صفحات العالم

جهاد حزب الله ضد اللبنانيين والسوريين


    علي حماده

قبل يومين شيّع “حزب الله” قائدا عسكريا (علي حسين ناصيف) قتل في سوريا في اطار مهمة عسكرية لدعم قوات النظام والشبيحة في محيط مدينة القصير التي تحولت بفعل القصف المتواصل عليها انقاضا تدافع عنها حفنة من الثوار عقدوا العزم على الموت في سبيل ان يحيا الانسان في سوريا الغد. وبالطبع اعلن الحزب ان ناصيف قتل خلال أدائه “واجبه الجهادي” ولم يفصح أين سقط مع مرافقيه الذين تقول المعلومات إنهم كانوا يساهمون في حصار القصير وقتل أبنائها.

لن ندخل في لعبة التصنيفات التي يعتمدها “حزب الله”. ففي ذلك مضيعة للوقت ليس أوانها.

وبالنسبة الى مقتل حسين ناصيف في سوريا، يؤكد الحادث ما سبق ان حذرنا منه على مر الشهور الماضية بان “حزب الله” يقاتل في سوريا. وعندما نقول انه يقاتل نعني انه يساهم في قتل السوريين جنبا الى جنب مع قاتل الاطفال. وبمعنى ادق ان ايدي “حزب الله” ملطخة بدماء السوريين. والطامة الكبرى ان قادة الحزب دأبوا على نفي الامر وعلى شن حملات اعلامية وسياسية ضد الاستقلاليين في لبنان واتهامهم بالقتال في سوريا وتهريب السلاح والمسلحين. وجاء اليوم الذي انكشف فيه حجم التضليل الذي مورس لحرف الانظار عن اشتراك ميليشيا لبنانية في ذبح السوريين. والامر على جانب كبير من الخطورة وستكون عواقبه خطيرة مستقبلا.

هل نذكر اللبنانيين بالدماء التي أراقها “حزب الله” في لبنان من بداياته حتى يومنا هذا؟ هل نذكر بقتل المثقفين، واليساريين، والشيوعيين، والشيعة المختلفين؟ هل نذكر بمرحلة خطف الاجانب في الثمانينات وقتل السفراء وغيرهم؟ وهل نذكر باغتيال رفيق الحريري واعتبار قاتليه قديسين؟ وهل نذكر بالاغتيالات الاخرى؟ ومحاصرة السرايا الكبيرة واتهام الاستقلاليين بالعمالة واهدار دمائهم، تماما كما تهدر دماء الشيعة الاحرار اليوم؟ وهل نذكر غزوة بيروت واحتلالها وقصف الجبل ومحاولة احتلاله ومحاصرة بلدات في البقاع الاوسط؟ وهل نذكر تحول مناطق نفوذ الحزب كلها مآوى لكل أنواع العصابات والمخالفات والموبقات والفساد والافقار المتعمد؟ وهل نذكر حرب تموز ٢٠٠٦ التي أشعلت خدمة لإيران فقتلت ألفا وثلاثمئة لبناني جلهم شيعة؟

هذا غيض من فيض، وبالنسبة الى السوريين نكتفي بتذكيرهم بما قاله السيد حسن نصرالله يوم مقتل القادة الامنيين في مقر الامن القومي في دمشق اذ وصفهم بـ”رفاق السلاح” الشرفاء!

بعد هذا كله هل نتعجب لأن جهاد “حزب الله” هو ضد اللبنانيين والسوريين على حد سواء؟

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى