صفحات سورية

الدخول إلى سوريا… مكافاة للأنظمة المترنحة أم توريط لها؟/ فادي آدم

 

 

يكافئ الأمريكان ديكتاتورية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي غير المسبوقة في تاريخ مصر بمنحه جائزة النجاح الخارجي الذي هو في الحقيقة استمرار لنهجه التخريبي خارج مصر فيطلب منه إرسال جيشه إلى سوريا برفقة الجيش السعودي. يكرر الأمريكي هنا ما فعله سابقا مع حافظ الأسد الذي أعطي الضوء الاخضر لاجتياح لبنان ليمارس نهجه التخريبي فيه امتدادا لما فعله في سوريا أساسا.

الخطة التي سربتها صحيفة أمريكية تفيد بنشر الجيشين في مناطق سينسحب منها الجيش الأمريكي في الجزيرة السورية (شمال شرق سوريا)

وليضع الجيشين العربيين ومن وراءهما دولتيهما في مواجهة مباشرة مع تركيا وإيران وربما مع جيش النظام السوري لاحقا في سبيل مزيد من خلط الأوراق ومزيد من توتير أجواء الشرق الأوسط.

غالبا فإن الدولتين، أي السعودية ومصر، ستقعان في الفخ وستخسران على كل حال. فإنْ كانتا مع قوى الأمر الواقع ستذهبان لحماية نفوذها وهيمنتها على الجزيرة السورية وبالتالي الصدام مع السوريين نظاما ومعارضة وكذلك سيصطدمان مع إيران وتركيا، وإنْ كانت قيادتا البلدين استطاعتا تأمين تواصل وتفاهم مع الأتراك والإيرانيين فربما يحدث صدام مع قوى الأمر الواقع، وربما صور الأمر إعلاميا على أنه صدام عربي كردي الأمر الذي يلقي بظلاله السوداء على المزاج الكردي العربي في سوريا السوداوي والملتهب أصلا.

يبدو أن ترامب يحسن تخليص نفسه وجيشه على قلة عدده في شمال شرق سوريا مستغلا حاجة نظام السيسي لانتصار خارجي أو امتداد خارجي يعوض عن فشله في مكافحة تنظيم «الدولة» (داعش) في سيناء وكذلك في مساعدة الحكم الجديد في السعودية لتحقيق نجاح يدفعون كلفته مالا ورجالا في سـوريا يعـوض تعثـرهـم في اليـمن.

والحقيقة أن المأزق الذي ستدخله السعودية في حالة موافقتها على إرسال قواتها إلى سوريا ربما سيكون أكبر من المأزق المصري فللصراع السعودي الإيراني أبعاد إقليمية إسلامية مذهبية تزيد الصراع اللاهب أصلا لهيبا وهو أي الدخول إلى سوريا لو حدث فسيزيد الصراع الحوثي السعودي أوارا وربما شهد تطورا دراماتكيا جديدا.

لا نريد للنظام المصري التورط في سوريا وتحقيق انتصار خارجي إعلامي له يغطي فشله المريع في الداخل المصري ويكون على حساب السوريين شعبا وأرضا. لكن النظام الذي يبيع جزيرتي تيران وصنافير للسعودية بمبلغ بخس سيذهب لدعم العسكر، لن يساهم في سلام أو وحدة سوريا بل تلبية لحاجة أمريكية.

يبدو أن دخول قوات عربية إلى سوريا تحت إطار التحالف الإسلامي سيشعل مزيدا من النيران في كل مكان من الشرق العربي. وربما كانت الغاية الأساسية منه التمهيد للاشتباك مع إيران وتصفية وجودها نهائيا على الأراضي السورية بعدما ضربت بالأمس أهم قواعدها هناك.

كاتب سوري

القدس العربي

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى