صفحات العالم

بوتين يخيب ظن حليفه السوري

رأي القدس

من المؤكد ان تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي ادلى بها على هامش لقاء مع الاتحاد الاوروبي، وقال فيها ان روسيا لم تسلم حتى الآن صواريخ اس 300 المتقدمة الى سورية ستفاجئ الرئيس السوري بشار الاسد والكثيرين من اصدقاء الروس في الوطن العربي، خاصة ان الرئيس السوري اعطى انطباعا قبل اسبوع اثناء حديث له الى محطة ‘المنار’ اللبنانية ان بلاده تسلمت الدفعة الاولى من هذه الصواريخ.

فهذه التلميحات احدثت ضجة كبرى لان هذا النوع من الصواريخ المضاد للطائرات هو الاحدث في الترسانة الروسية، وتسلم سورية له سيجعلها قادرة على اسقاط اي طائرات حربية اسرائيلية تخترق اجواءها.

موشيه يعالون وزير الدفاع الاسرائيلي كان اول من شكك بتسليم روسيا هذه الصواريخ لسورية، وقال انه اذا جرى تسليمها سيعرف كيف يتعاطى معها في اشارة الى استعداد اسرائيل لقصفها داخل الاراضي السورية.

لا بد ان الرئيس السوري بشار الاسد اصيب بخيبة امل كبيرة من جراء اقوال بوتين هذه، خاصة الجملة التي قال فيها ‘ان روسيا لا تريد الاخلال بموازين القوى العسكرية في المنطقة، مما يعني استمرار الوضع على ما هو عليه حاليا، اي عدم المساس بالتفوق الجوي الاسرائيلي.

هل يمكن القول ان الزيارة التي قام بها بنيامين نتنياهو بشكل خاطف الى موسكو ولقاءه مع الرئيس بوتين لحثه على عدم تسليم هذه الصواريخ الى سورية قد اعطت ثمارها، وان الرئيس الروسي تجاوب مع هذا الطلب الاسرائيلي وما رافقه من تهديدات؟

الظاهر ان الحال كذلك خاصة ان زيارة مماثلة لنتنياهو الى موسكو قبل عام ونصف العام تقريبا نجحت في منع تسليم روسيا لهذا النوع نفسه من الصواريخ الى ايران، والغاء عقد صفقة بين البلدين في هذا الصدد، واعادة ثمنها الى الخزينة الايرانية.

كلام بوتين بانه لا يريد الاخلال بالميزان العسكري في المنطقة من خلال تسليم هذه الصواريخ الى سورية مرعب بكل المقاييس، لان وصول هذه الصواريخ سيخلق توازنا ويشكل قوة ردع في مواجهة الغارات الاسرائيلية المتكررة على الاراضي السورية.

وما يمكن فهمه من هذا الكلام على لسان رجل روسيا القوي ان موسكو مقتنعة بطروحات نتنياهو التي تقول ان ارواح مليون اسرائيلي من اصل روسي ستكون مهددة بالخطر في حال تسلم سورية هذه الصواريخ التي من الممكن ان تصيب الطائرات المدنية في مطار بن غوريون في تل ابيب وتفرض حظرا جويا على معظم المدن الاسرائيلية.

صحيح ان بوتين اكد في التصريحات نفسها ان روسيا تعارض التدخل العسكري في سورية، ولكن هذا شيء، والتراجع عن عقود بتسليم هذه الصواريخ شيء آخر مختلف كليا.

ان عدم تسليم روسيا هذه الصواريخ الى سورية سيهز ما تبقى لها من مصداقية في المنطقة العربية بل والعالم الاسلامي في نظر كثيرين، خاصة ان هناك انتقادات عديدة لها تركز على اتهامها بعدم الوفاء بتعهداتها الى اصدقائها.

من الصعب اطلاق احكام سريعة تؤيد وجهة النظر هذه، فلا بد ان الروس يدركون وجود هذه الانتقادات وما هو اكثر منها بالاشارة الى تخليها عن حليفيها في العراق وليبيا في وقت يقف الغرب كله الى جانب اسرائيل في المقابل.

انتظار تفسيرات روسية او سورية لهذا التطور الخطير جدا هو عين الحكمة والصواب فالروس بارعون في المناورات واطلاق بالونات الاختبار بين الحين والآخر.

القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى