صفحات المستقبل

أعلن انضمامي للجيش الحر ولكن..


ربما الشيء الوحيد الذي تتفق حوله المعارضة السورية هو اسقاط النظام، وأكثر ما يشتتها هو الكيفية، ولا أعتقد أن أياً منا – كل سوري يسعى لاسقاط النظام – لا يتمنى أن يسقط هذا النظام بثورة سلمية بيضاء دون دماء، لكن ما دفع البعض في بداية الثورة للتحول نحو استخدام القوة للدفاع عن النفس بداية، ومن ثم شن هجمات مضادة فضلاً عن العمل على عسكرة الثورة كنهج لاسقاط النظام، هو اقتناعهم بعدم جدوى الحلول السياسية، وعدم جدية الدول الداعمة للثورة بأي تحرك جدي لاسقاط النظام، إلا من رحم ربي، يوماً بعد يوم تحول البعض إلى جيش حر يعد بالعشرات ثم بالمئات، والآن هم بالآلآف، واليوم أنا على قناعة أكيدة بأن السبيل الوحيد لقلب موازين القوى لمصلحة الثورة، هو دعم الجيش الحر لاسقاط النظام بالقوة، ويتحمل النظام السوري المسؤولية الكاملة عن عسكرة الثورة وعن كل نقطة دم من جميع الأطراف، فنحن كشعب سوري إما ثوار ضد النظام لإقتناعنا بوحشيته وعدم شرعيته، وإما صامتين والكثير منهم دفع ثمن هذا الصمت، وإما ندافع عن هذا النظام لخوفنا من المجهول، أو للأكاذيب ضللنا بها، وأيضا دفعوا ثمن جهلهم وغبنهم، الشعب السوري بكامله دفع ويدفع ثمن استماتة هذا النظام للحفاظ على السلطة، ما أود قوله أنه يجب على جميع أطياف الشعب السوري اليوم الإنضمام إلى الجيش الحر ودعمه بكل الوسائل الممكنة، فهو السبيل الوحيد لنيل الحرية الحمراء، لكن من جانب آخر أطالب قيادات الجيش الحر أن يضعوا مبادئ أساسية لأهداف الجيش الحر ووميثاق شرف يلتزم به حتى اسقاط النظام وتسليم السلطة إلى حكومة منتخبة، والتأكيد على مسؤوليته في حماية الأقليات، ومؤسسات الدولة، وكيفية التعامل مع رموز النظام ومجرميه وكيفية محاسبتهم، وأيضا التأكيد على حماية مؤيدي النظام من أي عمليات انتقامية، كلنا يعلم أنه يوجد من يؤيد النظام لأهداف كثيرة، فلا يجب أن يعتدى على أحد منهم بأي حال من الأحوال، وكل المحاسبات يجب أن تكون تحت سلطة قضائية نزيهة، وأيضاً وضع تصور للمرحلة السياسية الانتقالية، والدستور الذي سيتم العمل به، وكيفية تشكيل الحكومة المؤقتة، ودور المعارضة السياسية في الداخل والخارج، الانتخابات التشريعية، كتابة دستور جديد، إعادة بناء الجيش الوطني، أمور كثيرة وصعبة جداً، يجب على قيادة الجيش الحر، وضع خارطة طريق واضحة متفق عليها من قياداته، تلبي أهداف الثورة باقامة دولة مدنية وليست عسكرية ديمقراطية لكل السوريين.

خلاصة القول أن الشعب السوري يتجه يوماً بعد يوم إلى الايمان بحتمية عسكرة الثورة كسبيل وحيد لاسقاط النظام، وعليه فالجيش الحر مطالب بوضع  خارطة طريق واضحة لما بعد اسقاط النظام وصولاً لتحقيق أهداف الثورة، تطمئن السوريين أن من سيتولى زمام الأمور بعد سقوط النظام جيش منظم قادر على إدارة المرحلة الانتقالية وليس مليشيات مشتتة تسعى إلى مصالح شخصية قد تقوم بعمليات انتقامية تنسف كل ما قامت الثورة من أجله.

مدونة عوجا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى