انو حياتنا مليئة مؤامرات…اذا بدنا…كلشي منعرفو هو مؤامرة…
الشغلة حسب شلون منشوفها…انو مو قصة نص مليان و نص فاضي لاء غير…بس فكرة او عقدة المؤامرة ممكن تكون موجودة و قوية بنظري…و ممكن ما تكون موجودة او واردة من نظرك اطلاقا يعني و بتاتا……بس انو ليش هيك؟ يعني يا في مؤامرة…يا مافي….
هلأ نحن بشكل عام من جماعة المؤامرة…يعني اول ما منسمع قصة عن شو ما كانت…فينا برياحة نلاقي فيها مؤامرتين او تلاتة…هيك فيكون تعتبروها نعمة من عند ربكون…انو مو كل العالم هيك ع فكرة…
هلأ حتى مفهوم النعمة بخصوص القدرة على استشعار المؤامرة عن بعد في عليه خلاف ببعض الاوساط هون و هنيك…انو نعمة من باب انو فينا نشوفها اريح..انو في شغلات كبيرة كتير و جدا عم تحرك كلشي و تحيك مؤامرات رشا و دراكا…..و نحن خلص منستشف المؤامرة و منكمل حياتنا عادي….انو شو صاير؟ ابدا و الله مؤامرة…ايه على مين يا بابا…قال مؤامرة..علينا نحن؟..فأنو هيك نحن…اما انو نفوت بوجع الراس و نصفن بالمؤامرة و نشوف شلون و شو و كيف و مين و معقول و بجد و بركي و يا ترى و انو ليش و لشو و شو الفكرة من هالمؤامرة…مالنا بهل القصص…خلص اخي لك مؤامرة…و المثقف مننا بيقدر يحللك و يتوسعلك شوي بشرحو عن المؤامرة و بيستعملك امثلة تاريخية من كل الحقب الماضية ابتداءا من الاغريق وصولا للحماصنة…بس انو مؤامرة…
هلأ نحن اجمالا عنا تقبل لمفهوم انو في شي كبير عم يصير و نحنا ما علينا الا من عيالنا و اكلنا…..يعني بحكم مجتمعنا و تؤثرو بالدين و النظام السياسي الطويل يلي عشنا تحتو…كلو بيخلي الانسان السوري يكون اكثر تقبلا لمفهوم المؤامرة….انو ممنوع نسئل عن اي شي…بكل اشكال حياتنا و من صغرنا….بابا ليش مافي علب محارم عند المحل..بابا هي اسرائيل…بابا ليش السمنة بتجي تهريب من لبنان؟ كلو من ورا اسرائيل…طيب بابا شو اسمها الحفرة يلي بالحديقة؟ انو روح سئال امك….ماما شو نحنا…حبيبي نحنا مسلمين او مسيحيين…طيب ماما شو يعني؟ يعني في الله او رب و ساوانا و لازم نعمل و نساوي…طيب ماما شو هادا الجنس؟ خراس ولك حيوان و طخ طيخ عليك و على ابوك…اذا بتحكي هيك قصص بدي حط فلفل على لسانك…….منروح منسئل رفقاتنا…عندهون نفس الاجوبة….انو الانسان بطبيعتو الغريزية فضولي و عندو اسئلة…انو هيك لو ما كان الانسان فضولي ما كان نفد و ضل عايش لهلأ…نحنا منجي عنا اسئلة كتير..متل اي مخلوق تاني…بس ما مناخد اجوبة…غير اجوبة محدودة و معباية خطوط حمرا…فبصير عنا هيك منطقة بالمخ بتصير مسؤولة عن توليد المؤامرات اللارادية..هلأ هالمنطقة عم تشتغل اساسا لانو انو منطقة و لازم تشتغل و الا ما كانت موجودة…انو على حسب نظرية العضو الذي لا يُستعمل يضمر…..فهل المنطقة بغياب الاجوبة و بغياب المساحة المطلوبة لحرية لتقدر هالمنطقة تربط هالاجوبة ببعضها و تحللها على مهل و تكبر و تصير تفهمها اكتر…بتصير بتحاول تعوض بأي شي بتسمعو…
هلأ نحنا كبشر..بدنا نعرف..او نحس حالنا منعرف..او منعرف حدا بيعرف…غير هيك منفوت بالحيط و منتلبك ببيضاتنا ليلي عندون بيضات و ما بعرف بنات حوا بشو بيتلبكو بالعادة….هالشي مو غريب و لا شي…من زمان..وقت قالو لك لعمش شو هاد الضو يلي بالسما…يا محمد شو ضو…لك شو هاد…راحو لعند الختيار قالولو شو هالضو؟ صفن شوي هيك و اتطلع على الراديو يلي عالطاولة و شاف جوز بطاريات ماركة برق…قلهون يا ولاد هادا اسمو برق و هدا في واحد كتير قوي و كبير اسمو زيوس و عندو كرباج لما بينبعص من شي بيخبط بالكرباج بيقوم بيطلع البرق…فالشغلة انتو مالكون فيها روحو نامو….فهيك بيكونو عرفو…بيكونو ماشيين بشوفو برق او رعد او اي شي..بيعرفو انو زيوس علقان مع اخوه بخناقة…عنصر اللاادري يلي بولد خوف عندهون زال بالمعرفة يلي اجتهون من هالختيار…عيني ربو هالختيار شو بيفهم…هلأ بيجوز يجي واحد يقلك لك بلا زيوس بلا ضراط…هدا البرق بسبب جزئيات متجمدة بتصطدم بجزيات سائلة بالغيمة و بيفوتك بألكترون و بيطلعك بفوتون و فجأة قصة الختيار هي الاختيار الانسب..انو اسهل شو هالتعقيد..قال الكترون قال..تلحس طيزي شو مفزلك……و القصة استمرت ليومنا هاد…بس اتطورت مع تطور البشر و مجتمعاتهون و ما عدنا لا نصدق زيوس و لا كرباجو…..من زمان كانو يفكروه مؤامرة و علقانة خناقة..هلأ منعرف البرق و مين ورا…..بس انو عنا اسئلة تانية ضمن محيطنا…هدول لهلأ مافينا نسئلهون و ماعنا غير كلام الختيار…
مفهوم انو في شي كبير عم يحرك كلشي…مالو بعيد عن تفكيرنا…على اعتبارنا شعب متدين بالاغلب و ضعيف و مكسور بالمجمل العام على مر خمسين سنة…يعني بغض النظر عن شو نوع الدين..انو متدينين…و بالتالي مفهوم الشي الاعظم يلي عم يحرك حياتنا بشكل او بأخر مالو غريب عننا…فمو صعب نستسلم لمفهوم المؤامرة لما في شغلات شوية كبيرة حوالينا… انو اميركا و اسرائيل و مؤامرات عالمية..والمحاور و الايادي الخفية دائما الها مكان…و مكان خصب و عنا قابلية انو نصدقها و نقتنع فيها اكتر من انو نحلل المعلومات و هيك نصفن فيها بفرنكين من كذا زاوية مختلفة… هالشي عنا كمجتمع مو لاننا بطبعنا هيك…و التدين مالو السبب الرئيسي كمان بس انو عنصر مساعد و خصوصا بمجتمع مقموع …و هي لحالها بدها قعدة…بس منخليها لبعد الثورة….
احد الاسباب الرئيسية برأيي انا بشوفو هو نظام التعليم…و ما بقصد المنهاج الدراسي….نظام التعليم يلي ساهم بقتل فكرنا من اول ما نفوت عالمدرسة لوقت ما نتخرج من الجامعة…. نظام التعليم عنا مالو مصمم ليخلينا نصير نفكر و نسئل و نتسائل و نبحث و نناقش و ننقض…اسلوب طرح المعلومات بكل المستويات بيكون عامودي و بجهة وحدة من فوق لتحت…منتلقى المعلومات و بعدين منكتب فحص بالمعلومات يلي حفظناها….و سنة بعد سنة منصير منحفظ شي جديد و مننسى شي قديم…منكبر و المعلومات رح تنتسى و بيبقى السؤال شو الفكرة من تعليمنا لكن؟
التعليم بالاصل هدفو مو بس اعطاء المعلومة و تخزينها..في كمبيوترات لهل الشي…بل تدريب الطالب على ايجاد المعلومة…تحليلها…بحثها.. مناقشتها….و تقييمها بناءا على البحث و التحليل و النقاش و استعمالها…….بينما نحن من نعومة اظافرنا منتعود انو نكون متلقين للمعلومات و مجترين لها…منسمع و منحفظ و منكرر و منعيد….لنوصل للجامعة و منحفظ الملخصات و اسئلة السنوات السابقة و مننجح و منتخرج و فكرنا تعود على ملخصات احادية المصدر….ما بدنا نحلل..هات ملخص…و انا بحفظو و ببصمو و بعيدو…انت الك منصب معناها خبرني عن حياتي بملخص..قبلك كان في استاذ الجامعة و المدرسة و مدرب الفتوة هيئوني لانو اتقبل ملخصك لانو عندك منصب…….ما بدي اصفن بحياتي و فكر ببأسي…انت عطيني ملخص و قلي شو وضعي…هلأ نحنا ما منقول هيك بالحرف فكري…بس يعني نحنا مهيئين و بشكل ممنهجي معودين انو نتقبل اي معلومة مصدرها انسان ذو سلطة اعلى…و ناخدها بدون ما نفكر فيها لانو تعودنا على هيك انو مافيك…ما بتناقش استاذك او مديرك او شيخك او ابوك ..
تعليمنا البعثي المتخلف و الغبي…هيئنا لانو نكون مستقبلين مجترين للمعلومات..ما هيئنا و حارب بشدة فكرة انو نكون معالجين و محللين للمعلومة…خلونا نكون هارد ديسك بدال ما نكون معالج او بروسسر….الهارد ديسك بتحفظ عليه المعلومات…بطعمة و بلا طعمة…فيك تحفظ عليه زبالة..و بعدين بيتعبى و بتوقف القدرة على استيعاب المزيد من المعلومات و بيصطم…بينما المعالج بيحلل المعلومات و بيمحي الزبالة….مثلا فيك تحفظ قصة الالماسة الزرقاء على الهارد ديسك برياحة…قصة مسلية و مقتبسة عن مجموعة من افلام هولييود مع لمسة دان براون..لما بكون مجرد هارد ديسك..بحفظها و بضل عم عيدها…انو مؤامرة و مناسبة..و قصة و موجودة..ملخص بيفسر كلشي عم يصير..شو بدي احلى من هيك…ما عندي معالج يحللها او مالي مربى انو كون معالج لاقدر حللها و شوف انو شو مصدرها…و شو تفاصيلها..و ين الادلة..وين المنطق..و قارنها بالمعطيات التانية و الكتيرة و الواقع يلي عايشو… و اوصل لحقيقة انو لعمى شو كنت جحش….لعمى شو كنت غبي….لك هدول مجرمين..هدول كزابين….هدول مافيا…هدول قتلة و لصوص..لك انا انسان..حياتي مو مجرد امشي من الحيط للحيط..انا انسان عندي حقوق ضايعة و بلد مسروق و منهوب…انا انسان و مالازم يكون اكبر همي انو اقدر اشتري بيت بالضاحية و سيارة تشيري…….انا انسان..انا حر!
الحزب الواحد و القائد ما هيئنا نكون معالجين للمعلومات…مالو مصلحة نعالجها و نستنتج اننا بشر و نعرف حقوقنا و نطالب فيها….
العالم يلي عم ينقتلو يوميا بكل المحافظات السورية هنن ضحايا مؤامرة..مؤامرة بلشت من اربعين سنة ضد عقولنا…ضد تفكيرنا…ضد انسانيتنا..ضد ضميرنا…و رح يضلو عم ينتقلو و ينقتلو…طول ما لساتنا عم نحفظ المعلومات بدال ما نعالجها و نفهم واقعنا و نقرر ننزل عالشارع كلنا و نعالج القصة و نوقف المجازر نخلص من هالمؤامرة الاسدية ونس اند فور اول.. و نبلش من اول و جديد..كلنا..بس هالمرة مو كرفاق..بركي هالمرة منبلش كولاد وطن سوري واحد…جربنا الحزب الواحد..اكلنا خرى…خلينا نجرب شي تاني اكبر و اوسع…
خلينا ننهي المؤامرة..يا جحش!
http://hashashji.wordpress.com
