أحداث السبت 29 تشرين الثاني 2014
النظام السوري يقتل 500 مدني في 1755 غارة خلال 40 يوماً
بيروت ـ أ ف ب
قتل أكثر من 500 مدني سوري في 1755 غارة نفذتها طائرات النظام السوري واستهدفت مناطق مختلفة في سورية منذ 20 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة.
وقال المرصد في بريد إلكتروني “ارتفع إلى 1755 عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام الحربية والمروحية على عدة مناطق في قرى وبلدات ومدن سورية (…) منذ فجر 20 تشرين الأول (أكتوبر)”.
وأضاف: “تمكّن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق استشهاد 527 مواطناً مدنياً، هم 120 طفلاً دون سن الثامنة عشرة، و93 مواطنة فوق سن الـ18، و314 رجلاً، نتيجة القصف من الطائرات الحربية والمروحية، بالإضافة إلى إصابة نحو ألفين آخرين من المدنيين” بجروح.
وطالب المرصد “الدول التي لها تأثير كبير في المجتمع الدولي (…) بالعمل الجاد من أجل وقف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب بشكل يومي، بحق أبناء الشعب السوري ولإحالة ملف هذه الجرائم إلى محكمة الجنايات الدولية، أو إنشاء محاكم خاصة بسورية”.
كما دعا إلى “إدخال النظام السوري الحاكم في دمشق الى موسوعة غينيس العالمية للأرقام القياسية، بتنفيذه خلال 40 يوماً نحو ألفي غارة جوية بحق أبناء شعبه، وقتله وجرحه نحو 2500 منهم”.
وكثف النظام السوري في الفترة الأخيرة من عمليات القصف الجوي ضد أهداف ومواقع للمعارضة والمجموعات الجهادية في العديد من المناطق السورية.
وقتل في سورية منذ بداية النزاع فيها منتصف آذار (مارس) 2011 أكثر من 195 ألف شخص.
60 غارة على درعا لوقف تقدُّم «الجيش الحر»
لندن – «الحياة»
تقدم المقاتلون الأكراد بحذر في مدينة عين العرب (كوباني) الكردية شمال سورية بعد انسحاب عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من بعض أحيائها، في وقت شنت مقاتلات النظام ستين غارة على الأقل على مناطق في درعا لوقف تقدم مقاتلي «الجيش الحر» في جنوب البلاد (للمزيد).
وإذا تأكد تراجع «داعش» في عين العرب، فإنه يعكس اقتناع التنظيم بأن حملته للسيطرة على المدينة ذات الغالبية الكردية، والتي بدأت في 16 أيلول (سبتمبر) الماضي انتهت بالفشل، بعدما كلّفته مئات القتلى الذين سقطوا في المعارك ضد مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردي المدعومة من مقاتلي «البيشمركة» العراقية و «الجيش الحر» بغطاء جوي وفّرته طائرات التحالف الدولي- العربي التي شنت 15 غارة على أهداف لـ «داعش» في العراق وسورية منذ الأربعاء الماضي.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن «تنظيم الدولة الإسلامية انسحب من أجزاء واسعة من المربع الحكومي الأمني وسوق الهال في مدينة عين العرب، حيث مشّطت وحدات حماية الشعب الكردي منطقة البلدية والمربع وسط سيطرة نارية عليه وعلى سوق الهال». وأشار إلى «تقدم حذر لمقاتلي الوحدات خوفاً من تفخيخ تنظيم الدولة الإسلامية المباني وزرع عبوات ناسفة فيها». وقدّم ناشطون سوريون معلومات مماثلة عن انسحاب «الدولة الإسلامية» وتقدم الأكراد في عين العرب.
إلى ذلك، أوضح «المرصد» أن طائرات النظام شنت 60 غارة على مناطق في ريف درعا جنوب سورية، بينها «34 غارة استهدفت 21 منها مناطق في بلدتي إبطع والشيخ مسكين، في حين ألقى الطيران المروحي 26 برميلاً متفجراً استهدفت 12 منها مناطق في بلدتي إبطع والشيخ مسكين»، بالتزامن مع «استمرار الاشتباكات بين قوات النظام وعناصر «حزب الله» اللبناني من جهة، والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة وجبهة النصرة من جهة أخرى».
وأفادت «الهيئة السورية للإعلام» بأن الأسبوع الأخير من الشهر الجاري «شهد تطورات ميدانية مهمة، أبرزها اشتداد المعارك في خان أرنبة ومدينة البعث آخر معاقل النظام في ريف القنيطرة، إضافة إلى تواصل المعارك في محيط مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا». وأعلنت فصائل الجبهة الجنوبية «تحريرها نقاطاً في محيط اللواء 82 شمال مدينة الشيخ مسكين، في وقت أكد مراسل الهيئة السورية للإعلام مقتل خمسة من عناصر ميليشيا حزب الله وقوات النظام، بينهم ضابط أثناء محاولة فاشلة لاقتحام الحي الغربي من بصرى الشام».
وأعلن «المرصد» مقتل «أكثر من 500 مدني سوري في 1755 غارة نفذتها طائرات النظام» واستهدفت مناطق في البلاد منذ 20 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
لاجئون سوريون في اليونان يطلبون المغادرة
اثينا – أ ف ب
طالب نحو 200 لاجئ سوري في اثينا اليوم الجمعة، بالسماح لهم بمغادرة اليونان بسبب تدهور الظروف في هذا البلد الذي يعاني من ازمة اقتصادية.
وقال نادر حلبوني ممثل اللاجئين السوريين الذين يعتصمون في ساحة “سينتاغما” وسط اثينا منذ اكثر من اسبوع، إن “اليونان التي تعاني من ازمة اقتصادية لا يمكنها لوحدها تحمل عبء ايواء لاجئي الحرب”.
وأضاف للصحافيين أن “الحل الوحيد هو أن يتم منحنا وعائلاتنا حق التوجه إلى بلد اوروبي اخر لبدء حياة جديدة كريمة لاطفالنا”.
وبدأ اللاجئون السوريون احتجاجهم في 19 تشرين الثاني (نوفمبر) لمطالبة السلطات بتوفير مساكن لهم، بعد أن امضوا اشهراً ينامون في الحدائق او في الشوارع.
وقام اكثر من عشرة منهم بالاضراب عن الطعام، وادخلوا إلى المستشفيات بعد اصابتهم بالاغماء.
واليونان كما ايطاليا واسبانيا، تستخدم من قبل عدد متزايد من المهاجرين غير الشرعيين من افريقيا والشرق الاوسط وشبه القارة الهندية كمعبر لدخول الاتحاد الاوروبي.
وبلغ عدد السوريين الذين دخلوا اليونان بطريقة غير شرعية نحو 28 الفاً منذ كانون الثاني (يناير) الماضي مقارنة مع 8500 العام الماضي.
بوتين يؤكّد دعمه لسوريا والعراق المعلّم: الحوار قد يبدأ في موسكو ثم دمشق
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ، روسيا اليوم)
صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاربعاء الماضي، بأن موسكو ستواصل القيام بالخطوات المطلوبة لدعم الشعب السوري من أجل تجاوز الأحداث المأسوية وتحقيق الوفاق والسلام في أسرع وقت، فيما قال المعلم إن العلاقة بين البلدين هي تحالف استراتيجي، وإن موسكو ملتزمة تنفيذ عقود السلاح مع دمشق ، معتبراً أن عملية جنيف ومونترو فشلت.
وقال بوتين لوكالة “انباء الأناضول” التركية شبه الرسمية في مناسبة الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الروسي لتركيا الاثنين، إن اتصالات موسكو مع ممثلين للحكومة السورية ومختلف جماعات المعارضة والشركاء الإقليميين والدوليين، بمن فيهم الأتراك، تهدف إلى تسوية الأزمة السورية.
وأضاف الرئيس الروسي أن “الوضع في سوريا لا يزال يثير قلقاً جدياً. وندرك جيدا ما هو الوزر الثقيل الذي يقع على تركيا في ظروف النزاع الدموي المستمر لدى جيرانها. وتجدر الإشارة إلى أن الخطر الرئيسي لتفاقم الوضع لاحقاً في هذا البلد وغيره من الدول القريبة يرتبط بنشاط ما يسمى الدولة الإسلامية وغيره من الجماعات الراديكالية التي كانت بعض الدول الغربية في حينه تراهن عليها وتناغمت معها وشجعتها”.
وأوضح أن موسكو تعتبر مكافحة الإرهابيين والمتطرفين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المضطربة، بما فيها سوريا، إحدى المهمات الأولوية للمجتمع الدولي، معربا عن اقتناعه بأن الجهود الرامية إلى احتواء هذا الخطر يجب بذلها على أساس قرارات مجلس الأمن والالتزام الدقيق لأحكام القانون الدولي، وقبل كل شيء مبادئ سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وبشفافية ومن دون أي “جدول أعمال” خفي.
وأكد أن موسكو ستواصل دعم حكومات سوريا والعراق وغيرهما من دول المنطقة في مواجهة المتطرفين، قائلاً: “نعتبر عموماً أن من المهم معالجة قضايا المنطقة الكثيرة بشكل متكامل وعلى أساس التحليل العميق لكل الأخطار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”. وأشار الى أنه من الواضح أن متطرفين يستغلون النزاع العربي – الإسرائيلي المستمر منذ فترة طويلة لتجنيد أنصار جدد وخصوصاً من الشباب.
وشدد على أن روسيا تبذل جهدها منذ بداية الأزمة في سوريا من أجل تسويتها سلمياً وسياسياً على أيدي السوريين أنفسهم وعلى أساس بيان جنيف الصادر في 30 حزيران 2012، أي من طريق حوار داخلي من دون شروط مسبقة وإملاءات خارجية. واعتبر إن تعزيز مواقف الجماعات الإرهابية في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط عموما يتطلب توحيد كل القوى السلمية في المجتمع السوري من أجل مستقبل سوريا كدولة مدنية موحدة ديموقراطية مستقلة تضمن المساواة لجميع الطوائف والأمن والسلام لجميع المواطنين.
المعلم
في غضون ذلك، أكد المعلم في مقابلة مع قناة “الميادين” التي تتخذ بيروت مقراً لها أن روسيا ملتزمة تنفيذ عقود السلاح مع سوريا. وقال إن “روسيا أعلنت مراراً أن هذه العقود تنسجم مع الاتفاقات الدولية”.
ووصف العلاقات بين دمشق وموسكو بتحالف استراتيجي. ورأى أن عملية جنيف – مونترو فشلت، لكن الحكومة السورية وروسيا ستعملان بجهد لتحقيق الحوار مع فصائل المعارضة الوطنية، مشيراً إلى أن الحوار قد يبدأ في موسكو ويتابع في دمشق.
وأفاد أن بوتين تابع بأدق التفاصيل انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد، وأن الرئيس الروسي يحترم إرادة الشعب السوري.
500 قتيل مدني
على صعيد آخر، أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان أكثر من 500 مدني سوري قتلوا في 1755 غارة شنتها طائرات النظام السوري واستهدفت مناطق مختلفة في سوريا منذ 20 تشرين الاول الماضي .
وقال ناشطون سوريون معارضون إن انفجاراً عنيفاً دوّى في مطار حماه العسكري بوسط البلاد، وأشاروا إلى تصاعد دخان كثيف من داخله ، فيما شوهدت سيارات إسعاف تهرع إلى المطار.
وفي سياق متصل، قالت مصادر من المعارضة السورية أن 20 من أفراد القوات النظامية قتلوا في اشتباكات مع مسلحي المعارضة بين بلدتي زبدين والمليحة بغوطة دمشق الشرقية.
وقال المرصد السوري إن اشتباكات تدور بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة في محيط قريتي حيلان وكفر صغير عند المدخل الشمالي الشرقي لمدينة حلب، مضيفا أن ضابطاً من الجيش السوري النظامي قتل خلال الاشتباكات.
وتحدث عن إلقاء الطيران المروحي النظامي ثمانية براميل ذخيرة لقواته المحاصرة في بلدتي نبل والزهراء بريف حلب، بينما شن الطيران الحربي غارتين جويتين على محيط مطار دير الزور العسكري.
بوتين يتمسك بالدعم الروسي لسوريا: دول غربية راهنت على «داعش»
وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، رسالة واضحة إلى تركيا بأنه لن يتخلى عن سوريا، مؤكدا أن موسكو ستواصل دعم السوريين لتحقيق السلام، محملا الدول الغربية مسؤولية تواصل الحرب عبر الرهان على تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش».
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في ختام زيارته إلى سوتشي، إن العلاقة بين روسيا وسوريا تحالف إستراتيجي، وأن موسكو ملتزمة تنفيذ عقود السلاح مع دمشق معتبراً أن عملية جنيف فشلت، لكنه أشار إلى إمكانية عقد اجتماعات بين السلطة السورية والمعارضة في موسكو، على أن تتواصل في دمشق بعد ذلك.
وأكد بوتين، في مقابلة مع وكالة «الأناضول» نشرت أمس لمناسبة الزيارة التي سيقوم بها إلى أنقرة الاثنين المقبل، أن «موسكو ستواصل القيام بالخطوات المطلوبة لدعم الشعب السوري من أجل تجاوز الأحداث المأساوية، وتحقيق الوفاق والسلام بأسرع وقت».
وأعلن أن «اتصالات موسكو مع ممثلين عن الحكومة السورية ومختلف جماعات المعارضة، والشركاء الإقليميين والدوليين، بمن فيهم الأتراك، تهدف إلى تسوية الأزمة السورية».
وأكد أن «الوضع في سوريا لا يزال يثير قلقا جديا، وندرك جيدا ما هو الوزر الثقيل الذي يقع على تركيا في ظروف النزاع الدموي المستمر لدى جيرانهم. وتجدر الإشارة إلى أن الخطر الرئيسي لتفاقم الوضع لاحقا في هذا البلد، وغيره من الدول القريبة، يرتبط بنشاط ما يسمى بالدولة الإسلامية وغيره من الجماعات الراديكالية، التي كانت بعض الدول الغربية في حينها تراهن عليها وتناغمت معها وشجعتها».
وقال بوتين إن «موسكو تعتبر مكافحة الإرهابيين والمتطرفين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المضطربة، بما فيها سوريا، إحدى المهمات الأولوية للمجتمع الدولي»، معربا عن قناعته «بضرورة بذل الجهود الرامية إلى احتواء هذا الخطر على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي، والالتزام الدقيق بأحكام القانون الدولي، وقبل كل شيء مبادئ سيادة الدول وعدم التدخل في شؤون الدول الداخلية، وبشفافية ومن دون وجود أي جدول أعمال خفي».
واعلن ان روسيا «ستواصل دعم حكومات سوريا والعراق وغيرهما من دول المنطقة في مواجهة المتطرفين». وقال «عموما نعتبر أن من المهم معالجة قضايا المنطقة الكثيرة بشكل متكامل، وعلى أساس التحليل العميق لكافة الأخطار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا»، مضيفا «من الواضح أن متطرفين يستغلون النزاع العربي الإسرائيلي المستمر منذ فترة طويلة لتجنيد أنصار جدد خاصة من الشباب».
وأكد بوتين أن «روسيا تبذل جهدها، منذ بداية الأزمة في سوريا، من اجل تسويتها سلمياً وسياسياً من قبل السوريين، وعلى أساس بيان جنيف الصادر في 30 حزيران العام 2012، أي من خلال حوار داخلي من دون شروط مسبقة وإملاءات خارجية». واعتبر أن «تعزيز مواقف الجماعات الإرهابية في سوريا، ومنطقة الشرق الأوسط عموما، يتطلب توحيد كافة القوى السلمية في المجتمع السوري من أجل مستقبل سوريا كدولة مدنية موحدة ديموقراطية مستقلة، تضمن المساواة لجميع الطوائف والأمن والسلام لجميع المواطنين».
المعلم
وأكد المعلم، في مقابلة مع قناة «الميادين» في ختام زيارته إلى سوتشي، أن روسيا ملتزمة تنفيذ عقود السلاح مع سوريا. وقال «بيننا وبين وزارة الدفاع الروسية والشركات الروسية عقود لأنواع مختلفة من السلاح يحتاجها الجيش السوري. نحن لا نخرج عن إطار العقود، وروسيا أعلنت أن هذه العقود تنسجم مع الاتفاقيات الدولية».
ووصف العلاقات بين دمشق وموسكو بالتحالف الإستراتيجي. وقال إن «العلاقة الروسية – السورية لا تتأثر إطلاقا بما يجري في أوكرانيا أو انخفاض أسعار النفط أو بالعلاقات بين روسيا والغرب».
ورأى أن عملية جنيف فشلت، لكنه أضاف أن الحكومة السورية وروسيا ستعملان بجهد لتحقيق الحوار مع فصائل المعارضة الوطنية، مشيراً إلى أن الحوار قد يبدأ في موسكو ويتابع في دمشق. وقال «لا استطيع أن احدد زمناً معيناً، لكن نحن وروسيا سنعمل بكل جهد وجدية من اجل تحقيق هذا العمل. ومعروف أن جلسة حوار واحدة لا تنجز كل ما نصبو إليه. من الممكن أن يبدأ الحوار في موسكو وان يتابع في دمشق، مع الفصائل ذاتها، وهذا شيء متفق عليه».
وأعلن المعلم أن بوتين تابع بأدق التفاصيل انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد. وقال «الرئيس الروسي كان يتحدث عن الأسد والانتخابات الرئاسية السورية، وقال إن 88 في المئة من الشعب السوري أيد الأسد. كان متابعاً أدق التفاصيل، ولذلك هو يحترم إرادة الشعب السوري».
(«السفير»، «الاناضول»)
المعلم: الهجمات التي تقودها الولايات المتحدة لم تضعف تنظيم الدولة الإسلامية
بيروت – (رويترز) – قال وليد المعلم وزير الخارجية السوري إن الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة أخفقت في اضعاف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وإنه لن يتم القضاء على هذا التنظيم إذا لم يتم إجبار تركيا على تشديد القيود على الحدود.
وبدأ تحالف تقوده الولايات المتحدة في مهاجمة أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا في أيلول(سبتمبر) في إطار حملة أوسع لتدمير هذا التنظيم الذي استولى على مساحات شاسعة من سوريا والعراق.
وقال المعلم في مقابلة مع قناة الميادين التي تتخذ من بيروت مقرا لها الجمعة، إن كل المؤشرات تقول إن تنظيم الدولة الإسلامية اليوم بعد شهرين من الهجمات الجوية التي يشنها التحالف لم يضعف.
وقالت الحكومة السورية إنها مستعدة للمشاركة في محاربة هذا التنظيم ولكن الولايات المتحدة ترفض التعامل مع الرئيس بشار الأسد الذي تقول إنه فقد الشرعية ولابد وأن يتنحى عن السلطة.
وأضاف المعلم إنه إذا لم يجبر مجلس الأمن وواشنطن تركيا على السيطرة على حدودها فإن كل هذا العمل لن يقضى على تنظيم الدولة الإسلامية مشيرا إلى المقاتلين الأجانب الذين يدخلون إلى سوريا من تركيا. ولتركيا حدود مع سوريا يبلغ طولها 900 كيلومتر.
وتنفى تركيا بقوة اتهامات بدعمها الاسلاميين المتشددين دون قصد أو بطريقة آخرى من خلال حماسها لمساعدة المتمردين السوريين لاسقاط الأسد.
ويعتقد أن آلاف المقاتلين الأجانب انضموا إلى تنظيم الدولة الإسلامية في دولة الخلافة التي أعلنها من جانب واحد في شرق سوريا وغرب العراق.
وقال المعلم إن الدعوات التركية لاقامة منطقة حظر طيران في شمال سوريا ستؤدي إلى تقسيم البلد وأضاف إن لتركيا أطماعا في الأراضي السورية.
وقالت تركيا مرارا إنه لا بد من تطبيق منطقة حظر طيران لاقامة مناطق آمنة في سوريا للسماح للاجئين السوريين الموجودين في تركيا بالعودة إلى وطنهم. وقوبلت الفكرة التركية بفتور من حلفائها . وقال جنرال كبير في حلف شمال الأطلسي هذا الأسبوع إنه لم يجر بحث هذه الفكرة.
وعقد المعلم محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرجي لافروف على البحر الأسود في إطار حملة دبلوماسية روسية جديدة لاستئناف محادثات السلام بشأن سوريا.
ومن غير المحتمل إن تحقق هذه الجهود الكثير لأن روسيا ترفض دعوات خصوم الأسد السوريين والغربيين والعرب لتنحيه السريع عن السلطة.
وقال المعلم إنه بعد محادثاته مع الجانب الروسي تم الاتفاق على أن الحوار سيكون مع المعارضة الوطنية ولن يكون مرتبطا بالخارج.
الفقر والبطالة وغياب الإصلاح وراء سفر الأردنيين إلى سوريا والعراق… وعمان تخوض معركة ضد المتعاطفين مع «داعش».. حملات اعتقال للسلفية.. تكميم أفواه ومحاكمات
بعد شهرين من الغارات واشنطن تكتشف تناقضاتها في سوريا ودعوة للتخلص من الأسد
إعداد إبراهيم درويش:
لندن ـ «القدس العربي» تساءل ثامر الخطيب، وهو واحد من 25 متهما يحاكمون في الأردن بالتعاطف مع تنظيم الدولة الإسلامية قائلا «لماذا يحق للناس التعاطف مع بشار الأسد في الوقت الذي يقتل فيه النساء والأطفال؟» ولا يحق لغيرهم إبداء التعاطف مع الجهاديين، أو هكذا يرى.
لكن سؤاله كما يقول إيان بلاك محرر شؤون الشرق الأوسط بصحيفة «الغارديان» وإن لم يجب أحد يتردد بين السنة أبعد من الأردن وهم يراقبون الحكومات الغربية وحلفاءها من الدول العربية تحشد قواتها لقتال الجهاديين، وفي الوقت نفسه يواصل بشار الأسد قصفه للمدنيين وتمارس إسرائيل سياساتها القمعية في الأراضي المحتلة.
ووصف بلاك الجو في قاعة المحكمة التي عقدت جلساتها في العاصمة عمان، قضاة يدرسون ملفات تراكمت أمامهم ومحامين والمعتقلين بالقيود وأهاليهم الذين حضروا لمتابعة وقائع المحكمة، وكل المعتقلين ينتمون للتيار السلفي الجهادي.
محاكم روتينية
ويقول بلاك إن صور المحاكم في العاصمة عمان أصبحت مسألة روتينية حيث تحركت المملكة الأردنية الهاشمية وبشدة لإسكات أي إشارة تعاطف أو مشاركة مع تنظيم داعش وغيره من الجماعات الجهادية خاصة جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا.
وينقل الكاتب عن محمد المومني، المتحدث باسم الحكومة الأردنية قوله «نريد حرمان هذه الجماعات الإرهابية من أي قاعدة دعم أيديولوجي».
ولكن المحامي موسى العبدلات الذي يمثل 17 من المتهمين يعبر عن خوفه من طريقة تعامل القضاة مع موكليه «أشعر بالفزع من هذه الحالات» مشيرا إلى أنه يصعب الدفاع عنهم نظرا «لتجاهل المحكمة الدفاع وتقوم بإصدار عقوبات صارمة» ضد المتهمين. ويضيف بلاك أن الكثير من المتهمين اعترف باستخدام الفيسبوك أو الوتسأب ووضع رسائل داعمة لداعش وأثنى عليه أو قدم الولاء لأبو بكر البغدادي.
مخاوف داخلية
وينبع الموقف الأردني الخائف من النزعات الجهادية لكونه قريبا من الحدود السورية والعراقية ونظرا لوجود مئات الألوف من المهاجرين السوريين على أراضيه وكذا من العراقيين.
وهناك عامل آخر ربما كان وراء سفر الآلاف من الأردنيين للقتال في سوريا والعراق وهو أن مؤسس تنظيم القاعدة في العراق الذي سبق داعش هو أبو مصعب الزرقاوي، الذي ولد ونشأ كما يشير لقبه بمدينة الزرقاء جنوب العاصمة عمان.
ويتذكر الأردنيون أيضا الهجمات التي نظمها الزرقاوي على فندق في عمان عام 2005 وقتل فيها 60 شخصا ويرون فيها مثالا عن مخاطر العنف والتطرف. ولهذا جاء الموقف الأردني متشددا من داعش سواء في خطاب الملك عبدالله الثاني ومسؤولي حكومته.
ويقول المومني «قد لا نجد أهدافا عسكريا لضربها»، «لكن الجبهات الأمنية والأيديولوجية مستمرة، ونعرف جيدا هذه الظاهرة، ولا يوجد لدى هؤلاء الأشخاص مناخ دافئ للنمو». ونتيجة للسياسة الأردنية المتشددة فإن القيادات السلفية الجهادية مثل أبو محمد المقدسي إما وراء القضبان أو صامتة تخاف من ملاحقة قوات الأمن والمخابرات القوية.
وتم فصل الأئمة الذين يبشرون بالتطرف، وتقوم الحكومة الأردنية بحملة توعية تعبر عن رسالة الملك والتي تؤكد على الإسلام المعتدل ورفض المدرسة التكفيرية التي يستخدمها داعش لتبرير قتل «الكفار».
وهي رؤية وجدت شجبا من عمر محمود عثمان (أبو قتادة) الذي قضى فترة في السجون البريطانية ثم رحل إلى الأردن وحوكم وبرئت ساحته من التورط في قضايا الإرهاب، كما وشجب قتل الأجانب الذي قام به داعش.
ويشير بلاك إلى ان الاعتقالات والمحاكمات للمتعاطفين مع الجهاديين زاد بشكل كبير بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة الموصل في حزيران/ يونيو. ومما سهل عمل السلطات القضائية هو التعديل في قانون مكافحة الإرهاب.
أرقام
ويعتقد أن هناك 2.000 أردني يقاتلون في سوريا وقتل منهم 250 شخصا. وبحسب التقديرات يأتي الأردنيون في المرتبة الثالثة بعد التونسيين والسعوديين ممن سافروا للقتال في سوريا.
ويشير بلاك إلى أن المخاطر التي يمثلها المتعاطفون مع داعش وغيره هي أخطر في الداخل منها في الخارج، خاصة أن التنظيم كان واضحا في توجيهه رسائل معادية للنظام الأردني، مثل «رسالة إلى طاغوت الأردن» وجهها ولد صغير للملك عبدالله وحرق جواز سفره واثنى على أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل في العراق عام 2006.
ويرى كاتب ليبرالي أردني معروف «في الواقع الدولة ليست مهتمة بتصدير الإرهاب» بل هي قلقة «من قيام أشخاص في الزرقاء لصناعة قنبلة بيتية».
وهناك خلاف في الأرقام حول عدد المتعاطفين مع داعش في الأردن، فمروان شحادة الذي كان ناشطا سلفيا في الماضي يقدرعدد المتعاطفين مع تنظيم الدولة بما بين 8.000 ـ 10.000 شخص، ومعظهم ظهر بعد انتصارات داعش في العراق وهم غير منظمين.
ويقول شحادة «لقد ارتكب الأردن خطأ بالدخول في التحالف الدولي»، مضيفا إلى أن الولايات المتحدة «ضغطت على الأردن لمنع داعش من الوصول للحدود مع إسرائيل».
ويرى خبير في تنظيم الاستطلاعات، معين خوري ان المتعاطفين مع داعش دعموه بسبب الظلم والغضب على أمريكا وإسرائيل «ويشعرون بأن الإسلام يتعرض لهجوم صليبي، والآن لا يوافقون على قرار الأردن المشاركة في التحالف».
ويصف الوزير السابق والسياسي المعروف عدنان أبو عودة موقف الحكومة بأنه كمن «يسير على حبل مشدود».
قضايا أخرى
ويعتقد الكاتب أن الأيديولوجية مهمة في انتشار التعاطف مع التنظيم لكن الفقر والشعور بفقدان الأمل يمكن أن يكون عاملا أهم خاصة بالنسبة للشباب. ويرى دبلوماسي غربي «تسمع الكثير من القصص عن شبان ساخطين سافروا إلى سوريا» مضيفا أن «هؤلاء هم شبان لم يتلقوا تعليما عاليا وبدون وظائف ولا شيء يخافون عليه، فأي راتب يحصلون عليه من داعش سيكون أحسن مما يحصلون عليه في بلادهم».
ويشير بلاك إلى حادث في منطقة العبدلي بعمان عندما سخر باعة من شرطة مكافحة الشغب بوضع أغان مؤيدة لداعش عندما تم قامت البلدية بإخلاء سوق غير مرخصة.
ويضيف أن هناك شائعات يتم تداولها في الأردن، فقد سمع أحد الأشخاص وهو يتحدث لآخر قائلا له «لماذا تهتم بالحياة هنا ومشاكلها في الوقت الذي يمكنك الذهاب للموصل حيث تحصل على راتب 400 دولار وزوجة وتعيش حياة إسلامية»، وهناك شائعة أخرى تقول ان أرامل المقاتلين الذين قتلوا في العراق يحصلن على تقاعد جيد من داعش.
ورغم كل هذا فقد ترك القمع الذي مارسته الأجهزة الأمنية أثره، ففي مدينة معان، جنوب الأردن اختفى علم داعش بعد رفعه على أحد جوامعها هذا الصيف.
وفي حي نزال بمدينة عمان تنتشر الشعارات الجدارية «الموت لإسرائيل» وتلك التي تمجد مقاومة غزة لكن لا يوجد ما يشير للتعاطف مع غزة.
فقد قام مقنعون من أجهزة الأمن بمداهمة بيت شخصية سلفية متعاطفة مع داعش إضافة لاعتقال عدد آخر في أنحاء متفرقة من البلاد. ومن حي نزال جاء جهاد غبن والذي كان ناشطا فيما عرف بالحراك الأردني عام 2011 ولكنه ترك دراسته وسافر إلى سوريا حيث انضم لجبهة النصرة.
وفي آخر رسالة له على الفيسبوك قبل مقتله في إدلي حذر الولايات المتحدة بأنها ستخوض في أنهار من الدم وستواجه سكاكين الزرقاوي وطائرات أسامة بن لادن.
ويقول أحد أصدقائه «لم يتغير شيء في الأردن ولهذا سافر للبحث عن حل، وإعلان الجهاد كان واحدا منها». لكن عمر خضر (17 عاما) من الزرقاء سافر كما يقول والده لقتال الأسد وليس إقامة دولة إسلامية. وعندما شعر بخيبة أمل سافر إلى تركيا واتصل مع السفارة الأردنية التي رفضت مساعدته ومن ثم عاد إلى عمان حيث كانت المخابرات في استقباله وهو الآن في السجن بعد أن حكم عليه خمسة أعوام بتهمة الإنضمام لجماعة إرهابية.
ويرى والده أن ابنه كان شابا متحمسا، حيث تابع الحرب في سوريا عبر وسائل التواصل الاجتماعي «وأرسل له أحدهم صورة لجبهة النصرة، وقلت للمدعي العام في محكمة أمن الدولة «لو كنت في مكانه لأصدرت براءة عن هؤلاء الشباب لأنك تحولهم إلى متعاطفين مع داعش، ولن يقود هذا إلا لمزيد من التطرف».
ورغم قدرة المخابرات على مواجهة التحديات التي يمثلها داعش، وتعاون الناس مع جهودها «لو سمعت أي شخص يتحدث عن داعش، سأقوم بالتبليغ عنه للشرطة» يقول سائق تاكسي إلا أن ما تحتاجه البلاد حسب أبو عودة هو إصلاح سياسي «حتى لو هزمت داعش في الميدان فإنك لن تدمرها».
ويقول «من أجل قتل الفكرة فأنت بحاجة للإصلاح في العالم العربي، وساعد داعش من هم غير جادين في الإصلاح وأعطاهم مبررا».
وهناك بعد آخر في أزمة التعامل مع داعش ومتعلق ليس بالسياسات الداخلية الأردن ولكن بالتحالف الدولي وتناقضات الموقف الأمريكي من سوريا والنظام فيها. فهناك نوع من القنوط في أوساط المعارضة السورية التي توصف بالمعتدلة التي ترى في استهداف تنظيم الدولة الإسلامية دون النظام معالجة للعرض دون الأصل.
سياسات متناقضة
وزاد حنق المعارضة في الأسبوع الحالي عندما ضربت الطائرات الأمريكية مواقع للتنظيم في الرقة يوم الأحد بدون تسجيل ضحايا ثم جاءت طائرات النظام وقصفت مواقع أدت لمقتل أكثر من 130 شخصا.
وزاد غضب المعارضة فكرة مشاركة المقاتلات الأمريكية والسورية نفس الأجواء في الحرب على داعش.
وجاءت الهجمات السورية بعد دعوة الرئيس السوري بشار الأسد الغرب للتعاون معه لهزيمة التنظيمات الجهادية.
وتعكس مواقف المعارضة الغاضبة صورة عن سياسة الرئيس باراك أوباما المتناقضة في سوريا ومع الدولة الإسلامية، وكلما طال أمد النزاع بدون حل للازمة كلما تضررت السياسة الأمريكية حسب «نيويورك تايمز».
فبعد شهرين من بداية الغارات على تنظيم الدولة دخلت أمريكا في تورط عسكري مباشر مما يطرح أسئلة مباشرة حول الافتراضات الأساسية لاستراتيجية الولايات المتحدة في العراق وسوريا.
وواحد منها هي فكرة هزيمة تنظيم الدولة بدون أن تظهر بأنها تدعم جانبا ضد آخر. أما الإفتراض الآخر فهو إمكانية طرد التنظيم من العراق واحتوائه في سوريا.
وتنقل عن إميل هوكايم من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن قوله «لقد تم فضح التفكك في استراتيجية أوباما وتم تكبيره»، ويعترف هوكايم بأنه لا يمكن هزيمة المتطرفين بدون إنهاء حكم الأسد الدكتاتوري وتعزيز قوة السنة المحرومين والذين يقفون وراء الانتفاضة.
وفي الوقت الذي حاول فيه الرئيس أوباما التركيز على العراق نظرا للتضحيات الأمريكية البشرية والمالية فيه، إلا ان المحللين يرون أن النزاع في العراق وسوريا متشابكان. ففي العراق وصل تنظيم داعش لحدود توسعه في المناطق السنية وتوقف عند المناطق الشيعية والكردية.
ويظل طرده من المناطق السنية مسألة مرتبطة بمخزونه في سوريا الذي يعتمد عليه في الدعم والإمدادات. فيمكن لمقاتلي التنظيم في شرق سوريا اجتياز الحدود مع العراق- رغم أنه ألغاها.
وهذه المناطق تظل بعيدا عن سيطرة نظام الأسد الذي ركز على الاحتفاظ بالمدن. فمعظم المدن السورية الكبرى لا تزال تحت سيطرة النظام باستثناء الرقة التي أعلن التنظيم الأسبوع الماضي عن ضبط توقيتها حسب توقيت المناطق العراقية الواقعة تحت سيطرته.
وتقول الصحيفة إن داعمي الأسد ومؤيديه يرون تناقضا في الاستراتيجية الأمريكية، فلا هي قادرة على هزيمة داعش وهي تعزز نظام الأسد وإن بطريقة غير مباشرة.
ويرى مؤيدو الأسد ضرورة تعاون الولايات المتحدة مع نظام دمشق وداعمته إيران، حيث قالوا إن واشنطن تعاونت مع الميليشيات المدعومة من إيران في العراق لمواجهة داعش. ويقولون إن القوى المرتبطة بنظام الأسد في سوريا أكثر تنظيما من قوى المعارضة السورية.
ولكن تعاونا مع نظام قتل أكثر من 200.000 من أبناء شعبه سيضع الولايات المتحدة في وضع صعب والتعاون مع نظام تقول المعارضة إنه قتل من السوريين أكثر من داعش. وفي المقابل تجد المعارضة السورية نفسها بين مطرقة النظام وسندان داعش، فيما انضم عدد منها لتنظيم الدولة بعد أن فقدوا الأمل بأمريكا.
وترى المعارضة أن تعاونها مع الإدارة الأمريكية يظل رهنا بتحرك الأخيرة ضد الأسد. ولكن استرتيجية الإدارة كما تقول الصحيفة لا تهدف الإطاحة بالأسد خشية خلق فراغ يملؤه الجهاديون بل إجباره- الأسد – على الدخول في حل سياسي.
وهناك محاذير أخرى تتعلق بموقف حلفاء النظام السوري في لبنان والعراق وإيران، فهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي. وفي الوقت الذي لم يتعاون الأمريكيون صراحة مع حزب الله في لبنان إلا ان الحزب أعلن حربه على داعش وساعد الجيش اللبناني المدعوم من أمريكا.
وتواجه الإدارة صعوبة في حرف المقاتلين السوريين عن داعش نظرا لعدم وجود برامج تدريب فاعلة وقدرة التنظيم المالية والعسكرية الجذابة للمقاتلين.
ويرى وسام طريف، الناشط المدني إنه بدون حرب للأفكار فلا يمكن هزيمة داعش «يمكنك قتل 2.000، 3.000 ولكنهم سيجندون عددا أكبر»، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تقاتل في الميدان الخطأ فهي بحاجة إلى كسب عقول وقلوب السوريين. وهذا الكلام وإن كان صحيحا إلا أن موقف الإدارة الغامض من النظام يظل معوقا.
دمروا الأسد
وهنا يرى روبرت كيسي النائب في الكونغرس عن ولاية بنسلفانيا في مقال رأي نشرته صحيفة «واشنطن بوست» أن استراتيجية أوباما تفتقد عنصرين مهمين وهما الاعتراف بضرورة التصدي للأسد «وأنه يجب أن يرحل» أما الثاني «مواجهة القضايا التي خلقت فضاء لظهور وصعود تنظيم الدولة الإسلامية».
وعليه يقول النائب « في الوقت الذي تقوم فيه الإدارة بتقييم الاستراتيجية، أحث الرئيس على إدخال هذين العنصرين في الاستراتيجية».
صحيح يظل تنظيم الدولة مركز انبتاهنا في المنطقة خاصة أنه يمثل تهديدا حتميا للأمن القومي الامريكي، «لكنني قلق من تحول انتباه الإدارة عن الهدف الرئيسي وهو إنهاء نظام الإضطهاد وحكم العنف الذي يقوده بشار الأسـد.
ودعا النائب الإدارة لمساعدة المعـارضة السورية على إدارة مناطقها. ويقول إنـه مــن المناسب قيام الإدارة وقادة الكونغرس لمناقشــة استراتيجية مواجهة تنظيم الدولة الإسـلامية والمساعدة في تحقيق الاستقرار في المنـطقة «وهذه فرصة لا تعوض للتأكد من تـصدي استراتيجيتنا لجذور الأزمة خاصة وحشــية النظام السوري».
«داعش» يغير شكل التحالف الإقليمي: تأييد عربي «للتوسعة» براً وإحياء ضم الأردن «للخليجي» وغرف عمليات مشتركة
من بسام البدارين
عمان ـ «القدس العربي» خطران استراتيجيان في البعد الأمني يتحدث عنهما الأردنيون في الغرفة المغلقة عندما يتعلق الأمر بتوسيع النطاق العملياتي للتحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسورية، ضعف الجيش العراقي و «المخاطر» المحتملة على الوضع الإقليمي في السعودية.
مؤخرا اتبع الأردن في الملف السوري سياسية «عملياتية» تظهر حرصا شديدا على عدم وجود قوات تابعة لجبهة النصرة في المدى المنظور على الطرف الآخر من الحدود خصوصا في مدينة نصيب بدرعا حيث دعمت عمان وجود قوة عسكرية من الجيش الحر وتحرص على بقاء جبهة النصرة في أبعد مسافة ممكنة.
في المسألة العراقية يديم الأردنيون اتصالاتهم بمجاميع قبائل الأنبار المسلحة التي تعمل على شكل «فاصل» جغرافي بين محافظة الأنبار والحدود مع الأردن على أمل العودة لمربع العازل الجغرافي الاستراتيجي.
وفي المسألة السعودية يصر الأردن سياسيا على أن تكون الأولوية للأمن القومي السعودي في ظل تطور الأحداث في العراق والمنطقة الشرقية والجنوب بمحاذاة اليمن.
التطورالمستجد لمسار الأحداث الذي تراقبه عمان بحرص هذه الأيام يتمثل في الالتفافات التكتيكية التي أتاحت لقوات تنظيم داعش التحكم بطريقين على الأقل في محيط الأنبار بمساعدة من خبرات بعثية قديمة.
تمكن داعش من هزيمة قوات الجيش العراقي النظامي على أكثر من جبهة هو ما يقلق المؤسسات الأردنية التي تبدو متحفزة جدا للمساهمة في أي»مقترحات» عملياتية هدفها الأمني إبقاء قوات داعش والنصرة تحديدا في أبعد مسافة ممكنة عن الحدود مع المملكة.
الاقتراب من الحدود الأردنية «ممنوع»، هذا ما يرد عن رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور في الاجتماعات الخاصة ومصدر وزاري مسؤول يبلغ «القدس العربي» بأن الأردن موجود وبقوة وفي كل التفاصيل على طاولة غرفة عمليات التحالف الدولي الجديد والمجتمع الإستراتيجي ـ الاستخباري يعرف ويعترف الآن بأن»القراءة التحليلة المعلوماتية «التي قدمها الأردن في الماضي ويقدمها الآن هي الأكثر «صدقية» وإنتاجية.
لذلك زار أعضاء في الكونغرس معنيون بمفاصل اللجان المختصة بالاستخبارات والدفاع عمان عدة مرات ولذلك «انتشعت» أيضا غرفة العمليات الأمنية المشتركة مع السعودية تحديدا في عمان، ولذلك إيضا انطلقت المناورات الأردنية العسكرية مع دولة الإمارات.
غرف عمليات ودواوين الدول الأعضاء في التحالف تتداول العديد من الاقتراحات حول الخطوات العملياتية اللاحقة في مجال التصدي لقوات داعش وحجم المواجهة يعيد إنتاج الكثير من الأفكار والسيناريوهات.
هنا تحديدا تبرز مشاريع تدرس بعناية لا تبدأ عند تصعيد خطوات تأسيس «الجيش الخليجي الموحد» ولا تنتهي عند غرفة عمليات موحدة لرؤساء الأركان الخليجيين والعرب وتعبر عبر العمل بروح عسكرية واستراتيجية جديدة مؤسسة على أساس التحالف مع مصر خليجيا.
ومن نفس النقطة تنطلق الاقتراحات التي تحدثت عنها «القدس العربي» تحت عنوان تشكيل قوة عسكرية برية تتولى الاشتباك العملياتي داخل العراق مع دور محتمل لها في سورية في الوقت الذي تتسرب فيه معلومات نزيرة جدا عن محاولات خلف الستارة لإحياء مشروع سياسي قديم يتحدث عن «ضم الأردن» تحديدا لمنظومة مجلس التعاون الخليجي.
الأردن حصريا كان قد اعتبر سابقا أن الاشتباك البري هو مهمة الجيشين العراقي والسوري داخل البلدين لكن استحكام داعش أكثر في الأنبار والنصرة أكثر في درعا يساهمان في «تعديل» المزاج الأردني بالخصوص ويجعلان عمان «منفتحة» على دور محتمل لها في نطاق الاشتباك البري إذا ما تم توسيع نطاق عمليات التحالف.
أغلب التقدير ان الكثير من المسائل التنفيذية في السياق ستبحث في اللقاء الهام في الخامس من الشهر المقبل بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
وهو لقاء يتم عمليا بعد سلسلة مشاورات مكثفة جرت في عمان مع لجان الكونجرس المختصة بالتمويل الدفاعي والاستخباري ومع الحكومة العراقية الجديدة.
الأردن سياسيا وشعبيا يبدو جاهزا لأي «توسعة» محتملة لنطاق عمليات التحالف والدعوات التحذيرية الداخلية توقفت والأجواء السياسية والبرلمانية تميل لتكريس القناعة بأن المعركة مع داعش وشقيقاتها أردنية بامتياز.
أزمة غذائية تطال الموالين والمعارضين للنظام في سوريا… والمستفيد حكومة طهران
سلامي محمد
ريف دمشق ـ «القدس العربي» يتعرض السوريون كافة سواء كانوا من الموالين للنظام السوري أو ممن تبنوا الثورة، لأزمة غذائية خانقة تعصف بالبلاد، متمثلة بإعلان حكومة الأسد عبر وكالة سانا الناطقة باسم النظام، عن عجزها تأمين مادة القمح المخصصة لإنتاج الخبز، والذي يعتبر من أساسيات الحياة اليومية.
وهذا ما دفع النظام ممثلاً بـ»حسان صفية» وزير التجارة، للاستنجاد بالحليف الإيراني، مطالباً بتذليل العقبات وتسهيل الدعم لحكومته، عن طريق الحصول على القمح الإيراني، في مسعى للهروب من المشكلة المتفاقمة في البلاد حتى لو بشكل مؤقت، في ظل تخوف يسيطر على أجهزة الأسد وحاشيته من مواجهة جديدة تجعلهم في صِدام مباشر مع الشارع الموالي لنظام حكمه.
في حين تحدثت مصادر مطلعة لـ«القدس العربي» بأن النظام طلب الاستنجاد بإيران لتجنب هذه الأزمة الخانقة هو أمر متوقع، يسعى من خلاله النظام للهروب إلى الأمام في الوقت الراهن، ليتجنب الشارع المؤيد لنظام حكمه مؤقتاً، فتراكم المواجهات المتتالية مع الموالين له، سيجعل من النظام في مواجهة داخلية معهم أيضاً، ربما ينتج عنها «توافق غذائي» بين المؤيدين والمعارضين للأسد قد يؤدي إلى الإطاحة بنظام حكمه.
من جانب آخر، سارعت حكومة طهران من خلال شركة «سفير نور جنات» الإيرانية إلى امداد النظام بـ 50 ألف طن من الدقيق، مقابل الحصول على الحمضيات التي تشتهر بها المناطق الساحلية في سوريا، أي المناطق التي يحظى بها النظام بتأييد شعبي من أبناء الطائفة العلوية المناصرة لنظام حكمه.
«الحرب الكونية» بهذه العبارة تذلل وزير تجارة النظام السوري «حسان صفية» للإيرانيين لتقديم العون للنظام القابع في المنطقة الخضراء بالعاصمة السورية ـ دمشق، لم تقتصر مطالب النظام من الإيرانيين على مادة القمح وحسب، حيث تم توسيع التبادل التجاري، وامداد الأسواق السورية بأي نوع من المواد الغذائية الأساسية، متحججاً بتعزيز «صمود الشعب السوري».
الإيرانيون من جانيهم لم يرفضوا مناجاة النظام، وعلى ما يبدو وجدوا فيها طريقا جديداً إلى دمشق والمدن السورية وتوسيع النفوذ الإيراني بالبلاد ليصل إلى لقمة عيش السوريين، ليطالبوا حكومة النظام بأجنحة خاصة لمنتجات طهران ضمن مؤسسات الدولة السورية الغذائية، حيث برر وزير التجارة هذا الطلب بالحفاظ على بيع السوريين للمنتجات بـ»الليرة السورية».
وهذا ليس الاتفاق الأول للنظام وحكومة طهران على الصعيد التجاري، فقد كان الجانبان وقعا العام الفائت اتفاقية لتقديم الدعم الإيراني للنظام، وصلت فيها قيمة القروض الممنوحة لحكومة النظام إلى ما يتجاوز المليار دولار أمريكي، حسب ما أكدته وكالة الأنباء «سانا»، ما يعني عجز وديون وضعت على كاهل السوريين للسنوات القادمة، وتثبيت أقدام الإيرانيين في دمشق.
بدوره، حذر الائتلاف السوري المعارض عبر وزارة المالية والاقتصاد في الحكومة السورية المؤقتة، من «أزمة أمن غذائي وشيكة في سوريا»، داعياً دول «أصدقاء الشعب السوري» إلى تقديم مساعدات عاجلة «على شكل قمح دون أموال»، حسبما ورد في الموقع الرسمي للحكومة.
وقال وزير المالية والاقتصاد»إبراهيم ميرو»، في مؤتمر عقد بمديـــنة اسطنبــول التركية في وقت سابق، إن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة «بحاجة إلى 323 ألف طن من القمح، لإنتاج 270 ألف طن من الطحين.
وأشار «ميرو» إلى إن «المجتمع الدولي، إن كان يريد تقديم خدمات للشعب السوري، يحتاج إلى مراكز آمنة، لحماية هذه المؤسسات، التي يتعرض العاملون فيها للمخاطر»، مؤكداً أنه «يجب عدم استغلال الموضوع الغذائي والخدمات لمآرب سياسية».
حيلتا النظام السوري بدرعا: هجوم معاكس ونقل مركز نصيب
دمشق ــ أنس الكردي
وضعت انتصارات المعارضة السورية في ريف درعا، على مدار الأسابيع الماضية، النظام السوري في موقف حرج، خصوصاً مع انهيار خط الدفاع الأول لقوات النظام المتمثل في “أزرع-الشيخ مسكين-نوى”، والذي كانت تُطلق عليه هذه القوات “طوق حوران”.
هذا الخط كان المانع الرئيسي أمام تقدّم المعارضة باتجاه الشرق نحو أزرع، وشمالاً باتجاه العاصمة دمشق، والاقتراب من قطع الطريق الدولي، إضافة إلى التهديد بالسيطرة على معبر نصيب على الحدود السورية الأردنية، في ظل ضمان حواجز رئيسية كأم المياذن والكازية والمعصرة، ولهذا لم تجد قيادة النظام بداً من استخدام حيلتين للتخلص من هذا المأزق، أولاهما جاءت سريعاً لكن بنتائج محدودة حتى الآن، والثانية بتخطيط تراكمي، تسعى من خلاله إلى تحقيق نتائج مثمرة.
ومنذ شعر جيش النظام بانهيار دفاعاته أمام هجوم “الجيش الحر” المدعوم بكتائب إسلامية، بعد إطلاق الأخير عدداً من المعارك بأهداف مختلفة متكاملة، أوعز النظام إلى قياداته المنتشرة في مدينة نوى للانسحاب إلى مدينة الصنمين، أعتى المعاقل العسكرية له في درعا، لتشنّ القوات النظامية بعد نحو أسبوع هجوماً معاكساً تحاول من خلاله إيقاف تقدّم المعارضة باتجاه دمشق، وتمكنت عبره من استعادة السيطرة على أجزاء كبيرة من مدينة الشيخ مسكين حتى الآن.
أما الخيار الثاني للنظام والذي يبدو أنه خطط له منذ أشهر، فستكون له تداعيات كبيرة على المستويين المحلي والإقليمي، ولم تروّج له قوات النظام عبر وسائل إعلامها، بما يشير إلى أنها لا تريد أن تحدث ضجة حول ذلك، سوى أن صحيفة “الوطن” المملوكة لرامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد، ذكرت أن “محافظ السويداء عاطف نداف أشار في افتتاح مجلس المحافظة إلى أنه بناء على استثناء من الرئيس الأسد، جرى تحويل الأمانة الجمركية في السويداء إلى مركز تخليص جمركي بدلاً من مركز نصيب، لافتاً إلى الأثر الكبير لهذا على المحافظة، وما سيحققه من إيرادات إضافة إلى فرص العمل”.
ويكشف مصدر محلي مطلع لـ”العربي الجديد” أن “النظام سحب إحدى أوراق الضغط التي يمتلكها الثوار عبر نقله مركزيّة معبر نصيب إلى معبر رويشد في السويداء، ليكون المعبر المعترف به هو رويشد، وربما يقوم روتينياً بسحب معبر نصيب الحدودي من دون الضرر بمصالحه مع الأردن”.
ويوضح المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن “التنسيق بين النظام والسلطات الأردنية قديم لنقل المعبر، إذ إنه يشكّل ضغوطات كبيرة على الحكومة الأردنية التي تتخوّف من شائعات يجري تداولها، عن إغلاق المنافذ التي يسيطر عليها الثوار تماماً، ومنع إدخال النازحين إلى الأردن، إذ تم توثيق حالات وفاة عدة لعدد من أفراد الجيش الحر، منعت السلطات الاردنية إدخالهم إلى مشافيها وبقوا ضمن أراضي المعارضة التي تفتقر إلى الخدمات الطبية”.
وفي هذا السياق، يرى عضو مجلس القيادة العسكرية لـ”الجيش الحر” أيمن العاسمي، “أنه “يجب بداية شرح الأسباب التي دفعت النظام للقيام بهذا التغيير، والذي أتى نتيجة المعارك التي بدأت من نوى حتى المنطقة الشرقية مروراً بالشيخ مسكين”، مشيراً إلى أن البعض قد يعتبر أن هناك ضغوطاً إقليمية سياسية وراء قطع طريق المعبر، مؤكداً أن “قرار الثوار على الأرض كان بقطع طريق المعبر لأن النظام يستفيد منه بالدرجة الأولى”.
العاسمي، وفي حديث لـ”العربي الجديد”، يعيد سبب نقل المعبر إلى السويداء إلى “الهدوء الذي تشهده المدينة”، مشيراً إلى أن “قيادات في مدينة السويداء سعت ليتخذ الأسد هذا القرار، واعتبرتها فرصة لتشغيل معبر الرويشد شرقي المدينة، وهذا الأمر ليس بجديد، إذ تم العمل على هذا الطريق وتعبيده وتجهيزه منذ ثلاثة أشهر”.
ويأسف لأن “هناك جهوداً عربية تتعامل مع النظام”، لكنه يؤكد أن “طريق السويداء يمكن قطعه، لأن المنطقة الشرقية من درعا ستشهد معارك قريباً، وبالتالي فقطع الطريق ليس صعباً”.
وعلى الرغم من نفيه إمكانية وجود تنسيق بين النظام السوري والحكومة الأردنية، يشير العاسمي إلى أن “الأخيرة غضت النظر عن قرار نقل المعبر، لأنه يصبّ في مصلحتها”، مؤكداً أن “معبر نصيب كان دوماً مفتوحاً، وإقدام النظام على نقله يأتي كنوع من المحاباة”.
وحول العمليات الإغاثية ونقل الجرحى عبر المعبر، يوضح القيادي العسكري بأنها “لا تتم عبر معبر نصيب، فالجرحى يدخلون من الجهة الغربية التي يسيطر عليها الجيش الحر والأولوية التابعة له كلواء المعتز وشهداء اليرموك، وهي تسيطر على نحو 41 كيلومتراً من الحدود”، لافتاً إلى أن المعبر الإغاثي “هو المعبر القديم من درعا المدينة إلى الرمثا، الذي يشرف عليه حالياً الجيش الحر وحركة المثنى، أما الجرحى فلا يدخلون إلى الأردن من معبر نصيب، الذي يستفيد منه النظام وهو يتضرر بقطعه”.
ولم ينكر العاسمي الضغوط الإقليمية التي تفرض نفسها أحياناً على قرارات كهذه، سواء على النظام أو المعارضة، لكنه يلفت إلى أن “الضغط الإقليمي كان له دور كبير في السابق، غير أنه الآن خرج من أيدي الجهات الخارجية، والقرار عند المعارضة سيكون سورياً مئة بالمئة، لأنه حتى لو قلّ الدعم، فالمناطق التي سيطر عليها الثوار في الجنوب تُؤهلهم للسيطرة على باقي المناطق”.
ويشير عضو مجلس القيادة العسكرية إلى أن “التنقّل على طريق الغوطة صار أسهل بكثير من السابق، فهناك مرور بشكل شبه طبيعي، بين القنيطرة ودرعا والغوطة الغربية”، موضحاً أن “ما يهمنا هو الامتداد إلى الريف الجنوبي الدمشقي لأن الثقل البشري هناك، فالضغط يتم على النظام من هذا المكان”.
من جهته، يرى عضو الائتلاف الوطني المعارض زكريا الصقال، في خطوة نقل المعبر الى السويداء إشارة سياسية واقتصادية في الوقت نفسه، معتبراً أن “النظام ومن خلال نقل الجمارك إلى السويداء خصوصاً، يريد اللعب على وتر الأقليات”.
وعلى مستوى احتضان اللاجئين، يقول الصقال “لدينا مشاكل كثيرة مع الأردن التي لديها تخوفات قوية من أن المعارضة ذات طابع إسلامي، وهو ما انعكس على السوريين”.
ويلفت الصقال في حديث لـ”العربي الجديد” الى أن “وضع المعارضة في الأساس غير مستقر، وهناك شكاوى حقيقية”، معتبراً أن “الأردن لا يرى ملامح لحل الصراع السوري، مثله مثل أي دولة إقليمية تحاول أن تفرض نفسها، وتقول أنا موجودة”، مضيفاً أن “هناك فراغاً سياسياً في المعارضة، فيما يقول الروس إن لديهم مبادرة سياسية، والولايات المتحدة تتحدث عن دعم المعارضة المعتدلة، وهذا كله ينعكس بشكل سلبي على المعارضة”.
ويرى أن المطلوب من الائتلاف المعارض “توجيه رسالة إلى الأردن، عن معنى نقل المعبر، ورسالة إلى حلفائنا في السعودية لأن الموقف الأردني يتناغم مع القرار السعودي”.
المرصد يدعو لإدخال النظام السوري إلى موسوعة “غينيس“
المدن – عرب وعالم
أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام الحربية والمروحية على قرى وبلدات ومدن سوريا، بين 20 تشرين الأول/أكتوبر و28 تشرين الثاني/نوفمبر 2014، قد ارتفع إلى 1755 غارة. وذلك بواقع 952 غارة نفذتها مقاتلات حربية، بينما ألقت طائرات النظام المروحية بـ803 براميلاً متفجراً. ووثق المرصد مقتل 527 مواطناً مدنياً، منهم 120 طفلاً، و93 امرأة، نتيجة القصف بالطائرات خلال الفترة نفسها.
وطالب المرصد المجتمع الدولي، بـ”العمل الجاد من أجل وقف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، التي ترتكب بشكل يومي، بحق أبناء الشعب السوري، ولإحالة ملف هذه الجرائم إلى محكمة الجنايات الدولية، أو إنشاء محاكم خاصة بسوريا، في حال استمرت روسيا والصين باستخدام حق النقض الفيتو في مجلس الأمن الدولي، لإعاقة تحويل هذا الملف إلى محكمة الجنايات الدولية”. ودعا المرصد إلى إدخال النظام السوري الحاكم في دمشق، إلى موسوعة “غينيس” العالمية، للأرقام القياسية، بتنفيذه خلال 40 يوماً، نحو ألفي غارة جوية بحق أبناء شعبه، وقتله وجرحه نحو 2500 منهم.
وفي المقابل، شنّ وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، هجوماً على بيان لوزارة الخارجية الأميركية أدان قصف النظام السوري لمدينة الرقة، الذي أسفر عن “سقوط عشرات القتلى من المدنيين، وإزالة مناطق سكنية كاملة”. ونقلت وكالة الأنباء السورية تصريحات الزعبي، الخميس، وقال فيها بإن البيان “يتجاهل عمداً ما يقوم به تنظيم داعش الإرهابي من خطف وقتل واغتصاب وتدمير وسرقة، ويحاول دفع العالم إلى تجاهل جرائم الإرهاب، عبر توجيه الاتهامات الكاذبة إلى الدولة السورية، وهذا يخدم مباشرة تلك التنظيمات الإرهابية”. وأضاف الزعبي بأنه “كان أولى للخارجية الأميركية أن تحترم أرواح الضحايا الأميركيين على أيدي إرهابيي تنظيم داعش، وألا توجه الاتهامات المفبركة إلى الدولة السورية التي تواجه الإرهاب، منذ سنوات، بينما بعض الدول تكتفي بالفرجة، والبعض الآخر شريك متورط في دعم الإرهاب”.
وأكمل الزعبي “الدولة السورية أكثر حرصاً على شعبها، من أولئك الذين يرسلون السلاح والمال ويدربون الإرهابيين في أكثر من دولة، بل ويصرحون بذلك علانية دون أي التزام بقواعد القانون الدولي”.
وأكد الزعبي أن “بيان الخارجية الأميركية يناقض تصريحات مسؤولين أميركيين، حول عدم تأكدهم من القصف الجوي ضد تنظيم داعش الإرهابي، وهذا ما يثير الريبة؛ حيث مصادر الإرهاب هي التي تحدثت فقط عن استهداف الدولة السورية للمدنيين”. ونفى الزعبي أن يكون الجيش السوري يستهدف المدنيين “ولن يفعل وتضليل الرأي العام أصبح جزءاً من البيانات الأميركية، التي تستند في معلوماتها إلى مصادر التنظيمات الإرهابية، مثل داعش والنصرة وغيرها”. وقال إن “دعم الحلول السياسية يتعارض مع دعم الإرهاب كلياً، وعلى الجميع أن يختاروا أحد الخيارين، إما مع الإرهاب وداعش والنصرة وغيرهم، وإما مع مواجهة الإرهاب”.
من جهة أخرى، تحدثت موسكو عن “تقدم تدرجي” نحو التسوية السياسية، وتجاهلت الدعوة الى عقد “جنيف 3” بين ممثلي النظام والمعارضة، بانتظار قرار النظام إجراء حوار سوري- سوري. ويعتبر هذا تراجعاً روسياً عما دعت إليه، مطلع الأسبوع الماضي من دعوة لاستضافة الحوار، وذلك عقب زيارة وفد النظام السوري، الذي ضمّ وزير الخارجية السوري وليد المعلم. ويُرجح ديبلوماسيون أن موسكو لم تلمس حماسة من جانب النظام لـ”عقد جلسة حوار مع معارضين في المرحلة الحالية”، وذلك بعد محادثات المعلم، الأربعاء، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير خارجيته سيرغي لافروف.
وكان الطرفان قد ركزا في التصريحات الصحافية، على القضايا التي تتطابق فيها وجهات النظر، مثل “مكافحة الإرهاب” وانتقاد سلوك واشنطن، إضافة الى دعم جهود المبعوث الدولي ستفان دي ميستورا لـ”تجميد” القتال.
وقال لافروف إن جمع النظام والمعارضة “أمر صعب، ويحتاج إلى مزيد من الوقت. ومن غير الواضح من سيمثل المعارضة في حالة إجراء أي من هذه المحادثات”، رافضاً الحديث عن استئناف مفاوضات جنيف. في حين قال المعلم “استمعنا باهتمام للأفكار الروسية واتفقنا على إيجاد آلية تفاوض بين وزارتي الخارجية، من أجل بلورة رؤية مشتركة تؤدي إلى نجاح الحوار السوري- السوري في موسكو”.
وفي نيويورك، أبلغ مدير المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية أحمد أوزومشو، الأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، أن المنظمة ستشرع في تدمير المنشآت المتبقية من برنامج الأسلحة الكيماوية، بدءاً من كانون الأول/ديسمبر. وأضاف أن “عدد منشآت الإنتاج المتبقية من البرنامج الكيماوي هو 12″، وأن “أول منشأة منها ستدمر خلال كانون الأول المقبل، فيما ستستغرق عملية تدمير بقية المنشآت 6 أشهر”.
ميدانياً، انسحب تنظيم الدولة الإسلامية من أجزاء واسعة، من المربع الحكومي الأمني ومن سوق الهال، في مدينة كوباني، فيما لا تزال “وحدات حماية الشعب” الكردية مستمرة في عمليات التمشيط للمنطقة، وهي تتقدم بشكل حذر، خوفاً من قيام التنظيم بتفخيخ المباني وزرع عبوات ناسفة فيها. في حين نفذت وحدات الحماية والكتائب المقاتلة ليل الخميس، هجوماً على تمركزات للتنظيم في منطقة “مميته” بالريف الغربي لكوباني، بينما دارت اشتباكات في ساحة آزادي.
وكان تنظيم الدولة قد أطلق ما لا يقل عن 50 قذيفة، الخميس، على مناطق في كوباني. وتشهد محاور في المدينة اشتباكات وتبادلاً لإطلاق النار. ونفذت “وحدات حماية الشعب” الكردية هجوماً على مواقع للتنظيم في الجبهة الجنوبية الشرقية للمدينة، واستولت خلالها على أسلحة وذخيرة، وعلى أحد مواقع التنظيم في مزرعة عبروش جنوبي غربي المدينة.
وفي حلب، ألقى طيران النظام المروحي عدداً من المظلات التي تحوي ذخائر، إلى مسلحي بلدة الزهراء الشيعية بريف حلب الشمالي. ولقي قائد كتيبة إسلامية مصرعه خلال الاشتباكات التي دارت على أطراف بلدتي نبل والزهراء. في حين دارت اشتباكات فجر الجمعة في محيط قرية سيفات وقرية حيلان، قرب سجن حلب المركزي، وفي محيط تلة خان طومان قرب الأكاديمية العسكرية غرب حلب.
ناشطون سوريون: “الثورة ماتت“
يؤمنون بأن مستقبل سيكون أفصل
أ. ف. ب.
بين قوات النظام السوري التي قمعت بالقوة تظاهراتهم والذين يفرضون احكاما اسلامية متشددة عليهم، لا يجد الناشطون السوريون مفرا من نعي الحركة الاحتجاجية التي اطلقوها عام 2011 رغم ايمانهم بان مستقبل سوريا سيكون “اجمل”.
دمشق: يواجه الناشطون السوريون الذين اعلنوا ثورتهم عام 2011 واقعا يزداد مرارة يوما بعد يوم في بلادهم، حيث يقاتل آلاف الاجانب الاتين من الشيشيان وافغانستان ودول اخرى في صفوف تنظيم داعش، وجبهة النصرة التي تمثل تنظيم القاعدة.
وقامت التنظيمات الجهادية المتطرفة التي تسيطر على مدن وقرى وبلدات في سوريا بطرد المجموعات المعتدلة المعارضة للنظام من غالبية مناطق نفوذها، بينما تحول عدد كبير من المقاتلين المعارضين من “ابطال” بنظر سوريين كثر، إلى امراء حرب.
وفيما تعزز الجماعات الجهادية نفوذها في مناطق تواجدها وتحاول التمدد نحو مناطق اخرى، يواصل نظام الرئيس السوري بشار الاسد إحكام قبضته على العاصمة دمشق، ويشن حملة لاستعادة السيطرة على مناطق اخرى مستندا بشكل خاص إلى عمليات القصف الجوي.
الثورة ماتت
ويقول سامي صالح المقيم في تركيا والمتحدر من مدينة حماه وسط سوريا إن معظم الناشطين الذين قادوا اولى التظاهرات ضد النظام قبل اكثر من ثلاثة اعوام ونصف تعرضوا إلى القتل، او السجن، او اجبروا على مغادرة البلاد.
ويضيف “الثورة ماتت، والبلاد غرقت في حرب شاملة”، موضحا ان “الثورة تحتاج إلى تظاهرات وتحرك مدني لكن ما نشاهده اليوم هو معارك للسيطرة على الاراضي والموارد والوصول إلى السلطة”.
المطلوب وقف آلة القتل
ودفعت الحرب في سوريا العديد من الناشطين إلى التخلي عن مطلبهم باقصاء الاسد عن السلطة باي ثمن وباتوا يطالبون اليوم بحل ما يضع حدا لهذا النزاع الدامي الذي قتل فيه اكثر من 195 الف شخص منذ بدايته.
ويؤكد الناشط نائل مصطفى الذي يعمل على توثيق اعمال تنظيم داعش في مدينة الرقة الشمالية التي يسيطر عليها ان “مطلبي الثوري اليوم هو وضع حد لالة القتل”.
والرقة اول محافظة سورية تقع في ايدي تنظيم داعش بعدما طرد منها المعارضة المسلحة التي سيطرت عليها في ربيع العام 2013، قبل ان يشن حملة اعتقال ونفي بحق كل من حاول اقامة ادارة مدنية فيها اثر خروج الجيش السوري.
ويرى مصطفى الذي يحمل اسما مستعارا خوفا من التعرض للملاحقة والقتل ان تحول الحركة الاحتجاجية التي ووجهت بقمع عنيف من قبل السلطة إلى حركة معارضة مسلحة، هو ما قاد نحو الحرب و”الثورة” نحو “الموت”.
ويوضح “احترم تضحيات المقاتلين لكن عندما صدر قرار حمل السلاح ادركت ان الثورة السورية ماتت”.
ومن بين الناشطين الذين عملوا جنبا إلى جنب مع جماعات معارضة مسلحة، ابراهيم الادلبي الذي يعيش منذ شهر في تركيا، وقد غادر سوريا ليس بسبب الاعتقال والتعذيب الذي تعرض له على ايدي قوات النظام، بل بسبب سيطرة جبهة النصرة على بلدته في محافظة ادلب (شمال غرب).
خطأ تلو الآخر
ويقول الادلبي “لو روى لي احدهم في العام 2011 ما يحدث اليوم، لكنت سخرت منه”، ملقيا اللوم على النظام والمعارضة المسلحة والداعمين الدوليين لها وللحركة الاحتجاجية.
ويوضح “النظام قال ان الناس مسلحون عندما لم يكونوا يحملون السلاح، فحملوا السلاح. النظام قال ان في سوريا ارهابيين عندما لم يكونوا هناك، فاتوا بعد ذلك. انه خطا النظام طبعا، لكننا ساعدنا على تحويل مزاعمه إلى حقيقة. ارتكبنا الخطا تلو الاخر”.
ويرى ايضا هذا الناشط ان المعارضة السورية المسلحة تخوض حاليا حربا للوصول إلى السلطة بينما تشن الدول الداعمة لها وخصوصا السعودية وقطر عبرها حربا بالوكالة مع دول اخرى، بينها ايران.
ويقول “كل دولة تقاتل هنا من اجل مصلحتها”، بعيدا عن هدف الاطاحة بالرئيس بشار الاسد.
ورغم ذلك، يرفض الادلبي، مثله مثل الناشط الكردي احمد خليل، التخلي عن الامل بمستقبل افضل لسوريا.
ويقول خليل الذي سجن في سوريا لمشاركته في تظاهرات قبل ان يحصل على لجوء له ولعائلته في النروج “ستكون هناك حياة جديدة. قد لا نعيش لنراها، لكن عندما تبدا، ستكون حياة جميلة”.
معارضون سوريون: أوباما والأسد في خندق واحد
تناقض الاستراتيجية في سوريا يهدد سمعة أميركا
ترجمة عبدالاله مجيد
يشعر معارضون سوريون بالمرارة وهم يرون طائرات أوباما تتقاسم الأجواء السورية مع طائرات الأسد، ولا تمنعها من قصف مناطق المعارضة عشوائيًا، فيصبح حينها أوباما والأسد في خندق واحد ضد الشعب السوري.
إعداد عبد الاله مجيد: يرى كثير من المعارضين السوريين أن ادارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، بتوجيه قوتها النارية ضد تنظيم (داعش) فقط، إنما تساعد دكتاتورًا ما زال اسقاطه هدفًا أميركيًا، في الخطاب الرسمي على الأقل.
هزيمة الأسد ضرورة
يعكس هذا الشعور بالمرارة احساسًا أوسع في الشرق الأوسط بأن سياسة أوباما تجاه النظام السوري وداعش متناقضة، وكلما طالت المعركة من دون حل لهذا التناقض زاد الضرر الذي يحلق بسمعة الولايات المتحدة ومكانتها في المنطقة، كما تلاحظ نيويورك تايمز.
ونقلت الصحيفة عن أميل هوكايم، الباحث المختص بالشؤون السورية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، قوله: “الانفصام الأساسي في الاستراتيجية الأميركية فُضح مع تقدم داعش في وسط سوريا خلال الأسابيع الماضية، ولا يمكن هزيمة الجماعات الجهادية من دون انهاء نظام الأسد”.
الرقة على توقيت العراق
وكان أوباما حاول أن يتعاطى مع سوريا باعتبارها مشكلة منفصلة، مركزًا على العراق حيث يرى للولايات المتحدة مصالح تفرض نفسها لأسباب تتعلق بتركة الخسائر التي تكبدتها في هذا البلد، حيث قُتل أكثر من 4400 جندي أميركي.
ويقول محللون مثل هوكايم إن تقدم داعش في العراق توقف، لكن طرده مسألة أخرى. فإن مقاتلي داعش يتنقلون بحرية عبر الحدود بين العراق وشرق سوريا، فيما ركز النظام السوري على الاحتفاظ بالمدن الرئيسية في غربها. وأعلن داعش تقديم الوقت في محافظة الرقة ساعة واحدة ليتطابق مع توقيت العراق.
إزاء هذا الوضع، ارتفعت اصوات تدعو الولايات المتحدة إلى التعاون مع الأسد وسنده الرئيسي ايران. ويشير اصحاب هذه الدعوات إلى أن وكلاء ايران يعملون بصورة مباشرة مع القوات التي تدعمها ادارة واشنطن لمحاربة داعش في العراق.
في خندق واحد
لكن مثل هذا التعاون في سوريا، حيث قُتل أكثر من 150 الف شخص خلال ثلاثة سنوات من الانتفاضة ضد النظام، سيضع الحكومة الأميركية في خندق واحد مع نظام تقول المعارضة إنه قتل من السوريين أكثر مما قتل داعش.
وقال اللاجئ السوري أمجد الحريري أن النظام يقتل السوريين منذ سنوات ولم يمسه احد. واضاف الحريري، الذي فقد ثلاثة اشقاء قتلهم النظام في مدينة درعا: “الموقف من الأسد يمنحه إذنًا لقتل شعبه”.
ويرى المعارضون السوريون أنفسهم بين مطرقة النظام وسندان داعش، فيما حذر هوكايم من أن استراتيجية أوباما تدفع البعض إلى القبول بالجماعات “الجهادية” نتيجة اليأس من تحرك الولايات المتحدة ضد نظام الأسد، الذي يقولون إن طائراته وبراميله المتفجرة تفتك بالمقاتلين أنفسهم الذين يأمل أوباما بكسبهم وتدريبهم.
وقال معارض سوري إن كسب هؤلاء المقاتلين المعتدلين صعب الآن، فبرنامج الولايات المتحدة لتدريبهم وتسليحهم ما زال في بدايته.
حرب أفكار
نقلت نيويورك تايمز عن معارض، انضم إلى داعش لبعض الوقت بسبب تسليحه الأفضل ثم انشق عنه بسبب ممارساته، قوله انه اتصل بأحد قادة المعارضة السورية قائلا إن هناك مقاتلين يريدون الانشقاق عن داعش والانضمام إلى الفصائل المعتدلة، لكن الجواب لم يكن مشجعًا لعدم توافر السلاح والمال لاستقبال هؤلاء.
وأكد الناشط اللبناني وسام طريف، الذي يساعد منظمات مدنية سورية، أن الضربات الجوية ضد الجهاديين لا تجدي من دون حرب افكار. وقال: “على الولايات المتحدة أن تكافح من اجل كسب قلوب الشعب السوري الذي يجب أن يشعر بأن هناك احدا يكترث”.
وأضاف أن هذا يتطلب اقامة حكم مدني في منطقة عازلة محمية دوليًا من الغارات الجوية.
ليس بلدي
في هذه الأثناء، يجد كثير من السوريين انفسهم بين نارين. وتخشى أم فراس، التي فقدت ولدين عملا مع المعارضة من اجل اسقاط النظام، أن تفقد الثالث في قصف النظام، وفي القتال ضد داعش، الذي لم تفعل الضربات الجوية شيئًا لوقفه. وتخشى أم فراس أن يتسلل مقاتلو داعش قريبًا إلى منطقتها على اطراف دمشق.
وقال أبو حمزة، الذي يقود مجموعة مسلحة صغيرة في شمال سوريا، انه انتظر مساعدة الغرب بلا جدوى. وتحدث أبو حمزة لصحيفة نيويورك تايمز على سكايب قائلًا انه يكاد يشعر باليأس وهو يرى غريبًا من داعش يدير منطقته. واضاف: “أشعر أن هذا لم يعد بلدي”.
الملف النووي السوري
اغتيال خمسة علماء نوويين في دمشق يثير الأسئلة حول منشآت سوريا
أنّـا ماريـا لوكـا
قبل أسبوعين اغتيل خمسة مهندسين نوويين في هجوم غامض طالهم شمال العاصمة السورية، دمشق. ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الانسان، وهو منظمة غير حكومية مقرّها لندن تراقب الأزمة في سوريا، أحد الضحايا الذين اغتيلوا بإطلاق الرصاص عليهم بعد سقوط سيارتهم في كمين، من الجنسية الإيرانية.
وأكّدت صحيفة الوطن السورية الموالية للنظام على حصول هذا الهجوم، ولكنّها لم تذكر مقتل إيراني في الهجوم، ذاكرةً مقتل أربعة أشخاص فقط ومتّهمةً جبهة النصرة بمقتلهم. إلاّ أنّ “حزب الله” اللبناني المدعوم من إيران، والمتورّط في قتال الثوّار في سوريا، اتّهم المخابرات الإسرائيلية بالاغتيال، من دون أن ينفي وجود عالم إيراني بين الضحايا.
وكتبت صحيفة الوطن أنّ العملية نُفذّت على طريق تل برزه عندما كان المهندسون في طريقهم الى مركزالبحث العلمي في برزه، حيث كانوا يعملون.
وهذا الاغتيال هو الأخير في سلسلة من الأحداث والشائعات المتصلة بالبرنامج النووي السوري. ويُعتبر رسمياً مركز البحث في برزه هو المركز النووي الوحيد المُعلن، الذي يحتوي على مفاعل مصغّر لانتاج النيوترون طوّر بمساعدة صينية منذ عام 1991.
ولكن في أيلول 2007، فجّرت القوات الجوية الاسرائيلية أحد الأبنية في شمال غرب سوريا ودمّرته، قال مسؤولو استخبارات اميركيون وإسرائيليون إنه كان موقعاً لمعالجة البلاتينيوم. أما مفاعل الكبر، في محافظة دير الزور، فقد مُسح عن وجه الأرض. وقد نفت الحكومة السورية كل الاتهامات، ولكنّ التفجير كان قد سبق ان فتح باب جهنّم عليها.
التحقيق في موقع الكبر
عام 2008، سافر مجلس مدراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى موقع دير الزور للتأكّد من صحة المزاعم بأنّ سوريا تقوم ببناء منشأة نووية بمساعدة من كوريا الشمالية. وخلُص التحقيق الى الحكم بوجود مؤشرات قوية على أنّه كان على الأرجح عبارة عن منشأة نووية تُبنى، ولكنّها لم تكن تعمل في وقت الضربة الجوية. وقد وجد المفتشّون آثار وجزيئات يورانيوم طبيعي خضع لتدخّل بشري فيه في عيّنات أُخذت من الموقع.
وقد اتّهمت الحكومة السورية الصواريخ الاسرائيلية التي دمّرت هذا المبنى بذلك. وبالتالي لم تكن نتيجة العيّنات حاسمة، رغم أنّ أحد أسباب ذلك قد يكون، وفقاً للتحقيقات، أنّ الموقع كان مغطىً بالإسفلت وقد يكون الوقت الطويل [قبل التدخّل للتحقيق] سمح بالتلاعب بالأدلة أو بإخفائها.
ويذكر تقرير وكالة الأمم المتحدة أنه كان هناك ثلاثة مواقع على صلة بالمنشأة التي تفجرت في دير الزور، أخفتها الحكومة السورية عن العيون الدولية. ففي أيلول 2011، سافر وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى دمشق للتفاوض على بنود تفتيش آخر في موقع دير الزور وهذه المواقع الاضافية، ولكن الحكومة السورية رفضت السماح للمفتشين بالدخول إليها. ولم يتم التوصل الى أي صفقة حتى الآن.
“وحتى هذا التاريخ، لم تتلق الوكالة أي جواب من سوريا حول معلومات لحل قضايا عالقة في ما يتعلق بموقع دير الزور والمواقع الثلاثة الأخرى”، كما جاء في التقرير الأخير للأمم المتحدة. عام 2011، وبعد ثلاث سنوات من التحقيق، اكتشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن سوريا غير ملتزمة بواجباتها كما ينص عليها اتفاق الضمانات، وأحالت البلد الى مجلس الأمن. ولكن هذه الخطوة تأتي في الوقت نفسه الذي قُدّم فيه مشروع قرار يُدين اتخاذ سوريا إجراءات صارمة تجاه المتظاهرين، ما لبثت روسيا أن نقضته. هكذا وُضعت قضية النووي على جنب ونُسيت تقريباً.
منشأة غامضة في مرج السلطان
يوجد في بلدة مرج السلطان، الواقعة على بعد 15 كيلومتراً شرقي دمشق في الغوطة، مطار مهم للمروحيات السورية من طراز Mi-8. وفي خريف 2012، كانت مرج السلطان مسرحاً لقتال شرس بين الجيش السوري وثوار كانوا جنوداً انشقوا. وقد سيطر الثوار، من الجيش السوري الحر، على القاعدة العسكرية في تشرين الثاني 2012.
ولكن كان هناك موقع آخر في مرج السلطان- عبارة عن منشأة لتخزين السلاح كما يبدو- كان القتال فيه حامياً. وكان الجيش السوري قد بناه في نهاية عام 2011، بعد أن قام بتنظيف بستان كامل من أي أشجار. وقالت مصادر ناشطة سورية لـ NOW إنّ المنشأة تعرّضت للهجوم، ولكنّ مهاجميها لم يتمكنوا من تخطي تحصيناتها. وقالت مصادر للثوار لـ NOW إنهم يتذكرون القتال، ولكن لم يكن لهم أي معرفة ولو طفيفة بوجود منشأة نووية في المنطقة. فقد افترضوا أنه عبارة عن مخزن للأسلحة.
وبعد شهر، نشرت صحيفة فاينانشيل تايمز ووسائل اعلامية أخرى معلومات سرّبها دبلوماسيون غربيون وإسرائيليون حدّدت هذه المنشأة بأنها الموقع الأكثر ترجيحاً لقيام الحكومة السورية فيه بتخزين 50 طناً من اليورانيوم المخصب والمعد لتغذية المفاعل الذي تم تفجيره في دير الزور.
وحددت دراسة لمعهد العلوم والأمن الدولي الذي يأخذ من الولايات المتحدة مقراً له في شباط 2011، مرج السلطان كأحد المواقع الثلاثة التي قال مفتشو الأمم المتحدة إنها على علاقة بموقع الكبر. ولم تُشر الدراسة أياً من المواقع الثلاثة كان يحتوي على يورانيوم، رغم أن مرج السلطان هو الموقع الوحيد الذي لا يزال تحت سيطرة الحكومة. فالمواقع في مناطق حماه وحمص تحت سيطرة جبهة النصرة وداعش.
ولم تردّ سوريا على طلب الأمم المتحدة إليها القيام بفتيش آخر في موقع دير الزور ومواقع أخرى. “منذ تقرير الإدارة العامة في 28 آب 2013، لم تصل الى الوكالة أي معلومات جديدة تتحدث عن أن موقع دير الزور هو مفاعل نووي كان على سوريا ان تصرّح عنه أمام الوكالة. وفي ما خصّ المواقع الثلاثة الأخرى، لا تزال الوكالة غير قادرة على توفير أي تقييم لطبيعتها أو لوضعها العملي”، كما جاء في تقرير التحقيق.
ورقة سياسية للتفوض في يد دمشق
لم يكن هناك أي تأكيد رسمي على وجود وتخزين أي وقود نووي في سوريا، قال مارك هيبس، كبير المساعدين في برنامج السياسة النووية في كارنيجي والذي يأخذ من برلين مقراً له. “بالفعل لا يوجد أي دلائل حسيّة. وقد أدّت العينات المأخوذة من موقع المفاعل الى طرح أسئلة حول المادة المثيرة للجدل المتعلقة باليورانيوم. ثمة أشخاص يرون أن البيانات المثيرة للجدل غير حاسمة لأن التلوّث قد يكون انتقل من مكان لآخر [بفعل عوامل معينة]”، قال هيبس لـ NOW. “ما نعلمه هو أنّ هناك تصريحات من الوكالة تتحدث عن ثقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنّ المنشآت التي دمّرتها إسرائيل كانت عبارة عن مفاعل نووي. ولكن أي تفاصيل عن كيفية توفير الوقود له لم تكن واضحة”.
غير أنّ حقيقة عدم تأكّد الوكالات الدولية حتى الآن إن كان لدى سوريا برنامج نووي وإن كان لا يزال لديها كمية من الوقود النووية، قد تكون لصالح النظام السوري. فعدم معرفة الكثير حياله أمر مربك جداً، كما يقول هيبس. “يمكن اعتبار الوقود [50 طنا] كمية كبيرة جدا من اليورانيوم ومع وجود إيران في الخلفية ثمة دائماً قلق من أن يكون الوقود قد نُقل الى إيران. وهذا مهم بسبب المفاوضات الجارية بين مجموعة الخمسة+1 وإيران، والتي تشارك فيها الوكالة الدولية للطاقة الذرية. يجب أن يتأكدوا، من خلال صفقة شاملة يتفاوضون حولها مع إيران، بأن لديهم تقديرات سليمة حول كمية اليورانيوم التي تمتلكها إيران”.
ومما قاله هيبس أيضاً إنّ النشاط النووي السوري كان في البداية متصلاً بكوريا الشمالية. ولم تتم الإشارة الى صلة إيرانية به إلاّ مؤخراً، من خلال تقارير تتحدث عن احتمال تورط سوريا في معالجة الوقود الإيراني. وزاد من احتمال وجود هذه الصلة وجود مهندس إيراني بين ضحايا الكمين الأسبوع الماضي.
في أيلول 2014، حاول وفد روسي الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن يمحو القضية السورية عن جدول أعمال الأمم المتحدة. وقد فشل مع تصويت معظم البلدان لصالح استمرار التحقيق.
هكذا فإن بقاء الغموض يكتنف البرناج النووي المزعوم يمكن أن يُستخدم من قبل النظام السوري كورقة تفاوض في علاقاته الدولية. “سياسياً، من هم في الوكالة الدولية للطاقة الذرية سوف يقولون لك إن لا ثقة لديهم من أي نوع كانت في الوضع السياسي الحالي في الشرق الأوسط، وإنهم لن يتوصلوا الى أي شيء”، قال هيبس. “إنهم يعتمدون على الحكومة السورية للسماح لهم بدخول الموقع. وما من مؤشّر على أنّ بشار الأسد سوف يسمح لهم القيام بذلك إلاّ في حال كان يجري نوع من الاتفاق بين الأسد والقوى العالمية لضمان بقاء نظامه”.
آنا ماريا لوكا تغرّد على تويتر @aml1609
هذا المقال ترجمة للنص الأصلي بالإنكليزية
(ترجمة زينة أبو فاعور)
لماذا فتحت المعارضة السورية جبهة نبّل والزهراء؟
نزار محمد-ريف حلب
تشهد جبهات حلب صراعا داميا بين قوات المعارضة السورية وقوات النظام، في محاولة من الأخير لإطباق الحصار على أحياء حلب الخارجة عن سيطرته عن طريق وصل منطقة حندرات ببلدتي نبّل والزهراء الشيعيتين، لكن كان الرد من المعارضة أن فتحت جبهات عسكرية عديدة بآن واحد مما أدى لتراجع قوات النظام في أكثر من نقطة عسكرية.
في المقابل تحدث نشطاء عن مساندة وحدات حماية الشعب الكردية لعناصر الدفاع الوطني التابعة للنظام في نبّل والزهراء.
البعض انتقد بشكل لاذع إعادة إشعال جبهتي نبّل والزهراء، في حين يرى آخرون أن تحرك الفصائل الثورية بهذا الطريق سيمكنهم من إلغاء خطر الحصار الذي نبّه إليه النشطاء.
ويرى الناشط الإعلامي محمد أبو العبد أن الأمور تسير نحو إلغاء فكرة الحصار التي يحاول النظام جاهدا فرضها، فقد جاءت زيارة المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا إلى دمشق ومبادرته التي حملها معه حول تجميد الصراع في حلب بعدما أحرز الثوار تقدما في كل من جبهتي حندرات ودوار البريج، بحسب قوله.
ويضيف في حديث للجزيرة نت “جاءت معركة تحرير نبّل والزهراء لتزيد من انتصار الثوار على الأرض بعدما أحرزوا تقدما وسيطروا على حي الزهراء الشرقي أو ما يسمى بالمعامل. باختصار حلب تكسر فرضية الحصار”.
نتائج المعركة
ويؤكد الناشط الإعلامي أبو العبد أن قوات المعارضة قد ألحقت خسائر كبيرة بصفوف قوات النظام والتقدم الميداني مستمر، بحسب قوله. ويضيف في حديث للجزيرة “أكثر من أربعين قتيلا وعدد من الأسرى هي نتيجة المعارك إلى الآن”.
ويتابع أن بعض الفصائل المشاركة تتكتم على نتائج المعركة لكن هناك تقدما ميدانيا كبيرا، فالفصائل تحاول حاليا اقتحام جمعية الجود الواقعة جنوب شرق الزهراء بعد السيطرة على منطقة المعامل.
في سياق آخر، تناقل نشطاء ووسائل إعلامية عديدة أخبارا مفادها مساندة وحدات حماية الشعب الكردية من طرف عفرين للمقاتلين الشيعة بنبّل والزهراء، ولكن رئيس هيئة الدفاع بمقاطعة عفرين عبدو إبراهيم أصدر بيانا نفى هذه الاتهامات معتبرا أنه لا أساس لها من الصحة.
ويعلق رئيس المجلس العسكري بحلب العميد زاهر الساكت على تلك الأخبار للجزيرة نت قائلا “نريد أن يقفوا مع الحق ضد الباطل، هم بالنهاية جزء من النسيج الاجتماعي السوري وإخوتنا، نريدهم أن يرجعوا لرشدهم. وأستثني من الأكراد حزب العمال الكردستاني، الحزب الإرهابي فهذا لا عتب عليه فالأكراد إخوتنا عدا هذا الحزب”.
منبّهات ورواتب
من جهته، يقول أبو مجد -أحد عناصر جبهة النصرة المشاركين في القتال- “بعدما تمكنا من اختراق القبضات سمعنا أصوات عناصر النظام يقولون لنهرب وننقذ أنفسنا، فيجيبه زميله وراتب العشرين ألف ليرة سورية (100 دولار) هل سنستلمه هذا الشهر إذا هربنا؟”.
ويضيف في حديث للجزيرة نت “ضمن المحادثة تأكدنا أن عناصر النظام المرابطين على خط الجبهة الأول المواجه لنا لا ينامون في هذه الساعات، وعرفنا فيما بعد عبر القبضات اللاسلكية أنهم يتناولون حبوب منبهة كي يبقوا مستيقظين لوقت أطول”.
وينتظر مراقبون تطورات المعارك عند هاتين البلدتين، لا سيما أن لهما أهمية كبيرة فيما يتعلق بكسر مفهوم الحصار الذي بدأ يتخوف منه الثوار المتمركزون في أحياء حلب المحررة، فهل سيستطيعون كسر الحصار؟
مقتل العشرات من قوات النظام ومليشيات تابعة له بدرعا
دبي – قناة العربية
تواصلت المعارك العنيفة بين الثوار السوريين وقوات النظام في أكثر من منطقة سورية، لا سيما في مدينة درعا، حيث تمكن الثوار من قتل عدد كبير من جنود النظام والمليشيات المتعاونة معه، معظمهم من الإيرانيين وعناصر في حزب الله.
وأكدت مصادر مقربة من الثوار مقتل أكثر من 30 من المليشيات التابعة للنظام معظمهم يحملون الجنسية الإيرانية، مشيرة إلى أن جثث القتلى لا زالت ملقية على أرض المعركة تحت سيطرة الثوار، حيث لم تتمكن الميليشيات من سحبها.
كذلك سقط 18 قتيلاً جراء القصف الجوي بالصواريخ والبراميل المتفجرة في مناطق متفرقة من ريف درعا.
وقالت مصادر ميدانية إن طائرات الميغ والمروحيات العسكرية التابعة لجيش النظام تبادلت أدوار القصف على مدن إنخل ونوى وبلدات داعل ودير العدس، مما أسفر عن سقوط قتلى في مدينتي نوى إنخل في الشمال الغربي من ريف درعا، إضافة لسقوط عشرات الجرحى.
كما أكدت المصادر سقوط خمسة قتلى من عائلة واحدة جراء قصف من الطيران المروحي استهدف منزلهم في بلدة أبطع.
أما في حماة فقد قتل العشرات من قوات النظام جراء الانفجارات في معمل الكونسروة بالقرب من مطار حماة العسكري، وهو مصنع ومستودع للبراميل المتفجرة.
وواصل طيران الأسد غاراته على مدينة الرقة، حيث شن 4 غارات على مناطق متفرقة في المدينة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرح آخرين من المدنيين، إضافة إلى دمار عدد من المنازل.
اغتيال أحد أمراء “النصرة” على منبر مسجد في ريف إدلب
العربية.نت
اغتيل أحد أمراء “جبهة النصرة” أثناء إلقائه خطبة، أمس الجمعة، في مسجد “الزبير بن العوام” بقرية ابلين في منطقة جبل الزاوية الواقعة في ريف حلب.
وأظهر فيديو بُث على موقع “يوتيوب” الشيخ المذكور على منبر عال وهو يخطب، ويسمع فجأةً صوت صاروخ، يعتقد أنه أطلق من طائرة “ميغ”، استهدف مدرسة محاذية للمسجد، فسقط الشيخ المذكور على أرض المنبر، فيما سادت حالة من الهلع والفوضى في صفوف المصلين.
وأظهر فيديو آخر صورا لنافذة مكسورة في سدة المسجد ودخانا كثيفا يتصاعد من باحة المدرسة المستهدفة.
وفي سياق آخر، نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر موثوقة قولها إن مسلحين مجهولين اغتالوا بعد منتصف ليل أمس، “أميراً” في تنظيم “داعش” من الجنسية الكويتية، في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق.
وأوضحت المصادر أن المجهولين أطلقوا النار على سيارة كان يستقلها “الأمير”، بالقرب من مرآب منطقة الجمعيات في مدينة البوكمال.
وأبلغت المصادر المرصد، أنّ الأمير كويتي الجنسية، هو أمير “بلدة الرمادي” الواقعة في ريف مدينة البوكمال التابعة لـ “ولاية الفرات” التي أسسها “داعش”.
“الائتلاف” يطالب تونس بإغلاق مكتبها لدى الأسد
العربية.نت
طالب هادي البحرة رئيس الائتلاف الوطني السوري تونس بإعادة النظر بخطوتها الأخيرة في فتح مكتب إداري لدى نظام الأسد وقال البحرة “نأمل من إخواننا في تونس إعادة النظر في مثل هذه الخطوات لأنها ستعطي نظام الأسد مؤشرات خاطئة لمواصلة الاستمرار في قتل السوريين”.
وأضاف البحرة: “نحن نعارض هكذا خطوة ولا نرحب بأي خطوات تعطي نظام الأسد المزيد من الفرص، والمؤشرات الخاطئة للاستمرار في قتل الشعب السوري”.
وجاءت تصريحات البحرة في لقاء أجرته معه صحيفة “الوطن” القطري، وفيما يخص إرهاب الأسد واستمراره بشن غارات جوية تحصد أرواح المدنيين لاسيما في الرقة، استغرب البحرة من سلوك قوات التحالف، حيث “تستهدف بضرباتها الجوية فقط تنظيم داعش من دون استهداف لنظام الأسد، وهذا الوضع استغله النظام لزيادة غاراته بالبراميل المتفجرة على المناطق المدنية المأهولة، وهذا ما لا يمكن السكوت عليه، إذ كيف للمجتمع الدولي، أن يركز فقط على مصالحه الخاصة، ويهمل حقوق الشعب السوري”.
روسيا غير جادة
وأكد البحرة أنه ومنذ بدء التحالف “توأم في المناداة بين ضرب العصابات الداعشية والأسدية، لأنه لا يمكنك أن تتعاطى مع أعراض الوضع، دون التعاطي مع المسببات الرئيسية له”.
وفي سؤال حول جدية روسيا في طروحاتها ومبادراتها لإيجاد حل سياسي، أكد البحرة “لو أن روسيا جادة في إيجاد حل للقضية السورية، لكانت كفّت يدها عن دعم نظام بشار الأسد بالأسلحة، والمال، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن هذا الدعم هو أحد أسباب استمرار القتل والتدمير في سورية، وبشكل مباشر فإنه لن يؤدي للدفع باتجاه حل سياسي، فعندما تقوم بالدعم العسكري الكبير، والذي لا يمكن مقارنته بأي شكل من الأشكال مع الدعم الذي تتلقاه قوى الثورة السورية من قبل أصدقاء الشعب السوري، فإن هذا يعني أنك تريد فرض حل على هذا الشعب، ولا تسعى من أجل أن تكون وسيطا نزيها لتعطي الحق لهذا الشعب ليرسم طريقه بنفسه، ويحدد مصير وطنه”.
قيس الشيخ يستقيل من “العدل”.. ويصبح رئيسا لمجلس ثوري
العربية.نت
انتخب القاضي السوري “قيس الشيخ” رئيساً لـ”مجلس قيادة الثورة السورية”، المنبثق عن مبادرة “واعتصموا”، وذلك في إطار الجهود لتوحيد قوى الثورة.
وكان الشيخ قد أعلن، قبل قليل، استقالته من وزارة العدل في الحكومة السورية المؤقتة، حيث كتب على صفحته على “فيسبوك”: “أعلن استقالتي من الحكومة المؤقتة التي لم تباشر عملها بعد، راجياً من الله أن يوفق شعبنا لما يحب ويرضى”.
وكانت مجموعة من فصائل المعارضة السورية المسلحة، أعلنت مؤخراً تشكيل ما أسمته “مجلس قيادة الثورة السورية” داخل سوريا، ودعت جميع الفصائل الأخرى للانضمام للمجلس الجديد.
وقال بيان للمجلس إن الاتفاق ضم 17 فصيلا مسلحا ضمن مبادرة “واعتصموا”. وأضاف أن “مجلس قيادة الثورة” الجديد وضع على رأس أولوياته تشكيل مجلس عسكري موحد وهيئة قضائية مشتركة.
ويضم مجلس قيادة الثورة السورية الجديد كلا من “جيش الإسلام” و”ألوية صقور الشام” و”حركة حزم”، كما يضم “فيلق الشام” و”جبهة ثوار سوريا” و”جيش المجاهدين”، إضافة إلى “حركة نور الدين الزنكي” و”هيئة دروع الثورة” و”الفرقة الثالثة عشرة”.
كما وقّع على اتفاق تشكيل المجلس “الفرقة 101″ و”الجبهة السورية للتحرير” و”فرسان الحق ولواء الحق”، وكذلك “صقور الغاب” و”جبهة حق المقاتلة” و”ألوية الأنصار” و”تجمع كتائب وألوية شهداء سوريا”.
وتم استبعاد كل من “جبهة النصرة” و”جبهة أنصار الدين” و”جماعة جند الأقصى” و”جيش اليرموك” من التجمع.
وقيس الشيخ من مواليد مدينة دير الزور سنة 1943. حصل على بكالوريوس في الحقوق من جامعة دمشق، ثم أصبح قاضيا وتنقل في عدة مناصب.
سوريا: توافق أميركي تركي فرنسي حول المنطقة العازلة
غازي عنتاب (تركيا)– زيدان زنكلو
اجتمع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الجمعة بوفد من الائتلاف الوطني السوري يمثل كافة الكتل السياسية برئاسة رئيس الائتلاف هادي البحرة.
وحسب مصادر العربية، تناول الاجتماع مع الوزير التركي، الذي جرى في مبنى الخارجية التركية بالعاصمة أنقرة، الوضع الميداني في حلب، ومبادرة المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا، وموضوع المنطقة الآمنة الذي طرحته أنقرة خلال الفترة الماضية، بالإضافة لزيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن لتركيا وتوافق الجانبين حول المنطقة الآمنة، حيث أكدت المصادر أن مواقف الجانبين التركي والأمريكي متطابقة حول المنطقة الآمنة، ويتم الآن دراسة تفاصيل هذه المنطقة، ومن المرتقب عقد اجتماع أميركي تركي فرنسي خلال الفترة القادمة لمناقشة المطلب التركي حول المنطقة الآمنة والوضع في حلب.
وأكدت مصادر من الاجتماع للعربية، أن جاويش أوغلو أبلغ وفد الإئتلاف بأن موسكو ربما تدفع باتجاه فتح أبواب للحل السياسي، حيث سيكون الملف السوري حاضراً في الاجتماعات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته المرتقبة لتركيا والتي تبدأ يوم الإثنين القادم.
ونفت المصادر أن يكون هناك أي اجتماع بين وفد من الائتلاف والوفد الروسي خلال زيارة بوتين المرتقبة، وقال إن الائتلاف لم يتلقَ أي دعوة من الروس للاجتماع، وكذلك لم تقدم المعارضة طلباً للقاء الجانب الروسي.
ونوقشت خلال الاجتماع الأوضاع في سوريا بكافة أطرها، وركز وفد الائتلاف على “ضرورة رفع الدعم المقدم للجيش الحر من حيث التدريب والتسليح، وذلك لضرورة تحقيق البنية الهيكلية الصحيحة وتحقيق وحدة القيادة والسيطرة، في ظل المؤسسة الوطنية الواحدة وقيادة أركان فاعلة”.
كما وضع أعضاء الكتل السياسية في الائتلاف وزير الخارجية التركي في صورة آخر التطورات ضمن الائتلاف، وأعرب أوغلو عن دعم بلاده الكامل للائتلاف كممثل شرعي للشعب السوري وللجيش الحر، وقال إن تركيا تقف على مسافة واحدة من الجميع، وأكد على ضرورة رص الصفوف ووحدة الائتلاف.
خدام في رسالة لأوباما:أطالبكم بموقف ينهي معاناة وطني
العربية.نت
طالب عبدالحليم خدام، النائب السابق لرئيس الجمهورية العربية السورية، من الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في رسالة له حول ما يجري في سوريا بضرورة اتخاذ موقف حاسم تجاه هذا النظام المجرم الذي استخدم كل أدوات العنف والقتل والتشريد ضد شعبه.
وقال “ما دفعني إلى كتابة هذه الرسالة إليكم خوفي على وطني سوريا وعلى الشعب السوري الذي يتعرض لأسوأ جرائم القتل والتدمير والتهجير من قبل النظام المستبد في سوريا والمدعوم من إيران وروسيا، ولم يستطع مجلس الأمن اتخاذ إجراءات جدية بسبب حق النقض لكل من روسيا والصين، وفي الوقت نفسه لم تتخذ الدول الأخرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية، إجراءات حاسمة”.
وأضاف خدام في رسالته “عندما استخدم النظام السوري الأسلحة الكيمياوية قررتم معاقبته، وأرسلتم جزءا من سفنكم الحربية إلى السواحل السورية، ولكن الوساطة الروسية التي عرضت عليكم إتلاف المخزون الكيمياوي لقاء وقف العمليات العسكرية ضد النظام السوري، وبذلك نجحت روسيا بحماية حليفها، والذي تشكلت لديه القناعة أن الولايات المتحدة لن تقدم على عمل عسكري ضده، فزادت قدرته على زيادة أعمال القتل والتدمير” .
وقال “يتساءل معظم السوريين عن مسألتين، وهما لماذا لم تشكل الولايات المتحدة ائتلافا عسكريا دوليا لإنقاذ الشعب السوري الذي نزفت دماؤه عبر سقوط مئات الآلاف من الشهداء والجرحى وتدمير للبلاد وتهجير للملايين، هل إرهاب الدولة الذي يقتل المواطنين إرهاب مشروع؟
وأضاف “ألا تتعارض جرائم النظام مع ميثاق الأمم المتحدة وشرعة حقوق الإنسان والقيم الإنسانية؟ أليست هذه الجرائم جرائم إبادة للإنسانية؟”.
واعتبر الأمر الثاني الذي يتساءل عنه السوريون كما يقول خدام يتعلق بتنظيم داعش الذي احتل مدنا سورية، منها دير الزور والرقة ومناطق في إدلب وحلب، ومع ذلك لم يجر تحركا لحماية الشعب السوري وإنقاذه. وقال “عندما وصل تنظيم داعش إلى حدود إقليم كردستان في العراق وبلدة عين العرب في سوريا تم تشكيل ائتلاف عسكري دولي لمحاربة الإرهاب، فهل جرائم بشار الأسد غير إرهابية، وهل هناك تمييز بين العرب والأكراد؟ فكل من العرب والأكراد إخوان في الوطن متساوون في الحقوق، عاشوا مئات السنين، وبرز منهم زعماء وقادة وطنيون في العراق وفي سوريا.
ويضيف “عند هذه المسألة يتساءل الكثيرون من السوريين ومن العرب: هل هناك قرار على غرار اتفاقية سايكس بيكو التي عقدت بين الحكومتين البريطانية والفرنسية خلال الحرب العالمية الأولى والتي أدت لتمزيق المنطقة؟ وهذا ما يقلق السوريين والعراقيين، الخوف من نكبة ثانية للعرب كنكبة فلسطين كما يقول خدام.
وأضاف خدام في رسالته “عندما زار سفيركم وسفير فرنسا مدينة حماة في سوريا، واستقبلا استقبالا شعبيا كبيرا، وتركت الزيارة انطباعا لدى السوريين أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين سيساعدون الشعب السوري ويدعمونه دعما جديا للدفاع عن نفسه ومساعدته لبناء دولته الديمقراطية التي يتمتع بها السوريون بحقوق متساوية بغض النظر عن الدين أو الطائفة أو العرق أو الجنس، لاسيما أن بشار الأسد عمل على تمزيق وحدة السوريين عبر استخدام الطائفية، ونأمل من الدول التي ساعدت بشار الأسد في هذا النهج أن تعيد النظر في مواقفها، لأن إثارة مسألة الأقليات وتمييزهم بحقوق عن بقية المواطنين سيشعل النار، ليس في سوريا فقط، بل في معظم دول العالم، لأنه ليس من دولة إلا متعددة المكونات الدينية والعرقية والطائفية”.
سوريا.. قتلى بسلسلة غارات جوية على “إنخل“
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أسفرت سلسلة غارات جوية على مدينة إنخل في ريف درعا، جنوبي سوريا، عن مقتل ستة أشخاص، حسبما قال ناشطون، السبت.
كذلك شنت الطائرات السورية غارات جوية على مدينة الشيخ مسكين، التي سيطرت عليها المعارضة المسلحة قبل أسابيع.
وبث ناشطون صورا لما وصفوه بجهود مسلحي المعارضة لإطفاء الحرائق، وإجلاء المدنيين في المدينة.
كما بث ناشطون من مدينة حمص، غربي البلاد، صورا تظهر تلقي عدد من المصابين، بمن فيهم أطفال، العلاج في مستشفيات ميدانية في تلبيسة بريف المدينة، التي تعرضت لقصف ببراميل متفجرة حسب الناشطين.
وكانت مصادر للمعارضة السورية ذكرت، الجمعة، أن 20 من عناصر القوات الحكومية قتلوا في اشتباكات دارت مع مسلحي المعارضة بين بلدتي زبدين والمليحة بغوطة دمشق الشرقية.
مصدر سوري معارض: إيران لا تمانع بالتخلي عن الأسد وتشترط موافقتها على البديل
استانبول (28 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
نقل قيادي بارز في المعارضة السورية عن مصدر أمريكي مطّلع على مباحثات خلفية تجري بين واشنطن وطهران أن الأخيرة، وبعد ضغوط أمريكية، لا تمانع بالتخلي عن الرئيس السوري بشار الأسد ولكنها تطالب أن تشارك في اختيار البديل
وقال القيادي المعارض الذي اشترط عدم ذكر اسمه لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لم يُبد الإيرانيون مانعاً من التخلي عن الرئيس السوري الأسد، لكنهم طلبوا أن يُعرض عليهم البديل وأن يكون لهم دور في اختياره ليضمنوا، وفق رأيهم، عدم حدوث مجازر بحق العلويين في سورية بعد التخلي عن الأسد وخروجه من السلطة من جهة ولضمان مصالحهم الاستراتيجية في سورية من جهة ثانية”، وفق تعبيره
وأضاف “مسألة من سيشرف على الجيش والأمن بعد الاستغناء عن الأسد مازالت قيد البحث، فيما وافق الإيرانيون على أن يكون النظام السوري برلماني، ونعتقد أن مسألة تبعية الأمن والجيش عملية معقدة وقد تطيح بهذا الموقف الإيراني الجديد”، حسب قوله.
وقال “تفكيك النظام الحالي وتركيب نظام جديد عملية معقدة للغاية وتحتاج بعض الوقت والكثير جداً من الاحتياطات والحسابات، ويرى الأمريكيون أنه سيكون لروسيا وإيران رأي في بعض القضايا فيما سيُفرض عليهما قضايا أخرى كآليات التطبيق ودور المعارضة” السورية
لكنه أشار إلى إن الولايات المتحدة لا تمنح ثقتها الكاملة بالتغيير الإيراني وأوضح “مازالت هذه الموافقة شكلية، وستبقى أولية ما لم تبدأ الخطوات العملية دون عراقيل، ويُدرك الأمريكيون أن الاحتمال الأكبر هو عرقلة التفاهمات بالغوص في نقاش تفاصيل هامشية”، على حد تقديره
مصادر من القامشلي تنفي تعرض كوشنير لمحاولة اختطاف من قبل النظام السوري
روما (28 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
نفت مصادر أهلية من مدينة القامشلي صحة الأنباء التي تحدثت عن محاولة فاشلة من قبل النظام السوري لاعتقال وزير الخارجية الفرنسي الأسبق برنار كوشنير بعيد دخوله إلى القامشلي (شمال الشرق) بطريقة غير شرعية قادماً من شمال العراق، مؤكّدة أن زيارة الوزير الفرنسي لشمال سورية هدفها الترويج والدعاية لمناطق الإدارة الذاتية الكردية
وأكّدت مصادر من مدينة القامشلي السورية لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن المعلومة التي يتم تداولها مصدرها جهات أمنية سورية، وأن أحداً لا يستطيع تأكيدها، ورأت أنها “مسرحية” من النظام لإيهام الرأي العام بأنه غير راض عن دخول كوشنير إلى الأراضي السورية بطريقة غير قانونية
ونقل سوريون عن مصادر أمنية سورية أن وزير الخارجية الفرنسي السابق برنار كوشنير قد نجا من محاولة لاعتقاله في القامشلي وأنه تم تهريبه من المكان الذي كان يتواجد فيه خلال زيارة يقوم بها برفقة قيادات من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري
وأضافت المصادر “لقد دخل كوشنير مدينة القامشلي التي ما تزال تحت سيطرة النظام، ولو كان النظام جاداً وراغباً باعتقال الوزير الفرنسي السابق لاعتقله إما بشكل مباشر أو من خلال الضغط والتهديد، واعتقال من استقبله على الحدود العراقية السورية، وهي شخصيات معروفة للسلطات السورية من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي”، وتابعت “يبدو أنها مسرحية لإيهام الرأي العام بأن النظام غير راض عن دخوله إلى الأراضي السورية بهذه الطريقة غير القانونية”، لكن “النظام لا يريد فعلياً توتير العلاقة بينه وبين حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في هذه المرحلة، طالما أن هذا الحزب ومسلحيه يقفون إلى جانب النظام بشكل أو بآخر” حسب قولها
وحول هدف الزيارة، قال المعارض السوري سليمان يوسف من مدينة القامشلي لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء، “أعتقد أن الهدف الأساسي لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي من دعوة كوشنير لزيارة القامشلي هو الدعاية الإعلامية لما يسمونه بالإدارة الذاتية الكردية، وكوشنير يقوم بزيارة للمنطقة (شمال العراق والحسكة السورية) بمهمة غير رسمية من قبل الدولة الفرنسية التي أظهرت في السنوات الأخيرة على أنها أكثر الدول الأوربية المتحمسة والمؤيدة لانفصال أكراد العراق وإعلان دولتهم المستقلة، وفي إطار هذه السياسة الفرنسية جاء كوشنير ليطلع على واقع أكراد سورية ليقدّم تقريراً للجهات الفرنسية المعنية والمهتمة بالملف الكردي في المنطقة، وفي ضوء تقريره قد تحدد فرنسا سياستها ومواقفها من الملف الكردي في عين العرب (كوباني) خاصة لجهة دورها في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في كل من العراق وسورية” وفق قوله