صفحات العالم

بسمة ناظم قضماني


أرنست خوري

أن تصبح المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري، عُرفت أستاذة العلاقات الدولية في جامعات باريس، بسمة قُضماني، بأنها مديرة «مبادرة الاصلاح العربية»، ومستشارة المجلس الفرنسي للأبحاث، ورئيسة لبرنامج التعاون والحاكمية في «مؤسسة فورد»، حيث ساهمت في دعم مشاريع إسرائيلية ــ فلسطينية مشتركة.

بسمة قُضماني… اسم قفز سريعاً من الأوساط الأكاديمية والاعلامية ودوائر صنع القرار و«مؤسسة فورد»، لتصبح إحدى أولى الشخصيات في المجلس الوطني السوري، رغم انها لم تكن سابقاً في صفوف معارضي النظام السوري .

لا تشعر المتحدثة الحالية باسم المجلس الوطني السوري، بسمة قُضماني، بأنها محرَجة عندما تفاتحها بأن تبوّأها منصباً رفيع المستوى بهذا النحو السريع، يثير جدلاً واسعاً بين أطياف المعارضة السورية في باريس خصوصاً، على قاعدة أنه لم يعرف عن قضماني تاريخ نضالي معارِض.

لا ترى الدكتورة في هذا الكلام تهمةً، إذ تجيب بلا تردُّد: «صحيح أن لا تاريخ نضالياً لي، وأنا لا أدعي أنني مناضلة أصلاً، فأنا ابنة سجين سياسي معارض، وأعمل في الاطار السياسي والأبحاث والتوصيات والتحليل والتأثير على القرار السياسي، ولم أشارك في حياتي في اجتماعات للمعارضة، وقلما شاركت في تظاهرات إلا في ما يتعلق بالقضايا الكبيرة».

أكثر من ذلك، يقول البعض إن قُضماني «أُسقطَت» بالمظلة الفرنسية على قيادة «مجلس اسطنبول».

عن الدور السياسي المنوط بقُضماني حالياً، تؤكد أنها دخلت المجلس «لأنها ترى أنها قادرة على التواصل مع الاعلام والوزارات والجهات الرســـمية العربية أولاً

والغربية والدولية بعدها، وأملك شبكة علاقات نحركها لدعم الثورة ».

وبمجرد ذكر اسم قُضماني، ينهال عليها وابل من الاتهامات الأخرى من خصومها من المعارضين الباريسيين، أبرزها أنها، مقربة من شخصيات مرموقة في الادارة الفرنسية.

رداً على سؤال حول الملابسات الداخلية والخارجية لولادة المجلس الوطني السوري، تجزم بأنه كان «حاجة داخلية حصراً، فالمسألة السورية مدوَّلة أصلاً، فبلا الضغط الدولي والتصريحات والعقوبات، لا وجود لثورة سورية أصلاً»، من دون أن تنفي أن الخارج كان يريد جهة معارضة ليتصل بها.

وتتابع: «صحيح أن تحرك الشباب المتظاهر أسطوري ولولاهم لما أتى شيء من الخارج، لكنهم وحدهم أمام جبروت النظام، لا يمكنهم فعل شيء، فالأمل الوحيد المتاح هو أن يضغط العالم ويعزل النظام ويرفع الغطاء الشرعي والحماية عنه ليسقط».

وبالانتقال إلى «تدويل القضية السورية»، ترى أن النظام «هو من جلب الخارج ووضع ايران في قلب سوريا، من هنا فإن الشعب السوري لا يمكنه مقاومة   النظام وحده بلا تغطية اعلامية وضغط دولي، فبلا هذا الضغط الدولي والتصريحات والعقوبات، لا وجود لثورة سورية أصلاً».

كلام ينقلنا إلى محاولة معرفة ما إذا كانت قُضماني وزملاؤها في المجلس الوطني يملكون تعريفاً موحداً للحماية الدولية التي يطالبون بها، فتجيب بأنه عندما يرفع الشارع المنتفض شعار الحماية الدولية، «فعلينا حينها أن نترجم هذا المطلب، وعلينا أن ندرس أشكال هذه الحماية الدولية، من مراقبين دوليين ومنظمات إغاثة وصولاً إلى التدخل العسكري الذي لا يزال المجلس الوطني لا يطرحه، وهذا دورنا في تحريك المجتمع الدولي واستخدام جميع الوسائل القانونية والسياسية والاقتصادية».

تستطرد لتسألها عما إذا كان طلب التدخل العسكري سيلي هذه المرحلة إذا فشلت الضغوط الخارجية السلمية… عندها، تجدد قُضماني التأكيد أن رهان المجلس يقوم على «عزل النظام وخنقه اقتصادياً وسياسياً ومالياً، وهو ما سيؤدي إلى انفجار من داخل النظام وتفكك قوى أساسية في الجيش والأمن ورجال الأعمال وفي قاعدته الرئيسية».

الأخبار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى