صفحات العالم

تمديد جوازات سفر المغتربين السوريين

 

رأي القدس

وثائق السفر حق اساسي من حقوق المواطن لا يجب سحبها او التلاعب فيها، او استخدامها ورقة ضغط لاسباب سياسية من قبل الحكومات لان المواطن يبقى، بينما تتغير الحكومات.

نقول هذا الكلام بمناسبة قرار وزارة الداخلية السورية تمديد العمل بجوازات سفر مواطنيها المقيمين في الخارج لمدة سنتين، بغض النظر عن الاسباب التي كانت تحول دون ذلك وعن الموافقات المطلوبة عليها، مثلما نص القرار الذي بثته وكالة الانباء السورية الرسمية.

المواطنون السوريون الذين تتفاقم معاناتهم النفسية والمعيشية بسبب عمليات الدمار والقتل التي تغرق فيها بلادهم حاليا، واستشهاد اكثر من سبعين الفا من اشقائهم وتهجير مئات الآلاف الى دول الجوار، وبلغت هذه المعاناة ذروتها عندما وجدوا وزارة الداخلية السورية ترفض تمديد جوازات الآلاف منهم بسبب شكوكها في انتمائهم الى المعارضة السورية.

استخدام جوازات السفر وتمديدها كورقة ضغط يعطي نتائج عكسية تماما بالنسبة الى النظام لانه يؤكد صحة الاتهامات الموجهة الى اجهزته الامنية باهانة المواطن السوري واذلاله وتعقيد ظروف معيشته في المنافي التي لجأ اليها طلبا للرزق او الامان، الامر الذي يصب في مصلحة المعارضة.

الشيخ احمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض التقط هذه القضية الانسانية عندما ضمن مبادرته في صيغتها الاولى بندين اساسيين لا غير، الاول تمديد جوازات السفر للمغتربين، والثاني الافراج عن المعتقلين في صفوف النظام، موجها رسالة بليغة في معانيها تقول انه ينحاز الى احتياجات الشعب ومطالبه الاساسية في العيش الكريم.

وسواء كان قرار النظام بتمديد جوازات السفر استجابة لمبادرة الشيخ الخطيب، او نتيجة لصحوة او توجها جديدا بتخفيف او حتى انهاء معاناة المواطنين، فانه قرار ايجابي اذا ما جرت ترجمته عمليا على الارض، وباشرت القنصليات السورية في مختلف انحاء العالم، ودول الخليج خاصة، بتنفيذه دون اي معوقات او ذرائع.

الشيخ الخطيب اتهم النظام السوري بقتل مبادرته بعدم التجاوب مع الطلبين المحددين فيها، اي تمديد الجوازات والافراج عن 160 الف معتقل في السجون السورية. ولعل التجاوب مع مطلب تمديد الجوازات يكون مقدمة لتنفيذ الطلب الثاني في تبييض السجون والافراج عن المعتقلين، وبما يمهد الطريق لحوار بناء ومسؤول بين السلطة والمعارضة السلمية والمسلحة في آن.

طرفا المعادلة في الازمة السورية، الحكومة والمعارضة، باتا يدركان جيدا بان الحسم العسكري غير ممكن، وان الحوار هو الطريق الاقصر والاسلم للوصول الى حل سياسي يحقن دماء السوريين في المعسكرين المتصارعين.

تسليح الجانبين لن يحقق الحسم، وانما سيؤدي الى المزيد من سفك الدماء واطالة امد الازمة، واذا كان هناك من هدف مطلوب فيجب ان يكون من اجل كسب المواطن السوري ووضع حد لمعاناته وحقن دمائه وتوفير الامن والاستقرار والازدهار له، ولهذا نرى ان قرار تمديد الجوازات اذا ما ترجم عمليا هو خطوة صغيرة وايجابية نأمل ان تتبعها خطوات اخرى من قبل النظام خاصة.

القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى