إرفعوا أيديكم عن قلوبنا
وفائي ليلا
ارفعوا أحذيتكم عن سمائنا التي تدوسون …
ارفعوا زنخكم و عرقكم و بطشكم و كل الغلّ الذي تطبقونه على قلوبنا .
سنعرف كي نُطيّر حمام الأمل يتجول ردهات الله بحرية
كيف سترسم الأمهات للعصافير نوافذ واسعة ، و قلوب مصفحة صغيرة لا يخترقها رصاص القنص …
تغني حرية تقف على باب انتظارها الطويل في أغنية للنهر تهدر بالدم
….سنخترع غير هذ الركام الذي لطالما رفعتم أبنيته عالياً
كل هذا التهدم الذي شيدتم أبراجه طوال الوقت …
غير تلك الأرصفة والشوارع المفخخة بكم …الحدائق التي تختبئون كألغام تحت ظلال الغيلة وترصد أي أحد …
سنخرجكم من أغان العشاق …من ألعاب الصبية …من ضيق ما ترون …من زنزانة أنتم توصدونها بمفاتيح غروركم الأحمق …
سنخترع بلاداً تتسع للأغاني كلها ، و الرقصات كلها …الشوارع المفتوحة على الناس ، المقاهي التي تُسرح شعرها على قارعة الأرصفة …
سنبني مدن غير الذي أنشأتم – بليدة و مطفئة ، و جمهورها ألات مربوطة إلى خيطان الأوامر و الإذعان .
لسنا أولئك الذين تجرونهم إلى الساحات صاغرين ليتلوا آياتكم …
لسنا أولئك الذين تحقنونهم بالهياج القطيعي و تشيرون إلى الجهة الخاطئة…
لن تمحوا تحضرّنا ، جذرنا ، كل ذاك الترفع و القيمة …
لن تمحو كبريائنا المُعتد … صبرنا الطويل …طيبتا و حسن نيتنا الأعظم…
لن تمحو خبزنا عن الرائحة… كَدَنا الطويل بأزاميل الصبر على صخر الوقت كي يعبر ….
لن تغيروا طقسنا الأول …..نحن من اخترع الشعر و اخترع الحكاية الأولى ، و اخترع الأغنية…كثفها ، و عتّقها في مدينة هي سرة البلاد .. و سرها…