أحمد عمرصفحات الناس

عصائب خواجة الله كرياكو/ أحمد عمر

 

 

دخل  ريشار ومعه عمه يواخيم، شاكيين في عدة الحرب، في سوقهما جزم طويلة العنق ومعهما بندقيتا صيد ورأساهما في الخوذ الواقية، على غياث الذي كان على الكرسي الأكورديون. يدخل المرء زراً في عروتين في وسطه فيتحول إلى سريرٍ أريكة!. كان مستلقيا في حضرة النار، والثلج في الخارج يحلج أغنيته البيضاء العنكبوتية التي ستذوب بضحكات الشمس. سلّما، وقال ريشار وهو يمدّ جريدة ألمانية إلى غياث .. نسيت أن أبارك لك.. فزتم بجائزة.

أخذ غياث الجريدة التي كانت مفتوحة على الصفحة المطلوبة، هاهو ذا شيخ قبيلة الحداثة العربية الطائفية قد نال الجائزة الألمانية أخيراً، ضحك غياث بقهقهة صامتة بلا صوت، فقال له أبو الريش: هل ستضحك و”تعمل امتحانا” بقدميك في الهواء من الفرح؟

قال غياث: لا لست سعيداً بفوزه ولا حزيناً،”بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ”، جوائز الثورة السورية ذهب بها أعداؤها أو مدّعوها، على سبيل المثال نال بالأمس فنان جائزة “كاريكاتير” كان الأولى بها الشهيد أكرم رسلان. الغرب يختار لجوائزه مقاسات مثل مقاسات حذاء سندريلا الراقصة، أما أقدام الثوار، فكبيرة من الفلق أو تحولت إلى رميم في العراء من غير دفن.

تابع: لن”أفحص” الهواء بالقدمين، سأصوب لك أمراً يا أبا الريش، الضحك القوي عند العربي يدفعه إلى فحص للأرض وليس للهواء بالرجلين، وقد بالغت في ذلك البارحة فرحاً بالثلج وطلباً للمرح ونكاية. العرب قالوا قديماً “المزاحة تذهب المهابة”، المزاحة أذهبت كل البلاد، فأشهر فرساننا في العصر الحديث هم المازحون: توفيق عكاشة ومرتضى منصور وشريف شحادة وقد خطفوا الكوميديا من سادتها عادل إمام وغوار الطوشة الذي تبين أنه “تكميل”، مزيف، ولعل هذا من أسباب سقوطنا. نضحك على هزائمنا فنستأنسها ونطبّع معها.

جلس يواخيم بعد أن صافح غياثـاً وسأله عن الصحة والعائلة وشرب كوباً من القهوة السريعة، وخرج يتبعه ريشار الذي دعا غياثــاً: أمامنا مهمة صيد إذا أحببت.

قال غياث: غيرنة ومعناها: أبشر يا أخا الجرمان، بالعربي المبين …

شرح له ريشار: في المزرعة وحش بحجم الهرة يسطو على بيض الإوز وعلى أفراخه، وقد أفتى مدبر المزرعة ” بالدوي” الهاوس مايستر الغائب بضرورة قتله والتخلص منه.  سأل غياث عن اسم الوحش، فبحث ريشار في ” الهاندي الجوال” عن صورة واصطادها من بحر غوغل، قدر غياث من الصورة أنه النمس أو الراكون أو الظربان..

قال ريشار في نبرة الانتقام: مرة افترس خنزيراً صغيراً وليداً!

ما هو؟  سأل غياث الذي كان لايزال ينظر في صاحب الجائزة في الجريدة.

النمس.

سيتجول الثلاثة على مصايد خشبية موزعة على تخوم المزرعة في الغابة، كان يواخيم قد وضع فيها قطعاً من الزبدة طعوماً. إذا دخل الحيوان فيها، لن يستطيع الخروج، فالباب من جهة واحدة. يمكنه الدخول لكن عتلة ستمنعه من الخروج، كالسجون السياسية السورية، فدخول المصيدة لا خروج منها. ومثل حال الرئيس العربي، لا يستطيع أن يغادر القصر، إما استسلاماً لفضله وفضلاته، وإما خوفاً من الثأر. كانت المصيدة الأسطوانية الأولى فارغة، قال غياث: أظن أن الراكون يحب جوائز البيض والفراخ الحية  أكثر.. ولعل الزبدة غير مناسبة.

مروا على عش إوز كان النمس قد خلف وراءه بضع بيضات مكسورات، سال مرق زلالها على قش العش متلألئاً لامعاً. هذه عربدة وإهانة للسيادة الوطنية.

قال ريشار متابعاً حديثه:

قرأت المقال.. فيه “ولاء وبراء” ولاء للغرب وبراء من قاتل فاحت رائحته في الكوكب، ويشبه ما يسمونه في علم الكيمياء ” الأكسدة والإرجاع”.

قال غياث هامساً لريشار: لولا خجلي من عمك لعملت “امتحانا” بقدمي في الهواء من جديد. بعد خمس سنوات نطق الخواجة خرياخو بالجوهرة .. أتعرف ما هو السبب؟ السبب هو أن خلاف كاهن قبائل الثقافة العربية عَارِضٌ مع الرئيس مُّمْطِرِنَا بالبراميل،” خلاف عائلي”، وجوهري مع الشعب السوري: ذلك لأن الشعب خرج بثورته من المساجد، ولم يخرج من المسارح والكباريهات! وقد دمرّ رئيسه “المنتخب” معظم الجوامع وأنجز المهمة، ويمكنه الرحيل الآن، وسيزور الشعب مرقد الشاعر المقدس، فقد بنى لنفسه مرقداً من  طبقة النجوم الخمس، سيزوره العشاق ويربطون خرقاً ملونة بقضبان مرقده المذهب  وسيحقق لهم أمانيهم. وسيبني صاحب الجوائز المسارح في سورية المفيدة بأمواله ومكافآت مقالاته!

هل مقالاته مهمة وممتعة؟

تابعوا السير على حدود الرقعة البيضاء باتجاه المصيدة الثانية:

قال غياث: أجد مقالات الشباب أمتع منها بكثير، وسأخبرك خبراً قد يدهشك، هو يأخذ مكافأته من صناديق المساجد والأوقاف التي يحاربها؟

وقف ريشار مندهشا وسأل: كيف؟

الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، يدفع الحاج رسماً للحج والعمرة، وهذه الرسوم أو جزء يسير منها، تصير مكافآت لهذا الرجل على مقالات مصنوعة من البترول في جريدة يصدرها أمير عربي من الديار المقدسة. مقالات معادية للأمة، محتقرة لعقائدها. لم أقرأ له مرة وهو يستشهد بعربي شعراً أو نثراً، فهو دائماً يستشهد بآراء الفلاسفة الغربيين .. الجوائز الغربية كلها تذهب إلى أعداء الأمة، خُذ: سلمان رشدي الذي كتب ما كتب من إفك، تسليمة نسرين التي دسّت على القرآن ما ليس فيه، ملالا التي يبتز بها الغرب المسلمين، الغرب منحها جائزة حتى يمرغ أنفنا بالتراب وليس كي يكرم أنفها الصناعي، أما توكل كرمان فهي شذوذ القاعدة… حتى الآن فاز اثنا عشر عربياً فقط بنوبل، السبب ليس قلة ذكاء علماء العرب، بل لأن المانح يريد منحها لأهله. تدوير أموال وصناعة أيقونات يا عزيزي ريشار.

لكن … أقصد أن الشاعر يناصر المرأة؟

معيار حكم  هذا الخواجة على الإنسانية هو المرأة، عفوا ليس المرأة، وإنما زيّها وكسوتها، كأنه يريد القول لنا: إن المرأة في ملتّه تركب السيارة، أما نساؤكم فيُحرمن منها، ولهذا يحق لنا أن نحرقكم. الاوتومبيل أو نحرقكم بالبرميل.

