حرّاس إسرائيل؟!
راجح الخوري
كل شيء إلا اسرائيل، فلتحترق سوريا والمنطقة بأسرها لكن حذار ان يشتعل ثقاب على حدود اسرائيل في هضبة الجولان المطمئنة والمحروسة جيداً منذ اربعين عاماً، وفي وسع دمشق ان تلقي ما يطيب لها من قصائد الصمود والتصدي و”يا فلسطين جينالك” ولكن اياكم واطلاق رصاصة تعكّر نوم الاسرائيليين!
وهكذا سارع مجلس الامن الى الخروج من اسر “الفيتو” الروسي ليدين بالاجماع وبشدة ايضاً، “المعارك المكثفة” التي جرت على معبر القنيطرة بين الثوار والجيش السوري وادت الى اصابة عنصرين من قوة “الاندوف”. طبعاً لا يعارض احد ان يجتمع مجلس الامن ويطلب المحافظة على بعثة المراقبين الدوليين، لكن اوَليس من العار الاممي ان يُمنع هذا المجلس منذ عامين ونصف من ان يتخذ قراراً لوقف المذابح وحمامات الدم التي اودت بأكثر من 80 الف قتيل في سوريا، او ان يصدر مجرد بيان يدين العنف الوحشي الذي يمارسه النظام ضد الشعب؟
مجلس الامن دعا المتحاربين الى احترام بعثة الامم المتحدة، ولست ادري كيف قبل المندوب الروسي باستعمال كلمة “المتحاربين”، وهو الذي يصرّ على ان المعارضين هم “ارهابيون وتكفيريون”. ثم اذا كان احترام “الاندوف” واجباً أوَليس احترام حياة المدنيين الذين دمرت بيوتهم بالصواريخ والقنابل الروسية واجباً ايضاً ؟ وعندما يعرب اعضاء مجلس الامن بالاجماع عن قلقهم الشديد من المخاطر التي ترتبها الاشتباكات هناك على اتفاق وقف النار مع اسرائيل أوليس من حق المواطن السوري التساؤل ما الذي ايقظ قلقه وهو الذي يتعامى عن عشرات آلاف القتلى ومئات آلاف الجرحى، كما يتعامى ايضاً عن مزاعم النظام السوري الذي هدد بفتح جبهة الجولان، ليقلب الاسرائيليون على ظهورهم من الضحك؟!
كانت اسرائيل غارقة في الحبور والارتياح بعد سقوط القصير، وعندما احتل “الجيش السوري الحر” معبر القنيطرة انتابها القلق الى درجة جعلتها تسمح لدبابات النظام بالدخول الى المنطقة المحايدة للالتفاف على المعارضين واستعادة الموقع، وعندما يصدر بيان اسرائيلي يقول “نتخوف من ان يقع المعبر في ايدي عناصر ذات اجندة غير معروفة بحيث لا نعرف ما اذا كانت معنا أم ضدنا”، فهذا يعني صراحة ان اسرائيل تطمئن الى وجود النظام السوري في الجولان، والدليل ان الاذاعة الاسرائيلية وجهت رسائل الى المستوطنين تقول اطمئنوا الجيش السوري استعاد سيطرته على المعبر!
أمام كل هذا لست ادري بماذا يحس الايرانيون وأذرعهم العسكرية في لبنان والعراق وهم يقاتلون الى جانب نظام مؤتمن على حراسة اسرائيل، ولا ادري ما اذا كان هناك بقية من حياء في روسيا التي تمنع مجلس الامن من رؤية مذبحة العصر. أما عن الحياء الاميركي فحدّث ولا حرج… كلهم حراس اسرائيل!
النهار