صفحات الثقافة

الطفل المذبوح للتوّ


    ماهر جمّو عامودا- سوريا

كائن

درجاتٌ طويلةٌ… طويلة

تلتفُّ حول حياتي

كائنٌ ما يصعدها منذُ ولدتُ،

كائنٌ بشعرٍ طويلٍ أغبر

ومحجرين فارغين تعبرهما الريح

لا هو يتعب

ولا الدرجاتُ تنتهي.

¶ ¶ ¶

هدير الكوثر

بأناملَ باردة

ينقر الطفلُ المذبوح للتوّ

زجاجَ نومي.

قمرٌ متآكلٌ

ينير نصفَ وجهه الدامي

والنصفُ الآخر مستسلمٌ للظلام.

بهدوءٍ أرفع جفنيَّ عن جمرتين رطبتين

وأرى وجه الطفل،

أرى ليلَ العالم ونهاره الداميين.

من النافذة دخل الصباح،

جلس قبالتي

وبقي محدِّقاً فيَّ مثل مريضٍ يائس.

شفرة الصمت

لفظتها الشفاه،

والخوف

مثل نباتٍ شوكيّ يابس

احترق.

تحت السّماء الزّرقاء

يعلو الصراخ والنحيب

البيوت تغدو قبورَ قاطنيها

والشرّ يغرس فطره السام

في أصص الأزهار.

فوق السماء الزرقاء

هادراً وممزوجاً بالدم،

يشقّ الكوثر طريقه

عبر الضباب.

في آخر يومٍ من حياتك

سيأتي إليك الموت

كمغنٍّ من صحراء بعيدة

ويدندن في أذنك أغنيةً

عن رياحٍ قويةٍ باردة

وثلوجٍ أبدية

سوداء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى