صفحات الثقافة

انظرْ إلى الفراغ/ مريم شريف

 

 

 

أيها المصباح

لماذا تضيء غرفتي إلى هذا الحدّ؟

انظرْ إلى الغبار،

لم أنظّفه منذ أيام، ولا أعلم إنْ كان يهبط من السقف

أم تنثرهُ السماء

انظرْ إلى المقاعد،

اللمعان الذي تغرسهُ في لونها البارد

لا يُؤخّر مجيء الصباح الأكثر برودةً

انظرْ إلى الفراغ،

كان ينحتُ مكاناً في قلبي، قبل أن تملأه بصمتك.

انظر إليّ، هل ترى أعماقي

لماذا لا تُضيئها هي أيضاً؟

 

2

ثمّة حزنٌ يجب أن يُعاش

أن ينطبع في العينين

ما دامت النظرة لا توجع نافذةً أو شجرة

أن يسير في الخطوات

ما دامت الدرب لا تسمع

ثمّة حزن بلا دويّ

فقط، هذه الهشاشة.

 

3

ذهب الضباب الذي كان يحرسني من الرؤية

ذهبت الريح قبل أن أُشبّهها بالألم

الألم المتشقق من قلّة البكاء

كم أريد أن أبكي،

أن أبكي قبل أن أموت،

كأيّ إنسانٍ حزين

لا باب سيُفتح، وليس من أجل كوّةٍ مستحيلة

ثمّة رمالٌ فوق صدري

ثمة أبواب موصدة

أريد أن أطرق البرودة الصلبة بكلتا يديّ

ربما أستطيع أن أبكي

ولو من ألم يديّ المهشمتين

أبكي فقط

أملك العزلة وأرجاءها الفسيحة

حيث يمكن أن يكون البكاء نحيباً شاسعاً

وقديماً كالأعوام

*

ظلٌّ للحظاتٍ ممزقة، أنا وروحي

هذا الظلّ المتماسك في الظلمة

المتماسك كما ينبغي في الضوء

*

كم أودّ لو أجد ظلّ الله

المتأرجح كالبندول، ربما تقع نداوةٌ

فوق جفاف روحي

ربما أبكي لأنني وجدت الطيف الذي يمكن أن يُلمس

فقط من أجل قليلٍ من البكاء

أريد أن أبكي

ليس كثيراً أن أبكي

كأيّ إنسانٍ يبكي من الحزن..

 

 

* شاعرة فلسطينية أردنية

العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى