صفحات الناس

الإعلاميون أول ضحايا الأزمات وانتهاكات حقوقهم تتصاعد

 

 

ريما زهار

ليس بجديد إستهداف الإعلاميين خلال الأزمات في المنطقة العربية أثناء مزاولتهم عملهم الصحافي، ليأتي في هذا الإطار إعلان تنظيم الدولية الإسلامية ليلة أمس عن ذبح الصحافي الأميركي جيمس فولي ويضاف إلى لائحة الإرهاب الذي يُلاحق الإعلامي خلال عمله.

بيروت: أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية ” داعش عن ذبح الصحافي الأميركي جيمس فولي، الذي خطف في سوريا، إنتقامًا للضربات الجوية الأميركية ضد مقاتليها في العراق. وبث موقع الكتروني شريط فيديو يظهر شخصًا مقنعًا يذبح الصحافي الذي خطفه مسلحون في سوريا في تشرين الثاني/نوفمبر 2012.

مهنة خطيرة

عن تعرّض الإعلاميين للاغتيال، وهم يؤدون مهامهم، يقول النائب اللبناني السابق مصطفى علوش لـ”إيلاف”بالأساس معظم الصحافيين هم رواد في مجتمعاتنا، ومهنة الصحافة في المناطق الخطرة، والتي تحوي على أعمال عنف، هي مهنة خطيرة، وفيها الكثير من التضحية، وإذا نظرنا إلى لائحة الصحافيين الذين استشهدوا خلال السنوات الماضية، نراها طويلة جدًا، وتكون عادة على أيدي الأنظمة والتنظيمات، التي تعتم على الحقيقة. ويضيف: “لا شك أننا لا نستطيع أن نقول للصحافي الذي يُغطي الأخبار، أن يتخذ باحتياطاته لأنها غير موجودة”.

مصدر للمعرفة

بدوره يرى الإعلامي علي الأمين في حديثه لـ”إيلاف” أن موضوع التعرّض للصحافيين قد لا يكون جديدًا في تاريخ الثورات والمواجهات والحروب، باعتبارهم مصدرًا أساسيًا لمعرفة ما يجري من أحداث وتطورات في أي منطقة أو متابعة أي حدث يجري في العالم، لكن بالتأكيد في المرحلة الأخيرة شهدنا تطورًا على هذا الصعيد، ينطوي على مزيد من سقوط ضحايا من الصحافيين، سواء في العراق أو أفغانستان أو دول متعددة، كسوريا مثلاً، وذلك بسبب أساسي، هو أن الإعلام بات له دور أساسي ومؤثر في مسار هذه الصراعات، والكثير من القوى والأطراف تعتبر أن خصمها هو الإعلام، وما يجري في العالم العربي أكبر مثال، وتحديدًا في سوريا والعراق، أكثر الدول التي نشهد فيها التعتيم، ولم نشهد هذا التضييق على الصحافيين في بلدان عربية كما هي الحال هناك.

أضاف: ومن هنا عمل الصحافيين الأجانب والعرب يخضع لشروط قاسية، ولا يصبح قادرًا على أن يقوم بعمل صحافي حقيقي وشفاف وبدون متابعة ومراقبة وتوجيه من الأجهزة الرسمية أو التنظيمات، أعتقد أن ما حصل أخيرًا، يتابع الأمين، وإستهداف الصحافيين الغربيين والمحليين، يُعبِّر عن إرادة عمل الصحافيين بأن يقوموا بدورهم الحقيقي، وربما دخلوا لهذا السبب بطريقة غير شرعية، وقد يبدو مبررًا، لأن التشديد على دخولهم، هو انتهاك لممارسة المهنة الصحافية.

إرهاب قديم

ويمكن القول إن إرهاب الصحافة والصحافيين ليس بجديد، وليس ما تعرّض له المراسلون الأجانب هو وليد اللحظة، ويبقى القول إن الحرب الأميركية – البريطانية ضد العراق كانت من أكثر الحروب دموية بالنسبة إلى الصحافيين، فالمراسلون لم يقعوا فقط ضحية التضليل والتلاعب والضغوط على أنواعها، وإنما هم وقعوا أيضًا ضحية العنف، وأحيانًا ضحية العنف المتعمّد ضدهم، لإرهابهم وإسكاتهم أو إبعادهم، فحرب العراق 2003 التي استغرقت 28 يومًا، كان كل يوم تقريبًا تفقد الصحافة مراسلاً لها، فقد شكّل كل يوم من هذه الحرب يومًا أسودًا للصحافة.

لذلك يمكن القول إن إرهاب الصحافة والصحافيين هو خبزهم اليومي عندما يتوجهون لتغطية الحروب والنزاعات.

تنظيم داعش يذبح صحافيًا أميركيًا في سوريا ويهدد بإعدام آخر

واشنطن تعتبر الإعدام جريمة وحشية ومروعة

أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” المتطرف في شريط فيديو بثته مواقع جهادية، مساء الثلاثاء، عن ذبح الصحافي الأميركي جيمس فولي، الذي خطف في سوريا في نهاية 2012، مهددًا بقتل صحافي أميركي آخر يحتجزه إذا استمرت الغارات الجوية الأميركية ضد مقاتليه في شمال العراق.

 

بثت مواقع الكترونية اسلامية شريط فيديو يظهر فيه شخص ملثم يرتدي زيًا أسود ويحمل بندقية، وهو يذبح الصحافي الاميركي، الذي كان مسلحون خطفوه في سوريا في تشرين الثاني/نوفمبر 2012. واعلن البيت الابيض ان الاستخبارات الاميركية تحاول التحقق من صحة شريط الفيديو “في أسرع وقت ممكن”، معتبرًا أن هذا الإعدام في حال ثبتت صحته هو “جريمة وحشية مروّعة”.

قيد التثبت

وقالت المتحدثة باسم مجلس الامن القومي في البيت الابيض كيتلين هايدن في بيان: “لقد رأينا شريط فيديو يزعم أنه يصوّر قتل المواطن الاميركي جيمس فولي على ايدي تنظيم الدولة الاسلامية. في حال كان صحيحًا نعتبر أن القتل الوحشي لصحافي اميركي بريء هو أمر مروع، ونقدم تعازينا الحارة إلى عائلته واصدقائه”.

وفي شريط الفيديو نفسه تظهر رهينة أخرى، عرف عنها التنظيم المتطرف بالصحافي الاميركي ستيفن جويل سوتلوف، الذي ظهر جاثياً على ركبتيه، وقد امسك مسلح ملثم برقبته من الخلف. وهدد “الدولة الاسلامية” بإعدام الاميركي الثاني، اذا لم يوقف الرئيس الاميركي باراك اوباما الضربات الجوية الاميركية في العراق. وظهر كلا الرهينتين وهما يرتديان زيًا برتقالي اللون شبيهًا بذاك الذي يرتديه المحتجزون في معتقل غوانتانامو الاميركي.

وكان فولي (40 عامًا) مراسلاً حراً شارك في تغطية الحرب في ليبيا، قبل أن يتوجه الى سوريا لتغطية النزاع في هذا البلد لحساب “غلوبال بوست” ووسائل اعلام اخرى. كما زوّد وكالة فرانس برس بتقارير صحافية اثناء وجوده هناك.

وقال رئيس مجلس ادارة “غلوبال بوست” فيليب بالبوني “نقول، باسم جون وديان فولي، وباسم غلوبال بوست ايضًا، اننا تأثرنا برسائل التعاطف والدعم التي انهالت علينا منذ أن تم الاعلان عن الاعدام المحتمل لجيمس”. ورفضت اسرة فولي، كما بالبوني، الادلاء بأي تعليق اضافي طالما أن مكتب التحقيقات الفدرالي “اف بي اي” لم يؤكد صحة الشريط.

شجاع وحيادي

بدوره قال ايمانويل هوغ رئيس مجلس ادارة وكالة فرانس برس: “لقد صدمنا بنشر هذا الفيديو، الذي لم يتم التحقق من صحته، وباعلان ان فولي قتل. جيمس كان صحافيًا شجاعاً ومستقلاً وحياديًا، خطف في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 اثناء تغطيته النزاع الخطير في سوريا. لقد كانت التقارير الصحافية التي اعدها لوكالة فرانس برس ولمؤسسات اعلامية أخرى محل تقدير واسع. لا شيء يمكن أن يبرر احتجازه أو تهديد حياته. قلوبنا مع عائلته في هذا الوقت العصيب”.

وكان شهود عيان اكدوا أن فولي خطف في محافظة ادلب في شمال سوريا يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2012. وانقطعت اخباره عن عائلته منذ ذلك الحين رغم قيامها بحملة للحصول على معلومات عنه.

وفي شريط الإعدام، وهو بعنوان “رسالة الى اميركا”، ومدته خمس دقائق تقريبًا، يبدأ التسجيل بعرض لاعلان الرئيس اوباما أنه اجاز توجيه ضربات جوية الى تنظيم الدولة الاسلامية، ثم يظهر مقتطف لإحدى هذه الغارات، تليه رسالة من الصحافي مدتها دقيقتان تقريبًا، ثم عملية الذبح التي ارتكبها شخص ملثم يحمل سكينًا ويرتدي لباسًا اسود اللون يتحدث الانكليزية بلهجة بريطانية. وتم تصوير الشريط في منطقة صحراوية، ليست فيها أية علامات تشير الى ما اذا كانت في سوريا أو العراق.

وكان مقاتلو تنظيم “الدولة الاسلامية”، الذين يسيطرون على مناطق واسعة في سوريا، شنّوا في 9 حزيران/يونيو هجومًا خاطفًا في العراق، سيطروا خلاله على قسم كبير من المناطق السنية في هذا البلد. وفي مطلع الشهر الحالي وسع التنظيم المتطرف هجومه الى مناطق تقطنها اقليات ايزيدية ومسيحية في شمال العراق، حيث ارتكب مجازر، واجبر حوالى 200 الف شخص، معظمهم من هاتين الاقليتين، على الفرار.

وللمرة الاولى منذ انسحاب قواتها من العراق في كانون الاول/ديسمبر 2011، شنت طائرات اميركية في 8 آب/اغسطس غارات على مواقع للتنظيم المتطرف في شمال العراق، مكرّسة بذلك انخراطها العسكري مجددًا في هذا البلد. والاثنين وعد أوباما باتباع استراتيجية “بعيدة الامد” لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية، الذي اكد أنه يشكل خطرًا “على العراقيين وعلى المنطقة بأسرها”.

“يوتيوب” تحذف الشريط

إلى ذلك حذف موقع التواصل الاجتماعي «يوتيوب»، مقطع فيديو ذبح الصحافي الأميركي جيمس رايت فولي على أيدي عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش». ونوّه الموقع على حذف الفيديو بقوله: «تمت إزالة الفيديو لانتهاكه سياسة الموقع، حيث يظهر مشاهد قاسية ومرعبة».

وكانت شقيقة الصحافي الأميركي جيمس فولي، الذي ذبحته عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، ناشدت الجميع بعدم مشاهدة مقطع فيديو «ذبح» شقيقها، أو تداوله، احترامًا لخصوصية العائلة. وكتبت كيلي فولي شقيقة «جيمس» على حسابها الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «أرجوكم أكرموا جيمس فولي واحترموا خصوصية العائلة، لا تشاهدوا الفيديو، ولا تشاركوه، أليست هذه الحياة».

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى