اذا حصل َ في حمص صباح 19 نيسان ؟
م
حمص ( مدينتي الصغيرة ) ، كان الخوف و الرصاص يرقصان معا ً رقصة الموت في شوارعها ليلة الأمس و لا أحد يعلم حقيقة ما جرى فعلا ً ، فلا إعلام يغطّي ما يجري و بغياب الإعلام تغيب الحقيقة عن الرأي العام. تمنيت ُ لو أكون في حمص في الأمس بشكل ٍ خاص ، حمص التي أحفظ ُ من شوارعها زوايا حاولت ُ ،و أنا أتابع ُ أخبارها أن أناديها من الذاكرة ، أن أجمعها معا ً و أعيد ترتيبها لأفهم ما يجري. لم يكن هناك َ شيء أصعب من أحاول َ أن أتخيل َ ما كيف َ تمّت الأحداث في تلك الشوارع و الزوايا من قتل ٍ و موت ٍ و عنف : من أيّ جهة ٍ يأتي الرصاص يا ترى ؛ هل يسير ُ بعكس السير أم أنّه ُ يتبع ُ خطّ سير ٍ منتظم ؟؟ أو ربما كان عشوائيا ً يأتي من كلّ حدب ٍ و صوب ؟ هل هناك َ الكثير ُ من الجثث ملقاة في الطرقات ؟ قيل َ أنّ هناك العديد من الجرحى ، ماذا حلّ بهم يا ترى ؟ هل أعرف ُ أحدا ً منهم ؟ اذا كان الذين أعرفهم بخير فما هو حال الذين لا أعرفهم ، ماذا حلّ بهم ، كيفَ أطمئنّ عليهم ؟ بأيّ المناطق كانت الإشتباكات تحديدا ً ؟ قيل َ أن ّ حمص بأكملها كانت تسمع ُ أصوات َ الرصاص على أعتاب بيوتها ، ما مدى دقّة ذلك ؟؟
بإختصار : ما مدى صحّة كلّ ما نسمعه ُ و أين َ تكمن الحقيقة ؟؟
في الحقيقة، لا توجد إجابة واحدة يمكنني من هنا ، على بعد قارات ٍ أن أرويها بثقة ، ذلك لغياب ما يسمّى بالتغطية الإعلاميّة للأحداث التي تحصل. تكثر الروايات التي يفتقد ُ كلّ منها إلى “الرأي الآخر” و بالتالي فإنّ السلسلة لن تكتمل َ أبدا ً. روايات عديدة تروى ، روايات قد تكون حصلت فعلا ً ، أو ربما حصل َ بعضها ، أو لم يحصل منها شيئاً ، فهي في النهاية كلام ٌ عابر غير مؤكد لأنه “قيلا ً عن قال “ فأصدّق ُ أنا الرواية ً الأقرب لما أؤمن به و يصدّق غيري رواية ً لما يؤمن ُ هو به و لا أحد يعلم الرواية الحقيقيّة !!
. . . و لهذا لن يستطيع أحد أن يعلم شيئا ً مطلقا ً أو يجب َ على أسئلة ٍ بثقة ٍ دون وجود تغطية إعلاميّة من جهات ٍ محايدة لا تتبع لبروبغندا هذا و مصالح ذاك أو تمويل آخر .
فهل يوجد في العالم وسيلة إعلاميّة واحدة تستطيع أن تفعل ذلك بمصداقيّة و مهنيّة و حرفيّة و ثقة ؟؟
http://www.freesham.com/2011/04/19.html