ما هي قصة المرأة والسيارة؟

ثمة بلد عربي وحيد يمنع المرأة من قيادة السيارة، البلد الذي يمنحه أجور مقالاته الأسبوعية الكبيرة، وأحسب أن المشكلة ليست من الدين أبداً، فزوجات النبي عليه السلام كما تقول كل كتب السيرة  كن يركبن البعير، أي  سيارة ذلك الزمان، والبعير مكشوف وخطر، هي مشكلة ترف وصدمة بل حداثة مفرطة في بلد يعيش حياة البداوة، البداوة  شتيمة في أيامنا هذه وهي خصلة حميدة،  وأريد أن أذكر يا أبا الريش أنّ  الخواجة..

النمس

كان ريشار قد فتح هاتفه على صورة حيوان وأراه لغياث: خذ هذه الصورة جيدة.

المهم أن الخواجة تخلى عن اسمه الذي سماه به أبوه، وهذا عندنا نكران وكفران، في عقيدته حداثة، وتسمّى باسم كنعاني قديم من عهد الوثنية، خطابه هو خطاب الإعلام السوري، الذي يتغنى بتاريخ عشرة آلاف سنة، وينبذ التاريخ القريب كله. الخواجة يريد ماضياً عائماً، ماضياً مفرطاً في هلام الأساطير. الأسطورة قصة شعرية بسيطة  ليس فيها مسؤولية.

تابعوا السير على إسفنج الثلج البارد الذي كان يكركر تحت الأقدام.

لكن المفارقة أنه وقع للمرة الأولى باسمه الحقيقي تحت قصيدة مدح فيها ثورة إيرانية دينية، المفارقة الثانية هي أنه يلبي دعوات أمسيات دولة “سنيّة وهابية”:يعدها الحداثيون أمثاله مثالاً للرجعية العربية، ويقبض منها المال، وتفرد له إحدى صحفها  كل أسبوع ليكتب لنا معلقاته من عرقوبها.  لعلمك: أمسياته بأجور الراقصات، وكلها مرعية من شركات زيت عملاقة، هذا الشاعر يعمل على النفط يا ريشار. اقطع عنه الزيت ينطفئ. هذا الخواجة سمكة سلمون تسبح في البترول وتسبح بعكس التيار إلى الغرب من أجل الجوائز، ويصرخ بملء شعره، أنا هو المخلص المنتظر؛ فاعبدون.

ربُّ الحداثة العربية الشعرية يمدح ثورة طائفية فارسية ويقبض مكافآته من دولة  “رجعية” بدوية. رفض مرة دعوة صدام حسين لمهرجان المربد، فأكبر مريدوه هذا الإباء فيه، ثم تبيّن لاحقاً أنه رفضها لأن صداماً من السنة ويحارب”الثورة الإيرانية التصحيحية المباركة”.

النمس .. سأسلقه سلقاً إن وقع بيدي.

قال يواخيم بعد أن عثر على أشلاء فرخ إوز وريش على الثلج.

تابعوا السير، وأزيدك من الشعر بيتاً وقصراً، فأقول إنه بدّل بطائفته طائفة أخرى حتى يكتسب الجنسية اللبنانية.

النمس .. سأعذّبه عذاباً شديداً إن ظفرت به.

صاح يواخيم غاضباً  متهدداً وهو يرثي فراخ الإوز.

سأل ريشار: لكني لا أفهم منع المرأة من قيادة السيارة؟

عندي تفسير مضحك لكنه قد يكون حقيقياً: معيار السيارة  له أسباب كثيرة،  لعل أحدها هو سبب حرب طراودة نفسه. الغرب يريد أن يحرر نساءنا حتى يقعن في غرام باريس أو ليوناردو دي كابريو، ويبيعوا السيارات لنسائنا .. فالغرب ينتج الكثير من السيارات، وأهل هذا البلد أغنياء،  هل فهمت يا أخا الجرمان …

قال ريشار : سبب يدعو إلى ” امتحان” الأرض بالقدمين، لكن أهو حقيقي أم ساخر؟

قال غياث: السبب اجتماعي معقد، أُجمله لك في صدمة الحداثة. نخبة الرجال مترفون غارقون في متع أوروبا، والنساء مخلفات في وحدة البيت، والبلد نصفه وافدون عزاب، الرجال يريدون الحفاظ على عفاف النساء بمنع خروجهن. لو كانت السيارة بلا أعطال لسمح لها بالقيادة. السيارة حرية حركة، وهي حرية سريعة وقد تسبب الحوادث الاجتماعية المهلكة والمتلفة… للشرف في طرقات الحياة الجافة.

تابع غياث: الكثيرون يزعمون أن أصل هذا الرجل فارسي، كما يشي اسمه الحقيقي وليس المستعار من دكاكين الأساطير، والفرس كانوا يعبدون النار، ونرى أثر هذه العبادة في شعارهم الأثير المكتوب على الحواجز: الأسد أو نحرق البلد: معبودان وربَّان في جملة واحدة، الأسد والنار.. إما هذا الرب، وإما ذاك، وكلاهما حارق، واحد بالإمامة والآخر بالحطب. يحرص الخواجة على الظهور بالغليون مهدداً بالنار.

وأزيدك من الشعر بيتاً وحجرات، صاحب الجائزة كان يطالب المتظاهرين بأن يخرجوا من المسرح، ولا مسارح غير مسارح الفروع الأمنية، التي تؤدي عرضاً وحيداً استمر أربعين سنة: هو عرض: الأخ الأكبر. الرجل كان يريد أن يكون مثل الخميني قائد ثورة …. مرة دعي هذا الرجل إلى أمسية ثقافية، فاشترط أن يكون في فندق ذي نجوم خمس وعلى الزرابي والبسط، يريد جمع التقاليد والحداثة في نجوم خمس، كأنه ينصب نفسه شيخاً للقصيدة الحديثة.

ما العيب في هذا؟

يا ريشار… الشاعر العربي قد يَسبَأ الزِقَّ الرَويَّ ويَتَبَطَّن كاعِباً ذاتَ خِلخالِ، لكنه إذا دعي إلى جُلَّى ومَكْرُمَةٍ تجده إلى ذِروة البَيتِ الرّفيع المُصَمَّدِ… أما هذا الخواجة…

يواخيم راح يشتم: هورن زونة، لمب، زوهيلتر

كان يشتم النمس المفترس…

وهو يزعم أنه يكتب للأجيال القادمة، فكثيرون يشكون من غموض شعره، الغموض والغيب صفة للآلهة يا أبا الريش، وأزيدك من الشعر قصيدة: وقد بنى لنفسه قبراً خمس نجوم في قريته!

هذا من حقه.

من حقه، ولكن ليس بأموال الركن الخامس في الإسلام… الرجل يهدف لجعل بيته مثابةً للناس وحجاً.

المرة الوحيدة التي رأيناه فيها يندب، كانت على تمثال رأس الشاعر المعري. قتل نصف مليون من أبناء شعبه أطفالاً ونساء، كان سيكون منهم أدباء وشعراء وأكباد وحملة نوبل، لكنه بكى على رأس المعري الحجر، يا خواجة الله خرياخو: إذا كنت تبكي على المعري، فشعره باقٍ، لو كان الحجر من بابل مثلاً لعذرناه لقيمة تاريخية. الرجل خائف على تمثاله… أنا لم أعرف هذا الشاعر إلا في أثناء الحصار، حوصرنا عشرين شاباً ناشطاً في قبو، كان نصفهم شعراء يكتبون شعراً حديثاً يسمونه “الكونغ فو”، عفواً “الهايكو”،  مثل: “مرحبا.. قبلة.. الحياة رائعة” حاولت ليلة  كاملة أن أفهم ديوان شاعر لبناني يعمل رئيس تحرير قسم ثقافي دون جدوى، وكان بعضهم معجباً بكلمات للشاعر الخواجة ويردد له قوله ” النار لا تحرق موضعا مسّه النار لذلك أبكي”، فقلت لهم هذا المعنى ليس له، وهو مسروق من حديث شريف بعد أن غدر بمعناه. الشعراء الشباب كانوا جهالاً، لا يعرفون شيئا من اللغة أو التراث. يعدون  بحور الشعر كفرا ويسبحون على اليابسة والزفت.

انحنى يواخيم على الثلج متفحصا الأثر وقال: اللص السرّاق.

تابع غياث:

جلّ الشعب مع التجريد وعبادة الله وهو مع التجسيد وعبادة القبور، ليس في الثقافة الإسلامية رموز وأيقونات.  فرق كبير بين الكلمة والتمثال. الإسلام حضارة كلمة، والغرب حضارة أيقونة ورمز. الرمز الوحيد عند المسلمين هو حجر في مكة، وهو حجر أسود، حجر مجرد، ليس له صفة، الحجر شاخصة مرور وطريق تدل إلى الجنة، ورب الجنة: الخواجة ورئيسه المنتخب،  وهما من ملة واحدة تأسيا بعمرو بن لحي وأعادا عبادة الأصنام إلى الشام،  وكانت قد محيت قبل ثورة  الثامن آذار المجيدة.  وما فعله حمزة الخطيب هو أنه علق الفأس في رقبة الصنم كما فعل إبراهيم عليه السلام .. الرجل يريد أن نعبد الصنم،  تصور قال عن رئيس فاز بنسبة 99 بالمائة ، ورث أباه  في جمهورية: منتخب! منتخب أيها المنتجب.

تابع يواخيم الشتم: زوهيلتر، هورن زونة، لومب..

قال غياث: هذا الخواجة، عاش في أوربا. فإذا زارنا فسائحا أو مستشرقا، عاش بيننا وهو يدعو إلى الحرب على الدين، والفصل بين الدين والدولة، وكانت الدولة والكفر توأما سياميا. لم يدعُ إلى الفصل بينهما. يقول: إن منتقدي الجائزة يحسدونه. أنا أهنئه عليها، أتمنى له قبرا  مزخرفا بالجوائز، ولن تغنيه شيئا. الوحيد الذي مدحه حفيد حمدان قرمط سارق الحجر الأسود هو رئيسه الخميني.

لم يخطر له أن يذكر طلّ الملوحي وهي صبية دون الثامنة عشرة اعتقلت وحكمت بخمس سنوات من أجل رسالة ايميل. ولا تزال في السجن وقد مرّ عليها ثماني سنوات! لم يرثِ حمزة الخطيب وهو طفل قتل تحت التعذيب، أو يذكر الشهيد”غياث مطر”،وهما بغنى عن ورود شعره الصناعية المصنّعة من البترول.  لا شأن لي بدينه وعلمانيته، فنحن نحفظ أشعار عروة بن الورد وهو وثني ونضرب الأمثال بكرم حاتم وسماحته وهو نصراني ووفاء السموأل وهو يهودي ..الإمبراطور المزوّر عار. ولو علقت فأسا برقبته كما فعل إبراهيم عليه السلام فلن ينطق شيئا. حمزة الخطيب وأطفال درعا صاحوا: الملك عار. كان الخواجة يلتثم بمجاز اللغة وقد انكشف عورةً للعالم  كله.

وصلوا إلى المصيدة الرابعة فظهر من شقوق الخشب وبر. هاقد سقط النمس أخيرا في الفخ. الجائزة أخيرا .. تعاون يواخيم وريشار، سيفتح ريشار باب الفخ المصيدة الخشبية على مصيدة شبكية معدنية. سيبدلان سجنه، ربما لتعذيبه والتشفي به. عندما فتح الباب هرب الحيوان من ظلام السجن الخشبي إلى السجن القفص، وتبيّن أنه: أرنب عجوز!

أطلق يواخيم سراح الأرنب الشيخ. فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ في الثلج عَجَبًا، وعاد إلى صباه في الغابة، التي جرّدها الشتاء فجعلها على العظم.

قال ريشار الذي أطلق طلقة من بندقية جاحظة العينين من الغضب، ليس بين غضبهما سوى برزخ رقيق من المعدن، في كبد الفراغ:  بلاي بوي…إنه أولى بجائزة ماريا ريماركه.

فتطاير الصدى أحمرَ في صحن الأنحاء الزجاجي الناصع.. شظايا.

المدن

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى