صفحات العالم

بأمر من الأسد/ سناء الجاك

دعت وزارة الأوقاف السورية الأئمة والخطباء والمواطنين إلى تأدية صلاة الاستسقاء في جميع انحاء سوريا، بناء على أمر من الرئيس بشار الأسد. لا نعرف ما إذا كانت دعوة الأسد سببها حال الكآبة التي أصابته مع استمرار الشح، أو أن رغبة رومنطيقية فرضتها وجدانيات متدفقة هي الدافع. الأكيد أن السبب ليس خوفه على شعبه من الجفاف والقحط والعطش والجوع، ولا علاقة له بالطفل حمزة الخطيب او بأحد الناشطين الشباب الذين قُصفت أعمارهم، او بمنشد الثورة الذي اقتلعت حنجرته، ابرهيم قاشوش، ولا بالسجناء الذين عُذِّبوا تعطيشاً وتجويعاً حتى لفظوا انفاسهم، ولا بمقتل أكثر من مئتي ألف سوري وتشريد الملايين.

بئس هذه الاتهامات الباطلة، يقول مريدو الرئيس. فمن يولي اهتمامه بالمشاركات في كل الصلوات أثناء الأعياد ويحرص على التوجيه الوطني والروحاني لرجال الدين وأئمة المساجد، لا يغبِّر على سيرته تصريح وكالة “الاونروا” بأنها لم تحصل على الاذن بعبور نقاط التفتيش إلى حين استكمال المفاوضات بين مقاتلي المعارضة والجيش، ليرتفع عدد الذين توفوا الى 70 شخصا نتيجة الجوع وسوء التغذية وانعدام الخدمات الصحية.

كله افتراء، في حين ان المطر ينتظر أمر سيد تتآمر عليه الكرة الأرضية وتلتمس رضاه المجرات والنجوم والأحول الجوية. فهو الشخصية الرقم واحد للعام 2013، بحسب التصويت الذي أجرته قناة “الميادين” وبلغت نسبته 37.97 من إجمالي الذين شملهم الاستطلاع، وبعدد 193404 أصوات.

مثل هذا التصويت يظلم كثيراً سيد المطر، فالدقة والموضوعية ومعهما الشفافية تتجاوز بكثير مئات الألوف من الأصوات المؤيدة، الى مئات الملايين الذين لم يصل صوتهم الى حيث يجب. الأهم ان اسم الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله لم يبرز في نتائج التصويت.

لعمري، ينبض هذا الأمر بدلالات تبدأ من الكلام المستجد على لسان الأسد ووزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، عن ضرورة خروج جميع الجيوش الأجنبية من سوريا، ومن ضمنها رأس الممانعة العسكري الذي غيّر المعادلات على الأرض السورية.

غياب السيد حسن عن التصويت النزيه لم يحل دون مباشرة الحزب تدابير مهمة، ليلية ونهارية، ضد تسلل “النصرة” و”داعش” الى لبنان، فانتقل الى خطوة استباقية، وإن متأخرة، بمراقبة حدودية في البقاع، ليطمئن بيئته المرعوبة ويبشرها بأنه قتل من الداعشيين التكفيريين اثناء تسللهم منذ أيام اكثر من 47 من عناصرهم متوعداً بمطاردتهم داخل لبنان وفي اي مكان يلجأون اليه حتى يقلعوا عن ضرب المدنيين ونشر ثقافة القتل في الأماكن الآمنة. ذلك كله انطلاقاً من حس الواجب، ومن دون منة او جميل.

الأهم ان من يمشي مع الأسد يكسب، لأنه محظوظ الى حد خيالي، حتى ان اسرائيل تفضل بقاءه في سدة الحكم. والمعروف ان من يحالف المحظوظ يسعد. هكذا دلت تجارب من فكّر في عكس ذلك. ولا لزوم للنيات المغرضة، الا ان الشاطر يتعلم من كيسه. لذا، ولمزيد من السعادة المدعومة، كان التصدي لمحاولة “تشليح” العماد عون وزارة الطاقة التي أصبحت دولية وأكبر من الوزارات السيادية.

يتزامن ذلك مع تدفق المصادر التي تشيد ببركات الطاقة وتلزيماتها والعمولات والاتفاقات مع إيران لتلزيمها بعض عمليات التنقيب واستخراج الغاز والنفط مقابل أكثر من 100 مليون دولار سلفاً. هنا تصبح الممانعة للحؤول دون عملية “التشليح” واجباً يجنّب جنرال الرابية وصهره ورطة إعادة هذا المبلغ إلى الولي الفقيه في حال خسارتهما وزارة الطاقة.

وشتّي يا دنيي وزارات دسمة يتولاها الحلفاء الأوفياء بأمر من الأسد.

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى