صفحات العالم

الصفقة المنتظرة في سوريا


فاتح عبدالسلام

سرعة رد قوات الرئيس بشار الأسد على مواقع المعارضة في أحياء منتخبة من دمشق أعطت نقلة نوعية من التعافي المجازي لدى أجهزة النظام الخارجة لتوها من صدمة عملية قتل العقل الأمني والعسكري في تفجير الروضة.

القوات الجوية والمروحيات والدبابات الروسية المتقدمة تستطيع حسم أية معركة في المدن السورية الكبرى، لكنها لن تستطيع إعادة صورة النظام وهيبته الأمنية والشكلية الى سابق عهدها مهما بلغت درجة الدمار. ثمة تصدع حدث في بنية الهيكلية العامة للدولة السورية ولا توجد إمكانية بما يتوافر مما هو متاح سياسيا لأن يتم إصلاح جزء في ذلك التصدع.

إن سقوط النظام السوري في فخ الخيار العسكري واعتبار أن ما يحدث هو مشاهد تمثيلية يجري تصويرها في هوليوود بتمويل من هذه الحكومة أو تلك، سوف يكرس حالة إغماض العيون عما يمكن أن يكون تياراً شعبيا هادرا ومتكاملا ورافضا لجميع بنية النظام من رأسها الى أساسها، وهذا سيقع على مستويين

الأول غضبة شعبية عامة من تردي مستوى المعيشة وتعطل مصالح الناس وقطع مصادر قوتهم في مناطق تزيد على سبعين في المائة من سوريا.

المستوى الثاني يأس النخب الموالية شكلياً من هذه الطريق التي أصبح واضحا ذهابها الى المجهول، وهو المصير الذي يرعب الملايين في سوريا، لاسيما أولئك الذين يرصدون الآن عمليات انفصال واضحة نظريا وعملياتيا في مناطق من سوريا بما يتناغم

مع أوضاع إقليمية مشابهة كما في شمال العراق.

إذن الحل السياسي وشعارات الإصلاح التابعة للنظام أصبحت في الخلف على نحو لا يستطيع النظام نفسه استدعاءها لو أراد ذلك جدلا. كما أن انتصار الثوار عسكريا هو شبه مستحيل في ظل المعادلة في الميزان العسكري القائم الأن.

وكذلك الإجراءات السياسية الدولية المراوحة بين المراقبين وجهود خطة عنان لم تعد تعني حلا يمكن تنفيذه على الأرض.

لم يبق سوى اتفاق الدول الكبرى والإقليمية من حلفاء نظام دمشق والمعارضة أيضاً على صفقة يمكن تسميتها بصفقة الخروج الجماعي من مأزق سوريا. وهذه الصفقة لها حديث آخر .

الزمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى