أحداث السبت 28 أذار 2015
الأسد لشبكة “ان بي سي” الأميركية: منفتح على الحوار مع الولايات المتحدة
المصدر: (و ص ف، رويترز)
صرّح الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة مع شبكة “سي بي اس” الاميركية للتلفزيون نشرت مقتطفات منها أمس، بأنه منفتح على حوار مع الولايات المتحدة. وقال ان مثل هذا الحوار يجب ان يرتكز على “الاحترام المتبادل” ولكن لا اتصالات مع الاميركيين حتى الآن.
وأبلغ الصحافي تشارلي روز في برنامج ” 60 ” دقيقة الذي سيبث بالكامل الاحد أنه “في سوريا يمكننا ان نقول إنه من حيث المبدأ كل حوار هو شيء ايجابي”.
وسئل هل ثمة علاقات حالياً بين سوريا والولايات المتحدة، فأجاب بانه لا اتصالات مباشرة.
وكانت وزارة الخارجية الاميركية قالت أخيراً ان الاسد لن يكون “أبداً” جزءاً من المفاوضات لانهاء النزاع السوري، لكن مسؤولين في حكومته يمكنهم المشاركة فيه.
وسبق لوزير الخارجية الاميركي جون كيري ان صرح في مقابلة في 15 آذار الجاري ردا على سؤال عن احتمال التفاوض مع الاسد: “علينا ان نتفاوض في النهاية. كنا دوماً مستعدين للتفاوض في اطار مؤتمر جنيف 1”. لكن الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين بساكي أوضحت بعد ذلك ان كيري كان يشير الى مسؤولين في نظام الاسد وليس الى الرئيس السوري نفسه.
وفي مقابلة مع وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء، رأى الأسد أن المبادرة الروسية للحوار السوري مهمة، لأنها أكدت الحل السياسي، وقطعت الطريق على دعاة الحرب. وقال: “إن تقويمنا لجولة الحوار وللمبادرة الروسية إيجابي جداً لأن المبادرة مهمة، وأستطيع أن أقول بأن المبادرة ضرورية”. وأضاف: “الغرب ، خلال الأزمة السورية، أو عدد من الدول الغربية كان يحاول أن يدفع في اتجاه البدء بحرب عسكرية في سوريا وفي منطقتنا، تحت عنوان أحياناً مكافحة الإرهاب، وأحياناً دعم الشعوب التي قامت من أجل الحرية، وغيرها من الأكاذيب التي ترد في الإعلام الغربي”، بينما أن “المبادرة الروسية مهمة لأنها أكدت الحل السياسي، وتالياً قطعت الطريق على دعاة الحرب في الدول الغربية، وخصوصاً في الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا”.
الوضع الميداني
في غضون ذلك، أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان 12 مقاتلاً في صفوف النظام والمعارضة السورية سقطوا خلال اشتباكات عنيفة بينهم في الغارات التي شنتها طائرات النظام على الأحياء الواقعة على أطراف مدينة إدلب.
وقال إن الطيران المروحي للنظام القى براميل متفجرة على مناطق في مدينة بنش، فضلا عن استهدافه أماكن في قرية كورين بريف إدلب.
نصر الله: هزيمة النظام السعودي في اليمن محسومة
لا نعير اهتماماً للأصوات في المحكمة.. وسنواصل الحوار مع المستقبل»
شدد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، على ان «الشعب اليمني سيقاتل دفاعاً عن عرضه وأرضه لكن الفرصة لا تزال قائمة من أجل الحل السياسي بدل أن تكون الدول العربية شريكة في ذبح الشعب اليمني ولتكون مبادرة عربية أو إسلامية لأن الهزيمة والمذلة والعار مصير الغزاة».
وقال في كلمة متلفزة تخللها هجوم هو الأعنف على السعودية وحربها على اليمن، إن «من حق الشعب اليمني المظلوم والشريف والشجاع والحكيم أن يدافع ويقاوم وهو يفعل ذلك وسيفعل ذلك وسينتصر لأن هذه هي قوانين الله والتاريخ». ورأى انه «لا تزال هناك فرصة أمام حكام السعودية لكي يتعاطوا مع اليمنيين بأخوة ويجنبوا نفسهم المذلة، ولا يجب أن يفرحوا ببعض الغارات الجوية، فكل المدارس العسكرية تعرف أن القصف الجوي لا يصنع نصراً».
ورأى ان «السبب الحقيقي لهذه الحرب هي أن السعودية فشلت في اليمن.. والهدف استعادة السيطرة والهيمنة على اليمن واليوم المطلوب من أجل أن يستعيد أمراء آل سعود الهيمنة أن يقتل ضباط وجنود من الجيش اليمني ومن جيوش أخرى»، داعياً الى «وقف هذا العدوان من الآن، وإلى استعادة مبادرات الحل السياسي وهو أمر ممكن، وبعد ذلك يمكن ترتيب الأوضاع»، مطالباً «شعوب الدول التي تشارك حكوماتها في العدوان إلى مراجعة ضمائرهم ودينهم».
استهل نصرالله خطابه بتناول الشأن المحلي، وأشار الى انه «منذ البداية اخترنا الحوار للمصلحة الوطنية، و»حزب الله» وتيار «المستقبل» يتحاوران مع بعضهما والسقف كان منطقياً وواقعياً بالنسبة إلى تخفيف الاحتقان ومنع انهيار البلد»، مشيراً الى أنه «منذ البداية كانت هناك جهات سياسية في لبنان وشخصيات داخل «المستقبل» تعمل على تخريب الحوار وهي لا تزال تعمل على ذلك».
وأكد «أننا لا نعير أي اهتمام للأصوات في المحكمة الدولية وسنواصل الحوار مع «المستقبل» وسنتحمل كل هذه الاستفزازات وندعو جمهور المقاومة إلى عدم الاهتمام».
كما اشار الى انه «خلال الأسابيع الماضية حملنا اتهامات جديدة بالنسبة إلى تعطيل الانتخابات الرئاسية، ولا شك أن إجراء الانتخابات أمر ضروري، وما يعنيني هو ما قيل مؤخراً من اتهام لإيران ولنا بالتعطيل»، مؤكدا أن «ايران لا تتدخل ولن تتدخل»، موضحاً ان «الفرنسيين اتصلوا بالايرانيين وأحالوهم إلى اللبنانيين، وهي ليست مسؤولة عن التعطيل»، لافتاً النظر الى ان «المسؤول عن تعطيل الاستحقاق الرئاسي أن هناك دولة تضع «فيتو» على المرشح الطبيعي والذي يمثل الحيثية المسيحية الأكبر في لبنان وهي السعودية ووزير خارجيتها سعود الفيصل»، مشيراً الى ان استنتاجه أن رئيس «المستقبل» سعد الحريري قد لا يمانع هذا الخيار لكن المشكلة في «الفيتو» السعودي.
وقارب نصرالله الازمة اليمنية، متمنياً ألا يؤدي هذا الانقسام الجديد حول التطورات في الخليج إلى توتر في لبنان أو انعكاس على الحكومة». واعتبر أن «المؤلم أننا على مدى عقود نحن في فلسطين وشعوب المنطقة لم تهب علينا لا «عاصفة حزم» ولا «نسمة حزم» لمواجهة اسرائيل»، مشيراً الى ان «هذا الامر يستدعي التأمل والألم».
وقال: اذا كان الهدف هو اعادة السلطة الشرعية المتمثلة بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بحسب ادِّعائكم فلماذا لم تبذلوا الجهد لاسترجاع أرض فلسطين؟ انتم تقولون إن الوضع الجديد في اليمن يهدد أمنكم القومي، ألم تستشعروا خطر اسرائيل التي تمتلك أقوى جيوش في العالم؟»، لافتا النظر الى ان «هذا يعني أن اسرائيل لم تكن في نظر هؤلاء عدواً أو تهديداً يستلزم همة أو عاصفة من هذا النوع».
وأشار الى ان السعوديين طرحوا ثلاث حجج للعدوان على اليمن، الأولى، أن هناك رئيس شرعي، معتبراً ان «هذه حجة وكذبة من الأكاذيب وليست هذه الطريقة لاعادة رئيس شرعي في كل دول العالم»، وأضاف:»الحجة الثانية أن الوضع الجديد في اليمن يهدد أمن السعودية وأمن دول الخليج»، متسائلا: «هل هناك أي دليل على ذلك من أجل شن الحرب التي فيها سفك الدماء؟»، معتبرا ان «هذا ليس من الانسانية بشيء ولا من دين الله بشيء بل هذا دين جورج بوش الذي يحاسب الناس على النيات، والكل يعرف أن مشاكل اليمن داخلية بالنسبة إلى الارهاب والاقتصاد والتنمية والسياسة». وتابع: «الحجة الثالثة وهي الأهم وهي واهية بالمنطق بالرغم من أنها الأكثر تسويقا في وسائل الاعلام الخليجية، أن اليمن أصبحت محتلة من ايران وهناك هيمنة وتدخل إيراني ويجب أن نستعيدها»، متسائلا: «ولكن أين هو الدليل والشاهد على أن اليمن محتل من ايران؟».
ورأى ان «هناك مشكلة جوهرية في عقل النظام السعودي ومن معه وهي عدم الاعتراف بوجود شعوب وقضايا شعوب(…) وهذا العقل يوصل إلى نتائج وسياسات خاطئة وفشل متراكم»، مشيراً الى ان «السياسات الخارجية السعودية هي التي توصل المنطقة إلى أن تكون مفتوحة أمام إيران، والمشكلة في فشلكم وفهمكم».
وأشار الى انه «في لبنان، في العام 1982، عندما احتلت اسرائيل لبنان والعاصمة بيروت تخلى العرب كلهم عن لبنان إلا سوريا، وكان من حق اللبنانيين أن يبحثوا عمن يساعدهم فكانت سوريا وإيران التي جاءت من آخر الدنيا ولم تتخلَّ عن اللبنانيين».
واستذكر نصرالله الدور السعودي في العراق، وقال: «كنت أطالب ولا أزال أطالب العراقيين بأن يظهروا الحقيقة لكل شعوب العالم بأن من كان يرسل الانتحاريين والسيارات المفخخة إلى العراق هي المخابرات السعودية، وجنيتم على الشعب العراقي وآخر جنايتكم كانت «داعش»».
واشار الى ان «اليوم نرى الاتهامات العربية أن هناك هيمنة ايرانية في العراق، فهذه الهيمنة كلها بسببكم، لأنكم «تنابل» و»كسالى» و»فاشلين» ولا تتحملوا مسؤولياتكم تجاه الشعب العراقي».
وأضاف: «عندما جئتم بكل وحوش الأرض من أجل إسقاط سوريا كي تصبح تابعة، والسعودية وقطر وتركيا بذلت الكثير من أجل استيعاب الأسد لكي يكون تابعاً، لكن سوريا أرادت أن تبقى دولة مستقلة تقوم بدورها الإقليمي، وأنتم قتلتم شعب سوريا ودمرتم سوريا، واليوم الكل في سوريا يريد الحل السياسي»، متسائلا: «من الذي يمنع هذا الحل؟».
وتوجه الى العائلة الحاكمة في السعودية: «ألم تدعموا أنتم ست حروب على الحوثيين المحاصرين في صعدة من أجل إبادتهم.. وهُزمتم؟ وبعد أن أصبح لهم كلمة في البلد جاؤوا اليكم وطلبوا الحوار، فماذا قدمتم في اليمن غير شراء الذمم وتغيير المذاهب ودعم الجماعات التكفيرية».
واشار الى ان «أنصار الله» إلى ما قبل سنوات قليلة لم يكن لهم أي اتصال مع إيران بل مع دول عربية منها قطر، واليوم اليمنيون هم من يقرر كيف يتعاطون مع هذه الحرب، وأنتم تدفعون اليوم كل الشعب اليمني إلى حضن إيران، واستعادة اليمن لا تكون بشن الحرب عليها بل بالحوار مع اليمن والتعاطي العاقل مع اليمنيين».
ورأى ان «السبب الحقيقي للحرب هو أن السعودية فشلت في اليمن وشعرت بأنه أصبح ملك شعبه»، وقال إن الهدف هو استعادة السيطرة والهيمنة على اليمن «واليوم المطلوب من أجل أن يستيعد أمراء آل سعود الهيمنة أن يقتل ضباط وجنود من الجيش اليمني ومن جيوش أخرى»، داعياً الى «وقف هذا العدوان من الآن، والى استعادة مبادرات الحل السياسي وهو أمر ممكن، وبعد ذلك يمكن ترتيب الأوضاع»، ودعا شعوب الدول التي تشارك حكوماتها في العدوان «إلى مراجعة ضمائرهم ودينهم».
وقال ان الجيش السعودي لا يريد أن يقاتل «بل يريد أن يأتي بالباكستانيين والمصريين والأردنيين، وهنا مسؤولية الشعوب لأن هزيمة النظام السعودي محسومة».
وأشار الى انه متفاجئ بموقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الداعم لشن حرب ضد شعب اليمن، وتوجه الى عباس بالقول: «فلتذهب الى بيتك بعدما دعمت عدواناً على الشعب اليمني».
هل تفتح الزبداني أبواب معركة القلمون مجدداً؟
طارق العبد
مع ذوبان الثلوج، وبداية الربيع، تشير كل المعطيات إلى معارك جديدة في جرود القلمون، وخطوطه التي لا تزال تحت سيطرة المسلحين، خاصة تلك المتصلة بالحدود اللبنانية.
وأكدت مصادر ميدانية لـ «السفير» اندلاع اشتباكات في الزبداني والجرود المحيطة بها، وصلت أصداؤها إلى البقاع اللبناني، وذلك بعد أن أحكم الجيش السوري سيطرته على منطقة ضهر البيدر غرب البلدة، واستعاد نقاط، بينها تلة شير الجوبة، قرب قرية كفير يابوس قرب الحدود اللبنانية (10 كيلومترات).
وأشارت «تنسيقيات» المعارضة إلى استمرار الاشتباكات في نقاط في الجبل الشرقي المحاذي للزبداني، أبرزها حاجز «ضهور بدرية» ونقطة «علام القصير» وسط قصف مدفعي طال الزبداني التي يتحصن فيها مسلحون.
ولعل اللافت في معارك الزبداني أنها تأتي بالتزامن مع مواجهات في السلسلة الجبلية نفسها، وتحديداً في فليطة، أسفرت بالأمس عن مقتل القيادي في «جبهة النصرة» أبو عزام الليبي، إثر هجوم أطلقته الجبهة في محاولة لإحداث اختراق يقود إلى جرود عرسال مجدداً.
ولعل الأيام والأسابيع المقبلة ستحمل المزيد من التطورات بالنسبة إلى جرود القلمون، ذلك أن نقاط تمركز «النصرة» و «الجيش الحر» في فليطة والزبداني ما زالت تشكل محطات لشن هجمات بشكل حرب استنزاف باتجاه مواقع الجيش السوري أو اللبناني و «حزب الله».
ويبدو الوضع في الزبداني والشريط المحاذي للحدود مع البقاع الأوسط أكثر سهولة، فالمناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين محاصرة من قبل الجيش السوري، بالإضافة إلى وجود معسكرات تتبع لـ «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» والجيش اللبناني على الجهة المقابلة. وتعتبر البلدة والتلال المحيطة بها مساحة حركتهم الوحيدة، وخسارتهم لها يعني تحييد المنطقة، ومن بعدها وادي بردى، عن أي معركة مستقبلية في القلمون.
كما كان لافتاً قبل أيام إعلان النقيب المنشق فراس بيطار تشكيل «جيش تحرير الشام» بهدف «تحرير البلاد» بحسب البيان الذي تناقلته صفحات المعارضة، مشدداً على «منع الاقتتال الداخلي والابتعاد عن السلطة»، وهو التشكيل الذي اعتبره بعض نشطاء المعارضة خطوة في مسار الاستعداد لجولة جديدة من المواجهات في القلمون لن تكون سهلة، على اعتبار أنها تأتي في إطار فتح خطوط إمداد نحو قرى في الجهة السورية، ذلك أن استعادة أية من البلدات أو المناطق القلمونية من يبرود إلى رأس المعرة أو رنكوس، وحتى فك الطوق عن الزبداني، باتا أكثر صعوبة مع التعزيزات العسكرية التي تحصن هذه المناطق من جهة، وتجعل أي محاولة لاقتحامها أو السيطرة عليها بمثابة انتحار.
وفي إدلب، استمرت الاشتباكات لليوم الرابع على التوالي، من دون إحداث اختراق كبير في قلب المدينة أو عبر الطرق المؤدية لها، لا سيما طريق إدلب ـ كفريا ـ الفوعة وطريق آخر يربط المدينة بأريحا ثم اللاذقية.
وعلى الرغم من بث ناشطي المعارضة عشرات المقاطع المصورة التي تظهر انتشار المسلحين على مداخل المدينة، لا سيما الحي الغربي وطريق باب الهوى، إلا أن مصدراً ميدانياً معارضاً أقر بخسائر بشرية فادحة في صفوف «جيش الفتح»، التابع لـ «جبهة النصرة»، بالإضافة إلى ان الطيران الحربي يجعل قدرتهم على الاحتفاظ بمواقعهم في غاية الصعوبة، وهو ما حدث في منطقة المشتل غرب المدينة، وكذلك في دوار المحراب والمساكن القريبة من منطقة المطاحن.
وواصل المسلحون استهداف قلب المدينة بعشرات القذائف، وسط أوضاع صعبة يعيشها المدنيون اثر انقطاع الاتصالات والتيار الكهربائي.
جبهة النصرة تسيطر على معظم احياء ادلب
بيروت – (أ ف ب) – ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا سيطر على معظم احياء مدينة ادلب شمال غرب سوريا مع تراجع قوات النظام بسبب قتال شوارع عنيف.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان “جبهة النصرة مدعومة من احرار الشام وعدة فصائل اسلامية سيطرت على معظم احياء ادلب باستثناء المباني الحكومية والامنية”.
واضاف انه منذ دخول هؤلاء المسلحين المدينة مساء الخميس “تتراجع قوات النظام وهي حاليا في ثكناتها”.
وتحدث عبد الرحمن عن “معارك شوارع عنيفة من الليل حتى صباح اليوم”.
سوريا: المعارضة تسيطر على قاعدة عسكرية للنظام
«حزب الله» والجيش يستهدفان مدينة الزبداني
عواصم ـ «القدس العربي» ووكالات: ذكرت مصادر سورية لـ»القدس العربي» أن مجموعات من المعارضة السورية المسلحة تمكنت من دخول مدينة إدلب في شمال غرب سوريا أمس واقتحمت قاعدة «مصنع القرميد» العسكرية الكبيرة. وأكدت المصادر أن ذلك يعني استكمال حصار المعارضة السورية لمدينة حلب السورية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «جبهة النصرة» وكتائب إسلامية «تشتبك بعنف مع القوات النظامية في مناطق عدة داخل المدينة»، وأن المدينة باتت شبه مطوّقة.
وذكر تلفزيون «المنار» التابع لجماعة حزب الله اللبنانية أن الجيش السوري مدعوماً بمقاتلين من حزب الله استخدم المدفعية الثقيلة للاقتراب من مدينة الزبداني قرب الحدود اللبنانية أمس الجمعة. وقالت المحطة إن العملية التي صاحبها قصف جوي سوري تهدف الى إعادة السيطرة على المنطقة.
من جهة أخرى قال هيثم المالح رئيس اللجنة القانونية للائتلاف السوري المعارض، أمس الجمعة، إن الائتلاف لن يحضر قمة «شرم الشيخ» التي تنطلق اليوم السبت على مدى يومين، أو حتى يلقي كلمة فيها، وذلك بسبب عدم توجيه دعوة إليه للمشاركة فيها.
وأوضح المالح الموجود حالياً في القاهرة، أن الائتلاف أرسل لكل من الخارجية المصرية والأمانة العامة للجامعة العربية منذ 10 أيام مذكرة تتضمن تسمية وفد الائتلاف المشارك في قمة شرم الشيخ، إلا أن أياً من الجهتين لم ترد على المذكرة.
وأشار إلى أن حضور الائتلاف لاجتماعات الجامعة العربية هو «حق قانوني بحسب مقررات قمتي الدوحة والكويت 2013 و2014، وعدم توجيه الدعوة له لحضور قمة شرم الشيخ غير صحيح وغير قانوني ويتعارض مع مقررات الجامعة ويصب في مصلحة بشار الأسد».
الى ذلك قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس الجمعة، إن برنامج تدريب قوات المعارضة السورية الذي تقوده الولايات المتحدة لإعداد مقاتلين لمحاربة متشددي تنظيم الدولة الإسلامية يتعرض لتأخير من الجانب الأمريكي.
وقال وزير الخارجية التركي «بسبب البعد (الجغرافي) للولايات المتحدة هناك تأخير طفيف. لكن كل شيء على ما يرام سواء سياسيا أو فنيا.»
وقال في مقابلة مع قناة (إن.تي.في) التلفزيونية إنه لا يوجد «تأخير» من الجانب التركي.
جاء ذلك فيما رحب الرئيس السوري بشار الأسد بأي توسع للوجود العسكري الروسي في المرافئ السورية، معتبرا أن من شأنه ان يعزز استقرار المنطقة، وذلك في لقاء مع عدد من وسائل الاعلام الروسية بثته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أمس الجمعة.
وقال الأسد إن «الوجود الروسي في أماكن مختلفة من العالم بما فيها شرق المتوسط ومرفأ طرطوس السوري (غرب) ضروري جدا لخلق نوع من التوازن الذي فقده العالم بعد تفكك الاتحاد السوفييتي».
وأضاف «بالنسبة لنا كلما تعزز هذا الوجود في منطقتنا كان أفضل بالنسبة للاستقرار في هذه المنطقة، لأن الدور الروسي دور مهم لاستقرار العالم».
وتابع الأسد «إننا بكل تأكيد نرحب بأي توسع للوجود الروسي في شرق المتوسط وتحديدا على الشواطىء وفي المرافىء السورية لنفس الهدف الذي ذكرته».
واوضح «لكن هذا الشيء طبعا يعتمد على الخطة الروسية.. خطة القيادة الروسية السياسية والعسكرية لنشر القوات في المناطق المختلفة وفي البحار المختلفة وخطة التوسع بالنسبة لهذه القوات».
مهمة صعبة للرياض في اليمن… ويجب أن لا تنسى الجبهة الداخلية وخطر تنظيم الدولة الإسلامية… القيادة السعودية الجديدة تنخرط أكثر في قضايا المنطقة
هل نهب الحوثيون ملفات القوات الأمريكية في قاعدة «العند» وأرسلوها إلى إيران؟
إعداد إبراهيم درويش:
لندن ـ «القدس العربي»: يرى ريتشارد هاس، مدير مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية أن مجريات اليمن تجعل من مقارنته أحداث العالم العربي بما شهدته أوروبا في القرن السابع عشر من حروب أهلية صحيحة. ففي مقال كتبه العام الماضي قال إن المنطقة العربية تشهد سلسلة من الحروب العنيفة والنزاعات السياسية والدينية في داخل حدودها وخارجها والتي قد تستمر لعقود طويلة وهو ما يذكر بحرب الـ30 عاما في أوروبا.
والحالة اليمنية كما يقول في مقال حديث نشرته صحيفة «فايننشال تايمز» تؤكد فرضيته فهذا البلد المتميز بالفقر والإنقسامات الداخلية – القبلية والدينية والسياسية والجغرافية يعيش اليوم حربا أهلية أطرافها ثلاثة وهي: ما تبقى من نظام عبد ربه منصور هادي وجماعة القاعدة الإرهابية والحوثيون.
وكما في كل الحروب الأهلية هناك لاعبون خارجيون يؤثرون على مسارها. فمن ناحية أقامت الاستخبارات الأمريكية علاقات عمل مع القوى الأمنية التابعة للحكومة لشن هجمات ضد تنظيم القاعدة بواسطة الطائرات بدون طيار. ولكن السياسة انهارت عندما تدهول الوضع الأمني بشكل كبير.
ومن جانب آخر هناك اتهامات لإيران بتقديم الدعم للحوثيين على شكل أسلحة وتدريب وتمويل وهو ما أسهم في صعود العامل الحوثي في اليمن. والآن دخلت السعودية على معادلة اليمن، حيث تقوم مع عدد من الدول منها الإمارات العربية والبحرين والمغرب والأردن والتي تداعت لتقديم الدعم للحكومة الشرعية.
ويرى هاس إن «هذا التدخل العسكري الذي تقوده السعودية سيكون بالتأكيد حالة كلاسيكية عن عمل قليل ومتأخر حيث لن تؤدي الغارات الجوية وحدها إلى استرجاع الأراضي الواقعة الآن تحت سيطرة الحوثيين أو القاعدة.
ولكن التحرك العسكري يعكس كما يقول اعترافا من السعودية ودول الإقليم أن دولة فاشلة في اليمن أو حكومة تسيطر عليها جماعة متحالفة مع إيران ستكون تهديدا مباشرا لمصالح السعودية والدول السنية.
وبالتأكيد سيقوي وجودها الرواية الإيرانية عن الزحف الإيراني في الدول السنية. كل هذا يعني أن اليمن أصبح آخر نقطة للصراع الإقليمي بين السعودية وإيران وبالضرورة الصراع السني – الشيعي.
ويشير الكاتب إلى ميدان آخر للصراع السعودي – الإيراني وهو البحرين حيث قامت السعودية قبل 4 أعوام بحشد ألفي جندي وقمعت الانتفاضة في العاصمة المنامة. ولكن لا مقارنة بين الحالة البحرينية واليمنية، لا من ناحية الحجم أو الموقع. كما أن الحكومة في البحرين لم تفقد السيطرة على الوضع كما في الحالة اليمنية. وظل الأمر مقتصرا فيها على الاحتجاج لا الحرب الأهلية التي يعيشها اليمن.
ولهذا يقول الكاتب إن المهمة السعودية في اليمن ستكون أضخم، فإعادة الأمن والإستقرار إلى البلاد تحتاج مئات الآلاف من الجنود ولن يكون كافيا لتحقيق الأمن.
وهناك قيود أخرى على العملية السعودية في اليمن. فليس لدى السعودية قوات برية قادرة على خوض معارك.
ويعني توغل السعوديين في اليمن تورطهم في مناطق لا يعرفون تضاريسها كما يعرفها الحوثيون. كما ويجب على الرياض التفكير مليا قبل شن غزو بري، وعدم نسيان الجبهة الداخلية، فالمسألة مسألة وقت قبل أن يبدأ تنظيم الدولة في تنفيذ هجمات في داخل الأراضي السعودية. وعليها أن لا تنسى الجبهة السورية حيث تلقى حكومة الأقلية العلوية التي يتزعمها بشار الأسد دعما من تحالف إيراني – روسي. وهناك العراق الذي تقوم فيه قوات الحكومة مدعومة بقوات الحشد الشعبي وهي الميليشيات الشيعية بمحاولة استعادة مدينة تكريت من تنظيم الدولة.
ويقول إن الولايات المتحدة لم تقدم الغطاء الجوي عندما قادت إيران والميليشيات الشيعية الحملة في قلب مدينة سنية. فالسنة ومعهم الأكراد لن يقبلوا بلدا تهيمن عليه إيران. كل هذا يؤكد رأي الكاتب عن حرب الـ30 عاما التي شهدتها أوروبا في القرن السابع عشر، حيث كانت الحروب تنتهي بطريقة أو بأخرى. فقد كان يقوم طرف بفرض النظام أو يتوصل طرفان لتسوية أو تتفق عدة أطراف على حل بسبب الإجهاد. وفي الوقت الحالي لا توجد سيناريوهات كهذه للشرق الأوسط. فالمشهد الحالي خاصة في اليمن مرشح للتوسع.
لم تكن لتتسامح
وجاء فيه تقرير لمجلة «إيكونوميست « في عددها الأخير أن السعودية لم تكن لتتسامح كثيرا مع تقدم الحوثيين. وأشارت للضربات الجوية التي استهدفت مواقع للجيش وللرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي ينظر إليه باعتباره طرفا مهما في الأزمة.
وتقدم المجلة عرضا لتطورات الأحداث منذ بروز الحوثيين في عام 2013 وخروجهم من معقلهم في الشمال حتى سيطرتهم على العاصمة صنعاء وفرار هادي الشهر الماضي إلى عدن ومنها إلى السعودية طالبا الدعم العسكري من المملكة.
وتعلق «إيكونوميست» قائلة «لقد استجابت السعودية لدعوته. ولكن من خلال قيادتها الحملة العسكرية لإعادة هادي إلى السلطة فقد تقوم بدفع اليمن إلى الإنهيار الذي تم التكهن به قبل وقت طويل وجره إلى ما وصفه جمال بن عمر، المبعوث الدولي الخاص إلى اليمن والذي تحدث عن «سيناريو العراق – ليبيا – سوريا».
وتقول المجلة إن التدخل السعودي سيؤدي إلى زيادة الحرب الطائفية في اليمن – حيث لم يكن التفريق بين السنة والشيعة يعني الكثير.
وتضيف أن الغارات الجوية كشفت وبوضوح عن الانقسامات التي أحدثها صعود الحوثيين. ففي الجنوب ووسط اليمن يرحب اليمنيون بالغارات التي تقودها السعودية ويأملون بوقفها تقدم الحوثيين الذين اقتربوا من مدينة مأرب النفطية وميناء عدن.
وترى أن الجماعات المعادية للحوثيين لا يهمها إن كان هادي، الرجل الذي تنازل عن العاصمة بدون قتال، يملك شرعية أم لا. فكل ما يريدونه هو تركيع الحوثيين ووقف توسعهم. وفي الشمال هناك حالة غضب من التدخل السعودي حتى من أشد الناقدين للحوثيين. وتنقل عن أحد أبناء القبائل السنية قوله إن «السعوديين يخربون بلادنا». وهناك الكثير من اليمنيين ممن يعتقدون أن السعودية ستفرح لو حولت بلدهم إلى أنقاض.
وبالنسبة للحوثيين فالغارات السعودية تعتبر «خبطة» علاقات عامة خاصة أنهم طالما ما اتهموا هادي بالعمل لصالح دول أجنبية ويتهمونه بأنه «دمية».
وترى أن شعبية هادي التي بناها منذ غادر صنعاء قامت لأنه عارض الحوثيين. وكان يعمل على بناء قوة من أبناء القبائل مكونة من 20.000 مقاتل ولكنه عندما ترك البلاد «خرجت الحكومة الشرعية للبلاد معه».
وتحذر المجلة بالقول إن الحملة السعودية لن تكون سهلة. فقد تطورت حركة الحوثيين عبر سنوات من الحروب مع صالح والسعوديين. كما أن تحالفهم مع الموالين لصالح يجعل من مهمة السعوديين صعبة. وتذكر بالآثار السلبية التي نجمت عن آخر حرب خاضتها السعودية مع الحوثيين عام 2009 عندما كانت تدعم الرئيس السابق حيث احتل مقاتلو الحوثي بلدات ومدنا سعودية.
ويهدد الحوثيون مرة أخرى بنقل الحرب إلى داخل السعودية وبحسب ناشط حوثي في صنعاء «ستكون مثل الحرب السادسة في صعدة عندما خسر السعوديون أراضيهم».
سخونة
ويظل التدخل السعودي في اليمن مدعاة للخوف من توسع الحرب حيث وصفته «فايننشال تايمز» بأنه زاد الحرب الباردة بين البلدين «سخونة» ونقلت عن سير جون جون جينكز، السفير البريطاني السابق في الرياض والمدير التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية والشرق الأوسط قوله «أرى طريقا نحو التصعيد خاصة أن المسار السياسي ليس واضحا»، وأضاف «لا نعرف إلى أين سينتهي هذا».
وترى الصحيفة أن التوتر في اليمن والعمليات السعودية هناك ستعقد عملية مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. فمن جهة تدعم إيران الميليشيات الشيعية التي تقاتل التنيظم. فيما تشارك السعودية التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة. ولكن الرياض عبرت عن تحفظاتها تجاه الدور الإيراني الواضح في العراق. وستتأثر حرب القاعدة أيضا فبحسب ناتاشا اندرهيل، الخبيرة في مجال الإرهاب في جامعة نوتنغهام ترينت ببريطانيا «عند هذه النقطة فأي نزاع يهدد بجلب قوى إقليمية سيكون مدمرا لمنطقة غير مستقرة بالأساس».
ووسط حالة عدم الإستقرار تقوم حسابات السعودية على عدم التدخل الإيراني في اليمن مما سيدفع الحوثيين إلى طاولة المفاوضات. وتنقل الصحيفة عن عبدالخالق عبدالله المحلل الإماراتي قوله «حاولت دول الخليج ممارسة الضغوط المالية والسياسية والآن الغارات الجوية وهناك تهديدات بالغزو البري».
وأضاف «هناك تهديدات بالتصادم مع إيران لكنني لا أعتقد أن هناك الكثير لتكسبه إيران في اليمن. فهو بعيد وليس أولوية إيرانية ولا يريدون حرف النظر على التهدد الحقيقي الممثل بتنظيم الدولة في العراق وسوريا».
وتقول صحيفة «الغارديان» إن الإيرانيين فوجئوا بالتحرك السعودي. فقد ظلت طهران ترى في التمرد الحوثي نزاعا قليل الكلفة يؤثر على السعودية ويضع ضعوطا عليها. ولكن اليمن سيدخل ضمن الدول العربية التي تعيش مدار الصراع بين الدولتين.
الكل يحارب الكل
وفي هذا السياق ترى صحيفة «التايمز» في افتتاحيتها أن النزاع في اليمن يتشكل ليصبح حربا بالوكالة بين اليمن من جهة والسعودية.
وتشير إلى مقولة الفيلسوف الإنكليزي توماس هوبز الشهيرة «ظروف الإنسان مشروطة بحرب الجميع ضد الجميع» وتراها صالحة لوصف الأوضاع في اليمن.
وترى إيران أن الحوثيين في اليمن هم الحلقة الرابعة لما تسميه «محور المقاومة» إلى جانب حزب الله في لبنان وسوريا الواقعة تحت حكم الأسد والعراق الذي يحكمه الشيعة. ورغم كون الحوثيين زيديين إلا أنهم يتلقون السلاح من حزب الله وتبنوا شعاره «الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل».
وكان أول عمل فعلته الجماعة الحوثية هذا الإسبوع هو السيطرة على قاعدة كانت حتى وقت قريب قاعدة جوية لعمليات مكافحة الإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة. وتم تسريب الملفات الخاصة بالأمريكيين والتي نهبت من قاعدة العند لإيران. ومع خروج الأمريكيين من اليمن فلم يعد لدى القوى الخارجية التأثير هناك.
والأمر بيد الدول العربية لتعيد الرئيس الشرعي هادي. ويجب أن تكون الأولوية هي منع تحول البلاد إلى منطقة خارجة عن القانون وملجأ للإرهابيين من كل أنحاء العالم. ومهما كانت نتيجة الصراع وما ستؤول إليه الأمور في الأسابيع المقبلة. فعلى الوكالات الاستخباراتية أن لا تنسى خطورة تنظيم القاعدة الذي سيحاول استغلال الأزمة كما تقول.
جيل جديد
وبعيدا عن المخاوف من الحملة فالتحرك السعودي يعبر، كما يقول نواف عبيد الأستاذ الزائر والمحاضر في مركز بلفر للعلوم والعلاقات الدولية في جامعة هارفارد، عن التغيرات التي شهدتها المملكة العربية السعودية عن تحول كبير في سياسة المملكة الخارجية وستكون له تداعيات جيوسياسية.
وباتت الرياض تعتمد على كادر شاب وديناميكي من العائلة المالكة والتكنوقراط لتطوير عقيدة جديدة للسياسة الخارجية تتعامل مع النزاعات الطويلة في المنطقة. وتقوم هذه العقيدة على شرعية الملكية السعودية ومركزية البلاد في العالم الإسلامي باعتبارها راعية للمسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة وهو ما يمكنها من التعالي عن خلافات الماضي وتبدأ بجسر الهوة التي تقسم الدول العربية والإسلامية ذات الغالبية السنية.
ويشير الكاتب إلى تخلي أمريكا في عهد إدارة أوباما عن مسؤولياتها التاريخية في المنطقة وبالتالي عن هيبتها في الشرق الأوسط كان لا بد للسعوديين من التصرف بحزم أكبر.
وبناء على مسؤولية قائمة على قاعدة المملكة الدينية المحافظة وإرثها العربي القبلي الفريد. وقرنت المملكة هذا بـ150 مليار دولار من النفقات العسكرية لتطوير الإمكانيات لمواجهة العدو في جبهتين في آن واحد دون الحاجة للاعتماد على المساعدات الأجنبية في حماية البلاد. ويرى الكاتب أن العقيدة الجديدة تعيد السعودية إلى حقبتي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي عندما انخرط السعوديون في حل مشاكل المنطقة وعملوا على وقف الحرب الأهلية في لبنان فبعد 15 عاما من الحرب تم التوصل إلى اتفاق الطائف عام 1989. ويتوقع أن تدفع السعودية لاتفاقات شاملة كحلول للفوضى التي تعم سوريا وبؤر الصراع الأخرى في المنطقة.
ويرى الكاتب أن الملفات التي تواجه القيادة السعودية نابعة من إيران وسياساتها التوسعية في اليمن وسوريا والعراق ولبنان.
ويعرف السعوديون وحلفاؤهم السنة أنه لا يمكن منع طموحات إيران التوسعية إلا بوجود كتلة موحدة من الدول التي تفكر بنفس الأسلوب ولذلك بدأ السعوديون في التواصل مع الدول السنية الرئيسية ومنها تركيا ومصر وباكستان لبدء عملية المصالحة المعقدة.
ورغم صعوبة الملفات إلا أن الكاتب يتحدث عن بوادر عهد جديد في الشرق الأوسط فإيران بالرغم من التصريحات القوية لقادتها إلا أنها تعاني من ضغط العقوبات الأممية وهبوط أسعار النفط والتي قد تؤثر على استقرار الدولة الإيرانية.
التدخل العسكري في اليمن يخيّم على قمة شرم الشيخ
فرض التدخل العسكري الذي تقوده السعودية وتشارك فيه نحو عشر دول عربية نفسه على جدول اعمال القمة العربية المنعقدة في شرم الشيخ، وكذلك اللقاءات والمناقشات التي تجري في كواليسها.
وبالرغم من ان اغلبية الدول العربية ستعلن دعمها للتدخل العسكري، أصرت دول مثل العراق على ان تسجل في البيان الختامي الذي سيصدر عن القمة «رفضا صريحا» لهذا التطور الذي وصفه وزير خارجيتها بـ «الخطير»، فيما يتوقع ان تتحفظ دول أخرى مثل الجزائر ولبنان، كما سجلت دول بعض ملاحظات اثناء الجلسة المغلقة التي خصصها وزراء الخارجية لهذه القضية أمس الأول الخميس، قد لا تظهر في البيان، ومنها سلطنة عمان التي اكدت موقفها المبدئي الذي يفضل الحوار كوسيلة لحل النزاع.
ويدعم كثيرون التدخل باعتبار أنه أنهى مرحلة من الجمود، بل والشلل في العمل العربي، وينقله الى مستوى جديد من الفعل، وذهب البعض الى اعتبار أنه أعاد نوعا من التوازن للخريطة الاستراتيجية مع ايران. الا ان البعض أكد أن القصف الجوي لا يمكن أن يحسم الوضع العسكري او يحل الأزمة السياسية في اليمن، بل انه سيؤدي الى اطالة امد الحرب الاهلية، وتوسيع الدمار والمعاناة، الى جانب فتح المجال أمام تصعيد اقليمي من جانب إيران التي لا تفتقد القدرة على الرد.
وثارت تكهنات عديدة بالنسبة لحقيقة المشاركة المصرية في التدخل العسكري، اذ جاء الاعلان عنه عبر بيان سعودي وليس مصريا صدر بعد ساعات قليلة من وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي الى شرم الشيخ قادما مباشرة من اديس ابابا مساء الاربعاء، ما يعني انه لم تجر مشاورته في الأمر، ناهيك عن أن يكون الجيش المصري قد تمكن من دخول المعركة. وبدا واضحا من صياغة البيان الرئاسي الذي صدر بعد ظهر أمس الأول الخميس أنه كتب بصيغة المضطر، أو أنه يبدي لوما خفيا للسعودية على عدم استشارة مصر مسبقا. ووجه عبد الملك الحوثي رسالة اقرب الى العتاب لم تخل من تحذير الى القاهرة على مشاركتها. وباستثناء اربع سفن حربية عبرت قناة السويس في طريقها الى باب المندب لا يتوفر اي دليل على مشاركة مصرية في القصف الجوي.
ويجدر هنا ان نسأل: مع حتمية الحرب البرية للحسم العسكري، هل يوجد استعداد لدى دول التحالف العربي وخاصة السعودية ومصر للدخول في «حرب عصابات» مع ميليشيات تعرف جيدا أرض المعركة؟ وهل سيتمكن الرئيس عبد الفتاح السيسي من استصدار هكذا قرار من مجلس الدفاع الوطني، وهو الجهة الوحيدة المؤهلة حسب الدستورلاتخاذ قرار الحرب، خاصة ان الجيش المصري تكبّد خسائر فادحة لدى تدخله في اليمن العام 1962؟
الواقع أن ثمة تسريبات بدأت تشير بالفعل الى ان التدخل المصري سيقتصر على ارسال سفن بحرية لتأمين باب المندب، وهو أمر حيوي ومشروع لحماية الامن القومي المصري، وحرية التجارة الدولية. وبكلمات اخرى فإن المسارعة السعودية الى اعلان مشاركة مصر في التدخل العسكري كانت خطوة سياسية واعلامية استهدفت منحه عمقا عربيا وغطاء معنويا مهما، الا أن ثمة قيودا في النهاية ستحدد المدى الذي سيذهب اليه الجميع، ما يتطلب خلق قناة موازية للعمل الدبلوماسي، باعتبار ان التدخل العسكري، كما دائما، ل ايمكن الا ان يكون وسيلة للوصول الى حل سياسي عبر مفاوضات مباشرة بين الاطراف المعنية.
وإذا كانت «معاهدة الدفاع العربي المشترك» التي قال الأمين العام للجامعة العربية ان التحالف يستند اليها، ما زالت على قيد الحياة، فأين كانت طوال سبعين عاما من عمر الجامعة العربية، ولماذا لم يتم تفعيلها لإنقاذ ما تبقى من فلسطين، او حماية أرواح مليون عراقي، الى آخره من تاريخ الخذلان العربي الطويل. الواقع ان محاولة الجامعة العربية «تجيير» التدخل العسكري في اليمن لمصلحتها لتعبرعن تهافت لا يليق بها، وهي محاولة مصطنعة لانقاذ ماء وجهها. اذ ان التحالف نشأ استثنائيا للقيام بمهمة محددة، في بلد محدد، ولا علاقة له بالقوة العربية المشتركة التي ينص عليها البيان الوزاري. وإذا كان التدخل ثمرة لجهود الجامعة حقا، فهل يعني هذا أن دماء اليمنيين أغلى عليها من الدماء التي تراق في أكثر من بلد عربي؟
واخيرا فإن التدخل العسكري يجعل خريطة التحالفات والتوازنات الاقليمية أشبه برمال متحركة، ما يجعل من المبكر اقامة الاحتفالات هنا او هناك، فيما يدخل الشرق الاوسط نفقا جديدا يبدو بلا نهاية واضحة.
سورية: انتصارات المعارضة تحاصر النظام
عبسي سميسم وألكسندر أيوب
شهدت الأيام الماضية تعزيز المعارضة السورية من تحركاتها الميدانية على أربع جبهات أساسية في إدلب، بصرى الشام، داريا وأخيراً القلمون، محققة تقدماً ميدانياً بشكل متلاحق ضد النظام السوري والمليشيات الأجنبية التي تقاتل إلى جانبه، في تطورات لا تبدو بعيدة عن التغييرات التي يشهدها الوضع الإقليمي والذي من المرجح أن لا يكون المشهد السوري بعيداً عن تداعياته.
استراتيجية معركة إدلب
قبل أيام أعلنت مجموعة من الفصائل العسكرية المعارضة في ريف إدلب، في مقدمتها جبهة النصرة وأحرار الشام، عن تشكيل “جيش الفتح”، بغرفة عمليات مشتركة وجيش قوامه 7 آلاف مقاتل هدفه تحرير مدينة إدلب. ومنذ انطلاق المعركة، تواصل فصائل المعارضة في المحافظة تقدمها باتجاه قلب مدينة إدلب، فيما لا يزال الحدث الأبرز سيطرة الفصائل على فرع المخابرات الجوية جنوب شرق المدينة يوم الجمعة، بالإضافة إلى سيطرتها على كل من حاجز بنش، المتمركز على مدخل إدلب الشرقي من طرف طريق إدلب حلب القديم، وحاجز صباح قطيع الذي يقع على مدخل إدلب الشمالي، على الطريق الوحيد الذي يصل بلدتي الفوعة وكفريا بمدينة إدلب. ومكنت السيطرة على هذين الحاجزين فصائل المعارضة من إطباق حصارها على بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين وفصلهما عن مدينة إدلب، الأمر الذي يسهل اقتحامهما والسيطرة عليهما من قبل فصائل المعارضة.
وأكد الناشط مراد الإدلبي، لـ”العربي الجديد”، أن المعارضة تمكنت من السيطرة على حاجز “صباح قطيع” الذي يقع في مدخل مدينة إدلب الشمالي، ويحمي الطريق الواصل بين مدينة إدلب وبلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام شمال المدينة، واللتين أصبحتا الآن تحت حصار كامل من قبل المعارضة. وكانت قوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها قد حولت البلدتين إلى ثكنتين عسكريتين ضخمتين.
وأوضح الإدلبي أن المعارضة سيطرت أيضاً على حاجز “بنّش” والذي كان يعتبر أكبر حواجز النظام في مدخل مدينة إدلب الشمالي الشرقي ليفصل بين مناطق سيطرة المعارضة في ريف إدلب وبين مناطق سيطرة النظام في مدينة إدلب خلال العامين الماضيين. وجاءت سيطرة المعارضة على هذا الحاجز لتفتح الطريق لتقدمها نحو الأحياء الشمالية والشرقية داخل مدينة إدلب.
في سياق متصل، واصلت المعارضة تقدمها على جبهات القتال في أحياء مدينة إدلب الشرقية، إذ مشطت المنطقة الصناعية وتمكنت من السيطرة على ثكنة الكازية العسكرية وعلى منطقة المساكن المواجهة مباشرة لدوار “المحراب” لتصبح قوات النظام المتمركزة في الدوار في مرمى نيرانها.
ورد النظام على تقدم المعارضة باستهداف معظم البلدات والمدن المحيطة بمدينة إدلب، وبشكل خاص مدن بنش وسرمين وتفتناز، وبعض بلدات جبل الزاوية التي تتواجد فيها مقرات لفصائل المعارضة المشاركة في المعركة. وألقى النظام براميل محملة بالكلور على كل من بنش وسرمين وقميناس، ولأكثر من مرة، تسببت بإصابة العشرات بحالات اختناق.
ويشير التقدم السريع الذي أحرزته فصائل المعارضة المسلحة في محافظة إدلب منذ اليوم الأول لإعلان معركة السيطرة على المدينة، إلى أن هناك تحضيرات منها حشد كبير لقوى المعارضة قد سبق إعلان المعركة، يختلف كلياً عن كل المحاولات السابقة. كما يعكس رد فعل النظام على هذا الهجوم إدراكه بأنه حيال هجوم لا طاقة له على صده سوى باستخدام سلاح الجو والأسلحة المحرمة دولياً على مواقع المعارضة وحواضنها الشعبية. وفي الوقت نفسه يبدو أن الانسحاب من المدينة يقع ضمن حسابات النظام الذي بدأ فعلياً بنقل الكثير من مؤسسات المحافظة إلى مدينة جسر الشغور.
ويبدو أن فصائل المعارضة التي أطبقت حصارها على المدينة بعد أن كسرت معظم خطوط دفاع النظام الأمامية بزمن قياسي، قادرة على التقدم نحو المدينة، إلا أن هناك لها حسابات، منها ما يتعلق برهانها على تسليم المدينة بأقل قدر من الخسائر ومنها ما يتعلق برهانها على حصول انشقاقات داخل صفوف النظام تكسبها المزيد من العتاد. كما تعتمد المعارضة على استراتيجية في اقتحامها تقوم على الحفاظ على المدنيين وتجنب وقوع ضحايا منهم.
وفي السياق، أكد مصدر عسكري مسؤول في جبهة النصرة، فضل عدم الإفصاح عن اسمه، لـ”العربي الجديد” أن مجموع المقاتلين المشاركين في القتال بقيادة غرفة عمليات “جيش الفتح” التي تقود المعارك في إدلب يبلغ نحو سبعة آلاف مقاتل بينهم نحو ثلاثة آلاف مقاتل من جبهة النصرة وحدها، مبيناً أن “جيش الفتح” قادر متى شاء على الدخول إلى مدينة إدلب وأن تأخره في دخولها إنما بسبب خوفه على المدنيين داخل المدينة. وأضاف “لذلك فهو يتبع استراتيجية تقلل قدر الإمكان إلحاق الضرر بالمدنيين، وهذه الاستراتيجية تقوم على حصار قوات النظام من جميع الجهات وترك ثغرة لهم للهرب باتجاه جسر الشغور، أو الانشقاق عن قوات النظام، وذلك لأن الحصار من جميع الجهات يجعلهم أكثر شراسة ويطيل أمد المعركة وبالوقت نفسه يعرض المدنيين لعمليات انتقامية”.
وأوضح المصدر أنه في حال لم تنجح هذه الطريقة فستلجأ قوات جيش الفتح إلى من سماهم “الانغماسيين والاستشهاديين”، مضيفاً “لدينا نحو 500 انغماسي ستكون مهمتهم فتح ثغرات داخل صفوف قوات النظام والشبيحة، ضمن ما يشبه حرب الشوارع، بحيث نستطيع الدخول بسلاحنا الثقيل من دون الحاجة للرمي عن بعد وإصابة أهداف مدنية، أما الاستشهاديون فلدينا نحو مئة عنصر منهم نفذ خمسة فقط منهم عمليات حتى الآن”. ولفت إلى أن هذه العمليات “ستبتعد عن استخدام المفخخات وستقتصر على الأحزمة الناسفة لتقليل الأضرار المادية قدر المستطاع، وتوجيهها باتجاه العناصر المعادية فقط”.
وبيّن المصدر العسكري أن “جيش الفتح” يمتلك أسلحة ثقيلة بكل أنواعها من دبابات ومدافع جهنم المحلية الصنع، وصواريخ غراد، بالإضافة مدافع الهاون التي أشار إلى أنهم يمتلكون 70 ألفاً من قذائفها.
جبهات مفتوحة
لكن المعركة في إدلب، على أهميتها، ليست الوحيدة، إذ ما أن تم الإعلان عنها حتى انطلقت معركة لا تقل أهمية في الجنوب السوري استهدفت مدينة بصرى الشام في محافظة درعا. وأعلنت المعارضة عن تحرير تلك المدينة التي حُيدت فترة طويلة عن المعارك وكانت بمثابة خزان بشري لانطلاق المليشيات الإيرانية إلى مدن وقرى محافظة درعا.
ولم تمض 48 ساعة على معارك الجنوب والشمال حتى عادت داريا المحاصرة إلى واجهة الحدث لتنقض مجموعة من الفصائل المقاتلة فيها على عناصر حزب الله اللبناني ومليشيات إيرانية يسيطرون على مقام السيدة سكينة وتعلن تحريره في خطوة مثيرة للجدل من ناحية التوقيت، ليقابلها تحرك عسكري من جهة القلمون تمكّنت من خلاله فصائل المعارضة المسلّحة في ساعات مبكرة من صباح يوم الخميس الماضي، من السيطرة على نقاط عدّة لقوات النظام وقوات “حزب الله” اللبناني الداعمة لها، في الجبل الشرقي لمدينة الزبداني، الواقعة ضمن سلسلة جبال القلمون، في ريف دمشق الغربي. تلك الجبهة التي قليلاً ما تفتح، كما تعتبر خزاناً لحزب الله باعتبارها منطقة حدودية مع الأراضي اللبنانية، ليأتي فتح المعركة كخطوة استباقية ضد قوات النظام وحزب الله التي تنوي بحسب التسريبات إطلاق معركة “الربيع” للسيطرة على القلمون وتأمين المنطقة الحدودية مع لبنان.
من خلال هذا التزامن في فتح المعارك على تلك الجبهات الأربع لا يمكن القول إنه لا يوجد تنسيق بين فصائل المعارضة على مختلف الجبهات في سورية، وخصوصاً أن أغلب الفصائل التي تقود تلك الجبهات إسلامية. لكن اللافت في معارك تلك الجبهات هو التركيز على استهداف المليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني فضلاً عن قوات حزب الله اللبناني، في كل من درعا والقلمون وداريا، بشكل أشبه بإطلاق عاصفة في سورية لا تقل أهمية عن مثيلتها التي أعلنت عنها السعودية في اليمن تحت مسمى “عاصفة الحزم”.
وكان إطلاق “عاصفة الحزم” الذي لاقى تأييداً دولياً بالإجمال، لا سيما من واشنطن، قد طرح تساؤلات عدة عن طبيعة هذه العملية ومداها، لا سيما أنّ إيران وصفت العملية بـ”الاعتداءات”، وحذّرت السعودية من أنّها ستكون طرفاً متضرراً من هذه الحرب مستقبلاً”.
تطورات إقليمية
كما أن تقدم المعارضة السورية يأتي في ظل تطورات على صعيد العلاقات بين الدول الإقليمية وتحديداً بين تركيا والسعودية. فقد أعلنت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى السعودية/ خلال الشهر الماضي، عهداً جديداً في العلاقات التركية السعودية وتقارباً مهماً بعد القطيعة السياسية التي عاشها الطرفان خلال الفترة الماضية، ليبدأ هذا التقارب بفتح الأبواب على احتمالات واسعة بخصوص القضايا العالقة في المنطقة وفي مقدمتها الثورة السورية والملف اليمني.
كما ترافقت هذه التطورات مع اجتماع رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو بوفد واسع من المعارضة السورية في أنقرة بتاريخ 13 مارس/ آذار الحالي، على الرغم من أنه لم يكن هناك أي مبرر بروتوكولي أو مناسبة سياسية لجمع الائتلاف بكل أعضائه والحكومة المؤقتة بوزرائها في أنقرة، وإنما كان الأمر بمثابة رسالة علنية من تركيا بزوال وتجاوز الخلافات العالقة بين جهات من المعارضة.
لكن اللافت في الاجتماع يومها، ما أطلقه داود أوغلو من تصريحات أكد فيها أن “بلاده لن تقف عاجزة أمام الهجمات الشرسة التي تشنها قوات النظام السوري مصحوبة بمليشيات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، في كل من حلب ودرعا وريف اللاذقية”، لافتاً إلى أن “تركيا لاتزال تتبنى فرض منطقة آمنة في شمال سورية، وهناك جلسات تباحث طويلة ومستمرة مع الجانب الأميركي للوصول إلى خطة قابلة للتطبيق”.
ولم يمض أسبوع واحد على تصريح داود أوغلو الناري، حتى أعلنت الحكومة التركية إغلاق حدودها مع سورية في خطوة غير واضحة. وحددت تركيا أن إغلاق الحدود لحين فترة انتهاء الانتخابات النيابية، إلا أن الانتخابات لا تبدو مبرراً كافياً لإغلاق كل المعابر، إذ شهدت تركيا خلال الثورة السورية انتخابات رئاسية وأخرى للبلديات التي لا تقل أهمية، ولم تغلق خلالها المعابر بين البلدين. ولعل ما تبع كلمات داود أوغلو من تحركات ميدانية وعسكرية على الأراضي السورية واندلاع معارك الجبهات الأربع قد يكون بداية تفسير لتلك التصريحات.
الأسد على الشاشات الاميركية والروسية:غاز الكلور لا يستخدم عسكرياً
مجدداً، حصل الرئيس السوري، بشار الأسد، على فرصة للظهور على شاشة تلفزيونية غربية مهمة، وكانت هذه المرة قناة “سي.بي.إس” الأميركية، حيث أجرت معه لقاءاً مطولاً سيذاع كاملاً يوم الأحد المقبل في برنامج “60 دقيقة”.
وبثّت القناة مقطعين من المقابلة، أذيع الأول الليلة الماضية، أعلن فيه الأسد أنه على استعداد للحوار مع الولايات المتحدة، فيما رفض في المقطع الثاني الذي بثّته القناة، الجمعة، اتهام نظامه باستخدام غاز الكلور، معتبراً أن تلك الاتهامات “جزء من الدعاية الخبيثة ضد سوريا”، ومبرراً أن “غاز الكلور لا يستخدم عسكرياً. تستطيع شراءه من أي مكان”. وأضاف “إنه غير فعال. لا يستخدم كغاز عسكري. هذا واضح جداً. الأسلحة التقليدية أكثر أهمية من الكلور” واعتبر أنه “لو كان شديد الفعالية لاستخدمه الإرهابيون على نطاق واسع”.
من جهة ثانية، أجرت وسائل إعلام روسية، من بينها قناة “روسيا اليوم” لقاءاً مع الأسد، تحدث فيه عن مبادرة المبعوث الدولي إلى سوريا، ستفان دي ميستورا، إلى جانب المصالحات والهدن التي حصلت في سوريا وجولة المباحثات المقبلة في موسكو، المزمع عقدها خلال الشهر المقبل.
وأجاب الأسد في سؤال وجهته وكالة أنباء “تاس”، عن تقييمه للجولة المقبلة من المباحثات في موسكو، قائلاً “المبادرة الروسية هامة لأنها أكدت على الحل السياسي، وبالتالي قطعت الطريق على دعاة الحرب في الدول الغربية، وخاصة في الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا كما فعلت في أوكرانيا”. وأضاف “لكي ينجح (مؤتمر موسكو) لابد أن يكون سورياً فقط بمعنى ألاّ يكون هناك تأثير خارجي على المتحاورين، المشكلة هنا أن عددا من الأطراف التي ستشارك في الحوار هي أطراف مدعومة من قبل دول أجنبية غربية أو دول إقليمية في منطقتنا، وهي التي تؤثر على قرارها”.
وفي ما يخص خطة تجميد القتال في حلب، قال الأسد مجيباً على سؤال قناة “روسيا اليوم” العربية “منذ اللقاءات الأولى بيننا وبين السيد دي ميستورا دعمنا الأفكار التي طرحها وعندما اتفقنا على العناوين الأساسية للمبادرة التي تم إعلانها لاحقاً من قبله وبدأ فريق السيد دي ميستورا العمل في سوريا من أجل تطبيق هذه المبادرة، تابعنا هذا الدعم وتابعنا النقاش معه من أجل التفاصيل التي تخص هذه المبادرة”. وأضاف “المبادرة من حيث المبدأ صحيحة لأنها تتعامل مع الواقع على الأرض بشيء يشبه المصالحات التي تحصل في سوريا والهدف هو تخفيف الضغط والخطر عن المدنيين في مدينة حلب تحديداً كمقدمة لهذه المهمة التي بدأ بها، لكن مبادرة دي ميستورا تعتمد على أكثر من طرف، تعتمد طبعاً على تعاون الدولة بشكل أساسي وهي طرف رئيسي ومع مؤسساتها لكنها من جانب آخر تعتمد على استجابة الإرهابيين أو المسلحين الذين يتواجدون في أحياء مختلفة من حلب، والمشكلة أيضاً في نفس هذا الموضوع هي كالمشكلة في الحوار السوري – السوري، أن بعض هؤلاء المسلحين يخضعون لدول أخرى وفي هذه الموضوع تحديداً في مدينة حلب فكل المسلحين أو القوى الإرهابية الموجودة هي حقيقةً مدعومة من تركيا بشكل مباشر”.
وعن تصريحات وزير الخارجية الأميركية جون كيري لشبكة “سي إن إن” مؤخراً، حول التفاوض مع النظام من أجل التوصل إلى حل سياسي في سوريا، وإن كان هناك من تواصل فعلي مباشر أو غير مباشر بين دمشق وواشنطن، قال الأسد مجيباً على سؤال لصحيفة “روسيسكايا غازيتا”: “بالنسبة للتصريحات الأمريكية، أو تصريحات المسؤولين الأمريكيين أعتقد أن العالم اعتاد أن يقول المسؤول الأمريكي شيئا اليوم، ويقول عكسه في اليوم التالي وهذا نراه بشكل مستمر، لكن هناك ظاهرة أخرى وهي أن يقول مسؤول شيئا ويأتي مسؤول آخر بنفس الإدارة ليقول شيئا معاكسا، هذا يعبّر عن صراعات موجودة داخل الإدارة الأمريكية، وداخل اللوبيات الموجودة على الساحة الأمريكية، لكن هذه اللوبيات لديها تصورات مختلفة حول قضايا مختلفة، نستطيع أن نقول إن أهم صراع اليوم بالنسبة لسوريا وأوكرانيا هو بين معسكرين، معسكر يريد الحرب والتدخل العسكري المباشر في سوريا والعراق، وربما يتحدث عن إرسال جيوش إلى أوكرانيا، أو إرسال سلاح إلى الطرف الانقلابي داخل أوكرانيا، وهناك معسكر آخر يعارض التدخل لأنه استفاد من دروس الحروب السابقة”. وأضاف “لا يوجد حوار مباشر بيننا وبين الأمريكيين، هناك بعض الأفكار التي تنقل عبر دولة ثالثة أو طرف ثالث لكنها لا تعتبر حواراً جدياً ولا نستطيع أن نأخذها على محمل الجد. علينا أن ننتظر حتى نرى تحولاً في السياسة الأمريكية على الأرض عندها نستطيع أن نقول إن هناك تبدلا في هذه السياسة وهناك مطالب واضحة، أما الآن فمطالب الولايات المتحدة هي ما تحدثت عنه قبل قليل، رغبتهم بإسقاط الدولة السورية واستبدالها بدولة دمية تنفذ ما تريده”.
ووجه مراسل قناة “زفيزدا” إلى الأسد سؤالاً عن الأسطول الروسي في طرطوس، وما إذا كان يتوقع أن يصبح هذا الأسطول قاعدة عسكرية لروسيا، فأجاب “بالنسبة للتواجد الروسي في أماكن مختلفة من العالم بما فيها شرق المتوسط ومرفأ طرطوس السوري فهو ضروري جداً لخلق نوع من التوازن الذي فقده العالم بعد تفكك الاتحاد السوفيتي منذ أكثر من 20 عاماً”. وأضاف “أستطيع أن أقول إننا بكل تأكيد نرحب بأي توسع للتواجد الروسي في شرق المتوسط وتحديداً على الشواطئ وفي المرافئ السورية لنفس الهدف الذي ذكرته، لكن هذا طبعاً يعتمد على الخطة الروسية، خطة القيادة الروسية السياسية والعسكرية لنشر القوات في المناطق المختلفة وفي البحار المختلفة وخطة التوسع بالنسبة لهذه القوات. إن كان هناك توجه لدى القيادة الروسية للتوسع في شرق المتوسط وفي سوريا فنحن بكل تأكيد نرحب بمثل هذا التوسع”.
“عاصفة الحزم” تتصاعد..والخليج يحشد لقرار دولي ضد الحوثيين
تواصل طائرات تحالف عملية “عاصفة الحزم”، لليوم الثاني على التوالي، شنّ غارات مكثفة على مواقع جماعة “أنصار الله” الحوثية في المدن والمحافظات اليمنية. وأدّت هذه الغارات، حتى صباح الجمعة، إلى مقتل 39 شخصاً وجرح العشرات.
المتحدث الرسمي باسم غرفة عمليات “عاصفة الحزم”، العميد السعودي أحمد عسيري، أعلن أن قوات التحالف “العشري” الذي تقوده بلاده ستواصل ضرب أهداف الحوثيين “إلى حين تحقيق أهداف تلك العملية” المتمثلة في “دعم الشرعية في اليمن وتخليص البلاد من سيطرة الحوثيين”. عسيري وإذ أوضح أن السعودية لا تخطط حالياً إلى الدخول برياً إلى اليمن، إلا أنه لم يستبعد اللجوء إلى هذا الخيار “إذا استدعى الأمر”، مؤكداً أن التحالف “سيمنع وصول أي إمدادات للحوثيين”، وأن السعودية “لن تسمح لهم بالاقتراب من الحدود مع المملكة”.
مقاتلات التحالف، استهدفت في غارات جديدة فجر الجمعة، قاعدة جوية في محافظة مأرب النفطية، التي تضمّ قوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، مما أسفر عن تدمير محطة رادار تقع بالقرب من حقل صافر النفطي. وأفادت وسائل إعلام يمنية، نقلاً عن مصادر عسكرية، عن مقتل نجل الرئيس السابق، خالد علي عبدالله صالح، في إحدى غارات “عاصفة الحزم”، دون أن تعطي تفاصيل إضافية.
قبائل مأرب كانت قد أصدرت بياناً، أيّدت فيه العملية العسكرية ضد الحوثيين، وقالت إن موقفها “يأتي في ظلّ فقدان الثقة بجماعة الحوثي للعودة إلى الحوار، واستمرارها في حشد مجموعات مسلحة لاجتياح مأرب والتربص بسكانها”. وعبّر البيان عن “شكر” قبائل مأرب لدول الخليج العربي و”مسعاها في مساعدة اليمنيين لاستعادة دولتهم وإيقاف التمدد الإيراني”.
أما في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فاستأنف التحالف ضرباته، الجمعة، وقصف محيط المجمّع الرئاسي ومقرّ القوات الخاصة بالإضافة إلى مقرّ قيادة المنطقة السادسة وسط العاصمة. كما شنّت طائرات التحالف غارات في محافظة صعدة، استهدفت سوقاً في “كتاف البقع” ومنطقة شدا في المحافظة التي تُعدّ معقلاً للحوثيين على الحدود مع السعودية.
وفي محافظة تعز وسط البلاد، استهدفت غارات جوية في ساعات متأخرة من ليل الخميس، قاعدة طارق العسكرية، التي نقل إليها الحوثيون أسلحة وعتاداً وطائرات عقب سيطرتهم على المنطقة قبل يومين.
وعلى الأرض، تمكن جنود اللواء 35 من السيطرة على اللواء وطرد قائده الموالي لصالح، فيما شهدت مدينة تعز، الخميس، تظاهرات حاشدة دعماً للعملية العسكرية، رُفعت فيها الأعلام السعودية واليمنية وصور الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس عبد ربه منصور هادي.
الغارات استهدفت أيضاً محافظة الضالع الجنوبية، حيث شنّت طائرة حربية غارة على معسكر الصدرين المؤيد لصالح. وتزامناً مع الغارات، اندلعت اشتباكات في الجنوب بين مسلّحي القبائل والحوثيين وقوات موالية لصالح، تمكن على إثرها مسلحو القبائل من السيطرة على موقع الهضبة ومعسكرات تابعة للحوثيين في منطقة قانية بين محافظتي مأرب والبيضاء.
وفي عدن، وقعت اشتباكات عنيفة في مديرية دار سعد شمالي، بين قوات “اللجان الشعبية” الموالية لهادي وعناصر من “الحراك الجنوبي” من جهة، والحوثيين وقوات صالح من جهة أخرى، أسفرت عن سيطرة قوات هادي على معسكر اللواء “31 مدرع” في منطقة بئر أحمد غربي المدينة. وتمكنت قوات هادي، في وقت سابق، من استعادة مطار عدن ومقرّ القوات الخاصة، كما استعادت مدينة الحوطة في محافظة لحج، وتمكنت من السيطرة على قاعدة “العند” العسكرية.
في الشق السياسي للأزمة، يحشد سفراء دول مجلس التعاون الخليجي في الأمم المتحدة لاستصدار قرار دولي في مجلس الأمن، بموجب الفصل السابع، بوقف الأعمال العسكرية وإمهال جماعة الحوثي ثلاثة أيام للانسحاب من صنعاء وكل المدن التي احتلوها منذ الصيف الماضي، خاصة البيضاء وتعز ولحج، وعدم التقدم باتجاه أي مدن أخرى في البلاد. كما يدعو مشروع القرار الخليجي الدول للتعامل حصراً مع “السلطة الشرعية” المتمثلة في الرئيس هادي وحكومته، كما ويعتبر أن كل الاتفاقيات التي أبرمتها الدول مع الحوثيين “غير شرعية”.
في هذا السياق، نقلت “قناة الجزيرة” عن مصدر دبلوماسي شارك في المحادثات الخليجية مع السفير الروسي لدى مجلس الأمن، قوله إن “الأجواء كانت إيجابية”، وأن هناك تفهماً من جميع دول مجلس الأمن لخطورة الأوضاع في المنطقة.
وفي إطار قوات التحالف المشاركة في “عاصفة الحزم”، جدد المغرب التزامه بتقديم الدعم العسكري واللوجستي للعملية، وأكد العاهل المغربي الملك محمد السادس، خلال اتصال هاتفي مع الملك سلمان أن بلاده تقدم “كل أشكال الدعم والمساعدة إلى التحالف من أجل المساهمة في حل للأزمة في اليمن وعادة الشرعية لهذا البلد”، وأوضح أن القوات الجوية الملكية المغربية المتواجدة في الإمارات العربية المتحدة وُضعت “تحت تصرف التحالف”.
أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فأعلن استعداد بلاده تقديم الدعم اللوجيستي للعملية، مجدداً انتقاده لإيران واتهاما بالسعي للسيطرة على المنطقة. وقال أردوغان إن “إيران تبذل جهودًا للهيمنة على المنطقة. كيف يمكن التسامح مع ذلك؟”، وأضاف “التصرفات الإيرانية في المنطقة تجاوزت حدود الصبر”.
في المقابل، وبعدما أعلنت باكستان استعدادها للمشاركة في العملية، قال وزير الدفاع، خواجة آصف، الجمعة إن بلاده “لم تتخذ قراراً” بشأن ما إذا كانت ستقدم دعماً عسكرياً للتحالف التي تقوده السعودية. وأضاف في كلمة أمام البرلمان “في سوريا واليمن والعراق يجري إذكاء الانقسامات وينبغي احتواؤها.. الأزمة لها تداعياتها في باكستان أيضاً”.
“عاصفة الحزم” تعيد خلط الأوراق
تراوحت ردود الفعل على التحرك العسكري العربي في اليمن تحت إسم “عاصفة الحزم” بوجه الحوثيين، بين مرحّب وداعم وبين رافض ومُدين.
ويأتي هذا التحرك بعد ما بلغت التطورات الميدانية في اليمن وعلى الحدود مع السعودية مبلغاً لم يعد بإمكان الرياض التغاضي عنه، ومن خلفها دول الخليج، خصوصاً وأن في خلفية ما يقوم به الحوثيون في اليمن يلقى الدعم الكامل من إيران، الأمر الذي يعني إعادة خلط الأوراق على أبواب التوصل المتوقّع لاتفاق نووي بين طهران والدول الكبرى.
وإذا كان التحرك العربي، السعودي التوجّه، حظي بغطاء من جامعة الدول العربية، بعد إعلان أمينها العام نبيل العربي تأييد الضربات التي وجهتها “عاصفة الحزم” للحوثيين، فإن إيران سارعت إلى القول إن هذا التحرك سيرتد على السعودية، في حين رأت سوريا أن التحرك العربي هو “اعتداء”.
وفي كلمة بالجلسة الافتتاحية لاجتماعات وزراء الخارجية العرب في منتجع شرم الشيخ المصري المطل على البحر الأحمر، قال العربي إنه يعلن “التأييد التام لها وهي عملية ضد أهداف محددة ضد جماعة الحوثيين الانقلابية”.
وتأتي اجتماعات وزراء الخارجية العرب تحضيراً للقمة العربية العادية السادسة والعشرين المقرر أن تعقد في شرم الشيخ يومي السبت والأحد المقبلين. وأكد العربي في كلمته “أهمية عملية عاصفة الحزم التي بادرت السعودية وفي إطار تحالف عربي واسع للبدء في هذه العملية… وذلك استجابة لطلب عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية الذي يمثل الشرعية.”، مشيراً إلى أن “العملية تستند إلى ميثاق جامعة الدول العربية كما تستند إلى المادة الثانية في معاهدة الدفاع المشترك ولذلك هي عمل بحق الدفاع الشرعي.”
وقالت قناة العربية التلفزيونية إن السعودية تشارك في العملية التي أطلق عليها اسم “عاصفة الحزم” بمئة طائرة حربية، كما تشارك فيها 85 طائرة حربية من الإمارات وقطر والبحرين والكويت والأردن والمغرب والسودان. وأعلنت مصر أنها تنسق مع دول الخليج العربية مشاركتها بقوة جوية وقوة بحرية وبقوة برية إذا لزم الأمر.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي تولى رئاسة الدورة الجديدة لمجلس وزراء الخارجية العرب في كلمة في الجلسة الافتتاحية “موقفنا من الأزمة هناك هو رفض القفز على الشرعية وفرض سياسة الأمر الواقع بالقوة، لذا فإن دعمنا أكيد لمؤسسات ورموز الدولة الشرعية.”
وقال نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية الكويت الشيخ صباح خالد الصباح إنه كانت هناك سرعة في التحرك “في ظل التطورات الخطيرة والمتصاعدة التي يمر بها اليمن الشقيق نتيجة لاستمرار الميليشيات الحوثية في استخدام العنف وتقويض مفاصل الدولة وأركانها.”
من ناحية أخرى قالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن العملية التي قادتها السعودية “عدوان سافر”. ويتحالف النظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد مع إيران التي تتحالف بدورها مع المقاتلين الحوثيين الذين يقاتلون للإطاحة بالرئيس اليمني المدعوم من الولايات المتحدة.
ولا تحضر سوريا اجتماعات وزراء الخارجية العرب أو مؤتمرات القمة بسبب تعليق أنشطتها في الجامعة العربية منذ سنوات نتيجة الحرب الأهلية التي أعقبت انتفاضة اندلعت في 2011 وفشلت في الإطاحة بالأسد.
دولياً عبّرت كل من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا عن دعم عملية “عاصفة الحزم”، كما أعربت تركيا وباكستان عن تأييدهما للتحرك السعودي في اليمن، في حين حمّل الاتحاد الأوروبي الحوثيين مسؤولية تردّي الأوضاع.
(وكالات)
عاصفة الحزم تستهدف معسكرات للحوثيين بصنعاء ومحيطها
نفذت طائرات تحالف “عاصفة الحزم” بقيادة السعودية فجر اليوم السبت غارات هي الأعنف في ثلاثة أيام على قواعد ومعسكرات ومخازن ذخيرة لمسلحي جماعة الحوثي وقوات موالية لها في العاصمة صنعاء ومحيطها, في وقت تحدثت فيه تقارير عن خسائر كبيرة للحوثيين جراء الضربات السابقة.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن طائرات التحالف أغارت فجر اليوم مجددا على قاعدة الديلمي الجوية قرب مطار صنعاء الدولي, والتي تضم مخازن سلاح كان الحوثيون استولوا عليها إثر اجتياحهم العاصمة اليمنية في سبتمبر/أيلول الماضي. وكان الحوثيون قد حاولوا أمس إعادة تأهيل مدرج القاعدة.
كما شملت الغارات التي نُفذت بين مساء أمس وفجر اليوم مقر كلية الطيران والدفاع الجوي وألوية الصواريخ في “فج عطان”, ومقر قيادة القوات الخاصة بصنعاء، وفقا لمراسل الجزيرة.
وأضاف المراسل أن القصف الجوي استهدف كذلك مخازن السلاح للقوات الخاصة بمنطقة “عصر” غربي صنعاء, ومخازن أخرى في جبل “نُقم” شرقيها, بالإضافة إلى مواقع في محافظة مأرب شرقي صنعاء. وواجه الحوثيون وحلفاؤهم مجددا الطائرات المغيرة بالمدافع المضادة للطيران.
وكانت الضربات في اليومين السابقين قد استهدفت بعضا من هذه المواقع, بالإضافة إلى دار الرئاسة الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ يناير/كانون الثاني الماضي. وتسببت الغارات في قطع الكهرباء بصنعاء وفقا لسكان.
وبينما وصف شهود القصف الذي تعرضت له فجر اليوم مواقع بصنعاء وحولها بأنه الأعنف منذ بدء العملية, قال الصحفي كمال ناجي للجزيرة إن القصف فجر اليوم تركز بصورة كبيرة على الجبال المحيطة بالمدينة, التي تتمركز فيها قوات خاصة موالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح, وتضم أسلحة إستراتيجية كالصواريخ البالستية.
يذكر أن غارات سابقة استهدفت مواقع عسكرية بمحافظة صعدة (شمالي اليمن), المعقل الرئيسي للحوثيين. وحسب مراسل الجزيرة أيضا حرك الحوثيون مساء أمس لواء مدفعية من صعدة إلى الملاحيط الحدودية مع السعودية.
ضربات وخسائر
من جهتها أكدت القيادة المركزية لعملية “عاصفة الحزم” أن طائراتها استهدفت تجمعات للحوثيين قرب الحدود السعودية, وأنظمة صواريخ الدفاع الجوي.
وقال المتحدث باسم العملية العميد أحمد عسيري في مؤتمر صحفي إن المجال الجوي اليمني بكامله تحت سيطرة التحالف, مؤكدا أن العمليات العسكرية مستمرة حتى تنتهي من تنفيذ أهدافها.
وشدد عسيري على أنه لن يُسمح لأحد كائنا من كان بتقديم الإمداد للحوثيين، مشيرا إلى أن قوات العملية قطعت طرق الإمداد إلى الحوثيين, وقصفت قاعدة العند بمحافظة لحج (جنوبي اليمن) لمنع القوات الحوثية من استخدامها.
ودعا عسيري اليمنيين للابتعاد عن تجمعات المليشيات الحوثية، مؤكدا أن “سلامة المواطنين اليمنيين هي الهم الأول لأعضاء التحالف”. كما قال إن ضرب الجسور هدفه منع تحريك الصواريخ الباليستية.
في الأثناء, ذكرت مصادر أمنية يمنية لوكالة أسوشيتد برس أن نحو ثمانين من مسلحي الحوثي والجنود الموالين لهم قتلوا في اليومين الأولين من العملية. من جهتها تحدثت وزارة الداخلية اليمنية الخاضعة للحوثيين عن مقتل 45 مدنيا جراء القصف في هذين اليومين.
وبثت قناة المسيرة التابعة لجماعة الحوثي أمس صورا لما قالت إنها سوق مدينة صعدة تعرضت لغارة جوية. كما بثت صورا لقتلى قالت إنهم سقطوا خلال الغارة.
من جهتها نقلت وكالة أسوشيتد برس عن اللواء صالح الصبيحي الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي قوله إن غارات التحالف دمرت 40% من أنظمة الدفاع الجوي للحوثيين وقوات صالح.
وفاة فواز الأسد بعد عقود من الترهيب باللاذقية
عمر أبو خليل-ريف اللاذقية
نقلت مصادر وثيقة الصلة بما يجري في محافظة اللاذقية على الساحل السوري خبر وفاة فواز جميل الأسد ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد في مستشفى الندى بالمحافظة ذاتها مساء أمس الجمعة، وتناقلت الصفحات الموالية في شبكات التواصل الاجتماعي نبأ وفاته، ووصفتها بـ”الخسارة الكبيرة لسوريا”، في حين اعتبرها ناشطون مؤيدون للثورة مصدر ارتياح لأبناء المدينة.
وخص طبيب يعمل في مستشفى الندى -طلب عدم الكشف عن اسمه- الجزيرة نت بتصريح أوضح فيه أن سبب وفاة فواز الأسد (55 عاما) هو تشمع الكبد، وأشار إلى أنه كان في حالة وفاة سريري منذ الخميس الماضي بعد معاناة من شلل جزئي جراء تعرضه لجلطات دماغية عدة ألزمته الفراش لسنوات عديدة.
وفواز جميل الأسد هو الابن الثاني لجميل الأسد شقيق الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وله أخ غير شقيق يدعى حيدر من زواج والده الثاني من سيدة من آل نعمان.
وأكد الناشط محمد الساحلي أن فواز هو أول من عرف بين الشبيحة، وبيّن أنه اشتهر بعمليات تهريب الدخان والمخدرات منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي.
وأضاف الساحلي للجزيرة نت أن فواز هو أكثر الشبيحة عنفا وهمجية، إذ مارس الاعتقال والاختطاف بحق الشباب والبنات من أبناء الطائفة السنية، وعرف بأنه كان وراء حملة منع ارتداء طالبات الثانوية الحجاب عام 1982.
شبيح “قانوني”
ومع ظهور باسل حافظ الأسد ونصيحته والده بإصدار قانون مطلع تسعينيات القرن الماضي بهدف تقنين “أعمال الفساد والتشبيح”، تحول فواز بين ليلة وضحاها إلى محام يحمل شهادة الدكتوراه في الحقوق.
ويقول المحامي حسين بدوي -من أبناء اللاذقية- إن فواز افتتح مكتبا للمحاماة في المدينة وراح يمارس السرقة والفساد تحت اسم القانون، ويقدم الرشى لقضاة اللاذقية ويكسب كل قضاياه، ولفت إلى أنه كان يعين من يريد من القضاة مقابل مبالغ مالية كبيرة.
ويحفظ أبناء اللاذقية لفواز جميل الأسد مواقف سيئة كثيرة لعل أبرزها أنه أطلق النار من بندقيته الآلية في الملعب البلدي على جمهور نادي حطين الرياضي المحسوب على الطائفة السنية خلال مباراة ضد نادي تشرين المنافس التقليدي المحسوب على الطائفة العلوية، وكان فواز رئيسا فخريا له.
وعلى عكس الموالين للنظام، بدا الارتياح الخفي على أبناء اللاذقية، وعبر عنه أبو خالد -من سكان حي الصليبة- قائلا “إنها حكمة الله، أراحنا من هذا المجرم. خمسة وثلاثون عاما من الرعب، عسى أن تكتمل فرحتنا بانتصار الثورة”.
ونقل ناشطون أن فواز، رغم مرضه، اشترك مع أقاربه من قادة الشبيحة في تجنيد الشباب العلوي لقمع الثورة السورية، وكان يقود مع علي كيالي مجموعات سرية تغتال الناشطين والمتظاهرين، وأكد محمد الساحلي أنه شارك من سيارته بقيادة عملية اقتحام الرمل الجنوبي خلال العام الأول للثورة.
معارضون سوريون في الداخل يشاركون في مؤتمر موسكو
دمشق – فرانس برس
أعلنت أبرز قوى المعارضة في الداخل السوري موافقتها للمرة الأولى على المشاركة في المؤتمر الذي تعقده موسكو بداية الشهر القادم والذي يجمع بين موفدين عن دمشق وقسم من المعارضة السورية لإيجاد مخرج للنزاع السوري.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت أن موفدين عن دمشق وقسم من المعارضة السورية المعتدلة سيلتقون من السادس إلى التاسع من إبريل في موسكو.
وقال رئيس تيار بناء الدولة السورية لؤي حسين إن “رئيس التيار واثنين من أعضائه سيحضرون المؤتمر”.
وكان التيار رفض حضور الجولة الأولى من المؤتمر الذي عقدته موسكو في يناير وجمع نحو 32 ممثلا عن مختلف المجموعات المعارضة التي يتسامح معها النظام.
وبين المعارض البارز أن شخصيات من التيار لم توافق على الحضور حينها “لأن المدعوين كانوا من القوى الموالية للنظام أكثر منها المعارضة بينما في هذه المرة اختلف الأمر ووجهت الدعوة للقوى التي في تعارض واضح مع النظام” معتبرا أن “الروس أكثر جدية هذه المرة”.
وأشار حسين إلى أن “جولة الحوار هذه ليست مفاوضات لحل الأزمة السورية حتى نتوقع منه خطوات باتجاه الحل وإنما لقاء تحضيري للوصول إلى مفاوضات جدية مع النظام باتجاه الحل”.
وأعرب حسين الذي تحاكمه السلطات طليقا بعد أن احتجزته لثلاثة شهور بتهمة “وهن نفسية الأمة” عن أمله بأن “يرفع عني حظر السفر لتمكيني من المشاركة” في المؤتمر.
كما أكد الناطق باسم هيئة التنسيق للتغيير الديمقراطي منذر خدام للوكالة أن “الهيئة ستشارك ممثلة بمنسقها العام واثنين من أعضائها”.
وأضاف خدام أن “الهيئة لم تشارك بالمؤتمر السابق بسبب عدم توجيه الدعوة للهيئة كقوة سياسية بل لمجموعة من الشخصيات فيها”.
وأضاف خدام “أن جدول أعمال مؤتمر موسكو سيتركز على المسائل الإنسانية وإن استجاب النظام ربما يجري الحديث عن ترتيبات لإعادة أحياء مؤتمر جنيف”.
وتأتي مبادرات موسكو حليفة دمشق التقليدية لجمع النظام والمعارضة بعد عقد مؤتمر جنيف الأول لمحادثات السلام في يونيو 2012 والثاني في فبراير 2014 تحت إشراف الأمم المتحدة والقوى العظمى.
ورفض الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية السبت دعوة روسيا للمشاركة في محادثات موسكو محذرا من محاولة “لتعويم” الرئيس السوري بشار الأسد.
ولم يتوصل المجتمعون في الجولة الأولى من مؤتمر موسكو إلى أي نتائج ملموسة باستثناء التوقيع على اتفاق لإجراء مفاوضات أخرى.
وتشهد سوريا نزاعا مدمرا أوقع اكثر من 215 ألف قتيل في أربع سنوات، منذ بدء الثورة السورية.
المعارضة المتشددة تسيطر على معظم إدلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المعارضة المتشددة، التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا، سيطرت على معظم أحياء مدينة إدلب، شمال غربي البلاد، مع تراجع القوات الحكومية بعد “قتال شوارع عنيف”.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: “جبهة النصرة مدعومة بفصائل متشددة، سيطرت على معظم أحياء إدلب باستثناء المباني الحكومية والأمنية”.
وأضاف أنه منذ دخول هؤلاء المسلحين المدينة مساء الخميس “تتراجع قوات النظام وهي حاليا في ثكناتها”، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.
وقال المرصد إن الطيران الحربي الحكومي نفذ عشرات الغارات على مناطق في محيط المدينة. وأسفر القصف والاشتباكات عن مقتل ما لا يقل عن 12 مسلحا، بينما أشارت معلومات أخرى عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين.
وقتل 6 أشخاص على الأقل بينهم أطفال و3 من عائلة واحدة، جراء تنفيذ الطيران الحربي غارة على مناطق بالقرب من السوق الرئيسي في بلدة سرمين.
وقصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في مدينة بنش، كما تعرضت أماكن في قرية كورين بريف إدلب لقصف من قبل القوات الحكومية.
وفي حال تمكنت المعارضة من السيطرة على مدينة إدلب فإنها ستكون ثاني مركر محافظة تخرج من سيطرة الحكومة السورية بعد مدينة الرقة.
وفي جنوبي سوريا، أعلنت المعارضة أنها تمكنت من السيطرة بشكل كامل على مدينة بصرى الشام بمحافظة درعا بعد معارك عنيفة استمرت لعدة أيام أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من طرفي النزاع.
فيصل القاسم: عنجهية إيران تواجه مليار مسلم والحلف السني بمواجه الحلف الشيعي ضروري.. والأسد يحتاج “نصف كيلو حزم” فقط
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — هاجم الإعلامي السوري، فيصل القاسم، الدور الإيراني في المنطقة قائلا إن على طهران تحمل “نتائج عنجهيتها بمواجهة مليار مسلم” مستغربا انتقاد البعض للدور السعودي بموازاة الترحيب بقتال الحرس الثوري الإيراني، ورأى أن النظام السوري بحاجة لعملية أصغر من “عاصفة الحزم” لسقوطه لولا رفض إسرائيل وأمريكا لذلك.
وقال القاسم، في سلسلة تعليقات على صفحته الشخصية بموقع فيسبوك: “الحوثيون مثل الزيتون، كلما تعرضوا للرص صاروا أطيب… قال شو قال: صار بدهم حوار.” وانتقد الدور الإيراني في سوريا بالقول: “النظام السوري صرعنا وهو يرفع شعار تحرير القدس، لكنه بدل أن يعيد لنا القدس أعاد لنا الفُرس.”
وتابع القاسم بالقول: “لا نريد أبداً حرباً مذهبية في المنطقة تحرق الأخضر واليابس. لكن لا بد من تشكيل حلف سني ليقف في وجه الحلف الشيعي فقط. فالتوازن يحمي السلم الإقليمي. لا نريد حرباً مذهبية” واستغرب القاسم تنديد حلفاء إيران بالعملية العسكرية ضد الحوثيين قائلا: “حلال على قاسم سليماني الإيراني أن ينتقل من دمشق إلى بغداد الى صنعاء ليشارك في قتل السوريين والعراقيين واليمنيين، وحرام على العرب أن يتدخلوا في اليمن!”
واعتبر القاسم أن المنطقة “دخلت في واقع الأمر طوراً جديداً أخطر بمرات ومرات من السنوات الماضية” وحذر من أن من وصفهم بـ”أعداء العرب” لن يتركوا هذه الفرصة التاريخية تمر دون أن “يستثمروها حتى آخر قطرة في حرب مذهبية طويلة الأمد تحرق الأخضر واليابس في المنطقة” وأضاف: “إيران أرادتها حرباً مذهبية، فلتتحمل نتائج صلفها وعنجهيتها في مواجهة أكثر من مليار مسلم.”
ورأى القاسم أن النظام السوري يحتاج لعملية دولية أقل من حجم العملية ضد الحوثيين لضمان سقوطه، لولا وجود إرادة دولية تمنع ذلك قائلا: “إذا كان الحوثيون بحاجة لعاصفة حزم، فإن قوات النظام السوري تحتاج فقط إلى نصف كيلو حزم. لكن إسرائيل وأمريكا لا تريدان الحزم مع نظام الأسد حتى ينتهي من مهمة التخريب والتدمير داخل سوريا وخارجها.”
الأسد: الإخوان أساس تنظيم القاعدة.. التواجد الروسي بسوريا وغيرها ضروري لخلق توازن
دمشق، سوريا (CNN)- قال الرئيس السوري، بشار الأسد، الجمعة، إن جماعة الإخوان المسلمين شكلت المقدمة الحقيقية والفعلية للقاعدة في العالم الإسلامي، وذلك في مقابلة مع وسائل إعلام روسية.
وتابع الأسد قائلا بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية: “ما يقوم به من الناحية المنهجية.. هو عمل صحيح ودقيق تماما.. فالمشكلة بالدرجة الأولى هي مشكلة عقائدية.. بعض الدول تتعامل مع الإرهاب وكأنه عصابة موجودة في مكان ما ولا بد من القضاء على هذه العصابة.. هذا حل أخير.. حل نهائي.. ولكن الحل الحقيقي بالنسبة للإرهاب هو حل فكري.. هو حل ايديولوجي وبالتالي مشاركة المسؤولين في هذا الموضوع بشكل مباشر هو موضوع جوهري وأنا أؤيده تماما.. طبعا هذه ليست المرة الأولى التي نواجه فيها هذا الفكر.. نحن بدأنا بمواجهته منذ النصف الأول من الستينيات من خلال مواجهة الإخوان المسلمين الذين شكلوا المقدمة الحقيقية والفعلية للقاعدة في العالم الإسلامي وكانت ذروة هذه المواجهات في بداية الثمانينات من القرن الماضي.. في ذلك الوقت قمنا بعملية تثقيف ومكافحة عقائدية للإخوان المسلمين عبر نشر الإسلام الصحيح.. لكن اليوم الوضع مختلف.”
وحول التواجد الروسي في سوريا ومناطق أخرى، قال الأسد: “الوجود الروسي في أماكن مختلفة من العالم بما فيها شرق المتوسط ومرفأ طرطوس السوري ضروري جدا لخلق نوع من التوازن الذي فقده العالم بعد تفكك الاتحاد السوفييتي منذ أكثر من 20 عاما.. جزء منه.. الوجود كما قلت في مرفأ طرطوس.. بالنسبة لنا كلما تعزز هذا الوجود في منطقتنا كان أفضل بالنسبة للاستقرار في هذه المنطقة لأن الدور الروسي دور مهم لاستقرار العالم.”
وتابع قائلا: “في هذه الأزمة.. كانت هناك عقود روسية مع سورية تم توقيعها قبل الأزمة وتم تنفيذها بعد بدء الأزمة في سورية وهناك عقود أخرى جديدة للأسلحة والتعاون العسكري تم توقيعها خلال الأزمة ويتم تنفيذها الآن بشكل مستمر.. طبعا تغيرت طبيعة هذه العقود بما يتعلق بنوعية المعارك التي تخوضها القوات المسلحة السورية في مواجهة الإرهابيين.. ولكن الجوهر هو أن طبيعة هذه العلاقات لم تتبدل وهي مستمرة كما كانت.”
أوباما يؤكد دعمه لملك السعودية والعملية العسكرية في اليمن
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أكد دعمه الكامل للعملية العسكرية التي شنتها السعودية ودول الخليج في اليمن وذلك خلال محادثة هاتفية مع ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز.
ويأتي هذا في الوقت الذي تواصل طائرات التحالف الذي تقوده السعودية قصف مواقع الحوثيين الذين تقدموا باتجاه مدينة عدن.
وأضاف بيان رسمي للبيت الأبيض أن “أوباما والملك سلمان اتفقا على أن هدفهما هو تحقيق استقرار دائم في اليمن من خلال التوصل لحل سياسي من خلال التفاوض”.
وقال البيت الأبيض أيضا إن مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس ووزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند متفقان على أن التوصل لحل سياسي من خلال التفاوض هو أفضل نتيجة للأزمة في اليمن.
وخلال لقائهما الجمعة، اتفق هاموند ورايس على أن “النهج العسكري فقط سيؤدي إلى مزيد من المعاناة وعدم استقرار المنطقة”.
“قصيرة وحاسمة”
وكان وزير الخارجية اليمني رياض ياسين قد قال في مقابلة مع بي بي سي “إنه لا أحد سعيد بالتدخل العسكري بقيادة السعودية”.
وأضاف “أعتقد بأنه إذا أنجزوا مهمتم (دول التحالف) في الأيام القليلة أو الساعات القليلة القادمة، فإنها ستتوقف (الضربات الجوية). لقد كانت حملة قصيرة وحاسمة هي بالفعل التي اضطررنا لطلبها”.
وأوضح أنه لا يعرف إذا كان القادة العرب سيقرون هجوما بريا في اليمن، والذي أعلن أعضاء التحالف استعدادهم لشنه في حال فشلت الغارات الجوية في وقف تقدم الحوثيين وإجبارهم على التفاوض.
وتشارك في عملية “عاصفة الحزم” كل من السعودية والإمارات والبحرين والكويت والأردن والمغرب والسودان، بينما أعربت مصر والأردن عن استعدادهما للمشاركة في أي هجوم بري.
وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي قد وصل إلى مصر للمشاركة في أعمال القمة العربية التي تنطلق السبت في منتجع شرم الشيخ.
“عطل فني”
من ناحية أخرى، ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن طائرة سعودية مقاتلة من طراز إف -15 أصيبت بعطل فني وقام طيارا الطائرة بالقفز باستخدام مقاعد النجاة فوق البحر الأحمر مساء الجمعة.
وقالت الوكالة إن الطيارين عادا سالمين بمساعدة أمريكية.
ونقلت الوكالة عن مسؤول بوزارة الدفاع السعودية إن “طائرة من نوع إف-15 أصيبت بعطل فني مساء الجمعة وهي فوق البحر الأحمر مما اضطر الطيارين لاستخدام مقاعد النجاة وقد تم بحمد الله إنقاذ الطيارين بالتعاون مع الجانب الأمريكي وهم بصحة جيدة ومعنوية عالية ولله الحمد”.
وكانت وكالة رويترز نقلت عن مسؤول عسكري أمريكي قوله إن “الجيش الأمريكي أنقذ طيارين سعوديين بعد قفزهما من طائرتهما المقاتلة من طراز إف -15 فوق خليج عدن”.
وأضاف المسؤول أن “مروحية أقلعت من جيبوتي وأنقذت الطيارين في المياه الدولية بعد أن طلبت السعودية المساعدة”.
في هذه الأثناء، أفادت تقارير بأن المسلحين الحوثيين وقوات موالية لهم يواصلون تقدمهم جنوبا رغم الغارات الجوية عليهم.
واندلعت حرب شوارع، في مدن جنوبية، بين المتمردين الحوثيين وقوات الجيش الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي.
وأفادت مصادر قبيلة وأخرى عسكرية بمقتل 21 مسلحا حوثيا على الأقل عندما نسف مسلحون قبليون جسرا أثناء عبور قافلة تابعة للمسلحين الحوثيين كانت في طريقها من محافظة لحج إلى عدن.
مقام سُكينة في داريا: حرب الأنفاق الطويلة
علي دياب
صباح الأربعاء، قامت قوات من “لواء شهداء الإسلام” التابع للجيش الحر في داريا، بعملية خاطفة استعادت فيها السيطرة على مقام السيدة سُكينة، في داريا المحاصرة منذ قرابة العامين، في الغوطة الغربية من ريف دمشق. وتمثل جبهة المقام حالة خاصة وفريدة في ساحة المعارك الدائرة على الأراضي السورية.
بدأت المعارك حول المقام في أيار/مايو 2013، عندما تسللت قوات النظام إلى المقام، عبر نفق حفرته، وسيطرت على القبو، فيما بقي الطابقان الأول والثاني بيد الجيش الحر. واستمرت الاشتباكات ومحاولات الاقتحام معتمدة في أغلب الأوقات على الاستدراج والقنابل اليدوية وقذائف “الأر بي جي”. واستخدمت قوات النظام الغازات السامة عدداً من المرات، وبقي الحال هكذا حتى نهاية العام 2014، حيث سيطر النظام على المقام، بشكل شبه كامل.
استمرار عمليات التسلل من قبل الجيش الحر، حالت دون وضع قوات النظام للدشم والمتاريس، على القسم الغربي والجنوبي من المقام، والمطلين على مناطق سيطرة المعارضة.
القائد العسكري لـ”لواء شهداء الإسلام” أبو جمال، قال لـ”المدن”، إن جبهة المقام كانت وما تزال من أسخن الجبهات في داريا، وأكثرها تعقيداً. ففي الأشهر الثلاثة الماضية “قامت قوات النظام والميليشيات الشيعية الموالية لها بحفر أكثر من أربعين نفقاً لإحكام السيطرة على المقام ومحيطه، تم كشفها وإحباطها، ولكن ذلك كلفنا عدداً من خيرة المقاتلين”.
ويوضح أبو جمال أنه بسبب ضعف الإمكانيات وقلة الدعم المقدم للمعارضة المسلحة، وعدم وجود سلاح يمكّنهم من مهاجمة قوات النظام، فقد لجأ الجيش الحر إلى حفر الأنفاق، وتمكنّ من قطع طريق إمداد قوات النظام وحزب الله. وبعد تحضير استغرق أسابيع “قمنا بحفر نفق يؤدي إلى الحائط الجنوبي للمقام ومن ثم فتح ثغرة في الحائط، تسلل منها مقاتلونا، وقاموا بتفجير مكان تمركز قوات النظام. ومن ثم بدأ الاقتحام بكثافة نارية كبيرة أدت لمقتل وإصابة العديد من قوات النظام”.
ويضيف أبو جمال: “على إثر ذلك انسحب من تبقى منهم ولكن ما لبثوا أن قاموا بهجوم معاكس، حيث تم استهدافنا بقنابل يدوية تحتوي على الغازات السامة، ولكن مقاتلينا كانوا مجهزين بأقنعة واقية، لمعرفتهم من تجارب سابقة بإمكانية استخدام الغازات من قبل النظام”.
تلا تلك العمليات، انفجار كبير أدى إلى تهدم قسم من المقام، المتأذي أصلاً، ويقول أبو جمال: “وما زالت قواتنا متمركزة في المقام، حتى اللحظة، واقتصرت خسائرنا في هذه العملية على إصابات خفيفة فقط”.
ويتابع أبو جمال: “المقام حالياً شبه مدمر، حيث استهدفته قوات النظام، سابقاً ببرميلين متفجرين، أديا إلى تهدم القبة بشكل كامل، إضافة إلى استهدافه بعدد من البراميل، وصواريخ “الفيل” شديدة التدمير التي سقطت في محيطه”. ورغم ذلك بقي “المقام قائماً نسبياً وذلك بسبب متانة بنائه، فهو بناء حديث العهد ومدعم”. فبناء المقام الحديث يعود إلى العام 1999، ولم يذكر كتاب “تاريخ داريا” لعبد الجبار بن محمد بن مهنا الخولاني، أي شيء بخصوص المقام. كما وقد رجّح ابن عساكر، أن السيدة سكينة ماتت في المدينة المنورة.
أما بالنسبة لأهمية موقع المقام الإستراتيجية، يقول أبو جمال: “نخوض مع النظام حرب عصابات وقتال مدن، نعتمد فيها على الأنفاق والتسلل. وموقع المقام يُطلّ على نقاط تمركز لنا، وأبنية استراتيجية، ويعتبر نقطة لبداية حفر الأنفاق تجاه هذه الأبنية، ويجعل احتمالية قطع طرق إمدادنا واردة جداً”.
ومن الناحية المعنوية، فقد دأب النظام على التركيز على قيمة المقام الدينية، لاحضار المؤازرة من “حزب الله” والميليشيات الشيعية. وعندما تمّ أقتحام قبو المقام، كانت “قوات حزب الله هي من نفذها، ومن ثم استبدلت بالحرس الجمهوري والأمن الجوي، واللافت أن النظام الذي يدعي حرصه على المقام، هو من استهدفه حتى عندما كان مسيطراً على قبوه، غير آبه بجنوده ولا بقيمة المقام الدينية، التي تحوم حولها الشبهات” بحسب أبو جمال.
إدلب: حرب شوارع..صعبة جدا
خالد الخطيب
دخلت المعارضة المسلحة، مرحلة حرب الشوارع، ضمن أحياء مدينة إدلب، بعد سيطرة غرفة عمليات “جيش الفتح” على خطوط الدفاع الأولى التابعة لقوات النظام في محيط المدينة، والتي تتسم بقوة تحصيناتها. وكانت السيارات المفخخة قد بثت الرعب في صفوف قوات النظام والميلشيات المساندة لها، ما دفعها للانسحاب إلى قلب المدينة.
ويشهد الحي الشمالي “حي الجامعة” والمدينة الصناعية ومكتب الدور، معارك عنيفة بين المعارضة وقوات النظام المدعومة بمليشيا “الدفاع الوطني”، ما أسفر عن سيطرة المعارضة على المدينة الصناعية ومكتب الدور. كما أحكمت المعارضة سيطرتها على مبنى مديرية التربية وكلية التربية. وأكدت “غرفة العمليات” مقتل أكثر من 200 عنصر من قوات النظام والمليشيات، وأسر العشرات خلال المعارك الأخيرة.
المعارضة لم تحكم الطوق على المدينة، لأنها تركت طريقاً واحداً لمن يرغب بمغادرتها. فإدلب تضم قرابة المليون من السكان المحليين والقادمين إليها من المحافظات الأخرى.
وأشار مراسل “شبكة شام” أبو مجاهد، إلى استخدام النظام للمدنيين كدروع بشرية خلال المعارك، بعد أن انتقلت الاشتباكات إلى داخل الأحياء السكنية. وأكد أبو مجاهد، أن عائلات بأكملها وُجدت مقتولة، في المواقع التي سيطرت عليها المعارضة حديثاً. وهذا ما يدفع المعارضة للتفكير ملياً بخطواتها العسكرية القادمة، خوفاً على حياة المدنيين.
وفي السياق، أعلنت غرفة عمليات “جيش الفتح”، في بيان لها، أن الوصايا التي يلتزم بها عناصر المعارضة خلال معارك السيطرة على المدينة المأهولة بالسكان، تتضمن “تحري الدقة في قصف الأهداف، والرفق بالمدنيين، وفتح باب التوبة لمن كان يتعامل بشكل مباشر مع النظام”.
المرحلة القادمة من معركة إدلب ستكون صعبة جداً، ولن تكون بذات وتيرة المعارك خلال الأيام الأولى. يقول مدير موقع “شهبا برس الإخباري” مأمون أبو عمر، لـ”المدن”، إن فصائل المعارضة ستواجه مقاومة شرسة، لوجود أعداد كبيرة من مليشيات الدفاع الوطني من أهالي إدلب، والمتحصنين في كل أرجاء المدينة. ويُرجّح أبو عمر أن تخوض هذه المليشيات معاركها بضراوة، وخاصة “بعد أن تخلى عنها النظام والميليشيات الشيعية في كفريا والفوعة، بريف إدلب. ولم تُرسل المؤازرات إلى مليشيا الدفاع الوطني، على الرغم من النداءات المتكررة التي وجهتها”.
وتعتبر إدلب من المدن السورية صغيرة الحجم، ويبدو صمود ميليشيات الدفاع الوطني فيها لفترة طويلة، بالغ الصعوبة. ويؤكد القائد في الجيش السوري الحر العقيد فايز الأسمر، أن المعارضة إذا ما سيطرت على المدينة، ستصبح السيطرة على المناطق المجاورة التي لا تزال في قبضة النظام، كأريحا وجسر الشغور، تحصيل حاصل مع مرور الوقت لأنها ستفقد شريان إمدادها”.
ويضيف العقيد فايز الأسمر، في حديثه لـ”المدن” أن “حلم المعارضة لو تحقق، سيضمن قطع طرق الإمداد اللوجستي للنظام، ما بين خزان النظام البشري في الساحل، والشمال في حلب. وبالتالي لن يبقَى للنظام سوى منفذ واحد إلى حلب، وهو طريق البادية الذي يمر من خناصر، المهدد دوماً بالإغلاق”.
وكعادته، لجأ النظام في اليومين الماضيين، إلى ضرب مواقع المعارضة الخلفية للضغط عليها، في حواضنها الشعبية، فقد شن طيران النظام بنوعيه الحربي والمروحي، أكثر من 35 غارة جوية بالصواريخ والبراميل المتفجرة، حوى بعضها غاز الكلور، واستهدفت خطوط الاشتباك، ومدن سرمين ومعرة مصرين وقميناس وكورين وفيلون وبنش، وعدداً من المواقع في محيط مدينة إدلب، ما أودى بحياة عدد من المدنيين والعشرات من الجرحى.
وكانت عشرات الحواجز والثكنات والمنشآت الخدمية والصناعية، المتناثرة على أطراف المدينة، وعلى الكورنيش، والتي حولتها قوات النظام إلى ثكنات عسكرية، قد سقطت بيد المعارضة، بعد إعلان المعركة، صباح الثلاثاء. واندحرت قوات النظام بشكل متتالٍ، أمام ضربات المعارضة التي بدت في وئام مع بعضها، تجمعها غرفة عمليات واحدة ضمت “أحرار الشام” و”جبهة النصرة” و”جند الأقصى” و”جيش السنة فيلق الشام” و”لواء الحق” و”أجناد الشام”. ويبلغ عدد المقاتلين المنضوين تحت لواء غرفة العمليات أكثر من عشرة ألاف مقاتل.