صفحات العالم

بشار ونصر الله يقاتلان لتقسيم سوريا؟


    علي حماده

قبل أشهر، وفي اثناء معركة بابا عمرو في حمص، قال احد كبار اصدقاء بشار الاسد في لبنان، ان الاخير يخوض حربه ضد الثورة ليس على قاعدة استعادة سوريا كما كانت في الرابع عشر من آذار ٢٠١١، اي عشية الثورة، وانما على قاعدة الانكفاء الى حدود دويلة علوية مطعمة ببعض الاقليات المسيحية، على ان تمتد حدودها من شمال دمشق لجهة حمص الى حدود لواء الاسكندرون لتشمل شريطا ساحليا جبليا يكون بمثابة طبعة مشابهة لخريطة لبنان جنوبا. اضاف صديق بشار وهو يشرح لمحدثه، ان معركة حمص لا تهدف الى السيطرة عليها بمقدار ما تهدف الى محوها عن الخريطة لفتح معبرين: الاول وهو الاهم نحو البقاع اللبناني من شماله حيث معقل “حزب الله” الذي يعمل بلا كلل على خلق معبر عقاري ديموغرافي وامني منه الى عمق الجنوب عبر البقاعين الاوسط والغربي، حيث عمليات شراء اراض عائدة الى مسيحيين جارية على قدم وساق. اما المعبر الثاني فيمر نحو الشريط الممتد الى الشرق من دمشق وريفها، نزولا الى تخوم محافظة درعا، الامر الذي يوفر مساحة واسعة للتواصل بين الدويلة العلوية ودويلة “حزب الله”.

واوضح صديق بشار اللبناني ان النظام في سوريا يعمل على تدمير كل سوريا الواقعة خارج نطاق الدويلة العلوية، ويقوم بتفريغ كل نقاط الوجود الديموغرافي السني الواقعة ضمنها او في محاذاتها لإيجاد منطقة عازلة. اما بالنسبة الى المدن الكبرى، اي دمشق وحلب، فقال الصديق عينه: سيقاتل فيها، ولكنه اذا فقدها سيدمرها ولن تقوم لها قائمة قبل عقود! بالطبع كان الصديق المشار اليه يتحدث الى شخصية سياسية غير مناوئة لبشار، ومن هنا لم يبخل عليه بالشرح المستفيض ليبين له ان ثمة خيارات مفتوحة امام النظام في سوريا مما يؤدي الى اطالة امد الحرب هناك.

في مكان آخر كان احد اركان النظام السابقين في سوريا يقول لاصدقاء لبنانيين التقاهم في اوروبا قبل اشهر عدة، ان بشار ليس صاحب “الخطة باء” وعنوانها الانكفاء الى دويلة علوية متصلة بلبنان الواقع تحت سيطرة “”حزب الله”، بل القيادة الايرانية التي تعمل على خطين الاول: محاولة كسب معركة سوريا باسرها. والثانية: رسم حدود الدويلة العلوية بالدم والنار بحيث تكون جاهزة لاحد احتمالين: إما ضمن صيغة سوريا فيديرالية، وإما مستقلة تماما. وقد حذر الركن السابق في النظام في سوريا محدثيه اللبنانيين مما يحضّر له بشار لمنطقة الشمال اللبناني بالتنسيق الكامل مع “حزب الله” وبعض الاجهزة الامنية اللبنانية العاملة بامرة من “حزب الله”، وهي لا تحتاج الى تعريف. واشار الى ان الساحة التي يعملون على اشعالها لاختراقها وتهجير قسم كبير من سكانها نحو الساحل والجنوب هي عكار انطلاقا من الجهة المحاذية لقضاء الهرمل وصولا الى البحر عبر شريط يمر قرب الحدود الدولية بين لبنان وسوريا! جرى هذا الحديث قبل عامين!

خلاصة الحديثين: بشار الاسد والسيد حسن نصرالله يقاتلان لاقامة الدويلة العلوية. فما مدى صحة هذا الكلام؟

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى