المخزن/ حازم العظمة
في المخزن هنا، حيث أقيم منذ شهورٍ طويلة، لا ريحَ
ولا أسمع بالريحِ.. ولا يصلني صوتها إن كان ثمةَ.. إلا من نشرات الجو التي تصلني من راديو صغير تصادف أن كان معي
الريح إن حدثت، أسمع بها من الراديو، ولا أعرف إن كانت حدثت هنا في هذا الشارع، أعني إن كان هناك في الأعلى ثمة شارع، ولا أعرف إن حدثت بالأمس أو ستحدث غداً أو بعد شهرين
ذلك أني لا أعرف أين أنا تماماً ولا حتى على وجه التقريب، في أية قارةٍ أو جزيرة.. في سهلٍ عشبيّ ربما أو في محيط
بطاريات الراديو ستفرغ حتماً
كل يومٍ أفكرُ: لا بد أن أحداً ما سيأتي، حارس هذا المخزن مثلاً .. حين يأتي، أقول، سأوصيه على بطاريات
سأوصيه على كتب سمعت عنها من الراديو.. أحدها كان تقريباً هكذا: “رعاةٌ يدلفون من بواباتٍ بحجرٍ أزرق”
سأسأله إن أتى.. في أي قارةٍ نحن من الأرض، أو من الوقت…
ومع أني لا أعرف إن كان أحد سيأتي.. ولا أعرف إن كان ثمة حارس، وأعرف أن هذا كله افتراضيّ، سأتجاهل، أفكّر من الآن، أي سؤال قد يسأله الحارس عن الرعاة.. أو عن البوابات
أعودُ أفكرُ:
ربما سيعود بالبطاريات، وقد يأتي بالكتاب
لكنه لن يجيب على أيٍ من أسئلتي
لسببٍ لا أفهمُه
في كل ما أسمعُه من الراديو لا علامةَ تشير إلى الزمن.
* شاعر من سورية
العربي الجديد