بيان من عائلة الناشطة الحقوقية والمحامية رزان زيتونة
مرت ستة أيام على اختطاف ابنتنا رزان زيتونة وزوجها الناشط وائل حمادة والناشطة سميرة الخليل والناشط ناظم حمادي، ستة أيام ونحن نعيش كما الكثير من العائلات السورية مرارة الخطف وآلامه.
لقد تحدثت رزان كثيراً عن الخطف وعن الظروف اللا إنسانية التي يعيشها المخطوف وتعيشها أسرته، وقد أوردت قبل اختطافها بأسبوع في إحدى مقالاتها الجملة التالية:
(وفي حين تثار بعض الضجة الإعلامية على صفحات التواصل الاجتماعي عند كل حادثة اختطاف، تنسى القضية بعد حين في ظل عجز شبه كامل عن التأثير أوالتدخل لصالح المختطفين).
نحن – عائلة رزان زيتونة – إذ ننشر بياننا هذا شاكرين كل من تضامن معنا في هذه المحنة الإنسانية، حيث ننظر إلى قضية اختطاف رزان على أنها قضية وطنية وحادثة خطيرة قبل أن تكون قضية إنسانية خاصة – على الرغم من أنها كذلك – وأن الخطف تحول إلى ظاهرة لم يعد بالإمكان السكوت عنها، ولا نريد لهذه الحادثة أن تنسى أو يتلاشى صداها مع مرور الوقت.
إن ابتننا وخلال مسيرتها النضالية في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان منذ العام 2000 وحتى يومنا هذا لم تكن سوى بنت البلد، بنت سوريا كل سوريا، وهي من أوائل المدافعين عن المعتقلين السياسيين في سوريا بكل تلويناتهم بدون أجر ودون أي غاية، ولم تكن في يوم من الأيام تابعة لحزب أو أي جهة، ولم تبتغ من عملها النضالي أي مكسب مادي أو شهرة بل على العكس أصرت على البقاء في سوريا برغم المخاطر الكبيرة على أمنها، لتعيش معاناة أهلها وتنقلها بأمانة ومصداقية، وقد عانت كما عانوا ويلات الحرب والخوف ونقص الخدمات الطبية وآخرها الجوع نتيجة الحصار.
إن رزان زيتونة واحدة من علامات الثورة السورية والصورة الأروع للمرأة السورية المناضلة التي كافحت جنباً إلى جنب مع أخوانها في معظم ميادين الثورة .
إن الحيادية والاحترافية في عملها لتغطية انتهاكات حقوق الانسان السوري من أي طرف كانت هذه الانتهاكات لهو دليل على مصداقيتها والتزامها بقسمها كمحامية وكناشطة حقوق إنسان وإيماناً منها بأن الحقيقة أي كانت هي ملك جميع السوريين والتي من أجلها قامت الثورة.
إننا إذ نسرد هذه التفاصيل آملين أن تصل الصورة الحقيقية عن رزان الحيادية والموضوعية في عملها والإنسانة ابنة هذا البلد، قبل المناضلة والناشطة الحقوقية، راجين من الجميع عدم الزجّ باسمها في صراعات إيديولوجية وإثارة الفتن والخلافات وتبادل التهم دون دليل.
إننا كعائلتها نرجو من الجميع التحلي بالعقلانية والصبر والعمل بحكمة والتواصل مع كافة الفعاليات من أجل إنهاء هذه المعاناة، إننا لم نسقط من بالنا أن المستفيد الرئيسي هو النظام وأعوانه والخائفون من الحقيقة وحرية التعبير، ونتوجه في الوقت نفسه إلى القيادات والفعاليات الثورية في الغوطة وخاصة العسكرية منها لتتحمل مسؤلياتها الأخلاقية والإنسانية حيث وقعت الحادثة ضمن مناطق تحت سيطرتهم وفي مجال نفوذهم، وإننا لم نتهم ولن نتهم أحداً فرداً كان أو جماعة دون دليل ولن ننساق إلى المهاترات الاعلامية، فهمّنا هو سلامة رزان ورفاقها، وخروجهم سالمين من محنتهم، ومن هنا نتوجه ونناشد جميع الفعاليات والقوى الثورية بالغوطة الشرقية بالعمل والتنسيق فيما بينها ووضع خطة مع غرفة عمليات من أجل متابعة ملف الاختطاف بشكل عام وقضية رزان ورفاقها بشكل خاص.
آن لنا جميعاً الوقوف بوجه هذه الظاهرة قبل أن تخسر الثورة والبلد الكثير الكثير من بناتها وأبنائها.
ملاحظة: للتواصل معنا يرجى مراسلتنا على البريد الإلكتروني التالي: freerazanz@gmail.com
مركز توثيق الانتهاكات في سوريا