غسان المفلح
عندما تتحول القصير وسقوطها رغم ما اريق فيها من دماء السوريين، لمناسبة سعيدة في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث مقر حزب الله والافتراء الايراني على المجتمع اللبناني ولحقه السوري الآن، وتوزع الحلوى هناك من قبل مقاتلي واشياع حزب الله، تصبح المعادلة التي ودت الثورة السورية نفسها فيها لبنانيا، معادلة صعبة التقبل على الوجدان السوري عموما وعلى أهل القصير خصوصا، الذين رفعوا اللافتات ترحيبا بجماهير حزب الله اثناء حرب تموز 2006 مع إسرائيل حيث لجأوا لسورية، وكانت القصير بوابة استقبالهم الشعبي الحاضن، اضافة لمدن سورية كثيرة. صعبة بل كانت شبه مستحيلة التفكير فيه بالنسبة للشعب السوري ان يعتقد مجرد اعتقاد، ان حزب الله وجماهيره هذه ستشارك في قتله وقتل ابناءه وتدافع عن نظام مجرم.انشرخ الوجدان السوري وتعمد هذا الشرخ بدم ابناءه في القصير ومناطق اخرى، يشارك فيها مقاتلي حزب الله في القتال لصالح نظام اغتصب كل شيئ اغتصابا في سورية. حيث حاولت الكثير من وسائل الاعلام الدولية بما فيها وسائل الاعلام الاسرائيلية عدم ذكر لمشاركة حزب الله في القتال بالقصير، رغم أن قادة الحزب انفسهم اعلنوا ذلك، ماعدا محطة البي بي سي التي اظهرت مشاركة عناصر من حزب الله في القتال، والسبب مفهوم في ظل فشل بريطانيا الدولة الاوروبية الوحيدة التي طرحت وضع حزب الله على قائمة الارهاب، وفشلت بعد ضغط إسرائيلي من جهة، ورفض لبناني رسمي ومعارض من جهة أخرى، مع ان أمريكا قد وضعته منذ زمن بعيد، لكنه الآن يخدم أجندة إسرائيلية واضحة في قتل شعبنا، والاغرب موقف الحكومة البلغارية الذي تغير كليا حيث كانت تؤكد دوما ان لديها وثائق تثبت تورط حزب الله في تفجير حافلة ركاب اسرائيلية في صوفيا( رويترزنشر في الحياة يوم 05 – 02 – 2013 أعلن وزير الداخلية البلغاري تسفيتان تسفيتانوف أن شخصين مرتبطين ب”حزب الله” ضالعان في هجوم بقنبلة على حافلة في منتجع بورجاس البلغاري في يوليو/تموز والذي أسفر عن مقتل خمسة سياح إسرائيليين.وقال تسفيتانوف للصحفيين “توصلنا إلى أن الاثنين عضوان في الجناح العسكري لحزب الله”) الآن عادت وانكرت وزارة الخارجية البلغارية مسؤولية الحزب منذ اقل من اسبوع في تصريح خاص لوكالات الانباء العالمية، بعد ان طرحت بريطانيا مشروعها..وإن دل هذا على شيئ فإنما يدل على عمق الموقف المتواطأ دوليا، مع الحزب ومع نظام القتل في سورية، بالمناسبة لم تستطع وسيلة اعلام واحدة ان تثبت بالصورة والصوت اشتراك اي مقاتل اجنبي في القتال بكل مايدور في سورية من حوران حتى القصير وحمص وحماة وادلب ودير الزور..إلا مقاتلي حزب الله ومعهم بعض المتطوعين الايرانيين باشراف جهاز الباسيج الايراني، والعراقيين باشراف حكومة المالكي وحزب الله بغطاء لبناني كامل سياسيا. حكومة ورئيسا ومعارضة، كلهم غطوا دخول مقاتلي حزب الله للقتال في سورية ضد شعبنا وما يقال بغير ذلك، غير صحيح.
لم يكن لدي أي وهم بأنه في أي منطقة، الحرب فيها قائمة لن يكون هنالك دورا لميزان القوى العسكري. ما كان يدهشني صمود هذه المدينة لمدة ثلاثة اسابيع بوجه جحافل حزب الله وقصف قوات الاسد وطيرانه، التي تحولت إلى ستالينغراد في ضمائر السوريين، بفضل صمود أهلها والجيش الحر باسلحته الخفيفة، صمودا اسطوريا يؤكد بما لايدع مجالا للشك، أننا طلاب حرية وكرامة، كما انطلقت ثورتنا. لو نظرنا إلى اللوحة اللبنانية أثناء معارك القصير، وبعد ان تم الاعلان عن سقوطها عسكريا. ماذا نجد؟ حكومة منحلة ورئيس حكومة جديد السيد تمام سلام لايستطيع تشكيل حكومة جديدة، ووزير خارجية عبارة عن عميل صغير لحزب الله، يصرح بالجامعة العربية ان حزب الله موجود بالقصير دفاعا عن اللبنانيين..بعيدا عن اصدقاءنا المثقفين والكتاب وناشطي الرأي العام، ممن يقفون مع الكلمة والحقيقة، وهم كثر، بعيدا عنهم.. نتحدث الآن عن الطبقة السياسية اللبنانية وتجمعاتها. جماعة مشيل عون او تيار الاصلاح والتغيير، يبني كل تاريخه على ترئيس ميشيل عون للبنان رغم عمره الذي لايساعده، ولايزال مصرا رغم ان حزب الله والنظام الاسدي اخترقهم، حول قسما منهم أيضا إلى عملاء سياسيين أصغر من عدنان منصور وزير الخارجية المكلف الذي صرح في الجامعة العربية ان حزب الله في القصير دفاعا عن اللبنانيين!! لم نجد اعتراضا على تصريحه لا من قبل رئيس الحكومة المستقيل ولا من قبل رئيس لبنان، ولا من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولا حتى من قبل احزاب المعارضة ورئيس الحكومة المكلف بتشكيل حكومة جديدة السيد تمام سلام، والنكتة حتى انصار الشيخ احمد الاسير الذي اتى للقصير قبل اشهر والتقط الصور ومضى لم نسمع لهم صوتا. بعض اللبنانية المعارضة تريد أن يتورط حزب الله أكثر في الدم السوري.
في وجدان غالبية شعبنا الآن ان حزب الله تحول إلى مجرم، ويجب محاسبته على اجرامه..واللوحة اللبنانية لا تتغير لأنها لوحة مصطنعة اساسا على صيغة طائفية مهترئة..شعبنا لن ينسى طال الزمن ام قصر… واسدكم ساقط عاجلا أم آجلا..
ايلاف
