الأسد سيستمع إلى مطالب منطقة الجزيرة وحريق في سجن اللاذقية
لجنة الطوارئ تعدّ قانوناً “نوعياً معاصراً”
الهنوس محافظاً لدرعا والدعوات للتظاهر مستمرة
دمشق – من جوني عبو والوكالات:
العواصم الاخرى – الوكالات:
بينما أفادت مصادر قضائية سورية أن “اللجنة المكلفة دراسة إلغاء قانون الطوارئ المعمول به في البلاد منذ عام 1963 قد تنتهي من وضع التشريعات اللازمة لذلك خلال الأيام المقبلة، وان التعليمات التي أعطيت لها هي الإسراع لا التسرع”، أوردت صحيفة “الوطن” المقربة من السلطة أن اللجنة ستنهي عملها قبل الجمعة. وبالتزامن مع ذلك، عينت السلطات محافظاً جديداً لدرعا هو اللواء المتقاعد محمد خالد الهنوس.
وأبلغت المصادر القضائية “النهار” ان جزءاً كبيراً من “القانون الجديد سيفاجئ الجميع ايجابياً، وسيكون نوعياً ومعاصراً بكل المقاييس”. ونفت ان يكون “قانون الإرهاب” الذي يجري الحديث عنه، هو البديل، ذلك ان قانون الإرهاب موجود لدى الكثير من الدول الغربية المتقدمة، وكذلك في مؤسسات الأمم المتحدة، و”هو شيء مختلف عما يجري التحضير له”.
ولم تنف المصادر القضائية ان تكون اللجنة قد “تستأنس” في عملها لإصدار التشريعات الجديدة بتجربة الدول المتطورة. ومن المرجح ان تعلن اللجنة التشريعات قبل إقرارها رسمياً، وتعرض نتائج عملها على نقاش عام.
وقال مصدر لـ”النهار” ان “اللجنة التي تدرس القانون تعمل ساعات طويلة لإنجاز قانون عصري يواكب كل المستجدات، وهو سيكون قانوناً جديداً ونوعياً في المنطقة العربية يُراعى فيه، كأولوية، تحقيق أمن سوريا بلداً وشعباً. كما ان سياسيين وأمنيين سوريين كبارا يتابعون أعمال اللجنة المؤلفة من خبراء مشهود لهم بالكفاية القانونية، وبعضهم اضطلع بدور في قضايا قانونية دولية، سابقة وحالية، تخص السلطات السورية”.
ونقلت “الوطن” عن “مصادر في اللجنة المكلفة دراسة رفع قانون الطوارئ انها في صدد الانتهاء من وضع التشريعات اللازمة تمهيداً لرفع قانون الطوارئ”. و”رجحت ان تنتهي اللجنة من عملها قبل يوم الجمعة”. وأضافت انها اعتمدت “تجربة وتشريعات الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وفرنسا في قوانين الحفاظ على أمن المواطن والوطن”، وانتهجت “معادلة بسيطة تضمن كرامة كل المواطنين السوريين وتحفظ امنهم في آن واحد”.
وكان الرئيس السوري بشار الاسد أمر الخميس بتأليف لجنة قانونية لإعداد دراسة تمهيداً لإلغاء قانون الطوارئ الذي كان أعلن بموجب الأمر العسكري رقم 2 الصادر عن المجلس الوطني لقيادة الثورة في تاريخ 8/3/1963 بعد ثورة الثامن من آذار التي قام بها حزب البعث الحاكم، وصدر هذا القانون بالمرسوم التشريعي 51 لعام 1962.
واعتبرت صحيفة “تشرين” الحكومية ان “عملية الإصلاح السياسي تأخرت، لكنها لم تكن غائبة اطلاقا عن أجندة الإصلاح العام ومفردات المشروع الوطني النهضوي”. و”إذا حالت الأسباب الخارجية دون تسريع خطى الاصلاح السياسي، فإن الذهاب في اتجاهها واطلاق ورشتها اليوم ضرورة وطنية”. وعلى رغم هذه الإجراءات، دعت صفحة في موقع “فايسبوك” للتواصل الاجتماعي الى التظاهر اليوم الثلثاء “في جميع أنحاء سوريا، لما له من اهمية لدى الإعلام والرأي العام العالمي لبيان استمراريتنا واصرارنا على موقفنا”. وحضت على “مقاطعة شركات الخليوي غداً الاربعاء في كل انحاء “سوريا الحرة”. واشار نص الدعوة إلى “تحركات احتجاجية الخميس السابع من نيسان”، في ذكرى تأسيس الحزب الحاكم.
محافظ درعا
في غضون ذلك، عُين امس محمد خالد الهنوس محافظاً لدرعا خلفاً لفيصل كلثوم الذي اقيل من منصبه في 23 آذار.
والهنوس ضابط سابق في الجيش برتبة لواء وكان خرج إلى التقاعد، وهو في بداية عقده السابع ويتحدر من محافظة حماه في وسط البلاد. وقالت مصادر لـ”النهار” انه “امضى معظم خدمته العسكرية في محافظة درعا، وله علاقات واسعة مع أهالي المحافظة ووجهائها، وهو ما يمكن ان يتم التعويل عليه لتهدئة النفوس المحتقنة في درعا، كما أنه من المسجلين على القيود التنظيمية للبعث”.
وقد أدى اليمين أمام الأسد الذي “زوده توجيهاته وتمنى له النجاح في مهماته”، كما جاء في بيان رئاسي.
ورداً على هذا التعيين، قال ناشط حقوقي من درعا لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” إن “تعيين محافظ لدرعا لا يندرج ضمن مطالب اهل درعا”، وأبرزها “الحد من قدرة الفروع الأمنية على وضع يدها على رقاب الناس وإلغاء العمل بقانون الطوارئ ومنع التعدي على حق الملكية وإطلاق المعتقلين وتعديل القوانين بما يضمن الحريات العامة”.
وأعلن ناشط آخر ان “السلطات السورية أطلقت المحاميين حسان الأسود واحمد كاكوني” في درعا. وأفاد وكيل الناشطة سهير الأتاسي ان السلطات السورية أطلقتها، وهي كانت أوقفت في 16 آذار.
وعلمت “النهار” أن الأسد سيستمع اليوم إلى “وجهات نظر عدد من وجهاء وشخصيات منطقة الجزيرة السورية (في شمال البلاد)”. وقال عضو الوفد جمال مرعي آغا، وهو أحد وجهاء عشائر الأكراد، إن “استقبال الرئيس الأسد لنا يؤكد حرصه على سماع وجهات نظر أهالي المنطقة في إطار اللحمة الوطنية التي نؤكد جميعنا أهميتها تحت سقف الوطن، والوجهاء سيضعونه في أجواء مشاكل ومطالب المنطقة التي تبدأ بقضايا معيشية واقتصادية وزراعية وتطال موضوعات تخص مطالب الأكراد بالجنسية السورية ومطالب القبائل العربية وشيوخ العشائر فضلاً عن العائلات المسيحية والقضايا العامة التي باتت معروفة إنها مطالب غالبية السوريين والتي تتعلق بتحسين مناخ الحريات العامة في سوريا”.
وسيضم الوفد نحو 35 شخصية بينها مطران السريان الأرثوذكس متى روهم ومفتي المنطقة.
سجن اللاذقية
وفي حادثة تذكر بالعصيان الذي نظمته مجموعة من السجناء في سجن صيدنايا بشمال دمشق عام 2008 حين قتل 17 سجيناً على الاقل وخمسة من رجال الشرطة العسكرية، أضرم أحد السجناء النار امس في جناح مخصص لسجناء الحق العام في سجن اللاذقية المركزي بشمال غرب البلاد.
واوضحت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” أن “احد المساجين أضرم النار فى جناح المسجونين بجرائم جنائية ومخدرات في سجن اللاذقية المركزي، مما ادى الى وفاة ثمانية مساجين واصابة عنصرين من الشرطة”.
وتحدث قائد شرطة اللاذقية اللواء كمال فتيح عن “إسعاف 25 سجيناً ونقلهم الى المستشفى الوطني حيث فارق ثمانية منهم الحياة نتيجة الاختناق والحروق الشديدة”، مشيراً إلى ان “بقية المصابين في حال صحية مستقرة”. وأصيب رجلا شرطة بـ”حالات اختناق وحروق اثناء مشاركتهما في عمليات اخماد الحريق وإسعاف المصابين”. وأشار فتيح إلى ان المساجين “احكموا إغلاق الابواب من الداخل بالأسرّة الحديد”، مما اضطر “العناصر الى احداث فتحتين في الجدار الاسمنتي للتهوئة وتأمين عملية الاسعاف بالسرعة القصوى”.
مواقف
• في واشنطن، جاء في بيان لوزارة الخارجية الأميركية أنها “تحذر الرعايا الاميركيين من احتمال استمرار العنف السياسي والمدني في سوريا”. وقال ان “وزارة الخارجية سمحت بالرحيل الطوعي لكل افراد عائلات موظفي الحكومة الاميركية، وعلى المواطنين الاميركيين في سوريا ان يراقبوا عن كثب وضعهم الأمني في ظل هذه التطورات والتفكير في مغادرة سوريا”.
• في طهران، سئل الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد عن الأوضاع في سوريا، فأجاب: “إننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، فالحكومة السورية صديق حميم لنا، وفي الخط الامامي للمقاومة، والشعب السوري ايضاً صديق لنا وفي الخط الامامي للمقاومة امام الاطماع التوسعية للكيان الصهيوني”. واعرب عن ثقته بان “الحكومة والشعب في سوريا سيحلان قضاياهما بالحكمة”، و”بطبيعة الحال، نعلم بأن من أهداف الأطماع التوسعية لأميركا وحلفائها والكيان الصهيوني كسر خط المقاومة، وهم لا يريدون للحكومة والشعب السوري التعايش بوئام وهدوء وتفاهم وحل قضاياهما”.
كذلك أشار إلى ان بلاده ترغب في إقامة علاقات مع مصر. وقال: “اننا نرغب دوماً في إقامة علاقات مع جميع الدول والشعوب باستثناء الكيان الصهيوني، وخصوصاً مصر، ونأمل في ان تفتح تطورات المنطقة آفاقاً مشرفة امام الشعوب الاسلامية”.
• في تل أبيب، نشرت صحيفة “هآرتس” أن الأسد واثق من أن بلاده تتعرض لـ”مؤامرة كبرى اميركية – اسرائيلية”.
النهار