صفحات العالم

قتلة الاطفال و النساء في دمشق و طهران


نزار جاف

محمد الدرة! هل يتذکره دکتاتور سوريا و أجهزته القمعية عندما أقدموا على قتل ٢٦ طفلا في مجزرة حمص الاخيرة بدماء باردة، وطبعا لم يکن الاطفال اسرائيليين و لا اوربيين و لاحتى أتراك کي يکون هناك ثمة تفسير بإمکانه أن يروي غليل العنصريين و الشوفينيين، وانما کانوا عربا من أبناء سوريا، فکم محمد الدرة قد قتل في سوريا منذ إندلاع الانتفاضة بوجه نظام الاسد؟ سٶال قد تکون إجابته مفجعة و مأساوية للتأريخ الانساني برمته!

جرائم قتل الاطفال و النساء و کذلك إغتصاب الحوامل و التي فجعت المعلومات المأساوية الواردة بشأن المجزرة الاخيرة في حمص العالم کله، يبدو انها قد صارت عادة ملازمة للنظام السوري ولاسيما ومنذ مرابطة قاسم سليماني في دمشق و إشرافه شخصيا على عمليات إبادة الشعب السوري بالجملة و من دون أدنى مراعاة لعامل السن او أي إعتبارات دينية و اخلاقية و اجتماعية وانما و وفق المبدأ الميکافيلي البغيض”الغاية تبرر الوسيلة”، فالنظام السوري و حليفه المنبوذ و المکروه إقليميا و دوليا النظام الايراني، يسعيان بکل مالديهما من وسائل و اساليب بالغة البشاعة و القذارة إستغلال مختلف الفرص من أجل تثبيط عزم و همة الشعب السوري المنتفض و الثائر بوجه نظام بشار الاسد.

استمرار جرائم ابادة الشعب السوري من أجل إبقاء نظام الاسد الدکتاتوري الى إشعار آخر، باتت بمثابة ظاهرة ملفتة للنظر خصوصا وانها على مايبدو لاتثير ذعر و حفيظة المنظمات و الهيئات الدولية المهتمة بحقوق الانسان، حيث أن تحرك و ردود الفعل”الباردة” نسبيا لها ازاء ماوقع و يقع من جرائم إبادة فظيعة بحق الشعب السوري الاعزل، يطرح أکثر من تساٶل و علامة إستفهام بخصوص حقيقة موقفها الانساني و الاخلاقي من الذي يجري في سوريا قياسا الى مايجري من جرائم تقع في بلدان أخرى لکن لاتصل أبدا الى مستوى و حجم الفظاعة الاجرامية کما هو الحال في الحالة السورية، وان أيادي الاتهام ترفع مرى أخرى بوجه النظام الايراني الذي يقوم و عبر منافذ و طرق متباينة بالعمل الدٶوب في سبيل الحيلولة دون تسليط الاضواء الدولية بالصورة المطلوبة و الواجبة على إجرام النظام السوري بحق الاطفال و النساء بصورة خاصة و الشعب السوري بصورة عامة، وان الحديث عن دور البترودولار الايراني في شراء الذمم من أجل إنقاذ شئ من ماء وجه نظام الاسد البشع، قد بات يجري بصورة تٶکد على حجم الخوف و الرعب الذي ينتاب النظام الايراني من جراء إستمرار الانتفاضة السورية و عدم تمکن النظام السوري من إخماد و قمع الانتفاضة على الرغم من قيامه بإرتکاب أبشع و أقذر الجرائم من أجل ذلك.

من المهم أن يرفع الصوت السوري و الانساني عاليا ليس ضد نظام بشار الاسد لوحده وانما أيضا ضد حليفه في تمويل و تنفيذ إرتکاب الجرائم المخزية بحق الشعب السوري، وان رفع الاصوات بالصورة المطلوبة سوف يکون من شأنها زلزلة الارض من تحت أقدام النظام الايراني و إشهار بطاقة حمراء خطيرة أخرى بوجهه بالشکل الذي يفضحه تماما أمام شعبه قبل العالم و يضعه أمام أزمة أخرى قد تطيح به و تنقذ شعوب المنطقة و العالم من شروره و جرائمه.

ايلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى