.

وقالت «شبكة سوريا مباشر» إن الجيش الحر سيطر على مواقع للقوات الحكومية في ريف حماة الشمالي، بينما أعلنت السلطات السورية عن تقدم جديد لقوات النظام في بلدة صدد بريف حمص.

وبات الوضع الإنساني في حمص ينذر بخطر كبير، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أنّ نحو ثلاثة آلاف مدني بينهم 500 شخص تخطوا السبعين من العمر، يقتاتون من كميات الطعام القليلة التي لا تزال متوافرة لديهم في الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة وتحاصرها القوات النظامية منذ أكثر من عام، وهم بالتالي يحتاجون إلى مساعدات غذائية عاجلة بعدما بدأوا باستنفاد مخزونهم. وذلك، بعدما اكتشفت القوات النظامية آخر الأنفاق التي كان يستخدمها مقاتلو المعارضة لتهريب السلاح والغذاء.

وقال الناشط يزن الحمصي إن «الحصول على وجبة واحدة في اليوم في هذه المناطق بات أمرا صعبا، سمعت عن حالات فردية عن أشخاص دفعهم اليأس إلى تناول لحم القطط». وحذر الناشط من أن النقص الحاد في المواد الغذائية ومنها السكر ومواد أساسية أخرى، يؤدي إلى انتشار أمراض في الأحياء المحاصرة.

من جهة أخرى، أفادت منظمة «أطباء بلاد حدود» عن «نزوح كثيف للمدنيين الذين يفرون من منطقة السفيرة في محافظة حلب بسوريا». وأوضحت في بيان لها أن «نحو 130 ألف شخص قد فروا»، مشيرة إلى أن «المساعدة الإنسانية غير كافية لتلبية حجم حاجات هؤلاء المهجرين».

وقالت مديرة العمليات في «أطباء بلا حدود» ماري نويل رودريغ، أن «هذه الهجمات الشديدة العنف دفعت بسكان هربوا من الحرب إلى نزوح جديد»، لافتة إلى أنّ «معظم الذين كانوا يعيشون في مدينة السفيرة أو في مخيمات مجاورة، قد فروا نحو الشمال، ويصلون إلى مناطق استقبلت حتى الآن عددا كبيرا من المهجرين».

وأشارت المنظمة إلى أن «المعارك وعمليات القصف والغارات الجوية أسفرت عن 76 قتيلا و450 جريحا خلال خمسة أيام في مدينة السفيرة وحدها».

المعارضة تشترط هيكلة «الأمن» بموجب «جنيف 2».. والأسد يتمسك بالسيطرة عليها

يقدر عدد موظفيها بـ65 ألفا وتشكل عقدة في المحادثات التمهيدية

بيروت: «الشرق الأوسط»

تواجه الحكومة الانتقالية التي من المفترض أن تنبثق عن مؤتمر «جنيف 2» في حال انعقاده، خلال الشهر المقبل، إشكاليات عدة أبرزها تلك المتعلقة بمصير الأجهزة الأمنية السورية وإعادة هيكلتها. وبينما تصر المعارضة السورية على «حكومة كاملة الصلاحيات»، يخضع القطاع الأمني لإدارتها، يصر النظام السوري على تشكيل حكومة وفق الدستور النافذ الصادر العام الماضي، وينص على أن تتبع الأجهزة الأمنية للرئيس بشكل مباشر.

وتتصدر مسألة الأجهزة الأمنية جدول محادثات المعارضة السورية، وآخرها قبل يومين، خلال لقاء الموفد الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي برئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر سليم إدريس. ويؤكد المنسق الإعلامي والسياسي في الجيش الحر لؤي المقداد لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه القضية نوقشت خلال المحادثات»، مشيرا إلى وجود خلاف كبير بشأنها «لا سيما أن الأسد يصر على الإمساك بهذه الأجهزة وفقا لإحدى مواد الدستور الذي وضعه مع أعوانه». ويوضح المقداد «إننا نريد حكومة انتقالية تضمن إعادة هيكلة أجهزة الأمن بعد رحيل الأسد».

وساهمت ممارسات أجهزة الأمن السورية خلال ما يزيد على عامين ونصف العام من الاحتجاجات ضد نظام الأسد في جعل علاقة السوريين برجال الأمن أكثر سوءا مما كانت عليه من قبل، علما أن الحراك الشعبي ضد نظام الأسد اندلع على خلفية إساءة وجهها رئيس فرع الأمن السياسي في درعا عاطف نجيب، وهو ابن خالة الرئيس السوري، لمجموعة من وجهاء العشائر الذي جاءوا إليها للتوسط في قضية احتجاز أطفال بعد كتابة شعارات مناوئة للنظام على جدار مدرستهم.

ويصعب تصور حكومة انتقالية بعد «جنيف 2» لا تشمل صلاحيتها أجهزة الأمن، بحسب ما يؤكد عضو الهيئة السياسية في «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط»، موضحا أن «المعارضة متفقة مع الدول الصديقة للشعب السوري على حكومة كاملة الصلاحيات تعيد صياغة الأجهزة الأمنية وفق برامج وخطط تنقلها من وظيفتها الحالية كأدوات للبطش وقمع الشعب وخدمة السلطة إلى مهمة حماية الدولة من مخاطر التجسس وظواهر الإرهاب».

وفي حين يمسك العلويون بقيادة معظم الأجهزة الأمنية في سوريا بحكم انتمائهم إلى الطائفة التي يتحدر منها الأسد، ما يجعلهم موضع ثقة لدى النظام، يؤكد رمضان أن «المعالجة الصحيحة للأجهزة يجب أن لا تتم بناء على خلفية الأشخاص الطائفية والإثنية وإنما على سلوكهم»، مشددا على «ضرورة خلق فكر جديد للمؤسسة الأمنية ينسجم مع قيم حقوق الإنسان العالمية».

وبسبب أسلوب المراوغة الذي يتبعه النظام السوري، تصر المعارضة على عدم المشاركة في مؤتمر (جنيف 2) في حال لم تحصل على ضمانات واضحة لوجود سلطة انتقالية تخلف الأسد وفق ما يؤكده رمضان. ويوضح أن «هذه السلطة يجب أن تحدد جداول زمنية لإعادة هيكلة جميع الأجهزة الأمنية، بما يتناسب مع سوريا الجديدة».

وكان «بيت الخبرة السوري» التابع للمركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية قد أصدر خلال شهر أغسطس (آب) الفائت «خارطة طريق» بعنوان «التحول الديمقراطي في سوريا»، ضمنها توصيات في 6 مجالات، من بينها «إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية» و«بناء جيش وطني حديث».

ويقترح المركز في التوصيات الصادرة عنه «تطهير وزارة الداخلية والأجهزة المتفرعة عنها من الضباط الذين ارتكبوا التعذيب وجرائم ضد الإنسانية وملاحقة الفارين منهم». كما شدد على «ضرورة فصل العاملين في القطاع الأمني عن أي انتماء سياسي». وفي موازاة مطالبته بـ«ضرورة حماية المقرات الأمنية بعد سقوط النظام لحماية المستندات والوثائق الموجودة فيها»، دعا المركز إلى «تأسيس لجنة تنبثق عن الحكومة الانتقالية هدفها دراسة مسار إصلاح القطاع الأمني خلال المرحلة الانتقالية».

وتنقسم الأجهزة الأمنية في سوريا إلى أربعة أجهزة تتبع لها عشرات الفروع في الكثير من المدن والمناطق السورية، وهي: جهاز المخابرات العسكرية، ويعرف أيضا باسم «الأمن العسكري»، ويرأسه حاليا اللواء عبد الفتاح ويعتبر هذا الجهاز التابع للقوات المسلحة، الأكثر نفوذا بين أجهزة الأمن، والكثير من القادة والمسؤولين خرجوا من رحم هذا الجهاز وأبرزهم وزير الداخلية الحالي اللواء محمد إبراهيم الشعار.

ويتبع لهذا الجهاز عدة فروع أهمها فرع فلسطين أو الفرع رقم (235). وكان من المفترض أن يكون متخصصا لمكافحة التجسس الإسرائيلي، غير أنه بات يركز على قضايا سياسية أخرى مثل ملف الحركات الإسلامية في سوريا. ولجهاز المخابرات العسكرية فروع في كل المدن السورية.

أما الجهاز الثاني فهو المخابرات العامة ويعرف أيضا باسم «جهاز أمن الدولة»، ويرأسه حاليا اللواء علي مملوك ويتبع له فروع عدة أهمها، الفرع الداخلي ومعروف للعامة باسم «جهاز أمن الدولة»، ويقوده العميد حافظ مخلوف ابن خال الرئيس بشار الأسد.

ويعتبر الأمن السياسي الجهاز الثالث من بين الأجهزة الأمنية، ويتبع نظريا لوزارة الداخلية ويرأسه حاليا اللواء محمد ديب زيتوني، فيما تشكل مخابرات القوى الجوية الجهاز الرابع، ويرأسها حاليا اللواء جميل الحسن. ويتبع هذا الجهاز للقوات الجوية وله سجون داخل قواعد جوية. وبحسب معارضين، ساهم هذا الجهاز في تصفيات عدد من الناشطين المعارضين خلال الأحداث الأخيرة، من أبرزهم الناشط غياث مطر الذي قتل في مدينة داريا بريف دمشق.

وفي ظل التنافس الأمني القائم بين هذه الأجهزة المختلفة، توسع دور بعض الفروع الأمنية بشكل كبير حتى على حساب الإدارة التابعة لها، ويعود ذلك إلى نفوذ رئيس الفرع وسلطته التي غالبا ما تتعزز بحسب علاقته المباشرة مع الرئيس.

ويبلغ عدد الموظفين في أجهزة الأمن السورية 65 ألف موظف بدوام كامل وعدة مئات من الألوف بدوام جزئي. وبناء على هذا التوزيع، فلكل 257 مواطنا سوريا عنصر مخابرات، وفق ما ورد في دراسة للباحث والمعارض السوري رضوان زيادة بعنوان «كيف بنت عائلة الأسد دولة المخابرات في سوريا؟». ولما كان 59.5% من السوريين فوق سن 15 سنة، فهذا يعني أنه لكل 153 مواطنا سوريا رجل مخابرات. وهي تعتبر من النسب الأعلى في العالم.

 قتلى بتفجير في ريف دمشق والعائلات المحاصرة في حمص تواجه ظروفاً صعبة

                                             (ا ف ب، يو بي اي)

قتل 20 شخصاً على الأقل أمس في تفجير سيارة مفخخة قرب مسجد في قرية شمال غرب دمشق، في حين تواجه مئات العائلات في الأحياء المحاصرة وسط حمص ظروفاً صعبة، وسط حاجة الى مساعدات غذائية عاجلة.

وقتل عشرون شخصاً على الأقل بينهم ثلاثة أطفال أمس وأصيب عشرات آخرون في تفجير سيارة مفخخة قرب مسجد في قرية سوق وادي بردى (40 كيلومتراً شمال غرب دمشق)، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن التفجير أدى الى إصابة “العشرات بينهم العديد في حالة حرجة”. وأوضح أن “ثلاثة من القتلى على الأقل هم من الأطفال”.

من جهتها، قالت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) إن السيارة انفجرت “أثناء قيام إرهابيين بتفخيخها بالقرب من جامع اسامة بن زيد في سوق وادي بردى”.

وأشارت الى مقتل “عدد من الإرهابيين” في إشارة الى مقاتلي المعارضة، من دون أن تحدد عددهم، إضافة الى مدنيين اثنين بينهما طفل في السابعة من العمر، و30 جريحاً “معظمهم في حالة حرجة”.

وأدى النزاع السوري الى مقتل أكثر من 115 ألف شخص، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقراً ويقول إنه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كل سوريا.

الى ذلك، قال المرصد إن نحو ثلاثة آلاف مدني في الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في مدينة حمص وسط سوريا وتحاصرها القوات النظامية منذ أكثر من عام، يحتاجون الى مساعدات غذائية عاجلة بعدما بدأوا باستنفاد مخزونهم.

وقال مدير المرصد في اتصال هاتفي مع فرانس برس إن “ثلاثة آلاف مدني بينهم 500 شخص تخطوا السبعين من العمر، يقتاتون من كميات الطعام القليلة التي لا تزال متوافرة لديهم في الأحياء المحاصرة من حمص” ثالث كبرى مدن سوريا.

أضاف أن هؤلاء المدنيين “يأكلون بالكاد ما يكفي ليظلوا على قيد الحياة”.

وتخضع مئات العائلات لحصار خانق مستمر منذ أكثر من 500 يوم تفرضه قوات نظام الرئيس بشار الأسد على الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، لا سيما حمص القديمة.

واستعاد النظام السيطرة على غالبية أحياء حمص بعد حملات عسكرية شرسة، آخرها حي الخالدية في تموز. وأدت هذه السيطرة الى نزوح عدد كبير من سكان الخالدية الى معاقل المعارضة.

وقال عبد الرحمن إنه منذ أسابيع “اكتشفت القوات النظامية آخر الأنفاق التي كان يستخدمها مقاتلو المعارضة لتهريب السلاح والغذاء. الآن، كل ما يملكه الناس للغذاء هو المخزون الذي كان متوافراً لديهم”.

وأكد ناشط في المدينة لفرانس برس عبر الانترنت أن “الزمن الذي كنا نحظى فيه بوجبة لائقة انتهى. الآن حتى الحصول على وجبة واحدة في اليوم بات صعباً”. وأوضح الناشط يزن الحمصي “سمعت عن حالات فردية عن أشخاص دفعهم اليأس الى تناول لحم القطط”.

وحذر الناشط من أن النقص الحاد في المواد الغذائية ومنها السكر ومواد أساسية أخرى، يؤدي الى انتشار أمراض في الأحياء المحاصرة. وقال “غالبية الناس في هذه الأحياء يعانون من سوء التغذية، ويمكن ملاحظة ذلك من الطريقة التي يتحركون بها، كما أن عدد الناس المصابين بفقر الدم واليرقان هو الى تزايد”.

وأشار الى أن “الأمراض العادية كنزلات البرد تنتشر بشكل سريع. الناس ضعيفون. الطعام المتوافر لديهم هو البرغل. نتناول صنفاً واحداً من الطعام يوماً بعد يوم”، مذكراً بأن ذلك يترافق “مع القصف اليومي العشوائي من قبل قوات النظام”.

وجدد المرصد أمس دعوة الهيئات الإنسانية الدولية الى إجلاء المدنيين من الأحياء المحاصرة “وضمان خروجهم الآمن وعدم اعتقالهم” على يد قوات الأمن.

وتحدثت منظمة أطباء بلاد حدود غير الحكومية في بيان أمس عن “نزوح كثيف” للمدنيين الذين يفرون من منطقة السفيرة في محافظة حلب بسوريا “حيث تشتد كثافة المعارك منذ الثامن من تشرين الأول”.

وأوضحت أطباء بلا حدود أن “نحو 130 ألف شخص قد فروا”، مشيرة الى أن “المساعدة الإنسانية غير كافية لتلبية حجم حاجات هؤلاء المهجرين”.

وأضافت المنظمة أن “المعارك وعمليات القصف والغارات الجوية أسفرت عن 76 قتيلاً” و”450 جريحاً” خلال خمسة أيام في مدينة السفيرة وحدها.

وقالت ماري نويل رودريغ مديرة العمليات في أطباء بلا حدود، إن “هذه الهجمات الشديدة العنف دفعت بسكان هربوا من الحرب الى نزوح جديد”. وأضافت أن “زهاء 130 ألف شخص أي تقريبا جميع المدنيين الذين كانوا يعيشون في مدينة السفيرة أو في مخيمات مجاورة، قد فروا نحو الشمال” و”يصلون الى مناطق استقبلت حتى الآن عدداً كبيراً من المهجرين”.

وفي مدينة منبج سجل الهلال الأحمر نحو 200 ألف مهجر قبل هذا النزوح الجديد. وأشارت اأباء بلا حدود الى أن “قدرات استقبال اللاجئين قد بلغت نهايتها”، موضحة أن الواصلين الجدد يتكدسون “في مبانٍ رسمية ومزارع ومبانٍ قيد الإنشاء” أو في “مخيم أقيم في مرآب”.

وفي جنيف أفادت الامم المتحدة بأن منظمات إنسانية دولية تقوم بحملات تلقيح في سوريا وسط خشية من انتشار شلل الأطفال.

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” في بيان إنها “انضمت الى منظمة الصحة العالمية وشركاء آخرين في تنظيم تحرك مناعي واسع، يهدف الى حماية أكبر عدد ممكن من الأطفال في هذا البلد (سوريا) والمناطق الحدودية (في الدول المجاورة) من شلل الأطفال وأمراض أخرى يمكن تفاديها باللقاحات”.

وأطلقت الحملة في سوريا من خلال وزارة الصحة في 24 تشرين الأول، وتهدف الى تلقيح 2,4 مليوني طفل ضد شلل الأطفال والحصبة والنكاف (أبو كعب) والحصبة الألمانية”. وأشارت المنظمة الى أن 500 ألف طفل لم يتلقوا لقاح شلل الأطفال في العامين الأخيرين بسبب النزاع الذي تغرق فيه سوريا منذ منتصف آذار 2011، علماً أن معدل التلقيح قبل هذا التاريخ كان بحدود 95 بالمئة.

ودفع النزاع السوري الى لجوء أكثر من مليوني شخص الى الدول المجاورة، بينهم أكثر من مليون طفل، في حين نزح الملايين عن منازلهم في داخل سوريا.

ونتيجة لذلك، واجهت كل حملات التلقيح التي كانت تنظم مشاكل أو ألغيت من الأساس، ما عرض الأطفال للاصابة بشلل الأطفال أو الحصبة، بحسب اليونيسيف.

من جهتها، أكدت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي أن سوريا قد تواجه الانتشار الأول لشلل الأطفال منذ العام 1999، بعد اكتشاف إصابتين بالمرض في محافظة دير الزور (شرق).

وقررت المنظمة، وعلى “رغم الحاجة الى تأكيد قطعي وفق التحاليل المخبرية”، التحرك كما لو أن انتشار الوباء أمر حاصل فعلاً، بحسب ما قال متحدث باسمها لوكالة فرانس برس في بريد الكتروني.

ويعد شلل الأطفال من أقوى الأمراض المعدية، ويصيب خصوصاً الأطفال ما دون الخمسة أشهر من العمر، وقد يؤدي الى شلل في خلال ساعات. ويمكن في بعض الحالات أن يكون المرض قاتلاً.

وفي محافظة دير الزور نفسها، تسجل إصابة نحو عشرين طفلاً غالبيتهم دون الثانية من العمر، بحالات من الشلل الجزئي التي تعد عوارض لأمراض عدة، بينها شلل الأطفال.

وأوضح المتحدث باسم منظمة الصحة أن هذه الحالات تخضع حالياً لفحوص مخبرية، مشيراً الى أن من بين 100 ألف حالة مماثلة كل عام، يثبت أن مئات منها فقط هي عبارة عن شلل أطفال.

وتحول النزاع الذي بدأ في آذار 2011 بتظاهرة احتجاج شعبية قمعت بعنف، الى حرب بين جنود وجنود منشقين يساعدهم مدنيون مسلحون وجهاديون أتوا من الخارج. وأسفر النزاع خلال أكثر من سنتين ونصف السنة عن مقتل نحو 115 ألف شخص، ودفع بملايين السوريين الى الهرب وألحق بالبلاد أضراراً فادحة.

مستشارو كيري يفضلون إلغاء مؤتمر “جنيف ـ2” أو إرجاءه

(يو بي اي)

كشفت دورية “فورين بوليسي” الأميركية، أمس، عن خلاف بين وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، وكبار مستشاريه الذين يصرون على إلغاء مؤتمر جنيف-2 حول سوريا أو تأجيله. ونقلت عن مسؤول أميركي رفيع المستوى، قوله إن “الشخص الوحيد الذي يريد عقد مؤتمر جنيف هو الوزير”. أضاف متسائلاً “من سيحضره؟ وهل سيمثل أحداً؟ ولماذا نتحمل المخاطر؟”.

وذكرت الصحيفة أن كيري متمسك بشدة بإجراء المفاوضات، وقد أمضى الأيام القليلة الماضية وهو يحض أعضاء المعارضة السورية على المشاركة فيها، غير أن عدداً من كبار مسؤولي وزارة الخارجية ومساعدي كيري نفسه، يدعون إلى إلغاء المؤتمر، بسبب استبعادهم فكرة حضور أبرز زعماء المعارضة السورية. ولفتت إلى أن عدداً متزايداً من قادة المعارضة قالوا إنهم لن يحضروا المؤتمر، ما لم يتعهد الرئيس السوري، بشار الأسد، بتسليم الحكم إلى حكومة انتقالية والرحيل بعد ذلك.

وأشارت إلى أن منتقدي كيري داخل وزارة الخارجية يعتقدون أنه نظراً الى رفض الأسد ذلك، فثمة احتمال كبير أن تقاطع معظم مجموعات المعارضة المؤتمر، أو أن ترسل وفداً صغيراً جداً إليه لا يكون لقراراته أي تأثير على المقاتلين الذي يحاربون نظام الأسد على الأرض.

ولفتت إلى أن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى، بينهم السفير الأميركي في دمشق، روبرت فورد، قالوا لكيري إنه سيكون من الصعب تشكيل ائتلاف واسع لقوى المعارضة بحلول منتصف تشرين الثاني المقبل، وهو الموعد المتوقع لبدء المؤتمر، وحذروه من أن شخصيات بارزة عدة في المعارضة لن تشارك فيه. ونقلت عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية لم تكشف عن اسمه، قوله “من الممكن حصولنا على بعثة هناك”، مضيفاً أن “الأمر ليس مستحيلاً، غير أنه سيتطلب بدون أدنى شك بعض العمل”.

وأضافت الصحيفة أن “فورد متواجد في الوقت الحالي في اسطنبول، في محاولة أخيرة لإقناع زعماء المعارضة بتغيير موقفهم والمشاركة في مفاوضات جنيف”. غير أنها أشارت إلى أنه، حتى لو نجح فورد في مساعيه، فمن غير الواضح إذا كان وفد المعارضة سيتحدث بالنيابة عن المسلحين الذين يقاتلون في سوريا، ولا سيما أن 65 من الجماعات المسلحة في المعارضة السورية أعلنت الأسبوع الفائت أنها تسحب اعترافها بالائتلاف الوطني السوري، مؤكدة عدم التزامها بأي اتفاقية يبرمها.

161 قتيلا بانفجار مفخخة وقصف بسوريا

                                            قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 161 شخصا قتلوا الجمعة في مختلف أنحاء البلاد، إثر تفجير سيارة بريف دمشق، وقصف النظام السوري لعدة مناطق، واشتباكات مع قوات المعارضة المسلحة.

وأشارت الشبكة إلى أن من بين القتلى 81 شخصا قضوا في تفجير سيارة ملغمة في بلدة “سوق وادي بردى” بريف دمشق.

من جانبها أفادت شبكة شام بأن التفجير أدى إلى تضرر العديد من المباني، مشيرة إلى أن السيارة كانت متوقفة عند مدخل مسجد أسامة بن زيد في سوق البلدة.

بدوره قال التلفزيون السوري الرسمي إن من سماهم “الإرهابيين” فجروا سيارتين ملغمتين بسوق وادي بردى، وفي غضون ذلك تمكن الأهالي من تفكيك سيارة مشابهة كانت عند مدخل مسجد في مدينة الهامة بريف دمشق.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن 34 عنصرا من القوات النظامية قتلوا في اشتباكات وقصف لمراكز وحواجز واستهداف آليات بعبوات ناسفة وصواريخ في عدة محافظات، منها حمص ودمشق وريفها والقنيطرة وإدلب وحلب ودير الزور.

سيطرة للحر

وفي درعا، أفادت اتحاديات تنسيقيات الثورة السورية بأن الجيش الحر تمكن من السيطرة على حاجز الراضي الجديد قرب مدينة طفس بريف درعا.

وأفاد ناشطون بأن طيران النظام استهدف محيط حاجز التابلين الواقع بين مدينتي طفس وداعل بريف درعا، كما تعرضت مدن وبلدات المليحة الشرقية وداعل وطفس والشيخ مسكين وعتمان لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة.

وفي مدينة حماة تمكن الجيش الحر من السيطرة على حاجز المداجن بريف حماة الشمالي الذي تعرضت العديد من مناطقه لقصف من مدفعية النظام الثقيلة.

حصار

من جهة أخرى قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام تفرض حصارا خانقا على مدينتي قدسيا والهامة في ريف دمشق.

وأفادت اللجان بأن الحواجز العسكرية التابعة للنظام تصادر الخبز والطحين وتمنع دخول أي نوع من المواد الغذائية إلى مدينة قدسيا التي يقطنها أكثر من 400 ألف نسمة، أغلبهم نازحون من مخيم اليرموك وبلدات الغوطة الشرقية.

كما تمنع قوات النظام دخول سيارات القمامة إلى المدينتين مما يجبر الأهالي على إحراق أكوام القمامة في أماكنها. ويقول ناشطون إن سبب هذا الحصار هو رفض الأهالي الخروج في مسيرات مؤيدة للنظام ورفع صور الرئيس السوري بشار الأسد في البلدة.

من جهة أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن نحو ثلاثة آلاف مدني في الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في مدينة حمص وسط سوريا وتحاصرها القوات النظامية منذ أكثر من عام، يحتاجون إلى مساعدات غذائية عاجلة بعدما قارب مخزونهم على النفاد.

مظاهرات

وفي تطور آخر شهدت مدينة حماة وبلدة اللطامية في ريفها مظاهرات تطالب بإحالة المسؤولين عن قتل المدنيين إلى المحكمة الجنائية الدولية. وقد أطلق النشطاء على مظاهرات الجمعة “الحل في لاهاي لا في جنيف”.

وشملت المظاهرات أيضا مدينة حلب، حيث خرجت مظاهرات بحي بستان القصر ومدينتي منبج والأتارب. وقد هتف المتظاهرون للحرية، وطالبوا بمحاسبة النظام ورموزه وتقديمهم إلى المحاكم الدولية.

تحذير أممي من إفشال المؤتمر

الإبراهيمي يواصل جولته بشأن جنيف 2

                                            واصل المبعوث العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي مباحثاته مع قادة بالمنطقة وقيادات بالمعارضة السورية، بشأن سبل إنجاح مؤتمر جنيف الثاني وإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، في حين حذر مسؤول أممي من أن يؤدي إفشال المؤتمر إلى فتح الطريق للرئيس السوري للترشح للانتخابات الرئاسية العام المقبل.

فقد بحث الإبراهيمي مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، آخر مستجدات الأوضاع الراهنة على الساحة السورية، لا سيما التطورات ذات الصلة بانعقاد مؤتمر جنيف الثاني.

وكان الإبراهيمي قد بحث هذه المواضيع في وقت سابق بأنقرة مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، كما اجتمع مع عدد من قادة المعارضة السورية السياسية والعسكرية، بهدف إقناعهم بالمشاركة في المؤتمر الذي من المقرر أن يعقد الشهر المقبل.

 بدوره أكد أوغلو أن اقتناع بلاده واضح تجاه ما خرج به بيان مؤتمر أصدقاء سوريا الذي انعقد أخيرا في لندن، مؤكدا أن تركيا ساهمت في هذا البيان.

وشدد خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري على ضرورة مشاركة دول جوار سوريا بفعالية في مؤتمر جنيف الثاني.

وأكد زيباري دعم بلاده لعقد المؤتمر في أقرب وقت ممكن، مشددا على أن مشاركة النظام والمعارضة السورية يجب أن تكون دون شروط مسبقة، وقال إن دول جوار سوريا يجب أن تسهم بفعالية في المؤتمر.

ترشح الأسد

وعلى نفس الصعيد حذر رئيس الدائرة السياسية في الأمم المتحدة جيفري فيلتمان من أن يؤدي الفشل في عقد مؤتمر جنيف الثاني واستمرار القتال بسوريا، إلى فتح الطريق أمام السيناريو الذي تحدث عنه الرئيس السوري بشار الأسد والمتعلق بإمكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية العام المقبل.

وقال فيلتمان إن الغاية من عقد المؤتمر هي إطلاق عملية سياسية بقيادة سورية، “ليس لإدارة الوضع القائم، بل للوصول إلى سوريا جديدة”، مشددا على ضرورة أن يعي ذلك المشاركون في المؤتمر.

وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية قد أرجأ للمرة الثانية اجتماعه المقرر في إسطنبول إلى التاسع من الشهر المقبل، تحت وطأة الضغوط الدولية المكثفة لإقناعه بحضور مؤتمر جنيف الثاني.

وفي سياق هذه الضغوط، التقى السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد أول أمس بعدد من قادة المعارضة في إسطنبول.

وكان اجتماع الائتلاف مقررا في 22 من الشهر الجاري، لكنه أرجئ لتزامنه مع اجتماع “مجموعة أصدقاء سوريا” في لندن، فحدد له الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، قبل أن يقرر تأجيله للمرة الثانية.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عضو الائتلاف سمير نشار قوله إن “التوجه داخل الائتلاف حتى الآن يميل أكثر إلى عدم المشاركة في مؤتمر جنيف الثاني”، مشيرا إلى أن إعلان المجلس الوطني السوري -أحد أبرز مكونات الائتلاف- في وقت مبكر رفضه المشاركة في المؤتمر “ولد حالة من النقاشات والجدل في الأوساط الإقليمية والدولية”.

وتابع نشار “الأوساط الدولية تحاول جمع أكبر عدد ممكن من المعارضين في مؤتمر جنيف، والمجلس الوطني السوري مكون سياسي أساسي ومهم في الائتلاف”، مؤكدا أن الإرجاء يأتي لإعطاء مزيد من الوقت للنقاشات ومحاولات التأثير لتغيير المواقف.

شروط المشاركة

بدوره شدد هيثم المالح رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية على تمسك الائتلاف بعدة شروط للمشاركة في المؤتمر، بينها القبول برحيل الرئيس السوري الأسد وعدم مشاركة إيران في المؤتمر. وأكد أن الائتلاف يقبل بالحوار مع شخصيات في النظام السوري لم تتلطخ أيديها بدماء السوريين.

كما جدد رئيس الائتلاف أحمد الجربا من جهته “ثوابت” الائتلاف للمشاركة في المؤتمر، التي أكد أنه لا نجاح للمؤتمر بدونها، وتشمل إيجاد ممرات إنسانية للمناطق المحاصرة، وإطلاق سراح المعتقلات والأطفال كافة قبل بدء التفاوض، إضافة إلى “انتقال السلطة بكل مكوناتها وأجهزتها ومؤسساتها، ثم رحيل السفاح”، في إشارة إلى الأسد.

وعقب اجتماعها في لندن أكدت مجموعة أصدقاء سوريا أن “لا دور للأسد في مستقبل سوريا”، في محاولة منها لطمأنة المعارضة السورية وإقناعها بحضور مؤتمر جنيف الذي يفترض أن يمثل فيه النظام أيضا.

الإبراهيمي يصل إلى إيران وأنباء عن تأجيل جنيف 2

دبلوماسيون: النتائج الأولية لجولة المبعوث الدولي قد تدفعه إلى تكثيف المشاورات

دبي – قناة العربية

وصل المبعوث الدولي لسوريا، لخضر الإبراهيمي، السبت، إلى طهران،  حليفة النظام السوري، حيث سيلتقي وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، كما أوردت وكالة “مهر” للأنباء.

ويجري الإبراهيمي، القادم من زيارة إلى تركيا، مشاورات بشأن إمكان عقد مؤتمر جنيف 2 حول التسوية السياسية في سوريا.

وقال دبلوماسيون غربيون إن الإبراهيمي ربما يقترح إرجاء انعقاد المؤتمر الدولي حول سوريا، إذا ما أيقن أن الظروف غير ناضجة بعد.

ومن المتوقع أن يقترح الإبراهيمي ذلك خلال لقائه الوفدين الأميركي والروسي في جنيف في 5 نوفمبر القادم.

والمرجح أن قناة الإبراهيمي الآن ضرورة لإجراء المزيد من الاتصالات قبل انعقاد المؤتمر، الذي يرجح أن يُؤجل إلى يناير المقبل، حسب ما ذكرت صحيفة “الحياة” اللندنية في تقرير، السبت.

وأعلن مسؤول سوري والأمين العام للجامعة العربية في تصريحين منفصلين، خلال وقت سابق، أن موعد انعقاد المؤتمر المذكور هو 24 نوفمبر، فيما أحجم الإبراهيمي عن تحديد موعد محدد للمؤتمر، وأعرب عن أمله بعقده الشهر القادم، وذلك قبل الشروع في جولته الإقليمية التي بدأها الأسبوع الماضي بالعاصمة المصرية، القاهرة.

وفي تركيا، اجتمع الإبراهيمي مع وزير الخارجية أحمد داود أوغلو، وحث أنقرة على أن تلعب دوراً إيجابياً لحث الأطراف السوريين على إنهاء الأزمة بشكل سياسي.

ومن جانبه، رفض المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر الجلوس إلى طاولة التفاوض مع من تلطخت أيديهم بدماء السوريين.

واعتبر الجيش الحر، في بيان، أن صيغة المؤتمر الدولي تفتقر إلى كل ما يوحي بإمكانية التوصل إلى نتيجة ملموسة، مشدداً على ضرورة وضع جدول زمني ومحدد لكل مراحل التفاوض، مع إدراج بنود ملزمة للطرفين للتطبيق تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

الجيش الحر ينفي سيطرة أكراد على معبر سوري مع العراق

المرصد السوري لحقوق الإنسان تحدث عن قتال مسلحين أكراد ضد عناصر تنظيم القاعدة

بيروت – فرانس برس

نفي الجيش السوري الحر، السبت، أنباء عن سيطرة مقاتلين أكراد على معبر اليعربية الحدودي مع العراق. وأكد لواء التوحيد التابع للجيش الحر في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا أن المعبر ما زال تحت سيطرة الجيش الحر، مشيراً إلى اشتباكات عنيفة تجري بين الجيش الحر ومقاتلين أكراد بمساندة القوات العراقية.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد بسيطرة مقاتلين أكراد، فجر السبت، على معبر حدودي مع العراق في محافظة الحسكة، بعد معارك مع جهاديين مرتبطين بتنظيم القاعدة ومقاتلين معارضين اندلعت منذ 3 أيام.

وقال المرصد في بريد إلكتروني إن “وحدات حماة الشعب الكردي تمكنت من السيطرة على معبر اليعربية الحدودي مع العراق عقب اشتباكات مع مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة ومقاتلي الكتائب المقاتلة”، التي تسيطر على المعبر منذ مارس الماضي.

وكان المقاتلون الأكراد بدأوا صباح الخميس محاولة للتقدم نحو بلدة اليعربية الحدودية التي يسيطر عليها عناصر جهاديون ومقاتلون معارضون، وتمكنوا من السيطرة خلال اليومين الماضيين على ثلاث قرى في محيطها وعدد من النقاط العسكرية.

وأفاد المرصد أن المقاتلين الأكراد دخلوا الجمعة إلى البلدة، وأن الاشتباكات لا تزال متواصلة فيها صباح السبت، مشيرا إلى سقوط عدد كبير من القتلى لدى الطرفين، من دون تحديد حصيلة لذلك.

وتمثل اليعربية الحدودية أهمية للطرفين، إذ تشكل معبرا للمقاتلين والذخيرة. وتتيح هذه البلدة تواصلا للأكراد مع أقرانهم في كردستان العراق، في حين يرى الجهاديون فيها نقطة وصل مع غرب العراق حيث يحظى المقاتلون المرتبطون بالقاعدة بنفوذ واسع.

وشهدت مناطق واسعة في شمال سوريا وشمال شرقها لا سيما قرب الحدود التركية والعراقية، معارك شرسة خلال الأشهر الماضية بين المقاتلين الأكراد التابعين في غالبيتهم إلى حزب الاتحاد الديموقراطي والجهاديين.

ويرى محللون أن الأكراد يسعون إلى تثبيت سلطتهم الذاتية على الأرض والموارد الاقتصادية في المناطق التي يتواجدون فيها، ومنها الحسكة الغنية بالنفط، في استعادة لتجربة أقرانهم في كردستان العراق.

أما “الدولة الإسلامية” التي يتزعمها العراقي أبو عمر البغدادي، فتسعى إلى بسط سيطرتها على المناطق الحدودية مع تركيا والعراق، وطرد أي خصم محتمل لها منها، بحسب محللين.

الأمم المتحدة: 2.5 مليون سوري بلا مساعدات منذ عام

آموس تطالب مجلس الأمن الدولي بالضغط على دمشق من أجل إيصال المساعدات

الامم المتحدة – رويترز

طالبت منسقة شؤون الإغاثة بالأمم المتحدة، فاليري آموس، مجلس الأمن الدولي، باتخاذ إجراء يتيح إدخال المعونات إلى سوريا حيث لم يحصل 2.5 مليون نسمة بحاجة ماسة للمعونات على أي مساعدة منذ ما يقرب من عام.

وتسبب العنف والروتين المفرط في إبطاء تسليم المعونات في سوريا. وبعد محادثات استمرت شهورا، وافق مجلس الأمن الدولي على بيان غير ملزم في الثاني من أكتوبر يحث على تيسير إيصال المعونات الإنسانية.

وقالت آموس لمجلس الأمن، الجمعة، “نحن في سباق مع الزمن. مرت ثلاثة أسابيع منذ إقرار بيان المجلس دون الإبلاغ عن أي تغيير يذكر. في الوقت الذي نتداول فيه، مازال أناس يموتون بلا داع”.

وأضافت: “أطالب كل أعضاء المجلس بممارسة نفوذهم واتخاذ الإجراء اللازم لوقف هذه الوحشية والعنف. إذا لم يكن هناك ضغط حقيقي ومستمر من هذا المجلس على الحكومة السورية وجماعات المعارضة على الأرض، يستحيل تحقيق تقدم”.

وتبنى مجلس الأمن البيان الخاص بالمساعدات الإنسانية، بعد أقل من أسبوع من التغلب على عقبة دبلوماسية بين روسيا والدول

الغربية بالتصديق على قرار بتفكيك ترسانة الأسلحة الكيمياوية في سوريا.

وقال دبلوماسيون كبار بالأمم المتحدة إن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف رفض في ذلك الوقت إمكانية استصدار قرار ملزم قانونا بشأن وصول المساعدات.

الجيش الحر يرفض المشاركة في مؤتمر جنيف2 بصيغته الحالية

الإبراهيمي يجري مباحثات بتركيا في إطار اتصالاته بشأن مؤتمر جنيف للسلام

دبي – قناة العربية

رفض المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر الجلوس إلى طاولة التفاوض مع من تلطخت أيديهم بدماء السوريين.

وفي بيان له، لم يمانع في ذهاب مؤتمر جنيف2 إلى الجحيم في حال لم يأخذ المجتمع الدولي موقفاً حاسماً يرقى إلى تضحيات ومعاناة الشعب السوري.

واعتبر الجيش الحر أن صيغة جنيف2 تفتقر إلى كل ما يوحي بإمكانية التوصل إلى نتيجة ملموسة، مشدداً على ضرورة وضع جدول زمني ومحدد لكل مراحل التفاوض، مع إدراج بنود ملزمة للطرفين للتطبيق تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، كما أكد على عدم السماح بتقسيم سوريا.

هذا وأكد الدكتور برهان غليون، رئيس المجلس الوطني الانتقالي الأسبق، في لقاء مع قناة “العربية” أن مشاركة المعارضة السورية في مؤتمر جنيف2، لابد أن تعتمد على وضوح المكاسب والرؤية، معتبراً أن مشاركة المعارضة دون ذلك تعد مغامرة.

وفي إطار جنيف أيضاً، اجتمع مبعوث الأمم المتحدة بشأن سوريا لخضر الابراهيمي مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في أنقرة في إطار جولة في المنطقة لإجراء اتصالات بشأن مؤتمر جنيف للسلام.

وبحث الابراهيمي، الذي ينتظر أن يجري جولة تشمل عدة دول في المنطقة، مع أوغلو فرص عقد مؤتمر جنيف2، داعياً تركيا لأن تلعب دوراً إيجابياً لحث الأطراف السوريين على إنهاء الأزمة بشكل سياسي.

مقاتلون أكراد يستولون على موقع حدودي سوري من جماعة مسلحة معارضة

أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض، أن مسلحين أكراداً استولوا على معبر اليعربية وهو موقع سوري على الحدود مع العراق في ساعة مبكرة من صباح السبت، بعد اشتباكات استمرت ثلاثة ايام مع الدولة الاسلامية في العراق والشام وهي جماعة مسلحة على صلة بتنظيم القاعدة.

وكانت الجماعة الاسلامية المسلحة قد انتزعت المعبر من الجيش السوري منذ مارس/ آذار الماضي.

كما قال المرصد إن 40 شخصا قتلوا في تفجير سيارة ملغومة خارج مسجد في وادى بردى في محافظة دمشق أمس الجمعة.

وذكرت الوكالة العربية السورية الرسمية للانباء ان “عددا من الارهابيين” قتلوا إثر الانفجار ونقلت عن شاهد عيان قوله ان مدخلي المسجد انهارا جراء الانفجار الذي وقع قبل انتهاء صلاة الجمعة.

“مقتل” زعيم النصرة

وكانت الانباء قد تضاربت بشأن مقتل زعيم جبهة النصرة حيث بث التلفزيون السوري الجمعة نبأ مفاده أن زعيم جبهة النصرة ابو محمد الجولاني، التي اعلنت مسؤوليتها عن عدد من التفجيرات الانتحارية، قد قتل.

إلا أن المعارضة نفت مقتله.

ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن قيادي في المعارضة السورية المسلحة أنه يعتقد أن الجولاني “على قيد الحياة وبصحة جيدة.”

كما أوضح المرصد أن قيادات بارزة بجبهة النصرة نفوا لنشطاء في اللاذقية الأنباء الواردة حول مقتل الجولاني، بحسب ما ذكرته وكالة “أسوشيتد برس”.

BBC © 2013

معارضون سوريون يشككون في “مقتل” زعيم جبهة النصرة

شكك مسلحون معارضون سوريون في الأنباء الواردة حول مقتل أبو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وكانت وسائل إعلام سورية رسمية قد ذكرت أن الجولاني قتل في اشتباكات وقعت الجمعة في محافظة اللاذقية الساحلية، غربي سوريا.

لكن سارعت وكالة الأنباء الرسمية إلى سحب الخبر في وقت لاحق. كما اختفى الخبر من شريط أنباء التلفزيون الرسمي السوري بينما ظل على حساب تويتر لقناة “الاخبارية” المملوكة للدولة.

ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، ومقره بريطانيا، عن قيادي في المعارضة السورية المسلحة أنه يعتقد أن الجولاني “على قيد الحياة وبصحة جيدة.”

كما أوضح المرصد أن قيادات بارزة بجبهة النصرة نفوا لناشطين في اللاذقية الأنباء الواردة حول مقتل الجولاني، بحسب ما ذكرته وكالة “أسوشيتد برس”.

وقال مصدر باللاذقية لـ”بي بي سي” إن مناطق ريفية في اللاذقية تعرضت لقصف عنيف الجمعة.

وأفاد المصدر بمقتل ستة أشخاص وإصابة عشرة آخرين في إحدى المناطق الجبلية.

وتتهم جبهة النصرة بتنفيذ الكثير من التفجيرات الانتحارية في سوريا منذ بدء حراك المعارضة ضد حكم الرئيس بشار الأسد في مارس/آذار 2011.

وتضع الولايات المتحدة الجبهة على قائمة المنظمات الإرهابية.

ووردت أنباء عن مقتل مسلحين تابعين لجبهة النصرة ضمن نحو 20 مسلحا قتلوا في كمين للقوات الحكومية قرب العاصمة دمشق الجمعة.

ووقع الحادث في منطقة الغوطة الشرقية، التي شهدت هجوما بغاز سام في أغسطس/آب الماضي دفع مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار يطالب بتفكيك الترسانة السورية من الأسلحة الكيمياوية.

BBC © 2013

مقاتلون أكراد يستولون على موقع حدودي سوري من جماعة إسلامية

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن مسلحبن أكرادا استولوا على موقع سوري على الحدود مع العراق في ساعة مبكرة من صباح يوم السبت بعد اشتباكات استمرت ثلاثة ايام مع جماعة على صلة بتنظيم القاعدة تسيطر عليه منذ أكثر من عام.

وقال المرصد السوري ان الأكراد سيطروا على معبر اليعربية والمناطق المحيطة به الذي كانت جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام قد استولت عليه من الجيش السوري.

وتحولت الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد التي اندلعت قبل نحو ثلاثة أعوام إلى معارك طاحنة بين السنة والأقلية العلوية التي ينتمي لها الأسد وقاتل الاكراد مع الطرفين.

واخفقت القوى العالمية في وقف القتال في سوريا الذي اودي بحياة اكثر من 100 ألف شخص حسب تقديرات الأمم المتحدة.

وقال المرصد إن 40 شخصا قتلوا في تفجير سيارة ملغومة خارج مسجد في وادى بردى في محافظة دمشق يوم الجمعة.

وذكرت وكالة العربية السورية للانباء ان عددا من الارهابيين – وهو الوصف الذي تطلقه على معارضي الأسد – قتلوا إثر الانفجار ونقلت عن شاهد قوله ان مدخلي المسجد انهارا جراء الانفجار الذي وقع قبل انتهاء صلاة الجمعة.

واذاع التلفزيون السوري يوم الجمعة أن زعيم جبهة النصرة التي اعلنت مسؤوليتها عن عدد من التفجيرات الانتحارية قد قتل.

ونفت المعارضة مقتل ابو محمد الجولاني ونقل المرصد عن اثنين من كبار قادة الجبهة قولهما ان هذه التقارير غير صحيحة.

(إعداد هالة قنديل للنشرة العربية)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى