حول رفضي (التعيين انتخابيا) في المكتب التنفيذي لرابطة الكتاب
عبد الرزاق عيد
اتصل بي أحد الأصدقاء يهنئني على نجاحي في قائمة الـ 13 للمكتب التنفيذي لرابطة الكتاب السوريين، دهشت للخبر فاتصلت واستفسرت حول الأمر، ففهمت أنه تمت انتخابات وبدون علمي ، وقد انتخبت فيها دون علمي، وتم التصويت لي دون علمي بل دون أن أصوت حتى لصالح نفسي …بالحقيقة كانت الخيبة شديدة مع حالة من الاشمئزاز والقرف ..إذ أننا بعد كل هذه الأحلام بالحرية التي سقاها شبابنا دما، يأتينا من يستخف بنا بدرجة خفته إنسانيا وأخلاقيا أكثر من استخفاف (اتحاد كتاب علي عقلة عرسان البعثي الأسدي) الذي لم يفعلها معي، حيث كلف العديد من الأصدقاء للإتصال بي لإقناعي بالانضمام لاتحادهم الأسدي، وقاومت خمسا وثلاثين سنة من ضغوط الأصدقاء، الذين طالما أجبتهم الجواب ذاته :إذا كنت مجبرا أن يكون الطاغية الأسد رئيسا لبلدي ….فأي بله وغباء أن أذهب طوعا ليكون (جلاوزته الصغار من كتاب التقارير الأمنية رؤوسائي في الفضاء المقدس الوحيد المتبقي لنا فيه بعض الحرية وهو فضاء الكتابة … من أجل الحصول على سفرة هنا أو سفرة هناك بوفد برئاسة أحد جلاوزته !!!) …
مع ذلك لم يقم جلاوزة الاتحاد (الأسدي) بهذا الاحتيال بوضع اسمي دون معرفتي، مع أن هذا التقليد (بعثي -أمني بامتياز) حيث هناك وزراء لا يعلمون بتنصيبهم كوزراء إلا من خلال الإذاعة السورية … الوزير في العرف الأمني –والأمر كذلك- أقل مرتبة أدبية من الكاتب الذي يحترمونه إلى الحد أنهم لا يعينوه دون معرفة منه، كما فعل معي الأخوة الذين أداروا لعبة تشكيل الرابطة بانتخابي الكاذب بكذب العملية الانتخابية التي أداروها دون علمي….ولهذا عندما اتصلت مطالبا لهم بإلغاء اسمي من هكذا مسخرة، لم أكن غاضبا عندما قلت لهم، هذا عمل (نصب واحتيال)، أربأ بنفسي أن أسكت عليه، من خلال رشوتي بوضع اسمي في هيئة ال13 في اللجنة التنفيذية التي كان فيها أسماء أناس لا علاقة لهم بالكتابة ..طلبت بالاستقالة من منصب لم أرشح نفسي إليه، ووضعت نص هذه الاستقالة على صفحتي على (الفي سبوك) وقد أجبت على استفسار الكثيرين من الأصدقاء ..كما وأرسلت الاستقالة إلى موقع الرابطة ولم ينشروها أكثر من مرة …ثم يأتون ويخبرون الأستاذ حكم البابا بأنهم ” قد وضعوا فيتو على اسمي” على حد تعبيره، شكرا على موقفه المتوقع منه كمثقف حقيقي في مواجهة حالات النصب والاحتيال…
نعم انسحبت دون ضجة أيضا، مكتفيا بتفسير يعني أن هذه الطريقة تؤذيني لأنها تذكرني بعوالم مستنقعية الظلمات الكابوسية للزمن الأسدي …. طبعا دون أن أتحدث عن مدعي الكتابة الذي سيكون زميلا لي في هذه الهيئة، أي الرجل المقصود بأن لا علاقة له بالكتابة سوى بالإنشاء السياسي الخطابي الصائت كوجه آخر للخطاب الرسمي في الكتب المدرسية لـ(لتوجيه السياسي)، وهو يضع نفسه بين الأسماء الأولى الفائزة من حيث عدد الأصوات..لم أرد حينها الإشارة لهذا الموضوع لأن الجميع سيعرف من المقصود ؟ وهو (جورج صبرة ) وسيعزون حديثي ويدرجونه في إطار الخلاف بيني وبين جماعة حزب الشعب، ومن ثم دعوتي له لنقده لنفسه لأنه كان داعية حوار مع النظام الممانع ، والذي كان يقود هذا الاتجاه هو السيد (صبرة)، وما أن بدأت الثورة حتى بدأ (حزب الشعب ) يتصرف كحزب قائد في مقابل الحزب القائد البعثي الأسدي رغم أنه حتى لحظة الثورة كان داعية (فك حصار عن النظام الأسدي..)، وبالتالي فإن وضع الـ (الفيتو) ليس بمستطاع المحتالين الصغار الذي أعلنوا ذلك سرا كرد على طلبي الغاء اسمي، بل هي جزء من الحملة التي بدأها حزب الشعب، منذ وضع الفيتو على انتخابي كرئيس لإعلان دمشق في الخارج رغم أن ذلك لم تكن رغبتي أبدا، ومن ثم الهزيمة الساحقة لمرشهم ، الأمر الذي جعلهم يستخدمون خطابا معاديا متشنجا يتوحد مع خطاب الكتاب الأمنيين الذين لا يستحقون ذكر أسمائهم، وسنذكرهم عندما تتطلب الحقيقة ذلك، ومن ثم بيانهم منذ مؤتمر انطاليا باسم إعلان دمشق بأني لا أمثل الإعلان، ومن ثم بدأت رسائلهم الداخلية الحزبية تتحدث عن عبد الرزاق عيد (المتطرف –الجانح –الطائفي – ذي الخطاب الشوارعي) .
طبعا شكرا لله أنهم أثاروني فانسحبت في الوقت الملائم …قبل إثارة فضائح الفساد وشراء الذمم… وأن الصغار كانوا يريدون أن يبيعوا ويشتروا فينا …طبعا وشكرا للأستاذ حكم البابا المسكون مثلنا بشيطان الحقيقة الفصيح، وليس الشيطان الأخرس الساكت عن الحق…
المصدر: الحوار المتمدن- العدد: 3897 – 31/10/2012