صفحات الثقافة

جائزة جبران تويني 2012 للرسام السوري علي فرزات

 

حفل غداً في بيروت بمشاركة الاتحاد العالمي للصحف

نال رسّام الكاريكاتور السوري المعروف علي فرزات، الذي نُشِرَت رسومه الساخرة التي ينتقد فيها الفساد والحكّام الديكتاتوريين في مختلف أنحاء العالم، جائزة جبران تويني للسنة 2012 التي يمنحها الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء (WAN-IFRA)، ويُكرِّم من خلالها أصحاب الإنجازات البارزة في الإعلام الإخباري في المنطقة العربية.

اختير فرزات تقديراً لمساهمته في حرية التعبير والتزامه فضح تجاوزات السلطة عبر رسومه الكاريكاتورية، رغم الاعتداء الذي تعرّض له. وسوف يتسلّم الجائزة في بيروت في احتفال غداً الثلثاء عشيّة الذكرى السابعة لاغتيال جبران تويني الذي استشهد في انفجار سيارة مفخّخة في بيروت العام 2005.

وتُكرِّم الجائزة سنوياً شخصية في مجال الإعلام تُظهر تحلّيها بالقيم التي جسّدها تويني، أي التمسّك بحرية الصحافة، والشجاعة، والقيادة، والطموح، ومعايير إدارية ومهنية عالية. وقد أصبح فرزات، بفضل تفانيه الشديد في فنّه وعمله كأداة لتوسيع حدود حرية التعبير في سوريا ودول أخرى، من أبرز الشخصيات الثقافية في العالم العربي.

وقال فرزات الذي غادر سوريا بعد تعرّضه لاعتداء عنيف من عناصر يُشتبه بانتمائهم إلى قوات الأمن التابعة للدولة في آب 2011 وإصابته بكسور في يدَيه لثنيه عن متابعة عمله: “هذه الجائزة تعني لي الكثير كفنّان، فهي دليل على أن صوتي قد سُمِع. وتمنحني أيضاً الثقة بأنني أسير على الطريق الصحيح، وبأن أفكاري ومثلي العليا تصل إلى الناس”.

أضاف: “أريد أن أشكر جميع من دعم ترشيحي لجائزة جبران تويني. وأعرب عن تقديري الشديد للعمل الرائع الذي يقوم به الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء وجريدة “النهار” في النضال من أجل صحافة حرّة ومن أجل الحق في حرية التعبير”.

ويعمل فرزات في مجال الكاريكاتور منذ ما يزيد عن أربعة عقود، وفي رصيده آلاف الرسوم الكاريكاتورية المنشورة في صحف سورية وعربية ودولية، منها صحيفة “الموند” الفرنسية. ونال العديد من الجوائز الدولية منها جائزة الأمير كلاوس المرموقة التي تمنحها هولندا “للإنجازات في الثقافة والتنمية”. وفي عام 2011، تقاسم مع ناشطين عرب آخرين في “الربيع العربي” “جائزة ساخاروف لحرية الفكر” التي يُقدّمها البرلمان الأوروبي.

وبعد وفاة الرئيس السوري حافظ الأسد في عام 2001، وما أعقبها من ليبرالية محدودة وُصِفَت بـ”ربيع دمشق”، أسّس فرزات صحيفة مستقلّة هي الأولى من نوعها في سوريا منذ العام 1963. وقد اعتمدت جريدة “الدومري” على التمويل الذاتي وجمعت بين الرسومات الكاريكاتورية الساخرة والتقارير الانتقادية عن الفساد وغياب الكفاءة لدى المسؤولين، وواظبت على الصدور طيلة عامَين قبل أن تحتجب جرّاء الضغوط الحكومية والصعوبات المادّية والرقابة.

ومع اشتداد الانتفاضة السورية ضد حكم الرئيس بشار الأسد، أصبح فرزات أكثر مباشرةً في رسومه الكاريكاتورية التي ينتقد فيها النظام، لا سيما الشخصيات الحكومية. وقال في مقابلة مع شبكة “بي بي سي” في آذار 2012 عن الانتقادات المتنامية له من الفصائل الموالية للحكومة: “وُلدت لأكون رسّام كاريكاتور، كي أعارض، وأختلف مع النظام الذي يرتكب… أموراً سيئة. هذا ما أفعله”.

وقال الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأخبار عن اختياره للفائز بجائزة جبران تويني: “الطرافة اللاذعة التي يتحلّى بها علي فرزات والتزامه الشديد فضح تجاوزات السلطة جعلا منه مصدر تبكيت قوياً للحكّام الديكتاتوريين والأنظمة الفاسدة في مختلف أنحاء العالم العربي. فقد أصبحت رسوماته الكاريكاتورية أيقونات للمقاومة، ورموزاً كونية عن حرّية التعبير يتردّد صداها في مختلف أنحاء العالم. هذه الجائزة شهادةٌ لشجاعته وعزمه على الوقوف في وجه القمع كشخصية قيادية في جيل لا يهاب رفع الصوت ضد الظلم”.

اما الشهيد جبران تويني، فكان شخصية فريدة في الاتحاد العالمي للصحف لمدة تناهز العشرين عاماً، وكان عضواً أساسياً في لجنة حرية الصحافة التابعة للاتحاد، وعضواً في مجلس الإدارة لأكثر من عقد، ومشاركاً دائماً في البعثات إلى المناطق التي تتعرّض فيها حرية التعبير للقمع، وكان مستشاراً وداعماً على الدوام للمسؤولين في المنظمة عن شؤون حرية الصحافة والحريات في العالم العربي. وقد أطلق الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء وآل تويني الجائزة لتشجيع الناشرين والمحرّرين الشجعان والصحف الحرة والمستقلة في العالم العربي.

وقالت رئيسة مجلس إدارة “النهار” نايلة تويني: “إنه لشرف كبير لنا أن فرزات وافق على تسميته للجائزة. قناعاته هي قناعاتنا. ونضاله ليس غريباً عنا. إنه يجسّد حرية التعبير وقيَم الصحافة الحرة، فرغم  الاعتداء الهمجي الذي تعرّض له لم يستسلم. على العكس، واصل مسيرته لأن المبادئ التي يؤمن بها مهمّة جداً له، تماماً كما هي مهمّة للعالم الحر بأسره. وهي مهمّة أيضاً لنا في “النهار”، وقد دفع جبران تويني حياته ثمناً لها”.

ويمثّل الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء (WAN-IFRA) الذي يتّخذ من باريس في فرنسا، ودارمشتات في ألمانيا، مقرّاً له، ويملك فروعاً في سنغافورة والهند وإسبانيا وفرنسا والسويد، أكثر من 18000 مطبوعة، و15000 موقع إلكتروني، و3000 شركة في ما يزيد عن 120 بلداً. مهمّته الأساسية هي الدفاع عن حرية الصحافة وتشجيعها، وتعزيز الصحافة النوعية، والنزاهة التحريرية، وتطوير أعمال مزدهرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى