أحداث وتقارير اخبارية

الجمعة 01 تشرين الثاني 2013

أميركا «تبحث» مع روسيا في رحيل الأسد

واشنطن – جويس كرم؛ نيويورك – «الحياة»

كشفت الولايات المتحدة، أمس، أنها تبحث مع روسيا في خلافة الرئيس بشار الأسد في الحكومة السورية الجديدة، في تأكيد لتفسيرها لمؤتمر «جنيف 2» الذي يتم الإعداد له بأنه يعني تسليم الرئيس السوري السلطة لحكومة انتقالية. وصدر هذا الموقف في وقت تحدثت الأمم المتحدة عن نتائج إيجابية للمحادثات التي أجراها موفدها إلى دمشق الأخضر الإبراهيمي، علماً أن الحكومة السورية وصفت بدورها محادثات الأخير مع الأسد بأنها كانت إيجابية. وفيما ترددت معلومات عن هجوم شنته إسرائيل على قاعدة صواريخ قرب اللاذقية في شمال سورية، حققت قوات النظام تقدماً على الأرض بسيطرتها على أجزاء من مدينة السفيرة الاستراتيجية التي تُعتبر ممراً مهماً لإيصال الدعم إلى مدينة حلب.

وعرض السفير الاميركي لدى سورية روبرت فورد، في جلسة استماع ساخنة أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، استراتيجية الإدارة، مؤكداً أن التركيز هو على العمل باتجاه «جنيف ٢» وأن روسيا والولايات المتحدة «تبحثان بمن سيحل مكان الأسد في الحكومة السورية الجديدة»، وأن هذا الملف سيكون حاضراً في مفاوضات «جنيف ٢». وإذ أقر بأن الوضع في سورية هو «إلى الأسوأ»، أخذ على المعارضة انقساماتها وقال «إنهم يحاربون بعضهم البعض بنفس الوتيرة التي يحاربون فيها الأسد». غير أنه استبعد نجاح النظام في الحسم عسكرياً، وأشار إلى أن الأسد «يعتمد اليوم بشكل متزايد على القوات الأجنبية للقتال عنه»، مشيرا الى أن روسيا زادت شحناتها العسكرية للنظام «منذ العام الماضي».

وشدد فورد، ازاء انتقادات الكونغرس واعتبار السناتور جون ماكين أن سياسة أوباما حيال سورية هي «صفحة عار في التاريخ الأميركي»، على أن واشنطن تعمل على دعم المعارضة المعتدلة وزيادة التنسيق مع «الجيش الحر». وأبدى مخاوف من نمو التيار الجهادي داخل المعارضة، واعتبر أن «جبهة النصرة» هي بأكثرها من «المقاتلين السوريين» فيما أن «الدولة الاسلامية في العراق والشام» هي بأكثرها من المقاتلين الأجانب. وقال إن الأسد يحظى بأفضلية عسكرياً في الشمال (حلب) انما يتراجع في «الجنوب والشرق» ويحاول منذ سنتين ونصف الحسم لكنه غير قادر على ذلك. واعتبر أن ما من أحد في المعارضة التي تقاتل على الأرض «سيقبل بحل يُبقي الأسد» في الحكم.

وقال فورد إن المعارضة والنظام غير قادرين في المستقبل المنظور على تحقيق أي نتائج، ولذلك تعمل الولايات المتحدة مع روسيا والأمم المتحدة لتحقيق حل سياسي للأزمة. وأضاف أن 11 دولة اجتمعت في لندن اتفقت على ضرورة تنفيذ بيان «جنيف 1»، وأن مؤتمر جنيف يجب أن يؤدي إلى هيئة انتقالية باتفاق بين النظام السوري والمعارضة، منوهاً بأن هذا هو الحل السياسي الذي يرغب فيه معظم السوريين وكل من يدعمون المعارضة والنظام. وأضاف أن كل من يدعمون النظام ربما لا يريدون الأسد لكنهم ربما يريدون بديلاً معقولاً تطرحه المعارضة. لكن البديل المعقول «صعب»، على حد تعبيره، بسبب المنافسة الشديدة بين المتطرفين والمعتدلين.

ونقلت «أسوشييتد برس» عن السيناتور ماكين قوله للسفير فورد خلال جلسة الاستماع: «إنك تواصل القول إن هذه حرب أهلية… هذه لم تعد حرباً أهلية. إنها نزاع إقليمي. لقد امتد إلى العراق حيث يتنامى نشاط القاعدة. إنه يهدد استقرار الأردن. إيران مشتركة فيه. حزبه الله لديه خمسة آلاف مقاتل هناك. إستمرارك في القول إن ما يحصل حرب أهلية تحريف كبير للحقائق، وهو مرة جديدة يثير تساؤلات لدينا حول استراتيجيتك الأساسية لأنك لا تصف الحقائق على الأرض كما هي».

وبعدما حاول فورد شرح الاستراتيجية الأميركية، رد ماكين بالقول: «الحقيقة أنه (الأسد) كان على وشك ان يُطاح قبل عام، ثم جاء حزب الله، ثم صعّد الروس جهودهم. ثم تدخل الحرس الثوري الإيراني في ما تصفه أنت بالحرب الأهلية وقلبوا مسار (المعركة)».

وفي نيويوك، شددت مصادر روسية لـ «الحياة» على ضرورة انعقاد مؤتمر «جنيف ٢»، معتبرة أنه «إما أن يُعقد في موعده أو لا يُعقد نهائياً» وأن «أي إرجاء للمؤتمر سيسحب الزخم من إمكانية انعقاده». ورداً على سؤال عن أهمية مشاركة المملكة العربية السعودية في «جنيف ٢»، اعتبرت المصادر نفسها أن «المؤتمر يجب أن يعقد في موعده بمشاركة السعودية أو من دونها». وعن إمكان توجيه الدعوة الى إيران للمشاركة في حال غياب التمثيل العربي ممثلاً بالسعودية، قالت المصادر الروسية إن «إيران ستحضر بغض النظر عن مشاركة السعودية أو تغيبها».

وحاولت الأمانة العامة للأمم المتحدة أمس الرد على التقارير الديبلوماسية التي اعتبرت أن الممثل الخاص إلى سورية الأخضر الإبراهيمي «يعاني صعوبات جدية في مهمته» معتبرة أن «الإبراهيمي يقوم بعمل استثنائي وهو على ثقة تامة من دعم الأمين العام للأمم المتحدة ونائبه له». وقال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نيسركي إن «الدور الذي يؤديه الإبراهيمي مهم جداً»، مشيراً إلى أن زيارة الإبراهيمي إلى دمشق «خرجت بنتائج إيجابية وهو لم يغادر خالي اليدين إذ أن الحكومة السورية أعلنت أنها ستشارك في مؤتمر جنيف، وهذه نتيجة إيجابية».

وكانت مصادر رفيعة في مجلس الأمن قالت إن نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان إلياسون الذي يرأس مجموعة العمل المعنية بالأزمة السورية، «سيكون له دور أكبر في الجهود الديبلوماسية المتعلقة بالأزمة السورية». وأكدت أن «الإبراهيمي يعاني صعوبات وتحديات جدية في مهمته وهو ما يتطلب انخراطاً مباشراً من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ونائبه إلياسون في الجهد الديبلوماسي».

وقال نيسركي إن الإبراهيمي سيزور بيروت بعد دمشق، وسيلتقي رؤساء الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي، وإنه سيعقد اجتماعاً تحضيرياً لمؤتمر السلام السوري في جنيف في ٥ الشهر الجاري مع مسؤولين أميركيين وروس، ومع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن. وقال ديبلوماسيون في مجلس الأمن إن الاجتماع سيعقد على مستوى «المدراء السياسيين».

وفي الجانب الإنساني، بدأت الاستعدادات لتشكيل «مجموعة متابعة» مؤلفة من دول معنية بالأزمة السورية ستعطي لإيران دوراً رسمياً في التنسيق الميداني مع دول أخرى بينها الولايات المتحدة ودول عربية. وستضم مجموعة المتابعة «الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا وأعضاء في مجلس الأمن ودولاً عربية» ومهمتها «دعم إيصال المساعدات الإنسانية إلى سورية»، بحسب ديبلوماسيين في مجلس الأمن.

ميدانياً، سرت أنباء أمس عن قيام إسرائيل بضرب قاعدة للدفاعات الصاروخية السورية قرب مرفأ اللاذقية في شمال البلاد. وفي حين تردد أن قصف القاعدة تم بصاروخ أُطلق من البحر، قال معارضون إن اصوات انفجارات سمعت في القاعدة التي تقع في منطقة جبلة (30 كلم جنوب اللاذقية). ورفضت إسرائيل التعليق على أنباء عن وقوفها وراء الهجوم على القاعدة، لكن القناة الثانية الإخبارية أوردت أن الضربة استهدفت بطارية صواريخ أرض – جو من نوع «أس – 125».

في غضون ذلك، أفادت مواقع تابعة للنظام السوري أن جيش النظام يحقق تقدماً كبيراً في منطقة السفيرة التي تُعتبر مفتاحاً مهماً لوصول الإمدادات إلى مدينة حلب. وأورد بعض هذه المواقع أن الجيش يقوم بعملية «اقتحام كامل للسفيرة من كل المحاور»، في حين تحدثت مصادر أخرى عن وصوله إلى دوار سوق الهال في عمق المدينة التي يسيطر عليها الثوار منذ قرابة سنة. وكانت وحدات الجيش السوري قد سيطرت في طريقها الى السفيرة على منطقتي تل عرن وتل حاصل.

وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن القوات النظامية تُحرز فعلاً تقدماً على الأرض في السفيرة القريبة من معامل ضخمة للسلاح، بينها السلاح الكيماوي، ومنتجات أخرى تابعة لوزارة الدفاع. وتقع السفيرة إلى جانب طريق سلمية (في محافظة حماة) – حلب التي تعتبر طريق الإمداد الرئيسي لقوات النظام إلى مدينة حلب.

ونعى رياض حجاب رئيس الوزراء السوري المنشق ابن اخته الشيخ محمد عبدالفتاح الشاطي (أبو الحمزة) وهو قائد جماعة «الفاتحون من أرض الشام» وقائد عملية تحرير حي الرشدية في دير الزور.

ميدفيديف: رحيل الاسد لا يمكن ان يكون شرطاً مسبقاً للمحادثات

موسكو – رويترز

أكد رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف إن من غير الممكن وضع رحيل الرئيس السوري بشار الاسد شرطاً مسبقاً للمحادثات.

وناشد في مقابلة حصرية مع رويترز طرفي الصراع في الحرب الاهلية السورية تقديم تنازلات واعرب عن امله في عقد مؤتمر دولي للسلام حول سوريا قبل نهاية هذا العام.

وقال “من المؤسف الا تتمكن الحكومة السورية من الاتفاق مع المعارضة. الامر ما زال معقدا جدا حتى الآن. لكن على أي حال فقد تم ايجاد -على الاقل- اتجاه سلمي يمكننا أن نحرك العملية فيه. أقصد مصير الاسلحة الكيماوية.. المفاوضات مستمرة بالطبع.. اعتقد انهم ماضون بشكل جيد لانه لا احد يحاول اغلاق الباب. على حد فهمي فان الرئيس بشار الاسد والقيادة السورية قد فهموا خطر هذا السيناريو (العسكري). ويحدوني الامل في ان تكون جماعات المعارضة السورية الكثيرة قد فهمته.”

واضاف “اعتقد ان الاهم هو الا يختل توازن الموقف الان. ومن المهم جدا ان نضع جميع الجماعات إلى طاولة واحدة.. الجميع .. ليتحدثوا.. مؤسسات التاثير الموجودة في سوريا.”

ومن المقرر ان يلتقي مبعوثو الولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة في جنيف يوم الثلاثاء القادم في اطار الاستعداد للمؤتمر الذي تأخر طويلا والذي اقترحته موسكو وواشنطن في باديء الامر في مايو ايار.

ومن المرجح تأجيل آخر موعد مستهدف معلن للمؤتمر وهو 23 نوفمبر تشرين الثاني. وذكرت مصادر قريبة من المفاوضات ان نقطة الخلاف الرئيسية هي دور ائتلاف المعارضة السورية الذي يدعمه الغرب.

وتقول دول غربية وخليجية معارضة للاسد انه يجب ان يكون هناك “وفد واحد ممثل للنظام السوري ووفد واحد للمعارضة” يقوده الائتلاف الوطني السوري المعارض.

وترى روسيا ان الائتلاف هو مجرد جزء من المعارضة واقترحت وجود عدة وفود منها وفد لشخصيات مقيمة في دمشق تغض الحكومة عنها الطرف لتمثل خصوم الاسد.

وقال ميدفيديف “أعتقد ان الافكار التي تطرح في بعض الاحيان -دعونا نضع الرئيس الاسد جانبا ثم نتفق بعد ذلك على كل شيء- غير واقعية مادام الاسد في السلطة.

“هو ليس مجنونا. يجب ان يحصل على بعض الضمانات او بأي حال.. نوع من المقترحات بشأن تطوير الحوار السياسي داخل سوريا نفسها بخصوص الانتخابات المحتملة ومصيره الشخصي.”

ولمح الاسد الشهر الماضي الى انه قد يخوض الانتخابات المقررة العام المقبل أملا في تولي فترة رئاسية جديدة.

وذكر ميدفيديف ان الاسد ربما يكون قلقا بسبب المصير الذي لقيه الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك الذي أطاحت به انتفاضة شعبية وقدم للمحاكمة او الزعيم الليبي السابق معمر القذافي الذي قتل بوحشية بعد الاطاحة به.

وقال ميدفيديف “عليك ان تتفق على انه حين يتذكر مصير مبارك او العقيد معمر القذافي…لن يتحسن مزاجه على الارجح. ولذلك لا يمكن ان تقول فقط (ارحل وبعدها سنتفق على كل شيء).انها عملية صعبة وعلى الجميع تقديم تنازلات بمن في ذلك بالطبع زعماء المعارضة والحكومة السورية.”

واطيح بالقذافي حين طلب ميدفيديف -وحينها كان رئيسا لروسيا- من الوفد الروسي في الامم المتحدة عدم تعطيل قرار في مجلس الامن مهد الطريق لتدخل حلف شمال الاطلسي في ليبيا. وتعهد ميدفيديف والرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين بالا يحدث هذا مجددا في سوريا.

الإبراهيمي يبدأ محادثات مع الرئيس اللبناني فور وصوله الى بيروت آتيا من دمشق

بيروت – يو بي أي

وصل المبعوث الأممي الى سورية الأخضر الإبراهيمي اليوم الى بيروت آتيا من دمشق، وبدأ محادثات مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان .

ولفت الابراهيمي إلى أن جولته هي لجوجلة اراء المعارضة والنظام في سورية باﻹضافة إلى مواقف الدول المحيطة بسورية من مؤتمر جنيف 2، مشدداً على أنه “ليس هناك من دعوات لجنيف 2 بعد كما أن ليس هناك من تاريخ محسوم للمؤتمر”.

من جهته اكد سليمان أمام الإبراهيمي استحالة الحل العسكري في سورية ووجوب اللجوء إلى الحل السياسي لأن مصلحة لبنان في حل سلمي.

ومن المقرر ان يلتقي الإبراهيمي خلال زيارته بيروت رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي .

ويقوم الإبراهيمي بجولة على عدد من الدول العربية والأجنبية تمهيداً لعقد مؤتمر جنيف 2 لحل الازمة السورية.

الابراهيمي: “جنيف 2” لن يعقد في حال رفضت المعارضة السورية المشاركة فيه

دمشق – ا ف ب

اعلن الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي ان مؤتمر جنيف 2 للتوصل الى حل سياسي للازمة السورية لن يعقد في حال رفضت المعارضة المشاركة فيه، وذلك في ختام زيارة لدمشق ضمن جولة اقليمية تحضيرا لهذا المؤتمر.

وقال الابراهيمي في مؤتمر صحافي “لنبق متفائلين ونقل ان الجميع سيحضر. تقديري الشخصي انه اذا لم يكن ثمة معارضة اطلاقاً لن يكون هنالك مؤتمر (…) حضور المعارضة اساسي، ضروري، مهم”.

غضب إسرائيلي على واشنطن بسبب اتهامها بقصف مواقع سورية

القدس – يو بي أي

أثار تأكيد مصدر أميركي على أن الطيران الحربي الإسرائيلي هو الذي نفذ غارة في الأراضي السورية غضبا كبيرا في إسرائيل، التي اعتبرت أن الولايات المتحدة تلحق بها أضرار.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن تسريب الولايات المتحدة معلومات مفادها أن سلاح الجو الإسرائيلي هو الذي أغار على موقع في الأراضي السورية وقصفه، أمس الأول، “جعل مسؤولين كبار في القدس يستشيطون غضبا”.

وكانت شبكة (سي ان ان) التلفزيونية الأميركية قد نقلت عن مصدر أميركي، أمس، تأكيده على أن سلاح الجو الإسرائيلي هو الذي أغار على موقع سوري فيه صواريخ دفاعية من طراز “اس ايه – 17” المضادة للطيران.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية أن التقديرات هي أن هذه الصواريخ كانت ستنقل من سورية إلى حزب الله في لبنان.

وأضافت الصحيفة أن التسريب الأميركي يعكس عمق الخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، خاصة وأن هذه المرة الثالثة التي تسرب فيها واشنطن معلومات حول غارات جوية إسرائيلية في سورية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في الحكومة الإسرائيلية قولها إن “هذه التسريبات تعبر عن مخاوف الولايات المتحدة من إشعال حريق (أي حرب) إقليمي” وأن التخوف الأميركي هو من أن الرئيس السوري، بشار الأسد، “سيشعر أنه لا يمكنه تجاهل الغارة وأنه في هذه المرحلة أو في وقت لاحق سينضم إليه حزب الله وربما إيران أيضا”.

وتابعت المصادر الإسرائيلية أن “هذا التسريب الأميركي خطير جدا، خاصة أنه يأتي من جهة دولة هي حليفة إستراتيجية لإسرائيل”.

وقالت الصحيفة إن الصواريخ التي تم قصفها في الأراضي السورية تشكل خطراً على الطيران الحربي الإسرائيلي الذي يحلق باستمرار في الأجواء اللبنانية وأنها “ستشكل خطرا على حرية تحليق سلاح الجو الإسرائيلي إذا ما وصلت إلى أيدي حزب الله”.

إسرائيل هاجمت شحنة صواريخ روسية باللاذقية/فورد: المعارضة كانت تدفعنا إلى التدخل العسكري

العواصم – الوكالات

واشنطن – هشام ملحم

دخلت اسرائيل للمرة الثالثة هذه السنة على خط الازمة السورية بشنها غارة جوية على قاعدة للدفاع الجوي قرب مدينة اللاذقية. وكما جرت العادة لم تؤكد اسرائيل أو تنف الامر، لكن تأكيد الغارة أتى أيضاً من الولايات المتحدة. ووجه بعض اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي انتقادات قاسية الى سياسة الرئيس باراك اوباما حيال النزاع في سوريا، ورأوا أنها تفتقر الى استراتيجية واضحة لسوريا وللمنطقة، وقت رسم مسؤولون أميركيون وخبراء أكاديميون صورة قاتمة جداً للمأساة الانسانية التي يعانيها الشعب السوري، واخطار تفكيك سوريا. ونقلت “الاسوشيتدبرس” عن مسؤول أميركي ان الغارة الجوية الاسرائيلية حصلت ليل الاربعاء – الخميس، بينما قال مسؤول أمني إن الغارة استهدفت مدينة اللاذقية الساحلية وان الهدف كان صواريخ مضادة للطائرات روسية الصنع من طراز “اس إي-125”.

ونسبت شبكة “سي ان ان” الاميركية للتلفزيون الى مسؤول اميركي آخر، أن اسرائيل استهدفت الصواريخ ربما بعدما اعتقدت انها في طريقها الى “حزب الله” اللبناني. ومعلوم ان اسرائيل حذرت مراراً انها لن تسمح بنقل اسلحة متطورة من سوريا الى الحزب.

وفي اسرائيل التي التزمت الصمت، تحدثت وسائل الاعلام بإسهاب عن الغارة وقال بعضها انها استهدفت صواريخ للدفاع الجوي فيما قالت اخرى انها استهدفت صواريخ ارض – بحر من طراز “ياخونت”.

وبثت قناة “العربية” السعودية التي تتخذ دبي مقراً لها، استناداً الى مصادر، ان اسرائيل شنت غارتين ليل الاربعاء على دمشق واللاذقية مستهدفة شحنات من صواريخ “سام” المضادة للطائرات كانت في طريقها من سوريا الى “حزب الله” في لبنان.

وفيما لم تؤكد دمشق حصول الغارة الاسرائيلية، أبلغ مصدر أمني سوري لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” أن “صاروخا سقط على مقربة من القاعدة (في اللاذقية)، وادى الى اشتعال حريق”. وقال انه لم يعرف مصدر الصاروخ.

ومن الجو الى الارض، حيث أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، ان القوات النظامية السورية أحرزت تقدماً في مدينة السفيرة الاستراتيجية الواقعة شرق حلب والقريبة من معامل ضخمة للسلاح ومنتجات اخرى تابعة لوزارة الدفاع.

لكن قناة “الميادين” التي تبث من بيروت نقلت عن “تنسيقية مدينة الباب وضواحيها” و”مركز السفيرة الاخباري” ان المدينة سقطت في يد الجيش النظامي وان المسلحين انسحبوا منها.

طلب الاحتفاظ بمعامل

على صعيد آخر، وبعد ساعات من أعلان منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ان مفتشيها الموجودين في سوريا وضعوا اختاما على كل المواد والاسلحة الكيميائية التي يمتلكها النظام ، نشرت مجلة “فورين بوليسي” الاميركية أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم طلب من المفتشين الدوليين تجنيب نحو 12من مصانع الاسلحة الكيميائية التدمير، بحجة أن بلاده تريد تحويلها منشآت كيميائية مدنية، الامر الذي يثير قلقا بين خبراء حظر الاسلحة من أن تكون دمشق تسعى الى الحفاظ على القدرات الصناعية لاعادة بناء برنامجها للاسلحة الكيميائية في وقت لاحق. كذلك، أثار الطلب السوري الذي ورد في رسالة سرية من المعلم الى المدير العام لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية أحمد أوزومجو مخاوف بعض الحكومات الغربية من أن تكون سوريا تسعى الى توريط الوكالة في مفاوضات طويلة قد تبطئ تدمير الاسلحة الكيميائية السورية.

سجال اميركي

وفي مواجهة انتقادات قاسية من بعض أعضاء مجلس الشيوخ، دافع المسؤولون الاميركيون خلال شهادات امام لجنة الشؤون الخارجية في المجلس، وفي طليعتهم السفير روبرت فورد منسق الجهود الاميركية في شأن سوريا، عن الدعم الاميركي للمعارضة السورية، وجهود واشنطن بالتعاون مع روسيا لعقد مؤتمر جنيف- 2، مع انه وجه ايضاً انتقادات ضمنية الى المعارضة المعتدلة التي تتعامل معها واشنطن.

وألقى فورد عبء البدء بعملية انتقالية لمرحلة ما بعد نظام الرئيس بشار الاسد على المعارضة السورية، قائلاً: “لن تكون هناك عملية انتقالية تحت الاشراف، الا بعد ان تطرح المعارضة مقترحات كي يدرسها الروس والمجتمع الدولي، والاهم من ذلك سوريون آخرون، ليعرفوا ما هو البديل”.

وبعدما أشار الى ان ثمة اتصالات دائمة بين وزير الخارجية جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في شأن مستقبل سوريا، ذكر ان الروس قلقون من ان يؤدي رحيل الاسد الى بروز العناصر المتطرفة وان يؤدي استمرار القتال الى تحول سوريا دولة فاشلة. واضاف: “اذا رحل الاسد من سيخلفه كرئيس وما هي صلاحياته؟ تحدثنا بشكل مكثف مع الروس عما يعنيه ذلك، ووافقنا معهم على ان الهيئة الانتقالية الجديدة الحاكمة سوف تتمتع بكامل الصلاحيات لادارة اجهزة الاستخبارات والمؤسسة العسكرية والبنية المالية للبلاد. والان نريد من المعارضة ان تقول لنا ما هو تصورها لتطبيق ذلك”.

وفي انتقاد ضمني للمعارضة قال: “بصراحة كانوا يدفعوننا الى التدخل العسكري، الى درجة انهم وضعوا جانباً التحدث عن مثل هذا البديل، الذي يجب ان يبرز عاجلاً ام آجلاً”. وأكد ان “المعارضة تشعر بخيبة عميقة لاننا لم نلجأ الى القوة العسكرية”.

وجرى سجال حاد بين فورد والسناتور الجمهوري بوب كوركر (جمهوري من ولاية تينيسي) بعدما قال فورد إنه تم اليوم (امس) تسليم رئيس المجلس العسكري لـ”الجيش السوري الحر” اللواء ادريس شاحنات لتحسين قدراته اللوجستية، فقاطعه كوركر قائلاً إنه كان يفترض ان تقدم هذه الشاحنات في آب الماضي، واضاف ان ادارة اوباما تفتقر الى استراتيجية حيال سوريا، واتهمها بخذلان المعارضة، وانتقد فورد بشكل مباشر وقال إنه يستغرب ان الرجل لا يشعر بالخجل عندما يدافع عن مثل هذه السياسة “المحرجة”. ورد فورد بأن “هذه مشكلة مأسوية… في نهاية المطاف على السوريين ان يحلوا مشاكلهم بأنفسهم، وهذا يتطلب ان يجلسوا الى طاولة المفاوضات”.

وسخر السناتور الجمهوري جون ماكين من اعلان فورد تسليم المعارضة السورية شاحنات وقال: نحن فخورون بأننا نسلمهم الشاحنات بينما الروس والايرانيون يسلمون دمشق شحنات الاسلحة بحرا وجوا وبشكل مستمر”.

كيري الى السعودية

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان كيري سيبدأ في الثالث من تشرين الثاني جولة شرق أوسطية وأوروبية تشمل الرياض وفرصوفيا والقدس وبيت لحم وعماّن وابو ظبي والجزائر والرباط، وستنتهي جولته في 11 تشرين الثاني. وجاء في بيان الوزارة ان كيري سيؤكد للسعودية ثبات العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، وسوف يناقش مع الفلسطينيين والاسرائيليين عملية المفاوضات “والقضايا الاقليمية” الاخرى، وسوف يناقش مع الاماراتيين الدور الاقليمي للامارات في تعزيز الاستقرار في المنطقة.

خلاف مع “النصرة”.. واتفاق على الولاء لـ”القاعدة

“داعش”.. من العراق إلى سوريا

صهيب عنجريني

تمكن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) من فرض نفسه رقماً صعباً في المعادلة السورية المعقّدة، وفي زمنٍ قصير نسبياً، يراهُ البعض قياسياً، الأمر الذي يُمكن اعتباره صحيحاً فيما لو كان «داعش» تنظيماً جديداً، ولكنّ واقع الحال أنّ الجديد هنا لا يتجاوز التسمية، إذ لا يمكن البحث في أسباب تفوق «الدولة» على ما سبقه من تنظيمات مسلحة داخل سوريا بمعزلٍ عن أنه أسبقُ لا من بقية التنظيمات فحسب، بل من الأزمة السورية برمّتها.

الجذور.. «دولة العراق الإسلامية»

تعود جذور هذا التنظيم إلى العام 2006، حيثُ أعلن في 15 تشرين الأول عن تأسيس ما عُرف باسم «دولة العراق الإسلامية»، الذي تشكل عبر دمج مجموعة من التنظيمات، أبرزها «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين» وكان يقوده أبو مصعب الزرقاوي، و«مجلس شورى المجاهدين في العراق»، و«جند الصحابة».

اتخذ تنظيم «الدولة» بعقوبة ـــ العراق، عاصمة له، وبايع أبو عمر البغدادي «أميراً»، وهو حامد داود محمد خليل الزاوي، من مواليد العام 1959. وكان يعمل في سلك الأمن العراقي، ثم تركه بعدما اعتنق الفكر السلفي في العام 1985، وكان من أبرز منظريه. بويع «أميراً لجيش الطائفة المنصورة»، ثم بايع تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين»، الذي شكّل في ما بعد مع جماعات أخرى «مجلس شورى المجاهدين في العراق».

تم اختيار أبو عمر البغدادي أميراً لهذا المجلس خلفاً للزرقاوي، تحت اسم أبو عبد الله الراشد البغدادي، ثم بويع «أميراً لدولة العراق الإسلامية». وفي العام 2010، أعلنت «وزارة هيئات الشريعة في دولة العراق الإسلامية» نبأ مقتل أبو عمر البغدادي، ليعلن «مجلس شورى المجاهدين» لاحقاً مبايعة أبو بكر البغدادي «أميراً لدولة العراق الإسلامية».

«الدولة» يمتدّ إلى سوريا

كان للبغدادي دورٌ أساسي في تأسيس تنظيم «جبهة النصرة لأهل الشام». ولكنه اعتبر أبو محمد الجولاني تابعاً له، وعليه واجب الطاعة، فخوّل نفسه إعلانَ «حل جبهة النصرة، ودمجها في دولة العراق الإسلامية، تحت اسم جديد هو الدولة الاسلامية في العراق والشام / داعش».

ولم يحُل رفض الجولاني لهذه الخطوة دون ظهور «داعش» على المسرح الميداني بقوّة، فاتخذ التنظيم سريعاً مقار علنية، وأخضع مناطق واسعة من دون اقتتال فعلي، مستفيداً من وجود مقاتلين موالين له كانوا منضوين تحت لواء «النصرة»، وسارعوا إلى الانشقاق عنها. وتشير بعض التقديرات إلى أنّ قرابة 65 في المئة من عناصر «النصرة» سارعوا إلى إعلان الولاء لـ«داعش»، ومعظمهم من «المهاجرين أي الجهاديين غير السوريين». وانضمت إلى «داعش» فصائل كاملة، من بينها «مجلس شورى المجاهدين» بقيادة أبو الأثير الذي عينه التنظيم أميراً على حلب، و«جيش المهاجرين والأنصار» بقيادة عمر الشيشاني. وبفعل هذه «الانشقاقات» نجح «داعش» في الحلول محلّ «النصرة» في السيطرة على عدة مناطق ومقار، أبرزها في الرقة، وأجزاء من ريف حلب، وداخل مدينة حلب، وكان آخرها انسحاب «النصرة» من مقرها في مستشفى الأطفال باتجاه مبنى «المواصلات القديمة» في حلب. كما استولى «داعش» على مقار مجموعات أخرى في منبج، والباب، وأعزاز. واستبدلت النقاط الصغيرة التي كانت لـ«النصرة» بمقار ضخمة معززة.

ومن الملاحظ هنا أن «داعش» لم ينخرط حتى الآن في مواجهة فعلية مع الجيش السوري، بل خاض معارك مع الفصائل المسلحة «المعارضة». وتعزو مصادر «جهادية» هذا الأمر إلى أن «الدولة الإسلامية الآن في مرحلة التأسيس والتمركز، ليكون الجهاد ضد النظام قائماً على أسس متينة». وفتح «داعش» باب الانتساب إليه على مصراعيه، ومن دون التدقيق في نوعية المنتسبين، وبدأ يدفع راتباً قدره مئتا دولار شهرياً للمقاتل الواحد، فاستقطب آلاف المنتسبين في المناطق التي فرض سيطرته عليها.

الخلاف بين الجولاني والبغدادي

يؤكد مصدر «جهادي» لـ«السفير» أن أسباب الخلاف بين الرجلين «فكرية بحتة»، إذ «تبيّن أن نهج البغدادي يخالف نهج الجولاني مخالفة جذرية. فالبغدادي يؤمن بضرورة إعلان إمارة أو دولة اسلامية فوراً، وإعلان أمير قائد لها، بيده وحده الحل والربط، وباعتماد المجاهدين ولاةً لهذه الدولة على الأقاليم، سواء أكانوا سوريين أم غير سوريين، وعدم الاعتراف بالهيئة الشرعية التي يشارك فيها قضاة من بقية الفصائل الاسلامية، فلا شرع إلا شرع رجال الدولة الاسلامية، فضلاً عن وجوب إعلان البيعة لأمير الدولة من كل الفصائل الاسلامية تحت طائلة اعتبارها خارجة عن سلطان الله. ولا يقوم تعاون عسكري إلا مع الكتائب التي تعلن البيعة حصراً، ومن حق رجال الدعوة في الدولة الاسلامية (خطباء الجوامع) فرض أنفسهم في جميع الجوامع بدلاً من الخطباء ورجال الدين المحليين، كما تُعتبر جميع الغنائم والموارد المالية من حق بيت مال الدولة الاسلامية، ولا تُشارك بها بقية الفصائل، الاسلامية منها وغير الاسلامية».

ولكنّ مصدراً «جهاديّاً» آخر يقول لـ«السفير» إنّ «الاختلاف في النهج لا يعدو كونه سبباً غيرَ مباشر، فالجولاني والبغدادي كانا متفقين على الإستراتيجيات التي اتبعتها النصرة، وبرغم عدم اقتناع البغدادي الكامل بها، لكنّه وافق على اعتمادها بصورة مؤقتة، نزولاً عند تأكيد الجولاني أنها ستلقى قبولاً أكبر عند أهل الشام». وربطاً بهذا التأكيد يشرح المصدر أن «المُفجّر الأساسي للخلاف هو خلاف شخصيّ سابقٌ بين الجولاني، وبين أبو محمد العدناني، الذي عُرف بأنه المتحدث باسم الدولة، ثمّ تواردت أنباء عن تعيينه من قبل البغدادي أميراً لفرع الدولة في الشام».

ويشير المصدر في هذا السياق إلى عدد من التصريحات الصادرة عن العدناني، حيث «وصف الجبهة بالمنشقين عن الدولة، كما اتهم الجولاني وجماعته بأنهم عصاة شقوا عصا الطاعة، وخانوا البيعة التي في أعناقهم للبغدادي، وأكد في مناسبة أخرى أن جميع دواعي الاقتتال موجودة بين الجبهة وداعش».

«داعش» و«النصرة» و«القاعدة»

يمكن اعتبار الولاء لتنظيم «القاعدة» القاسم المشترك الأعظم بين «داعش» و«جبهة النصرة». فالتنظيم الأول منضو تحت لواء «القاعدة» منذ تأسيس «دولة العراق الإسلامية»، مستلهماً بالدرجة الأولى نهج أبو مصعب الزرقاوي، وانطلاقاً من «القاعدة الجهادية» التي تقول إن «ولاء الفرع من ولاء الأصل». وبالتالي، فإن ولاء «داعش» قائمٌ لـ«القاعدة»، ما دام أميرها البغدادي «لم ينقض البيعة» بشكل معلن، مع الإشــــارة إلى أن البغدادي قد رفــــض تنفـــيذ قرار زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري بحلّ «الــــدولة الإسلامية في العـراق والشــام» مع بقاء «الجبـــهة» و«دولة العراق الإسلامية» على حالهما.

أمّا «النصرة» فقد جاهرت بمبايعة الظواهري ردّاً على إعلان البغدادي حلّها، حيث سارع الجولاني في اليوم التالي إلى استنكار القرار، معلناً أنّ «بيعته لن تكون إلا لأمير تنظيم القاعدة أيمن الظواهري باعتباره القائد الأعلى»، في خطوة يبدو أنها جاءت للاستقواء بالظواهري في الخلاف مع البغدادي.

صهيب عنجريني

واشنطن تستعجل «جنيف 2» .. للحد من الخسائر

محمد بلوط

التعجيل أميركيا بالذهاب إلى جنيف للحد من الخسارات. هكذا صارح وزير الخارجية الأميركي جون كيري زملاءه في الاجتماع اللندني لـ«أصدقاء سوريا» الـ11 الأسبوع الماضي.

وبحسب معارض سوري لم يظهر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل اعتراضا علنيا على انعقاد المؤتمر، على العكس مما يعمل عليه رئيس الاستخبارات الأمير بندر بن سلطان منذ أشهر لتنظيم جبهة واسعة من الجماعات «الجهادية» لمقاومة المفاوضات في جنيف مع النظام، والرهان على الحسم العسكري.

ولم يبد الوزير القطري خالد العطية أي اعتراض، واكتفى الفيصل بهز رأسه، عندما خاطب كيري الاجتماع، وقال «لا نريد أن يوحي احد من الحاضرين هنا للمعارضة بعدم الذهاب إلى جنيف». وأعلن كيري انه بات من الصعب السيطرة على الصراع السوري وان نظرية احتوائه قد أخفقت، وان «حلفاءنا ليسوا بعيدين عن الخسارة».

وزاد السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد في تأكيد أن لا حل سوى جنيف، موضحا انه من المسموح انتقاد المؤتمر، لكن من غير المسموح مقاطعته في وقت يبدو قريبا من التحقق أكثر من أي وقت مضى. فبعد الاقتصار على يوم الخامس من تشرين الثاني الحالي، موعدا له بدلا من يومين متتاليين سيجتمع الثلاثي الروسي – الأميركي – الأممي صباحا ويتحول بعد الظهر إلى اجتماع يضم الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي، وهو ما يرجح النية بتعزيز الإعلان عن تثبيت المؤتمر في موعده، وتقويته بإطار دولي على مستوى مجلس الأمن بالإضافة إلى إرضاء الفرنسيين بإشراكهم في التحضيرات بعد استبعادهم كليا في المراحل الأولى.

ولطمأنة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، كما قال ديبلوماسي فرنسي، قدم بيان «الاجتماع اللندني» تفسيرا قاسيا لجنيف واحد، يقصي الرئيس بشار الأسد من أي دور في المرحلة الانتقالية ويتنافى مع تصريحات فورد أمام الكونغرس الأميركي أمس، بتقديمه الاتفاق الروسي – الأميركي على أي اتفاق مع «الأصدقاء» أو بياناتهم، عندما قال «إننا اتفقنا مع روسيا على وضع مسألة تنحي الأسد على طاولة المفاوضات».

وقدم الوزير الأميركي في الاجتماع اللندني عرضا تشجيعيا لـ«الائتلاف» يمكنه من تحقيق انجاز سياسي وإنساني لتمرير التصويت بنعم الأسبوع المقبل على الذهاب إلى جنيف، ويقيه سيل الانتقادات المنتظرة التي سترى في التفاوض مع النظام تنازلا مجانيا وخيانة. وقال كيري للحاضرين إن الروس عرضوا المساعدة على إقناع النظام بفتح ممرات إنسانية نحو بعض المناطق المحاصرة. ونصح بعدم طلب ممرات إنسانية في الشمال لأن الحدود مفتوحة مع تركيا، وأن جميع القوى ستستفيد منها من دون استثناء، خصوصا الأكراد. ودعا إلى التركيز على ملف المعضمية ودرعا وفتح ممرات آمنة إليهما.

وعقد كبار الموظفين في «خارجيات» الـ 11 صديقا لسوريا الاثنين الماضي اجتماعا متلفزا عن بعد، لمتابعة اجتماع لندن. وابلغ الأميركيون حلفاءهم انهم اتفقوا مع «الائتلاف» على تثبيت التاسع من الشهر الحالي كموعد نهائي غير قابل للتأجيل لبت الموقف من جنيف. وتحدث الأميركيون إلى المسؤولين في دول الخليج التي تمول المعارضة للضغط عليها وحسم القضية، ونصحوها بان التأخير ليس لمصلحتها، وانهم في «الائتلاف» غير قادرين على اتخاذ قرار نهائي. لكن عليهم ان يدفعوا بهم نحو التصويت بنعم، وعندها يمكن في المقابل مقايضة التصويت الإيجابي، بتطوير العرض الروسي بفتح ممرات آمنة نحو بعض المناطق المحاصرة، وتطبيق جزء من خطة المبعوث السابق كوفي انان.

ويذهب كيري الأحد المقبل، إلى الرياض في محاولة أخيرة لإقناع السعوديين بوقف الحرب على العملية السياسية في سوريا، وقبل يومين من انعقاد الاجتماع الثلاثي الروسي – الأميركي – الأممي في جنيف لتحديد موعد وأجندة للمؤتمر وتثبيته في 23 و24 من الشهر الحالي.

وفي اطار التمهيد لجنيف كان لا بد من وصل ما انقطع بين الروس و«الائتلاف». وبطلب روسي ينعقد لقاء ليومين، في 13 و14 من الشهر الحالي، يضم ممثلين من «الائتلاف» و«هيئة التنسيق»، و«الهيئة الكردية العليا»، وبعض الشخصيات السورية المستقلة، لتسهيل التواصل بين اطراف المعارضة. وبحسب مصادر سورية معارضة فقد وافق رئيس «المجلس الوطني» جورج صبرا على حضور الاجتماع.

وقد تحدث خلال لقاء موسكو مفاجأة. وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في لقاء متلفز إن موسكو تعتزم رعاية لقاء غير رسمي وغير ملزم بين السلطات السورية وممثلي المعارضة بحضور ممثلين عن فريق المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي والجانب الأميركي عشية «جنيف 2».

وفي اجتماع لندن قال كيري للحاضرين إن الروس رفضوا ذهاب وفد تقني من «الائتلاف» إلى اجتماع موسكو، ترأسه سهير الأتاسي المسؤولة عن وحدة الدعم والتنسيق، للبحث في قضايا الإغاثة. وابلغ الروس الأميركيين انهم لن يقبلوا بأقل من وفد سياسي من الصف الأول للمشاركة في اجتماع موسكو وإلا فلا.

وتتقدم الشراكة الروسية – الأميركية في تقرير العملية السياسية في سوريا ومستقبلها، والتعويض عن عجز النظام والمعارضة في التوصل إلى مخرج سياسي، بل صياغة إطار للحل يخرج عن خريطة الطريق التي رسمها جنيف وتلبي أولويات الطرفين قبل أي شيء آخر. إذ قال فورد، أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، ان المعارضة والنظام غير قادرين على الحسم عسكريا في المستقبل المنظور، ولذلك تعمل الولايات المتحدة مع روسيا والأمم المتحدة لتحقيق حل سياسي للأزمة. ووجد السفير الأميركي أن العثور على بديل معقول للأسد صعب جدا. وأضاف أن كل من يدعمون النظام ربما لا يريدون الأسد لكن ربما يريدون بديلا معقولا تطرحه المعارضة وهو أمر صعب، وقال انه علينا أن نقدم تطمينات للروس بشأن البديل.

وقال فورد، خلال مشاحنة مع السيناتور بوب كوركر، ان «المشكلة بحد ذاتها مأساوية، ونحن نريد مساعدتهم، لكن في النهاية على السوريين إصلاح المشكلة، وفي النهاية فان عليهم الجلوس حول الطاولة. كلما بدأ هذا الأمر بوقت أبكر سيكون أفضل، ولكن في الوقت الحالي فاننا سنواصل مساعدة المعارضة». واعتبر فورد انه منذ تخلت ادارة اوباما عن «خيار اللجوء الى القوة العسكرية» ضد النظام السوري، اصيبت المعارضة «بخيبة امل كبيرة». وقال «شعرت بالقلق لدى اناس تحدثت اليهم هناك». واضاف «اضطررت الى ان اشرح لهم ما هي اسباب الادارة الاميركية وشددت على ان هدفنا الاول هو ايجاد حل سياسي» عبر مؤتمر «جنيف 2».

الى ذلك، التقى المبعوث العربي والدولي الى سوريا الأخضر الإبراهيمي، الذي يعقد مؤتمرا صحافيا الساعة الثامنة من صباح اليوم قبل مغادرة دمشق الى بيروت، 15 شخصية من معارضة الداخل. وقال السفير الصيني في دمشق تشانغ شيونان، بعد اجتماعه مع الإبراهيمي، إن بكين تدعم بقوة عقد «جنيف 2» للتوصل إلى حل سياسي للأزمة فيها، مضيفا ان «الحل العسكري لا يمكن أن يفضي لأي مخرج لهذه الأزمة».

وقالت الأمينة العامة لحزب «سوريا الجديدة» سناء الناصر انها طلبت من الإبراهيمي أن «يكون الرئيس (الأسد) من المشاركين في المرحلة المقبلة، وما بعد جنيف 2 باعتباره مواطنا عربيا سوريا يحق له ممارسة حقه الديموقراطي كأي مواطن آخر، ولا نقبل بان يستبعد بأي شكل».

وقال محمود مرعي من «تجمع القوى الديموقراطية المدنية» إن «الحكومة صرحت بأنها ستحضر جنيف 2، لكن حتى الآن لم يدع احد (من المعارضة الموجودة في الداخل) الى المؤتمر». وأضاف ان «المعارضة غير موحدة، ونحن نؤيد وجود وفد موحد للمعارضة، ولكن ليس تحت رئاسة الائتلاف».

الزعبي يتهم الإبراهيمي بعدم فهم الواقع الميداني في سوريا ويدعوه ليكون وسيطاً نزيهاً

بيروت- (يو بي اي) اتهم وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بعدم فهم الواقع العسكري والميداني في سوريا، واتهمه بامتلاك أكثر من لغة لإرضاء طرف على حساب آخر، داعياً إياه ليكون وسيطاً حيادياً ونزيهاً في الأزمة السورية.

وقال الزعبي في تصريح لقناة (الميادين) اللبنانية الجمعة، إن الحكومة السورية كانت “متعاونة وإيجابية جدا” مع الإبراهيمي الذي زار مؤخراً سوريا للبحث بشأن مؤتمر (جنيف 2).

واضاف الوزير السوري أن المبعوث الأممي “يعكس عدم فهمه للواقع العسكري والميداني في سوريا”، ودعاه “لأن يكون مبعوثا أممياً حيادياً ووسيطاً نزيها وألا يطرح أفكارا ليست من اختصاصه”، متهماً إياه بـ”امتلاك أكثر من لغة وكأنه يريد أن يرضي طرفا على حساب آخر”.

وقال الزعبي إن “الإبراهيمي لم يملك الجرأة بتسمية الأشياء بمسمياتها كالقاعدة و(جبهة) النصرة”.

وكان الإبراهيمي وصل إلى دمشق يوم الإثنين الماضي، لإجراء مباحثات مع الأطراف السورية، وقد التقى بالرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية السوري وليد المعلم، ووفود من المعارضة السورية في الداخل، في إطار جولته للتحضير لمؤتمر “جنيف 2″ حول سوريا.

القوات النظامية تحاول فصل الاحياء الجنوبية لدمشق عن ريفها وتسيطر على بلدة قرب موقع للاسلحة الكيماوية

بيروت- (ا ف ب)- (رويترز): تتعرض الاحياء الجنوبية لدمشق والمناطق المحيطة بها الجمعة لقصف عنيف من القوات النظامية التي تحاول فرض “فكي كماشة” للفصل بين هذه المناطق التي تعد معاقل لمقاتلي المعارضة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني ومسلحين موالين لها “حققت تقدما في بلدة السبينة (جنوب دمشق) وسيطرت على مناطق فيها، وسط قصف عنيف تتعرض له البلدة منذ صباح اليوم”.

واشار إلى تسجيل “حالات نزوح ومخاوف شديدة على حياة المدنيين المتواجدين بكثافة في تلك المنطقة”.

واوضح عبد الرحمن ان القوات النظامية “تحاول التقدم في المناطق الجنوبية للعاصمة، وفرض فكي كماشة حول الاحياء الجنوبية وريف دمشق الجنوبي”، مشيرا إلى تعرض حي القدم في جنوب دمشق لقصف عنيف.

كذلك تدور اشتباكات بين اللجان الشعبية الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الاسد ومقاتلي المعارضة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق.

وكان المرصد افاد مساء الخميس عن مقتل ثمانية اشخاص على الاقل في قصف لقوات النظام على حي الحجر الاسود في جنوب دمشق.

ووضع المرصد القصف ضمن محاولة النظام “استعادة جنوب دمشق”، و”تأمين العاصمة في شكل كامل”.

ويسيطر مقاتلو المعارضة على جيوب على اطراف دمشق لا سيما في احياء برزة (شمال) وجوبر (شرق) والاحياء الجنوبية. وتحاول القوات النظامية منذ اشهر فرض سيطرتها على المناطق المحيطة بالعاصمة التي تعد معاقل للمقاتلين، بهدف منعهم من التقدم نحو دمشق.

ومن جهة أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات السورية الحكومية سيطرت على بلدة في شمال البلاد قريبة من موقع له صلة ببرنامج الأسلحة الكيماوية السوري بعد قتال عنيف استمر عدة أيام.

وتقع بلدة السفيرة على طريق استراتيجي يمكن استخدامه للتخفيف عن مناطق تسيطر عليها الحكومة في حلب القريبة. وكان مقاتلون معارضون ومنهم بعض المرتبطين بتنظيم القاعدة يسيطرون على البلدة.

وقال المرصد وهو جماعة مراقبة مقرها لندن إن قوات الحكومة سيطرت على بدلة السفيرة الاستراتيجية بعد اشتباكات وقصف عنيف استمر أياما.

لكن المرصد ولديه مصادر عديدة داخل سوريا لم يورد مزيدا من التفاصيل كما لم يرد تعليق فوري في وسائل الإعلام الحكومية السورية.

وتعمل فرق من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سوريا لنزع أسلحتها الكيماوية وقالت إن فرقها لم تتمكن من الوصول إلى موقعين للتفتيش بسبب خطورتهما.

ولم تحدد المنظمة الموقعين لكن مصدرا مطلعا على أعمالها قال أن احدهما في السفيرة التي تقع جنوب شرقي حلب.

وقالت المنظمة إن موقع الاسلحة الكيماوية نفسه كان تحت سيطرة الحكومة لكنه أخلي من معداته بسبب القتال الدائر على مقربة.

روسيا تأمل بعقد مؤتمر للسلام بشأن سوريا قبل نهاية العام

موسكو- (رويترز): قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف إنه يأمل في عقد مؤتمر دولي للسلام بشأن سوريا قبل نهاية العام رغم ما تردد عن خلافات مع الولايات المتحدة بشأن تمثيل المعارضة في المؤتمر.

وناشد ميدفيديف طرفي الصراع في الحرب الاهلية السورية تقديم تنازلات وانتقد المعارضة لمطالبتها بضمانات لرحيل الرئيس السوري بشار الاسد كشرط لمشاركتها في المحادثات.

وقال ميدفيديف لرويترز في مقابلة جرت في ساعة متأخرة الليلة الماضية “آمل ان يكون من الممكن عقد المؤتمر بحلول نهاية هذا العام لكننا ندرك ان نفوذ كل الاطراف المشاركة محدود”.

واستطرد “الامر يتوقف بدرجة كبيرة على موقف الاطراف السورية. نحن ندفعهم في هذا الاتجاه وآمل ان يفعل نفس الشيء كل من يتحدث مع الدوائر المختلفة في سوريا”.

وأضاف “انها عملية صعبة وعلى الجميع تقديم تنازلات بمن في ذلك بالطبع زعماء المعارضة والحكومة السورية”.

ومن المقرر ان يلتقي مبعوثو الولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة في جنيف يوم الثلاثاء القادم في اطار الاستعداد للمؤتمر الذي تأخر طويلا والذي اقترحته موسكو وواشنطن في باديء الامر في مايو ايار.

ومن المرجح تأجيل آخر موعد مستهدف معلن للمؤتمر وهو 23 نوفمبر تشرين الثاني. وذكرت مصادر قريبة من المفاوضات ان نقطة الخلاف الرئيسية هي دور ائتلاف المعارضة السورية الذي يدعمه الغرب.

وتقول دول غربية وخليجية معارضة للاسد انه يجب ان يكون هناك “وفد واحد ممثل للنظام السوري ووفد واحد للمعارضة” يقوده الائتلاف الوطني السوري المعارض.

وترى روسيا ان الائتلاف هو مجرد جزء من المعارضة واقترحت وجود عدة وفود منها وفد لشخصيات مقيمة في دمشق تغض الحكومة عنها الطرف لتمثل خصوم الاسد.

وقال ميدفيديف “أعتقد ان الافكار التي تطرح في بعض الاحيان -دعونا نضع الرئيس الاسد جانبا ثم نتفق بعد ذلك على كل شيء- غير واقعية مادام الاسد في السلطة.

“هو ليس مجنونا. يجب ان يحصل على بعض الضمانات او بأي حال.. نوع من المقترحات بشأن تطوير الحوار السياسي داخل سوريا نفسها بخصوص الانتخابات المحتملة ومصيره الشخصي”.

ولمح الاسد الشهر الماضي الى انه قد يخوض الانتخابات المقررة العام المقبل أملا في تولي فترة رئاسية جديدة.

وذكر ميدفيديف ان الاسد ربما يكون قلقا بسبب المصير الذي لقيه الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك الذي أطاحت به انتفاضة شعبية وقدم للمحاكمة او الزعيم الليبي السابق معمر القذافي الذي قتل بوحشية بعد الاطاحة به.

وقال ميدفيديف “عليك ان تتفق على انه حين يتذكر مصير مبارك او العقيد معمر القذافي…لن يتحسن مزاجه على الارجح. ولذلك لا يمكن ان تقول فقط (ارحل وبعدها سنتفق على كل شيء)”.

واطيح بالقذافي حين طلب ميدفيديف -وحينها كان رئيسا لروسيا- من الوفد الروسي في الامم المتحدة عدم تعطيل قرار في مجلس الامن مهد الطريق لتدخل حلف شمال الاطلسي في ليبيا. وتعهد ميدفيديف والرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين بالا يحدث هذا مجددا في سوريا.

وعبر ميدفيديف عن استيائه من اضطرار روسيا الى اخلاء سفارتها في طرابلس بعد ان هاجمتها حشود غاضبة في اكتوبر تشرين الاول.

وقال “أي دولة تلك التي لا تستطيع ان تكفل الأمن الاساسي للدبلوماسيين. قلت حين كنت رئيسا انه لا يمكننا ان نسمح بتطور الاحداث بهذا الشكل في سوريا”.

الإبراهيمي: جنيف 2 لن يعقد في حال رفضت المعارضة السورية المشاركة

دمشق- (ا ف ب): اعلن الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي اليوم الجمعة ان مؤتمر جنيف 2 للتوصل الى حل سياسي للازمة السورية لن يعقد في حال رفضت المعارضة المشاركة فيه، وذلك في ختام زيارة لدمشق ضمن جولة اقليمية تحضيرا لهذا المؤتمر.

وقال الابراهيمي في مؤتمر صحافي “لنبق متفائلين ونقل ان الجميع سيحضر. تقديري الشخصي انه اذا لم يكن ثمة معارضة اطلاقا لن يكون هنالك مؤتمر. المؤتمر معقود للسوريين، ليس للدول ولا للامم المتحدة”.

واضاف “حضور المعارضة اساسي، ضروري، مهم”، مشيرا الى ان “كل الذاهبين لحضوره سيأتون فقط من اجل مساعدة السوريين على الاتفاق فيما بينهم ومعالجة قضاياهم”.

وقال الابراهيمي قبيل مغادرته دمشق التي وصلها الاثنين، ان المؤتمر المزمع عقده في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل ستدعى اليه “دول ومنظمات اقليمية ودولية، والاطراف السورية”.

واشار إلى ان “الحكومة السورية اكدت قبولها المشاركة في المؤتمر”، في حين ان “المعارضة سواء كان الائتلاف (الوطني لقوى الثورة والمعارضة) او الاطياف الاخرى من المعارضة (في الداخل) لا يزالوا يبحثون عن وسيلة تمثيلهم في مؤتمر جنيف”.

الا ان الابراهيمي اعتبر ان “معظم الناس يريدون الحضور في هذا المؤتمر لان الكل يقدر الا طريقة اخرى لمحاولة الخروج من هذه الكارثة التي اصابت سوريا”، في اشارة الى النزاع الدامي المستمر منذ 31 شهرا.

وتطالب المعارضة السورية بان يتمحور أي حوار لايجاد حل للازمة السورية حول عملية انتقالية تنتهي برحيل الاسد، بينما يرفض النظام مجرد البحث في هذا الموضوع، معتبرا ان القرار فيه يعود للشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع.

غضب إسرائيلي على واشنطن بسبب اتهام طيرانها الحربي بقصف موقع صواريخ بسورية

تل أبيب- (يو بي اي): أثار تأكيد مصدر أمريكي على أن الطيران الحربي الإسرائيلي هو الذي نفذ غارة في الأراضي السورية غضبا كبيرا في إسرائيل، التي اعتبرت أن الولايات المتحدة تلحق بها أضرار.

وقالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الجمعة إن تسريب الولايات المتحدة معلومات مفادها أن سلاح الجو الإسرائيلي هو الذي أغار على موقع في الأراضي السورية وقصفه، أمس الأول، “جعل مسؤولين كبار في القدس يستشيطون غضبا”.

وكانت شبكة (سي ان ان) التلفزيونية الأمريكية قد نقلت عن مصدر أميركي، أمس، تأكيده على أن سلاح الجو الإسرائيلي هو الذي أغار على موقع سوري فيه صواريخ دفاعية من طراز (اس ايه – 17) المضادة للطيران.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية أن التقديرات هي أن هذه الصواريخ كانت ستنقل من سوريا إلى حزب الله في لبنان.

وأضافت الصحيفة أن التسريب الأمريكي يعكس عمق الخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، خاصة وأن هذه المرة الثالثة التي تسرب فيها واشنطن معلومات حول غارات جوية إسرائيلية في سوريا.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في الحكومة الإسرائيلية قولها إن “هذه التسريبات تعبر عن مخاوف الولايات المتحدة من إشعال حريق (أي حرب) إقليمي” وأن التخوف الأمريكي هو من أن الرئيس السوري، بشار الأسد، “سيشعر أنه لا يمكنه تجاهل الغارة وأنه في هذه المرحلة أو في وقت لاحق سينضم إليه حزب الله وربما إيران أيضا”.

وتابعت المصادر الإسرائيلية أن “هذا التسريب الأميركي خطير جدا، خاصة أنه يأتي من جهة دولة هي حليفة إستراتيجية لإسرائيل”.

وقالت الصحيفة إن الصواريخ التي تم قصفها في الأراضي السورية تشكل خطرا على الطيران الحربي الإسرائيلي الذي يحلق باستمرار في الأجواء اللبنانية وأنها “ستشكل خطرا على حرية تحليق سلاح الجو الإسرائيلي إذا ما وصلت إلى أيدي حزب الله”.

منشآت انتاج الاسلحة الكيميائية في سورية لم تعد صالحة للاستعمال

فرنسا تعتبر ان ‘الهدف هو انجاح مؤتمر جنيف’ حول دمشق

عواصم ـ وكالات: اعلنت المنظمة المكلفة الاشراف على تدمير الترسانة الكيميائية السورية الخميس ان منشآت انتاج الاسلحة الكيميائية السورية اصبحت غير قابلة للاستعمال قبل المهلة المحددة في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر.

جاء ذلك فيما اتهم ائتلاف المعارضة السورية الخارجية الروسية امس الخميس بـ ‘الافتراء’ على الثورة السورية، وذلك بعدما أعربت أمس عن قلقها من أنباء عن استخدام ‘متطرفين’ لسلاح كيميائي ضد بلدة رأس العين ذات الغالبية الكردية قرب الحدود مع تركيا.

وطالب الائتلاف في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية ‘د.ب.أ’ نسخة منه الخارجية الروسية ‘بعدم إثارة الإشاعات وتلفيق الأكاذيب والادعاءات ضد الثورة السورية’، معتبرا تصريح الوزارة ‘نوعاً من الاستخدام الوضيع للتاريخ المؤلم الذي مر بإخوتنا الأكراد عموماً وأبناء الشعب السوري منهم على وجه الخصوص’.

وأضاف البيان أن الشعب السوري ‘ينتظر من دولة راعية لمؤتمر سلام، على حد زعمها، أن تلتزم الحياد على الأقل، إن لم تستطع الاعتراف بالأهداف المحقة والتطلعات المشروعة للسوريين في سبيل نيل الحرية والعدالة’.

وقالت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ان ‘سورية انجزت عملية جعل منشآتها لانتاج وتجميع الاسلحة الكيميائية غير قابلة للاستعمال’.

واضافت ان سورية التزمت بقرار المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية التي طلبت منها انجاز ‘عملية التدمير هذه في اسرع وقت ممكن وفي موعد اقصاه الاول من تشرين الثاني/نوفمبر 2013′.

وزار الخبراء 21 من اصل 23 موقعا معلنا من قبل سورية و39 من 41 منشأة في هذه المواقع. وقد تجنبوا الموقعين المتبقيين ‘لاسباب امنية’.

وقال تقرير للمدير العام للمنظمة مؤرخ في 25 تشرين الاول/اكتوبر قدم الى المجلس التنفيذي وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه ان 18 من هذه المنشآت مخصصة للانتاج و12 للتخزين وثماني منشآت متنقلة تهدف الى التجميع وثلاث وصفت بشكل عام بانها ‘منشآت مرتبطة بالاسلحة الكيميائية’.

واضاف التقرير ‘لكن سورية قالت ان هذه المواقع متروكة وعناصر برنامج الاسلحة الكيميائية التي كانت فيها نقلت الى مواقع اخرى تم تفتيشها فعلا’.

واكدت المنظمة في البيان ان عمليات التفتيش انتهت بذلك ‘ومجمل المنشآت اصبحت غير صالحة للاستعمال’.

واضافت ان ‘المرحلة المقبلة ستبدأ في 15 تشرين الثاني/نوفمبر الموعد الذي سيتبنى المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية خطة مفصلة للتخلص من الترسانة الكيميائية السورية’.

وكلفت المنظمة التي حصلت بداية تشرين الاول/اكتوبر على جائزة نوبل، الاشراف على ازالة ترسانة السلاح الكيميائي السوري بموجب قرار لمجلس الامن.

ونص القرار 2118 على ازالة ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية بحلول منتصف 2014.

وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اكد الاثنين ان سورية احترمت المهلة المحددة بالاول من تشرين الثاني/نوفمبر لتدمير قدراتها على انتاج الاسلحة الكيميائية رغم ان مفتشي وكالة حظر الاسلحة الكيميائية لم يتمكنوا من زيارة كل المواقع.

واكد بان في تقرير لمجلس الامن الدولي ان مفتشي منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ‘اكدوا تدمير قدرات انتاج (المواد الكيميائية) وخلطها وتعبئتها في كافة المواقع′ التي زاروها. وكانت المنظمة قالت في وقت سابق ان مفتشيها انهوا عمليات التحقق في 21 موقعا من 23 وتعذر عليهم زيارة موقعين لدواع امنية.

واضاف الامين العام في التقرير ‘ان التدمير العملي لقدرات الانتاح المعلنة من قبل سورية سيتم كما هو منتظر في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر’.

واستخدم المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية الاعلان الذي قدمته سورية الخميس لكي تحدد بحلول 15 تشرين الثاني/نوفمبر مختلف المواعيد والمهل لازالة ترسانة الاسلحة الكيميائية لسورية التي اصبحت رسميا عضوا في اتفاقية ازالة الاسلحة الكيميائية في 14 تشرين الاول/اكتوبر.

وتنص اتفاقية حظر الاسلحة الكيميائية على ‘وجوب ان تعلن اي دولة عضو الانشطة او المنشات التي تحظرها الاتفاقية ولكن يمكن رغم ذلك اخضاعها لعمليات تحقق روتينية بهدف التاكد من الطابع السلمي للانشطة التجارية’.

واوردت المنظمة ان سورية التي انضمت الى الاتفاقية رسميا في 14 تشرين الاول/اكتوبر، التزمت ايضا النص المذكور.

وصدر قرار الامم المتحدة في ضوء اتفاق روسي امريكي على تفكيك الترسانة الكيميائية السورية ابعد شبح تدخل عسكري امريكي ضد النظام السوري.

ويقول الخبراء ان سورية تملك اكثر من الف طن من الاسلحة الكيميائية بينها 300 طن من غاز الخردل.

من جهة اخرى اعتبر رئيس الحكومة الفرنسية جان مارك ايرولت الخميس في مقابلة مع صحيفة ‘كومرسانت’ الروسية ان ‘الهدف هو انجاح’ مؤتمر جنيف-2 حول سورية وان يؤدي الى ‘تشكيل حكومة انتقالية بكامل الصلاحيات’.

وقال ايرولت الذي يبدأ الخميس زيارة لمدة يومين لروسيا ‘مع استعمال نظام دمشق اسلحة كيميائية ضد شعبه (…) فان فرنسا تفتخر بانها اعتبرت على غرار عدد كبير من شركائها انه لم يعد من الممكن البقاء بدون رد فعل’.

واضاف ‘بدون هذا الضغط، انا مقتنع بانه ما كان سيتحقق اي تقدم في تفكيك الترسانة الكيميائية السورية التي كان بشار الاسد ينفي وجودها حتى في الصحافة الدولية’.

واوضح ‘انا مسرور لكون روسيا اتخذت المبادرة وانه اصبح بالامكان تخطي عائق كبير وطويل في مجلس الامن الدولي بتبني القرار 2118 بالاجماع بتاريخ 27 ايلول/سبتمبر’.

وقال ايضا ان ‘الهدف هو انجاح مؤتمر جنيف-2′ مضيفا ان ‘هذا الامر يتطلب توفير الشروط كي يشارك الائتلاف الوطني السوري المعارض في المؤتمر وان يؤدي الى تشكيل حكومة انتقالية تتمتع بكامل الصلاحيات التنفيذية بما في ذلك صلاحيات الرئاسة’.

واكد ايرولت ان ‘فرنسا تعمل على هذا الاساس. وهي طبيعيا مستعدة للعمل مع روسيا وسنبحث ذلك بدون شك مع (رئيس الوزراء) ديمتري مدفيديف’.

ويجري ايرولت محادثات الخميس مع نظيره الروسي مدفيديف.

إذا لم يمنح جنيف ـ 2 أملا للسوريين فلا داعي لعقده.. ويجب حشر الأسد في الزاوية قبل ذلك

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ في جنوب تركيا يلتقي المتطوعون الأجانب في بيوت آمنة يقيمون فيها لفترة حتى يتم ترتيب رحلتهم لداخل سورية، للإنضمام والقتال في واحدة من الفصائل المترتبطة بتنظيم القاعدة. ويعتمد المتطوعون على شبكة من المهربين تقوم بنقل المقاتلين هؤلاء، ومنهم بريطانيون الى سورية عبر الحدود الطويلة مع تركيا، ونقلت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ عن متطوعين قولهم إن مئات من المتطوعين يحضرون يوميا لجنوب تركيا.

وقال أبو عبدالرحمن وهو مقاتل أردني يشرف على تنظيم واستقبال القادمين الجدد أنه يقوم بالإشراف على ‘الترتيبات’ قبل عملية نقلهم للداخل.

وتقول الصحيفة أن أبو عبدالرحمن تحدث اليها من خلال وسيط عبر ‘سكايب’حيث يشرف على نقل المقاتلين الراغبين للإنضمام للدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). وعن طبيعة الترتيبات يقول أبو عبدالرحمن أنها تدور حول الشروط التي يضعها التنظيم على الراغبين بالدخول لسورية قائلا أن من يريد الدخول يجب ان يكون أولا مسلما، وثانيا تتم عملية بحث وتحقق في شخصية المتطوع للتأكد من أنه ليس عميلا، وفي حالة كان المتطوع أجنبيا، يعني غير عربي، فهو بحاجة لتوصية من أحد أفراد التنظيم.

وعن طبيعة المخابىء التي يتم فيها وضع المتطوعين فهي عبارة عن شقق يتم استئجارها في القرى والبلدات الحدودية مع سورية. وفي العادة ينتظر المتطوع أسابيع حتى يتم التأكد من هويته وترتيب اجراءات دخوله لسورية. كما وتستخدم الشقق هذه كأماكن للإستراحة لمقاتلي القاعدة القادمين من الجبهات السورية. ويقدر محللون عدد المقاتلين الأجانب بحوالي 10 آلاف يقاتلون مع الفصائل داخل سورية، ومن بين هؤلاء مقاتلون صقلتهم التجربة في العراق وافغانستان.

وتنقل عن أبو عبدالله وهو متطوع استرالي قوله أنه ترك بلاده وجاء إلى سورية لأن ‘اسلوب الحياة الغربي فيها لا يتطابق مع الإسلام’ اضافة إلى غضبه من المذابح التي يرتكبها الرئيس السوري بشار الأسد ضد شعبه.

وقال ‘عندما ترى الاطفال يقتلون والنساء يغتصبن أمام أعين أفراد العائلة، فقط لأنهم يصلون، فما عليك الا ان تتأثر، وقد قال الرسول محمد انه إذا اصيب جزء من الجسد فإن سائر الجسد يتداعى بالسهر والحمى’. مضيفا أنه جرح مسلم واحد وأي شيء يرتكب ضد الاسلام فعلينا أن نتفاعل’.

وعندما حاول ابو عبدالله اقتباس آيات من القرآن نسي واعتذر قائلا أنه ليس عالما بالدين ‘غفر الله لي’. وتنقل عن تشارلس ليستر من ‘إي أتش أس جينز للإستشارات الدفاعية قوله ‘هناك مؤشرات عن زيادة أعداد المقاتلين الأجانب في سورية، وبالنظر إلى طبيعة وجود داعش فالتوزع الجغرافي للمقاتلين الأجانب يتوسع، ويمكن فعل هذا بشكل سهل نتيجة لتدفق المقاتلين عبر الحدود’.

فيما نقلت عن محلل آخر قوله أن تركيا كانت ‘تغض الطرف’ عن تدفق الجهاديين الأجانب الذين يعبرون الحدود الى سورية، بما في ذلك عبر مدينة أنطاكية عاصمة إقليم هاتاي.

وقد أدى هذا إلى تحول المقاتلين الأجانب إلى شوكة في جنب تركيا حيث قاموا بالسيطرة على البلدات والقرى السورية القريبة من الحدود مع تركيا.

نفي تركي

ويرفض المسؤولون التحليلات هذه ويحملون المجتمع الدولي مسؤولية بروز الجماعات الجهادية بسبب عدم حل القضية السورية، وأكد مسؤول تركي ‘لم نكن في يوم من الايام متساهلين مع هذه القضية، ولا نتسامح مع وجود المتطرفين داخل حدودنا او على ترابنا’، مضيفا أنه لو قام الجهاديون بعبور الحدود لسورية فقد تم هذا ‘بدون علمنا ووجود المتطرفين داخل سورية يمثل قلقا لنا مثلما يقلق بقية الدول الأخرى، والسبب في زيادة عدد الجهاديين الأجانب لأن المجتمع الدولي فشل في حل الازمة’.

ودعا المسؤول الدول الغربية عدم الأكتفاء بتوجيه اللوم لبلاده والعمل على مراقبة أبناء بلادهم ممن يسافرون الى سورية ‘وحتى تتوفر لدينا المعلومات ان هؤلاء اعضاء في تنظيم القاعدة، فليس بيدنا وقفهم طالما يحملون وثائق صحيحة’.

ويقوم الأمن التركي بملاحقة ومتابعة تحركات ناشطي القاعدة في الجنوب التركي حيث قام بسلسلة من المداهمات لعدد من البيوت الآمنة، وبدأت الحكومة التركية بتحسين كفاءة مراقبة الحدود، وما يعوق عملهم هو طول الحدود اضافة لاستمرار تدفق المتطوعين باعداد كبيرة. وفي حالة اعتقال الشرطة أجانب فانها تجد صعوبة في الأبقاء عليهم رهن الإحتجاز أو ترحيلهم لعدم توفر الأدلة لديها عن تورطهم في أعمال غير قانوني.

ولاحظ التقرير أن الجهاديين في بلدة كلس التي لا تبعد سوى أربع ساعات بالسيارة عن مدينة انطاكية يشعرون بالراحة ويتحركون بحرية في شوارعها ومقاهيها ويلتقون اصدقاءهم في الفنادق.

وتحدثت الصحيفة الى أحد اعضاء ‘داعش’ في واحد من هذه الفنادق وقال أن الأتراك يعاملونهم معاملة جيدة.

سوق مفتوحة في أنطاكية

ولاحظ تقرير في صحيفة ‘لوس انجليس تايمز′ الدور الذي تلعبه المدن الحدودية التركية بتأمين الإحتياجات اللوجيستية للمقاتلين، وكيف أنها أصبحت محط رحال القادمين من دول الخليج من المتبرعين المحملين بالنقود التي تستخدم لشراء معدات القتال. ففي انطاكية تنتشر المحلات التي تبيع الملابس العسكرية والمتعلقات الحربية.

وينقل عن صاحب واحدة منها واسمه مروان قوله ‘ بالتأكيد، نحن نسلح الكتائب والفرق في سورية’، مضيفا أنه يتلقى زيارات من قادة بشكل شبه يومي، ويقوم بترتيب ‘طلبيات’ مكونة من 500 وحدة’. ويقول التقرير أن سيطرة الجماعات المسلحة على مناطق واسعة من شمال سورية أدى إلى تحول جنوب تركيا لمخزن واسع يشتري منه المقاتلون والجماعات المسلحة كل ما يحتاجونه للمعركة من الخنجر، إلى الزي العسكري، والمناظير والعطور.

ولهذا السبب تحولت مدينة أنطاكية التي تقع على ‘طريق الحرير’ الشهير لمركز مزدهر يقصده المقاتلون المحملون بأموال البترودولار حيث يأتون باحثين عن أقنعة للغاز، ومخازن للذخيرة، وسراويل بجيوب متعددة.

وفي انطاكية لا يتم بيع السلاح بشكل مفتوح لأن الحكومة التركية تضع الكثير من القيود على التعامل به.

ويصف مراسل الصحيفة المظهر الداخلي للمحلات المتخصصة بهذه الأدوات التي تقوم بجذب من لديه أموال يريد ‘حرقها’ أو انفاقها. وتنقل عن مروان قوله ‘قطر تدعم، السعودية تدعم، وبعض الأغنياء يريدون الجهاد يدعمون’، ويقول أن المقاتلين يأتون من ‘ليبيا والمغرب والأردن، وكلهم يريدون الجهاد في سبيل الله’، ولهذا تحمل الألبسة والقبعات الرياضية عبارات مثل ‘لا إله إلا الله’.

ويعرف أصحاب المحلات ما يحتاجه الزبائن من مواد وشعارات تكتب على الملابس، فأصحابها هم أتراك، ولكن العاملين فيها هم من السوريين الذين يتحدثون للزبائن بالعربية. وينقل عن عامل آخر اسمه محمد قوله أن بعض الشبان يريدون في ملابسهم متابعة صرعات الأزياء حتى عندما يذهبون للقتال، فقد جاء أحدهم وطلب من محمد زيا عسكريا ولكن بتصميم لبناني.

تفكيك العراق وسورية

ليست تركيا هي فقط المعبر الوحيد للمقاتلين والسلاح، فالحدود مع العراق التي أصبحت في فهم ‘داعش’ مرتبطة بالحرب الأهلية في سورية تمثل أيضا معبر للمقاتلين والسلاح.

وفي هذا السياق كتب باتريك كوكبيرن يوم الاثنين في صحيفة ‘اندبندنت’ عن أثر الحرب في السورية على العراق التي قال أنها حولت مناطق شاسعة في شرق سورية وغرب العراق إلى محور حرب.

ويقوم مقاتلون مسلحون بعتاد جيد بشن عمليات انتحارية. فمما لا شك فيه أن الدولة الإسلامية في العراق والشام تتوسع وتزيد قوتها كل يوم، والتقدم الذي حققته داعش معروف وغطته الصحف بشكل جيد، مما أدى إلى تردد أمريكا وحلفائها حول سورية وإن كانوا يريدون استبدال الأسد بمتطرفين سنة. أما الجانب الذي لا يعرفه الكثيرون فهو سيطرة داعش على مناطق واسعة في غرب العراق.

ويقول الكاتب أن هذا الجانب من القصة ليس مغطى بشكل جيد لان المنطقة أصبحت خطيرة على الصحافيين التي تم اختطاف فيها حوالي 16 صحافيا أجنبيا. ولم يعد المقاتلون السوريون الذين كانوا يوفرون الحماية للصحافيين الاجانب قادرين على حمايتهم من داعش وجبهة النصرة أو أحرار الشام. كما أن العراق الذي كانت فنادقه تعج بالصحافيين محط اهتمام للصحافة.

ويشير الكاتب إلى أن مناطق الأنبار غرب بغداد أصبحت مركزا لنشاط القاعدة التي عادت إليها بعد أن أخرجت منها خاصة في الفلوجة والموصل في شمال العراق التي تقوم القاعدة بفرض أتاوات على أصحاب البقالات ومحلات الهواتف النقالة وشركات البناء وتحقق في الشهر 8 ملايين دولار أمريكي.

ويحدث هذا لأن القاعدة تعيد إعادة أحياء نشاطها بسبب ما يحدث في سورية.

ويرى أن فشل الحكومة في بغداد العاجزة والطائفية في الإستجابة لمطالب السنة أدى إلى زيادة شعبية القاعدة.

ويرى أن الحرب لا تفكك سورية فقط بل العراق ومن هنا فنهاية الحرب تعني سورية مقسمة وعراقا مقسما.

ديكتاتور

وليس غريبا أن يربط نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي الذي يزور واشنطن وسيجتمع مع الرئيس باراك أوباما بين أمن العراق ونهاية الحرب في سورية.

وترى صحيفة ‘الغارديان’ في افتتاحية لها ‘أصدقاء كهؤلاء’ أن المالكي يعتبر المسؤول الأول عن العنف وعدم الإستقرار في العراق حيث لا تزال التفجيرات تحصد يوميا آلاف القتلى، وسقط في شهر إيلول (سبتمبر) وحده حوالي ألف عراقي جراء العمليات.

وترى أن عدم قدرة الولايات المتحدة لإنهاء المهمة التي بدأتها واضح في العراق. فمع أن العمليات العسكرية الأمريكية قد انتهت هناك منذ عامين إلا أن الحرب الاهلية لم تنته، مشيرة إلى أن عام 2013 يعتبر الاكثر دموية في العراق منذ عام 2008 حيث تشهد البلاد ما معدله 70 سيارة مفخخة شهريا.

وآخر من استهدفتهم حكومة المالكي هم جماعات الصحوة التي أسهمت بتعاونها مع القوات الامريكية بتخفيض العنف وهزيمة القاعدة. وترى أن معظم التوتر الحالي في العراق ناتج عما أسماه عدد من المشرعين الامريكيين عن الطريقة الديكتاتورية التي يدير من خلالها نور ي المالكي البلاد.

وتتهمه الصحيفة بتمزيق العملية السياسية واتفاقات المشاركة في السلطة.

وقام بعملية تطهير شرسة ضد معارضيه تحت شعار ‘اجتثاث البعث’، كما أنه سمح او غض الطرف عن الطائرات الإيرانية المحملة بالأسلحة التي عبرت المجال الجوي العراقي في طريقها لسورية. فحملة المالكي ضد السنة تحمل نفس المنطق الذي يستند عليه بشار الاسد الذي يقول أنه يقاتل الجهاديين المتطرفين. ومن هنا ترى في زيارته لواشنطن مناسبة غير مريحة لأوباما.

وترى الصحيفة أن الرئيس الأمريكي محق في فك الإرتباط مع سياسات سلفه جورج بوش، ومحق في عدم التورط عسكريا في سورية. مشيرة في الوقت نفسه إلى أن هذه السياسات تؤثر على مصالح حلفائه وهو ما بدا من الغضب السعودي، فالرياض غير راضية عن أوباما لتخليه عن حسني مبارك وتعاونه من الأخوان المسلمون، وغاضبة لعدم ضربه الأسد، كل هذا لا يعني أن السعوديين محقون في مواقفهم، فهناك واقع جديد في المنطقة أدى الى نهاية النظام القديم .وترى الصحيفة في النهاية أن مصالح أمريكا متداخلة بالضرورة مع مصالح حلفائها وعليها الاستماع اليهم.

وفي الوقت الذي يتراجع التأثير الأمريكي في المنطقة فإن أي تقدم في الملفات العالقة يظل رهن التحرك الامريكي.

وفي الوقت الحالي يعتبر الملف السوري وتدمير ترسانتها الكيماوية على قائمة الأولويات، أما جنيف-2 فهناك مؤشرات على عدم انعقادها في وقتها المحدد وهو 23 تشرين الثاني (نوفمبر) خاصة بعد تصريحات الأسد التي دعا فيها لوقف الدعم الخارجي للجماعات المعارضة ‘الارهابية’ كما يصفها.

خلق الظروف المناسبة

وترى صحيفة ‘التايمز′ في افتتاحية ‘سلام صعب’ أن تأجيل المؤتمر يظل خيارا أحسن من عقده والفشل في تحقيق تقدم. وتعتقد أنه من الضرورة تحقيق الظروف لانجاحه.

وهي متعلقة بشعور الأسد انه محاصر وقد وصل نهايته السياسية والمالية، والإعتراف ان المشاركة السياسية هي المخرج الوحيد للأزمة.

وتقول أنه يجب تأجيل جنيف-2 حتى الصيف المقبل حيث ستنتهي الفرق الدولية من تدمير الأسلحة الكيماوية أي تجريد الأسد من مصدر قوته. كما ودعت إلى أهمية إبقاء الخيار العسكري مفتوحا ووضع الأسد عند حده قبل أن يسوي بلاده بالتراب.

والأسباب الداعية لتأجيل المؤتمر نابعة من حالة الثقة التي يعيشها الأسد فهو كما تقول يقوم بالأملاء لعقد مؤتمر يحتاج الغرب لانعقاده مثل حاجة الأسد اليه. مشيرة إلى عزله قدري جميل نائب رئيس الوزراء الذي اتهمه بعقد لقاءات بدون الرجوع للقيادة.

وتعتقد ‘التايمز′ أنه من العبث عقد مؤتمر سينتهي بالفشل سواء شاركت فيه إيران أم لم تشارك. فإذا لم يمنح المؤتمر أملا للسوريين فليست هناك حاجة لعقده.

وتضيف أن النذر لم تكن مبشرة لعقد المؤتمر بعد تبخر الضغط العسكري على النظام السوري، وإلغاء أمريكا الضربة العسكرية مما يعني بقاء الاسد في السلطة طالما ظلت في سورية علبة غاز سام وحيدة.

وهناك عدم اهتمام من المعارضة المنقسمة على نفسها بالمؤتمر، فهذه وأن لم تستطع هزيمة الاسد إلا أنها بضرب المؤسسات التابعة له وتقوم بشل عمل حكومته، ويضاف إلى هذا أن المعارضة الجهادية لن تستمع لمطالب وقف الحرب ضد الاسد.

الابراهيمي: لا «جنيف 2» من دون المعارضة السورية

أكد المندوب الدولي للأمم المتحدة في سوريا الأخضر الإبراهيمي، اليوم، أن مشاركة المعارضة السورية في مؤتمر «جنيف 2» للسلام في البلاد، ضرورية لعقد المؤتمر، وذلك في ختام زيارته لدمشق. من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف إن وضع رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة شرطاً مسبقاً لعقد مؤتمر «جنيف 2»، غير مقبول.

أعلن الموفد الدولي لسوريا الأخضر الإبراهيمي، اليوم، أن مؤتمر «جنيف 2» للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية لن يعقد في حال رفضت المعارضة المشاركة فيه، وذلك في ختام زيارة لدمشق ضمن جولة إقليمية تحضيراً لهذا المؤتمر.

وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي «لنبق متفائلين ونقل إن الجميع سيحضرون. تقديري الشخصي أنه إذا لم يكن ثمة معارضة إطلاقاً فلن يكون هنالك مؤتمر. المؤتمر معقود للسوريين، لا للدول ولا للأمم المتحدة». كما أضاف «حضور المعارضة أساسي وضروري ومهم»، مشيراً إلى أن «كل الذاهبين لحضوره سيأتون فقط من أجل مساعدة السوريين على الاتفاق في ما بينهم ومعالجة قضاياهم».

ولفت الإبراهيمي، قبيل مغادرته دمشق التي وصلها الاثنين، إلى أن المؤتمر المزمع عقده في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل ستدعى إليه «دول ومنظمات إقليمية ودولية، والأطراف السورية».

كذلك، أشار الموفد الدولي إلى أن «الحكومة السورية أكدت قبولها المشاركة في المؤتمر»، في حين أن «المعارضة سواء كان «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» أو الأطياف الأخرى من المعارضة في الداخل، لا يزالون يبحثون عن وسيلة تمثيلهم في مؤتمر جنيف».

إلا أن الإبراهيمي اعتبر أن «معظم الناس يريدون الحضور في هذا المؤتمر لأن الكل يقدر أنه لا طريقة أخرى لمحاولة الخروج من هذه الكارثة التي أصابت سوريا وتهدد المنطقة بأسرها ومناطق أخرى من العالم».

إلى ذلك، شدد على أن «لا حلّ عسكرياً للأزمة في سوريا، ويحب العمل على حل سياسي».

يذكر أن تصريحات الإبراهيمي، الذي انتقل الى بيروت في ختام زيارته لدمشق، أتت ضمن جولة إقليمية هدفها التحضير لمؤتمر «جنيف 2»، شملت دولاً عدة؛ أبرزها تركيا وقطر وإيران.

وقال في مؤتمره الصحافي «سأعود إلى جنيف بعد استكمال هذه الجولة، ويوم الثلاثاء سيكون لنا لقاء مع وفد روسي ووفد أميركي لمواصلة التحضير لهذا المؤتمر»، مشيراً إلى سعي لعقده «خلال الأسابيع المقبلة وليس العام المقبل».

على صعيد آخر، وفي ما خص الوضع الإنساني في سوريا، اعتبر الموفد الدولي أنه «غير مقبول»، قائلاً إنه «لا بد للمجتمع الدولي من أن يساعد بالقدر الممكن، ولكن لا بد أيضاً للأطراف السورية من أن تمكن المجتمع الدولي من إيصال المساعدات إلى من يستحقها».

وأشار إلى أن «ثمة أطفالاً في المعضمية لم يروا الخبز منذ تسعة أشهر، وهناك الممارسات التي لا تقبل من الحكومة ولا من المعارضين المسلحين منهم وغير المسلحين»، مضيفاً إن «ثلث سكان سوريا متأثرون لما يجري فوق أرضهم».

في سياق منفصل، اعتبر رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف أن فكرة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة غير واقعية حتى يحصل الأخير على ضمانات بشأن الحوار السياسي في البلاد ومقترحات حول مصيره الشخصي.

وقال مدفيديف «أعتقد أن الأفكار التي يجري طرحها أحياناً حول أن استبعاد الأسد سيتيح التوصل إلى اتفاق ستبقى غير واقعية طالما بقي الرئيس الأسد في السلطة. إنه غير مجنون، ويريد أن يحصل على ضمانات أو مقترحات متعلقة بتطور الحوار السياسي في سوريا وانتخابات محتملة ومصيره الشخصي». كما اعتبر أنه لا يمكن حل القضية بسهولة عبر استبعاد الرئيس فقط، معرباً عن شكه في أن يوافق الأسد على ذلك وهو يتذكر مصير الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

كذلك، شدد رئيس الوزراء الروسي على أن «التسوية السياسية عملية صعبة جداً، ويتعين على الجميع، بمن فيهم زعماء المعارضة والحكومة السورية أن يقبلوا بحلول وسط». وأكد أن المهمة الرئيسية في الوقت الراهن تكمن في حمل جميع الأطراف السورية والجهات ذات النفوذ على الجلوس إلى طاولة مفاوضات واحدة.

وأضاف: من المستحيل «اختراع تسوية» للأزمة في سوريا «لا في واشنطن ولا في موسكو ولا في بروكسل»، مؤكداً أنها عملية سورية داخلية. وتابع ان إنهاء هذه الأزمة يتطلب توصل الجميع، بمن فيهم العلويون والدروز والمسيحيون والسنة والشيعة إلى اتفاق.

(الأخبار،أ ف ب، رويترز)

«صاروخ من فوق البحر» يضرب فــي اللاذقيّة

غارة إسرائيلية جديدة تستهدف الجيش السوري. وفي حال صدقت وسائل الإعلام العبرية والغربية التي تناقلت الخبر، تكون غارة أول من أمس هي الرابعة أو الخامسة منذ بداية العام الجاري. غارة نُفِّذَت من مكان بعيد فوق البحر، تقول إسرائيل إنها تمنع نقل أسلحة «كاسرة للتوازن» إلى حزب الله

اللاذقية ــ الأخبار

ليل أمس، أكدت مصادر في البيت الأبيض في واشنطن لقناة «سي أن أن» أن طائرات إسرائيلية أغارت على منطقة اللاذقية السورية أول من أمس، مستهدفة قاعدة فيها أنظمة صواريخ «كانت إسرائيل تخشى أن ينقلها النظام السوري إلى حزب الله». طوال يوم أمس، كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية تنشر الخبر، متحدثة حيناً عن مخزن لصواريخ «ياخونت» المتطورة المضادة للقطع البحرية، وطوراً عن صواريخ أرض ـــ جو استراتيجية.

في سوريا، وتحديداً في اللاذقية، وقع انفجار ضخم أول من أمس. قرابة الرابعة من بعد الظهر، دوى الصوت الذي قلما سمع أهل المدينة ومحيطها مثيلاً له. المدينة محاطة بقواعد عسكرية، وفيها عدد ضخم من العسكريين وعائلاتهم. سريعاً، جرى التداول برواية تتحدّث عن انفجار صاروخ داخل مخزن صواريخ، وأن الانفجار ولّد انفجاراً أكبر سُمِع صداه في اللاذقية ومحيطها على نطاق واسع. لاحقاً، جرى التداول برواية «أكثر دقة» تفيد بأن صاروخاً من فوق البحر أصاب ثكنة للدفاع الجوي على مقربة من بلدة صنوبر جبلة الواقعة بين مدينتي اللاذقية وجبلة.

على المستوى الرسمي، الصمت المعتاد. من تحدّث من الرسميين السوريين إما قال إن ما جرى «حادث عرضي»، أو صرّح بأن الانفجار يدخل في «خانة السري». في جميع الأحوال، كانت الروايات تتقاطع عند كون هدف الغارة هو ثكنة للدفاع الجوي السوري، متاخمة لبلدة الصنوبر جنوبي اللاذقية.

وهذه القاعدة تضم بطاريات صواريخ أرض جو من نوع S125 التي تسميها الدول الغربية سام 3. والمعلومات عن هذه الثكنة متوافرة على المواقع الإلكترونية التي تقدم خدمات عرض صور الأقمار الصناعية. وهذا النوع من الصواريخ من صنع الاتحاد السوفياتي في عام 1961، ويبلغ مداه نحو 35 كلم.

وكان يُعدّ من الصواريخ الاستراتيجية في العالم في سبيعينيات القرن الماضي، فيما أخرجته روسيا الاتحادية من الخدمة الفعلية في جيشها في أول التسعينيات، ولم تعد تستخدمه سوى كهدف طائر للتدريب. لكن هذا النوع من الصواريخ لا يزال في الخدمة الفعلية في عدد كبير من دول العالم، بينها سوريا، إلا أنه لا يُعدّ من «الصواريخ الاستراتيجية» إذا قيس بصواريخ من نوع أس 200 التي تملكها سوريا، أو صواريخ أس 300 التي جرى الحديث عن مباشرة روسيا بنقل منظومات منها إلى الأراضي السورية.

لكن الصواريخ الموجودة في ثكنة صنوبر جبلة تُعدّ في الحسابات العسكرية اللبنانية كاسرة للتوازن. فنظرياً، يمكنه إسقاط طائرات فوق المنطقة الشمالية لفلسطين المحتلة.

خلاصة القول إن صواريخ «صنوبر جبلة» بلا قيمة جدية سورياً، وكاسرة للتوازن لبنانياً. وفي حال صحّ ما أعلنه الإعلام الإسرائيلي والمصادر الأميركية، تُصبح مفهومة «حافزية» إسرائيل لقصف هذا الموقع.

في دمشق، وبعد أكثر من 24 ساعة على وقوع الانفجار، صرّح مصدر رسمي قائلاً إن صاروخاً سقط في ثكنة قرب جبلة الساحلية، «من دون أن يخلّف أضراراً تُذكر». وأضاف أن مصدر الصاروخ «لا يزال مجهولاً»!

التعامل الرسمي السوري مع الحدث أدى إلى سخط شعبي، وخاصة في صفوف مؤيدي النظام الذين طالب بعضهم بمن يخبره عن حقيقة ما جرى. أحد السكان المقيمين بالقرب من قاعدة الدفاع الجوي المستهدفة أكّد أن حالة الهلع التي أصابته وعائلته جرّاء الانفجار الحاصل جعلته يبحث وراء الخبر لمعرفة خلفيته، ليكتشف لاحقاً، حسب قوله، أن الرواية الإسرائيلية أقرب إلى الواقع من التوضيح الرسمي السوري الذي لم يوضح شيئاً في الواقع، وجاء فقيراً كالعادة.

وما زاد من القلق الشعبي الحريق الذي شبّ أمس في قرية جوبة البرغال على مدخل اللاذقية الجنوبي، قبل أن تجزم مصادر رسمية بأن لا صلة له بأي عمل عسكري.

والجدير بالذكر أن الاستهداف الإسرائيلي، فيما لو اعترفت الحكومة السورية بحصوله، يكون الثاني خلال 3 أشهر، إذ استُهدفت ثكنة عسكرية في الخامس من تموز، قرب السامية في منطقة الحفة في ريف اللاذقية. وأكّدت مصادر ميدانية لـ«الأخبار» حينذاك أن القصف استهدف مخزناً فارغاً للجيش السوري، قبل أن تنشر صحف أميركية نقلاً عن مسؤولين رسميين في واشنطن قولهم إن الصواريخ المستهدفة في الغارة السورية كانت قد نُقِلَت قبل مدة من القصف.

قبل ذلك، تعرّضت مواقع عسكرية سورية لقصف إسرائيلي في محيط العاصمة السورية دمشق، ابتداءً من نهاية كانون الثاني الماضي. واستُهدف مركز البحوث العلمية في جمرايا بالقصف الإسرائيلي مرتين (كانون الثاني وأيار)، فضلاً عن استهداف مواقع عسكرية في جبل قاسيون وفي ميسلون وقرب مطار دمشق الدولي، بينها ثللاثة مواقع استهدفت في غارة واحدة.

رسالة من الجربا إلى الجامعة العربية عشية اجتماع الوزراء العرب

بهية مارديني

ايلاف

أرسل رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا رسالة إلى الجامعة العربية لتوضيح موقف المعارضة وثوابتها قبل مؤتمر جنيف 2، ولكسب التأييد العربي للائتلاف.

لندن: كشفت مصادر سياسية رفيعة لـ”إيلاف” أن رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا أرسل رسالة إلى الجامعة العربية حول مؤتمر جنيف 2، ما قبل اجتماع الجامعة على مستوى وزراء الخارجية، مساء الأحد المقبل في القاهرة.

وأكدت المصادر “أن الرسالة توضح موقف الائتلاف وثوابته ما قبل جنيف 2 ، وكيف يرى البيئة المناسبة التي يمكن أن تساعد على نجاحه؟”. وأشارت المصادر إلى أن الرسالة أشارت إلى ضرورة التأييد العربي للائتلاف في مواقفه، وهو ما أشار اليه الجربا في أكثر من خطاب وطالب به عبر أكثر من لقاء.

ولفتت المصادر إلى اجتماعات الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري المعارض على مدى ثلاثة أيام في اسطنبول، والتي ناقشت من خلالها الخط السياسي للائتلاف لتطرح على هيئته العامة اوراقًا لمناقشتها، ولفتت إلى دعم الهيئة اللامحدود لمواقف الجربا وخطابه في مؤتمر لندن 11، والبيان الختامي الذي توافق عليه أصدقاء سوريا.

ورأت المصادر أن جولة الجربا العربية التي قادته إلى عدد من الدول العربية والخليجية، من بينها السعودية والامارات والاردن، كانت ناجحة بامتياز لحشد التأييد العربي ولتوحيد المواقف من جنيف 2، ولدعم الائتلاف والثورة والحصول على غطاء عربي باتجاه الضمانات الدولية ضمن ثوابت الائتلاف وما قبل اجتماعات هيئته العامة.

توفير شروط

وكان اجتماع لمجموعة دول “أصدقاء سوريا” عقد في لندن، وخرج في بيانه الختامي أن دول المجموعة اتفقت على “إقامة جهاز حكم انتقالي يتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة، بما فيها البنية العسكرية والأمنية، دون دور للرئيس الأسد وأعوانه الملطخة أيديهم بالدماء”.

من جانبه، قال رئيس الحكومة الفرنسية جان مارك إيرولت إن بلاده تأمل في إنجاح المؤتمر، وأن يؤدي ذلك إلى “تشكيل حكومة انتقالية بكامل الصلاحيات”.

وأضاف إيرولت، الذي بدأ اليوم زيارة لروسيا، أن إنجاح مؤتمر جنيف 2 “يتطلب توفير الشروط كي يشارك الائتلاف الوطني السوري المعارض في المؤتمر، وأن يؤدي إلى تشكيل حكومة انتقالية تتمتع بكامل الصلاحيات التنفيذية، بما في ذلك صلاحيات الرئاسة”.

طرح بديل للأسد

إلى ذلك أكد السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد أن مؤتمر جنيف 2 يجب أن “يؤدي إلى هيئة انتقالية بالاتفاق بين النظام السوري والمعارضة”، داعيًا المعارضة السورية إلى “طرح بديل معقول عن الرئيس بشار الأسد”، مشيرًا إلى أن بلاده “تعمل مع روسيا والأمم المتحدة لتحقيق حل سياسي للأزمة”.

وقال فورد، خلال جلسة استماع مخصصة للمسألة السورية في الكونغرس الأميركي، أن 11 دولة اجتمعت في لندن اتفقت على ضرورة تنفيذ بيان “جنيف 1″، واتفقت هذه الدول مع روسيا والولايات المتحدة على أن مؤتمر جنيف يجب أن يؤدي إلى هيئة انتقالية باتفاق بين النظام السوري والمعارضة”.

ولفت إلى “اتفاق الأميركيين مع كل الدول المذكورة حول حق المعارضة في الاعتراض على التفاصيل، وبما أنه من غير المعقول، أن تقبل أي من الجماعات المقاتلة بالأسد، وبالتالي فعلى المعارضة أن تطرح على الطاولة بديلاً معقولًا”.

وأضاف فورد أن “كل من يدعمون النظام ربما لا يريدون الرئيس الأسد، لكن ربما يريدون بديلاً معقولاً تطرحه المعارضة، لكن البديل المعقول صعب، بسبب المنافسة الشديدة بين المتطرفين والمعتدلين”.

ودعا “الى دعم المعارضة السورية لتكون قادرة على الضغط على النظام”، مشدداً على أهمية “تقديم تطمينات لروسيا حول البديل عن الأسد”. وأشار إلى “أن المعارضة والنظام غير قادرين في المستقبل المنظور على تحقيق أية نتائج ، ولذلك تعمل الولايات المتحدة مع روسيا والأمم المتحدة لتحقيق حل سياسي للأزمة”.

فيما هدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من احتمال فشل “جنيف2″، حيث قال إن قلب نظام الرئيس بشار الأسد بالقوة سيشكل “تهديداً هائلاً” للمنطقة، لافتًا إلى وجود اعتراضات على مؤتمر جنيف من أطراف سورية وعدد من الدول.

موسكو تسعى للقاء غير رسمي بين نظام بشّار ومعارضيه

نصر المجالي

ايلاف

 أكدت موسكو أن الأمم المتحدة تعد نصًا سيمثل أساسًا للدعوة لمؤتمر جنيف -2 الخاص بتسوية الأزمة السورية سلميًا، كما أعلنت موسكو أنها لن تتدخل في الانتخابات الرئاسية السورية.

قالت موسكو إنها ستتعامل مع أي شخصية في هذا المنصب في حال نيلها ثقة الشعب السوري، مشددة على أن روسيا لا تمارس ما أسمته “الهندسة الاجتماعية”. هذه التصريحات جاءت على لسان ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، مبعوث الرئيس الروسي إلى منطقة الشرق الأوسط  في حديث لقناة “آر تي”، الخميس.

وقال إن نص أساس الدعوة لجنيف 2 سيتضمن كذلك دعوات للمشاركين في المؤتمر. وأكد بوغدانوف أن موسكو تعتزم عقد لقاء غير رسمي وغير ملزم بين ممثلي السلطة والمعارضة السورية بحضور ممثلين عن فريق المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي والجانب الأميركي عشية جنيف 2.

وأكد بوغدانوف أن الأطراف الداعية للمؤتمر توصلت إلى توافق حول شكل ومكان وهدف مؤتمر جنيف-2، وقال:” ليست لدينا أية اختلافات حول المسائل الرئيسية، والأمم المتحدة تعمل بشكل حثيث على إعداد بعض الوثائق التي يمكن أن تشكل أساسًا للدعوة لمؤتمر جنيف، والمقصود هنا في المقام الأول هو نص الدعوات التي سيوزعها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على المشاركين المفترضين من الأطراف السورية واللاعبين الدوليين”.

لقاء غير رسمي

من جهة ثانية، اعتبر بوغدانوف أنه لا يرى “مأساة” في إقالة قدري جميل من منصبه كنائب لرئيس الحكومة السورية ، مشددًا في الوقت نفسه على ضرورة حضور جميل مؤتمر جنيف بوصفه ممثلاً لجبهة التغيير والتحرير، وهو تيار سياسي واجتماعي مطلوبة مشاركته، حسب تعبير بوغدانوف.

من جانب آخر، أكد بوغدانوف لقناة (بلومبرغ) الأميركية أن موسكو تدعو إلى عقد “جنيف 2” قبل نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، إلا أن تحديد موعد عقد المؤتمر هو من صلاحيات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

الشعب السوري يقرر

وشدد المسؤول الروسي في الوقت نفسه على أن مصير سوريا في أيدي شعبها الذي ينبغي بنفسه أن يحل كافة المشاكل المتراكمة عبر حوار شامل ينقل النزاع المسلح إلى مجرى التسوية السياسي ، معتبراً أن مهمة المجتمع الدولي تنحصر في تهيئة الظروف الخارجية الملائمة لهذا الحوار.

وأكد الدبلوماسي الروسي أن عملية تدمير الأسلحة الكيميائية السورية تسير بنجاح، وأن إتمامها قبل منتصف عام 2014 المقبل أمر واقعي تمامًا شرط تلقيها دعماً فعالاً من المجتمع الدولي.

ودعا بوغدانوف المعارضة السورية الى الالتزام بتنفيذ نص قرار مجلس الأمن الدولي، الرقم 2118 ، بشكل كامل، خاصة في ما يتعلق بالدعم الشامل لموظفي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة أثناء قيامهم بمهمتهم في سوريا وضمان دخولهم للمنشآت المعنية.

وفي الأخير، اعتبر المسؤول الروسي أن ما تم تحقيقه من نتائج إيجابية في تدمير الترسانة الكيميائية السورية “تم إلى حد كبير بفضل انفتاح دمشق واستعدادها للتعاون الوثيق مع الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية”.

الإبراهيمي يتحدث عن رغبة أميركية روسية لحل أزمة سوريا

بهية مارديني-ايلاف

اختتم الموفد العربي الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي زيارته إلى دمشق، والتي التقى خلالها عددًا من أطياف “معارضة الداخل” بعد لقاءاته الرسمية.

بهية مارديني: قال محمود مرعي، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا، لـ”إيلاف”، إنه التقى الموفد العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي أمس ضمن وفد من جبهة القوى المدنية الديمقراطية. وأكد مرعي أنهم يرون بـ”ضرورة حضور المعارضة بوفد موحد ورؤية واحدة، على أن توزّع المعارضة السورية المهام في ما بينها من دون ضغوط خارجية”.

وأضاف: “يجب عقد مؤتمر عام للمعارضة بأطيافها كافة، تلك المعارضة التي تؤمن بالحل السياسي، وذلك لتوحيد الرؤية والمواقف”. ورجّح مرعي عقد اجتماع في موسكو في السابع من الشهر الجاري بين بعض أطياف المعارضة والسلطات السورية.

من جانبه، أكد المحامي حسن عبد العظيم، المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية، في تصريحات صحافية، أن الهيئة اقترحت عقد مؤتمر تمهيدي للمعارضة لتنسيق المواقف والجهود، وأن يخرج هذا المؤتمر بقرارات لتحقيق تطلعات الشعب السوري.

لا إقصاء لطرف

وقال إننا في الهيئة حريصون أن يكون وفد المعارضة واحدًا، ويكون ممثلًا من كل المعارضة السورية، من دون إقصاء لأي طرف. إلى ذلك قلل الإبراهيمي من أهمية التصريحات التي نقلتها مجلة فرنسية، والتي اعتبر فيها أن “الأسد يستطيع أن يشارك في العملية الانتقالية لما بعد جنيف 2، لكن من دون أن يقودها”.

وأكد الإبراهيمي أن ما نُقل ليس دقيقًا، وأن الحوار يجب أن يُقرأ كاملًا، ومشددًا على أنه لم يتطرق إلى دور الأسد في العملية الانتقالية، وأن المشاركة في جنيف 2 يجب أن تكون من دون شروط مسبقة لكل الأطراف. كما اعتبر المبعوث الأممي في مؤتمر صحافي في ختام زيارته لدمشق أن الولايات المتحدة وروسيا لديهما رغبة في التوصل إلى حل للصراع الدائر في سوريا، والوصول إلى جنيف 2.

أضاف الإبراهيمي أن “الجهود المبذولة من أجل عقد مؤتمر جنيف تتركز حول توفير السبل أمام السوريين أنفسهم للاجتماع والاتفاق على حل الأزمة بأسرع وقت ممكن، ووضع تصور مبدئي حول مستقبل سوريا”. وأشار إلى أن “الحكومة السورية أكدت قبولها المشاركة في المؤتمر”، في حين أن “المعارضة، سواء كان الائتلاف أو الأطياف الأخرى من المعارضة (داخل سوريا)، لا تزال تبحث عن وسيلة تمثيلها في مؤتمر جنيف”.

والتقى الإبراهيمي في لقاءات منفصلة أطيافًا في المعارضة السورية في دمشق، من بينهم أعضاء في هيئة التنسيق الوطنية، والذين سلموه أسماء وفد الهيئة المقترح إلى جنيف 2، كما التقى وفودًا نسائية، من بينهن الناشطة نوال يازجي، إضافة إلى وزير الإعلام السوري السابق محمد سلمان، وأعضاء من المبادرة التي يترأسها.

لقاء غير ملزم

وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أكد أن موسكو تعتزم رعاية لقاء غير رسمي، وغير ملزم بين السلطات السورية وممثلي المعارضة. وأشار بوغدانوف، في لقاء مع قناة روسيا اليوم، إلى أن “هذا اللقاء الذي تنوي موسكو أن ترعاه سيتم بحضور ممثلين عن فريق المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي والجانب الأميركي عشية جنيف 2”.

وأكد بوغدانوف أن “ممثلي الأمم المتحدة يعملون على إعداد وثائق قد تكون في أساس “جنيف -2″، مشددًا على عدم وضع شروط مسبقة على من يشارك في هذا المؤتمر”. ومن المقرر عقد لقاء ثلاثي مع ممثلي روسيا والولايات المتحدة في جنيف في 5 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، لبحث التحضيرات لمؤتمر جنيف 2.

المعارضة السورية ترجح تأجيل «جنيف 2» بعد فشل الجهود الروسية ـ الأميركية

الصحيفة الناطقة باسم النظام تشيد بالإبراهيمي وتصفه بالدبلوماسي «الخبير والمخضرم»

بيروت: «الشرق الأوسط»

رجحت مصادر في المعارضة السورية، أمس، تأجيل عقد مؤتمر «جنيف 2»، بعد أنباء عن فشل روسيا في الضغط على النظام السوري للقبول بمقررات «جنيف 1» التي تنص على المضي في مرحلة انتقالية من دون الرئيس السوري بشار الأسد، في وقت لم تثمر فيه الجهود الأميركية بإقناع «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» بالذهاب إلى المؤتمر المزمع عقده أواخر الشهر الحالي.

وأشار عضو الائتلاف المعارض وممثله في الولايات المتحدة الأميركية نجيب الغضبان لـ«الشرق الأوسط» أمس إلى أن «التحضيرات اللوجيستية لعقد مؤتمر (جنيف 2) لم تكتمل بعد، ولا تكفي مدة عشرين يوما لاكتمالها أو صياغة الإطار العام لعقد المؤتمر الدولي». وأوضح الغضبان أن «رغبة وزيري خارجية أميركا وروسيا بعقد المؤتمر لا تكفي وهناك حاجة للدول الإقليمية المؤيدة للمعارضة السورية».

وفي حين أكد الغضبان أن «الائتلاف ينتظر الاطلاع على نتائج جولة الأخضر الإبراهيمي، المبعوث العربي والدولي إلى سوريا في المنطقة»، لفت إلى أن «الأخير لم يلتق بعد قيادات الدول العربية الداعمة للثورة»، معتبرا أن «التصريحات المتناقضة التي يدلي بها بشأن دور (الرئيس السوري بشار) الأسد في المرحلة الانتقالية لا تشجع على تسريع موعد عقد مؤتمر (جنيف 2)، بل تعرقل عقده».

وكانت وكالة «رويترز» نقلت أمس عن مسؤولين عرب وغربيين قولهم إنه «من المستبعد أن تفي القوى الدولية بموعد عقد مؤتمر جنيف الشهر الحالي»، مشيرة إلى أن «فشل الائتلاف السوري المعارض في اتخاذ موقف واضح من المحادثات قد يسهم في تأجيلها قرابة شهر». وأكد مسؤول يشارك في الإعداد للمؤتمر، أن «اجتماع الولايات المتحدة وروسيا الأسبوع المقبل سيوضح الصورة أكثر»، لافتا إلى أن «جميع المؤشرات تدل على أن من الصعب الوفاء بموعد 23 نوفمبر (تشرين الثاني) لعقد (جنيف 2)».

لكن الغضبان نفى خلال تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أن «يكون تناقض المواقف بشأن المشاركة في (جنيف 2) داخل الائتلاف المعارض هو ما يعرقل عقد المؤتمر»، وأوضح أن «تشدد بعض الأطراف في المعارضة (المجلس الوطني) ورفضها الذهاب إلى طاولة المفاوضات سببه تشدد النظام ورفضه تقديم أي تنازلات تهيئ المناخ لعقد المؤتمر كإطلاق سراح المعتقلات والسماح بإقامة مناطق آمنة».

وتزامنت ترجيحات المعارضة السورية حول تأجيل مؤتمر «جنيف 2» مع إعلان السفير الروسي في بيروت ألكسندر زاسيبكين أمس أنه «لا يوجد لدى موسكو مواعيد لعقد المؤتمر»، مؤكدا أن «الأمم المتحدة هي التي تقرر بانتظار الاجتماع الثلاثي الذي يجمع روسيا والولايات المتحدة مع الإبراهيمي».

وأشار زاسيبكين، خلال لقائه وزير الخارجية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور أمس، إلى «وجود تفاهم مع الجانب الأميركي بأن ينفذ كل منا جزءا من المهمة التي يمكن تحقيقها وبالتالي لدينا اتصالاتنا مع النظام ومع قسم من المعارضة، والأميركيون لديهم اتصالاتهم مع قسم آخر من المعارضة ونأمل أن يتصلوا بهم ويضغطوا عليهم، وننتظر النتائج».

وتزامنت تصريحات السفير الروسي مع موقف نقلته وكالة «بلومبيرغ» الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أشار فيه إلى أن «روسيا تدعو إلى عقد (جنيف 2) قبل نهاية الشهر الحالي». وجاءت تصريحات الدبلوماسيين الروسيين بالتزامن مع إعلان وزارة الخارجية الروسية، أن «موسكو تدعم أي شخص في منصب رئيس سوريا في حال حصوله على ثقة الشعب السوري»، في إشارة إلى عدم تمسكها بالرئيس السوري بشار الأسد.

ورد الائتلاف المعارض في بيان أصدره أمس على بيان أصدرته «الخارجية الروسية»، قبل يومين، أعربت فيه عن «خشيتها من أنباء عن استخدام متطرفين لسلاح كيماوي ضد بلدة رأس العين ذات الغالبية الكردية قرب الحدود مع تركيا». وطالب الائتلاف الخارجية الروسية بـ«عدم إثارة الإشاعات وتلفيق الأكاذيب والادعاءات ضد الثورة السورية»، لافتا إلى أن «الشعب السوري ينتظر من حكومة روسيا اعترافا بالحقائق وأولها استخدام السلاح الكيماوي في الغوطة من قبل النظام، كما أنه ينتظر من دولة راعية لمؤتمر سلام، على حد زعمها، أن تلتزم الحياد على الأقل، إن لم تستطع الاعتراف بالأهداف المحقة والتطلعات المشروعة للسوريين في سبيل نيل الحرية والعدالة والكرامة والانتقال إلى حكم ديمقراطي، وهي حقوق تتفق عليها شعوب العالم كله».

وفي موازاة متابعة الإبراهيمي جولته في المنطقة وتوقفه في العاصمة اللبنانية، اليوم، آتيا من دمشق، كانت لافتة إشادة صحيفة «البعث»، الناطقة باسم الحزب الحاكم في سوريا، في افتتاحيتها أمس، بالإبراهيمي، واصفة إياه بـ«الدبلوماسي الخبير والمخضرم». وقالت إن جولته في سوريا، والتي شملت دولا أخرى معنية بالنزاع السوري «إيجابية».

وأشارت الصحيفة إلى أن «الإبراهيمي يتابع جولته تحضيرا لما يمكن أن يسمى (جنيف 2) بلقاءات إقليمية ودولية يبدو أنها مريحة، فقد بدأها في سوريا بداية إيجابية لارتباطها بمتغيرات إقليمية ودولية وميدانية شعبيا وعسكريا نحو الأفضل». واعتبرت الصحيفة أن «جولة الإبراهيمي اليوم اختبار لدول الجوار، بل لقادتها وحكوماتها».

منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تعلن التزام سوريا بتدمير أدوات إنتاجها

لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي: إدارة أوباما لا تملك استراتيجية لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية

واشنطن: هبة القدسي

أعلنت المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية، صباح أمس الخميس، أن سوريا التزمت بالإطار الزمني المحدد لتدمير جميع عمليات إنتاج الأسلحة الكيماوية وتدمير الأدوات المنتجة لتلك الأسلحة.

وقال خبراء منظمة حظر الأسلحة في لاهاي، في بيان مشترك مع فريق المفتشين التابعين للأمم المتحدة، إنهم قاموا بزيارة 21 موقعا من إجمالي 23 موقعا، و39 مرفقا لتصنيع الأسلحة الكيماوية من إجمالي 41 مرفقا سوريا، موضحين أن هناك خطورة عالية ومخاوف أمنية من زيارة الموقعين المتبقيين (الأول في محيط دمشق والآخر في منطقة حلب الشمالية)، بسبب تصاعد أعمال العنف في تلك المناطق. وأكد المفتشون أن المعدات المستخدمة في صناعة الأسلحة الكيماوية قد تم نقلها من الموقعين إلى أماكن أخرى تمكن المفتشون من زيارتها.

وقال البيان «أغلب المواقع والمنشآت التي أعلنت عنها سوريا قامت المنظمة بتفتيشها والتحقق من مخزونها وإبطال قدرة المعدات المستخدمة في إنتاج الأسلحة بحيث لم تعد صالحة للاستخدام». وأضاف البيان «اقتنعت البعثة المشتركة التي تقوم بالتحقيق بأنها فتشت ودمرت كل خطوط إنتاج وخلط المواد الكيماوية وتعبئتها، وأن سوريا التزمت بالموعد النهائي الذي وضعته منظمة حظر الأسلحة وتدمير ترسانتها الكيماوية في موعد لا يتجاوز الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) 2013». وأوضح البيان أنه «نظرا للتقدم التي تم إحرازه فإنه لا توجد خطط لمزيد من أنشطة التفتيش في سوريا في الوقت الحاضر».

وقد أشاد أحمد أوزومكو، رئيس منظمة حظر الأسلحة، بالتسهيلات التي قدمتها سوريا لمفتشي المنظمة، مشيرا إلى أن تكلفة برنامج تدمير الأسلحة الكيماوية بلغت 5.5 مليون دولار، قدمتها خمس دول هي كندا وألمانيا وهولندا وسويسرا والولايات المتحدة. كما أشاد بمفتشي المنظمة الثمانية الذين أدوا عملهم في سوريا منذ الأول من أكتوبر (تشرين الأول) بثبات وشجاعة، مشيرا إلى عودتهم إلى هولندا حيث مقر المنظمة.

ويصور الخبراء التزام سوريا بالموعد المحدد بأنه خطوة بارزة وعلامة فارقة، لكن الواقع أن الرئيس السوري بشار الأسد ما زال يسيطر على 1290 طنا من الأسلحة الكيماوية التي من المفترض أن يتم تدميرها بحلول منتصف عام 2014، والتي تشمل غازي الخردل والسارين. إضافة إلى الأسلحة التقليدية التي يستخدمها ضد المعارضة. وبحلول منتصف نوفمبر الحالي سيكون على سوريا والمنظمة الاتفاق على خطة مفصلة لتدمير أكثر من ألف طن متري من المواد السامة والذخيرة التي يملكها النظام السوري.

وقال مايكل لوهان، المتحدث باسم منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، إن الخطوة المقبلة للمنظمة هي إرسال بعثة في منتصف نوفمبر إلى سوريا بعد موافقة المجلس التنفيذي للمنظمة على الخطة التي قدمتها سوريا لتدمير مخزونها من الأسلحة الكيماوية.

في غضون ذلك، انتقد أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ سياسات الإدارة الأميركية تجاه الأزمة في سوريا، موضحين أن إدارة أوباما لا تملك استراتيجية لإيجاد حل سياسي ينهي الصراع والحرب الأهلية الدائرة التي تؤثر على الدول في منطقة الشرق الأوسط.

وفي شهادته أمام اللجنة صباح أمس الخميس، أوضح السفير الأميركي لسوريا روبرت فورد أن الولايات المتحدة قدمت أموالا للمساعدة الإنسانية ولدعم المعارضة السورية في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا. وقال «الوضع معقد في سوريا، حيث توجد جماعات متطرفة تنتمي لتنظيم القاعدة في العراق، أما المعارضة المعتدلة التي تدعمها واشنطن فهي تحارب ضد النظام من جانب، وتحارب ضد الجماعات المتطرفة من جانب آخر». وأكد فورد على التنسيق الكبير بين الولايات المتحدة وروسيا لدفع الأسد للجلوس مع المعارضة والتفاوض على إيجاد حل سلمي للأزمة، وأن الولايات المتحدة تبذل جهودا كبيرا لدفع الأسد للجلوس على مائدة المفاوضات. وشدد على أن كلا من الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة ودول أخرى تسعى للتطبيق الكامل لاتفاقية «جنيف 1» من خلال إجراء تلك المفاوضات بين النظام والمعارضة.

واعترف السفير الأميركي روبرت فورد بخيبة أمل عميقة لدى الشعب السوري عندما تراجعت الولايات المتحدة عن القيام بإجراءات عسكرية ضد النظام السوري. وأشار إلى أن المسؤولين الأميركيين يعملون بكل جهد للترتيب لمؤتمر «جنيف 2» خلال شهر نوفمبر لإقامة حكومة انتقالية وإنهاء القتال وسفك الدماء.

وقد واجه فورد انتقادات حادة من السيناتور الجمهوري جون ماكين الذي احتد عليه قائلا «يمكنك الاستمرار في ادعاء أن ما يحدث في سوريا هو حرب أهلية، لكن هذه ليست حربا أهلية بعد الآن. إن هذا الصراع ينتشر في الإقليم، ولدينا الآن تنظيم القاعدة في العراق يجدد نفسه ويصدر زعزعة الاستقرار إلى الأردن». واتهم ماكين إيران وحزب الله بإشعال الصراعات، مشيرا إلى وجود خمسة آلاف جندي من حزب الله يقاتلون لمساندة النظام السوري. وهاجم ماكين فورد قائلا «القول بأنها حرب أهلية هو تشويه جسيم للحقائق، الأمر الذي يجعلنا نتشكك في الاستراتيجية الأساسية التي لديك هناك، لأنك لا تصف الحقائق على أرض الواقع».

وأوضح السفير فورد أنه لا يعتقد أن الأسد يمكنه الانتصار عسكريا، وأن نطاق سيطرته يشكل عددا قليلا من المناطق حول حلب وفي شمال سوريا فقط. وشدد على أن الأسد يخسر في أماكن أخرى في الشرق والجنوب السوري. لكن السيناتور ماكين لم يكن راضيا عن إجابات فورد، وأشار إلى أن قتل الأسد للمدنيين ما زال مستمرا من دون رادع. وقال «الحقيقة أن الأسد كان على وشك الإطاحة به منذ عام أو أكثر، ثم تدخل حزب الله وضاعف الروس جهودهم لمساندته، ثم تدخل الحرس الثوري الإيراني في ما تسميه أنت الحرب الأهلية، وانقلب الأمر واستمر الأسد في موقعه وفي ذبح المدنيين الأبرياء، فيما تعتمد أنت على إقامة مؤتمر جنيف».

وانتقد السيناتور الجمهوري بوب كوركر ما تقدمه الإدارة الأميركية من مساعدات للمعارضة السورية، ووصفها بأنها «مخجلة». وقال كروكر «من المروع أن نجلس هنا ونتصرف كما لو كنا نقوم بالأشياء التي وعدنا بها منذ ثلاثة أشهر أو ستة أشهر، فيما تنظر إلينا مجموعة لندن 11 (الدول التي تدعم المعارضة) باعتبارنا (الولايات المتحدة) أكثر دولة عاجزة تعاملت معها على الإطلاق».

وأشار السيناتور الديمقراطي روبرت منديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية، إلى أن التقدم في تدمير الأسلحة الكيماوية السورية هو الجانب الإيجابي الوحيد. لكنه أعرب عن أسفه لتفاقم الأزمة الإنسانية الناجمة عن الصراع الذي يدخل عامه الثالث. وشدد على أن عدم إحراز تقدم بشأن التوصل لتسوية سياسية من خلال التفاوض ينذر باستمرار إراقة الماء واستمرار معاناة السوريين.

الإبراهيمي يلتقي المسؤولين اللبنانيين اليوم ويستطلع المشاركة في «جنيف 2»

انقسام بشأن صيغة التمثيل المفترضة وإجماع على الحضور

بيروت: ليال أبو رحال

يجري المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي سلسلة من المباحثات مع المسؤولين اللبنانيين في بيروت اليوم، في إطار جولة إقليمية يجريها في المنطقة لدعم جهود عقد مؤتمر «جنيف 2»، من أجل بدء عملية سياسية تنهي الصراع المستمر في سوريا منذ عامين ونصف.

ويصل الإبراهيمي إلى العاصمة اللبنانية، وسط انقسام سياسي حول صيغة تمثيل لبنان في مؤتمر «جنيف 2»، حتى قبل تسلم المسؤولين دعوة رسمية إليه أو تحديد موعده بشكل نهائي. وتشكل بيروت المحطة الثامنة في جولة الإبراهيمي الآتي من دمشق، بعد إنهائه زيارة استمرت أياما والتقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد.

وقالت مصادر مواكبة لترتيبات الزيارة إلى بيروت لـ«الشرق الأوسط» إن الإبراهيمي سيلتقي ظهر اليوم رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، على أن يعقد مؤتمرا صحافيا في السراي الحكومي، قبل انتقاله إلى القصر الرئاسي في بعبدا حيث سيلتقي الرئيس اللبناني ميشال سليمان عند الثالثة بعد الظهر. ويلتقي الإبراهيمي عند الخامسة من بعد الظهر وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور، علما أن مكتب الإبراهيمي سعى لتحديد موعد مع الرئيس المكلف تشكيل حكومة لبنانية جديدة تمام سلام، لكن وجود الأخير خارج لبنان، سيحول من دون اللقاء.

ويجمع الفرقاء اللبنانيين، باختلاف انتماءاتهم السياسية، على وجوب مشاركة لبنان بشكل «فاعل» في مؤتمر «جنيف 2»، انطلاقا من تداعيات الأزمة السورية على لبنان خلال العامين الأخيرين، على ضوء أزمة اللجوء السوري المتزايدة، وتحسبا لانعكاس أي تسوية سياسية محتملة على الوضع اللبناني بشكل مباشر. لكن هذا الإجماع لا يسري على صيغة تمثيل لبنان المفترضة، إذ تبدو قوى «8 آذار» متشددة لناحية الإصرار على أن يرأس وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور الوفد الرسمي إلى جنيف، في حال لم يترأسه رئيس الحكومة، على أن يضم بطبيعة الحال منصور.

في المقابل، تحمل قوى «14 آذار» بشدة على أن يمثل لبنان بوزير الخارجية في جنيف، انطلاقا من تجارب سابقة مماثلة، ومن اعتبارها إياه «غير محايد» ودأب على الخروج عن الموقف اللبناني الرسمي الذي يتبع سياسة «النأي بالنفس» عن أزمة سوريا. وقال النائب في كتلة المستقبل أحمد فتفت لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن «موقفنا واضح لناحية رفض مشاركة منصور الذي أثبت في كل التجارب السابقة أنه طرف في أزمة سوريا، من دون أن يلتزم موقف لبنان الرسمي القاضي بـ(النأي بالنفس)، بل أصر على دعم سياسة النظام السوري».

وأبدى فتفت استغرابه لـ«التدخل التشريعي الفاضح في السلطة التنفيذية»، على خلفية إصرار رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري على أن يتمثل لبنان بمنصور في جنيف. وسأل: «ألا يعتبر هذا الأمر تجاوزا للصلاحيات وقفزا فوق صلاحيات الرئيس اللبناني ورئيس الحكومة؟»، داعيا لأن «يتمثل لبنان بمن هو مؤهل للقيام بهذه المهمة وبمن يحمل ملفا واضحا بشان وجود اللاجئين السوريين في لبنان».

ضربة إسرائيلية لقاعدة عسكرية في اللاذقية

خبير يرجح ضربها من الجو واستهدافها صواريخ «يوخونت» مضادة للقطع البحرية

بيروت: نذير رضا

أكد ناشطون سوريون في اللاذقية، أمس، ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية، حول تعرض قاعدة للجيش السوري لقصف صاروخي من البحر مما أدى إلى تدميرها. ونقلت قناة «سي ان ان» عن مسؤولين أميركيين أمس تأكيد خبر القصف الإسرائيلي على اللاذقية.

وقال ناشطون سوريون إن انفجارا ضخما وقع في إحدى قواعد الدفاع الجوي في قرية صنوبر التابعة لناحية مدينة جبلة الساحلية في اللاذقية. وأكد الناشط في اللاذقية عمر الجبلاوي لـ«الشرق الأوسط» أن دوي الانفجار الضخم الذي وقع غروب الأربعاء، «سمع صداه في اللاذقية التي تبعد نحو 10 كيلومترات عن القاعدة، كما سمع في مدينة جبلة»، مشيرا إلى أن الصيادين في البحر «لمحوا خطا لونه أحمر انطلق من البحر باتجاه الشاطئ، قبل أن يسمعوا أيضا دوي الانفجار».

وقال الجبلاوي إن هذه القاعدة أنشئت على الساحل السوري في عام 2011، عقب الحديث عن عبور الطيران الإسرائيلي إلى الداخل السوري عبر البحر، مشيرا إلى أنها «تتضمن رادارات متطورة، وصواريخ من نوع (بانسر)، وصواريخ مضادة للطيران متطورة جدا، فضلا عن أربع عربات مضادة للطيران مجهزة بمدافع سداسية»، لافتا إلى أن جميع الأسلحة داخلها «روسية الصنع».

وكانت المنطقة الساحلية نفسها تعرضت في يوليو (تموز) الماضي لضربة إسرائيلية، قيل إنها من البحر، لكن إسرائيل تحفظت على الإعلان عنها، كما لم يعلن عنها النظام السوري. وقال الجبلاوي إن الضربة الماضية «انطلقت صواريخها من البحر أيضا، واستهدفت قاعدة السامية العسكرية المخصصة للذخيرة والصواريخ البحرية».

وتقع القاعدة الجوية في محافظة اللاذقية التي تعتبر نقطة ثقل للنظام، والتي تقطنها شريحة واسعة من الطائفة العلوية، وهي الأقلية الدينية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد. وعلى الرغم من ذكر وسائل إعلام إسرائيلية أن الضربة استهدفت اللاذقية فقط، نقلت قناة «العربية» عن مصادر خاصة، أن ضربة أخرى استهدفت دمشق في الوقت نفسه، مشيرة إلى أنها «استهدفت شحنات صواريخ من نوع (سام 8) كانت متوجهة إلى حزب الله اللبناني».

وأثار توقيت الضربة المتزامن مع الإعلان عن تدمير الترسانة الكيماوية للنظام السوري، أسئلة عدة عن تخطيط إسرائيل لتنفيذ ضربات متتالية تستهدف مواقع عسكرية استراتيجية في سوريا، من غير مخاوف من الرد السوري بالأسلحة الكيماوية. لكن هذا التقدير لا يرجحه رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الدكتور هشام جابر، معتبرا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه الضربة «أرادت منها إسرائيل تدمير صواريخ (يوخونت) المضادة للسفن البحرية، وهي صواريخ أرض – بحر متطورة جدا، تأكيدا لإعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن إسرائيل لا تسمح بأن تملك سوريا أسلحة استراتيجية»، لافتا إلى أن الضربة الماضية «لم تعترف سوريا بامتلاكها، وأثير جدل عن تسلمها، علما أنني مقتنع بأن سوريا امتلكتها».

ورجح جابر، وهو عميد متقاعد من الجيش اللبناني، أن الضربة جاءت «من طائرات حربية حلقت خارج المياه الإقليمية السورية فوق البحر المتوسط، أطلقت الصاروخ وعادت أدراجها قبل أن يصل إلى هدفه»، مستبعدا في الوقت نفسه أن يكون الهدف صواريخ «إس 125» بل صواريخ «يوخونت». وأوضح أن إسرائيل تريد تدمير 72 صاروخا من نوع «يوخونت»، ذكرت تقارير أن سوريا امتلكتها، وقد دمرت تل أبيب منها بطارية ربما تتضمن نحو ستة أو سبعة صواريخ.

وإذ أشار إلى أن إسرائيل «لن تعترف بالضربة، كما لن تعترف سوريا بوقوعها»، وضعها في سياق «انزعاج إسرائيل من عدم وقوع ضربة أميركية على سوريا، على الرغم من أن الرأي العام الإسرائيلي كان يخشى تداعياتها، واليوم، بات ضرب سوريا متاحا برأي إسرائيل التي ترى أنه بإمكانها ضرب مواقع سورية، تتضمن أسلحة استراتيجية، وترفض تل أبيب أن تمتلكها دمشق».

في غضون ذلك، تدهور الوضع الأمني في دمشق، حيث أكد ناشطون تكثيف القوات النظامية قصفها لمناطق جنوب العاصمة، مستهدفة أحياء حي الحجر الأسود وسبنيه ومخيم اليرموك والعسالي، بينما اندلعت اشتباكات في القابون، وعلى أطراف العاصمة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اشتباكات في منطقة بورسعيد بحي القدم وسط استقدام القوات النظامية لتعزيزات عسكرية جديدة إلى منطقة القدم. كما تواصلت الاشتباكات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في حي القابون، بينما سقطت عدة قذائف على حارة البيرقدار، وبالقرب من الدفاع الوطني في منطقتي الكباس والدويلعة، وسقطت قذيفة «هاون» على منطقة العباسيين. وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى قصف تعرضت له مناطق واسعة في ريف دمشق، بينها الزبداني، ودوما، كما شهدت منطقة داريا اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر.

وفي دير الزور، تجددت الاشتباكات في حي الرشدية الذي سيطرت المعارضة عليه الأسبوع الماضي، بينما بث ناشطون صورا تظهر مقاتلين من الجيش الحر وهم يستهدفون مطار دير الزور العسكري بصواريخ محلية الصنع.

إلى ذلك، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 120 ألف شخص، منذ انطلاقة الثورة السورية، بينهم 61067 مدنيا و6365 طفلا، و18122 من مقاتلي الكتائب المقاتلة.

من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي أن المصور البولندي مارتسين سودر الذي خطف في سوريا في شهر يوليو (تموز) الماضي تمكن من الفرار من خاطفيه وعاد إلى بولندا. وقال الناطق باسم الوزارة مارتسين فويتشيشوفسكي أمس: «إنه محظوظ كثيرا لأنه تمكن من الفرار، وهو هنا منذ بضعة أيام في صحة جيدة وسط عائلته»، مشيرا إلى أن «الأجهزة القنصلية البولندية في المنطقة ساعدت المصور على العودة إلى بلده». ولم تكشف السلطات أي تفاصيل عن ظروف احتجاز المصور أو فراره.

وكان مسلحون خطفوا سودر (34 سنة) الذي يعمل صحافيا ومصورا مستقلا خلال غارة على مركز الإعلام في سراقب بمحافظة إدلب (شمال غربي سوريا). ولم تتضح أسباب الخطف ولم يعبر الخاطفون عن أي مطالب.

الإبراهيمي: لبنان يميل إلى المشاركة في جنيف 2

بيروت – أكّد المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الابراهيمي أنّ زيارته لبنان تقع في إطار الجولة التي قام بها في المنطقة، للتحضير لمؤتمر جنيف 2، مشيراً الى أنّ “لبنان برؤسائه الثلاثة يؤيّدون انعقاد هذا المؤتمر، وسيقرّرون المشاركة أو لا بعد أن يتلقّوا الدعوة”، وأضاف: “أنا أقول إنهم ميالون إلى المشاركة”.

الإبراهيمي، وبعد لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في السراي الحكومي، أشار الى أن “لبنان برؤسائه الثلاثة يؤيّدون انعقاد هذا المؤتمر، وسيقررون المشاركة أو لا بعد أن يتلقوا الدعوة، وانا اقول إنهم ميالون إلى المشاركة”.

ولفت الإبراهيمي الى أن “زيارته الى دمشق بالأمس كانت جيّدة”، مشيراً الى أن “الحكومة السورية والمعارضين في الداخل كلّهم يؤيدون المشاركة في المؤتمر، وأن الحكومة تؤيد المشاركة من دون شروط مسبقة”.

وأكد الإبراهيمي أن “الجميع مقتنع بان الأزمة خطيرة، ولا تهدد فقط الشعب السوري وإنما البلاد كافة”، مشيراً الى أن  داعش غير مهتمة بالمؤتمر وغير سائلة عنه، ولا كلام من أي جهة عن دعوتها، فالمعارضة هي المعارضة المسلحة وغير المسلحة ولكن ليس داعش”.

وأوضح أن “الأمين العام للأمم المتحدة سيعلن موعد مؤتمر جنيف 2”.

وشدد الإبراهيمي على أن هناك اتفاقاً على أن حضور جنيف يكون من غير شروط مسبقة من أي طرف من الاطراف، فالهدف هو تطبيق بيان جنيف 1، أي أن الاطراف السوريّة تتوافق في ما بينها على تشكيل هيئة حكم انتقالية”.

ورداً على سؤال حول امكانية طمر الكيماوي السوري في لبنان، قال: “فريق الأمم المتحدة المتخصص في هذا الموضوع لا يواجه مشاكل من هذا النوع بل مشاكل مادية”.

وحول امكانية زيارته السعودية، جزم: “لن أزور السعودية”.

الإبراهيمي: لبنان يتحمّل أعباء كبيرة نتيجة الوضع السوري

ولفت الإبراهيمي، من عين التينة، الى أنه أطلع رئيس مجلس النواب نبيه بري على الاتصالات التي قام بها في الدول التي زارها”، شاكراً “لبنان على الدور الذي يقوم به”، وقال: “لبنان متحمّل اعباء كبيرة في ما ترتّب عليه من نتائج الوضع المأساوي في سوريا”.

سليمان والإبراهيمي يشددان على الحل السياسي في سوريا

وكان رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان والإبراهيمي شددا على ضرورة التوصّل إلى حل سياسي في سوريا، بحسب ما نُقل عن لقائهما اليوم الجمعة في قصر بعبدا، على خلفيّة التحضير لانعقاد مؤتمر جنيف 2.

وفي هذا الاطار، أكد الإبراهيمي استحالة الحل العسكري في سوريا، مشدداً على أن “المطلوب ايجاد حل سياسي للأزمة السوريّة”.

ولفت الى أن “جولته هي لجوجلة آراء المعارضة والنظام في سوريا، باﻹضافة إلى مواقف الدول المحيطة بسوريا من مؤتمر جنيف 2”.

قصف في دمشق وتقدم لقوات النظام بحلب

                                            قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الأحياء الجنوبية للعاصمة السورية دمشق تتعرض لقصف عنيف اليوم الجمعة من قبل قوات النظام، وذلك في محاولة منها للتقدم إلى معاقل المعارضة المسلحة. يأتي ذلك غداة سيطرة قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد على بلدة السفيرة في حلب.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن قوات النظام مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني ومسلحين موالين لها، حققت تقدما في بلدة السبينة جنوب دمشق وسيطرت على مناطق فيها، وسط قصف عنيف تتعرض له البلدة منذ صباح اليوم.

وأشار عبد الرحمن إلى تسجيل حالات نزوح وسط مخاوف شديدة على حياة المدنيين المتواجدين بكثافة في تلك المنطقة، موضحا أن قوات النظام “تحاول التقدم في المناطق الجنوبية للعاصمة، وفرض فكي كماشة حول الأحياء الجنوبية وريف دمشق الجنوبي”.

ويسيطر مقاتلو المعارضة على جيوب على أطراف دمشق لا سيما في أحياء برزة (شمال) وجوبر (شرق) والأحياء الجنوبية. وتحاول قوات النظام منذ أشهر فرض سيطرتها على المناطق المحيطة بالعاصمة التي تعد معاقل للمقاتلين، بهدف منعهم من التقدم نحو دمشق.

من جانبها ذكرت شبكة شام الإخبارية أن قوات النظام قصفت براجمات الصواريخ أحياء مخيم اليرموك وبرزة في دمشق.

من جهتها قالت لجان التنسيق المحلية إن قصفا جويا استهدف مدن زملكا وعربين ويبرود ومعضمية الشام وداريا والزبداني والنبك وزملكا وعدة مناطق في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

اعتقالات بالمعضمية

وقال نشطاء إن جهاز الاستخبارات السوري ألقى القبض على 230 رجلا على الأقل من بين مجموعة من المدنيين تم إجلاؤهم هذا الأسبوع من معضمية الشام بريف دمشق والتي تحاصرها قوات الأسد، بعد التوصل إلى اتفاق نادر مع مسلحي المعارضة.

وأوضح النشطاء أن الاتفاق أدى إلى تمكين 1800 مدني من الفرار من معضمية الشام يوم الثلاثاء، لكن معظم الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و45 عاما تم القبض عليهم واقتيدوا إلى مجمع لاستخبارات القوات الجوية.

وقال بيان من الرابطة السورية لحقوق الإنسان -وهي جماعة يرأسها المعارض عبد الكريم الريحاوي- إن عشرين جريحا كانوا بين أولئك الذين ألقي القبض عليهم، وأبدت الرابطة تخوفها من تعرضهم

للتعذيب.

وإجلاء المدنيين يوم الثلاثاء كان الثالث من المعضمية، وتقول الأمم المتحدة إن ثلاثة آلاف امرأة وطفل غادروا البلدة بالفعل، كما تؤكد المعارضة أن 12 ألف شخص يواجهون المجاعة والموت في البلدة التي

تصفها بأنها مدمرة بنسبة 90%.

قصف بحماة

من جانب آخر قالت شبكة سوريا مباشر إن عدة مدنيين قتلوا وجرح آخرون في قصف لقوات النظام على بلدة كفرزيتا في ريف حماة اليوم الجمعة. وتحدث ناشطون عن إلقاء طائرات النظام براميل متفجرة على تجمع سكاني في المدينة.

وفي تطور آخر أكد مراسل الجزيرة أن قوات النظام سيطرت على معظم أحياء مدينة السفيرة في ريف حلب، وأفاد بأن هذه القوات سيطرت على دوار سوق الهال ومدرسة حسان بن ثابت.

وتعد السفيرة منطقة إستراتيجية، وتقع على الطريق بين حماة وحلب. ويقول ناشطو المدينة إن أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة في خطر بعد سيطرة النظام على السفيرة.

مدفيدف: دعوات تنحي الأسد غير واقعية

الإبراهيمي يربط جنيف 2 بحضور المعارضة

                                            قال الموفد العربي الأممي المشترك لسوريا الأخضر الإبراهيمي إن مؤتمر جنيف 2 لن يعقد في حال رفضت المعارضة المشاركة فيه، بينما قال رئيس وزراء روسيا دميتري مدفيدف إن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد ليس شرطا لبداية المفاوضات، معتبرا أن الدعوات بهذا الشأن غير واقعية.

واعتبر الإبراهيمي في مؤتمر صحفي بدمشق أن حضور المعارضة في المؤتمر أمر أساسي وضروري، مشيرا إلى أن السلطات السورية وافقت على المشاركة في المؤتمر الذي يهدف لمساعدة السوريين على حل مشاكلهم، وفقا لتعبيره.

وذكر الدبلوماسي الجزائري السابق في ختام زيارته لدمشق التي استمرت خمسة أيام أن المؤتمر ستدعى إليه “دول ومنظمات إقليمية ودولية، والأطراف السورية”، وأشار إلى أن هذا المؤتمر يرمي لتنفيذ بيان “جنيف 1” الذي صدر في 30 يونيو/حزيران 2012، ونص على تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة، من دون التطرق إلى مصير الأسد.

وشدد على أن لا حل عسكريا للأزمة في سوريا، وطالب بالعمل على حل سياسي، وعبر عن أمله في أن يعقد المؤتمر بالأسابيع القادمة، من دون تقديم موعد محدد.

ويؤكد نظام الأسد استعداده للمشاركة “من دون شروط” في جنيف 2، إلا أنه يشدد على رفضه محاورة “الإرهابيين” (في اشارة إلى مسلحي المعارضة) أو البحث في مصير الرئيس (الأسد) الذي تنتهي ولايته العام المقبل، معتبرا أن ذلك يعود للشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع.

من جهته، يطالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة -الذي من المقرر أن يجتمع بالتاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي لاتخاذ قراره النهائي حول جنيف 2- أن يتمحور أي حوار حول عملية انتقالية تنتهي برحيل الأسد.

تنحي الأسد

بدوره قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيدف إنه يأمل في عقد مؤتمر جنيف 2 قبل نهاية العام.

وأوضح لرويترز أن عقد المؤتمر متوقف على موقف الأطراف السورية، وطالب الجميع بتقديم تنازلات “بمن في ذلك زعماء المعارضة والحكومة السورية”.

واعتبر  مدفيدف أن الدعوات المطالبة باستبعاد الأسد من أي ترتيبات بالمرحلة المقبلة غير واقعية، وقال إن الأسد “ليس مجنونا حتى يغادر الساحة هكذا” وأنه يجب أن يحصل على ضمانات أو أي نوع من المقترحات حول تطورات الحوار السياسي في سوريا نفسها والانتخابات المقبلة.

وأوضح أن الأسد ربما يكون خائفا من أن يلاقي مصيرا شبيها بمصير الرئيس المصري السابق حسني مبارك والعقيد الليبي الراحل معمر القذافي.

لقاءات جميل

من جانبه قال قدري جميل نائب رئيس الوزراء السوري المقال والأمين العام للجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، إن لقاءه مع السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد في جنيف تناول مؤتمر جنيف 2.

وأوضح في مقابلة مع الجزيرة أنه التقى الروس أيضاً في إطار التحضير للمؤتمر، مشيرا إلى أن الأميركيين يرون أنه لا يمثل المعارضة لأنه بالحكومة.

وأشار جميل إلى أن تنحي الأسد شرط تعجيزي يمنع الحوار، وأنه يمكن أن يناقش بعد بدء الحوار. وقال أيضا إنه سيعود إلى دمشق قريباً لأن مكانه هناك باعتباره عضوا بمجلس الشعب.

ترحيب أميركي بتدمير معدات الكيميائي السوري

                                            رحبت الولايات المتحدة بإعلان منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن سوريا دمرت جميع المعدات المعلن عنها لإنتاج الأسلحة الكيميائية. ولكن واشنطن أكدت ضرورة التأكد من أن تلك الخطوة ليست بديلا عن إنهاء الأزمة وتخفيف المعاناة عن المدنيين، وهو ما ذهبت إليه بريطانيا أيضا.

ووصف وزير الخارجية الأميركي جون كيري عملية التدمير بأنها الخطوة الرئيسية الأولى للتخلص من الترسانة الكيميائية, والتقليل من احتمالات استخدامها مرة أخرى.

وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أعلنت الخميس أن معدات إنتاج السلاح الكيميائي المعلنة في سوريا قد دمرت بالكامل أو أبطلت قدرتها على العمل، مشيرة إلى أن دمشق التزمت بالمهملة التي حددها المجلس التنفيذي للمنظمة لهذه المرحلة قبل الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2013.

وقال كيري إنه “يتعين التأكد بشكل واضح لايدع مجالا للشك” من أن القضاء على الأسلحة الكيميائية السورية ليس بديلا عن إنهاء ما وصفها بالحرب الأهلية الدائرة هناك, كما أنه لا ينهي ما وصفها بالكارثة الإنسانية المستمرة جراء تلك الحرب.

وأضاف أنه إذا كان باستطاعة مفتشي الأسلحة القيام بمهمتهم, فإنه ليس هناك سبب للاعتقاد بعدم توفر وسيلة لإيصال المساعدات الغذائية والرعاية الصحية إلى السوريين المحتاجين لذلك.

من جانبه، اتهم وزير الخارجية البريطاني السابق ديفد ميليباند زعماء العالم “بتجاهل” سوريا، والتصرف كما لو أن الأزمة الدائرة فيها تم حلها بعد التوصل إلى اتفاق لتدمير أسلحتها الكيميائية.

وتحدث ميليباند في تصريحات صحفية عن الأزمة الإنسانية والصحية في سوريا، قائلا إن استهداف الأطباء وتفشي مرض شلل الأطفال يعد كارثة ذات أبعاد أسطورية، مشيرا إلى أن “تركيزنا” انصب على الأسلحة الكيميائية بعيدا عن الكوارث الإنسانية والأخطار السياسية.

وحتى روسيا -الداعم الأساسي للنظام السوري- أصدرت بيانا اليوم تدعو فيه جميع القوى الخارجية إلى مواصلة العمل في المجال الإنساني من أجل المساعدة في تخفيف معاناة المدنيين السورييين، بالتعاون مع الجهات السورية.

تدمير المعدات

وكان المتحدث باسم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية كريستيان شارتيه أكد أن مفتشي الوكالة المكلفين بالإشراف على إتلاف الترسانة الكيميائية السورية وضعوا أختاما “يستحيل كسرها” لأكثر من ألف طن من المواد والأسلحة الكيميائية.

وزار خبراء البعثة المشتركة للمنظمة -التي حصلت على جائزة نوبل للسلام هذا الشهر- والأمم المتحدة 21 من أصل 23 موقعا معلنا من قبل دمشق و39 من 41 منشأة في هذه المواقع، وتجنبوا الموقعين المتبقيين لأسباب وصفت بالأمنية.

وأوضح بيان للمنظمة نشر على موقعها الإلكتروني أن الموقعين المتبقيين على درجة خطورة عالية بحيث تعذر تفتيشهما، لكن المعدات الموجودة بهما نقلت إلى مواقع أخرى خضعت للتفتيش. وذكرت المنظمة أنها في أحد المواقع تمكنت من التحقق من التدمير عن بعد، دون ذكر تفاصيل كيفية ذلك.

ولم تحدد المنظمة المواقع التي لم تتمكن من زيارتها، لكن مصادر مطلعة على عملياتها قالت إن أحدها في منطقة حلب شمال سوريا وآخر في محافظة دمشق. تجدر الإشارة إلى وجود موقع كبير للأسلحة الكيميائية قرب بلدة السفيرة جنوب شرقي حلب حيث قصفت قوات النظام الحاكم البلدة في الأسابيع القليلة الماضية لاستعادة السيطرة عليها من قوات المعارضة.

وأشار بيان المنظمة إلى أن البعثة المشتركة على قناعة الآن بأنها تأكدت من تدمير المعدات الأساسية السورية لإنتاج ومزج وتعبئة الأسلحة، بل وأشرفت على ذلك.

وبحلول الموعد التالي المقرر يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، يتعين على المنظمة وسوريا الاتفاق على خطة مفصلة للتدمير تشمل كيف وأين سيجري تدمير أكثر من ألف طن متري من المواد السامة والذخيرة الكيميائية، بينها ثلاثمائة طن من غاز الخردل.

وكلفت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالإشراف على إزالة ترسانة السلاح الكيميائي السوري بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2118 نص على إزالة ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية بحلول منتصف عام 2014، وذلك بعد اتفاق بين روسيا والولايات المتحدة التي هددت بتوجيه ضربة لسوريا عقب هجوم بالسلاح الكيميائي في غوطة دمشق يوم 21 أغسطس/آب الماضي.

وتلقي قوات المعارضة والولايات المتحدة وحلفاؤها اللوم على قوات الرئيس السوري بشار الأسد في هذا الهجوم وعدة وقائع سابقة، لكن الأسد رفض الاتهام وألقى اللوم على قوات المعارضة.

قدري جميل: توافق دولي على عدم فرض تنحي الأسد قبل جنيف2

أكد أنه غادر سوريا بجواز سفر دبلوماسي ومهمة رسمية وأنه أبلغ رئيسه بذلك

العربية.نت

كشف قدري جميل في مقابلة حصرية مع “العربية” من موسكو، حيث يوجد بعد إقالته من منصبه كنائب لرئيس الوزراء السوري، أن “التوافق الدولي وصل إلى اتفاق على عدم فرض تنحي الأسد قبل جنيف2”.

وكشف جميل لـ”العربية” أيضاً أن “النقاش الذي جرى في الأيام الماضية كان حول الحكومة ونسب تشكيلها بين النظام والمعارضة، وكان السؤال: كيف ستشكل الحكومة مع المعارضة؟ وما الصلاحيات الحقيقية للمعارضة داخل الحكومة التوافقية؟”.

وأضاف أن “مؤتمر جنيف اهتم بموضوع توزيع الصلاحيات بين رئيس الجمهورية والحكومة”.

وقال جميل لـ”العربية” إن “العلاقة مع المعارضة في الخارج غير مستقرة”، مؤكداً أن” مؤتمر جنيف2 مهم جداً”، لكنه عبر عن رأيه الشخصي في الموضوع بقوله إن “مؤتمر جنيف منعقد منذ مدة طويلة من خلال النقاش الدولي الدائر حول سوريا الآن، والسؤال المهم هو: متى ينتهي؟”.

ودافع عن خيار عقد مؤتمر جنيف ومسار الحوار السياسي، معتبراً أن حركة الجبهة الشعبية كانت من أوائل الداعين للحوار بين النظام والمعارضة منذ عام 2011.

وأجاب جميل عن ظروف تنحيته بأنه غير مهتم بالمنصب ولكن يهمّه الشعب السوري، قائلاً: “لا تعنيني الحكومة وإنما يعنيني وقف سفك الدماء في سوريا”.

مغادرة رسمية

وأوضح أنه “غادر سوريا بجواز سفر دبلوماسي وبصفة خروج رسمية”، قائلاً: “أبلغت رئيسي بأنني سأغادر البلاد لعقد لقاءات رسمية”.

ولفت نائب رئيس الوزراء السوري السابق إلى أنه “يتحدث باسم الجبهة الشعبية المعارضة التي ينتمي إليها”، وأنه قد “دخل حكومة الأسد من أجل تحقيق حكومة الوحدة الوطنية الشاملة”، داعياً الجميع إلى “تغيير سلوكهم اليوم وإعادة تقييمه لإنقاذ سوريا”.

وفي سياق متصل، رفض قدري جميل الإجابة عن بعض الأسئلة التي وجهتها له “العربية”، خصوصاً ما تعلق بمضمون الاتصالات التي جمعته بسفير أميركا في سوريا، كما رفض الإجابة عن سؤال يخصّ مدى خوفه على حياته عندما يعود إلى سوريا، ورفض كذلك الإجابة عن سؤال يخصّ هوية “أصدقاء هنأوه بخروجه من الحكومة”.

الجيش الحر ينسحب من بلدة السفيرة في ريف حلب عقب مواجهات

قتال عنيف استمر حوالي الشهر تحت وطأة قصف عنيف من نظام بشار الأسد

دبي – قناة العربية

أعلن مقاتلو المعارضة السورية انسحابهم من مدينة السفيرة الاستراتيجية الواقعة في ريف حلب الشرقي والقريبة من معامل الدفاع بعد مواجهات تخللتها عمليات كر وفر عديدة، ودامت أكثر من 27 يوماً، لتتمكن قوات النظام من حسم المعركة لصالحها بالسيطرة على كامل مدينة السفيرة، بحسب تقرير لقناة “العربية”، الجمعة.

وكان انسحاب الثوار من السفيرة، الخميس، بحسب مركز حلب الإعلامي الناطق باسم مقاتلي المعارضة، كان نهاية صمود أمام قصف منهجي لم يوفر فيه جيش النظام أيا من أنواع الأسلحة.

وهذه البلدة التي كانت تحت سيطرة المعارضة لعام كامل، باتت الآن تحت سيطرة النظام بشكل كامل.

وشملت محاولات النظام تحقيق انتصارات على الأرض قبل أي استحقاقات سياسية تلوح في الأفق حسب ما يراه المراقبون، إذ تحدث ناشطون عن قصف صاروخي استخدم فيه صواريخ أرض أرض طال الأحياء الجنوبية لاسيما الحجر الأسود، ما أوقع قتلى وجرحى بينهم مدنيون.

وأفادت مصادر من المعارضة باعتماد النظام منهج القصف العشوائي مستهدفاً أبنية لم يميز بين قاطنيها من مسلحين أو مدنيين.

ومن تطورات دمشق أيضاً، قالت شبكة سوريا مباشر إن مجموعة من الثوار تمكنوا من إلقاء القبض على عناصر تابعة لحزب الله اللبناني كانت قد أوكلت لهم مهمة التجسس وتنفيذ الاغتيالات في منطقة السيدة زينب.

وفي الغوطة الغربية لريف دمشق تحدثت الهيئة العامة للثورة عن تجدد الاشتباكات على الجبهتين الشمالية والشرقية لمدينة المعضمية إثر محاولة قوات النظام التسلل إلى المدينة.

الإبراهيمي: مؤتمر جنيف2 لن يعقد بدون المعارضة السورية

الموفد الدولي سيلتقي وفوداً من أميركا وروسيا ودول أخرى قبل تحديد موعد المؤتمر

دبي – قناة العربية

أكد الموفد الأممي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، الجمعة، أن مؤتمر “جنيف2” حول التسوية السياسية للأزمة السورية لن يعقد في حال رفضت المعارضة المشاركة فيه، وذلك في ختام زيارة لدمشق ضمن جولة إقليمية تحضيراً لهذا المؤتمر.

وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي “تقديري الشخصي أنه إذا لم يكن ثمة معارضة إطلاقاً لن يكون هنالك مؤتمر. حضور المعارضة أساسي وضروري ومهم”.

وفي معرض إجابته عن أسئلة للصحافيين، قال إن الحكومة السورية وافقت على حضور المؤتمر، ولكن المشكلة الآن في المعارضة، ونتمنى أن يكون تمثيلها بوفد واحد، وهذا الموضوع محل بحث.

وأبان أن معظم أطياف المعارضة السورية ترغب في حضور المؤتمر، والنقاش يدور الآن حول وسيلة التمثيل.

وأعلن الموفد الدولي أنه يواصل التحضير لعقد مؤتمر “جنيف 2″، معرباً عن أمله في الإعلان عن الموعد النهائي قريباً.

وذكر أنه سيعود إلى جنيف للاجتماع بوفد أميركي وآخر روسي، وربما يلتقي وفوداً من الدول الأخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول أخرى أيضا، من أجل استكمال الإعداد للمؤتمر.

وطالب بمنع تقديم السلاح إلى الحكومة السورية والمعارضة على السواء، مشدداً على أنه لا حل عسكريا للأزمة بل الحل سيكون سياسياً.

وتحدث الموفد الأممي عن الأزمة الإنسانية الطاحنة في سوريا، وتشريد الملايين، وتجويع المحاصرين وخاصة في المعضمية، إحدى ضواحي دمشق.

وبالنسبة لإيران، فقد أعلن الموفد الأممي أن الأمم المتحدة تحبذ حضور طهران أعمال مؤتمر “جنيف 2”.

روسيا ترفض شرط رحيل الأسد لعقد جنيف 2

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال رئيس الوزراء الروسي، ديمتري ميدفيديف، الجمعة، إن وضع رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، شرطا مسبقا لعقد مؤتمر “جنيف 2″، غير مقبول.

وأعرب ميدفيديف عن تفاؤله حيال إجراء محادثات سلام دولية بشأن سوريا بحلول نهاية هذا العام.

ويأتي هذا عقب تصريحات للموفد الدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، أكد فيها أن مشاركة المعارضة السورية في مؤتمر “جنيف 2” للسلام في البلاد، ضرورية لعقد المؤتمر.

وأضاف الإيراهيمي، خلال مؤتمر صحفي في ختام زيارته للعاصمة دمشق، أن “جنيف 2” يهدف إلى تنفيذ ما تم التوصل إليه في “جنيف 1”.

وقال إنه سيجتمع مع وفد روسي وأميركي، الثلاثاء المقبل، للتحضير لمؤتمر “جنيف 2″، قبل أن تنضم وفود من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وممثلين عن بعض الدول الأخرى لبحث تفاصيل عقد المؤتمر.

كما أشار المبعوث الدولي إلى أن “الحكومة السورية أكدت قبولها المشاركة في “جنيف 2″، في حين أن المعارضة، سواء كان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، أو الأطياف الأخرى من المعارضة، لا تزال تبحث عن وسيلة لتمثيلها في مؤتمر جنيف”.

وتطالب المعارضة السورية بأن يتمحور أي حوار لإيجاد حل للأزمة السورية بشأن عملية انتقالية تنتهي برحيل الرئيس الأسد، بينما يرفض النظام مجرد بحث هذا الموضوع، معتبرا أن القرار فيه يعود للشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع.

دمشق تهاجم الإبراهيمي وشكوك تحيط بـ”جنيف 2

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– ألقى مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، بمزيد من الشكوك في إمكانية عقد مؤتمر “جنيف 2″، في الوقت الذي جدد فيه مسؤولون بنظام دمشق هجومهم على المبعوث الدولي.

وقال الإبراهيمي، في تصريحات للصحفيين قبل مغادرته العاصمة السورية دمشق الجمعة، إن انعقاد مؤتمر “جنيف 2″، أصبح “غير مؤكداً”، في الوقت الذي أعرب فيه عن أمله في أن يتم تحديد موعد لانعقاد المؤتمر، إلا أنه تابع بقوله إن “الأمر تكتنفه بعض العوائق.”

الأسد للإبراهيمي: الحل بوقف دعم “الإرهابيين”

ونقلت وكالة الأنباء السورية عن الإبراهيمي تأكيده، قبل توجهه إلى العاصمة اللبنانية بيروت، على أنه “ليس هناك حل عسكري للأزمة في سوريا، ولا بد من العمل من أجل حل سياسي”، مشيراً إلى أن “السوريين أنفسهم سيقومون بذلك، بمساعدة جيرانهم، والمجتمع الدولي.”

وعن نتائج جولته في المنطقة، قال الدبلوماسي الجزائري إن “الأمم المتحدة تسعى من أجل خلق الظروف الملائمة لعقد مؤتمر جنيف 2، وقد وجدنا في كل الدول التي زرناها اهتماماً كبيراً بهذا المؤتمر، وذلك بسبب الاهتمام الكبير جداً بالوضع في سوريا، وما آلت إليه الأزمة.”

المعلم للإبراهيمي: مستقبلنا حق حصري للسوريين

وتعرض المبعوث الأممي لهجوم جديد من قبل وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، الذي قال إن الإبراهيمي يجب أن يكون “مبعوثاً أممياً بالمعنى الحقيقي للكلمة، حيادياً ووسيطاً نزيهاً، وألا يطرح من ذاته أو بناء على طلب الآخرين، أفكاراً ليست من اختصاصه.”

وتابع الوزير السوري أن الإبراهيمي “لا يسمي الأشياء بأسمائها، رغم أن لقاءه مع القيادات السورية كان فرصة مناسبة حقيقية، ليسمي هذه الأشياء كما هي في الواقع، لأن الحكومة السورية كانت إيجابية جداً، وأكدت على حضورها إلى جنيف دون شروط مسبقة، وتعاونت بشكل واضح، وهو أشار بشكل دقيق لتعاون الحكومة السورية.”

الائتلاف: الإبراهيمي يتحدث بما يشاء ونحن نذهب بشروطنا لجنيف2

وأضاف الزعبي، بحسب ما نقلت “سانا”، أن “الإبراهيمي بدا كأنه لا يفهم تماماً حقيقة ما يحدث، أو أنه يريد بشكل من الأشكال، ألا يسمي الأشياء بأسمائها، فهو لم يسم تنظيم القاعدة ولا جبهة النصرة ولا العصابات المسلحة، كما لم تكن لديه الجرأة أساساً ليسمي حتى من هي الدول التي تدعم هذه المجموعات الإرهابية، وفي مقدمتها طبعاً السعودية، ولا أعتقد أنه سيملك هذه الجرأة في وقت من الأوقات.”

وقال وزير الإعلام إن الإبراهيمي “تحدث عن أن مؤتمر جنيف هو للسوريين وليس للدول.. فإذا لم يكن مؤتمراً للدول، فما فائدة الجولة التي يقوم بها على تلك الدول؟.. ولم هي أصلاً؟.. ولماذا يتم توجيه دعوات إليها، وخاصة إلى السعودية وتركيا، اللتين تساهمان بشكل مباشر بالعدوان على سوريا”، على حد قوله.

الجيش الحر يناشد بابا الفاتيكان والحكومة الإيطالية بلم شمل أطفال سوريين مع أهاليهم

روما (1 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

وجّهت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقوى الحراك الثوري نداءاً للحكومة الإيطالية من أجل لم شمل الأهالي السوريين بأطفالهم الناجين من الغرق قبالة السواحل الإيطالية والمالطية، وناشدت بابا الفاتيكان التدخل لإنهاء هذه المأساة الإنسانية

وقال مسؤول إدارة الإعلام المركزي في القيادة المشاركة للجيش السوري الحر وقوى الحراك الثوري فهد المصري لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “هناك عدد من الرضع والأطفال الناجين اقتلع أغلبهم من حضن آبائهم وأمهاتهم في عرض البحر بعد غرق مركبهم ودون إنقاذ أهاليهم، وتركت السلطات المالطية تتكفل بالأهالي الغرقى مما تسبب في تشتيت شمل اللاجئين واتساع دائرة المفقودين أمام تشتت جزء منهم بين مالطا وإيطاليا”.

وشدد المصري بالقول “نطالب السلطات الإيطالية لم شمل رضع وأطفال مع من تبقى على قيد الحياة من أسرهم في مالطا لاسيما وأننا خلال التحقيق الذي قمنا به خلال الأيام القليلة الماضية حيال هذه المأساة لمسنا معاناة هائلة من الأمهات اللواتي ينتظرن أي معلومة أو صورة عن أطفالهن”

وأضاف المصري عقب لقائه اليوم بوزير الداخلية والأمن الوطني المالطي إيمانويل ماليَا “نستنكر عدم اكتراث وتساهل السلطات الإيطالية والأوروبية وتلكؤهم في إيجاد حل لاستخراج الجثث العالقة في المركب الغارق في عرض البحر من أطفال ونساء وشباب لاقوا حتفهم نتيجة التأخر في عمليات الإنقاذ ونحملها كامل المسؤولية”

وقال المصري “إلى ذلك، فإننا ندعو الحبر الأعظم بابا الفاتيكان للتدخل الفوري لإنهاء هذه المعاناة والمأساة الإنسانية بلم شمل الأسر مع أطفالهم والكشف عن مصير جميع المفقودين”، وتابع “كما نطالب السلطات الليبية فتح تحقيق رسمي لتحديد هوية المجرمين الذين أطلقوا الرصاص الحي مما تسبب بغرق المركب الذي كان يقل اللاجئين سوريين وفلسطينيين واستشهاد العديد منهم”.

ونوه المصري بأن “الوزير المالطي أعرب عن التضامن مع مأساة الشعب السوري وتفهمه بأن الملايين تفر من سورية ليس لرغبتهم بالهجرة بل بسبب تهديد حياتهم، وأوضح أن أغلب اللاجئين السوريين متمسكون بالعودة لبلادهم بعد عودة الأمن والاستقرار” هناك

وأشار إلى أن مشكلة اللاجئين السوريين هي “مشكلة وطنية وإقليمية ودولية”، ولفت النظر إلى وجود “العديد من الشبكات الإجرامية التي تقوم بعملية تهريب المهاجرين عبر المتوسط من ليبيا”، وشدد على أنه “يجب على أوروبا التمييز بين المهاجرين غير الشرعيين القادمين من سورية عبر ليبيا للهروب من الموت والمهاجرين غير الشرعيين القادمين من دول جنوب الصحراء في أفريقيا لأسباب اقتصادية، ولفت إلى أن البحرية المالطية وضعت الإمكانيات اللازمة للعمل فوراً على إنقاذ من يصل مالطا عبر البحر، وقال إن حكومة بلاده لا تريد أن يموت ويغرق رضّع وأطفال وشباب ونساء”

وتأتي هذه المناشدة للحكومة الإيطالية وبابا الفاتيكان في إطار استطلاع للقيادة المشتركة للجيش السوري الحر شمل دولة مالطا وسيشمل جزيرة ولامبيدوزا الإيطالية بعد أيام، حول مأساة غرق زورق هجرة غير شرعي كان على متنه مالا يقل عن 430 مهاجراً أغلبهم من السوريين وأطفالهم إلى جانب بعض الفلسطينيين منهم 126 لاجئاً في مالطا وعدد من الأطفال في صقلية في حين أن هناك أكثر من مائتي مفقود من بينهم أطفال

الإبراهيمي يأمل في عقد مؤتمر جنيف2 خلال أسابيع ويؤكد ضرورة حضور المعارضة

استبعد الموفد الدولي الخاص إلى سوريا الأخضر الابراهيمي إمكانية عقد مؤتمر جنيف2 للسلام قريبا دون حضور المعارضة السورية إلا أنه أعرب عن أمله في عقد المؤتمر في غضون أسابيع بالرغم من العقبات التي تعرقل عقده منذ شهور.

ولم يتم الاتفاق على موعد لعقد المؤتمر الذي يهدف إلى جمع أطراف الصراع في سوريا على مائدة التفاوض بسبب المواقف المتباينة للقوى الكبرى والانقسامات في صفوف المعارضة.

واستبعد مسؤولون عرب وغربيون الأسبوع الماضي عقد المؤتمر في نوفمبر / تشرين الثاني كما تريد الولايات المتحدة وروسيا.

مؤتمر جنيف للسوريين

وأكد الابراهيمي خلال مؤتمر صحفي في العاصمة السورية دمشق أن مؤتمر جنيف 2 لن يعقد في حال رفضت المعارضة المشاركة فيه.

وقال الابراهيمي “لنبق متفائلين ونقل لأن الجميع سيحضر. تقديري الشخصي أنه إذا لم يكن ثمة معارضة إطلاقا لن يكون هنالك مؤتمر. المؤتمر معقود للسوريين. ليس للدول ولا للأمم المتحدة”.

الإبراهيمي

اتهمت دمشق الإبراهيمي باستخدام أكثر من لغة للخطاب

وأوضح أن الحكومة السورية أكدت قبولها المشاركة في المؤتمر بينما لا تزال “المعارضة سواء كان الائتلاف الوطني أو الأطياف الأخرى في الداخل تبحث عن وسيلة تمثيلهم في جنيف”.

ويطالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الذي من المقرر أن يجتمع في التاسع من نوفمبر الجاري لاتخاذ قراره النهائي حول جنيف 2 أن يتمحور أي حوار حول عملية انتقالية تنتهي برحيل الأسد.

وأضاف الابراهيمي قبيل مغادرته دمشق التي وصلها الاثنين أن المؤتمر ستدعى إليه “دول ومنظمات إقليمية ودولية والأطراف السورية”.

وأوضح الابراهيمي أنه سيتوجه إلى جنيف للاجتماع بممثلين عن الولايات المتحدة وروسيا وسينضم إليهم في وقت لاحق ممثلون عن الدول الثلاث الأخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن -بريطانيا والصين وفرنسا- للاعداد للمؤتمر والاتفاق على موعد.

“لغة واحدة”

وانتقد وزير الإعلام السوري عمران الزغبي تصريحات الإبراهيمي قائلا إن ” الإبراهيمي قال إن مؤتمر جنيف للسوريين وليس للدول. إذا لم يكن مؤتمرا للدول فما فائدة الجولة على تلك الدول. ولماذا توجه الدعوات الى تلك الدول لا سيما السعودية وتركيا اللتين تساهمان بشكل مباشر في العدوان على سوريا”.

وأضاف الزغبي في اتصال هاتفي مع قناة الميادين أن ” الإبراهيمي ليس لديه لغة واحدة فهو يملك أكثر من لغة للمخاطبة وكأنه يريد أن يرضي الجميع على حساب الحقيقة او على حساب السوريين بشكل خاص”.

وطالب الزغبي الابراهيمي بأن يكون ” مبعوثا أمميا بالمعنى الحقيقي للكلمة. أن يكون وسطيا وحياديا ونزيها”.

BBC © 2013

الابراهيمي يأمل في عقد مؤتمر جنيف 2 في غضون أسابيع

بيروت (رويترز) – عبر مبعوث الامم المتحدة إلى سوريا الأخضر الابراهيمي يوم الجمعة عن أمله في إمكانية عقد مؤتمر سلام – تأجل مررا – خلال الأسابيع القليلة المقبلة بالرغم من العقبات التي تعرقل عقده منذ شهور.

وتكرر تأجيل ما يسمى بمؤتمر جنيف 2 الذي يهدف إلى جمع الأطراف المتحاربة في سوريا على مائدة التفاوض بسبب النزاعات بين القوى العالمية والانقسامات في صفوف المعارضة والمواقف غير المرنة التي يبديها الطرفان.

واستبعد مسؤولون عرب وغربيون هذا الأسبوع عقد المؤتمر في نوفمبر تشرين الثاني كما تسعى القوى العالمية.

وقال الابراهيمي في مؤتمر صحفي في دمشق بعد جولة لحشد التأييد للمحادثات إنه سيتوجه إلى جنيف للاجتماع بممثلين عن الولايات المتحدة وروسيا.

وسينضم إليهم في وقت لاحق ممثلون عن الدول الثلاث الأخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن -بريطانيا والصين وفرنسا- للاعداد للمؤتمر والاتفاق على موعد.

وعند سؤاله عن الموعد المحتمل للمؤتمر عبر الابراهيمي عن أمله في أن يعقد خلال الأسابيع المقبلة وليس العام القادم أو بعد ذلك.

ولم يخفف أي طرف من موقفه بالرغم من الضغوط الدولية لاجراء محادثات السلام التي يرى بعض مقاتلي المعارضة أنها خيانة لأهداف الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

واتهم وزير الاعلام السوري عمران الزعبي في مقابلة أذيعت بعد تصريحات الابراهيمي المبعوث الدولي باستخدام أكثر من لغة لارضاء كافة الأطراف على حساب الحقيقة.

وقال لمحطة الميادين التلفزيونية إنه حينما يتكلم الابراهيمي داخل سوريا يستخدم منطقا مغايرا للمنطق الذي يستخدمه حين يغادرها.

كما انتقد الزعبي الابراهيمي لتركيزه على القضايا الانسانية وهي خارج اختصاصه ولتوجيهه الدعوة لحضور المؤتمر إلى دول تساند مباشرة “الاعتداءات ضد سوريا” مثل السعودية وتركيا.

ونقلت وسائل اعلام سورية رسمية عن الرئيس السوري قوله للابراهيمي خلال اجتماع يوم الأربعاء إن المحادثات لن تنجح إلا إذا أنهت القوى الأجنبية دعمها للمعارضة التي تحارب للإطاحة به.

وتتركز بعض الخلافات بشأن المؤتمر حول توجيه الدعوة إلى ايران الحليف الرئيسي للأسد لحضور المحادثات. وعبرت طهران عن استعدادها للمشاركة.

وقال الابراهيمي إن الأمم المتحدة تفضل حضور ايران لكن ليس هناك اتفاق بعد حول هذا الأمر. كما عبر عن أمله في أن يمثل وفد واحد المعارضة.

وقالت ايران وتركيا يوم الجمعة ان لديهما مخاوف مشتركة حيال تزايد الطبيعة الطائفية للحرب الأهلية السورية مما يشير إلى ذوبان الجليد في العلاقات بين البلدين التي شابتها التوترات بسبب خلافات عميقة بشان الصراع في سوريا.

ودبت انقسامات مريرة في صفوف المعارضة التي تقاتل منذ عامين ونصف للاطاحة بالأسد.

وتعارض بعض جماعات مقاتلي المعارضة الرئيسية سلطة الائتلاف الوطني السوري المعارض ومقره اسطنبول والذي تسعى القوى الغربية لاقناعه بحضور المؤتمر.

ورفض الابراهيمي تحديد موعد لعقد المؤتمر.

وأضاف أن هناك جهودا جادة للغاية تبذل في كل مكان لعقد هذا المؤتمر.

وقتل أكثر من 100 ألف شخص في الصراع السوري.

(إعداد سها جادو للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)

روسيا تأمل بعقد مؤتمر للسلام بشأن سوريا قبل نهاية العام

موسكو (رويترز) – قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف إنه يأمل في عقد مؤتمر دولي للسلام بشأن سوريا قبل نهاية العام رغم ما تردد عن خلافات مع الولايات المتحدة بشأن تمثيل المعارضة في المؤتمر.

وناشد ميدفيديف طرفي الصراع في الحرب الاهلية السورية تقديم تنازلات وانتقد المعارضة لمطالبتها بضمانات لرحيل الرئيس السوري بشار الاسد كشرط لمشاركتها في المحادثات.

وقال ميدفيديف لرويترز في مقابلة جرت في ساعة متأخرة مساء الخميس “آمل ان يكون من الممكن عقد المؤتمر بحلول نهاية هذا العام لكننا ندرك ان نفوذ كل الاطراف المشاركة محدود.”

واستطرد “الامر يتوقف بدرجة كبيرة على موقف الاطراف السورية. نحن ندفعهم في هذا الاتجاه وآمل ان يفعل نفس الشيء كل من يتحدث مع الدوائر المختلفة في سوريا.”

وأضاف “انها عملية صعبة وعلى الجميع تقديم تنازلات بمن في ذلك بالطبع زعماء المعارضة والحكومة السورية.”

(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

© Thomson Reuters 2013 All rights reserved.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى