بيانات الانتفاضة

بيان من جماعة الإخوان المسلمين في سورية: إلى المراهنين والمترددين.. لن تنطفئ جذوة ثورة شعبنا.. فأعيدوا حساباتكم


المركز الإعلامي

أيها الإخوة المواطنون .. إلى حاملي لواء الثورة السورية المباركة…

تدخل اليوم ثورة شعبنا الحر الأبي شهرها العاشر، وما يزال نظام الاستبداد والفساد وشركاؤه الدوليون والإقليميون يراهنون على كسر إرادة شعبنا، وقمع ثورته، وإعادة الإغلاق عليه تحت نير الاستبداد الذي طوقوه به عقوداً طوالاً.

أيها الإخوة المواطنون في سورية الحرة الأبية..

إلى أبناء الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم..

لا يخفى على كل متابع للوضع العام في سورية مناورات النظام وألاعيبه وأن دعوة النظام إلى الحوار هي دعوة باطلة، وأن حديثه عن الإصلاح هو حديث خرافة. إن الحقيقة التي يجب أن تكون واضحة أن أي حديث عن بقاء هذا النظام وتحت سيطرته هو محاولة للالتفاف على تطلعات شعبنا وأهداف ثورته في بناء دولة مدنية تعددية ديمقراطية..

أيها الإخوة المواطنون أبناء سورية الحرة الأبية..

إلى أبناء أمتنا العربية والإسلامية…

إننا بعد عشرة أشهر من القتل الممنهج والمتعاظم وبعد آلاف القتلى وعشرات الألوف من المعتقلين والمشردين ووسط هذا التواطؤ من بعض دول العالم والإقليم، والتردد من دول أخرى، يتضح لكل العقلاء أن المؤامرة الحقيقية اليوم هي هذه التي تدور على أبناء شعبنا، وعلى تطلعاته في العيش الكريم، مؤامرة أطرافها هذا النظام من جهة وهؤلاء المتواطؤون والمترددون من جهة أخرى, يراهنون جميعا على كسر إرادة شعبنا، وإطفاء جذوة هذه الثورة المباركة.

إن ما يجري اليوم في حمص وحماة وأحيائها وحوران وبلداتها وإدلب وقراها من قتل واستباحة وقمع… هو امتداد للمذابح التي نفذها هذا النظام في ثمانينيات القرن الماضي في حماة وجسر الشغور وحلب وفي سجن تدمر…

إن محور جهدنا الرئيسي لمواجهة هذا القمع وللتصدي لهذا الظلم إنما يكمن في وحدة صفنا الوطني، وتكاتف سواعدنا، وتمسكنا بوطنية وسلمية ثورتنا..

وإن الاشتراك في التظاهر للتعبير عن رفضنا لهذا النظام وسياساته هو بعض حقنا المدني, وهو واجب الوقت لكل سوري حر شريف, واجب شرعي، ونهج سلمي, سيساعدنا على تحقيق أهدافنا، والانتصار لقضية شعبنا..

وإن توحيد موقفنا الوطني في تلبية الدعوة إلى الإضراب العام وصولاً إلى العصيان المدني سيكون من أقرب الطرق للانتصار على هؤلاء الطغاة, وإخراجهم إلى الأبد من طريق تحررنا..

أيها الإخوة المواطنون أبناء سورية الحرة الأبية..

أيها العرب… أيها المسلمون في كل مكان..

لقد أراد شعبنا معركته في سورية سلمية ووطنية، وما يزال يتمسك بشعاراته ومنهجه، ولكنّ قوى إقليمية متعصبة ومنغلقة وفئوية أبت إلا أن تتدخل في شأننا داعمة نظام القتل والاستبداد والفساد..فأعلنت انحيازها إلى الطاغية ضد تطلعات شعب أعزل، وزجّت بطاقاتها في الحرب عليه، وأطلقت فرق الموت من كل الأوكار تمعن في تقتيل أبناء شعبنا، وارتفعت الأصوات من طهران ومن لبنان ومن عراق المالكي , كلها تعلن مساندتها لمشروع القتل، ودعمها للقاتل، وتهدد بلا حياء ولا مواربة بزلزال يهز المنطقة العربية كلها في حال انهيار النظام.

إن هذه المعركة التي فُرضت علينا على غير خيار منا تتطلب موقفا عربيا رسميا وشعبيا يرد الحجر من حيث جاء.

لقد تحولت ثورة شعبنا بهذه المواقف الأثيمة إلى خندق للدفاع عن الأمة في وجودها وهويتها ضد الشعوبية الجديدة بأبعادها القومية والمذهبية…

أيها الإخوة المواطنون أبناء سورية الحرة الأبية..

سنمضي بمشيئة الله إلى غايتنا..وسنتمسك بهوية ثورتنا: سلميتها ووطنيتها ورفضها للطائفية والفئوية..لنبني في وطننا دولة مدنية تعددية حديثة يظللها الحب والعدل والمساواة، ويكون المواطنون جميعا فيها كأسنان المشط، لا يخاف فيها أحد، ولا يضام فيها أحد, ففي دولة المواطنة التي ننشد ستتلاشى مفاهيم الأقلية والأكثرية..

أيها الأحرار الأباة في كل مكان

سنمضي بعزيمة لا تلين إلى غايتنا ولن تنطفئ جذوة الثورة بل ستسقط رهانات المتواطئين والمراهنين…

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون..

جماعة الإخوان المسلمين في سورية..

15/12/2011

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى