“الشعب السوري مرهق… يبحث عن أياد يمكنها أن تنقذه”
الفنانة السورية فدوى سليمان لجأت إلى فرنسا منذ آذار الماضي، بعدما أمضت أياماً وهي متوارية هرباً من انتقام نظام بشار الأسد، الذي يأخذ عليها المشاركة في الثورة منذ الأشهر الأولى لإندلاعها، سيما وان ذنبها أفدح، بسبب انتمائها الى الطائفة العلوية. فدوى امرأة نحيلة، ذات وجه شاحب تهيمن عليه عيون سوداء كبيرة ومرهقة. صحيفة “ليبراسيون الفرنسية (6 آب 2012) التقت بها في مهرجان المسرح السنوي في مدينة أفنيون، وأجرت معها حواراً، هنا نصه:
هل تعتقدين بأن نظام بشار الأسد أوشك على نهايته؟
هذا النظام يترنح، وأنا متأكدة انه سوف يسقط. ولكني أخشى أن يكون الأسد بصدد تقسيم الاراضي السورية الى قسمين: منطقة اللاذقية وطرطوس من جهة وبقية البلاد من جهة أخرى. ما يدفع الطرفين إلى التقاتل حتى يبقى هو على رأس سلطة. أتمنى على العلويين الذين يدعمونه خوفاً من الطوائف الأخرى، أن يتخلوا عنه. على كل حال، عدد كبير من أبناء هذه الطائفة سقطوا قتلاً بسببه. والكثير منهم فقراء، لم يقم الأب حافظ ولا الابن بشار بشيء من أجلهم والمأساة ان غالبية السوريين، وهم من الطائفة السنية، مقتنعون بأن الأسد الأب والابن مدوا فقراء العلويين بالمساعدات.
ماذا بوسع الأسرة الدولية ان تفعله من أجل سوريا؟
العالم بأسره ترك سوريا تسقط بيد بشار الأسد! انهم السياسيون ذوي المشارب المختلفة… هم المسؤولون عما بلغته سوريا من حال! الشعب بذل ما في وسعه للحفاظ على سلمية نضاله من أجل الديموقراطية والحرية والعدالة. وعندما ردّ النظام على الشعب بالسلاح، حاول الشعب أن يدافع عن نفسه، فحمل السلاح.
بشار الأسد قال إن سوريا تعج بالسلفيين وبمسلحين لا يبتغون إلا نهايته…. ولكن هذه كلها ذرائع يقدمها للعالم كي يمارس القتل ويرتكب المجازر من دون محاسبة ولا سؤال. والعالم تركه يتصرف بحرية… ليس فقط الصين وروسيا! الأسرة الدولية هي التي دفعت السوريين الى حمل السلاح. كان يجب أن تبقى الثورة سلمية، ولكن هناك العديد من الاطراف التي تتلاعب بالشعب السوري.
كيف تحولت الثورة من السلمية إلى المسلحة؟
بشار فعل ما بوسعه للوصول الى هذا. ترك الحدود مفتوحة ليسهل ادخال السلاح. في سوريا، يجب ان تعرف بأن السلاح يمر أسهل مما يمر الدواء! وبشار يعيق إدخال الدواء كي يحرم الجرحى من العلاج.
هل انت مؤيدة لتدخل دولي في سوريا على غرار التدخل في ليبيا؟
كلا، لست مؤيدة لهذا الخيار، الذي لن تكون نتيجته غير ازدياد عدد القتلى. لأن هجماته سوف تضرب البنى التحتية والخدمات العامة. والحال ان الخدمات العامة هي الشعب! النظام يجب ان يسقط من الداخل.
وبعد ذلك؟
الشعب مرهق. انه يغرق، يمد يده خارج الماء لعل أحداً ينقذه. الشعب يريد محاكمة بشار بصفته مجرم حرب، مثل الصربي ميلوسوفيتش. على مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، ان يعد لإنشاء لجنة انتقالية، تضم المسؤولين في الجيش الحر والمعارضين السياسيين. على مجلس الأمن أيضا أن يصدر قراراً يقول بأن بشار لم يعد له أمر في سوريا، وأن يباشر بمناقشة انتقال السلطة الى الشعب السوري. في مرحلة أولى على العسكريين والسياسيين ان يعملوا معاً، ولكن في مرحلة لاحقة، على العسكر الإبتعاد عن السياسة، وعلى رجال الجيس السوري الحر أن يجدوا أطراً لتنظيم أنفسهم.