أم المعارك
ياسين السويحة
في تسميتها للهجمات العسكرية على أحياء مدينة حلب بـ “أم المعارك”، لا يتوقف الإسفاف والسخف عند بعض دوائر البروباغندا والإعلام الموالية للسلطة عند إعادة استخدام تسمية سبق وأن استخدمها الطاغية العراقي صدام حسين خلال “حرب الخليج”، الحرب التي، بالمناسبة، خاضها الجيش السوري في صف “المؤامرة” على النظام العراقي وبقيادة أمريكية، بل أن الأمر يتعدى ذلك إلى تصوير هجومٍ لجيش الدولة على أحياء سكنية ﻻ يعيش فيها أشباح، أو مستوطنون صهاينة، أو مريخيون، بل من أهل بلد الجيش ذاته، ليس فقط على أنه معركة، بل “أم المعارك”..
يتحدث عن “أم المعارك” أولئك الذين لا يخجلون من كون بعض بلادهم محتلة منذ 45 عاماً دون أن يفعلوا شيئاً غير إطلاق خطابات تبجيل الذات وتصحير البلد سياسياً وفكرياً وثقافياً واقتصادياً ووطنياً باسم “أولويّة المعركة”، ودون أن نرى أثراً لتلك المعركة المفترضة نكتشف اليوم أن هناك “أم” للمعارك كلّها، قوامها قصف أحياء حلب وهدم بيوتها على رؤوس التعساء الذين لم يتمكنوا من الهرب إلى مدرسة أو حديقة، أو إلى المدينة الجامعيّة (الفيديو أدناه).
أمّ أيّ معارك؟ معركة حمص؟ درعا؟ حماة؟ دير الزور؟ ادلب؟ وأي انتصارات سنتجب “أمّ المعارك” هذه؟ الحولة؟ اللطامنة؟ أباطرة الهزائم ﻻ ينتصرون إﻻ بتعميق هزائم أرواحهم.. إن وُجدت.
ليست “أمّ المعارك”، بل أنها أمٌّ جديدة من أمهات الخسائر تصطفّ على طريق الهاوية الذي يسير فيه الطغيان بخطىً سريعة ودامية.. كم خطوة بقيت؟
http://www.syriangavroche.com/