صفحات الناس

برنامج “أصدقائي الـ5000” يسخر من “فايسبوك:/ محمد موسى

أمستردام

يتلقى الكوميدي البلجيكي توماس سميث مجموعة من طلبات الصداقة على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، ولكن، بدل أن يضغط للموافقة أو الرفض عبر الموقع الإلكتروني، يتحرى بنفسه عن هوية هؤلاء الأصدقاء الافتراضيين ونياتهم، فيذهب إلى بيوتهم أو أمكنة عملهم، ويسألهم عن الأسباب التي دعتهم إلى طلب صداقته، بخاصة أنه لا يعرف غالبية هؤلاء «الأصدقاء» الجدد. هذه المواقف وسواها، والتي ستدور كلها في فلك «فايسبوك»، هي الكوميديا في البرنامج البلجيكي الأسبوعي الجديد «أصدقائي الـ5000» الذي تعرضه قناة «كنفاس» البلجيكية الحكومية.

يدخل البرنامج الجديد إلى عالم «فايسبوك»، فيُحلل، وبأسلوب تطغى عليه الكوميديا، هذا العالم الافتراضي الشديد الشعبية، فيطرح أسئلة بدهية عن قوانين هذا العالم، مثل: كيف أصبح من اليسير لكثر الإتيان بأفعال مُعينة على جدران هذا العالم الافتراضي، في الوقت الذي يتردد أو تعجز غالبيتنا عن القيام بالأفعال ذاتها في العالم الحقيقي الذي نعيشه. فالشاب أو الشابة الذي يرسل طلب صداقة إلى شخص آخر، سيفكر كثيراً، قبل أن يقوم هو نفسه، بطرق باب الشخص ذاك، وطلب صداقته، كما سيتردد كثر في الوقوف في «ساحة المدينة»، وكشف تفاصيل عن حياتهم اليومية، كما يتم كل دقيقة على جدران الصفحات الشخصية الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر في العالم.

يتغلغل الكوميدي توماس سميث في برنامجه الأسبوعي في معظم تفاصيل «فايسبوك»، وسيجد الكوميديا في مواقف غير محسوبة. فهو يسأل في الحلقة الثالثة مجموعة من الأشخاص الذين تتبعوا صفحته على «فايسبوك» (خدمة جديدة للموقع تشبه ما يقدمه موقع «تويتر»، إذ يمكن عبرها تتبع صاحب الصفحة من دون الدخول في قائمة الأصدقاء)، ويسأل عن دوافعهم لتتبع صفحته، ولماذا لم يطلبوا صداقته بدل «التتبع»، والذي يشبه فعل التلصص.

وكجزء من دراسته للأثر الهائل الذي أحدثه «فايسبوك» في نسيج الحياة اليومية، يقابل توماس سميث عائلة وصديقات فتاة بلجيكية قتلت في حادث مرور قبل سنوات قليلة. العائلة رفضت إلغاء صفحتها على «فايسبوك»، لأنها تحولت إلى جدار للحزن والذكريات، وهو ما تحتاجه العائلة لمساعدتها في مواجهة ألم فقدان ابنتها (ينشر أصدقاؤها وصديقاتها بعض الخواطر عليه، بخاصة في مناسبات خاصة، كعيد ميلادها ويوم وفاتها). ويوجه البرنامج الانتباه أيضاً إلى الاهتمام الذي توليه السلطات الأمنية البلجيكية لما يحدث على «فايسبوك»، فيقابل أفراد شرطة بلجيكيين كشفوا أنهم تعقبوا جرائم وإيقاف أخرى من طريق تتبع بعض الحسابات على موقع التواصل الاجتماعي. وكيف أن بعض الاحتجاجات أو التجمعات الخطرة وغير المُرخصة، يخطط لها عبر «فايسبوك».

البرنامج الذي يعد الأول، ولكن بالتأكيد ليس الأخير في مقاربته للحياة الافتراضية على الإنترنت، هو نسخة عن برنامج هولندي، عرضت منه حلقة تجريبية واحدة العام الماضي، ضمن مشروع مُختبر التلفزيون الذي تشرف عليه القنوات التلفزيونية الرسمية الهولندية، إذ تُعرض حلقات وحيدة من برامج تحمل أفكاراً تلفزيونية جديدة، لقياس حجم شعبيتها بين الجمهور عبر الرسائل الهاتفية أو الإنترنت، ثم يتم على أساسها إنتاج مزيد من الحلقات، أو بيعها إلى دول أخرى لإنتاج نسخ محلية منها.

الحياة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى