إلى اللقاء في تقسيم جديد/ لقمان ديركي
.. وصار وقت تقسيم التركة الإمبراطورية العثمانية التي هلّل وعمل لسقوطها الغرب يا شباب، وفي النكتة الكردية الشهيرة يقع التركي بين يدي ملاكي التقسيم سايكس وبيكو فيسألانه: من أنت؟! فيقول: أنا تركي، فيقولان له: خذ هذه الأرض وسمّها تركيا. ويأتي الفارسي فيسألانه: من أنت؟! فيقول: أنا فارسي، فيقولان له: خذ هذه الأرض وسمّها إيران. ويأتي العرب فيسألان: من أنتم؟! يقولون: عرب عرب ولا نخجل، فيقولان لهم: خذوا هذه الأراضي وتقاسموها وسمّوها لشعوبكم. ويأتي الكردي فيسألانه: من أنت؟! يقول الكردي: أنا مسلم، فيقولان له: إلى اللقاء في تقسيم جديد.
وربما لهذا السبب تجد الكثير من الأكراد في منطقة التقسيم باسطنبول، فهم ما زالوا بالانتظار، الجميع نال قسمته ونصيبه، إلا نحن، لكن الملاكين يقولان: بل إنكم نلتم نصيبكم من التقسيم أيضاً، كيف؟!! يتساءل الكورد، قسمناكم، يتضاحك الملاكان، يتبادلان الضحكات، ـ ياو.. لقد أعطيتم للعرب أكثر من عشرين دولة، وضحكتم علينا وألغيتم اتفاقية سيفر التي ضمنت فيدراليتنا وبدلتموها باتفاقية لوزان كرمال عيون أتاتورك الذي هو ليس بأتا وربما ليس بتورك، وتركتم الفرس يحكمون الديار باسم إيران، والعرب باسم العراق، حتى السوريين الذين كلهم مثلنا أقليات بأقليات سميتموهم عرباً على آخر الزمان، بل وحملتموهم لواء العروبة الخاسر منذ مئة عام إلى الآن، وسلّطتم عليهم بعثيي الزمان، فصاروا بعثيين وعروبيين بالفطرة كلما رأوا كردياً، طيب سعرنا بسعر أخواتنا الأفغان، لماذا نحن خارج خرائط الأوطان؟! اسألوا أمراءكم من سالف الأزمان، أو لم يطالب أمير شعرائكم أحمد الخاني أمير دياركم بدولة الكورمانج؟! فلِمَ لم يلبِّ الطلب، بل ولمَ احتقر أمير الديار أميرَ الشعراء؟!! أنتم الكورد أو الكورمانج محكومون بأمرائكم، فإذا ما تحرّرتم منهم كان لكم الوطن، لأن الأمراء يصنعون لأنفسهم البلاط فحسب، لا يهمّهم دخول التاريخ وصناعة الأوطان، يهمّهم مجدهم وتصفيقكم، ترفهم وذلّكم، نرجسيتهم وعبوديتكم، لم يطلبوا لكم الحرية، لأنها ستطيح بتماثيلهم، ولم يناضلوا من أجل كردستان، كي يتاجروا بها وبأحلامكم، فإذا تحققت كردستانكم.. فبِمَ سيحكمكم؟!!
أنتم في طور العبودية الأول وهو إقامة الوطن، ما زلتم عبيد أمرائكم، وأمراؤكم عبيد أهوائهم، لكنهم لا ينطقون على هواهم، ينطقون كما نشاء لهم، على هوانا، وهوانا لن يشاء لكم الحرية، أنتم منتصف عصا الشعوب التي نتحكم بها، قدركم أن يحكمكم المحكومون من المحكومين، أنتم آخر عنقود الحرية الشقي، فإذا تمردتم تمرد الجميعُ، وإذا حطّمتم أصنامكم حطّم الأصنامَ الجميعُ، وساعتها سيعود الشرق عدواً مبيناً، بينما الآن هو مجرد خادم ممانع مقاوم مطيع، فلا تلحّ بالسؤال علينا، لأننا لن نعطيك الجواب، أنتَ في دوامة الآن، تعصف بك أفكار الآخرين، رمينا لك الطعم مرة أخرى، ومرة أخرى ابتلعته، حان الآن موعد أذان الفجر، لاااا.. أنا كردي، أرأيت؟!! تخطئ في الحساب، وفي يوم الحساب. قلت في زمن القوميات دينك، والآن في زمن الأديان والمذاهب تقول قوميتك، أنت عكس عكاس التاريخ، وإلى اللقاء في تقسيم جديد، لكن أعطِنا عنوانك يا كردو، أين سنلقاك؟ ـ ولو!!.. اسطنبول… شارع الإستقلال.. منطقة التقسيم.
ـ تقسيم.
ـ ألله أكبر.
يا أخي شو بدك بالحكي.. حلوة كانت المظاهرات. ياو.
المدن