أريد حصتي.. وإلا سأقاضيكم
حسين جمو
احتفل الأكراد هذا العام بعيد النوروز في ظل أجواء غير مفهومة، فمن جهة هناك الاحتجاجات الشعبية في درعا التي سقط فيها العشرات، ومن ناحية أخرى برز إجماع كردي نادر وغريب على الالتزام بعدم الاقتراب من أحداث درعا لا من قريب ولا من بعيد. وبيانات الأحزاب الكردية تجنبت التطرق الثوري المعهود للانتهاكات التي تحدث لحقوق الانسان حول العالم برمته.
ليس هناك اعتراض على القراءة الكردية الحزبية للمشهد السوري، لكن من حق الشعب الكردي مساءلتهم الآن وغدا عن الثمن. نريد ان نعرف ما هو الثمن. لو استعرضنا بيانات أحزاب كردية تندد بالمجازر التي يرتكبها النظام الليبي لشعرنا ان هذه الأحزاب هي أممية بحق، اليوم وبدون استثناء يجدون أنفسهم أمام استحقاق تاريخي، مرتبكين أمامه، يتقدمون خطوة ويتراجعون خطوتين، ثم يقررون شيئا آخر.
ليس هناك كلام كثير يقال : لكن نسأل وبشكل مباشر : هل الثمن يستحق أن نصطف إلى جانب من كنا نتهمه بأنه سلبنا حقوقنا؟. إذا كان كذلك حسب المواقف من بيانات الأحزاب، فإني أطالب الأحزاب الكردية مجتمعة وبدون استثناء بتعويضي بالطريقة التي يرونها مناسبة.. تعويضي لأنهم خدعوني عندما أوهموني بالظلم الذي نتعرض له من السلطات المتعاقبة على حكم سوريا.. خدعوني عندما جعلوني أتظاهر محرجا وخائفاً لأهتف ضد النظام.. ولو تم اعتقالي حينها لكنت في السجن إلى جانب الأحرار. ولكانت أمي ماتت بكاء وكمدا..من منهم يساوي دمعة أمي؟. خدعوني لأنهم جعلوني أنتظر يوما مثل هذا اليوم ليكون الخلاص الأخير. خدعوني عندما قالوا لنا : اليوم يومنا.. إما نموت أو نحيا كما نريد.. نزلنا يومها إلى الشوارع وتلقينا التحية ونلنا الإعجاب حتى من الذين قمعونا، قالوا لنا فيما بعد: انتم رجال.
خدعوني عندما أوهموني بهذه الأفكار ونقلتها بدوري لشباب يافعين اعتقل بعضهم بجريرتها. لماذا أوصلتمونا إلى هنا.. وانسحبتم؟. سأقاضيكم.. سأقاضيكم.. في دمشق. أنتم أصدقاء السلطة.. واستفدتم لوحدكم وتركتموني… أريد حصتي..أريد ان اكون صديقاً للنظام.. مثلكم.
ايلاف