صفحات الناس

بذكرى وفاة الاسد الأب الـ13.. سوريون يتحررون من خوفهم

الفيسبوك السوري ينهمر بالذكريات عن ذلك اليوم وبالسخرية من رعب 40 عاماً

دمشق – جفرا بهاء

قبل 13 عاماً في مثل هذا اليوم 10 يونيو/حزيران، كنت أعمل في منطقة الشعلان بدمشق، خرجت من عملي وإذ بي أسمع صوت راديو من أحد المنازل ومذيع يقول “توفي القائد الخالد حافظ الأسد”، أسرعت بخطواتي وبدأت أسمع دقات قلبي المتسارعة، وتحولت دمشق لمدينة خالية من البشر والسيارات..

استغرق وقت وصولي لمحطة الباصات لأذهب إلى البيت حوالي عشر دقائق، وما إن جلست على كرسي خلف السائق حتى سمعت تصفيق مجلس الشعب وإعلان بشار الأسد رئيساً، الناس حولي صامتون تماماً، لا أسمع سوى دقات قلبي “حافظ الأسد مات. حافظ الأسد لا يموت.. كيف صار هيك”.

وصلت للبيت، وإذ بإخوتي ينتظرونني أمام الموقف والخوف يكسي وجوههم “متنا رعبة عليكي”.

عاش السوريون 30 عاماً من الخوف الرهيب من مجرد التفكير باحتمال موت ما دأبوا على تسميته “القائد الخالد”، حتى إن مؤيدي الأسد الحاليين لا يزالون يقولون عنه “القائد الخالد”.

لا أدري ما نسبة الشعب التي صدقت وفاته يومها قبل 13 عاماً، ولكنني متأكدة أن الخبر كان صاعقاً مفاجئاً، وكأننا نتحدث عن قيام الساعة.

امتلأ الفيسبوك السوري المعارض والمؤيد بذكريات يوم وفاة حافظ الأسد، وانقسم سيل الذكريات بين السخرية والفرحة والشماتة والشتيمة.. مات حافظ الأسد في مثل هذا اليوم “الأبيض” بالنسبة للمعارضين و”الأسود” بالنسبة للمؤيدين، وبقيت خفة دم السوريين هي الصبغة الأساسية، وكأنها تخترق الموت دائماً لتقول نحن لم نمت بعد..

كتب زهير. س: “في مثل هذا اليوم كنت بألمانيا وكانت فرحتي لا توصف فسألني جاري الألماني عن السبب فأخبرته بأن الرئيس مات فقال قبل أن ينهي مدته الرئاسية!!!؟ قلت له هو مات أما مدته الرئاسية فلا أعتقد أنها ستنتهي”.

وأما Rafik فقد وضع فيديو لجنازة حافظ الأسد وكتب تحتها: “من قلبي اشتهيتلكون هالشوفة يلا شوفوها ولعنوا روحه وقولوا الله يغمقلو”.

نكتة قديمة جديدة

يتداول السوريون نكتة تتكرر في كل عام كتبتها داليدا على صفحتها: “نكتة قديمة لكن تكرر تكريماً لذكرى رحيل للقائد: واحد اتصل بمقسم القرداحة يوم وفاة القائد وقال: الو مقسم الله يخليك عطيني القائد حافظ الأسد، المقسم : القائد توفي، :له له له الله يرحمو، تاني يوم وتالت يوم نفس المكالمة ونفس السؤال ونفس الجواب، وباليوم الرابع: أخي القائد مات مات، توفى، ارتحم ، ااا بتفهم أنت حيوان ، فقال المواطن المتصل: والله بفهم بس بشرفك في أحلى من هيك خبرية عند الصبح”.

كتب “yossef Bazzi: ” 10 حزيران 2000 : رحل الديكتاتور وجاء “الدكتور”.. والقتل مستمر”.

وتتنوع الكلمات، حتى إننا لا نستطيع أن نكتب الكثير من الجمل لأنها تحمل من الشتيمة ما لا يتحمله موضوع صحافي، ولكن ما يكفي ليعبر عن كمية كره السوريين للأسد، وكتب R.: “تكلم الحمار وشنهق لقد مات لقد مات… فضحك الجميع وقالوا الله لا يرحم في مغز أبرة”.

كنت مخطوبة

Rima كانت في هذا اليوم تشتري فستانا لحفل خطوبتها، ورغم أنها كانت في منتهى السعادة فإنها عندما عادت للبيت وسمعت الخبر: “سمعت خبر الوفاة من محطة الأم بي سي .صرت أبكي إنو ما عاد تصير لي خطبة”.

لم يعرف السوريون يومها ما الذي حدث، ومر بعض الوقت ليدركوا أن موت الأسد الأب ومجيء الأسد الابن كان عبارة عن توارث كوارث، فكتب ياسر: “قبل ثلاثة عشر سنة اعتبرت وكثير من السوريين، أن اختيار بشار الأسد خليفة لوالده كان صحيحاً. وأنه سيجنب البلد مشاكل لا مبرر لها. وصدقنا التطوير والتحديث وانتظرنا حدوثهما. والنتيجة كانت تدمير سوريا فعلاً لا مجازاً”.

1. ميسا الشام لم تكن في دمشق ولا في سوريا، كانت في السعودية: “في مثل هذا اليوم كنت مقيمة بالسعودية، رفعت السماعة وقلتلها لامي ،

قالتلي على شو، قلتلها على خلاصكن من يلي مابيتسمى ، ماشفت إلا السماعة انطبقت بوجهي، دقيت مرة تانيه لم أتلق رد وتالته ورابعه

المهم بعد 5 أيام بعتتلي أمي رساله شفهيه مع أحد القادمين للسعودية، إذا بدك أرضى عليكي ضبي لسانك وخلي الأيام تعدي على خير

أمي نفسها أمي بالألفين و11 طلعت معنا مظاهرات من خوفها علينا وكان صوتها يصل للسما وهي عم تقول: يلعن روحك يلعن روحك يلعن روحك، يلعن روحك يا حافظ “.

2. فادي. ج استذكر مختلف الذكريات في يوم موت الأسد الأب: “شب من حمص كان معنا بالجامعة سنتين ما بيلبس غير أسود حدادا” ع حبيبته، أول يوم بعد استئناف الفحص من يوم موته إجا لابس أحمر وين ما كان هلق الله يحميه هالنمر”.

فضحتنا

علاء. م كان يعمل في حديقة المنزل مع أبيه: “جنينتنا بتطل على الشارع العام ماشفنا غير أخي الصغير عم يصيح بأعلى صوتو من عالبرندا: بابا بابا مات حافظ بابا لك بابا مات حافظ، صرخ بابا بوجهو: لك فضحتنا فوت لجوا”.

Faris كتب: “يكفينا فخرا في ذكرى فطيسك انو الفيس بوك ممتلئ عن بكرة أبيه بذكريات شعبك يوم فطست … ذكريات ظل يخبئوها أعواما طويلة خوفا من بطشكم.. وفعلا الحرية صارت”.

عامر استذكر حسين جبري “المتصل الغامض بأقرباء ورجال السلطة”: روح الله لا يرحمك.. من هون لعندك… وبهالمناسبة منتذكر حسين جبري وقت بلش ياسس شركتو”.

يعتقد السوريون أن حافظ الأسد مات فعلاً يوم بدأت ثورة الحرية، وتأتي ذكرى وفاته هذا العام لتكون السنة الثانية التي تنهمر صفحاتهم بذكريات الرعب والخوف عندما كان حياً، ومن ذكريات الثورة على ولده الذي ورثه واعتقد أنه ورث سوريا كلها.

العربية نت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى