صفحات الناس

“البحث عن سوريا”

 

 

مشروع جديد تقدمه مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة “UNHCR” لتقديم إجابات حول الأسئلة الخمسة الأكثر إلحاحاً حول سوريا، وهذه المرة بالتعاون مع شركة “غوغل” العملاقة، في شكل موقع إلكتروني يحمل اسم “البحث عن سوريا”، ويقدم كمية من المعلومات والصور حول أزمة اللجوء السوري التي تعتبر الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.

لا جديد في المشروع الرمادي باستثناء طريقة عرضه المبتكرة، فهو كبقية مشاريع مفوضية اللاجئين السابقة وحملاتها الكثيرة بالتعاون مع نجوم عالميين ومنظمات حقوقية وإنسانية، وكلها لا تقدم كثيراً من الفائدة وتطالب فقط بالتبرعات، خاصة أنها في كل مرة تتعامل مع الحرب في سوريا على أنها موضوع جديد يحتاج إلى تعريف العالم به، رغم أن العالم يعرف ما يدور في سوريا التي تجاوزت فيها الحرب عامها السادس، كما يظهر في الموقع نفسه عبر مؤقت ضخم يعد بالدقائق والثواني الوقت الذي مر منذ الأزمة السورية العام 2011.

الموقع التفاعلي يجيب عن خمسة أسئلة كبرى تدور حول اللاجئين، ولماذا على العالم المبادرة لمساعدتهم، وهي “كيف  كانت سوريا قبل الحرب؟ ماذا يحدث في سوريا؟ من هو اللاجئ؟، أين يذهب اللاجئون السوريون؟ كيف يمكنني مساعدة اللاجئين السوريين؟” وتتفرع تلك الأسئلة إلى مجموعة قصص فرعية وأسئلة جانبية لتقديم إحاطة شاملة بكل محور.

وفي بيان رسمي، قالت المفوضية الاثنين، أن الموقع المسمى “البحث عن سوريا” انطلق عبر شبكة الإنترنت، وسيعرض على صفحة “غوغل” الرئيسية في دول محددة. علماً أن المشروع يركز على نجوم اللجوء السوري، من اللاجئين الذين برزت أسماءهم بسبب إنجازاتهم، مثل يسرى ماردنيني السباحة التي شاركت في أولمبياد ريو العام الماضي، أو مجاهد عقيل الذي كرمته “غوغل” بسبب تطويره تطبيقات ذكية تساعد اللاجئين في تركيا، أو الطفلة بانا العبد التي كانت تغرد عبر حسابها الشخصي في “تويتر” باللغة الإنجليزية خلال حصار أحياء حلب الشرقية، وذلك من أجل “أنسنة اللاجئين” وإبعاد النظرة السلبية عنهم بالتركيز على أنهم بشر طبيعيون اضطروا فقط إلى مغادرة منازلهم بسبب انتشار العنف.

إلى ذلك يظهر الموقع أرقاماً وإحصائيات حول الدمار في سوريا، ومعلومات مستمدة من مفوضية اللاجئين وأخرى من “غوغل” مثل الكلمات الأكثر بحثاً من قبل السوريين في الموقع العام 2010 لإظهار السوريين مجدداً على أنهم كائنات طبيعية، قبل الحديث عن السياحة في سوريا والتي تضررت بشكل مروع إلى أرقام كارثية، رغم أن البلاد استقطبت عدد سياح أكثر من أستراليا العام 2010، ويعرض الموقع هنا تسجيلات مصورة بتقنية 360 درجة، عن الأماكن التراثية التي تضررت بفعل الحرب في سوريا، إلى جانب خرائط تفصيلية من خدمة “غوغل إيرث”، ومقاطع فيديو 360 درجة، تصور المواقع الأثرية في البلاد التي تعرضت للدمار أو الضرر.

الموقع المتاح حالياً باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية، وتنطلق النسخة العربية منه قريباً، ويتضمن رابطاً للتبرع للموضوية بالإضافة إلى رابط يدعو إلى ضمان تعليم اللاجئين الأطفال، مع توفير المنازل المناسبة للعائلات النازحة.

وقال المفوض السامي للأمم المتحدة فيليبو غراندي في بيان: “يهدف الموقع إلى تبديد المفاهيم الخاطئة حول سورية واللاجئين، وتقديم نظرة جديدة تماماً لأكبر مأساة إنسانية في الوقت الحاضر”، مضيفاً: “هذا مشروع رائع مع غوغل يسمح لنا بتحديد الإجابة على الأسئلة الخمسة الرئيسية في شأن اللاجئين والنازحين السوريين والتي تعد أكثر ما يريد الناس معرفته ويساعدنا على حشد الدعم والتمويل لجهودنا الإنسانية”.

من جهتها قالت جاكلين فولر نائبة رئيس “غوغل”: “نحن فخورون بالعمل مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لتطوير موقع البحث عن سوريا، من أجل المساعدة في زيادة الوعي وإعلام العالم بالكلفة المستمرة للصراع السوري وأزمة اللاجئين”، مضيفة أن حجم أزمة اللاجئين كبير ويصعب فهمه، وعليه فإن هذا الموقع هو انعكاس لرغبة كثير من الناس في فهم القصة، وذلك من خلال ملاحظة “غوغل” أن كثيراً من عمليات البحث في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا كانت تسأل “ما الذي يحدث في سوريا؟” العام الماضي.

ومع دخول الأزمة السورية عامها السابع فإنها تشكل اختباراً لقدرة المجتمع الدولي على إنهاء الصراع، في وقت يواجه فيه أكثر من 5 ملايين لاجئ سوري صعوبات ومخاطر متزايدة. كما أن المجتمعات المضيفة في البلدان المجاورة لسوريا تتحمل وطأة الاستجابة للأزمة السورية بطريقة غير مستدامة. وفي الوقت نفسه، تواجه الجهود الإنسانية لمساعدة اللاجئين السوريين، التي تقودها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تحديات خطيرة حيث لا تتوفر سوى 17% من الأموال لتلبية الاحتياجات العاجلة للأسر السورية المشردة خلال العام الجاري.

المدن

 

 

 

https://searchingforsyria.org/en/what-is-going-on-in-syria/

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى