صفحات العالم

حلفاء أميركا وإعادة الحسابات/ سميح صعب

 

كلما اقتربت ايران ودول مجموعة 5+1 من صوغ الاتفاق النهائي حول البرنامج النووي الايراني، اقتربت اعادة صياغة منطقة الشرق الاوسط جيوسياسيا وتاليا تجد كل الدول الاخرى في المنطقة نفسها وكأنها دول معلقة في انتظار الدخان الابيض الذي سيتصاعد من فيينا بحلول 20 تموز.

وعلى رغم ان التوصل الى اتفاق ليس مضمونا مئة في المئة، فإن حتى الفشل سيكون له ثمن ايضا مثلما سيكون للنجاح، وتاليا يقف الجميع على رؤوس الاصابع محاولين تلمس المرحلة المقبلة ودفع أقل الخسائر. ويبدو ان الولايات المتحدة التي تجاهلت حلفاءها عند توقيع اتفاق جنيف النووي الموقت في تشرين الثاني من العام الماضي، تحاول الان مع انطلاق الجولة الصعبة والمعقدة لصياغة الاتفاق النووي النهائي بين طهران والدول الكبرى، ان تطلع هؤلاء على ما يجري لئلا تتهمها دول الخليج العربي واسرائيل بالتنكر لمصالحها عندما جلست أميركا وطهران وجها لوجه او ان مصالح الحلفاء في المنطقة لم تؤخذ في الحسبان او أن الصفقة الغربية – الايرانية التي هي صفقة أميركية – ايرانية في الجوهر تمت على حساب الحلفاء.

وفي هذا السياق لم يكن مصادفة اجتماع جدة بين وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل ووزراء الدفاع لدول مجلس التعاون الخليجي الاربعاء الماضي ومن ثم انتقاله الى اسرائيل بالتزامن مع انطلاق الجولة الجديدة من المفاوضات النووية في فيينا. فأميركا تحاول ان تطلع الحلفاء على ما يمكن ان تستقر عليه المنطقة في حال التوصل الى اتفاق وكذلك في حال الفشل في التوصل اليه.

ويبدو أن الحلفاء بعدما لمسوا من الرئيس الاميركي باراك أوباما عزما على التوصل الى اتفاق مع ايران من غير ان يقتنع معهم بجدوى الاستمرار في الضغط عليها وصولا الى المواجهة العسكرية، بدأوا يعيدون الحسابات على هذا الاساس. ومن قبيل ذلك كان ابداء الرغبة السعودية العلنية في “التفاوض” مع ايران وفي توجيه الدعوة الى وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لزيارة الرياض.

وفي سياق اعادة الحسابات، أتى اتفاق حمص القديمة ومن بعده اتفاق عدرا العمالية وكذلك ارجاء فتح جبهات حكي عنها كثيرا والعودة الى البحث عن حلول للحرب السورية في الاطار الاقليمي وخصوصا بعدما كشف الممثل الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي المستقيل عن خطة ايرانية تسلمها في زيارته الاخيرة لطهران ويمكن أي مبعوث مقبل للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ان يبني عليها.

بات من شبه المؤكد ان أي اتفاق على البرنامج النووي الايراني سيدخل المنطقة في مرحلة جديدة من التحالفات والعلاقات لا تشبه مرحلة ما قبل الاتفاق. والعكس صحيح.

النهار

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى