الى ابناء الأقليات و الوعي الأقلوي عامة ، و الى المناصرين للثورة فيهم خاصة (و انا منهم)
– صمتكم لم يعد مقبولا أو مبررا أو مشروعا، فإما ان نكون ابناء كل سوريا و إما فلا سوريا بعد اليوم.
– بياناتكم لم تعد تنفع و لن تقدم أو تؤخر.
انها مجرد فقاعات اعلامية يوقع عليها 100 أو 200 أو 300 أو … 1000 شخص، فهل هذا هو في الحقيقة عدد الذين قرروا أن يقفوا مع الثورة و ضد قتل أولاد البلد و ابناء الوطن؟
هل يمثل هذا العدد كل الكتلة البشرية لهذه الطائفة أو تلك الأقلية !!!
و هل من وقع و قرر الوقوف ضد المجزرة أصلا يُعرّف عن نفسه انه ابن الطائفة أو المذهب الفلاني، أم انه على الأغلب شيوعي،أو علماني،أو يساري،أو ملحد ، أو يحمل فكرا مدنياً و يؤمن بالمواطنة، و خارج كل الأطر الدينية و الطائفية نفسها ؟؟
اذاً، كيف يعبر عن الطائفة من كان يقف خارج الطائفة كمعتقد؟
و السؤال المؤلم : ماذا تفعل بقية الطائفة أو الأقلية ؟ هل هي موافقة ؟ أم خائفة ؟ في الحالتين، اليوم هي مدانة.
– الضمانات التي تطالبون بها لم تعد ذات أهمية لأن القضية اليوم أصبحت انسانية و اخلاقية و ليست مجرد قضية ضمانات و مقاعد و شكل دولة و غيرها، هل سنطلب ضمانات من شعب يُقتل بإسم حمايتنا نحن الأقليات ؟ أم نتوجه و نحاسب و نعزل من يقتل بإسمنا !؟
– لا بيانات و لا تجمعات و لا صفحات فيس بوك و لا أغاني و لا حكايات عن الوحدة الوطنية، و كيف أن هناك علويا أو درزيا أو مسيحيا أو اسماعيليا حضر مظاهرة في بابا عمرو أو درعا أو الزبداني ، فليتوقف كل هذا النشاط الكاذب الذي يُقـنـّع الواقع و يضخم الأحداث ، فالآن في كرم الزيتون و باباعمرو و داعل و الزبداني و داريا ، اخوة لنا يقتلون بإسمنا.
– العمل الفوري و السريع على الأرض هو الشيئ الوحيد المطلوب منكم/منا الآن.
رفع الشرعية و عزل من يقتل اخوانكم في الوطن هو الشيء الوحيد المطلوب الآن.
انزلو من بيوتكن الى الشوارع الآن و فورا، أوقفو كل حياتكم السخيفة الآن، أوقفوا كل أحاديثكم الخائفة الآن ، ففي بلدنا هناك من كسر حاجز الخوف منذ سنة كاملة.
أوقفوا الآن جلساتكم الطويلة الفارغة و افعلو شيئا الآن ارجوكم.
الخوف ليس سببا بعد اليوم، لأن روح ابن حمص و ابن درعا ليست ارخص من روحك يا ابن الأقلية ….
لا اعرف بالضبط ماذا عليكم ان تفعلوا، لكن عليكم ان تفعلوا شيئا و فورا
ان كنتم تعرفون ضابطا يقتل المتظاهرين أو مخبرا أو أي مسؤول فعال بالنظام أو اجهزته (كونك ابن اقلية، و في كتير ضباط و مسؤولين اكيد بمحيطك)، …. افضحوه أو احرقوا له بيته أو سيارته أو دكاكينه أو مزرعته … حاصروه و اعزلوه و اجعلوا الجميع في البلد و الضيعة و الحارة يفهم انه وحش و مجرم.
فكر و اصرخ و اجعل من حولك يفكرون و يصرخون، ان وجودنا في سوريا، وجود تاريخي و هي في وجداننا كما نحن في وجدانها، و لم يتعلق بأسرة أو حكم مطلقا، و اننا الآن نراهن على كل هذا .
الضغط على ابنائكم و عائلاتكم و اقربائكم و قراكم و حتى حرق انفسكم في الساحات العامة هو من الأشياء التي قد تجعل باقي السوريين يفكرون بإعادة النظر في الأخوة في الوطن معكم .
كل ما يمكن ان تفعلوه اليوم، هو متأخر 6 أشهر على الأقل ان لم نقل عاما كاملا.
كل ما يمكن ان تفعلوه اليوم هو واجبكم و ليس منة على احد.
كل ما يمكن ان تفعلوه اليوم هو الضمان الوحيد لنكمل الحياة في هذا البلد سوية ً.
كل صمت اليوم هو مدان، و يقول شيئا واحدا : انكم لا تريدون أن نكون كلنا مواطنين أحرار و متساوين أمام القانون ، فاما ان تعيشوا في سوريا اسيادا و ضباطا و عناصر امن تخيف و تذل الآخرين(العلويين) ،أو أن تعيشو تحت حماية اقلية تمارس العنصرية تجاه الأقليات الأخرى تماما كما تمارسه مع الأغلبية (المسيحيين، الدروز، الاسماعيليين، … الخ) ،أو أن تحرقوا سوريا بمن فيها.
النظام يستغل الطائفة العلوية و الأقليات و يركب عليهم ، نعم هذا الكلام كان مفهوما .. لكن اليوم لم يعد كذلك.
اليوم علينا ان نتوحد كلنا و نحرر سوريا من هذا النظام الأقلوي الفاشي.
بعدها قد نختلف كثيرا لكن المهم اليوم أن نحافظ على إنسانية الإنسان السوري في كل سوريا، و ان نوقف الموت عن التجول في شوارع بلادنا و احلام اطفالنا.
http://kebreet.net/2012/02/11/%D8%A7%D9%84%D9%89-%D8%A7%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B9%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D9%84%D9%88%D9%8A-%D8%B9%D8%A7%D9%85/