أحداث السبت 31 أذار 2018
دي ميستورا يفاوض فصائل الغوطة
باريس، موسكو – رندة تقي الدين، سامر الياس
تضاربت المعلومات مجدداً في شأن مصير مدينة دوما المحاصرة في الغوطة الشرقية، بين إعلان الجيش الروسي التوصّل إلى اتفاق على إجلاء مسلحي المعارضة من المدينة، ونفي الأخيرة ذلك، وإن أكدت أن المفاوضات تتحرك «في الاتجاه الصحيح». وكشف مسؤول فرنسي بارز لـ»الحياة» أن ملف دوما كان حاضراً خلال اجتماعات المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في موسكو أول من أمس، وانه أطلع الروس على مفاوضات «بعيدة عن الأضواء» يجريها مع فصائل معارضة في الغوطة.
ووفق المسؤول الفرنسي، فإن المجموعات المسلّحة طلبت أن تكون الأمم المتحدة الطرف «الضامن» بينها والمفاوضين الروس، مشيراً إلى أن دي ميستورا طالب الجانب الروسي «بشكل ملحّ» بعدم شنّ هجوم عسكري ضد المدينة.
يأتي ذلك وسط ترقّب قمة روسية – تركية – إيرانية تُعقد الأربعاء المقبل في أنقرة، وتتطرّق إلى مناطق «خفض التوتر»، خصوصاً محافظة إدلب التي تشكّل نقطة خلاف بين الأطراف الثلاثة. ورأى المسؤول الفرنسي أن روسيا ترغب في استتباب الهدوء في إدلب، فيما يريد الأتراك الحفاظ على نفوذهم في المحافظة والسيطرة عليها مثل عفرين، كما يريد الجانب الإيراني أن يكون لاعباً مؤثراً في مصير المحافظة، وهو ما ترفضه موسكو وأنقرة.
وتساءل المسؤول إن كان دفع قوات المعارضة للتوجه إلى إدلب، استراتيجية عسكرية لإفراغ أماكن وجودها واحدة تلو الأخرى، وجمعها في إدلب لتكون بذلك معقلها الوحيد. كما تساءل عن مصير المنطقة التي تحوي مليونين ونصف المليون مدني ونازح إلى جانب آلاف المسلحين، في بقعة جغرافية أكثر تعقيداً من غيرها. وأشار إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ينوي مناقشة الملف السورية خلال زيارة رسمية لروسيا في ٢٣ أيار (مايو) المقبل.
إلى ذلك، أوضح المسؤول أن استقبال ماكرون وفداً من «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) كان يهدف إلى إظهار القلق الفرنسي إزاء العملية العسكرية التركية في عفرين، وتعبئة المقاتلين الأكراد لمواصلة مكافحة تنظيم «داعش» في سورية والعراق، مضيفاً أن العملية الإرهابية التي حصلت في جنوب فرنسا أخيراً تطلبت من السلطات الفرنسية إظهار أنها ما زالت منخرطة في مكافحة التنظيم. وتابع أن الضمانات الأمنية التي كان يمكن أن تقدمها قوات التحالف الدولي تتركز في مناطق خارج عفرين، على عكس رغبات الأكراد.
على صلة، نفى الناطق باسم «جيش الإسلام» حمزة بيرقدار التوصل إلى اتفاق مع روسيا على الخروج من دوما، فيما أكّد المسؤول السياسي في الحركة محمد علوش أن المحادثات «تسير في الاتجاه الصحيح»، وأن «الفرص (للاتفاق) تصبح أقوى يوماً بعد آخر».
وقال بيرقدار لـ «الحياة» إن الإعلان الروسي عن التوصل إلى اتفاق «يأتي في إطار الحرب النفسية على الحاضنة الشعبية لجيش الإسلام»، موضحاً أن المفاوضات مستمرة بين الجانبين، وأنها «لا تتناول شروطاً محددة». وشدد على أن «الهدف الرئيس هو بقاء المقاتلين وأهالي دوما في بيوتهم لأن التجارب في سورية وفلسطين تكشف أن كل من طردوا من ديارهم لم يعد إليها».
وكان رئيس دائرة العمليات العامة في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الفريق أول سيرغي رودسكوي أعلن أمس «التوصل إلى اتفاق مع قادة التشكيلات المسلحة غير الشرعية حول انسحاب المسلحين مع أفراد عائلاتهم من مدينة دوما في وقت قريب». ولم يكشف إلى أي وجهة سيُنقل مقاتلو «جيش الاسلام» وعائلاتهم.
في غضون ذلك، وجه رودسكوي انتقادات لاذعة لتصرفات «قسد» ضد السكان الأصليين في الرقة، بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب نية واشنطن الانسحاب من سورية. وفي انتقاد نادر للتشكيلات الكردية، قال الجنرال الروسي إن «قيادة قوات سورية الديموقراطية وهيئات الحكم الذاتي المحلية التي عينها الأميركيون، لا تتعامل مع حل المشاكل الإنسانية… السكان العرب الأصليون يتعرّضون الى القمع والعقاب، والتعبئة القسرية جارية. هذا يسبب استياء حاداً من السكان». وأضاف أن «السكان العرب الأصليين بدأوا بانتفاضة ضد التشكيلات المدعومة من الولايات المتحدة في المنصورة جنوب غربي الرقة في 25 آذار (مارس)»، متهماً قوات «قسد» بالتصرف «كما لو كانت قوات محتلة».
في سياق آخر، أعلن ناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية أن جندياً بريطانياً قُتل نتيجة تفجير عبوة ناسفة يدوية الصنع في سورية أول من أمس. وكان مسؤولان أميركيان قالا في وقت سابق إن جندياً أميركيا وشخصاً آخر من التحالف الدولي قُتلا في الانفجار. وقرر التحالف «حجب التفاصيل المتعلقة بالواقعة إلى حين إجراء مزيد من التحقيقات» في خصوص الهجوم الذي يعدّ الأول من نوعه العام الحالي.
ترامب أمر بتجميد أموال مخصصة لإعادة إعمار سورية
واشنطن – أ ف ب
وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن ترامب أمر وزارة الخارجية بتجميد هذه الأموال، بعدما علم من مقال صحافي قرأه أن الولايات المتحدة تعهدت دفع أموال للمساهمة في إعادة إعمار سورية.
وكان ترامب أعلن في خطاب ألقاه أمام عمال صناعيين في اوهايو أن القوات الأميركية ستنسحب من سورية «قريباً جداً»، وعبر عن اسفه لما اعتبره تبديد واشنطن سبعة تريليونات دولار في حروب الشرق الأوسط.
وأضاف: «سنخرج من سورية في وقت قريب جداً. فلندع الآخرين يتولون الاهتمام بها الآن». ولم يحدد ترامب مَن يقصد بـ«الآخرين» الذين يمكن ان يتولوا أمر سورية، لكن لروسيا وايران قوات كبيرة في سورية تدعم نظام بشار الاسد.
وتنشر الولايات المتحدة أكثر من الفي جندي في شرق سورية حيث يساندون تحالفاً عربياً – كردياً لدحر تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)، من دون التورط في شكل مباشر في النزاع.
وقال ترامب: «أنفقنا سبعة تريليونات دولار في الشرق الأوسط. هل تعلمون ما الذي حصلنا عليه لقاء ذلك؟ لا شيء»، متعهداً تركيز الانفاق الأميركي في المستقبل على خلق وظائف وبناء بنية تحتية في بلده.
وتعارضت رغبة ترامب بالانسحاب من النزاع السوري، مع ما كان أعلنه في كانون الثاني (يناير) الماضي وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون.
واعتبر تيلرسون آنذاك أن القوات الأميركية يجب أن تبقى في سورية من أجل منع تنظيمي «داعش» و«القاعدة» من العودة، ولحرمان ايران من فرصة «تعزيز موقعها في سورية».
مقتل جنديين أميركي وبريطاني من عناصر التحالف الدولي في سورية
بيروت – أ ف ب
أفادت مصادر رسمية و«المرصد السوري لحقوق الانسان» اليوم (الجمعة)، بأن عنصران أميركي وبريطاني من قوات التحالف الدولي لمكافحة المتشددين بتفجير عبوة ناسفة في منبج شمال سورية.
ووقع الهجوم في مدينة منبج حيث تتمركز قوة أميركية في وقت متأخر أمس تزامنا مع تصريح الرئيس الاميركي دونالد ترامب بأنه سيسحب القوات الاميركية من سورية «قريباً جداً».
وافاد بيان للقيادة المركزية للتحالف بأنه «قتل اثنان من افراد قوات التحالف وجرح خمسة آخرون في انفجار عبوة ناسفة في سورية منتصف ليل الخميس – الجمعة (21:00 بتوقيت غرينيتش)»، مضيفا أن «الجرحى تلقوا الرعاية الفورية وتم اجلاؤهم لمزيد من العلاج الطبي».
وأعلن مسؤول في البنتاغون أن أحد عنصري التحالف الدولي اللذين قتلا كان أميركياً فيما كشفت وزارة الدفاع البريطانية لاحقاً ان الجندي الاخر بريطاني.
ومنذ العام 2014، دعم التحالف بالسلاح القوات التي تقاتل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية والعراق. وتنشر واشنطن أكثر من 2000 عسكري في شرق سورية، وهم يعملون مع ميليشيات محلية تحارب التنظيم المتطرف.
ويرتفع بذلك الى 14 عدد القتلى الأميركيين في عمليات التحالف ضد التنظيم المتشدد.
ولم يعلن أي تنظيم على الفور مسؤوليته عن الهجوم.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان» الذي يعتمد على شبكة من المصادر الميدانية، ان الهجوم وقع في مدينة منبج.
وقال المرصد ان «الهجوم نجم عن انفجار استهدف جنوداً من قوات التحالف الدولي في مدينة منبج التي يسيطر عليها مجلس منبج العسكري والقوات الأميركية».
وذكر ان الهجوم تسبب في «مقتل عنصرين اثنين من قوات التحالف وجرح ما لا يقل عن تسعة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، بينهم أربعة عناصر من مجلس منبج العسكري».
وأضاف ان عدد القتلى مرشح للارتفاع «لوجود جرحى إصاباتهم بالغة».
وتقع منبج بين مدينة حلب شمالاً والضفة الغربية لنهر الفرات على بعد اقل من 30 كيلومتراً جنوب الحدود مع تركيا.
ومنبج ملتقى للعديد من مناطق النفوذ الدولية، وقد تصبح منطقة مشتعلة في مرحلة ما بعد تنظيم «داعش».
وصرح ترامب امام عدد من عمال القطاع الصناعي في اوهايوأمس: «نخرج من سورية قريباً جداً».
وتتعارض رغبة ترامب في الابتعاد عن النزاع في سورية مع الاستراتيجية الأميركية التي اعلنها وزير الخارجية ريكس تيلرسون في كانون الثاني (يناير) الماضي، قبل أن يتم عزله من منصبه خلال الشهر الجاري.
وأطلقت تركيا بالتحالف مع فصائل تدعمها من المعارضة السورية بتاريخ 20 كانون الثاني (يناير) الماضي عملية «غصن الزيتون» في منطقة عفرين لمحاربة «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعتبرها مجموعة «إرهابية». وقد انتهت بالسيطرة على عفرين.
وهدد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بتوسيع هذه العملية العسكرية ضد أماكن تواجد القوات الكردية لتشمل مناطق أوسع بينها مدينة منبج.
أنقرة تحذر من «مسار تصادمي» مع باريس وترفض وساطتها لحوار «قسد»
باريس، اسطنبول – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
رفضت تركيا أمس، وساطة فرنسية لاجراء حوار بين أنقرة و«قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، محذرةً من مسار تصادمي مع فرنسا، فيما نفى الإليزية نية باريس تنفيذ عملية عسكرية جديدة شمال سورية خارج إطار التحالف الدولي.
وقدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عرض الحوار خلال لقائه مساء أول أمس، وفداً من «قسد» التحالف العربي – الكردي الذي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية ركيزته، إلا أن تركيا رفضت ذلك بشكل مطلق، في خطوة من المرجح أن تزيد التوتر بينها وبين فرنسا التي أعربت عن قلقها في شأن العملية العسكرية التركية التي تجري شمال سورية.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطاب حاد في أنقرة إنه «حزين جداً لموقف فرنسا الخاطئ تماماً»، مضيفاً «من أتم كي تتحدثوا عن وساطة بين تركيا ومنظمة إرهابية؟». وأكد أردوغان أنه تبادل «حديثاً مشحوناً» مع ماكرون الأسبوع الماضي.
وأمل الرئيس التركي «ألا تأتينا فرنسا طالبة المساعدة عندما يتوافد عليها إرهابيون فارون من سورية والعراق بعدما تشجعهم سياستها».
واعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنه «ليس من الممكن القول ان بلداً يستقبل وحدات حماية الشعب الكردية في الاليزيه ليس منحازاً». وخاطب الفرنسيين بالقول: «أنتم في صف واحد مع الإرهابيين».
وتبنى نائب رئيس الوزراء التركي بكير بوزداغ خطاً أكثر تشدداً وحذر من أن تركيا «ستراقب أي بلد يتعاون مع الارهابيين»، مشيراً إلى أن «الموقف الفرنسي يضع باريس في مسار تصادمي مع أنقرة».
ورأى أن «طمأنة فرنسا لمنظمات حماية الشعب الكردي وحزب الاتحاد الديموقراطي ووحدات حماية المرأة الكردية الارهابية بتقديم الدعم لها هو تعاون وتضامن واضح مع جماعات إرهابية تهاجم تركيا».
ولفت بوزداغ إلى أن «أي جهة تتعاون مع جماعات إرهابية ضد تركيا، ستحصل على نفس المعاملة التي نعامل بها هؤلاء الارهابيين وستصبح هدفا لتركيا»، معرباً عن أمله في ألا «تقوم فرنسا بمثل هذه «الخطوة الطائشة».
من جانبه، أعلن الناطق باسم الرئاسة التركية ابراهيم كالين «رفض أي جهد يهدف إلى تشجيع حوار أو اتصالات أو وساطة بين تركيا وهذه المجموعات الارهابية» التي تحاربها تركيا في شمال سورية منذ أكثر من شهرين. وكان ماكرون أعرب عن أمله في بدء «حوار» بين الجانبين بمساعدة باريس والمجتمع الدولي.
وقال كالين إن هذه الجماعات تسعى إلى «اضفاء الشرعية على نفسها وبدلاً من اتخاذ اجراءات من شأنها أن تترجم على أنها إضفاء للشرعية على المنظمات الإرهابية، على الدول التي نعتبرها صديقة وحليفة أن تتخذ موقفاً حازماً ضد الإرهاب بكل أشكاله». وأشار إلى أن «الأسماء المختلفة والمتنوعة لا يمكن أن تخفي الهوية الحقيقية لمنظمة إرهابية».
وعملت فرنسا والولايات المتحدة بشكل وثيق مع مقاتلي «وحدات حماية الشعب» افي القتال ضد تنظيم «داعش» في سورية، وخلال محادثات أشاد ماكرون «بالتضحيات وبالدور الحاسم لقوات سورية الديموقراطية» في مكافحة التنظيم.
وبعد نحو 10 أيام من العملية التركية في سورية، أثار ماكرون غضب المسؤولين الاتراك بقوله أن فرنسا ستعتبر أن ثمة «مشكلة حقيقية» إذا تبين أن هذه العملية هي «غزو». واستدعت هذه التصريحات رداً حاداً من السلطات التركية التي اعتبرت أنها لم تكن مطلقا «قوة مستعمرة»، داعية باريس إلى «مراجعة ماضيها».
والتقى ماكرون أول من أمس الخميس لأول مرة وفدا من «قسد»، يشمل حزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي»، الجناح السياسي لـ»وحدات حماية الشعب» الكردية، ومسؤولين من المسيحيين والعرب من شمال سورية.
وقال مكتب الرئيس الفرنسي إنه أشاد بدور «قسد» في محاربة «داعش»، وهي معركة تقول دول غربية إنها «لم تنته بعد»، وأكد لهم دعم فرنسا لتحقيق استقرار شمال شرقي سورية، في وقت تنشر فرنسا قواتا في شمالها كما تعتبر «قوات سورية الديموقراطية» حليفا مهما لمنع عودة تنظيم «داعش» إلى المنطقة.
وبعدما أفاد عضو في حزب «الاتحاد الديموقراطي» في باريس بأن ماكرون «تعهد بإرسال المزيد من القوات إلى شمال سورية وتقديم مساعدات إنسانية والسعي إلى حل ديبلوماسي»، أعلنت الرئاسة الفرنسية أمس أن باريس «لا تنوي القيام بأي عملية عسكرية جديدة شمال سورية خارج إطار التحالف الدولي ضد «داعش».
وأكد الإليزيه انه «يجب مواصلة هذه المعركة معا»، معرباً عن قلقه من «مخاطر» عودة ظهور داعش» خصوصا في المنطقة الحدودية مع العراق.
وكان مصدر رئاسي فرنسي قال إن بلاده قد «تكيّف» عملياتها العسكرية في إطار التحالف «إذا رأت ذلك مفيدا في تحقيق أهدافها في المعركة ضد داعش».
بن سلمان يستبعد رحيل الأسد عن السلطة ويدعو الجيش الأمريكي للبقاء في سوريا
“القدس العربي”: استبعد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، كما دعا إلى أن يحافظ الجيش الأمريكي على تواجده في سوريا على المدى المتوسط.
وخلال مقابلة مع مجلة “تايم” الأمريكية، قال ولي العهد السعودي: “بشار باق”، (في السلطة) معربا عن اعتقاده أنه ليس من مصلحة الرئيس السوري “ترك الإيرانيين يفعلون ما يحلو لهم” في سوريا.
من جهة أخرى اعتبر الأمير السعودي، وفق المجلة، أنه من الضروري أن يحافظ الجيش الأمريكي على وجوده في سوريا، على الرغم من إعلان الرئيس دونالد ترامب مؤخرا بأن قوات بلاده ستنسحب من هناك قريبا.
وأضاف بن سلمان للمجلة: “نعتقد أن القوات الأمريكية يجب أن تبقى لفترة متوسطة على الأقل، إن لم تكن على المدى الطويل”.
وأشار إلى أن بقاء القوات الأمريكية على الأرض السورية هو “الجهد الأخير لمنع إيران من الاستمرار في توسيع نفوذها”.
ورأى بن سلمان أن مثل هذا “الهلال الشيعي” من شأنه أن يمنح إيران نفوذا أكبر في المنطقة.
وكان بن سلمان حذر في مقابلة مع صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية من إمكانية نشوب حرب مع إيران في غضون 10 إلى 15 عاما، إذا لم يعد هناك المزيد من الضغوط على “النظام” في طهران.
ويذكر أن العلاقات مقطوعة بين إيران والسعودية منذ مطلع عام 2016عقب اقتحام ايرانيين السفارة والقنصلية السعوديتين في إيران عقب اعدام رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر ضمن 47 شخصا آخرين على خلفية اتهامات بالإرهاب.
ترامب يبلغ مساعديه رغبته في الانسحاب من سوريا… ونذر معركة جديدة بين الأتراك والأكراد
غضب تركي من فرنسا لاستقبالها وفدا من «قسد»… ومقتل بريطاني وأمريكي من جنود التحالف
عواصم ـ «القدس العربي»ـ من هبة محمد ووكالات: قال مسؤولان كبيران في الإدارة الأمريكية أمس الجمعة إن الرئيس دونالد ترامب أبلغ مستشاريه برغبته في انسحاب قوات الولايات المتحدة مبكرا من سوريا وهو الموقف الذي قد يثير خلافات بينه وبين الكثير من كبار مسؤوليه.
وقال المسؤولان بالإدارة اللذان طلبا عدم نشر اسميهما لرويترز إن تصريح ترامب خلال كلمته يعكس مشاورات داخلية مع مستشارين تساءل خلالها عن سبب بقاء القوات الأمريكية بينما يوشك المتشددون على الهزيمة.
وقال مسؤول إن ترامب أوضح أن «بمجرد تدمير داعش وفلولها فإن الولايات المتحدة ستتطلع إلى لعب دول بالمنطقة دورا أكبر في توفير الأمن والاكتفاء بذلك». وأضاف المسؤول أن معالم هذه السياسة لم تتضح بعد.
وقال المسؤول الثاني إن مستشاري ترامب للأمن القومي أبلغوه بأنه ينبغي أن تبقى أعداد قليلة من القوات الأمريكية لعامين على الأقل لتأمين المكاسب التي تحققت بعد هزيمة المتشددين وضمان ألا تتحول سوريا إلى قاعدة إيرانية دائمة.
وذكر المسؤول أن كبار مساعدي ترامب للأمن القومي بحثوا الوضع في سوريا خلال اجتماع بالبيت الأبيض لكنهم لم يستقروا بعد على استراتيجية للقوات الأمريكية في سوريا ليوصوا بها حتى ينفذها ترامب مستقبلا.
وقال المسؤول «حتى الآن لم يصدر أمرا بالانسحاب».
وقال مسؤولان أمريكيان، أمس، إن جنديا أمريكيا وآخر بريطانيا من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم «الدولة» قتلا في انفجار عبوة ناسفة في سوريا، فيما أكد الرئيس الأمريكي أنه ينوي سحب قواته من سوريا، لتعود الخارجية الامريكية لنفي علمها بنية هذا الانسحاب. ونقلت تصريحات فرنسية متناقضة حول نية باريس التدخل في سوريا عسكرياً، بينما أكدت الرئاسة الفرنسية، من جهتها، أن باريس لا تنوي القيام بأي عملية عسكرية جديدة في شمالي سوريا خارج إطار التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة».
وهذه أول مرة يقتل أو يصاب فيها أحد من قوات التحالف في هجوم هذا العام. وقال المسؤولان الأمريكيان، مشترطين عدم الكشف عن هويتهما ومستشهدين بمعلومات أولية، إن أحد اللذين قتلا في الانفجار الذي وقع أمس الخميس أمريكي، وإن الحادثة وقعت قرب مدينة منبج السورية، بينما أكدت وزارة الدفاع البريطانية أن الثاني هو جندي بريطاني. وأفاد البيان أن المصابين نقلوا من الموقع لتلقي العلاج اللازم، وأن التفاصيل المتعلقة بالواقعة تقرر حجبها إلى حين إجراء المزيد من التحقيقات.
وتأتي هذه التوضيحات بعدما صرح مسؤولون أكراد التقوا بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، أن باريس تنوي إرسال «قوات جديدة» إلى شمالي سوريا، حسب الوكالة الفرنسية للأنباء. ولاقى اللقاء ردود فعل غاضبة جداً من تركيا التي تصنف الوحدات منظمة إرهابية.
وجاء كل ذلك ليزيد الظروف الدولية تصعيدا أمام تركيا، بعد نجاح جيشها بالتعاون مع الجيش السوري الحر في انتزاع مدينة عفرين الاستراتيجية من قبضة الوحدات الكردية، المدعومة من أطراف دولية عدة، ولتشهد العملية التركية المرتقبة المزيد من الضغوط السياسية الدولية، وسط حشود عسكرية للوحدات الكردية، فيما يبدو أن الأطراف الداعمة لها لا ترغب بمشاهدة انكسار جديد قد يطال الحليف المحلي بالقرب من الحدود السورية التركية.
ويبدو أن العملية التركية المرتقبة في شمالي سوريا، باتت تصطدم بمواقف دولية حادة، تؤشر لتوتر متصاعد مع تركيا وخصوصاً من طرف فرنسا، مع استقبالها وفداً من وحدات حماية الشعب الكردية، الأمر الذي رفضته تركيا بالمجمل، حيث هاجمت أنقرة وساطة تطرحها باريس مع الأكراد، فقال الرئيس التركي: «إن استضافة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس لوفد «إرهابي» من قوات سوريا الديمقراطية (الذي يشكل تنظيم ب ي د / بي كا كا عمودها الفقري)، يمثل عداءً لتركيا». ووفق ما نقلته وكالة الأناضول، أكد أردوغان أن عملية «غصن الزيتون» التي تتعاون فيها القوات التركية مع الجيش الحر ضد الوحدات الكردية في عفرين شمالي حلب، متواصلة حتى السيطرة على مدينة رفعت في ريف حلب وبقية المناطق.
من جهته قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو «إن استضافة فرنسا لتنظيم (ب ي د / بي كا كا) على مستوى رفيع، تكشف عن ازدواجية معاييرها بشأن التنظيمات الإرهابية. وأضاف موجهاً سؤاله لباريس «من أنتِ حتى تقومي بالوساطة؟».
وأشار جاويش أوغلو إلى أنه سأل نظيره الفرنسي خلال اتصال هاتفي في وقت سابق أمس، ما الذي سيفكر به لو استقبل الرئيس رجب طيب أردوغان شخصاً أو ممثلين عن منظمة شنت هجمات إرهابية في فرنسا؟ وانتقد جاويش أوغلو استخدام الجانب الفرنسي كلمة «كانتون» في الحديث عن عفرين أو في سوريا.
وفي مدينة منبج، إحدى أبرز المناطق التي تسيطر عليها الوحدات الكردية في ريف حلب، فقد شهدت بعد زيارة وفد عسكري أمريكي قبل أيام، دفعاً كبيراً للحشود العسكرية نحوها من قبل قوات سوريا الديمقراطية، بما فيها المدرعات الأمريكية. فقد دفعت قوات سوريا الديمقراطية، بعناصرها المدربة من محافظتي الرقة والحسكة نحو مدينة منبج ريف حلب، وأكدت وسائل إعلامية محلية، أن الوحدات الكردية تعزز جبهاتها بالعناصر والمدرعات، تخوفاً من أي عملية عسكرية قد تبدأها تركيا. وتأكيداً لموجة التصعيد كثفت وحدات حماية الشعب الكردية من عمليات زرع الألغام الأرضية بشكل كبير، ضمن مواقعها العسكرية المتاخمة للحدود السورية التركية، خاصة في مدن تل أبيض في ريف الرقة، وعين العرب في ريف حلب.
وفي مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي، والخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية، نفى المجلس العسكري التابع للجيش السوري الحر «الشائعات التي تحدثت عن تسليم المدينة للجيش التركي، عقب مفاوضات أجراها ضباط أتراك مع القوات الروسية». وذكر المجلس في بيان رسمي له، أنه من «الحكمة إعطاء الفرصة كاملة لمحاولات تركيا للتوصل لإيجاد حل مع القوات الروسية حول مدينة تل رفعت». وكان وفد عسكري تركي قد دخل قبل أيام إلى تل رفعت، لإجراء مباحثات مع القوات الروسية المنتشرة هناك، لبحث مآلات الحرب المرتقبة.
ترامب: سنسحب قواتنا من سوريا «قريباً جداً» والخارجية الأمريكية تنفي
«قسد»: لم يتم إبلاغنا بأي خطة من واشنطن
ريتشفيلد (أمريكا) – أ ف ب: أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ان القوات الأمريكية ستنسحب من سوريا «قريباً جداً»، وعبر عن اسفه لما اعتبره تبديد واشنطن سبعة تريليونات دولار في حروب الشرق الأوسط. وفي خطاب شعبوي امام عمال صناعيين في أوهايو، قال وسط تصفيق حار ان قوات بلاده باتت قريبة من تأمين كل الاراضي التي سيطر عليها في الماضي تنظيم «الدولة». بينما أكدت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» التي تدعمها الولايات المتحدة أمس إنها لم تُبلغ بأي خطة للانسحاب.
واضاف «سنخرج من سوريا في وقت قريب جدا. فلندع الآخرين يتولون الاهتمام بها الآن». ولم يحدد ترامب مَن يقصد بـ «الآخرين» الذين يمكن ان يتولوا امر سوريا، لكن لروسيا وايران قوات كبيرة في سوريا دعما نظام بشار الاسد. وكرر ترامب القول «قريبا ً جداً، سنخرج من هناك قريباً جداً. سنسيطر على مئة بالمئة من الخلافة كما يسمونها – في بعض الاحيان يقولون انها «أرض» – سنأخذها كلها بسرعة». واضاف «لكننا سنخرج من هناك قريبا. سنعود إلى بلدنا الذي ننـتمي اليـه ونريـد ان نـكون فـيه».
ورداً على سؤال طرحه صحافي في وقت لاحق عما إذا كانت على علم بأي قرار بانسحاب من سوريا، قالت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت «لا لا علم لي. لا». وتنشر الولايات المتحدة أكثر من الفي جندي في شرق سوريا حيث يساندون تحالفا عربيا كرديا لدحر تنظيم الدولة الإسلامية، بدون التورط بشكل مباشر في النزاع في هذا البلد.
وقال ترامب «أنفقنا سبعة تريليونات دولار في الشرق الأوسط. هل تعلمون ما الذي حصلنا عليه لقاء ذلك؟ لا شيء»، متعهداً بتـركيز الانفاق الأمريكي في المستقبل علـى خلق وظائف وبناء بنية تحتية في بلده. وتتعـارض رغبـة ترامـب بالانسـحاب من الأزمة، مع ما اعلنه في كانون الثاني/يناير الماضي وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون. حيث اعتبر تيلرسون انذاك ان القوات الأمريكية يجب ان تبقى في سوريا من أجل منع تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة من العودة، ولحرمان إيران من فرصة «تعزيز موقعها في سوريا».
بينما أكدت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» التي تدعمها الولايات المتحدة أمس إنها لم تُبلغ بأي خطة لانسحاب القوات الأمريكية التي تعمل في سوريا ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وأشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الخميس إلى أن الولايات المتحدة ستسحب قواتها من سوريا «قريبا جدا».
وقوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية هي الشريك الرئيسي للتحالف بقيادة واشنطن في سوريا حيث يشارك نحو ألفي جندي أمريكي في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية كينو جابرييل لرويترز في رسالة مكتوبة «لا يزال عملنا وتنسيقنا مستمراً في إطار برنامج الدعم والعمليات المشتركة في جميع المناطق».
ووصف تصريح ترامب بأنه «ليس واضحا والتصريحات التي أتت من مسؤولين أمريكيين آخرين في الإدارة الأمريكية لم تؤكد ذلك أو تنفه». وعندما سئلت إن كانت الولايات المتحدة ستسحب قواتها من سوريا قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر ناورت إنها ليست على علم بأي خطة من هذا النوع. وسئل المتحدث باسم التحالف اليوم الجمعة إن كانت القوات الأمريكية تلقت إخطارا بقرار للانسحاب أو تستعد لتنفيذ ذلك فأجاب بأنه لن يعقب على أي عمليات مستقبلية. وقال الكولونيل رايان ديلون في رسالة بالبريد الإلكتروني لرويترز إن تنظيم الدولة لا يزال يسيطر على أراض في منطقتين بسوريا قرب هجين على نهر الفرات وفي دشيشة قرب الحدود مع العراق.
وذكر أنه جرى تقليص عمليات التحالف الهجومية بسبب الأحداث في شمال غرب سوريا حيث تتصدى قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب لتوغل تركي يستهدف الوحدات في منطقة عفرين. وقال «التحالف وقوات سوريا الديمقراطية يواصلان البحث عن فرص لاستغلال نقاط داعش وتنفيذ ضربات ضد من تبقوا من الإرهابيين».
تضارب الأنباء حول مصير «جيش الإسلام» في دوما في الغوطة واستمرار رحلات عذاب المهجرين إلى الشمال
بينما رأى محلل سياسي لـ «القدس العربي» تقارباً بين تصريحات موسكو وعلوش
هبة محمد
دمشق – «القدس العربي» : نفى المتحدث باسم اركان جيش الإسلام «حمزة بيرقدار صحة أي اتفاق يقضي بإخراج جيش الإسلام من مدينة دوما، وقال «لا زال موقفنا واضحاً وثابتاً وهو رفض التهجير القسري والتغيير الديموغرافي لما تبقى من الغوطة الشرقية» وذلك رداً على نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف الذي قال ان الاتصالات مع مسلحي «جيش الإسلام» متواصلة من خلال الرسائل، والهاتف، وكذلك اللقاءات، وقد أحرزنا تقدماً حقيقياً في مسألة خروجهم من الغوطة الشرقية» مضيفاً انه من المقرر أن يتم التطرق خلال قمة أنقرة إلى تفاصيل مناطق خفض التصعيد وسيكون الهدف هو القضاء على «داعش» وجبهة «النصرة»، وكيف سيساعد ذلك في حل المواضيع الأخرى بما في ذلك الإنسانية.
رئيس دائرة العمليات العامة بهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية سيرغي رودسكوي، قال امس الجمعة انه» تم الاتفاق مع قادة التشكيلات المسلحة غير الشرعية حول انسحاب المسلحين مع أفراد عائلاتهم من مدينة دوما في وقت قريب، علماً أن 28.4 ألف من المدنيين خرجوا من دوما عبر الممر الإنساني في مخيم الوافدين منذ بدء تشغيل الهدنة الإنسانية في الغوطة الشرقية، كما أنه من المقرر إتمام انسحاب التشكيلات المسلحة غير الشرعية من منطقتي عربين وجوبر طيلة يومي الجمعة والسبت، وقد غادر هذه المنطقة حتى الآن 31 ألفاً و915 شخـصاً».
كما نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن هيئة الأركان العامة للجيش الروسي القول إنها توصلت لاتفاق مع المعارضة في دوما يقضي بانسحابهم دون أن تحدد الوجهة، وذكر التلفزيون الرسمي للنظام السوري «أن هناك معلومات أولية عن قرب التوصل لاتفاق يقضي بخروج جيش الإسلام من دوما إلى محافظة إدلب في شمال غرب البلاد».
لا تتنافى
المحلل السياسي محمد العطار من دمشق رأى في لقاء مع «القدس العربي» ان التصريحات الروسية لا تتنافى بشكلها العام مع تصريحات القيادي لدى جيش الإسلام محمد علوش، الذي أكد عدم فشل المفاوضات مع الجانب الروسي، خلال تصريحات صحافية له أمس، ونفى فشلها، مشيراً إلى التوصل إلى اتفاق اولي وسط استمرارها برعاية أممية، وبرز ذلك في قوله «المفاوضات لا تزال قائمة ولا تتضمن بأي حال فكرة خروج الجيش بشكل كامل من دوما…. المفاوضات قائمة من اجل البقاء أو الخروج بحل وسط» وهذا يعني التطرق إلى خروج جزء من جيش الإسلام من مدينة دوما.
وبيّن استنادا إلى مصادر خاصة من داخل التشكيل المعارض، ان جيش الإسلام يرفض تهجير كامل أهالي المدينة وكامل عناصره مع عائلاتهم وتطبيق سيناريو القطاع الأوسط ومدينة حرستا، كما انه مجبر في النهاية على تقديم التنازلات والتي قد تقضي بخروج قيادات الصف الأول والثاني لدى التشكيل المعارض مع عائلاتهم إلى القلمون او درعا او مناطق سيطرة قوات «درع الفرات» التي تدعمها انقرة، مع المحافظة على أهالي المدينة دون اجبارهم على الاجلاء وسط عقد صفقة تسوية عامة، مقابل ما يملك جيش السلام من أوراق قوة تتمثل بالاسرى والأسلحة الثقيلة.
القافلة السادسة
وبخصوص تهجير مدنيي الغوطة الشرقية فقد ناهز تعداد مهجريها نحو 30 ألف شخص بينهم أكثر من 15 ألف مدني معظمهم نساء وأطفال، فيما كانت قد وصلت امس الجمعة القافلة السادسة من مهجري الغوطة إلى مدينة قلعة المضيق بريف حماة الشمالي، وضمت في دفعتها الأولى من 65 حافلة أقلت نحو 3390 شخصاً.
فيما وصل مساء الجمعة نحو 3600 شخص ضمن 62 حافلة أخرى في الدفعة الثانية، وتعتبر القافلة السادسة اكبر قافلة لمهجري الغوطة من حيث العدد، وضمت نحو 7000 شخص.
وبدأ الاتفاق الأخير بتهجير مدنيي وعسكريي الغوطة الشرقية بعد الهدنة المبرمة في التاسع عشر من شهر شباط /فبراير/ الفائت بين موسكو والمعارضة، في اعقاب حملة عسكرية هي الأعنف من نوعها، وضعت لها وسيا ترسانة عسكرية ضخمة، مستخدمة قوات النظام وميليشيات إيران في الحملة البرية، بينما غطت مقاتلاتها الحربية المعارك من الجو.
وحسب مصادر عسكرية مطلعة من الغوطة الشرقية فإن إيران حشدت الكثير من ميليشياتها الطائفية لمساندة قوات النظام وميليشياته المحلية في حملة، التي انتهت الحملة بإجبار المعارضة المسلحة على تسليم بلداتها مقابل وقف اطلاق النار، والسماح لمقاتليها بالخروج مع عائلاتهم المدنيين من رافضي مصالحة النظام إلى الشمال السوري.
دفعة سابعة من مهجري الغوطة تصل إلى ريف حماة
أحمد حمزة
تشهد مناطق الغوطة الشرقية هدوءاً مستمراً منذ أيام مع تواصل خروج قوافل الحافلات التي تقل مدنيين، ومقاتلين، إلى مناطق شمال غرب سورية، في حين أعلنت موسكو أنها مددت الهدنة بالغوطة، لحين استكمال خروج ما تبقى من مقاتلي “فيلق الرحمن” من القطاع الأوسط، دون تحديد موعد نهاية هذه الهدنة.
بموازاة ذلك، وصلت قبل ظهر اليوم، نحو 70 حافلة من الدفعة السابعة للمهجرين من الغوطة الشرقية بدمشق، لمنطقة قلعة المضيق بريف حماه الشمالي الغربي، وهي الجزء الأكبر من هذه الدفعة التي يتوقع وصول حافلاتٍ أخرى منها خلال الساعات القادمة، لشمال غرب سورية.
وبلغ عدد الواصلين اليوم لقلعة المضيق، بحسب تأكيد مصادر محلية بريف حماه لـ”العربي الجديد”، أكثر من ثلاثة ألاف وثلاثمائة شخص، وصلوا على متن سبعين حافلةٍ كانت انطلقت ليل الجمعة-السبت من بلدة عربين بالقطاع الأوسط في غوطة دمشق الشرقية.
وكان مصدر من منسقي الاستجابة في الشمال السوري، قال لـ”العربي الجديد”، مساء الجمعة، إنّ 63 حافلة تقل 3058 شخصاً غادرت الغوطة الشرقية باتجاه إدلب بينما جزء من الدفعة ذاتها ينتظر الإذن بالانطلاق نحو الشمال، مشيراً إلى أنّ عدد حافلات الدفعة السابعة قد يتجاوز الـ100.
إلى ذلك، ذكرت وزارة الدفاع الروسية، اليوم السبت، أنه “لخروج ما تبقى من مسلحي فيلق الرحمن إلى منطقة خفض التصعيد في إدلب، قرر مركز المصالحة الروسي تمديد عمل الهدنة الإنسانية”، مضيفةً أنّه و”عدا عن ذلك، فإن مركز المصالحة يجري مفاوضات مع مسلحي جيش الإسلام لخروجهم مع عائلاتهم”.
وأشارت الوزارة الروسية إلى أنّ نحو مائة وخمسين ألف مدني غادروا مناطق الغوطة الشرقية، منذ الثامن والعشرين من شباط/فبراير الماضي.
وأضافت أنّه “منذ بدء الهدنات الإنسانية في الغوطة الشرقية وبمساعدة مركز المصالحة الروسي، خرج أكثر من 150 ألف شخص من هناك”، غالبيتهم العظمى توجهت نحو مراكز إيواء مؤقتة أقامتها حكومة النظام السوري بضواحي دمشق، بينما غادر أكثر من 30 ألفاً حتى اليوم نحو مناطق شمال غرب سورية.
وتسارعت عمليات النقل الجماعي لمدنيين من الغوطة الشرقية، بالإضافة إلى مقاتلين من “فيلق الرحمن” في اليومين الماضيين، إذ شهد، أمس الجمعة، وصول أكبر دفعة من المُهجرين، ضمت مائة وثمانية وعشرين حافلة، وحملت نحو سبعة ألاف شخص.
وتجاوز عدد الواصلين من الغوطة الشرقية إلى محافظة إدلب، خلال الأسبوع الماضي، ثلاثين ألف شخص، وصلوا إلى شمال غرب سورية على ست مراحل، فيما يتوقع وصول نحو خمسة ألاف شخص، اليوم السبت.
ولا تزال مآلات مدينة دوما، وهي آخر مناطق سيطرة المعارضة السورية في الغوطة الشرقية، غير واضحة المعالم تماماً حتى اليوم، وسط استمرار مفاوضاتٍ تجريها لجنة تمثل مدنيي وعسكريي المدينة مع ضباط روس.
وكان “جيش الإسلام” قد نفى، أمس، التوصل إلى اتفاق يقضي بخروجه من مدينة دوما، وذلك عقب تصريحات روسية، تحدثت عن التوصل لاتفاق ينص على خروج هذا الفصيل من الغوطة الشرقية.
وقال المتحدث باسم أركان “جيش الإسلام” حمزة بيرقدار، في حديث مع “العربي الجديد”، إنّه “لا صحة لما تتداوله وسائل الإعلام عن اتفاق يقضي بإخراج جيش الإسلام من مدينة دوما”، مشيراً إلى أن موقف فصيلة “ما زال واضحاً وثابتاً وهو رفض التهجير القسري والتغيير الديمغرافي لما تبقى من الغوطة الشرقية”.
وقال بيرقدار، إن “النظام وحلفاءه يدلون بتصريحات عن مجريات المفاوضات لكن بما ينافي الواقع، ويروجون لوجود حشود والقيام بهجوم كاسح وإلى ما هنالك من هذه التصريحات والتهديدات للتأثير على الحاضنة الداخلية ونفوس من قرروا البقاء في دوما ورفض التهجير”، معتبراً أن “هذه التصريحات من النظام وحلفائه تأتي ضمن حرب نفسية على أهل دوما ومن بقي صامداً حتى الآن في الغوطة”.
وكانت وسائل إعلام روسية، قد ذكرت الجمعة، أن الجيش الروسي توصل إلى اتفاق يقضي بخروج “جيش الإسلام” من دوما في الغوطة الشرقية.
ترامب والانسحاب من سورية: خطاب شعبوي أم خطة مدروسة؟
فاجأ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الجميع، بما في ذلك وزارتا الدفاع والخارجية، بإعلانه أن القوات الأميركية ستنسحب من سورية “قريباً جداً، وترك الآخرين يتولّون الاهتمام بها”. هذا التصريح، على الرغم من أهميته في الحالات الطبيعية، خصوصاً أنه صادر عن الرئيس الأميركي، إلا أنه قد يحمل العديد من الأوجه والتفسيرات، بما أن ترامب من تولّى إعلانه، أخذاً بعين الاعتبار شخصيته وميله إلى الاستعراض، وبالتالي إطلاق تصريحات لا تجد طريقها إلى التنفيذ في بعض الأحيان. وهو ما جعل التفسيرات لتصريحاته تراوح بين اعتبارها مجرد “ضجيج فارغ” سينتهي مفعولها بانتهاء الخطاب الذي ألقاه ترامب أمام العمال الصناعيين في ولاية أوهايو، وبين من يرى أن قرار ترامب جدي لكنه يتعدّى المسألة السورية، بما تحمله من تعقيدات، ليرتبط باحتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران، مع ما يتطلّبه ذلك من ضمان عدم تعرض القوات الأميركية في المنطقة لخطر، بما في ذلك سورية.
وتنشر الولايات المتحدة أكثر من ألفي جندي، من القوات الخاصة، في شرق سورية، حيث يساندون “قوات سورية الديمقراطية”، التي يغلب الأكراد عليها، في مواجهة تنظيم “داعش” والإمساك بالأرض، بالإضافة إلى مسؤولين من وزارة الخارجية الأميركية يساهمون في جهود تثبيت الاستقرار في هذه المناطق. أصحاب الرأي الذي يقلل من أهمية تصريح ترامب يتوقفون عند عدد من الملاحظات أبرزها أن ترامب لم يحدد موعداً ثابتاً للانسحاب، تاركاً الأمر مبهماً، وأن الصقور في إدارته يتمسكون بالوجود في سورية. وأعلن ترامب، ليل الخميس الجمعة، أن القوات الأميركية ستنسحب من سورية “قريباً جداً”، معبراً عن أسفه لما اعتبره تبديد واشنطن سبعة تريليونات دولار في حروب الشرق الأوسط. وأضاف ترامب، وسط تصفيق حار من العمال الصناعيين في أوهايو الذين كانوا يستمعون إلى خطابه، أن القوات الأميركية باتت قريبة من تأمين كل الأراضي التي سيطر عليها تنظيم “داعش” في الماضي. وأضاف “سنخرج من سورية في وقت قريب جداً. فلندع الآخرين يتولّون الاهتمام بها الآن”. ولم يحدد ترامب مَن يقصد بـ”الآخرين” الذين يمكن أن يتولّوا أمر سورية، لكن بطبيعة الحال فإن الانسحاب الأميركي الكلي من سورية يعني إفساح المجال أمام روسيا وإيران، اللتين لم توفّرا فرصة لدعم النظام السوري، في استكمال مخططهما.
ويعارض مسؤولون حاليون وسابقون في الإدارة الأميركية، ضمنهم وزير الدفاع، جيمس ماتيس، ومستشار الأمن القومي الجديد، جون بولتون، ووزير الخارجية السابق الذي أقاله ترامب، ريكس تيلرسون، وبديله مايك بومبيو، الانسحاب المبكر من سورية. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، لشبكة “سي أن أن”، إن تصريح ترامب يتناقض مع توصيات القادة العسكريين بشأن الوضع في سورية، والخطة الموضوعة. وكان ماتيس قد أعلن، أكثر من مرة، أن القوات الأميركية باقية في سورية لفترة طويلة، كذلك جرى الحديث حول احتمال زيادة عديدها ليصل إلى خمسة آلاف بدل الألفين الحاليين. كما أن ماتيس وتيلرسون سبق أن تحدّثا عن ضرورة بقاء الولايات المتحدة منخرطة في سورية، ليس من أجل منع عودة “داعش” فقط وإنما أيضاً في إطار “المعركة على النفوذ بين دول عدة، ومن بينها روسيا وإيران”.
كذلك فإن بومبيو وبولتون تحدّثا عن وجود مصالح لأميركا في سورية تذهب أبعد من مجرد هزيمة “داعش” عسكرياً. وهما من أنصار “القيادة الأميركية في المنطقة”، ومواجهة إيران، وكذلك دعم إطاحة الأنظمة المعادية لأميركا، مثل نظام الأسد. وكان بومبيو قد شكا، أخيراً، من أن إدارة أوباما تركت “المجال واسعاً” أمام إيران للوجود في سورية، مشيراً إلى أن الإدارة الحالية “تعمل بالتأكيد لإيجاد المقاربة الصحيحة لمواجهة هيمنة إيران الواسعة على الشرق الأوسط”. كما أن بولتون جادل، من ناحيته، بأن “على التحالف الذي تقوده أميركا إبطال طموحات إيران في الوقت الذي يسقط فيه داعش”، على الرغم من أنه أشار إلى أن “الثقل الأكبر كان على كاهل الولايات المتحدة”. كما أن إسرائيل تفضّل بقاء القوات الأميركية في سورية لمواجهة النفوذ الإيراني. ضمن هذا السياق، اعتبر موقع “نيويورك ماغازين” أن تصريح ترامب عن الانسحاب من سورية قريباً جداً قد يكون عبارة عن تصريح فارغ من المضمون، خصوصاً أن لديه سوابق في إطلاق تصريحات، خلال التجمّعات الحاشدة، لم يتم تنفيذها. كما أن ترامب كان قد انتقد مراراً، خلال حملته الانتخابية للرئاسة الأميركية في عام 2016، الحديث عن الاستراتيجيات العسكرية في سورية، وأنها قد تقدم خدمة للعدو.
على الرغم من كل ذلك، لا يمكن إغفال حقيقة التوقيت السياسي الداخلي والدولي الذي أتى به تصريح ترامب، خصوصاً مع توالي الفضائح في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، فضلاً عن الفضائح الجديدة بشأن المحيطين به بما في ذلك تلقي أموال مقابل الترويج للإمارات والسعودية والتحريض على قطر. ويضاف إلى ذلك تحول إدارته إلى إدارة حربية عبر تعيين أبرز الصقور المحافظين المعروفين بميلهم إلى الحروب الخارجية، وأبرزهم بولتون. وبالتالي فإن كان بولتون، المعروف بعدائه لإيران، يريد الدفع باتجاه توجيه ضربة عسكرية لإيران بالتوازي مع التوجه الأميركي للخروج من الاتفاق النووي الذي يعارضه ترامب، فإن تصريح ترامب يأخذ بعداً مختلفاً. ففي حال وجود مثل هذا المخطط فإن سورية ستكون بالتأكيد أحد مسارح الرد الإيراني المتوقع، كما خلص إلى ذلك موقع “نيويورك ماغازين”، والسيناريو المرجح في هذه الحالة أن القوات الأميركية ستكون هدفاً للمليشيات التابعة لإيران، ولهذا فإن ترامب فضل ترامب سحبها.
في موازاة ذلك، يبرز تفسير آخر لتصريح ترامب ويربط بين نيته سحب القوات الأميركية من سورية وبين الإقرار الأميركي بعدم الحاجة إلى استمرار الوجود العسكري، لا سيما بعد الهزائم التي تلقاها “داعش”، خصوصاً أن الحيثية التي طالما رددها المسؤولون الأميركيون تفيد بأن استمرار الوجود العسكري الأميركي في سورية تفرضه الحرب التي لم تنته بعد ضد “داعش”. وهو ما ألمح إليه ترامب في خطابه بقوله “سنسيطر على مائة في المائة من الخلافة كما يسمونها، في بعض الأحيان يقولون إنها أرض، سنأخذها كلها بسرعة”. وأضاف “لكننا سنخرج من هناك قريباً. سنعود إلى بلدنا الذي ننتمي إليه ونريد أن نكون فيه”. وتابع “أنفقنا سبعة تريليونات دولار في الشرق الأوسط. هل تعلمون ما الذي حصلنا عليه لقاء ذلك؟ لا شيء”، متعهداً بتركيز الإنفاق الأميركي في المستقبل على خلق وظائف وبناء بنية تحتية في بلده. وبغض النظر عن السبب الحقيقي الذي قد يدفع ترامب إلى سحب قواته من سورية، فإن الأكراد هم أكثر من سيتضرر من هذا الأمر، خصوصاً مع العملية العسكرية التركية المتواصلة ضد “وحدات حماية الشعب” الكردية، وهم أكثر الحلفاء الذين تعتمد أميركا عليهم في حربها ضد “داعش” والإمساك بالأرض في الشمال السوري. وفي السياق، كانت صحيفة “واشنطن بوست” قد أشارت إلى أن عملية سقوط مدينة عفرين السورية بيد القوات التركية قدمت مثالاً عن الدور الملتبس للولايات المتحدة في الحرب السورية، وكشفت للأكراد أنهم أصبحوا لوحدهم، وذلك بعد أن كانت الإدارة الأميركية السابقة قد اعتمدت على “الوحدات” الكردية في حربها ضد “داعش”، ما أدى إلى نزاع دبلوماسي بين واشنطن وأنقرة التي تتخوّف من أن يقيم الأكراد “دولة” لهم على حدودها.
العربي الجديد
مقاتلون فصلتهم “الجبهة الشامية” يقتحمون مقر قيادتها
اقتحم عشرات من عناصر “الجبهة الشامية” مقر قيادة القيادة الرئيسي للجبهة في معبر باب السلامة الحدودي في ريف حلب الشمالي، احتجاجاً على قرارات أصدرتها “الشامية” بحق كتيبة مسلحة وقادة تابعين لها، تتهمهم بارتكاب أعمال سرقة وسلب في عفرين، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.
وجاء في القرار: “تفصل كتيبة شؤوس الحق بقيادة أبو زيد منغ، والبالغ عددهم 52 عنصر بسبب اعتدائها على أموال وممتلكات المدنيين في مدينة عفرين، ويمنع تنسيبها لأي جهة كانت ضمن الجيش الوطني”. وأصدرت “الشامية”، قرار فصل آخر بحق قيادي يتبع لـ”مجلس تل رفعت العسكري”.
واقتحم المحتجون مكتب القائد العام لـ”الشامية” حسام ياسين، وهتفوا ضده “يلعن روحك أبو ياسين”، وتوعدوا الموقعين على قرارات الفصل من قيادة “الشامية” بطردهم وفصلهم، وتحدى المحتجون القائد العام، ووصفوا قيادة “الشامية” بالجبن والتبعية، وأنه لم يكن بإمكانها إطلاق رصاصة واحدة نحو القرى العربية التي تحتلها “وحدات حماية الشعب” الكردية.
مصدر عسكري معارض أكد لـ”المدن” أن “الجبهة الشامية” تعاني من خلافات داخلية بين مكوناتها، وبشكل خاص الفصائل التي ينتمي أبنائها للقرى والبلدات العربية التي تحتلها “وحدات الحماية” في ريف حلب الشمالي، وبدأت الخلافات بعدما أُبلِغَ الأهالي بتوقف عملية “غصن الزيتون” قبل دخول تل رفعت والقرى المحتلة.
وزادت حدة الخلافات في صفوف “الشامية” بعدما قام عدد من قادتها بتوزيع مواد غذائية، وسلال إغاثية متنوعة على الأهالي في منطقة عفرين، واستخدموا خلال عمليات التوزيع سيارات شاحنة تسمى محلياً “لودر”، وهي شاحنة يكثر استخدامها في المجال العسكري كناقلة للمدرعات والمجنزرات، كانت قد استخدمت “الوحدات” عربات مثلها في نيسان 2016 لاستعراض جثث قتلى المعارضة المسلحة الذين سقطوا في معركة عين دقنة، داخل مدينة عفرين، ومثلت بجثث القتلى.
المعارضة المسلحة اكتشفت وجود مقبرة جماعية قبل أيام قليلة، في جمروك قرب ميدانكي بمنطقة عفرين، وتبين أنها عائدة لقتلى المعارضة الذين سقطوا في عين دقنة، كانت قد دفنتهم “الوحدات” بعدما انتهت من استعراضها في عفرين. اكتشاف المقبرة الجماعية وطريقة تعامل قيادة “الشامية” مع الحدث استفز أهالي القتلى والكتائب المسلحة المحسوبة عليها. عمليات استخراج جثث القتلى جرت بصعوبة، ومراسم الدفن في اعزاز، لم يحضرها قادة بارزون من “الشامية” أو فصائل معارضة أخرى. الغياب الرسمي للمعارضة في مراسم الدفن ربما يرجع إلى أن عمليات الدفن جرت ليلاً ومعظم قادة فصائل المعارضة المسلحة بما فيهم “الجبهة الشامية” يقيمون في تركيا.
الأهالي وعناصر “الشامية” أجروا مقارنة بين تصرف القيادة مع تشييع قتلاهم الذي جرى بدون حضور رسمي، وعمليات توزيع المواد الإغاثية في عفرين بطريقة مستوحاة من الحادثة نفسها التي مثل فيها بجثث أبنائهم. المحتجون الذين اقتحموا قيادة “الشامية” من مدنيين وعسكريين أكدوا بأنهم لم يحصلوا على مساعدات مشابهة طيلة السنوات التي قضوها مهجرين في المخيمات قرب باب السلامة.
“فيلق الشام”: الحياد الصعب كخيار استراتيجي؟
خالد الخطيب
نجح “فيلق الشام” إلى حد كبير في النأي بنفسه عن الاقتتال الحاصل بين فصائل المعارضة المسلحة في إدلب وريف حلب الغربي، وذلك رغم المحاولات المستمرة لجره نحو دائرة الصراع. موقف “الفيلق” الأخير ليس بالأمر الجديد عليه، فهذه سياسته المتبعة منذ تشكيله وحتى الآن، ولكنه كان موقفاً مكلفاً، والأكثر صعوبة خلال المواجهة الأخيرة بين قوى المعارضة المسلحة في الشمال. الموقف تسبب بمشاكل داخلية في صفوف “الفيلق” وجعله عرضة لهجوم إعلامي غير مسبوق شنه عليه طرفا الاقتتال.
تلقى “فيلق الشام” دعوة صريحة لدخول المعركة إلى جانب “جبهة تحرير سوريا”، كان قد وجهها قائدها العام، حسن صوفان، في 24 شباط/فبراير، بعد أيام قليلة من بدء المعركة مع “هيئة تحرير الشام”. وقال صوفان: “يا أشراف الفصائل وفرسان الفيلق أتتركون اخوانكم يقاتلون المجرم وحدهم ويروع نساءهم، وقد عرفناكم أهل دين وحراس ثورة؟”، وجاء رد “فيلق الشام” على الدعوة متأخراً، وأكد في بيان أصدره في 28 شباط/فبراير على موقفه المحايد من القتال الحاصل، واعتبر أن بقاءه على الجبهات ضد مليشيات النظام أهم من أي مواجهة أخرى.
وتصدر “فيلق الشام” في أول مرحلة من المواجهة بين طرفي القتال قائمة المدعوين التي ناشدها أنصار “تحرير سوريا” للدخول إلى جانبهم. القائمة ضمت فصائل بارزة وقفت موقفاً يشبه موقف “الفيلق”، كـ”جيش العزة” و”جيش النصر” و”جيش إدلب الحر”. لكن هذه الفصائل مجتمعة لا تشكل في الواقع نصف قوة “الفيلق” عدداً وعتاداً وانتشاراً. ولم تنفع المناشدات مع “الفيلق” رغم الحملة الإعلامية الناعمة التي قامت بها مجموعة كبيرة من منظري التيار السلفي من مهاجرين وأنصار، الكارهين لـ”هيئة تحرير الشام” والذين تحدثوا باستمرار عن المصلحة التي تكمن خلف المشاركة في القتال باعتباره خطوة استباقية ضد “الهيئة” التي ستفكر في القضاء على “الفيلق” في حال نجحت في مهمتها الحالية.
موقف “الفيلق” أراح “الهيئة” التي سارعت إلى إشغاله بمواقع ونقاط تماس مع مليشيات النظام كانت قد أخلتها لصالح الحشد العسكري ضد “تحرير سوريا”. وتسلم “الفيلق” عشرات النقاط والمواقع في ريفي حلب الجنوبي والغربي وريف ادلب الشرقي من “الهيئة” وضم إلى صفوفه أكثر من 500 عنصر من “الهيئة” كانت قد حاصرتهم “تحرير سوريا” في ضواحي حلب الشمالية، في حريتان وحيان وكفر حمرة وعندان. وتسلم “الفيلق” مواقع وحواجز عسكرية قريبة من الشريط الحدودي قرب باب الهوى ومجموعة مخيمات النازحين في المنطقة لمنع وصول الاقتتال إليها وإلى المعبر.
العلاقة بين “الفيلق” و”الهيئة”؛ من تسليم المواقع العسكرية والتنسيق الميداني، أقلقت “تحرير سوريا” وخيب آمالها، لذلك حولت سياستها مع “الفيلق” من محاولة الاستقطاب إلى الهجوم الإعلامي، متهمة إياه بتزويد “الهيئة” بالأسلحة والذخائر خلال القتال الدائر، ودوره المهم في وقف زحف “تحرير الشام” نحو معبر باب الهوى والسيطرة عليه، ودوره المعطل لمحاولات فتح معارك مع مليشيات النظام نصرة للغوطة الشرقية. عدا عن المشاركة الفعلية للقوة المركزية في “الفيلق” والتي يقودها أبو همام العراقي، في القتال إلى جانب “الهيئة”، بحسب تسجيل صوتي مسرب تداوله أنصار “تحرير سوريا” على أنه اثبات للتعاون العسكري والأمني بين الطرفين.
بدت “الهيئة” راضية عن تصاعد التوتر بين “الفيلق” وخصومها، وكانت تأمل أن يتطور التصعيد الإعلامي والتوتر في الميدان بين الطرفين إلى اصطفاف “الفيلق” معها، أو على الأقل الوقوف العلني لـ”ألوية الحمزة” التابعة لـ”الفيلق” إلى جانبها في قتال “تحرير سوريا”. وتتهم “تحرير سوريا” “ألوية الحمزة” التي يقودها صلاح العراقي، بالولاء المطلق لـ”الهيئة” بحكم صلة القرابة التي تربط قائدها بعضو الشورى، أبو ماريا القحطاني. والعراقي متهم بتزويد “الهيئة” بالأسلحة والذخائر والتنسيق الأمني والعسكري، وضمان ولاء معظم تشكيلات “الفيلق”.
قائد “ألوية الحمزة” صلاح العراقي، متهم بتسهيل دخول مجموعات مسلحة تابعة لـ”الهيئة” إلى منطقة عفرين أثناء المعارك، وهي معلومة تناقلها أنصار “تحرير سوريا” بكثرة، وأوضحوا أنها فضيحة من العيار الثقيل، تسببت بخلاف داخلي بين قادة “الفيلق” الذين دعوا لاجتماع عاجل للتحقيق بالموضوع الذي عكر العلاقة مع تركيا. تلك المعلومات نفاها الناطق باسم “الفيلق” سيف الرعد، وشن هجوماً لاذعاً في “تويتر” ضد “المفتنين الذين يبثون الشائعات والأكاذيب للنيل من فيلق الشام الذي سعى للصلح بين الطرفين انطلاقاً من موقفه المحايد”، واعتبر الرعد أن “موقف الفيلق أسهم في تحييد العديد من المدن والبلدات الأهلة بالسكان عن القتال الدائر”.
وأعلن عن تشكيل “فيلق الشام” في 9 آذار/مارس 2014، من اتحاد 19 لواء، توزعوا آنذاك في حلب وحمص وحماة وادلب وريف دمشق. وعرف “الفيلق” منذ نشأته بتبعيته المباشرة لـ”الإخوان المسلمين”، وهو بديل عن “هيئة حماية المدنيين” وعدد كبير من الفصائل التي دعمها “الإخوان” في حلب وادلب بمسميات مختلفة، كان أشهرها “الدورع”. وفي العام 2018 تجاوز عدد عناصر “فيلق الشام” 12 ألف عنصر، 2700 منهم يتمركزون في ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي في مناطق “درع الفرات” وكانت لهم مشاركة فعالة في معركة “غصن الزيتون” في عفرين. وبات عدد الألوية التابعة لـ”الفيلق” أكثر من 23 لواء، وتعتبر “ألوية الحمزة” أكبرها وصاحبة السلاح النوعي.
تحول “فيلق الشام” من فصيل صغير لا يحسب له حساب بين فصائل كبيرة في حلب وادلب خلال السنوات التي تلت تشكيله إلى أحد أكبر الفصائل، ولديه الترسانة الأكبر من الأسلحة الثقيلة والذخائر والانتشار الأوسع، وصاحب الدعم المتميز والأكثر ثباتاً من تركيا التي زودته بمعدات عسكرية لم تزود بها أي فصيل مسلح آخر.
اعتاد “الفيلق” منذ تشكيله، اتباع سياسة النأي بالنفس، عن خلافات الفصائل واقتتالها وتنافسها، وظل في معظم الأحيان طرفاً محايداً لا يملك أي تأثير على القوى المتصارعة. في الوقت نفسه نأى بنفسه عن الدخول في أي اندماج مع فصائل أخرى، أو تحت مظلة تشكيلات كبيرة مثل “الجيش الوطني” الذي أعلن عن تشكيله أواخر العام 2017 في منطقة “درع الفرات”.
ولجأ “الفيلق” إلى حل الخلافات مع الفصائل، في حال وقعت، عبر قنوات سرية ومن خلال شبكة العلاقات التي يمتلكها بمساعدة تركيا، وقليلاً ما كان يلجأ إلى التشهير بخصومه، أو الدفاع عن نفسه في شبكات التواصل الاجتماعي. وعلى الرغم من تأكيد المعارضة وقوع اشتباك بينه وبين “تحرير الشام” قبل أيام قليلة، في خان طومان جنوب غربي حلب، ومقتل اثنين من عناصره، إلا أنه رفض الاعتراف بالحادثة التي حاولت “تحرير سوريا” وأنصارها استغلالها. كما استطاع الهرب من الصدام الذي كان وشيكاً مع “الهيئة” قبل شهور قليلة، بسبب جثة الطيار الروسي، الذي سلمه لتركيا.
لم يعد بإمكان فصيل بهذه القوة والانتشار، البقاء على الحياد في الصراعات الداخلية، ولن يكون بمنأى عن الحملات الإعلامية وتجييش المنافسين. الحرج الذي وقع فيه “الفيلق” دفعه لإطلاق مبادرة صلح بين طرفي القتال قادها رئيس هيئته الشرعية عمر حذيفة، لكنها فشلت، وما تزال المساعي مستمرة حتى الآن لوقف الاقتتال، عبر صفقة ربما قد يكون “الفيلق” عرابها والرابح الأكثر حظاً فيها بعدما استنزفت كل الأطراف المتصارعة في إدلب قوتها، خلال الفترة الماضية. فهل بات “الفيلق” جاهزاً لحصاد ثمار سياساته؟
الروس ينذرون الجنوب الدمشقي: التسوية أو الحرب
عزام الصفدي
أثار لقاء عقد بعد عصر الثلاثاء، بين ممثّلين عن فصائل عسكرية مُعارضة عاملة جنوبي العاصمة دمشق، وجنرالاتٍ روس، بدعوةٍ من الجانب الروسي بغرض حسم ملف المنطقة كليّاً، زوبعةٌ وبلبلةً كبيرة في صفوف الأهالي والفصائل في المنطقة نتيجة الطرح الجذري الذي قدّمه الروس. وتضمّن العرض الروسي خيار البقاء و”تسوية الوضع” للمقاتلين الراغبين، وخروج الرافضين، ملوّحاً بـ”نموذج الغوطة الشرقية” في حال رفض هذه “التسوية” جنوبي دمشق.
الاجتماع الذي جرى على عجل، لم يحضره جميع ممثلي الفصائل العسكرية، بل ممثلو ثلثي القوة العسكرية تقريباً؛ وهم من فصائل “جيش الأبابيل” و”لواء شام الرسول” و”فرقة دمشق”، مع غياب ممثلي “جيش الإسلام” و”أحرار الشام”، ما خلق موجة من المناكفات والحساسيات بين الطرفين، مع إشاعة خبر أن الفصائل هي من طلبت اللقاء مع الروس لا العكس.
وكشفت التطورات الأخيرة عن حجم التخبّط والتناقض في قرار المكونات المدنية والعسكرية في المنطقة، ومحاولتها استثمار كل دقيقة قبل الامتحان الأهم الذي بدأ يلوح منذ انطلقت معركة الغوطة الشرقية، والتي آلت في النهاية لمصلحة النظام وحلفائه، مع تهجير القطاع الأوسط ومدينة حرستا، وانتظار اتفاق دوما، والذي يعتقد أنه لن يخرج عن إطار اتفاق “تسوية” مماثل، رغم أوراق الضغط التي لا يستهان بها بيد “جيش الإسلام”.
التعقيد الحاصل في ملف جنوب دمشق مرتبط أساساً بوجود “داعش”، التي تكافئ عسكرياً قوّة فصائل الجيش الحر في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، والسعي من قبل قوى المنطقة إلى ترتيب الصّف الداخلي بشكل متماسك في حال إنجاز اتفاق “التهجير” الجزئي لئلا يتكرّر سيناريو القدم في البلدات الثلاث، مع الفارق الكبير بين المنطقتين، بسبب وجود قرابة 80 ألف نسمة في البلدات، والتخوّف من انفراط مشابه لخط التماس يمكّن “داعش” من التغلغل في بلدة يلدا، ما سيخلق أزمة نزوح حادّة، وخسارة كبيرة للمعارضة على مختلف المستويات.
في صف النظام وحلفائه، هناك اختلاف يُعلن عنه، من دون اتضاح الأسباب ومدى حقيقة التمايز في الرؤى بين الطرح الروسي خلال اجتماع الثلاثاء، الذي عقد في حاجز “الرهونجي” القريب من حاجز ببيلا–سيدي مقداد الفاصل بين العاصمة دمشق وجنوبها، والذي لم يأتِ على نقاش موضوع “داعش” بشكل حقيقي، في ما يبدو أنه استخفاف بالملف، وإدراك بأنه كغيره، بعد معركة الغوطة، لن يكلّف الكثير، لحظة القرار. ومن جهة أخرى رؤية النظام ممثّلاً بـ”فرع الدوريات”، ومن خلفه شعبة “المخابرات العسكرية”، الذي أعلم ممثّلي البلدات خلال لقاءين عُقدا، الأربعاء والخميس، برفضه فكرة خروج الفصائل من المنطقة، إلى ما بعد حسم ملف “داعش” وإنهاء تواجده، دون الحديث عن كيفية وآلية تطبيق ذلك.
ويرى عضو “لجنة التفاوض” التي التقت الروس، الثلاثاء، الطبيب في مستشفى شهيد المحراب في يلدا عمار عيسى، أنه لا وجود لطرحين بالأساس في ما يخص ملف المنطقة، بل هو طرح واحد يؤدي الى قيمة واحدة، مع اختلاف الترتيبات للوصول إليها. ويضيف عيسى: “الروسي شموليّ عنجهي في الطرح، على عجلةٍ من أمره لحسم الملف، لذلك أعطى مهلة رغم كل الشروحات عن وضع المنطقة وخصوصيّتها، كما هدد بالخيار العسكري، وكرّره أكثر من خمس مرّات. أما النظام وخاصّة شعبة الأمن العسكري، فهناك ترسّبات بالذاكرة مرتبطة بما حصل في حي القدم، إذ يرى أن خروج الجيش الحر خلّف فراغاً ملأه داعش، فقتل العشرات من عناصر النظام وأسر آخرين”. وأشار عيسى إلى أن الطرفين في نهاية الأمر سيتفقان على الترتيبات النهائية لإنجاز الاتفاق والذي سيتضمن عملية الإخلاء من المنطقة.
قضية الخروج من المنطقة، أثارت حساسياتٍ توارت لفترة طويلة خلف الكواليس، بين مكوّنات المنطقة وناشطيها، فمن يرى في الخروج تخليّاً عن المنطقة وأهلها، خاصّة في ظل خطر “داعش” الداهم، بعد تحوّله من “شمّاعة” إلى “فزّاعة” حقيقية إثر معركة القدم الأخيرة، وبين من يرى البقاء شروعاً في “المصالحة” و”التسوية” على حساب الثورة.
الصراع القائم بين تيار البقاء في الأرض، وتيار الثبات على الثورة، لن ينتهي، فالأطراف جميعها تقدّم جملة من الذرائع والتبريرات لمواقفها ووجهات نظرها، لكن الهاجس الأكبر في ظل هذا التنازع، يكمن في السعي لتهيئة الأجواء لمرحلة ما بعد التهجير، وصولاً إلى بناء هوية ما للكتلة العسكرية المتبقية في المنطقة، خاصّة في ظل ما يطرح عن تسوية وضع كل من سيبقى، وبالتالي اضطرار هذه الكتلة إلى العمل في ظل النظام بشكل أو بآخر، وما سيخلقه ذلك من “انشقاقات” في صفوف الفصائل ممن لا يرضى بهذه الصفقة.
خلاصة الوضع تطرح كالآتي على ما يبدو: الروس تمكّنوا من تحصيل موافقة على خروج قسم من عسكريي ومدنيي المنطقة الرّافضين للتسوية، لكن التنفيذ مؤجّل حالياً لفترة من الزمن قد لا تتعدّى شهراً، أما النظام ممثًلاً بـ”فرع الدوريات”، فيدفع عبر شبح “داعش” كل من يرغب بالبقاء إلى تشكيل كتلة عسكرية لمواجهة التنظيم. الخريطة المستقبلية لجنوبي دمشق تتضمّن شكلاً من أشكال “المصالحة”، وليس بالضرورة الإعلان عنها وقت التهجير، بل ربّما لما بعد القضاء على “داعش”.
في المقابل، فإن أي “مصالحة” ستتضمن ملفات المنشقين والمتخلّفين، ودخول مؤسسات “الدولة”، والسيادة السياسية والأمنية، وغيرها من ملفات قد تؤجّل الى ما بعد إنهاك المنطقة لتحصيل مكتسبات أفضل للنظام. في هذا الوقت تتقدّم المصلحة المحليّة على حساب القيمة الثورية. ورغم وجود مساحة واسعة للتخوين وإلقاء التهم، فما هي الخيارات البديلة بيد المنطقة وأهلها الرافضين للتهجير والخروج إلى الشمال لعبور هذه المحنة بأقل الخسائر؟
واشنطن بوست: هكذا يمنح ترامب نفط سوريا لإيران
ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين
تحدثت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية عن وجود الكثير من “الحجج الجيدة” التي يمكن سوقها لإبقاء القوات الأمريكية في سوريا بعد سقوط تنظيم الدولة.
وترى الصحيفة أن الرئيس دونالد ترامب لا يبدو مقتنعاً بأي من هذه الحجج، بعد أن أعلن نيته سحب القوات الأمريكية من سوريا.
وتقول في مقال لجوش روجين، إن ترامب ربما يتراجع عن خطوته هذه إذا ما علم أن القوات الأمريكية في سوريا تسيطر على حقول النفط هناك، وأنه إذا غادرت أمريكا فإن تلك الحقول يمكن أن تقع بيد إيران.
ويضيف الكاتب أن من أبرز أسباب الوجود الأمريكي في سوريا، احتواء النفوذ الإيراني، ومنع أزمة لاجئين جديدة، ومحاربة التطرف، ومنع روسيا من مواصلة بسط نفوذها في المنطقة؛ ومن ثم فإن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية الانسحاب من سوريا سيعني بالضرورة إعلان الأسد وروسيا وإيران نصرهم الكامل.
الرئيس ترامب أعلن مراراً وتكراراً، أن وجود قوات أمريكية في سوريا ليس من مسؤوليات أمريكا، ووعد بسحب ما يقرب من 2000 جندي أمريكي من سوريا، وذلك خلال تجمع حاشد يوم الخميس 29 مارس الجاري، في أوهايو.
جوش روجين يشير في مقاله إلى أن “ما أعلنه ترامب في أوهايو لم يكن مجرد عبارات مرتجلة، ففي الشهر الماضي قال إنه على الرغم من أنه يعتقد أن المذبحة التي ترتكبها روسيا وإيران ونظام الأسد في الغوطة الشرقية عار إنساني، فإنه لا ينوي القيام بأي شيء حيال ذلك؛ لأن مهمتنا في سوريا هي التخلص من داعش والعودة”.
واستدرك قائلاً: “لكن هذا يتناقض مع موقف كبار المسؤولين في الأمن القومي، فوزير الدفاع جيمس ماتيس قال أواخر العام الماضي، إن القوات الأمريكية ستبقى لمنع عودة داعش، وأيضاً فقد سبق لوزير الخارجية المقال، ريكس تيلرسون، أن أعلن أن هناك خمسة أهداف بعيدة المدى للوجود الأمريكي في سوريا، من بينها منع عودة داعش وإيجاد حلّ سياسي للصراع في سوريا”.
وأضاف: “ليس هناك من قوة تمنع ترامب من تنفيذ وعده بسحب القوات من سوريا سوى النفط، فترامب شكا سابقاً من أن القوات الأمريكية ما كان لها أن تنسحب من العراق وكان يجب أن تحتفظ بالنفط؛ ومن ثم فإن النفط يمكن أن يدفع ترامب للعدول عن قراره”.
وتابع: “يقول ديفيد أديسك، مدير الأبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن الولايات المتحدة تسيطر على نحو 30% من مساحة سوريا، وهي المنطقة التي يُعتقد أنها تضم نحو 90% من إنتاج النفط”.
وأوضح أنه “فعلياً، تسيطر قوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية، المدعومة من قبل القوات الأمريكية، على حقول النفط، هذا بالإضافة إلى بعض المليشيات السنية التي دربتها واشنطن، والتي تقاوم الهجمات المستمرة من قِبل القوات المدعومة من النظام والإيرانيين”.
ومضى يقول: “ترامب يعتزم أيضاً الانسحاب من صفقة النووي مع إيران في مايو المقبل، ما يعني إعادة فرض العقوبات الأمريكية على النفط الإيراني، ولكن الانسحاب من سوريا سيعطي إيران مجالاً للسيطرة على حقول النفط هناك”.
وتطرق الكاتب الأمريكي، في معرض حديثه عن الوجود الأمريكي في سوريا، إلى رأي تشاغي تسورييل، المدير العام لوزارة الاستخبارات الإسرائيلية، الذي يرى أنه “في حال كانت أمريكا عازمة فعلاً على تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة، فإن تلك المهمة يجب أن تبدأ من سوريا، وإذا كانت هناك مفاوضات سلام حقيقية، فإن الوجود الأمريكي العسكري أمر حاسم”.
وختم مقاله قائلاً: “في حال نفذ ترامب وعده، وسحب القوات الأمريكية من سوريا، فمن المرجح أن يعقد الأكراد صفقة مع نظام الأسد، وتُترك المليشيات السنية التي دعمتها أمريكا، مكشوفة، وهو ما سيسمح للإيرانيين بالسيطرة على تلك المنطقة واستكمال جسرهم البري من طهران إلى بيروت”.
أنقرة لباريس: طفح الكيل وقد نقصف قواتكم بسوريا
هدد بكر بوزداغ نائب رئيس الوزراء التركي باستهداف الوجود العسكري الفرنسي في شمال سوريا إذا ما واصلت باريس دعم وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية.
وقال بوزداغ أمس الجمعة إن تعهد باريس بالمساعدة على تحقيق الاستقرار بمنطقة بشمال سوريا يهيمن عليها الأكراد يعادل دعم الإرهاب، وقد يجعل من فرنسا “هدفا لتركيا”.
وفي تغريدة على تويتر، شدد نائب رئيس الوزراء التركي على أن موقف فرنسا يضعها على مسار تصادم مع أنقرة.
وكتب “من يتعاونون مع الجماعات الإرهابية ويتضامنون معها ضد تركيا سيصبحون هدفا لتركيا مثل الإرهابيين”. وأضاف “نأمل ألا تتخذ فرنسا مثل هذه الخطوة غير المنطقية”.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التقى وفدا من قوات سوريا الديمقراطية الخميس، وأكد له دعم باريس للاستقرار في شمال سوريا.
وفي وقت لاحق، قال مصدر رئاسي إن فرنسا يمكن أن تزيد من مشاركتها العسكرية في سوريا ضمن تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة ويقاتل تنظيم الدولة الإسلامية بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية.
وكشف سياسي سوري كردي أن ماكرون تعهد بإرسال المزيد من القوات الفرنسية إلى شمال سوريا، وتقديم مساعدات إنسانية والسعي لحل دبلوماسي.
وفي ذات السياق، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون يعرض الوساطة بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية.
لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رد عليه بالقول “لا تتدخلوا في أشياء تتعدى حدودكم، لا نحتاج وسيطا… من أنتم حتى تتحدثوا عن وساطة بين تركيا ومنظمة إرهابية؟”.
القوات التركية طردت المقاتلين الأكراد من عفرين بشمال سوريا في عملية عسكرية أثارت غضب الغرب (رويترز)
وتابع أردوغان “نأمل ألا تأتينا فرنسا طالبة المساعدة عندما يتوافد عليها إرهابيون فارون من سوريا والعراق بعد أن تشجعهم سياستها”.
ما بعد عفرين
وتأتي هذه التصريحات والمواقف بعد أيام من طرد قوات تركية مقاتلي الوحدات الكردية من مدينة عفرين بشمال غرب سوريا.
ويقول أردوغان إن قواته تستعد لمد نطاق العمليات على طول الحدود بما يشمل مناطق تنتشر فيها قوات أميركية.
وأثارت عملية عفرين انتقادات دولية وخاصة من الرئيس الفرنسي، ولكن أنقرة ردت بأنها تتوقع من حلفائها إبعاد قواتهم عن طريق التقدم التركي.
وفي وقت سابق، قال الرئيس التركي “لا ننوي إيذاء جنود من دول حليفة، لكن لا يمكننا أن نسمح للإرهابيين بالتنقل بحرية”.
وتشكو أنقرة منذ فترة طويلة من دعم الولايات المتحدة وفرنسا لوحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها منظمة إرهابية.
المصدر : رويترز
روسيا تمدد الهدنة بالغوطة ودفعة سابعة للمهجرين
قالت وزارة الدفاع الروسية إنها مددت الهدنة في الغوطة الشرقية ليخرج من تبقى من مسلحي فيلق الرحمن، وأضافت أن أكثر من 150 ألف شخص غادروا غوطة دمشق منذ بدء عمل الممرات الإنسانية، وقالت الوكالة السورية الرسمية للأنباء إن دفعة سابعة من مقاتلي المعارضة السورية المسلحة والمدنيين خرجت من الغوطة.
وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن أكثر من 38 ألف مسلح تابع لفيلق الرحمن مع عائلاتهم خرجوا منذ بدء عملية إخراج المسلحين من الغوطة إلى إدلب شمالي سوريا، وأضافت الوزارة أنه تم التوصل لاتفاق يقضي بخروج مسلحي المعارضة من باقي مناطق الغوطة، في حين ينفي فصيل جيش الإسلام الذي يسيطر على مدينة دوما -كبرى مدن الغوطة- والمناطق المحيطة بها إبرام أي اتفاق مع الروس.
واستطاع النظام السوري والمليشيات الموالية له وبدعم جوي روسي السيطرة على كل مساحة الغوطة الشرقية إلا مدينة دوما وضواحيها. وتوصلت روسيا مع فصيلي حركة أحرار الشام في مدينة حرستا وفيلق الرحمن في جنوب الغوطة الشرقية إلى اتفاقين يتم بموجبهما إجلاء عشرات آلاف المسلحين والمدنيين من الغوطة.
دفعة سابعة
وقالت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) إن دفعة سابعة من مقاتلي المعارضة والمدنيين الراغبين بالخروج من الغوطة الشرقية غادرت المنطقة إلى إدلب تحت إشراف منظمة الهلال الأحمر، إذ أقلت 129 حافلة 6276 شخصا، بينهم 1968 من وصفتهم الوكالة بالإرهابين، من حي جوبر الدمشقي ومدن زملكا وعربين وعين ترما في الغوطة الشرقية.
مهجرو الغوطة الشرقية داخل مخيم حرجلة في ريف دمشق الجنوبي (الأوروبية)
وذكرت وكالة شام أن حافلات نقل مهجري الغوطة تعرضت لقصف مدفعي من النظام السوري أثناء مرورها من قرية زيزون بريف دمشق الغربي.
وبثت وكالة سانا أمس فيديو تقول إنه لخروج دفعات جديدة من المدنيين من مدينة دوما، واصفة مسلحي فصيل جيش الإسلام الذي يسيطر على دوما بالإرهابيين.
كما نقلت الوكالة السورية الرسمية عن مصدر عسكري أن أكثر من 150 ألف شخص خرجوا من الغوطة حتى الآن عبر أربعة ممرات آمنة فتحتها قوات النظام، وتجري منذ السبت الماضي عمليات إجلاء المدنيين والمقاتلين من الغوطة الشرقية باتجاه مناطق سيطرة المعارضة في إدلب، وقد سهل توقف القصف والاشتباكات عمليات نقل المهجرين.
قصف دوما
وأشارت وكالة شام إلى أن مدينة دوما تعرضت أمس الجمعة لقصف شديد بصواريخ الفيل من قوات النظام، استهدف منازل المدنيين وأوقع دمارا في المنطقة دون تسجيل قتلى أو مصابين.
ومنذ عام 2012، تحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية حيث يعيش قرابة أربعمئة ألف مدني، ومنذ 18 فبراير/شباط الماضي يشنّ النظام وداعموه على هذه المنطقة حملة عسكرية هي الأشرس، وتعد المنطقة آخر معقل للمعارضة قرب دمشق.
المصدر : الجزيرة,مواقع إلكترونية,الفرنسية
محلل لـCNN: هؤلاء “أكبر خاسر” إن انسحبت القوات الأمريكية من سوريا؟
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)— أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الأخيرة حول الانسحاب القريب لقوات بلاده من سوريا، عددا من التساؤلات حول ماذا سيحصل إن حدث هذا الأمر بالفعل ومن سيتكبد أكبر خسارة جراء ذلك باعتبار أن الانسحاب سيصب في صالح روسيا وتركيا وإيران.
بنظر خبراء ومحللون إلى أن قوات سوريا الديمقراطية (خليط بين مقاتلين عرب وأكراد) المدعومة من قبل أمريكا ستكون أكبر المتضررين من احتمال الانسحاب هذا.
وقال المحلل ديفيد اديسنيك، رئيس قسم الأبحاث في مؤسسة الدفاع من أجل الديمقراطية في تصريح لـCNN: “أكثر ما يبقي قوات سوريا الديمقراطية على أرض الميدان هو أن الجماعات الأخرى لا يمكن أن تمسهم،” لافتا إلى أن الجماعات الأخرى تخشى الانتقام الأمريكي إن حاولوا مهاجمة مواقع هذه المجموعة المدعومة من واشنطن.
وتابع اديسنيك قائلا إنه وفي حال انسحبت القوات الأمريكية بالفعل من سوريا و”دون هذا الدعم فكيف سينعكس هذا على الأداء (لقوات سوريا الديمقراطية) وإن وجدوا أنفسهم في موقف ضعيف هل سيبرمون اتفاقا مع النظام؟”
ويذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها 2000 عسكري في سوريا، وهذا الوجود ينظر إليه على أنه رادع لروسيا وقوات النظام من التقدم والسيطرة على حقول النفط ومناطق أخرى تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، ودون هذا الوجود الأمريكي فإنه لن يكون هناك رادع.
هل يشكل تصريح بن سلمان تغيراً في الموقف السعودي تجاه الأسد؟
تركت التصريحات الصحفية التي أطلقها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حول مصير رأس النظام السوري “بشار الأسد” علامات استفهام في أوساط المعارضين السوريين حول الموقف الرسمي السعودي من بقاء الأسد في السلطة.
وتخشى أوساط المعارضة السورية من أن تكون تصريحات ولي العهد السعودي بوادر تغيير في الموقف الرسمي السعودي الذي يعتبر النظام السوري فاقداً للشرعية.
وقال ولي العهد السعودي في تصريحات مثيرة لصحيفة تايم الأمريكية أمس الجمعة بأن رأس النظام السوري “بشار الأسد” باقٍ في السلطة ومن غير المرجح أن يترك منصبه قريباً.
ودعا بن سلمان رأس النظام السوري بأن لا يكون دمية بيد الإيرانيين على حد تعبيره، وألا يدع الإيرانيين يفعلون ما يحلو لهم.
وتطرق بن سلمان لما سمَّاه بـ “الهلال الشيعي” الذي تحاول إيران خلقه عبر الميليشيات وحلفائها لتوجد خط إمداد من لبنان إلى سوريا إلى العراق ثم طهران.
وطالب بن سلمان القوات الأمريكية الموجودة في سوريا بالحيلولة دون إتمام هذا الممر وقال “نؤمن بأن على القوات الأمريكية البقاء في سوريا على المدى المتوسط إن لم يكن على المدى الطويل”.
وأضاف بن سلمان “إذا انسحبت القوات الأمريكية من شرق سوريا (حيث تحافظ أمريكا على قاعدة في منطقة دير الزور) سنفقد ذلك الحاجز، وهذا الممر سيخلق الكثير من الأمور في المنطقة”.
ويوجد في سوريا نحو 2000 جندي أمريكي ينتشر معظمهم في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية شرق سوريا، بالإضافة لقاعدة التنف على الحدود السورية العراقية.
لكنَّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال أول أمس الخميس بأن بلاده ستغادر سوريا قريباً جداً، وستترك الأطراف الأخرى تهتم بالأمر.
فرنسا: تقدم تركيا إلى منبج غير مقبول وسنعزز قواتنا في سوريا
قال مصدر في الرئاسة الفرنسية اليوم الجمعة إن فرنسا تعتزم زيادة وجودها العسكري في سوريا بهدف مساعدة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم “الدولة”، وأضاف أن تقدم قوات تركية إلى مدينة منبج سيكون “غير مقبول”.
وعقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس محادثات مع وفد ضم أعضاء من “وحدات حماية الشعب” بالإضافة إلى “حزب الاتحاد الديمقراطي”، تناولت الوضع في شمال سوريا.
ونقلت وكالة “رويترز” عن خالد عيسى المسؤول في “حزب الاتحاد الديمقراطي”، والذي شارك في الاجتماع قوله إن “ماكرون وعد بإرسال قوات فرنسية إلى منبج لدعم القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية وإثناءِ تركيا عن التقدم نحو المدينة.”
وأوضح مصدر الرئاسة الفرنسية حول تصريحات المسؤول في “PYD” أن باريس تلمس خطر عودة تنظيم “الدولة” في شمال شرق سوريا، وستواصل محاربة التنظيم مع “قوات سوريا الديمقراطية.”
وأضاف “لا تتوقع فرنسا أي عملية عسكرية جديدة على الأرض في شمال سوريا خارج عمليات التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية”.
وتابع المصدر قائلاً ” إذا استشعر الرئيس أننا نحتاج، من أجل تحقق أهدافنا ضد الدولة الإسلامية، فترة من الوقت لتعزيز تدخلنا العسكري فسنفعل ذلك لكن داخل الإطار القائم”.
وعرضت فرنسا أمس الوساطة بين تركيا و”قوات سوريا الديمقراطية” التي تهيمن عليها “وحدات حماية الشعب”.
وأثار استقبال الرئيس الفرنسي لوفد من “حزب الاتحاد الديمقراطي” و”قسد” حفيظة تركيا، وقال الرئيس التركي، “إنّ استضافة وفد من منتسبي التنظيم الإرهابي على مستوى رفيع يوم أمس هو عداء صريح لتركيا”.
وتقدم فرنسا العضو في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة، السلاح والتدريب لـ”قسد”، ولديها عشرات من أفراد القوات الخاصة في شمال سوريا، وهو ما يثير غضب المسؤولين الأتراك