صفحات الناس

الولايات المتحدة لم تقدم الأسلحة للمتمردين السوريين لحد الآن/ باول ريشتر

بعد أكثر من شهرين على وعدهم بهم, فإن الأسلحة والذخائر لم تصل إلى حلفاء الأمريكان ضمن صفوف المتمردين السوريين, كما أن موعد وصولهم لا يزال غير واضحا أيضا, وذلك وفقا للمعارضة السورية ومسئولين شرق أوسطيين.

خالد صالح, وهو مسئول في ائتلاف المعارضة السورية, قال في مقابلة هاتفية من تركيا إنه وبينما يستمر المسئولون الأمريكان بالوعد بتقديم السلاح, “إلا أن شيئا لم يصل حتى الآن, كما أننا لم نحصل على أي موعد رسمي لتقديمها”, المتمردون, الذين يضغطون منذ أشهر للحصول على أسلحة مضادة للدبابات وأخرى للطائرات, لا زالوا لا يعلمون ما هي نوعية المساعدات العسكرية التي سوف يحصلون عليها, وفقا لصالح.

البيت الأبيض أعلن من جانبه في 13 يونيو أنه وعلى ضوء ما توصل إليه من أن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية قاتلة خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من عامين, فإن الحكومة سوف تقدم “مساعدات عسكرية” للمتمردين.

المساعدات, التي وعد مسئولون أمريكان بوصولها في غضون أسابيع و ليس أشهر, تم النظر إليها على أنها خطوة باتجاه تدخل أمريكي عسكري أكبر. الهيئات الأمريكية المختلفة لم تقدم سوى معدات غير فتاكة حتى الآن, مثل أجهزة الموبايل المتنقلة ومليار دولار كمساعدات إنسانية.

ولكن ومع بطء حركة تقديم السلاح, لا زالت الإدارة الأمريكية غير واثقة من هذه الخطوة. خوفا من احتمال سقوط الأسلحة في يد المسلحين الإسلاميين الذين أصبحوا يشكون جزء متناميا ضمن قوات المعارضة, فإن المسئولين كانوا حذرين فيما يتعلق بالجهة التي يجب أن تصل لها الأسلحة.

يتوقع أن تكون الأسلحة خفيفة وليست من الأسلحة المضادة للدبابات والطائرات الحربية التي يريدها المتمردون. وقال صالح إن مسئولين من التحالف على اتصال مباشر مع المسئولين الأمريكان “جعلوا من احتياجاتنا أمرا واضحا ومعروفا”.

المتمردون استلموا أسلحة من دول الخليج فعلا, كما أنه من غير المتوقع أن تغير شحنات الأسلحة القادمة من الولايات المتحدة توازن القوى في الحرب. ولكن القصد من تلك الخطوة هو العمل على تقوية علاقات واشنطن مع المتمردين وإرسال رسالة إلى الحكومة السورية, و حلفاءها الإيرانيين والروس, بأن الولايات المتحدة يمكن أن تزيد من انخراطها.

في حين أعلن البيت الأبيض في مايو أنه سوف يبدأ في إرسال المساعدات العسكرية, إلا أنه لم يعترف علانية بأنه سوف يرسل أسلحة. ولكن صانعي القرار تحدثوا علانية حول الخطط, كما أن المسئولين في الإدارة أكدوا عليها.

المتحدث باسم السي آي إيه و البيت الأبيض رفضوا التعليق على ذلك.

كما أن دبلوماسيين من الشرق الأوسط, رفضوا الكشف عن هويتهم لحساسية الموضوع, أكدوا أن شحنات السلاح لم تصل بعد.

يقول أندرو تابلر, وهو محلل سياسي مخضرم مختص في الشأن السوري في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى بأنه يقرأ في بطء وتيرة وصول السلاح مؤشرا على “تردد أوباما في المزيد من التدخل”.

حتى عندما تبدأ شحنات السلاح بالوصول “أعتقد أنها سوف تكون تدريجية” كما يقول تابلر الذي يؤيد المزيد من الانخراط الأمريكي, حيث يضيف :” لا يمكن أن نتوقع أي تغير كبير في سياسة الولايات المتحدة, وأعتقد أن المعارضة سوف تبقى غير راضية”.

لاحظ تابلر أن يوم الأحد يصاف الذكرى السنوية الثانية لإعلان أوباما أن على الرئيس السوري أن يتنحى وأن يوم الثلاثاء هي الذكرى الأولى لتحذير أوباما لدمشق من أن استخدامها للسلاح الكيماوي يعتبر بمثابة “خط أحمر” وأن كلا الأمرين يعتبران بمثابة مؤشر على رغبة الولايات المتحدة في تدخل محدود في سوريا.

بعض صانعي القرار يؤكدون أن على الكونغرس أن يسعى إلى وقف حتى الخطط الأمريكية المحدودة.

الشهر الماضي, علق إرسال شحنات السلاح بسبب اعتراضات من قبل لجان المخابرات. بعض الأعضاء قالوا إنه لا طائل من الشحنات لأنها محدودة ولن تؤدي إلى إحداث فرق, بينما حذر آخرون من أن هذه الخطوة قد تكون الأولى تجاه تورط أمريكي أكبر.

هذه اللجان التي تقدم المشورة للبيت الأبيض والتي لا تملك سلطة رسمية لمنع الإدارة , أذعنت في نهاية المطاف.

ولكن الجمهوري آدم شيف, وهو عضو في لجنة  الاستخبارات في مجلس النواب ومعارض لتسليح المعارضين, توقع أن يصوت الكونغرس على تمويل هذه الخطط. وأضاف :”إذا تم التصويت عليها اليوم فإنها لن تمر”.

كما قال شيف إنه يعتقد أن المساعدات التي تحوي أسلحة ثقيلة هي ما يمكن أن يؤدي إلى تغيير اتجاه الحرب. ولكن إمدادات السلاح المحدودة يمكن أن تجر الولايات المتحدة بصورة أكبر نحو القتال لأنه سوف يكون هناك المزيد من الصخب للحصول على المساعدة إذا لم تؤد الشحنات الأولى النتائج المرجوة.

  لوس أنجلوس تايمز 17/8/2013

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى