صفحات العالم

الكيماوي السوري: الخوف على اسرائيل فقط

من المنتظر ان يزور فريق خبراء الامم المتحدة سورية للتحقيق باستخدام الاسلحة الكيماوية، وذلك بعد تأخر سفره بسبب الشروط الضرورية للتعاون لضمان عمله بشكل سليم وآمن وفعال.

الفريق الذي يرأسه العالم السويدي اكي سيلستروم سيتحقق من ثلاثة مواقع ترددت تقارير عن تعرضها للاسلحة الكيماوية، وسيحاول تحديد ما اذا تم استخدام هذه الاسلحة، وليس تحديد من استخدمها، علما ان لندن وباريس وواشنطن اتهمت النظام باستخدام هذه الاسلحة، لكن نظام الرئيس بشار الاسد بدوره اتهم قوات المعارضة باستخدام غاز السارين في خان العسل، يشار الى ان الادارة الامريكية كانت ارسلت تقريرا للامم المتحدة اتهمت فيه النظام باستخدام الاسلحة الكيماوية في خان العسل يوم 19 اذار (مارس) الماضي.

تعتقد الدول الغربية ان لدى سورية مخزونات كبيرة من الاسلحة الكيماوية، وحسب تقارير وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية الـ(سي. آي. ايه)، فالترسانة الكيماوية السورية تشتمل على ذخائر واطنان العناصر الكيماوية مثل غاز الخردل وغاز السارين وغاز ‘في اكس′. ويعتبر تشكيل ووصول فريق سيلستروم الى سورية، رادعا قد يساعد في منع استخدام هذه الاسلحة.

ومع ان نظام الاسد لم يلوح ابدا باستخدام الاسلحة الكيماوية ضد اسرائيل حتى بعد الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على الاراضي السورية، الا ان الادارة الامريكية تخشى من استخدام الاسلحة الكيماوية خارج الاراضي السورية، او وقوعها بين ايدي مقاتلي المعارضة الذين يجهلون كيفية التعامل مع مثل تلك الاسلحة، وخاصة اذا وصلت لايدي مقاتلين جهاديين حيث تخشى واشنطن تعرض اسرائيل لخطرها.

وركزت زيارة الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة لاسرائيل والاردن على اساليب التنسيق والتعاون بين واشنطن وعمان وتل ابيب للتعامل مع مخاطر الاسلحة الكيماوية لدى نظام الاسد.

وقد تعاقدت الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية مع خبراء لتدريب المقاتلين على مراقبة وتأمين المواقع الكيماوية وعلى تشكيل وحدة من 2000 شخص لحماية المواقع الكيماوية، حيث يتواجد 1200 منهم بالاردن و200 في تركيا و600 داخل الاراضي السورية.

وامام ما نشهده من تدمير وقتل في سورية يبدو ان الامر الوحيد الذي يحرك الادارة الامريكية هو افتراض استخدام هذه الاسلحة ضد اسرائيل رغم ان الموت والدمار اللذين شهدتهما سورية يعادلان استخدام اسلحة دمار شامل.

الادارة الامريكية التي تتحدث ليلا نهارا عن الحرية والديمقراطية تكتفي بمراقبة القتل والتدمير في سورية. والقصف الصاروخي المتواصل خلال السنتين الماضيتين والذي طال المدارس والمستشفيات والمساجد والتراث لم يحرك الجنرال ديمبسي، ولكن الخوف من اي عمل افتراضي يهدد اسرائيل يجعل رئيس هيئة اركان الجيش الامريكي يهب للنجدة.

القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى