القطب الديمقراطي كيف?
غسان المفلح
في نهاية هذا الاسبوع سينعقد في القاهرة مؤتمر للديمقراطيين السوريين, إذا لم يتم تأجيله, كنت أنوي الانتظار حتى ينتهي المؤتمر لرؤية ما سيتمخض عنه, لكنني فضلت الكتابة قبل اللقاء, مبديا بعض الملاحظات التي ربما تجد من يناقشها من الاصدقاء الديمقراطيين. لا اعرف إن كانوا سيتحملون هذه الملاحظات, أم سيتعاملون معها بموقف يشبه موقف بعض الاصدقاء ممن يسمون انفسهم اسلاميين.
– اللقاء سيعقد تحت عنوان عريض” مواجهة نفوذ الاسلاميين, تكفيريين ام غير تكفيريين, في هياكل الثورة السورية المتعددة, وخاصة الهياكل السياسية. هذا حق ايديولوجي وسياسي وقيمي ايضا. أي تقوية التيار الديمقراطي. بذلك فان الشباب سلفا يقررون أن التيار الاسلامي غير ديمقراطي, ويخلط الحابل بالنابل.
غالبية الرموز معركتها مع الاخوان المسلمين, وهي معركة تتضمن العودة للتحالف معهم من موقع اقوى واكثر مشروعية. المجتمعون في الواقع تتباين رؤاهم واهدافهم الفعلية من اللقاء, وتباين هذه الاهداف يعرض اللقاء للفشل ككل المحاولات التي سبقته.
– سبب مهم من اسباب الدعوة للقاء ما حدث من خلافات داخل الائتلاف وتجميد عضوية بعض الاسماء لانفسهم داخل مؤسسات الائتلاف.
– السبب الآخر, العداء التاريخي بين المعارض ميشيل كيلو وبين الاخوان والمجلس الوطني وبالتالي الائتلاف.وكلنا يذكر كتابات المناضل ميشيل كيلو قبل شهر من الآن ضد الائتلاف والمجلس والاخوان, الرجل خون المجلس الوطني.
– السبب الآخر غير معلن وهو تقوية تيار الشيخ معاذ الخطيب داخل اطر المعارض, لأن اكثرية من سيحضر متوافق إلى حد كبير مع خطط الشيخ معاذ السياسية.
– وهنالك سبب مباشر وهو تقوية نفوذ بعض الاشخاص داخل هذه الاطر.
وبعدها سيصبح مصير القطب مثل مصير المنبر الديمقراطي وغيره.
هذا الامر لايمكن تمريره وجلب الدعم الدولي له دون مغازلة القوى النافذة في مجموعة اصدقاء سورية.
هذه القوى التي تدعم اتفاق جنيف.
– الشخصيات النافذة والداعية, منها من جرب في اطر المعارضة كثيرا او قليلا وفشل, ربما لاسباب موضوعية وربما لاسباب ذاتية, ليس المجال للخوض فيها الآن, لكنهم مصرون على البقاء في الواجهة رغم ما حققوه من فشل! وهذا يذكرني اساسا بتشكيل الائتلاف نفسه, لأن كل من شكلوه تقريبا كانوا في قيادة المجلس الوطني ولم يحققوا خرقا مؤسساتيا لصالح مؤسسة هم يقودونها, كما لم يحققوا خرقا سياسيا لصالح الثورة, وشكلوا الائتلاف لأنهم افلسوا بالمجلس وانكشفوا, وتلبية لارادة بعض الاطراف الدولية في تجاوز المجلس والغاء دوره.
– في الهيئة السياسية للائتلاف المكونة من 11 عضوا, لايوجد اسلاميون سوى الشيخ معاذ والاستاذ البيانوني, والباقي ليبراليون ويساريون علمانيون اقحاح, وإذا كان الشيخ معاذ ليس من جماعة الاخوان أيضا, فكيف يسيطر الاخوان على مثل هذه الهيئة? معقول صوت الاستاذ البيانوني يعادل اصوات العشرة البقية?
فما الذي يريد الشباب تقويته في الائتلاف?
– مع ذلك نتمنى للقاء النجاح إذا كان الشباب فعلا في وارد تحويله لمؤسسة سياسية ستراتيجية, وليس لاهداف عارضة وآنية, تزول بزوال تلك الاهداف. تريد ان تبني مؤسسة فاعلة في شهر من شخصيات لم تتفاعل مع بعضها, وبعضها كانوا على خلافات عميقة فيما بينهم, على مبدأ الوحدة من أجل العدو المشترك فقط” الاسلاميين”. هذا العنوان لايبني سوى مؤسسة كيدية.
– تقوية تيار الشيخ معاذ الخطيب يعني الذهاب لجنيف كيفما اتفق, اقصد للتفاوض عبر جنيف, هذا ليس تخوينا لاحد, لكن الذهاب لجنيف يحتاج لستراتيجيات واضحة لم نلمسها لا عند الشيخ معاذ ولا عند غيره, انا لست ضد الذهاب لجنيف لكن على اسس واضحة تعيد الحق للدم.
– سيعودون للائتلاف, والائتلاف ماشاء الله ينتظرهم ومقاعدهم فارغة حتى اللحظة..لكن هالمرة سيعودون اقوى إلى حين طبعا, لكي يعيدوا انتخاب رئيس حكومة جديد أو لكي يكون لهم الدور الرئيسي في اختيار اعضاء الحكومة, أظن ان الديمقراطية هي آخر الهم, من أين تأتي الديمقراطية من دون ديمقراطيين? لا اعرف.
والخلاف لا يفسد للود قضية اصدقائي.
دعيت للقاء ولن اذهب.
* كاتب سوري
السياسة