صفحات الحوار

الشقفة: حتى شعرة معاوية قطعت مع حزب الله.. ونقبل بالنموذج التركي وليس الإيراني للحكم


المراقب العام لإخوان سورية: نظام الأسد في النزع الأخير.. رفعت الأقلام وجفت الصحف

الشرق الأوسط

محمد الشافعي

دخلت الثورة السورية شهرها التاسع، تاركة وراءها، حسب إحصاءات لمنظمات حقوقية، أكثر من 4 آلاف شهيد، وأضعافهم من الجرحى والمعوقين والمعتقلين والمعذبين.

 فعلى الرغم مما تحقق على الأرض، من إجراءات وعقوبات وتهديدات، عربية وإقليمية ودولية، لإسقاط النظام السوري في المزيد من العزلة، وإجباره، بالتالي، على العدول عن ركوبه الحل الأمني العسكري، لتصفية الثورة السورية، أو التنحي وتسليم السلطة بشكل سلمي إلى الشعب.. على الرغم من كل هذه التطورات المتلاحقة، ما زال النظام يمارس آلة القتل اليومية في أغلب المدن السورية.

“الشرق الأوسط” التقت محمد رياض الشقفة، المراقب العام لحركة الإخوان المسلمين في سورية (أبو حازم)، الذي جاء في الموعد المضروب مع اثنين من مساعديه بناءً على اتفاق مسبق من لندن إلى فندق كونراد بإسطنبول الذي استضاف اجتماعات المنتدى العربي التركي للإعلام، حيث قال إن “الحماية الدولية تتمثل في القوانين الدولية التي تحكمها، ومن المفروض أن يجبر النظام على تقبلها وبما أن النظام يدعي أن هناك عصابات مسلحة فليدَع الحماية الدولية تتثبت من الأمر على الأرض من خلال لجان مراقبة”.

ورأى الشقفة أنه “من خلال معرفته بهذا النظام فهو غير قادر على تطبيق المبادرة العربية، وهو يناور ويتردد وليس له غير العنف والأسلوب الأمني”. وقال: “إن النظام غير قادر على تنفيذها، وهو اليوم يدافع عن وجوده”.

وأضاف الشفقة أن تصريحات وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بفرض مزيد من العقوبات المالية والاقتصادية على سورية جاءت تماشيا مع قرارات الجامعة العربية، وكان داود أوغلو قد أكد في تصريحاته أن الإدارة السورية “فقدت شرعيتها” و”فضلت قمع شعبها بدلا من بدء إصلاحات ديمقراطية في البلاد”. وعبر عن أسفه لأن سورية لم تصغِ منذ أشهر للأسرة الدولية بما في ذلك لأنقرة، و”فقدت شرعيتها” أمام الجميع”. وجاء الحوار على النحو التالي:

* هل ستؤدي الضغوط المستمرة على دمشق، سواء من الدول العربية أو الأجنبية في نهاية المطاف، إلى تفكيك النظام السوري؟

– إننا نتمنى على كل دول العالم أن تمارس الضغوط على النظام المتجبر حتى يعزل تماما ويستجيب لإرادة الشعب”. وأقول الحق: إنني أرى نهاية النظام المستبد رؤيا العين أمامي في كل صلاة، إن النظام سيسقط والقضية قضية وقت، وأقسم بالله العظيم: “رفعت الأقلام وجفت الصحف”، سيسقط النظام الأسدي إلى غير رجعة وفي غضون شهور قليلة.

إن الشعب السوري سيقبل تدخلا عسكريا تركيا وليس غربيا لحمايته من قوات أمن الرئيس الأسد. على الرغم من أنني شخصيا لا أرغب في التدخل العسكري لأن الشعب قادر بتصميمه وإرادته على عزل وإزاحة النظام السوري، وإذا تدخل المجتمع الدولي وطبق عقوبات حقيقية على النظام السوري وعزله وسحب سفراءه من دمشق، فسيكون من السهل على الشعب السوري إسقاط النظام الأسدي. إننا نريد من الدول العربية والإسلامية التدخل لحماية المدنيين السوريين.

إن المجتمع الدولي يجب أن يعزل حكومة الأسد لتشجيع الناس على المضي في سعيهم لإنهاء أكثر من أربعة عقود من حكم عائلة الأسد. وقتل المئات هذا الشهر الذي أصبح من أكثر الفترات دموية منذ أن بدأت الاحتجاجات في مارس (آذار) الماضي.

* من وجهة نظركم، هل عقوبات الجامعة العربية ستربك النظام السوري، أم سيكون تأثيرها على الشعب أكثر؟

– بالنسبة لعقوبات الجامعة العربية سيكون تأثيرها على الحكومة أكثر، وسيصيب الشعب بعض الأذى والضرر في حياته اليومية، لكن الشعب السوري الأبي صابر حتى يتخلص من هذا النظام القمعي الاستبدادي، وسيتحمل جزءا من العبء والمعاناة.

* ما أسباب تجبر النظام السوري في طريقة تعامله مع الإعلام الخارجي من جهة التصريحات والبيانات التي يطلقها؟

– من أسباب تجبر النظام السوري، ممثلا في تصريحات وليد المعلم، ردا على ألان جوبيه، وزير الخارجية الفرنسي، قوله: “من يعش سيرى أكثر”، أقول: تصريحات النظام، ممثلا في الأسد، الذي قال من قبل إنه سيشعل منطقة الشرق الأوسط إذا حدث تدخل دولي في سورية، أو وزير خارجيته المعلم لا يستأهل الرد، لقد انتهت أيام النظام، وهو في مرحلة النزع الأخير، وتصريحات الأسد للصحافة البريطانية ما هي إلا عنتريات فارغة، وهو يريد القول إنه يسيطر على البر والبحر والجو، وهو كاذب، وهو غير مسيطر إلا على نفسه.

وتكفي فضيحة المعلم في مؤتمره الصحافي باستخدامه صورا من الحرب اللبنانية بعرض شريط فيديو مفبرك على العالم بكل فخر واعتزاز، قضية الفيديو المفبرك التي عرضها المعلم هي جزء يسير من فضائح الكذب والاستهتار والتضليل. وهو رجل فاشل في تزوير الحقائق منذ بدأت الثورة السورية، فمن فضيحة ترديده المرة تلو الأخرى كذبة أن السلفيين هم من يقفون خلف الثورة في بلاده، إلى قائمة الإصلاحات الموعودة للشعب السوري التي كررها ألف مرة ولم ينفذ منها حرفا واحدا، ومع اندلاع انتفاضة الشعب السوري ضد نظام الأسد قبل تسعة أشهر باشرت آلة إعلام الأسد التضليلية الفاشلة بتوجيه التهم يمينا ويسارا وشمالا وجنوبا. فتارة السلفيون والإخوان المسلمون وتارة أخرى الفلسطينيون، ثم جاء دور المندسين والعملاء والصهاينة وقنوات التحريض الإعلامية والأتراك، إنهم اليوم يفبركون كل شيء سواء الكلام أو الصور، ولا أحد يصدقهم؛ لأنهم كاذبون حتى النخاع.

* هل لديكم معلومات عما أوردته صحيفة بريطانية من عرض المجلس الانتقالي الليبي على الجيش السوري المنشق تزويده بالأسلحة والعتاد؟

– لقد قرأت الخبر مثلكم، وتكفي الجيش السوري الأسلحة التي انشق بها عن النظام، هم لا يحتاجون أسلحة هجومية، هم في حاجة إلى أسلحة دفاعية؛ لأن مهمتهم في الأساس هي الدفاع عن أفراد الجيش السوري المنشق والدفاع عن المتظاهرين السلميين. وإنني أحمل الرئيس السوري الأسد المسؤولية الكاملة عن تدويل الأزمة السورية، وهو يتحمل كل ما يجري على الأراضي السورية من عنف ودم يراق كل يوم بسبب استهتاره في الرد على المبادرة العربية، ومنذ بدء الانتفاضة السورية قبل تسعة أشهر أصدرنا -الإخوان- بيانا طالبنا فيه الأسد بالبدء الفوري في الإصلاحات لتجنيب الشعب هذه المآسي، لكنه أصم أذنيه وأصر على العناد، وقال بشار الأسد بالحرف الواحد: “إن سورية مختلفة ولن يحدث فيها شيء”، وقابل المظاهرات السلمية بالعنف الدموي؛ لأن هذا النظام لا يتقن سوى العنف والدم والحلول الأمنية.

لو أن المجتمع الدولي عزل هذا النظام، لو أنه سحب السفراء وطرد سفراء النظام، سيشعر أنه معزول من كل العالم، ثم يتكفل الشعب السوري بإكمال الطريق لإسقاط النظام.. هذا هو المطلوب.

* ما رأيكم فيما يشير إليه المراقبون والمعارضة السورية من أن النظام السوري يسعى لحرب طائفية؟

– الحرب الطائفية يروج لها النظام السوري، ونظام الأسد يريد أن يرسخ أن هناك حربا طائفية في الشارع السوري، إنها “فبركات النظام”، وفي حمص هناك مجازر ضد المدنيين، وفي سورية لم نعرف أبدا الطائفية إلا في عهد هذا النظام البائس، وكنا جميعا، مسلمين وعلويين ومسيحيين، سواسية وكنا نشعر بأخوة الوطن، وهذا النظام يريد أن يجر البلد إلى حرب طائفية، والشعب السوري أوعى من ذلك بكثير.

* هل تستبعدون نشوب حرب أهلية في سورية؟

– أستبعد اندلاع حرب أهلية في سورية، وما يجري في حمص عبارة عن مجازر يرتكبها النظام ضد المتظاهرين السلميين وليست حربا طائفية.. إن المجتمع الدولي لن يتجه إلى “عسكرة الحلول الدولية”، ويجب التنبيه والقول إن عدم أخذ النظام السوري بقرارات مجلس الوزراء العرب “سيقود حتما إلى مجلس الأمن”.

إن نظام الأسد يسعى إلى وضع الأكثرية السنية في مواجهة مختلف الطوائف، لكن هذه اللعبة التي يتمترس خلفها لا أساس لها، فكل الشعب السوري هدفه الأساسي إسقاط النظام والمحافظة على سلمية الثورة من دون أن ينفي ذلك وجود بعض الأشخاص من جميع الطوائف ما زالوا على علاقة متينة مع النظام، ونحن نحذر الناس من ألاعيب النظام السوري بدفع الصراع من أجل حرية وكرامة الشعب إلى أتون الحرب الأهلية؛ لأن الكل سيكون خاسرا وبالتالي نؤكد سلمية المظاهرات.

* ما أسباب تماسك النظام السوري حتى الآن على الرغم من مرور 9 أشهر منذ اندلاع الانتفاضة السورية؟

– منذ البداية جمع النظام المستفيدين منه حوله، واستخدم أيضا النعرة الطائفية، وهؤلاء الذين حوله من المنتفعين؛ لذا هم حتى آخر قطرة مستفيدون ومتماسكون مع النظام؛ لأن مصيرهم معلق بسقوط النظام، كما حدث في ليبيا، كانوا مع القذافي حتى آخر لحظة، ولكننا نطمئن الجميع: لن ننتقم من أحد، يمكن أن يأخذ القضاء دوره، ولكن لن نلجأ إلى الانتقام والتشفي؛ لأن الانتقام ليس من طبيعة الشعب السوري الذي أعتبره أوعى من ذلك، وأتوقع سقوط النظام السوري في غضون شهور قليلة.

* كيف تتواصلون مع الداخل السوري على الرغم مما يشاع من أنه ليس لكم قواعد في المدن السورية؟

– في الأصل ليس لدى الإخوان قواعد في الداخل بسبب قانون عام 1980 الذي حكم بالإعدام على من ينتمي إلى الإخوان، وتوسعوا في تطبيق القانون، وشمل الآن الأبناء والأحفاد، وقد يكون لي ابن يحاسب بسبب هذا القانون الجائر، وأعدم بسبب هذا القانون أكثر من 20 ألفا في سجن تدمر في ظل هذا القانون، وبعضهم كان مسجونا قبل صدور هذا القانون، وهذه القوانين ليس لها مثيل إلا في الأندلس فيما عرف بمحاكم التفتيش، وفي السنوات الأخيرة كانوا يخففون الحكم إلى 12 عاما سجنا، وفي “محاكم التفتيش السورية” كان يسأل القاضي الشاب: أنت من الإخوان؟ فينفي المتهم ذلك فيحكم عليه القاضي بالإعدام، لم تكن هناك محاكمات بالمعنى المعروف. والثورة لن تقف إلا بإسقاط هذا النظام، والعفو الصادر من قبل الأسد عن مرتكبي الجرائم السياسية وعن أعضاء من الإخوان هو “خديعة كبرى وعفو زائف” من أجل الاستفادة منها دوليا. وبشار “غير صادق” في الحوار لأنه لو كان كذلك لقام بسحب الجيش ووقف القتل، والاعتذار لأهالي الشهداء. وبشار يقلل من شعبه؛ حيث يعتبر نفسه “جاء ليربي الشعب السوري على الديمقراطية”.. لقد قال بشار سابقا إن الشعب السوري غير مستعد للديمقراطية، معتبرا أن هذا الأقوال حجج ساقها الديكتاتوريون للوصاية على شعوبهم من قبل.

* ما علاقتكم الآن بحزب الله وإيران؟ وهل قطعت شعرة معاوية التي كانت تربطكم بحزب الله؟

– لا توجد أي علاقات مع حزب الله، ويكفيني القول إن حزب الله وإيران يشاركان في قمع الشعب السوري عبر ما يمدان به النظام من أجهزة ومعدات وخبراء في العنف والتنكيل، ولدينا معلومات مؤكدة أنه في غرف العمليات في سورية هناك خبراء من الحرس الثوري الإيراني يقودون العمليات ضد الشعب السوري، إضافة إلى المساعدات التي جاءت إلى النظام من العراق، وهناك حديث يتردد أن المالكي زود النظام السوري بنحو عشرة مليارات دولار، والواضح اليوم أن نظام المالكي وإيران وحزب الله والنظام السوري هم كتلة واحدة يدافعون عن بعضهم البعض، وعلى الإيرانيين وحزب الله إن كانوا يريدون علاقة مستقبلية مع الشعب السوري أن يتوقفوا عن دعم هذا النظام، ويجب أن يتوقفوا عن العمليات الإجرامية بحق الشعب السوري الذي هو في أمس الحاجة اليوم إلى الإغاثة.

ولقد قلت من قبل ردا على أمين حزب الله حسن نصر الله: يدعي الشعبية والمقاومة والحرية ويقف ضد الشعب السوري إلى جانب الديكتاتور بشار الأسد. موقفه غريب عجيب فعلا.

* حول ما يتردد عن أن الجيش السوري بدأ عملية انتشار على الحدود مع تركية كرد فعل على احتمال إنشاء منطقة عازلة على الحدود مع تركية، ما معلوماتك حول هذا الموضوع؟ وهل تؤيدون إنشاء منطقة عازلة؟

– سمعنا بهذا الأمر، وفي ظني لا توجد ضرورة لإنشاء منطقة عازلة، السوريون الذين انشقوا عن الجيش لجأوا إلى الجبال، والمدنيون الذين هربوا دخلوا إلى الأراضي التركية، ولا توجد ضرورة لمنطقة عازلة، لكن إذا تطور الأمر لإنشاء مناطق عازلة فالنظام هو الذي يتحمل مثل هذا الأمر.

* أنتم تعيشون في تركية اليوم، وبعد أن يسقط النظام كما تتوقعون قريبا، هل تطبقون النموذج التركي في الحكم؟

– نحن معجبون بالتجربة التركية، وكثيرا ما أسأل في الصحافة والإعلام الدولي، أنتم مع التجربة التركية أم الإيرانية، وحقيقة الأمر نحن مع التجربة التركية وليس الإيرانية، ومعجبون أكثر بالتقدم الذي أحرزته الديمقراطية التركية منذ أن شق حزب العدالة والتنمية طريقه إلى السلطة قبل أكثر من عشر سنوات بعد أن حقق فوزا ساحقا في الانتخابات، وجماعة الإخوان المسلمين لن تسعى لفرض دولة دينية في سورية، وإذا وصلنا إلى الحكم لن نقصي أحدا. سنتعامل مع الجميع وسننشئ قوانين تركز على الحرية والعدالة والمساواة، أي أن يكون جميع المواطنين سواسية في الحقوق والواجبات ولا تمييز بينهم على أساس ديني أو طائفي، وهذه التعاليم كلها مأخوذة من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف. نستفيد من تعليمات الدين الإسلامي لإنشاء القوانين وتحقيق الحرية، لكن ليست دولة دينية. وتشرف حكومة العدالة والتنمية التي جاء زعماؤها من حزب إسلامي محظور على فترة من الرخاء الذي لم يسبق له مثيل في تركية. وأدخلت تركية كذلك إصلاحات قلصت احتمالات حدوث انقلابات عسكرية لازمت تركية في الماضي دون اتخاذ أي خطوة صريحة تقلص علمانية الدولة.

* من يدعم إخوان سورية؟

– نحن نتلقى الدعم من الله وحده، وهذه حقيقة يجب أن يعلمها الجميع، والشعب السوري يعتمد على نفسه فقط، النظام مدعوم، بالأدلة، من إيران والعراق وحزب الله. وأستطيع القول من داخل الدائرة المقربة من النظام إن حافظ الأسد أرسل نجله بشار إلى لندن للعلاج من مرض نفسي، وبعد شفائه انخرط في دراسة الطب، ولكن يبدو أنه انتكس وعاد إليه المرض النفسي، وتصرفاته تلاحظها أنها غير متوازنة، كان حافظ معتمدا على باسل، لكن وفاته جاءت ببشار، وهو يعاني لوثة بسبب هذا المرض القديم.

الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى