أحداث 21 أيار 2011
سورية: عشرات القتلى في«جمعة الحرية»
دمشق، عمان، باريس – «الحياة»، أ ف ب، رويترز
في تظاهرات واسعة شملت مدنا سورية عدة، امتزجت فيها المطالب بإصلاحات ديموقراطية مع مطالب منح أكراد سورية حقوق سياسية أكبر وحق استخدام لغتهم الام، خرج عشرات الالاف أمس في «جمعة أزادي» او «جمعة الحرية» وسط انتشار أمني كثيف واعتقالات واسعة. وبحسب ناشطين وشهود، شهدت مدن حمص وأدلب وبانياس ودرعا والقامشلي أكبر تظاهرات، رغم انتشار الدبابات وقوى الامن في تلك المدن. وقال شهود إن قوات الشرطة تعاملت مع التظاهرات في البداية بالكثير من ضبط النفس ولم تتدخل وكانت تراقب عن كثب، لكن سرعان ما بدأ أطلاق نار مباشر على المتظاهرين ادى الى مقتل ما لا يقل عن 34، وإصابة عشرات آخرين، غالبيتهم في حمص ومعرة النعمان في جنوب ادلب. (راجع ص 4 و5)
ونقل التلفزيون السوري في شريط عاجل ان «مجموعات مسلحة تستغل تجمعات للمواطنين في ريف ادلب واطراف حمص وتطلق النار على المدنيين وقوات الشرطة مما ادى الى سقوط عدد من القتلى والجرحى» من دون ان يضيف اي تفاصيل. في حين تحدث شهود عن اعتقالات واسعة، بعضها لجرحى، ونقل جثامين قتلى من مستشفيات. وكان لافتاً أن وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) نقلت أنباء التظاهرات في عدة مدن، إلا أنها تحدثت عن «انحسار» أعداد المشاركين.
في موازة ذلك، اعلن شيخ قراء بلاد الشام العلامة كريم راجح استقالته أمس احتجاجا على التعامل الأمني مع رواد الجوامع.
وفيما يتوقع ان يفرض الاتحاد الاوروبي الاثنين عقوبات جديدة على مسؤولين في النظام السوري، قد يكون بينهم الرئيس بشار الاسد، اورد ناشطون من مختلف المحافظات السورية اسماء 11 قتيلا بينهم طفل في حمص (وسط) وعشرة قتلى في معرة النعمان، جنوب ادلب، في غرب البلاد. كما قتل شخص في مدينة الصنمين واخر في مدينة الحارة الواقعتين في ريف درعا (جنوب)، وشخص في داريا، في ريف دمشق، وآخر في مدينة اللاذقية الساحلية (غرب) وشخصين في دير الزور (شمال شرق).
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، ومقره لندن، ان «الاف المتظاهرين خرجوا في مدينة بانياس الساحلية (غرب) بينهم اطفال ونساء».
وأفاد رديف مصطفى رئيس اللجنة الكردية لحقوق الانسان (راصد) ان «المئات خرجوا في عين العرب (شمال غرب) التي يغلب سكانها الاكراد وهم يهتفون ازادي ازادي»، ومعناها الحرية. وقال الناطق باسم حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية(يكيتي) زردشت محمد إن «دورية من الامن قامت بمداهمة مكتب المنظمة الاشورية الديموقراطية في القامشلي واعتقلت 12 شخصا»، مشيرا الى ان «قوات الامن قامت بالاستيلاء على جميع محتويات المكتب من اجهزة كمبيوتر ووثائق واشرطة».
كما انطلقت تظاهرة في الدرباسية (شمال شرق) شارك فيها أكثر من 3500 شخص، وتظاهرة في عامودا (شمال شرق). وحمل المتظاهرون في هذه المدينة التي يغلب سكانها الأكراد لافتة كتب عليها: أريد أن أتكلم بلغتي».
وتعد مواجهات أمس هي الأعنف منذ نحو أسبوعين. وقام التلفزيون السوري الرسمي ببث تقارير تلفزيونية من مختلف المحافظات السورية اظهرت تظاهرات «محدودة العدد» في حلب وحماة والميادين وحمص وعامودا ومدن اخرى. إلا انه كان لافتا إشارة مراسل التلفزيون في البوكمال (شرق) الى «خروج مجموعة من المخربين في البوكمال تضم العشرات قامت بحرق 4 سيارات وهاجمت مخفر الشرطة وقامت بتحطيمه». واضاف المراسل «ان المخربين فتحوا باب السجن حيث هرب 60 سجينا».
في موازاة ذلك صرح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية أن «مجموعة إجرامية مسلحة أقدمت على إطلاق النار على الشرطي غازي أحمد حلاق على طريق جسر الشغور اللاذقية مساء الأربعاء ما أدى إلى استشهاده».
الى ذلك، افاد مصدر عسكريسوري بأن وحدات الجيش والقوى الأمنية قبضت على «خلية إرهابية» أمس في منطقة الضمير قرب دمشق، وانها «ضبطت بحوزتها كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات المعدة لاستهداف منشآت حيوية ومؤسسات رسمية حكومية بحسب ما كشفت عنه الاعترافات الأولية لعناصر الخلية الإرهابية». واضاف المصدر ان «هذه العملية جاءت في إطار استمرار الجيش والقوى الأمنية بتعقب المجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت المواطنين الأبرياء وعكرت صفو أمن الوطن».
الدول الأوروبية متفقة على حزمة عقوبات جديدة تشمل الأسد ومسؤولين
الأمم المتحدة تتحدّث عن أربعة آلاف نازح من سوريا إلى الأراضي اللبنانية
سقط 34 قتيلاً بينهم ولد في قمع جديد للمتظاهرين الذين تحدوا الاجراءات الامنية السورية المشددة وخرجوا الى شوارع مدن عدة في انحاء البلاد. وقتل معظم هؤلاء في حمص ومعرة النعمان والصنمين ودير الزور، على رغم الاوامر الرئاسية بعدم اطلاق النار.
ونقل التلفزيون السوري في شريط عاجل ان “مجموعات مسلحة تستغل تجمعات للمواطنين في ريف ادلب واطراف حمص وتطلق النار على المدنيين وقوات الشرطة مما ادى الى سقوط عدد من القتلى والجرحى”. (راجع عرب وعالم)
ومع ان الرئيس الاميركي باراك اوباما وضع الرئيس السوري بشار الاسد امام خيار “اما ان يقود عملية الانتقال الى الديموقراطية واما ان يخرج من الطريق”، فان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أشارت إلى أنه لا “شهية” لمزيد من الخطوات القاسية ضد سوريا.
فقد سئلت عن سبب عدم اتخاذ خطوات اشد قسوة حيال سوريا، أجابت: “لا شهية لذلك. لا يوجد إرادة. لم نر أي نوع من الضغط كالذي رأيناه يتراكم من حلفائنا الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي وجامعة الدول العربية وغيرها لنفعل مثلما فعلنا في ليبيا… نحاول أن نكون أذكياء في تقويم كل حالة على حدة”، مشيرة إلى ان “الأسد قال الكثير من الأمور التي لم نسمعها من زعماء آخرين في المنطقة عن نوع التغييرات التي يريد رؤيتها”.
كما سئلت عن الدعم الإيراني لسوريا، فأكدت أنه صحيح ان إيران تدعمها “ولكن ثمة أيضاً قوى كثيرة أخرى فاعلة هناك تماماً كما هو وضع الكثير من دول المنطقة”. وأضافت: “نعتقد أنه من الأفضل إذا وضّح الشعب السوري بنفسه للأسد أنه يجب أن يكون هناك تغيير”.
“لاجديد” في الخطاب
ورأت دمشق ان “لا جديد” في خطاب اوباما. وقالت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” الرسمية: “لم يأت أوباما بجديد مؤكدا التزام الولايات المتحدة الراسخ وغير القابل للتزعزع لأمن إسرائيل ووقوفها ضد أي محاولة لانتقادها في المجتمع الدولي”.
وفي الشان السوري، قالت: “جاء الخطاب تحريضيا ليؤكد حقيقة التدخل الأميركي في الشؤون الداخلية لدول المنطقة في مخالفة فاضحة لشرعة الأمم المتحدة”.
ووصفت دعوة أوباما الحكومة السورية الى البدء بحوار جاد من أجل عملية التحول الديموقراطي “محاولة مكشوفة لصرف الأنظار عن ممارسته التحريض وحضه على العنف في سوريا”، مستشهدة بقوله “ان الرئيس الأسد ونظامه سيتعرضان للتحدي من الداخل والعزلة من الخارج إذا لم يتم ذلك”.
عقوبات اوروبية
* في بروكسيل، أكد مصدر أوروبي مطلع أن الدول الأوروبية متفقة على اصدار حزمة عقوبات جديدة في حق مسؤولين سوريين، موضحا أنها قد تشمل الرئيس الأسد.
وعلى رغم وجود توافق أوروبي على ضرورة إدراج أسم الرئيس السوري على لائحة المسؤولين السوريين الذين تشملهم العقوبات الأوروبية، إلا أن المصدر تحدث عن نية أوروبا تأجيل الإعلان عن الأمر إلى الاثنين المقبل موعد اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين في إطار رغبة أوروبية في منح الاسد فرصة جديدة، أملا منها في أن يعمد النظام السوري إلى تغيير سلوكه حيال المتظاهرين.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية ان فرنسا تأمل في ان يوافق وزراء الخارجية لدى الاتحاد الاوروبي على عقوبات في حق الاسد الاثنين. واضافت في بيان: “سيدور نقاش نأمل في ان يكون حاسما بشأن سوريا والعقوبات الاضافية وخصوصا تلك التي يمكن فرضها على بشار الاسد”.
النازحون الى لبنان
* في نيويورك، افادت المفوضية السامية للامم المتحدة للاجئين ان أكثر من أربعة آلاف سوري غالبيتهم من الأولاد والنساء عبروا حدود بلادهم الى شمال لبنان هربا من أعمال العنف المتصاعد في المدن والبلدات السورية المختلفة.
وصرح الناطق باسمها نيف أندريه ماهيشيتش بان “أعداد الفارين قد تكون أعلى من ذلك نظرا الى ان كثيرين منهم لجأوا إلى عائلات محلية من غير أن يطلبوا أية مساعدة من المفوضية السامية”. وأشاد بالدور الإيجابي الذي قامت به السلطات اللبنانية في هذا المجال.
(و ص ف، ي ب أ، رويترز)
34 قتيلاً وفرنسا تنادي بعقوبات أوروبية على الأسد
أوبـامـا: الوضـع فـي سـوريـا مصـدر قـلـق حـاد لإسـرائيـل
أكد الرئيس الأميركي باراك اوباما أمس، مرة أخرى مواصلة واشنطن لقراءة الأوضاع الإقليمية على ضوء التزامها بأمن إسرائيل، معتبراً إثر لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن أن الأوضاع في سوريا «تشكل مصدر قلق حاداً» لإسرائيل. وفيما اعلنت موسكو أن موقفها من الأوضاع في سوريا لم يتغير بعد خطاب اوباما، أعربت فرنسا عن الأمل بأن يوافق الاتحاد الاوروبي الإثنين المقبل على فرض عقوبات ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
داخلياً، أكد ناشطون سوريون سقوط 34 قتيلاً خلال تظاهرات خرجت في عدد من المدن السورية، كحمص وحماه وبانياس واللاذقية. ومن جهتها، أعلنت السلطات عن اعتقالها «خلية إرهابية» في منطقة الضمير قرب دمشق، كما نسبت سقوط قتلى في ريف إدلب وأطراف حمص إلى نيران «مجموعات مسلحة استغلت تجمعات المواطنين».
وأكد مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون أن «محاولات زرع الفتنة وزعزعة الاستقرار والأمان وبث الكراهية بين أبناء الشعب السوري عبر القنوات الإعلامية المضللة لم تنجح في الوصول إلى أهدافها بفضل وعي المواطن السوري لما يحاك ضده من مؤامرات».
اما شيخ قراء بلاد الشام، كريم راجح، فقد أعلن توقفه عن إلقاء الخطب في جامع الحسن في دمشق، احتجاجاً على ما وصفه بمنع الأمن للمصلين من دخول المساجد. وقال راجح في خطبة مقتضبة «أرسل من هنا الى وزير الأوقاف وإلى مدير الأوقاف انني لا اخطب بعد اليوم حتى تنتهي هذه الامور»، مضيفاً «أن المساجد لكل الناس وليست لفئة دون فئة، وإذا كان الامن يخاف من ان تخرج هذه الجموع من المساجد فليتخذ طريقة اخرى، لا ان ينتقم من المساجد فيمنع المصلين من دخول بيوت الله من اجل ان لا يكون تظاهر».
مواقف دولية
وغداة خطاب مخصص لحركات الاحتجاج الشعبية، التي تهز منطقة الشرق الاوسط منذ ستة اشهر، كرر اوباما ان «هناك فرصة لاغتنامها» بالنسبة الى المنطقة، لكنه حذر من «مخاطر كبيرة» نشأت من هذه الاوضاع. وقال «سيكون من المهم بالنسبة الى الولايات المتحدة وإسرائيل ان تواصلا المشاورات الحثيثة مع تطور هذه الأحداث»، مشيراً الى «الوضع في سوريا التي تشكل بالتأكيد مصدر قلق حاداً لإسرائيل استناداً الى الحدود المشتركة» بين الدولتين.
وأعرب رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي شاؤول موفاز، في حديث لصحيفة «الرأي» الكويتية، عن اعتقاده بأنه «في نهاية المطاف سيتم استبدال النظام في سوريا ولا أحد يخمن كيف ستكون السلطة الجديدة وكم سيبقى الأسد في سدة الحكم، فعلى الرغم من القناصة والدبابات والمسلحين والشبيحة الذين يطلقون النار على الشعب، فإن الأسد لا يستطيع في نهاية المطاف، أن يبقى على أفواه البنادق».
أما حلف شمال الأطلسي فأعلن على لسان أمينه العام أندرس فوغ راسموسن، عدم وجود نية لديه للتدخل في سوريا، مردداً تصريحات واشنطن بأن «السبيل الوحيد» أمام دمشق هو «الاستجابة لمطالب الشعب». وقال راسموسن في مقابلة مع وكالة الأنباء الايطالية «انسا»: «ليس لدى الحلف (الأطلسي) نية للتدخل في سوريا»، وأضاف «ندين بوضوح وبقوة، وحشية قوات الامن السورية والقبضة الحديدية ضد المدنيين». ونقلت «أنسا» عن راسموسن قوله «إن السبيل الوحيد الممكن أمام سوريا هو ان تستجيب للمطالب المشروعة للشعب السوري، والسماح بانتقال سلمي إلى الديموقرطية». وقارن الأمين العام للحلف الوضع في سوريا بالوضع في ليبيا «حيث يقود الحلف حالياً مهمة عسكرية بتفويض من الامم المتحدة لحماية المدنيين من قوات الزعيم الليبي معمر القذافي». واستطرد راسموسن «هناك فرق واضح بين سوريا وليبيا.. في ليبيا يقوم الحلف بمهامه بناء على تفويض من الامم المتحدة ويحصل على دعم كبير من المنطقة بأسرها». وقال «هذان الشرطان غير متوفرين في سوريا».
من جهته، أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش في موسكو أن بلاده لم تغير موقفها من الوضع في سوريا وكيفية معالجته في أعقاب خطاب اوباما، ونسبت وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء إلى لوكاشيفيتش قوله إن موسكو تدرس بدقة خطاب أوباما حول الشرق الأوسط. وأعاد التأكيد على تصريح الرئيس ديميتري ميدفيديف الأربعاء الماضي بأن «موسكو لن تؤيد إقدام مجلس الأمن الدولي على إصدار قرار بشأن سوريا مماثل لقراره 1973 بشأن ليبيا».
أما وزارة الخارجية الفرنسية فقالت في بيان «سيدور نقاش (في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الاثنين المقبل) نأمل ان يكون حاسماً بشأن سوريا والعقوبات الإضافية وخاصة تلك التي يمكن فرضها ضد بشار الأسد».
الأوضاع الميدانية
وذكرت وكالة «فرانس برس» أن 34 شخصاً، بينهم طفل، قتلوا برصاص قوات الامن السورية في عدد من المدن السورية، بحسب حصيلة لناشطين في مجال حقوق الإنسان. ونقل «شهود عيان» للوكالة الفرنسية ووكالة «اسوشيتد برس» خروج تظاهرات في حمص، حماه، داريا، بانياس، اللاذقية، دير الزور، معرة النعمان والدرباسية. وأكد ناشطون للوكالتين دخول دبابات الجيش السوري إلى معرة النعمان، حيث سقط، بحسبهم، عشرات الجرحى بعد تظاهرات حاشدة.
ونقلت وكالة «سانا» السورية للأنباء عن مصدر عسكري مسؤول قوله إن «وحدات الجيش والقوى الأمنية ألقت القبض على خلية إرهابية أمس في منطقة الضمير قرب دمشق وضبطت بحوزتها كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات المعدة لاستهداف منشآت حيوية ومؤسسات رسمية حكومية بحسب ما كشفت عنه الاعترافات الأولية لعناصر الخلية الإرهابية». كما أضافت «سانا» أن «مجموعات مسلحة استغلت تجمعات للمواطنين في ريف إدلب وأطراف حمص، وأطلقت النار على المدنيين وقوات الشرطة، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى».
وأعربت 11 منظمة حقوقية سورية في بيان مشترك عن «قلقها الشديد» ازاء استمرار احتجاز الناشط الحقوقي أنور البني بالرغم من انتهاء مدة الحكم الصادر بحقه في 17 ايار الماضي مطالبة بالإفراج عنه.
(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب، د ب أ)
الجيش ينشر عناصر وآليات على الحدود لمنع الفرار الى لبنان
سورية: 34 قتيلا واعتقال الجرحى في جمعة ‘الحرية’
متظاهرو بانياس خرجوا عراة الصدور ليبينوا للعالم انهم غير مسلحين
نيقوسيا ـ عمان ‘القدس العربي’ ـ وكالات: قتل العشرات الجمعة في سورية حيث خرج الاف المتظاهرين في عدة مدن للمطالبة باطلاق الحريات متحدين بذلك القمع الذي تواجه به السلطات المظاهرات منذ شهرين.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ناشطين في مجال حقوق الانسان تأكيدهم مقتل 34 شخصا على الاقل، بينهم طفل، برصاص قوات الامن السورية التي اطلقت النار الجمعة على متظاهرين ينادون بالديمقراطية.
وسجلت الحصيلة الاكبر في بلدة معرة النعمان قرب مدينة ادلب (غرب) حيث قتل 15 شخصا بينهم فتى في الـ15 من العمر، بيد قوات الامن التي فتحت النار لتفريق المتظاهرين، كما قال الناشطون.
ولقي 12 متظاهرا، بينهم طفل في العاشرة وشابان في الخامسة عشرة والسادسة عشرة، مصرعهم برصاص قوات الامن في مدينة حمص (وسط)، معقل حركة الاحتجاج ضد النظام والتي يحاصرها الجيش منذ قرابة اسبوعين، بحسب الناشطين.
واضافوا ان شخصين اخرين قتلا في منطقة درعا (جنوب) كما قتل متظاهر في داريا، في ريف دمشق، واخر في اللاذقية، ابرز مدينة ساحلية (غرب)، واخر في حماه (وسط) واثنان في دير الزور (شرق). وقدم الناشطون لائحة اسمية تضم 34 ضحية.
ونظمت تظاهرات في مدن اخرى في سورية رغم الاجراءات التي اتخذها النظام في محاولة لاسكات حركة الاحتجاج ضد الرئيس بشار الاسد بالقوة. وقال الناشطون ان قوات الامن اطلقت النار على المتظاهرين رغم صدور اوامر رئاسية بعدم اطلاق النار.
وقامت دورية من الامن بمداهمة مكتب المنظمة الاشورية الديمقراطية في القامشلي (شمال شرق) واعتقلت 12 عضوا فيها وعبثت واستولت على محتويات المكتب.
وذكر ناشطون في حمص ان ‘قوات الامن داهمت مشفى البر في وسط المدينة واخذوا جثة احد القتلى وبعض الجرحى الذين اصيب معظمهم في اطرافهم’.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن، ان ‘الاف المتظاهرين خرجوا في مدينة بانياس الساحلية (غرب) بينهم اطفال ونساء’. واشار المرصد الى ان ‘الرجال خرجوا عراة الصدور ليبينوا للعالم انهم غير مسلحين خلافا لاتهامات النظام لهم’ هاتفين بشعارات تدعو الى ‘رفع الحصار عن المدن السورية’ وتدعو الى الحرية والى اسقاط النظام. ولفت المرصد الى ان ‘قوات الامن لم تتدخل لغاية الآن’.
كما افاد رديف مصطفى رئيس اللجنة الكردية لحقوق الانسان (راصد) لوكالة فرانس برس ان ‘المئات خرجوا في عين العرب (شمال غرب) التي يغلب سكانها الاكراد وهم يهتفون ازادي ازادي’، ومعناها الحرية.
واشار مصطفى الذي شهد المظاهرة الى ‘ان المشاركين كانوا يحملون اغصان زيتون واعلاما سورية ولافتات كتب عليها: الاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي في سورية’، و’لا للعنف نعم للحوار’ و’لا للمادة الثامنة من الدستور’ التي تنص على ان حزب البعث هو قائد الدولة والمجتمع. كما حمل المشاركون علما سوريا طوله 25 مترا.
وفي راس العين، التابعة لمحافظة الحسكة (شمال شرق)، تجمع اكثر من 500 شخص امام منزل عضو اللجنة المركزية لحزب ازادي الكردي سعدون شيخو الذين افرج عنه مؤخرا وهم يهتفون بشعارات تدعو الى سلمية التظاهر والى الوحدة الوطنية.
واشار برو الى ان سعدون القى كلمة امام المتظاهرين ‘حيا فيها نضال الشعب المطالب بالتغيير الديمقراطي واكد ان الاحزاب الكردية تقف مع هذه النضالات اليومية المطالبة بالحرية والديمقراطية والكرامة’.
كما انطلقت مظاهرة في الدرباسية (شمال شرق) شارك فيها اكثر من 3500 شخص وهتفت ‘ازادي ازادي’ اي حرية باللغة الكردية، بحسب برو.
واضاف الناشط الحقوقي ان ‘مظاهرة بالمئات خرجت في عامودا (شمال شرق) هتفت ‘واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد’ كما حمل المتظاهرون في هذه المدينة التي يغلب سكانها الاكراد علما سوريا بطول 10 امتار ولافتة كتب عليها (اريد ان اتكلم بلغتي)’.
ويطالب اكراد سورية بالاعتراف بخصوصيتهم الثقافية ومكانتهم في الحياة السياسية في البلاد بعد ان حصلوا بداية نيسان (ابريل) على حقهم بالحصول على الجنسية السورية بعد نصف قرن من الانتظار والاحتجاجات.
من جهته، قام التلفزيون السوري الرسمي ببث تقارير تلفزيونية من مختلف المحافظات السورية اظهرت مظاهرات ‘محدودة العدد’ في حلب (شمال) وحماة (وسط) والميادين (شمال شرق) وحمص (وسط) وعامودا (شمال شرق) ومدن اخرى.
كما اشار مراسل التلفزيون في البوكمال (شرق) الى ‘خروج مجموعة من المخربين في البوكمال تضم العشرات قامت بحرق 4 سيارات وهاجمت مخفر الشرطة وقامت بتحطيمه’.
واستحدث الجيش السوري مواقع في بلدة العريضة المحاذية للحدود مع لبنان صباح الجمعة، ناشرا عددا من العناصر والآليات مقابل منطقة وادي خالد اللبنانية، على ما افاد مراسل فرانس برس.
وتضاف هذه التعزيزات الى القوة السورية التي نفذت صباح الخميس انتشارا كثيفا معززا بالاليات والسيارات العسكرية في أطراف بلدة العريضة السورية المحاذية للنهر.
كما قام الجيش اللبناني بنشر مئات الجنود المعززين بالآليات والملالات على الطريق الممتدة بين معبر البقيعة الحدودي غير الرسمي ومعبر جسر قمار الرسمي على مسافة حوالي كيلومترين لمنع أي أحد من الاقتراب من ضفة النهر الكبير الفاصل بين البلدين.
ونددت منظمة هيومن رايتس ووتش الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان الجمعة بتوقيف السلطات اللبنانية لاجئين سوريين عبروا الحدود الى الاراضي اللبنانية هربا من ‘العنف والقمع’، على ما جاء في بيان للمنظمة.
وجاء في نص البيان ‘ينبغي على القوى الامنية اللبنانية الكف عن اعتقال النازحين السوريين الذين هربوا من اعمال العنف والقمع في بلدهم’. واضاف ‘على السلطات اللبنانية في المقابل ان تؤمن لهم ملجأ مؤقتا، وأن تمتنع في المقام الاول عن اعادتهم الى سورية’.
ناشط حقوقي: مقتل 44 متظاهرا في سوريا الجمعة برصاص قوات الأمن
قوات الأمن السورية تحاول تفريق المتظاهرين في مدينة بانياس
نيقوسيا- (ا ف ب): أعلن ناشط حقوقي لوكالة فرانس برس السبت أن 44 متظاهرا قتلوا الجمعة، بينهم طفل، عندما اطلق رجال الأمن النار عليهم لتفريقهم أثناء مشاركتهم في تظاهرات شملت عدة مدن سورية.
وقال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار قربي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس في نيقوسيا ان “السلطات السورية اطلقت النار لمواجهة الاحتجاج الشعبي مما ادى الى مقتل 44 شخصا”.
وزود القربي فرانس برس بلائحة اسمية باسماء القتلى ال44.
وكانت حصيلة سابقة افادت عن مقتل 34 شخصا الجمعة بنيران رجال الأمن اثناء تفريق مظاهرات في عدة مدن سورية.
وسجلت الحصيلة الأكبر في بلدة معرة النعمان قرب مدينة ادلب (غرب) حيث قتل 26 شخصا بينهم فتيان اثنان في ال15 من العمر، كما لقي 13 شخصا، بينهم طفل في الثانية عشرة في مدينة حمص (وسط)، التي يحاصرها الجيش منذ قرابة اسبوعين.
واضاف قربي ان شخصين اخرين قتلا في دير الزور (شرق) كما قتل متظاهر في داريا، في ريف دمشق، واخر في اللاذقية، ابرز مدينة ساحلية (غرب)، واخر في حماه (وسط).
وذكر قربي ان منظمته “تدين وتستنكر ما قامت به الأجهزة الأمنية السورية من استعمال العنف المفرط بالقوة وإطلاق النار على المواطنين المحتجين سلميا ومن اعتقالات تنفذها يوميا”.
وطالب قربي “بتلبية مطالب المواطنين المحتجين السوريين سلميا بشكل عاجل وفعال وتشكيل لجنة تحقيق قضائية محايدة بمشاركة ممثلين عن المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان في سوريا للكشف عن المسببين للعنف والممارسين له واحالتهم الى القضاء ومحاسبتهم”.
كما طالب “باغلاق ملف الاعتقال السياسي واطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي والضمير وجميع من تم اعتقالهم بسبب مشاركاتهم بالتجمعات السلمية التي قامت في مختلف المدن السورية واتخاذ خطوات عاجلة وفعالة لضمان الحريات الاساسية لحقوق الانسان والكف عن المعالجة الامنية والتدخلات التعسفية في أمور المواطن وحياته التي تعد جزءا من المشكلة وليست حلا لها”.
وتستمر التظاهرات المناهضة للنظام في سوريا منذ 15 آذار/ مارس والتي تواجه بالقمع، وقد تسببت حتى اليوم بمقتل أكثر من 850 شخصا كما اعتقل حوالى ثمانية الاف، بحسب منظمات حقوقية.
كما نزح حوالى خمسة الاف سوري الى لبنان، وفق تقديرات وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية.
سورية: الأمن يحصد 28 قتيلاً في جمعة أزادي
محتجون يحررون سجناء في البوكمال… وبانياس تشهد أكبر تظاهرة منذ بدء الانتفاضة
قتلت قوات الأمن السورية أمس 28 شخصاً خلال تظاهرات «جمعة أزادي» التي شارك فيها عشرات الآلاف في جميع أنحاء البلاد.
مرة جديدة كانت سورية أمس على موعد مع الدماء، فبعد أن مرت تظاهرات «جمعة الحرائر» الأسبوع الماضي بأقل قدرٍ من الضحايا بعد أنباء عن أوامر رئاسية مشددة بعدم إطلاق النار، اصطبغت تظاهرات «جمعة أزادي» (جمعة الحرية) بالأحمر مع سقوط أكثر من 28 قتيلاً برصاص الأمن، في عدة مدن سورية.
وبعد يومين من إعلان الرئيس السوري بشار الأسد أن الأزمة التي تشهدها البلاد منذ أكثر من شهرين ونصف قد انتهت، شارك عشرات آلاف السوريين في كل المدن الرئيسية وأريافها وبلداتها في التظاهرات المعارضة التي طالبت بالحرية والديمقراطية.
ويبدو أن السلطات السورية قد ضربت عرض الحائط بالتحذير الذي أطلقه الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء أمس الأول بعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين، إذ استخدمت قوات الأمن أمس الرصاص الحي لتفريق التجمعات، كما اقتحمت بلدة معرة النعمان في محافظة إدلب بالدبابات، بينما فُرِض حظر عسكري مشدد على بلدة إنخل في محافظة درعا الجنوبية.
وأورد ناشطون حقوقيون أسماء 10 قتلى بينهم طفل في حمص (وسط)، و14 في معرة النعمان جنوب إدلب، غرب البلاد. كما قُتِل شخص في مدينة الصنمين وآخر في مدينة الحارة الواقعتين في ريف درعا (جنوب)، وشخص في داريا، في محافظة ريف دمشق، كما أعلن الناشطون مقتلَ شخص في مدينة اللاذقية الساحلية (غرب).
وبينما شهدت المناطق التي يوجد فيها الأكراد بكثرة شمال شرق البلاد تظاهرات حاشدة، نظم المعارضون في مدينة بانياس الساحلية الشمالية الغربية أكبر تظاهرة منذ بدء الانتفاضة الشعبية، وخرج بعض المتظاهرين عُراة الصدور لدحض ادعاءات السلطات بأن المتظاهرين مسلحون ومخربون.
كما أقدم حوالي ألف متظاهر في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق على إحراق جزء من مبنى مديرية المنطقة، ووصل الدخان إلى السجن التابع للمديرية ما دفع الأهالي إلى تحرير الموجودين في السجن وبينهم معتقلون.
وتظاهر المئات من السوريين والأكراد عند البوابة الحدودية الواقعة بين كليس التركية وحلب السورية، وسار مئات النشطاء من حزب التحرير الإسلامي المحظور بالأردن في مظاهرة ببلدة الرمثا باتجاه الحدود السورية لإظهار دعمهم للمحتجين.
وتجمع حوالي مئة جندي سوري في مكان يطل على وادي خالد داخل الأراضي اللبنانية وهتفوا بعض الوقت «بالدم بالروح نفديك يا بشار» على مرأى من عشرات اللبنانيين والسوريين النازحين من سورية الذين تجمعوا على الضفة اللبنانية من النهر قبل أن ينصحهم الجيش اللبناني بالابتعاد. واستحدث الجيش السوري أمس مواقع في بلدة العريضة المحاذية للحدود مع لبنان، ناشراً عدداً من العناصر والآليات مقابل منطقة وادي خالد اللبنانية لمنع النازحين الهاربين من العنف من الفرار إلى داخل الأراضي اللبنانية. ودعت منظمة «هيومان رايتس ووتش» قوى الأمن اللبنانية إلى وقف اعتقال وترحيل سوريين لاجئين عبروا الحدود إلى لبنان هرباً من «العنف والاضطهاد».
عشرات القتلى بجمعة الحرية في سوريا
تستعد مدن وبلدات سورية اليوم لتشييع قتلى سقطوا في مظاهرات ما أطلق عليه الناشطون جمعة الحرية (آزادي باللغة الكردية). وقد قتل 44 شخصا على الأقل وأصيب آخرون برصاص قوات الأمن خلال محاولتها تفريق آلاف المتظاهرين المطالبين بالحرية وإسقاط النظام في احتجاجات عمت أرجاء البلاد سقط منهم 26 في محافظة إدلب (شمال غرب) و13 في حمص (وسط) وفقا لنشطاء حقوقيين.
وسجلت الحصيلة الأكبر للقتلى في محافظة إدلب شمال غرب حيث قتل 26 وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا عمار القربي، وكان نشطاء أشاروا إلى مصرع 15 شخصا بينهم فتى في الـ15 من العمر في معرة النعمان التابعة لإدلب، برصاص أطلقه رجال الأمن عند مدخل المدينة لدى وصول متظاهرين قادمين من عدة بلدات مجاورة في المنطقة وخاصة من كفر نبل.
وفي حمص -ثالث كبرى المدن السورية- وسط قتل 13 شخصا بينهم طفل في العاشرة وفتيان من الـ15 والـ16 برصاص قوات الأمن أثناء تفريقها مظاهرات طالبت بإسقاط النظام في عدة أحياء بالمدينة التي يحاصرها الجيش منذ قرابة أسبوعين، وفق ما ذكر نشطاء لوكالة الصحافة الفرنسية.
وبث ناشطون صورا لمظاهرات في حمص بأحياء منها بابا عمرو وباب السباع والبياضة ودير بعلبة، في حين شهدت مناطق أخرى بالمحافظة بينها مدينة تلبيسة والرستن مظاهرات مشابهة تطالب برحيل النظام.
كما أشار ناشطون في حمص لوكالة الصحافة الفرنسية إلى أن قوات الأمن داهمت مشفى البر وسط المدينة، وأخذت جثة أحد القتلى وبعض الجرحى الذين أصيب معظمهم في أطرافهم.
ووفق الناشطين فقد سقط بقية قتلى “جمعة الحرية” في ريف درعا جنوب حيث قتل شخص بمدينة الصنمين، وآخر بمدينة الحارة, كما قتل متظاهر في داريا بريف دمشق، وآخر باللاذقية على الساحل، وآخر في حماة (وسط) واثنان في دير الزور (شرق). وتخوف ناشطون من احتمال ارتفاع عدد القتلى لافتين إلى سقوط العديد من الجرحى.
مظاهرات الأكراد
كما شهدت المناطق ذات الأغلبية الكردية شمال شرق أكبر مظاهرات منذ بدء الاحتجاجات منتصف مارس/ آذار، حيث تظاهر الآلاف بمدينة القامشلي مرددين هتافات الحرية وآزادي باللغة الكردية، وكذلك في بلدات رأس العين وعمودا وعفرين، وفي درباسية.
وقال نشطون بمجال حقوق الإنسان إن قوات الأمن اعتقلت 12 من أعضاء الحزب الآشوري الديمقراطي من الأقلية المسيحية في هجوم على مقر الحزب في القامشلي الجمعة.
من جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن، إن آلاف المتظاهرين خرجوا بمدينة بانياس الساحلية بينهم أطفال ونساء، وأشار إلى أن الرجال خرجوا عراة الصدور ليبينوا للعالم أنهم غير مسلحين خلافا لاتهامات النظام لهم، هاتفين بشعارات تدعو إلى “رفع الحصار عن المدن السورية” وتدعو إلى الحرية وإسقاط النظام.
وفي حماة، قال شهود عيان إن قوات الأمن أطلقت قنابل الغاز على آلاف المتظاهرين بالمدينة الواقعة إلى الشمال من حمص حيث احتشد حوالي عشرين ألف شخص في منطقتين منفصلتين.
دمشق وريفها
وقدم شيخ قراء بلاد الشام محمد كريم راجح استقالته من الخطابة خلال خطبة صلاة الجمعة على منبر مسجد الحسن في حي الميدان بالعاصمة دمشق، احتجاجا على ما قال إنه منع للناس من الدخول إلى المساجد خشية خروجهم في مظاهرات.
وتظاهر عدد من أهالي الجولان المحتل المقيمين في ضاحية الحجر الأسود بدمشق مطالبين بالحرية وإسقاط النظام، وفق صور بثها ناشطون على الإنترنت. كما رددوا هتافات تضامنية مع مدن عدة أبرزها درعا.
وقد خرجت مظاهرة في القدم المدخل الجنوبي لدمشق عقب صلاة الجمعة تطالب بإسقاط النظام، وذلك وفق ما جاء بمشاهد بثها ناشطون على الإنترنت.
واندلعت احتجاجات بضواحي دمشق وحي برزة، كما شهدت ضاحية سقبا وبلدة كناكر وقدسيا بريف دمشق مظاهرة تطالب بالحرية وإسقاط النظام، وقال شاهد آخر إن قوات الأمن استخدمت أيضا الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين ببلدة التل، ونظمت مسيرة بمدينة السويداء لنصرة المدن المحاصرة.
وقال ناشط حقوقي إن مظاهرات الجمعة شهدت أيضا سقوط عشرات الجرحى واعتقال المئات في إطار استمرار الحملة الأمنية ضد المتظاهرين المطالبين بالحرية.
الرواية الرسمية
ومن جهته، قام التلفزيون الرسمي ببث تقارير تلفزيونية من مختلف المحافظات أظهرت ما وصفها بمظاهرات “محدودة العدد” في حلب شمال، وحماة وسط، والميادين شمال شرق، وحمص وسط، وعامودا شمال شرق، وفي مدن أخرى.
كما أشار مراسل التلفزيون في البوكمال شرق إلى “خروج مجموعة من المخربين تضم العشرات قامت بحرق أربع سيارات ومهاجمة مخفر الشرطة وقامت بتحطيمه”. وأضاف المراسل “أن المخربين فتحوا باب السجن حيث هرب ستون سجينا”.
كما نقل التلفزيون الرسمي بشريط عاجل أن ما وصفها “مجموعات مسلحة تستغل تجمعات للمواطنين بريف إدلب وأطراف حمص وتطلق النار على المدنيين وقوات الشرطة مما أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى” دون ذكر تفاصيل.
تعزيزات ودبابات
وفي تطور متصل، أفادت مصادر للجزيرة أن القوات الحكومية أرسلت صباح الجمعة تعزيزات غير مسبوقة إلى الحدود مع لبنان عند بلدة العريضة.
يأتي ذلك بعد يوم واحد من دخول قوة من الجيش البلدة الحدودية، في حين أشار شهود عيان إلى أن القوات الحكومية بدأت الانسحاب من بلدة تلكلخ المجاورة بمحافظة حمص التي اقتحمتها السبت الماضي، وأسفرت العمليات العسكرية فيها عن مقتل 35 شخصا خلال أربعة أيام.
على غرار العقوبات الأميركية
فرنسا تأمل بعقوبات ضد الأسد
أعربت فرنسا عن أملها في أن يتبنى الاتحاد الأوروبي عقوبات ضد الرئيس السوري بشار الأسد يوم الاثنين المقبل، في حين أعلنت موسكو أن موقفها لن يتغير من الوضع في سوريا وكيفية معالجته، وذلك بالتزامن مع تصريح الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز بأن سوريا “ضحية لهجوم فاشي”.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان لها الجمعة “سيدور نقاش (في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين) نأمل أن يكون حاسما بشأن سوريا والعقوبات الإضافية، وخاصة تلك التي يمكن فرضها ضد بشار الأسد”.
وكان الاتحاد -الذي يضم 28 دولة- قد وافق الأسبوع الماضي على فرض عقوبات على 13 شخصا من أركان النظام السوري، مثل حظر السفر وتجميد أصول مالية بسبب استعمال السلطات السورية العنف والقتل في مواجهة الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح.
ويتوقع مراقبون أن يحذو الاتحاد الأوروبي حذو الولايات المتحدة التي فرضت عقوبات على الأسد وستة مسؤولين كبار آخرين يوم الأربعاء الماضي، في تصعيد للضغط على حكومته لوقف “القمع” ضد المحتجين.
الموقف الروسي
من جانبه، أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش في موسكو يوم الجمعة أن بلاده لم تغير موقفها من الوضع في سوريا وكيفية معالجته في أعقاب خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وكان أوباما قد قال أول أمس الخميس في خطاب حول المنطقة، إن الرئيس السوري بشار الأسد يتوجب عليه الشروع في إجراء الإصلاحات الضرورية أو التنحي عن السلطة.
وأعاد لوكاشيفيتش التأكيد على تصريح الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف يوم الأربعاء الماضي بأن موسكو لن تؤيد إقدام مجلس الأمن الدولي على إصدار قرار بشأن سوريا مماثل لقراره (رقم 1973) بشأن ليبيا.
وبدوره قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن خلال زيارة لإيطاليا الجمعة إن الحلف ليس لديه خطط للقيام بمهمة عسكرية في سوريا.
“هجوم فاشي”
من جهة أخرى، وصف الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز الجمعة الاحتجاجات التي اندلعت في سوريا منذ أكثر من شهرين بأنها “هجوم فاشي”.
وكان شافيز قد وضع تعليقا على حسابه في موقع تويتر -بعد أن تحدث مع الرئيس السوري في اتصال هاتفي- يقول فيه “سوريا هي ضحية لهجمة فاشية. فليساعد الله سوريا!”.
يذكر أن عدد الضحايا الذين سقطوا الجمعة خلال الاحتجاجات التي عمت أرجاء سوريا في ما أطلق عليها جمعة الحرية، قد وصل إلى 34 قتيلا.
وذكر ناشطون أن 12 قتيلا بينهم طفل سقطوا الجمعة في حمص (وسط)، إضافة إلى 15 آخرين في معرة النعمان (غرب)، حيث أطلق رجال الأمن النار عند مدخل المدينة لدى وصول متظاهرين قادمين من بلدات مجاورة، كما ذكر شهود أن الأمن السوري أطلق قنابل الغاز على آلاف المتظاهرين في مدينة حماة (وسط).
ونقل نشطاء على الإنترنت أنباء عن سقوط عشرات الجرحى واعتقال المئات في معظم أنحاء سوريا، كما شهدت المناطق ذات الأغلبية الكردية في شمال شرق سوريا أكبر مظاهرات منذ بدء الاحتجاجات في مارس/آذار الماضي، حيث تظاهر الآلاف في مدينة القامشلي مرددين هتافات الحرية.