صفحات الرأي

أيها الخفّاق فى مسرى الهوى

 

    محمود الزيباوي

 شهدت مصر سجالاً فقهياً متشعباً حول “تحية العلم” وجوازها، وأعاد هذا السجال الغريب صورة الشاب السلفي الذي كنس العلم التونسي قبل أن يرفع مكانه علم الخلافة الأسود فوق سقف كلية الآداب في منوبة، غرب العاصمة.

في منتصف الثلاثينات، لعب محمد عبد الوهاب دور البطولة في فيلمه السينمائي الثاني، “دموع الحب”، وفيه أنشد من شعر أحمد رامي قصيدة “تحية العلم”، ونصّها: “أيها الخفّاق في مسرى الهوى/ أنت رمز المجد عنوان الولاء/ نفتدي بالروح ما ظللته/ ونحيي فيك روح الشهداء/ خضرة تبعث فى النفس الأمل/ وهلال ليس يطويه الأجل/ إن بدا نوره زاهياً فى السما/ كان في أوج المعالي علما/ أو هدى فى الدجى سارياً حائماً/ جدد العزم وأحيى الهمما/ أيها الخفّاق فى مسرى الهوى/ نحن من حوليك راع وأمين/ أنت رمز المجد عنوان الولاء/ دمت فى الآفاق وضاح الجبين”. في ذلك الزمن، كانت الراية المصرية تُعرَف باسم “العلم الأهلي”، وهو علم أخضر يزيّنه هلال أبيض يحتضن ثلاث نجوم. رفع الشعب المصري هذا العلم في ثورة 1919 التي وحّدت أطيافه تحت لوائه، واعتمدته الدولة رسمياً في أيلول 1923 إثر إعلان مصر مملكةً حرة مستقلة، واستشهد الطالب محمد عبد المجيد مرسي وهو يرفعه فوق “كوبري عباس” في تشرين الثاني 1935، عندما أطلق الإنكليز الأعيرة النارية على التظاهرة الطالبية التي انطلقت من حرم جامعة فؤاد الأول، تلبية لنداء حزب الوفد الداعي لرفض التعاون مع البريطانيين.

في 23 تموز 1953، أسقطت مجموعة من الضباط المصريين الحكم الملكي، واستُبدل “العلم الأهلي” الأخضر بعلم آخر أُطلق عليه اسم “علم التحرير”، وهو العلم ذو الألوان الثلاثة، الأحمر والأبيض والأسود، ويتوسّطه نسر أصفر له درع خضراء تحوي هلالاً وثلاث نجوم بيضاء. عقب اعلان الوحدة بين مصر وسوريا في شباط 1958، غاب النسر عن علم “الجمهورية العربية المتحدة”، وحلّت مكانه نجمتان تغنّى بهما صلاح جاهين وقال: “يا نجمتين يا خُضر يا عيون بلدي/ بحبّكم حبّي لبنتي وولدي”. سقطت النجمتان عند سقوط الوحدة، وعاد النسر إلى موقعه من دون الدرع الخضراء بهلالها ونجومها الثلاث. رفع أهل مصر هذه الراية في ميدان التحرير عند اندلاع ثورة 25 يناير، وصبغوا وجوههم بألوانها، وجعلوها شعاراً جامعاً، وعاد صوت عبد الوهاب ليردّد في الآفاق: “أيها الخفّاق فى مسرى الهوى/ نحن من حوليك راع وأمين”.

ثارت مصر بعد هبوب “ثورة الياسمين” في تونس، وتحوّل “ميدان التحرير” قبلة لأنظار العالم، وأضحى عنواناً لهذه الثورة المدهشة، ورأى الكثيرون في عودة مصر إعلاناً لولادة عالم عربي جديد. تحت عنوان “أحلام عربية”، استعاد الرسّام حلمي التوني علم الوحدة، وجعله يرفرف فوق امرأة حالمة مغمضة العينين. تضاعفت النجوم الخضر على هذا العلم الجديد، وتخطت حدود طرفَي المساحة الوسطى لتمتد في الأفق، يميناً ويساراً.

التعظيم والسلام

تلبدّت الصورة سريعاً، ووجد العلم الوطني من يريد انزاله في مصر، كما في السودان. أعلنت مجموعة من نواب التيار السلفي في مجلسي الشعب رفضها الوقوف عند عزف السلام الجمهوري، كما أعلنت رفضها الوقوف لتحية العلم، بحجة “أنه توقير وتعظيم لصنم، وأن التوقير والتعظيم لا يجوزان إلا لله وحده”. في هذا السياق، خرج نائب رئيس الدعوى السلفية في الإسكندرية الشيخ ياسر برهامي بفتوى تقول إن الوقوف احتراماً للعلم والوقوف دقيقة حداد بدعتان محدثتان لا يصح للمسلم إتباعهما، ورأى في التصفيق “تشبهاً بالنساء”. رداً على هذه الفتوى السلفية، أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى أكدت فيها أن تحية العلم المعهودة أو الوقوف للسلام الوطني أمران جائزان شرعاً، ولا كراهة فيهما ولا حرمة. وأوضحت هذه الفتوى “أن هذه الممارسات والأفعال هي مما ارتبط عند الناس بحب الأوطان، وتواضعوا على دلالتها على ذلك، فصارت بذلك وسيلة عامة للتعبير عن الانتماء وتأكيد الولاء”. ردّت دار الإفتاء على القول بتحريم تحية العلم والوقوف للسلام الوطني بحجة أن هذا التعظيم لا يجوز للمخلوق، ورأت “إن ذلك وإن كان فيه تعظيم، إلا أن القول بأن مطلق التعظيم لا يجوز للمخلوق هو قول باطل، بل الذي لا يجوز هو ما كان على وجه عبادة المعظم، أما ما سوى ذلك مما يدل على الاحترام والتوقير والإجلال فهو جائز، إن كان المُعَظم مستحقا للتعظيم، ولو كان جمادا”.

أشعلت الفتوى السلفية سجالاً فقهياً دخل فيه الكثيرون. في تصريح نقلته شبكة الإعلام العربية، “محيط”، أكّد أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر الدكتور أحمد محمود كريمة ما خلصت إليه دار الافتاء، ورأى أن الراية تُعتبر رمز الدولة واحترامها واجب، واستدل بما حدث في موقعة مؤتة حيث أرسل النبي جيشاً إلى الشام لقتال الروم في العام الثامن من الهجرة، وعيّن زيد بن حارثة أميراً على الجيش، وقال: “عليكم بزيد بن حارثة، فإن أصيب زيد، فجعفر بن أبي طالب، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة”. في هذه الموقعة، سقط زيد بن حارثة، فأخذ جعفر الراية منه، وراح يقاتل حتى قُطعت يمينه، “فحمل الراية بشماله فقطعت هي الأخرى، فاحتضن الراية بعضديه حتى استشهد، وهذا دليل على مكانة الراية بين المسلمين”. على العكس، عارض الشيخ صالح الفوزان تحية العلم، “فالتحية تأتي بمعنى التعظيم، ولا تكون تحية التعظيم إلا لله”، و”التحيات لله”، و”جميع التعظيمات لله سبحانه ملكاً واستحقاقاً، فهي تحية تعظيم وليست تحية سلام، فالله يُحيَّا ولا يسلّم عليه، وتأتي التحية بمعنى السلام الذي ليس فيه تعظيم، وهذه مشروعة بين المسلمين”، وهو ما يؤكده قول القرآن: “فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة” (النور، 61).

في المعنى نفسه، رفض الشيخ محمد صالح المنجد “التحية العسكرية التي تكون بين الجنود بعضهم البعض، وتكون بالإشارة باليد”، و”هي تحية منهي عنها شرعاً”، لأن تحية المسلمين تكون بقول: “السلام عليكم”. “وأما تحية العلم فهي بدعة محدثة، لا تجوز المشاركة فيها، في الجيش أو المدرسة أو غيرها كما بين أهل العلم”، وهي “منافية لكمال التوحيد الواجب وإخلاص التعظيم لله وحده، وذريعة إلى الشرك، وفيها مشابهة للكفار وتقليد لهم في عاداتهم القبيحة ومجاراة لهم في غلوهم في رؤسائهم ومراسيمهم”. سخر محمد الدسوقي رشدي من هذا السجال الفقهي، وكتب في “اليوم السابع”: “هل تتخيل يا عزيزي أن دار الإفتاء المصرية بالأمس، ونحن في العام 2012، وجدت نفسها مضطرة لأن تصدر فتوى تؤكد أن تحية العلم وأداء النشيد الوطني ليس فعلاً من أفعال الحرام؟ هل تتخيل أيّ منحنى إنساني وحضاري تتخذه مصر؟ الوصول إلى المرحلة التي نحتاج فيها إلى مثل هذه الفتاوى عار على وطن كان في يوم قائداً للحضارة، وخطر على أحلام دولة تسعى لركوب قطار النهضة والتقدم”.

راية الخلافة

تردّد صدى هذا السجال في الشارع المصري، وبات للسلفيين راية خاصة بهم هي الراية السوداء الممهورة بالشهادتين، وهي تاريخياً راية الخلافة العباسية. حلّقت هذه الراية في تظاهرة “جمعة الشريعة” التي جرت في ساحة التحرير، ونشر الرسام جمعة فرحات في هذه المناسبة في جريدة “الفجر” رسما كاريكاتوريا يظهر فيه سلفي حمل وحده علم مصر بين مجموعة من السلفيين يحملون الراية السوداء، فوبّخه واحد من هؤلاء وقال له: “يا راجل عيب كده أنت بقيت علماني ولا ايه”. يستدعي هذا الكاريكاتور واقعة أخرى شهدتها تونس، موطن “ثورة الياسمين” التي أطلقت شرارة “الربيع العربي”. في منوبة، غرب العاصمة، شنّت مجموعة من السلفيين هجوماً على كلية الآداب، وأقدم أحد أعضاء هذه المجموعة على إنزال علم تونس الأحمر من فوق المبنى، واستبدله براية الخلافة السوداء. جاء هذا الهجوم السلفي على كلية الآداب في منوبة اثر قرار مجلسها العلمي معاقبة ست طالبات منقّبات، وتبع هذ القرار تحرك سلفي دعا إلى نصرة المنقّبات ومنع الاختلاط وإقامة مصلّى والفصل بين الجنسين. وأظهرت مقاطع فيديو نشرها نشطاء على الـ”فايسبوك” تصدي طالبة للملتحي الذي كنس العلم، وتعرّضها للاعتداء من طرف السلفيين بسبب ذلك. رصدت الصحافة التونسية هذا الحدث، وتعدّدت عناوينها، ومنها: “جريمة في حق الوطن”، “اشتعلت من جديد في منوبة، سلفي ينزع علم تونس ويضع خرقة سوداء”، “إنزال علم تونس ورفع علم الخلافة”، “سلفيون يدنسون العلم المفدى”، “أين حماة العلم؟”.

استنكر شباب “حركة النهضة” الإسلامية هذه الحادثة، وأعلنوا رفضهم الشديد “لمحاولة تنكيس علم البلاد باعتباره يختزن جزءا مهمّا من تاريخ الشعب وحضارته وهويّته ونضاله ضدّ الاستعمار”، كما شدّدوا على تمسكّهم “بحقّ المنتقبات فى التعليم”، ورفضوا “المساس بالحريات والحقوق الفرديّة”، وحمّلوا المسؤولية الكاملة في تدهور الأوضاع فى كلية الآداب والفنون والإنسانيّات في منّوبة إلى عميد الكلية ومجلسها العلمي “الذي عمّق الأزمة ورفض الحوار مع الطلبة وأصرّ على الاستعجال فى إحالتهم على مجلس التأديب فى ظلّ غياب أبسط مقوّمات الدفاع وغياب ممثّلين شرعيّين للطلبة فى المجلس العلمي”. من جهتها، أدانت بعض الاحزاب والجمعيات تقاعس الأجهزة الأمنية والحكومة في التصدي لظاهرة السلفية في تونس ودعتها إلى العمل على محاصرة امتدادها. في تعليقه على هذا الحادث، قال عميد كلية الآداب الحبيب قزدغلي إن السلفيين كشفوا عن صورتهم الحقيقية “المتمثلة في عدم الإيمان بالانتماء لتونس وعدم الاعتراف برايتها أو مؤسساتها”. ودعا القيادي في الحزب الديموقراطي التقدمي عصام الشابي إلى “تسمية الأشياء بمسمياتها”، وطلب من وزير العدل الإسلامي نور الدين البحيري أن يتخلى عن اعتماد مصطلحات مثل “فعلة” و”هؤلاء” في حديثه عن السلفيين، كما كما طالب باستدعاء وزير الداخلية ووزير التعليم العالي لمساءلتهما، وكلاهما من أتباع “حركة النهضة”. من جهتهما، اتّهم كل من وزيري الداخلية والتعليم العالي عميد كلية الآداب

بتسييس ما يجري في منوبة، ورأوا أنه لا يريد حل هذه المشكلة بطريقة سلمية. واعتبر المراقبون أن كلام وزير الداخلية يوحي بأن السلفي الذي أنزل العلم التونسي ما هو  إلا ضحية عميد الكلية، ورأوا أن الحكومة من خلف وزيرها تتسامح مع حادثة العلم، وتغض النظر عما يرتكبه السلفيون.

الصراع المتواصل

في مصر، كما في تونس، تتسع الهوة بين الإسلاميين والمدنيين على اختلاف توجهاتهم، ويقف كل من الفريقين على مفترق طريقين متباعدين. هنا وهناك، يعكس سجال العلم عمق هذه الهوة واستحالة ردمها. في “جمعة الشريعة”، رفع المتظاهرون العلم الأسود، وهتفوا: “عيش، حرية، شريعة إسلامية”، معدّلين شعار الانتفاضة الأولى: “عيش، حرية، عدالة اجتماعية”. وهتفوا كذلك: “الشعب يريد تطبيق شرع الله”، و”إسلامية إسلامية رغم أنف العلمانية”، “يا دكتور مرسي الشريعة فوق الكرسي”.

في المقابل، انطلقت المسيرات الرافضة لهذا التوجه من مسجد النور في منطقة العباسية، ومسجد رابعة العدوية في مدينة نصر، وميدان المطرية، وتلاقت عند شارع الخليفة المأمون المؤدي إلى قصر الاتحادية الرئاسي. في هذه المسيرات، رفع المتظاهرون لافتات حملت شعارات عدة، منها: “نحن حضارة ثمانية آلاف سنة، والإخوان ثمانين سنة”، “يا إخوان يا مجرمين بطلوا تلعبوا باسم الدين”، “يسقط يسقط مرسي مبارك”، و”بلدي يا بلدي مرسي قتل ولدي”، “دم جيكا الشهيد، ثورة من جديد”، وجيكا هو الاسم الحركي الذي عُرف به جابر صلاح، صاحب صفحة “معاً ضد الإخوان” الذي سقط في أحداث ذكرى محمد محمود، خلال الإشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين. في محافظة الشرقية، حاصر المتظاهرون منزل الرئيس مرسي، وهتفوا: “والله زمان والله زمان، الشرطه بتحمي الإخوان”، و”قالوا عدالة وقالوا حرية، وقتلوا إخوتنا في الاتحادية”.

تتوالى التظاهرات اليوم، وتتوالى معها الهتافات. يهتف “الأخوان” أمام الاتحادية: “يا ليبرالي صبرك صبرك، الإسلامي حيحفر قبرك”، “يا علماني يا ليبرالي مش هتحكم مصر تاني”. تحت عنوان “دور العلماء والدعاة في استقرار البلاد”، يقيم الزعيم السلفي الشيخ محمد عبد المقصود مؤتمراً صحافياً يدعو فيه إلى طرد المتظاهرين في ساحة التحرير، واصفاً إياهم بأنهم “قلة مارقة يقودها سكير”، مؤكدا أن مرسي “ولي شرعي يجب على الجميع ان يسمعوه وان يطيعوه ما لم يأمر بمعصية”، وهو “ولي أمر يجب ان يطاع، ومن يهن ولي الامر يهين نفسه لأن النبي قال من اهان السلطان أهانه الله”. من جهته طالب الداعية الإسلامي الدكتور وجدي غنيم الرئيس محمد مرسي بإقامة الحد على كل من يخرج على الشرعية، وقال في تدوينة له على شبكة “تويتر” للتواصل الإجتماعي: “نداء إلى فخامة رئيس الجمهورية، لو أن واحداً فقط من هؤلاء المجرمين أقيم عليه الحد لاستقامت الدولة ولما وجدنا بلطجة أو إرهاباً أو شغباً. يا سيادة الرئيس اضرب بيد من حديد على هؤلاء المفسدين. يجب قتل هؤلاء وتصفيتهم كما أمر الإسلام فهم يهددون أمن المجتمع “.

في تونس، تواجه الثورة أزمات متعاقبة، وتتصدع الترويكا الحاكمة. تشهر “حركة النهضة” سلاح الإسلاميين في مواجهة اليساريين والليبيراليين، وينقض أنصار “الرابطة الوطنية لحماية الثورة” بالسكاكين والهراوات على النقابيين المعترضين على سياسة الدولة.  يهدد “حزب المؤتمر من اجل الجمهورية” الذي اسسه الرئيس التونسي منصف المرزوقي بالانسحاب من الحكومة التي تهيمن عليها “حركة النهضة” الاسلامية، إذا لم تؤخذ اقتراحاته في الاعتبار. في المقابل، تبدو “حركة النهضة” واثقة من استمرارها في قيادة البلاد. في حديث إلى جريدة “الوطن” القطرية، رأى راشد الغنوشي أن ظهور مناهضين لـ”حركة النهضة” طبيعي، فالأوضاع لا تستقر مباشرة بعد الثورات، لأن الثورات تشبه الزلزال الذي يزيح تضاريس ويبرز تضاريس جديدة في الأرض. بحسب رأي زعيم الحركة، يتنقل العديد من أعضاء البرلمان التونسي “من حزب الى حزب، ومن كتلة إلى كتلة أخرى، ولكن هناك كتلة ثابتة واحدة ولم يخرج منها عضو واحد وهي كتلة النهضة”.

 اعتبر الغنوشي أن “المشهد العام في تونس مستقر، والحياة عادية، ولكن لو تفتح الصحف ستجد أن كل العناوين الكبرى كلها أحاديث عن اضطرابات”. أما الذين “يراهنون على فشل الحركات الإسلامية في الحكم سواء في تونس أو في مصر أو لبيبا”، فهم “معارضون ينتمون إلى العهد البائد وإلى الفلول”.

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى